الفصلالسابععشر
و في يوم الزفاف .
وقفت سهيله بفستان زفافها الأبيض و تقف على يمينها تغريد بفستان خطوبتها زمردي اللون ، ، بينما تقف على يسارها الست مريم تظهر فرحتها جلية فى كل ملامحها الجميله و هي سعيدة بارتباط ولديها بهاتين الفتاتين فلكل منهما ، ، يحتل مكانة كبيرة فى قلبها و تعتبرهما ابنتيها اللتان عوضاها عن عدم انجاب الفتيات .
تذكرت الست مريم فهد فى تلك اللحظة كم هو تغير منذ ان غابت عنه حور ، ، أصبح عابس الوجه و حزين القلب دائما ، ، كادت أن تبكى لذكرى حزنه و وجع قلبه ، ، و لكن اليوم لا مجال فيه للدموع فولديها على وشك الارتباط بعشقهما ، ، و انها سعيدة للغاية و خصوصا لعلمها أن فارس قد وقع أسيرا للعشق الملعون .
فقد كان زواجه الأول دون حب ، ، و كان باردا خاليا من المشاعر أما الآن و هي تسلم سهيله الجميله الفاتنه اليه ترى عينان تشعان بالفرحة و الشوق اليها .
نظر فارس الى سهيله و هو لا يصدق أنها صارت زوجته ، ، و أن له الحق فى لمسها و فعل ما يشاء له دون قيود ، ، ليفيق من أفكاره مؤنبا نفسه على استسلامه لمشاعره التى لطالما أنكرها ، ، و يجب أن يتذكر دائما أن سهيله ما هى الا ام بديلة لأولاده فهو لن يستسلم للعشق الملعون هذا ليعيش ضعفه و ألمه و عذابه ، ، اتفاقه مع نفسه قبل أن يكون معها ان تكون أما بديلة لأولاده و يكون هو بديلا لها عن الفقر و الاحتياج بما سيوفره لها من حياة تتمناها الكثيرات من النساء .
أصابت سهيله بخيبة الأمل حين تغيرت نظرة فارس من نظرة معجبة بها و شغوفه ، ، بل نظرة تحمل أكثر من الاعجاب كما تمنت الى نظرة كلها برود و هدوء ، ، تنافس الجليد نفسه فى برودته و هو يأخذ بيدها ليذهب بها الى الحديقة حيث تقام الحفلة ، ، ليجلسها فى المكان المخصص لهم و يجلس بجوارها صامتا ، ، لياتى التوأمين في تلك اللحظه و يرجعا البسمة الى شفتيها لتظل تتحدث معهم و تضحك غافلة عن عينين تعلقا بضحكاتها مع طفليه رغما عنه فهو وقع اسيرا لها و هو يرفض مشاعره .
- -
و على الجانب الاخر عند ريان و تغريد .
أما عند الست مريم سلمت تغريد بدورها الى ريان و هي تبتسم مغادرة ليقول لها ريان بعشق: يخربيت جمالك يا تغريدتي ، ، دا انا مش مصدق ان الجمال ده كله بقى ملكى خلاص .
ابتسمت تغريد فى خجل قائلة : لسة شوية على فكره النهارده خطوبتنا بس مش فرحنا على فكرة ها ركز بس .
رفع ريان حاجبه الأيسر قائلا: نعم يا اختي ده على أساس المأذون اللى لسة ماشى دلوقتى كان ايه ان شاء الله ، ، يا حبيبتي انتى دلوقتى مراتى و مستعد أخطفك حالا و اروح بيكى فى مكان لوحدنا و محدش يقدر ينطق بكلمة واحده حتي انتي بتاعتي و بس يا جميلتي .
رفعت تغريد حاجبها بدورها و هي تقول: حيلك يا اخويا انت قولت ليا بقى عشان كدة صممت نكتب الكتاب مع الخطوبة ، ، لأ خد بالك بقى يا عينيا ، ، ايدك دى تروح كدة أو كدة مش هتلاقيها أصلا ، ، و إياك شوف اياك يا ريان عقلك يوزك و تقول دى سهلة لا دا انا صعبه يا حبيبي انا لحمى مر يا عينيا .
قال ريان فى دهشة: ايه ده كله يا بنتي راحت فين الرقه ، ، و كتله اللطافه اللي كانت هنا دي انتي اتحولتى و لا ايه يا اخ برعي ؟
عقدت تغريد حاجبيها ليقترب ريات منها قائلا فى خبث: و هو حد قالك يا تغريدتي الحلوه مثلا انى هموت و ألمس ايديكى كدة .
و بعد انهي كلامه قام بلمس يدها بعاطفة أذابتها ، ، لتبتلع تغريد ريقها بصعوبة و هى تقع اسيرة لنظرة عينيه ليستكمل كلامه قائلا و هو يدرك تأثيره عليها: و لا حد قالك مثلا انى هموت و أخدك فى حضنى كدة يا تغريدتي ، ، ثم ضمها اليه برفق و هو يغمض عينيه مستنشقا عبيرها الأخاذ ، ، ثم اقترب من اذنها هامسا فى عشق اذابها و اذابه قائلا : و لا حد قالك مثلا انى هموت و أبوسك فى خدودك الحمراء كالفرواله دي .
انهي كلامه ليقبلها قبلة ناعمة بطيئة فى وجنتيها ، ، علت دقات قلبيهما تشاركهما مشاعرهما ، ، لينظر الى وجهها هامسا أمام شفتيها بعشق و شغف و افتتان لكل ملامحها التي خطفت قلبه و عيونه من اول نظره ، ، ثم اكمل كلامه قائلا : اللى بجد ها موت عليه هو انى أبوس شفايفك الكريز دي اللي جننونى من أول يوم شفتك فيه يا تغريدتي .
ابتعدت عنه تغريد فى تلك اللحظة بخجل و هى تدرك انه لو قبلها فى تلك اللحظة ، ، فلن تستطيع المقاومة ، ، لتتجنب التقاء عينيها بعينيه و هى تدرك أن كل كلامها منذ لحظات لا معنى له ، ، و انه ان اراد ان يقترب منها سيقترب و هى لن تستطيع منعه ، ، ليبتسم ريان من خجلها المحبب له ثم اكمل كلامه قائلا: بحبك يا تغريدتي الفاتنه و الله بعشقك و و قعت في عشقك الملعون .
رفعت تغريد عينيها اليه قائلة بهمس: و انا كمان يا ريان بعشقك ، ، بس لو ليا خاطر عندك متقربش منى تانى ، ، لأنى فعلا مش هقدر أقاوم و هستسلم ليك بس هزعل أوى بعدها من نفسى ، ، احنا صحيح اتجوزنا بس انا عاوزه نفضل زى المخطوبين بس ، ، علشان يوم ما نقرب من بعض منسيبش بعض أبدا خالص فهمت يا ريان .
ابتسم ريان بحنان و عشق قائلا : و لو انه طلب صعب جدا عليا بس هحاول يا تغريدتي اعمل ايه بس ؟ جمالك مجننى مخلينى عاوز أعمل حاجات استغفر الله ، ، انا لو أقولها ليكي مش بعيد يغمى عليكى من الكسوف يا قلب ريان .
اغمضت تغريد عينيها قائلة فى يأس: دا انت ما فيش فايدة فيك على فكرة ، ، و ها تفضل قليل الادب يا ريان و انا ماشيه بقا .
لتبتعد تغريد عنه و هو يقول بمرح: خدى بس ها قولك يا بت يا تغريد استني نخرج مع بعض للناس ، ، ها تخرجي لوحدك كدة استني يا بت المجنونه انتي .
ليتبعها ريان و هو يهز راسه مبتسما و هو يقول: طيب و الله احنا الاتنين جوز مجانين و ما جمع الا ما وفق ما شاء الله .
- -
و على الجانب الاخر
كان الجميع ينظر الى كل عروسين بعيون تملؤها السعادة ما عدا فتحيه التى كانت ملامحها باردة ، ، و تنظر الى ساعتها كل فترة تتمنى مرور الوقت حتى تستطيع الخروج من هذا الجحيم و تنظر لهم بعيون حاقده ، ، طلب الدجى من كل عروسين أن يتقدما الى الدائرة المخصصة للرقص ، ، من أجل رقصة السلو ليمسك فارس بيد سهيله التى أمسكتها رغما عنها ، ، وهى تشعر بالمرارة لشعورها بأنه مجبر على تلك الزيجة بينما أمسك ريان بيد تغريد لتنساب الأغنية ، ، تتسلل كلماتها الى وجدان كل عاشق فيهم لم يستطع ، ، فارس ان يحيد بنظره عن وجه سهيله لتحين منها نظرة اليه و تتشابك العيون على كلمات الاغنيه الجميله (٦٠ دقيقة حياة للرائعة أصالة)
نظر ريان الي تغريد بعشق ثم قال : حضنى ده ملكك انتى و بس يا تغريدتي وقت ما تحتاجيه هتلاقيه ديما مفتوح ليكي .
ابتسمت تغريد فى خجل قائلة: و انا مش عاوزه من الدنيا أكتر من كدة ، ، يا ريان حضنك أستخبى فيه من الدنيا كلها انت حبيبي انا و بس .
بينما على الجانب الاخر عند سهيله و فارس استمرت الاغنيه .
قالت له سهيله بعينيها: كل كلمة الاغنية بتقولها بتعبر عن شعورى من ناحيتك يا فارس يا ريتك تحس بيا يا فارس .
لتجيبها عيون فارس : انا خايف أصدق عيونك و خايف اصدق مشاعرى ، ، بس وعد منى ليكى ها يفضل حضنى أمانك و حمايتك لآخر لحظة فى عمرى .
و انتهت الرقصة ليصفق الجميع و يفيق فارس و سهيله من سحر اللحظة لتعود ملامحهم جامدة مرة أخرى و هم يعودون لأماكنهم مره اخري .
- -
و على الجانب الاخر من الفرح عند فهد و ريناد زوجته تلك الحرباء .
كانت ريناد تميل على اذن فهد قائلة بسخرية لا تعكس مشاعر الحقد فى قلبها من الحب الظاهر بعيون كل عروسين: هما اخواتك ازاى يتجوزوا الأشكال دى ، ، هيبوظوا سمعة عيلة الشاذلي كدا بالشكل ده .
زفر فهد بقوة قائلا: خليكى فى حالك يا ريناد لو سمحتي ، ، و مش ليكي دعوة با اخواتي على الأقل اتجوزوا باللى بيحبوهم .
نظرت اليه ريناد بغضب ثم قالت بحده قائلة:
انت تقصد ايه يا فهد بيه ؟
تنهد فهد قائلا: انا مقصدش يا ريناد .
ثم قال فهد بحزم: و يا ريت مسمعش الكلام اللى انتى قولتيه دا بيتقال قدام حد تانى مفهوم ؟
تراجعت ريناد فى مقعدها قائلة فى ملل: اوف بقا مفهوم يا فهد باشا انا ها قوم اروح الحمام.
أومأ فهد برأسه و هو يتمنى لو لم يحضرها الى الحفل ، ، فهو فلم يعد يطيق كلماتها المتعالية والمستفزة ليفيق من أفكاره على مشهد هز قلبه و أصابه بالمرارة ، ، حيث كانت حور تدلف الى الحفل فى تلك اللحظة و هي متأبطة ذراع إيهاب ، ، و كانت تبدو فى غاية الجمال شعر فهد بالغيرة تقطع أحشائه هل وافقت على إيهاب عريسا لها ، ، و لو وافقت لحكمت عليه بالموت قال فهد في همس مرير: و لو مكنش إيهاب هيبقى واحد غيره و لا انت عاوزها تترهبن يا فهد ، ، اكيد فى يوم من الايام هترتبط بحد تانى ، ، حد غيرك انت ها يكون حضنه ملجأها آه و بيوجعك تفكيرك ، ، زي ما انت وجعتها قبل كدة بس زى ما هى اتعودت على ان حضن غيرها كان ملجأك ، ، انت كمان لازم تتعود حتى لو مجرد التفكير بيقتلك ، ، انت اللى عملت كدة و محستش بمشاعركم غير متأخر و متأخر جدا يا فهد .
نظر فهد اليها و هي تتحدث مع والدته بابتسامتها التى يعشقها لتنزل من عينه دمعة ، ، ليشيح بوجهه و هو يمسحها بأنامله بسرعة ، ، غافلا عن تلك العينين التى رأت نظرته و دمعته لتدرك ان المه فى بعدها قويا ، ، كما ألمها فى بعده ، ، و لكنه قرارها الذى لن تتنازل عنه بعد الآن ، ، لا حب بعد اليوم انتهت العشق الملعون و انتهت لعنته وانتهى كل شئ .
- -
و على الجانب الاخر عند العروسين ريان و تغريد .
قال ريان فى فرح: حور اختي حبيبتشي و حشتيني بجد ، ، انا بجد مش مصدق انك هتيجى ؟
نظرت تغريد الى حور ، ، لتتذكر كلمات والدتها بان والد ريان كان سيزوجه تلك الحور، ، و تذكرت انه يوم لقائهم فى الحفل كانت حور ترقص معه ، ، لتقتلها الغيرة و لكن حقا شيئا ما فى ملامح حور و كلماتها ازال تلك الغيرة من قلبها و هي تستمع اليها تقول فى مرح: ازاى مجيش يا ابني ده انا حتى مستنية اليوم ده من زمان جدا ، ، بس و الله القمر دى خسارة فيك دي صاروخ ارض جو يا ابني .
ثم التفتت الى تغريد قائلة: و الله نفسى اقولك مبروك يا بنتي ، ، بس انتى خدتى مصيبة هتخليكى تلفى حوالين نفسك و الله يكون في عونك منه .
ثم اشارت حور الي نفسها قائلة :ابن خالى و طاقق زي احنا عباسيه ههههه .
ابتسمت تغريد و قد انتقل مرح حور اليها قائلة: لا مش عاوزاكي تقلقي خالص دا واخد واحده اجن منه .
قالت حور فى فرحة: ايوا بقا يا جمالو.
لتغمز حور لريان قائلة: مبروك يا ابن خالي.
ابتسم ريان قائلا: عقبالك يا حور يا اختي .
ندم ريان على الفور عند نطقه بجملته عندما اختفى المرح من ملامح حور ، ، لتبتسم ابتسامة لم تصل لعينيها و هي تقول: ان شاء الله اسيبكم بقى عشان ابارك لفارس و سهيله .
غادرتهم حور علي الفور لتميل تغريد على اذن ريان قائلة: هى حور جرالها ايه كانت بتضحك و فجاءه كدا كل ملامحها اتقلبت للحزن يا ريان .
تنهد ريان قائلا: لا دى حكاية طويلة هحكيها ليكي بعدين يا تغريد .
- -
على الجانب الاخر عند سهيله و فارس
كانت حور تقف امام فارس بابتسامه فرحه و هي تقول : دا ألف مليون مبروك يا ابو الفوارس .
ابتسم فارس قائلا: الله يبارك فيكي يا حوريه .
نظرت حور الى سهيله قائلة: الف مليون مبروك يا حبيبتي ربنا و ربنا يسعدكم .
ابتسمت سهيله قائلة: الله يبارك فيكى يا حور.
اقتربت حور من فارس هامسة فى أذنه:
و الله وجه اليوم اللى شفت فيه الحب فى عينيك يا فارس ، ، و بصراحة البنت تستاهل كل العشق دا ربنا يحفظها ليك .
قال فارس بابتسامه مفتعلة: انتي مش هتبطلى رومانسيتك دى ابدا يا حور ، ، انتي فاكره الكل بيحب و عايش قصة عشق و لا اي .
ابتسمت حور قائلة: رومانسية ها ، ، انكر براحتك يا فارس ، ، بس انا مش لوحدى اللى شايفة القصة هنا ، ، و الكل بيدعيلك على فكرة انك تستسلم لمشاعرك دي مره واحده .
تنهد فارس قائلا: طب امشى بقى من هنا و بطلى الكلام العبيط ده .
لتبتسم حور هامسة له: أنا ها مشي علشان سبب واحد و هو سهيله ، ، مش علشان خاطرك لا ، ، علشان خاطر الغلبانة دى اللى عينيها والعة من الغيرة عليك انت يا ابو الفوارس .
اختطف فارس نظرة سريعة الى سهيله ليرى الغيرة واضحة جلية فى عينيها لتخفض نظراتها بخجل ، ، عندما التقت عينيها بعينيه و يدرك هو أنهما يسيران سويا بدرب خطر على كليهما لن يكون به سوى العذاب فهو العشق الملعون يا ساده .
# يتبع
فاطمه محمد
وقفت سهيله بفستان زفافها الأبيض و تقف على يمينها تغريد بفستان خطوبتها زمردي اللون ، ، بينما تقف على يسارها الست مريم تظهر فرحتها جلية فى كل ملامحها الجميله و هي سعيدة بارتباط ولديها بهاتين الفتاتين فلكل منهما ، ، يحتل مكانة كبيرة فى قلبها و تعتبرهما ابنتيها اللتان عوضاها عن عدم انجاب الفتيات .
تذكرت الست مريم فهد فى تلك اللحظة كم هو تغير منذ ان غابت عنه حور ، ، أصبح عابس الوجه و حزين القلب دائما ، ، كادت أن تبكى لذكرى حزنه و وجع قلبه ، ، و لكن اليوم لا مجال فيه للدموع فولديها على وشك الارتباط بعشقهما ، ، و انها سعيدة للغاية و خصوصا لعلمها أن فارس قد وقع أسيرا للعشق الملعون .
فقد كان زواجه الأول دون حب ، ، و كان باردا خاليا من المشاعر أما الآن و هي تسلم سهيله الجميله الفاتنه اليه ترى عينان تشعان بالفرحة و الشوق اليها .
نظر فارس الى سهيله و هو لا يصدق أنها صارت زوجته ، ، و أن له الحق فى لمسها و فعل ما يشاء له دون قيود ، ، ليفيق من أفكاره مؤنبا نفسه على استسلامه لمشاعره التى لطالما أنكرها ، ، و يجب أن يتذكر دائما أن سهيله ما هى الا ام بديلة لأولاده فهو لن يستسلم للعشق الملعون هذا ليعيش ضعفه و ألمه و عذابه ، ، اتفاقه مع نفسه قبل أن يكون معها ان تكون أما بديلة لأولاده و يكون هو بديلا لها عن الفقر و الاحتياج بما سيوفره لها من حياة تتمناها الكثيرات من النساء .
أصابت سهيله بخيبة الأمل حين تغيرت نظرة فارس من نظرة معجبة بها و شغوفه ، ، بل نظرة تحمل أكثر من الاعجاب كما تمنت الى نظرة كلها برود و هدوء ، ، تنافس الجليد نفسه فى برودته و هو يأخذ بيدها ليذهب بها الى الحديقة حيث تقام الحفلة ، ، ليجلسها فى المكان المخصص لهم و يجلس بجوارها صامتا ، ، لياتى التوأمين في تلك اللحظه و يرجعا البسمة الى شفتيها لتظل تتحدث معهم و تضحك غافلة عن عينين تعلقا بضحكاتها مع طفليه رغما عنه فهو وقع اسيرا لها و هو يرفض مشاعره .
- -
و على الجانب الاخر عند ريان و تغريد .
أما عند الست مريم سلمت تغريد بدورها الى ريان و هي تبتسم مغادرة ليقول لها ريان بعشق: يخربيت جمالك يا تغريدتي ، ، دا انا مش مصدق ان الجمال ده كله بقى ملكى خلاص .
ابتسمت تغريد فى خجل قائلة : لسة شوية على فكره النهارده خطوبتنا بس مش فرحنا على فكرة ها ركز بس .
رفع ريان حاجبه الأيسر قائلا: نعم يا اختي ده على أساس المأذون اللى لسة ماشى دلوقتى كان ايه ان شاء الله ، ، يا حبيبتي انتى دلوقتى مراتى و مستعد أخطفك حالا و اروح بيكى فى مكان لوحدنا و محدش يقدر ينطق بكلمة واحده حتي انتي بتاعتي و بس يا جميلتي .
رفعت تغريد حاجبها بدورها و هي تقول: حيلك يا اخويا انت قولت ليا بقى عشان كدة صممت نكتب الكتاب مع الخطوبة ، ، لأ خد بالك بقى يا عينيا ، ، ايدك دى تروح كدة أو كدة مش هتلاقيها أصلا ، ، و إياك شوف اياك يا ريان عقلك يوزك و تقول دى سهلة لا دا انا صعبه يا حبيبي انا لحمى مر يا عينيا .
قال ريان فى دهشة: ايه ده كله يا بنتي راحت فين الرقه ، ، و كتله اللطافه اللي كانت هنا دي انتي اتحولتى و لا ايه يا اخ برعي ؟
عقدت تغريد حاجبيها ليقترب ريات منها قائلا فى خبث: و هو حد قالك يا تغريدتي الحلوه مثلا انى هموت و ألمس ايديكى كدة .
و بعد انهي كلامه قام بلمس يدها بعاطفة أذابتها ، ، لتبتلع تغريد ريقها بصعوبة و هى تقع اسيرة لنظرة عينيه ليستكمل كلامه قائلا و هو يدرك تأثيره عليها: و لا حد قالك مثلا انى هموت و أخدك فى حضنى كدة يا تغريدتي ، ، ثم ضمها اليه برفق و هو يغمض عينيه مستنشقا عبيرها الأخاذ ، ، ثم اقترب من اذنها هامسا فى عشق اذابها و اذابه قائلا : و لا حد قالك مثلا انى هموت و أبوسك فى خدودك الحمراء كالفرواله دي .
انهي كلامه ليقبلها قبلة ناعمة بطيئة فى وجنتيها ، ، علت دقات قلبيهما تشاركهما مشاعرهما ، ، لينظر الى وجهها هامسا أمام شفتيها بعشق و شغف و افتتان لكل ملامحها التي خطفت قلبه و عيونه من اول نظره ، ، ثم اكمل كلامه قائلا : اللى بجد ها موت عليه هو انى أبوس شفايفك الكريز دي اللي جننونى من أول يوم شفتك فيه يا تغريدتي .
ابتعدت عنه تغريد فى تلك اللحظة بخجل و هى تدرك انه لو قبلها فى تلك اللحظة ، ، فلن تستطيع المقاومة ، ، لتتجنب التقاء عينيها بعينيه و هى تدرك أن كل كلامها منذ لحظات لا معنى له ، ، و انه ان اراد ان يقترب منها سيقترب و هى لن تستطيع منعه ، ، ليبتسم ريان من خجلها المحبب له ثم اكمل كلامه قائلا: بحبك يا تغريدتي الفاتنه و الله بعشقك و و قعت في عشقك الملعون .
رفعت تغريد عينيها اليه قائلة بهمس: و انا كمان يا ريان بعشقك ، ، بس لو ليا خاطر عندك متقربش منى تانى ، ، لأنى فعلا مش هقدر أقاوم و هستسلم ليك بس هزعل أوى بعدها من نفسى ، ، احنا صحيح اتجوزنا بس انا عاوزه نفضل زى المخطوبين بس ، ، علشان يوم ما نقرب من بعض منسيبش بعض أبدا خالص فهمت يا ريان .
ابتسم ريان بحنان و عشق قائلا : و لو انه طلب صعب جدا عليا بس هحاول يا تغريدتي اعمل ايه بس ؟ جمالك مجننى مخلينى عاوز أعمل حاجات استغفر الله ، ، انا لو أقولها ليكي مش بعيد يغمى عليكى من الكسوف يا قلب ريان .
اغمضت تغريد عينيها قائلة فى يأس: دا انت ما فيش فايدة فيك على فكرة ، ، و ها تفضل قليل الادب يا ريان و انا ماشيه بقا .
لتبتعد تغريد عنه و هو يقول بمرح: خدى بس ها قولك يا بت يا تغريد استني نخرج مع بعض للناس ، ، ها تخرجي لوحدك كدة استني يا بت المجنونه انتي .
ليتبعها ريان و هو يهز راسه مبتسما و هو يقول: طيب و الله احنا الاتنين جوز مجانين و ما جمع الا ما وفق ما شاء الله .
- -
و على الجانب الاخر
كان الجميع ينظر الى كل عروسين بعيون تملؤها السعادة ما عدا فتحيه التى كانت ملامحها باردة ، ، و تنظر الى ساعتها كل فترة تتمنى مرور الوقت حتى تستطيع الخروج من هذا الجحيم و تنظر لهم بعيون حاقده ، ، طلب الدجى من كل عروسين أن يتقدما الى الدائرة المخصصة للرقص ، ، من أجل رقصة السلو ليمسك فارس بيد سهيله التى أمسكتها رغما عنها ، ، وهى تشعر بالمرارة لشعورها بأنه مجبر على تلك الزيجة بينما أمسك ريان بيد تغريد لتنساب الأغنية ، ، تتسلل كلماتها الى وجدان كل عاشق فيهم لم يستطع ، ، فارس ان يحيد بنظره عن وجه سهيله لتحين منها نظرة اليه و تتشابك العيون على كلمات الاغنيه الجميله (٦٠ دقيقة حياة للرائعة أصالة)
نظر ريان الي تغريد بعشق ثم قال : حضنى ده ملكك انتى و بس يا تغريدتي وقت ما تحتاجيه هتلاقيه ديما مفتوح ليكي .
ابتسمت تغريد فى خجل قائلة: و انا مش عاوزه من الدنيا أكتر من كدة ، ، يا ريان حضنك أستخبى فيه من الدنيا كلها انت حبيبي انا و بس .
بينما على الجانب الاخر عند سهيله و فارس استمرت الاغنيه .
قالت له سهيله بعينيها: كل كلمة الاغنية بتقولها بتعبر عن شعورى من ناحيتك يا فارس يا ريتك تحس بيا يا فارس .
لتجيبها عيون فارس : انا خايف أصدق عيونك و خايف اصدق مشاعرى ، ، بس وعد منى ليكى ها يفضل حضنى أمانك و حمايتك لآخر لحظة فى عمرى .
و انتهت الرقصة ليصفق الجميع و يفيق فارس و سهيله من سحر اللحظة لتعود ملامحهم جامدة مرة أخرى و هم يعودون لأماكنهم مره اخري .
- -
و على الجانب الاخر من الفرح عند فهد و ريناد زوجته تلك الحرباء .
كانت ريناد تميل على اذن فهد قائلة بسخرية لا تعكس مشاعر الحقد فى قلبها من الحب الظاهر بعيون كل عروسين: هما اخواتك ازاى يتجوزوا الأشكال دى ، ، هيبوظوا سمعة عيلة الشاذلي كدا بالشكل ده .
زفر فهد بقوة قائلا: خليكى فى حالك يا ريناد لو سمحتي ، ، و مش ليكي دعوة با اخواتي على الأقل اتجوزوا باللى بيحبوهم .
نظرت اليه ريناد بغضب ثم قالت بحده قائلة:
انت تقصد ايه يا فهد بيه ؟
تنهد فهد قائلا: انا مقصدش يا ريناد .
ثم قال فهد بحزم: و يا ريت مسمعش الكلام اللى انتى قولتيه دا بيتقال قدام حد تانى مفهوم ؟
تراجعت ريناد فى مقعدها قائلة فى ملل: اوف بقا مفهوم يا فهد باشا انا ها قوم اروح الحمام.
أومأ فهد برأسه و هو يتمنى لو لم يحضرها الى الحفل ، ، فهو فلم يعد يطيق كلماتها المتعالية والمستفزة ليفيق من أفكاره على مشهد هز قلبه و أصابه بالمرارة ، ، حيث كانت حور تدلف الى الحفل فى تلك اللحظة و هي متأبطة ذراع إيهاب ، ، و كانت تبدو فى غاية الجمال شعر فهد بالغيرة تقطع أحشائه هل وافقت على إيهاب عريسا لها ، ، و لو وافقت لحكمت عليه بالموت قال فهد في همس مرير: و لو مكنش إيهاب هيبقى واحد غيره و لا انت عاوزها تترهبن يا فهد ، ، اكيد فى يوم من الايام هترتبط بحد تانى ، ، حد غيرك انت ها يكون حضنه ملجأها آه و بيوجعك تفكيرك ، ، زي ما انت وجعتها قبل كدة بس زى ما هى اتعودت على ان حضن غيرها كان ملجأك ، ، انت كمان لازم تتعود حتى لو مجرد التفكير بيقتلك ، ، انت اللى عملت كدة و محستش بمشاعركم غير متأخر و متأخر جدا يا فهد .
نظر فهد اليها و هي تتحدث مع والدته بابتسامتها التى يعشقها لتنزل من عينه دمعة ، ، ليشيح بوجهه و هو يمسحها بأنامله بسرعة ، ، غافلا عن تلك العينين التى رأت نظرته و دمعته لتدرك ان المه فى بعدها قويا ، ، كما ألمها فى بعده ، ، و لكنه قرارها الذى لن تتنازل عنه بعد الآن ، ، لا حب بعد اليوم انتهت العشق الملعون و انتهت لعنته وانتهى كل شئ .
- -
و على الجانب الاخر عند العروسين ريان و تغريد .
قال ريان فى فرح: حور اختي حبيبتشي و حشتيني بجد ، ، انا بجد مش مصدق انك هتيجى ؟
نظرت تغريد الى حور ، ، لتتذكر كلمات والدتها بان والد ريان كان سيزوجه تلك الحور، ، و تذكرت انه يوم لقائهم فى الحفل كانت حور ترقص معه ، ، لتقتلها الغيرة و لكن حقا شيئا ما فى ملامح حور و كلماتها ازال تلك الغيرة من قلبها و هي تستمع اليها تقول فى مرح: ازاى مجيش يا ابني ده انا حتى مستنية اليوم ده من زمان جدا ، ، بس و الله القمر دى خسارة فيك دي صاروخ ارض جو يا ابني .
ثم التفتت الى تغريد قائلة: و الله نفسى اقولك مبروك يا بنتي ، ، بس انتى خدتى مصيبة هتخليكى تلفى حوالين نفسك و الله يكون في عونك منه .
ثم اشارت حور الي نفسها قائلة :ابن خالى و طاقق زي احنا عباسيه ههههه .
ابتسمت تغريد و قد انتقل مرح حور اليها قائلة: لا مش عاوزاكي تقلقي خالص دا واخد واحده اجن منه .
قالت حور فى فرحة: ايوا بقا يا جمالو.
لتغمز حور لريان قائلة: مبروك يا ابن خالي.
ابتسم ريان قائلا: عقبالك يا حور يا اختي .
ندم ريان على الفور عند نطقه بجملته عندما اختفى المرح من ملامح حور ، ، لتبتسم ابتسامة لم تصل لعينيها و هي تقول: ان شاء الله اسيبكم بقى عشان ابارك لفارس و سهيله .
غادرتهم حور علي الفور لتميل تغريد على اذن ريان قائلة: هى حور جرالها ايه كانت بتضحك و فجاءه كدا كل ملامحها اتقلبت للحزن يا ريان .
تنهد ريان قائلا: لا دى حكاية طويلة هحكيها ليكي بعدين يا تغريد .
- -
على الجانب الاخر عند سهيله و فارس
كانت حور تقف امام فارس بابتسامه فرحه و هي تقول : دا ألف مليون مبروك يا ابو الفوارس .
ابتسم فارس قائلا: الله يبارك فيكي يا حوريه .
نظرت حور الى سهيله قائلة: الف مليون مبروك يا حبيبتي ربنا و ربنا يسعدكم .
ابتسمت سهيله قائلة: الله يبارك فيكى يا حور.
اقتربت حور من فارس هامسة فى أذنه:
و الله وجه اليوم اللى شفت فيه الحب فى عينيك يا فارس ، ، و بصراحة البنت تستاهل كل العشق دا ربنا يحفظها ليك .
قال فارس بابتسامه مفتعلة: انتي مش هتبطلى رومانسيتك دى ابدا يا حور ، ، انتي فاكره الكل بيحب و عايش قصة عشق و لا اي .
ابتسمت حور قائلة: رومانسية ها ، ، انكر براحتك يا فارس ، ، بس انا مش لوحدى اللى شايفة القصة هنا ، ، و الكل بيدعيلك على فكرة انك تستسلم لمشاعرك دي مره واحده .
تنهد فارس قائلا: طب امشى بقى من هنا و بطلى الكلام العبيط ده .
لتبتسم حور هامسة له: أنا ها مشي علشان سبب واحد و هو سهيله ، ، مش علشان خاطرك لا ، ، علشان خاطر الغلبانة دى اللى عينيها والعة من الغيرة عليك انت يا ابو الفوارس .
اختطف فارس نظرة سريعة الى سهيله ليرى الغيرة واضحة جلية فى عينيها لتخفض نظراتها بخجل ، ، عندما التقت عينيها بعينيه و يدرك هو أنهما يسيران سويا بدرب خطر على كليهما لن يكون به سوى العذاب فهو العشق الملعون يا ساده .
# يتبع
فاطمه محمد