الفصلالثامنعشر
ممرضة دمرت حياتي
الحلقة الثامنة عشر
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
رد الحاج محمد بمكر عندما حدثه الحاج غنيم عن رفض حلا الزواج منه بسبب مقاطعة أولاده له... أنا هعرف هخليها توافق ازاي ؟
بس بشرط تشوفلي عروسة أنا كمان صغيرة ، عشان أجدد شبابي.
ضحك غنيم على كلام صاحبه قائلا...وأنا موافق ، هجبلك وحدة أصغر عشان تدعلك كمان ، بس توافق حلا .
وصدقني أنا حبتها مش عشان صغيرة ، لا بالعكس كنت أتمنى تكون أكبر في السن من كده .
عشان محسش بفارق السن ده بينا .
بس أنا حبتها عشان هي حلا فاهمني؟
عشان إنسانة بقلب أبيض ، وحنينة أوي ،ولسانها مش بيعرف غير يقول كل كلمة حلوة .
عمري ما شوفت منها حركة وحشة ، زي حركات البنات
اللي بتشتغل ، أو كلمة أو ضحكة خارجة عن الأدب .
ده غير طبعا لبسها الساتر ،وبتحافظ على الصلاة في كل وقت وبتصوم كمان نوافل .
الحاج محمد بإعجاب ...بسم الله ماشاء الله ، هنيالك بيها يا حاج غنيم والله .
بس قولي طيب معندناش أخت بدال هي بالنوعية الحلوة دي .
ضحك غنيم قائلا ....ولو أني عارفك بتهزر عشان عارف قد إيه أنك بتحب الحاجة أم العيال ويستحيل تجوز عليها .
بس أختها يا سيدى مرتبطة ، هردالك بقا .
الحاج محمد بضحك...يا خسارة ، يلا بقا خيرها في غيرها .
بس فعلا عندك حق ، الحاجة أم العيال ، عندي بستات الدنيا كلها ، ربنا يبارك فيها ويديها الصحة ، ويؤجرها خير عني .
وقفت جمبي لما كنت لسه صبي صغير زمان ،وعاشت معايا
على الحلوة والمرة ،واستحملتني كتير .
لغاية ما الحمد لله ربنا سترها معايا .
الحاج غنيم ...ربنا يبارك فيها وفي ولادك .
بس قولي يلا هتعمل إيه مع حلا .
الحاج محمد ضاحكا. ..مستعجل يا عريس ها !
غنيم ...أيوه أوي ، نفسي أشوفها ، حاسس أنها غايبة عني بقلها سنة .
الحاج محمد ...يا عيني على الحلو لما تبهدله الأيام .
حاضر يا سيدي ودلوقتي هتسمع بودنك .
الحج غنيم بعدم تصديق .....بجد ازاي ده ؟
الحاج محمد ....هات بس رقمها ،وبعدين هتسمع أنا هقول إيه ؟
فاملاه الحاج غنيم الرقم ، فاتصل الحاج محمد على حلا .
سمعت حلا هاتفها يرن ، فدق قلبها فكانت تظنه غنيم ، ولكنها لم تكن لتسجيب له .
ولكن عندما رأته رقم غريب قالت ...يا ترى مين ده ؟
لما أشوف مين وعايز إيه ؟
فاستجابت المكالمة قائلة...السلام عليكم.
الحاج محمد...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
آنسة حلا معايا .
حلا بإستغراب ....أيوه أنا ، خير .
حضرتك مين ؟ وعايز إيه !
الحاج محمد...أنا دكتور محمد في مستشفى العزيز في إمبابة .
وعايز أقول لحضرتك أن استاذ غنيم في حالة حرجة جدا ، ومفيش على لسانه غير كلمة حلا حلا .
فارجوكي يا آنسة ، تيجي بسرعة ، ربما تكوني السبب في نجاته .
خفق قلب حلا وذعرت عند سماعها أنه مريض وفي حالة حرجة فأخذت تردد ...غنيم غنيم ، أنا جاية حالا .
ثم أغلقت الخط ، لتسرع بعدها في ارتداء ملابسها رغم إصابتها وألمها ولكن تناست آلامها ولم تذكر سوى حبها له وقلقها عليه والخوف والفزع من فقدانه .
لتخرج بعدها ، فتراها والدتها فتفزع قائلة ....بت يا حلا !
أنتِ إيه ملبسك كده وأنتِ تعبانة ورايحة على فين ؟
حلا بخجل ...معلش يا ماما ،مشوار كده بسرعة وجاية على طول .
والدة حلا ..مشوار إيه وفين ؟
حلا...لما أجي يا ماما ،مفيش وقت أفهمك دلوقتي .
ثم خرجت مسرعة ، لتترك والدتها في حيرة قائلة ....ملها البت دي مش على بعضها كده ليه ؟
ربنا يسترها وترجع بالسلامه.
......
ابتسم الحاج محمد لغنيم قائلا ...أهي مستحملتش تسمع أنك تعبان ومقدرتش حتى تسمع بقية الكلام وقفلت السكة وجاية جري .
شكلها بتحبك فعلا يا غنيم .
ربنا يكرمكم بالحلال يا صاحبي قريب.
غنيم وقد خفق قلبه ...ياارب .
بس افرض جت تطمن ولسه برده مصممة .
فضحك الحاج محمد قائلا ...لا منا لسه هكمل كلامي معاها .
أول ما تيجي ، بس تكمل أنت الخطة .
الحاج غنيم ...عايزني أعمل إيه ؟
الحاج محمد ...تعمل نفسك تعبان وجايب آخر نفسك ومش قادر تكلم خالص ، بس مفتح عينيك وأول ما تشوفها تتهته بس ،وبعدين تروح مغمض عينيك تاني .
وتخليني أنا أكمل بقا التمثيلية الحلوة دي .
فضحك غنيم ...ده أنت طلعت مخرج جامد أوي وأنا معرفش.
الحاج محمد ...آه يا سيدي ، بس عد الجمايل.
الحاج غنيم ...عيونى بس يحصل .
ثم مرت عدة دقائق وإذ بالباب يفتح عليهم ، لتندفع حلا في اتجاه غنيم وكأنها لا ترى غيره في الغرفة .
تهلل وجه غنيم لرؤيتها ولكن غمزه الحاج محمد ، فتجمدت ملامحه وسكن ولم ينطق .
حلا بفزع ...غنيم ، مالك ، فيك إيه ؟
وإيه حصلك ،وليه كده ؟
رد عليا أرجوك .
ثم انهمرت دموعها كالشلال فتقطع قلب غنيم .
وود لو مسح تلك اللآلىء بأصابعه ولكنه تماسك ،وحاول أن يتحدث كما أشار عليه محمد ، بكلمات غير مفهومة .
لتفزغ أكثر حلا .
حلا ...إيه للدرجاتي ، أنت تعبان .
ثم وقفت قائلة ..طيب فين الدكتور ؟
يقولي مالك ؟
وهنا تحدث الحاج محمد قائلا ...تسمحيلي بكلمة يا آنسة حلا .
فالتفتت له حلا متعجبة ، فهي لم تلاحظ أحدا معه في الغرفة لإنشغالها وقلقها على غنيم .
حلا ...أيوه ، بس حضرتك مين ؟
الحاج محمد ...أنا أخ وصديق لغنيم .
وأنا اللي جبته هنا لما اتصل بيه وقال إلحقني أنا تعبان أوي وبموت .
ولولا ستر ربنا كان راح فيها .
حلا بذعر ...بعد الشر ، بس هو عنده إيه وازاي حصل ده ؟
وليه ؟
الحاج محمد ...معلش تسمحيلي أدخل في حياتك .
فاومأت حلا رأسها ...أي نعم .
فحدثها بقوله ...حضرتك السبب .
صعقت حلا وقالت ...أنااااا ازاي ؟
الحاج محمد ...رفضك للجواز منه ، هو وصله للحالة دي .
وخلته يستسلم لفكرة الموت لغاية ما جاله جلطة من الحزن ،وكان ممكن يروح فيها لا قدر الله .
حلا بغصة مريرة. ...بس أنا غصبا عني .
الحاج محمد ...عارف ، بس للأسف لو حضرتك أصريتي
على موقفك ،الراجل فعلا قلبه ضعيف ،ويعلم المرة اللي فاتت
في العقل المرة الجاية تكون في القلب لا قدر الله وساعتها يبقا الله يرحمه ويموت شهيد حبك .
فصعقت حلا وتركته وأسرعت إلى غنيم وهمست له بحب ...أنا موافقة على الجواز يا غنيم ، موافقة عشان مخسركش وأكون أنا السبب .
مش هتحمل ده ،قوم عشان خاطري ارجوك .
فابتسم غنيم وهمس ..بجد !
فأسرع الحاج محمد بقوله ...الله أكبر ولله الحمد .
شوفتي دخلتك عليه عملت إيه ؟
أهو أول كلمة ينطقها كانت ليكي .
ألف مبروك ، ربنا يتمم بخير ويسعدكوا .
ثم غمز له الحاج محمد وتابع قوله...طيب أنا هروح أجيب أي حاجة من الكافتيريا ، عشان ريقي نشف معاه.
وهرجعلك تاني يا حاج غنيم .
وهذا ليتيح لهم الحديث سويا .
وعندما خرج الحاج محمد .
غنيم بحب وشوق ...بحبك .
فافترشت حلا بنظرها الأرض خجلا ثم همست ...وأنا كمان .
وصدقني كان غصب عني اللي حصل ، بس عشان مكنتش قادرة أشوفك بتخسر ولادك بسببي .
غنيم ....مين قلك كده بس ؟
مش هخسرهم ولا حاجة ، وأنا فكرت في حاجة ، وإن شاء الله تعجبك وتوافقب عليها .
هي أننا نجوز في مكان محدش يعرفه فيهم ، عشان أطمن عليكي محدش يأذيكي فيهم بكلمة حتى أو يضايقك .
ومع الوقت لو اتراضوا ورضيوا بالأمر الواقع ، هخليهم يعرفوا ، ولو مفيش فايدة ، يبقى هما في حالهم وإحنا في حالنا .
وحقهم وحقك محفوظ .
ها إيه رأيك ؟
حلا ببعض الإستياء...أنت عايزنا نجوز في السر !
لا طبعا مردهاش لنفسي ولا على أهلي.
غنيم ...مين قال كده ، وأنا كمان مردهاش ليكي .
ده أنتِ حتة مني يا حلا .
لا هنجوز في العلن بس شقتك محدش هيعرفها غير أهلك وبس تمام .
فابتسمت حلا مرددة ....تمام .
........
أصبح أمجد لا يستطيع الاستغناء عن روان ، ويواقعها كثيرا ، وهي تستجيب بل وتستنزف منه كل مرة أكثر من التي قبلها في المال .
حتى استطاعت أن تدفع مقدم لشقة صغيرة في منطقة لا بأس بها ، أفضل كثيرا من الحي الشعبي الذي تقطن به .
روان بفرحة غامرة ...أخيرا بقا عندي مكان لوحدي أعيش فيه ، بدل الأرف والذل اللي كنت عايشه فيه مع مرات أبويا ، إلهي يجحمها في نار جهنم البعيدة ولا تشوف يوم عدل .
وبدأت يظهر عليها المال في شراء ملابس جديدة وأدوات زينة من النوع الغالي .
بجانب هاتف جديد و أشياء شخصية تدل أنها تملك الكثير من المال .
مما أدى إلى شك زوجة أبيها بها .
مديحة بشك ...البت دى ، شكلها كده ماشية على حل شعرها ، زي ما كنت متوقعة .
مهي هتجيب فلوس منين لكل الحجات اللي بتشتريها دي ؟
أكيد مش معقول ده كله من مرتبها يعني !
بس أنا لازم اتأكد من الموضوع ده .
ولو تأكدت هخلي فضيحتها بجلاجل وهطردها من الشقة .
أنا مش ناقصة بلاوي ، وقلة أدب ، المفضوحة بنت المفضوحة دي.
بس أعمل إيه عشان أتأكد ، أوديها لدكتورة ولا إيه ؟
بس أكيد هتعمل هيصة هناك ومش هترضى .
آه أقولك ، أنا هجبلها الست راضية الداية ، وهتجيب معاها حرمة شديدة شوية .
تمسكها ونشوف ،وهتبقى وقعتها بيضة .
لو طلعت مش بنت بنوت .
وبالفعل حدث ما أرادت وتحدثت مديحة مع الداية في الهاتف وأخبرتها على معاد عودتها من العمل .
لكي تكون في انتظارها حين عودتها ،وأن تأتي بسيدة أخرى معها .
ووافقت الداية مقابل مبلغ مالي ستقدمه لها مديحة .
تهامس أمجد مع روان بعد انتهاء معاد العيادة وهو يبعث بخصلات شعرها .
أمجد ...بقولك ، متخليكى بايتة الليلة معايا .
ولو مش عجبك المكان هنا ، إحنا ممكن نأجر أي شقة برا .
روان بغضب ..لا شقة إيه ؟
إفرض الجيران اشتكوا وبلغوا وهوب لقينا مباحث الآداب فوق دماغنا .
لا أنا مش عايزة فضايح ، كمان مقدرش أبات أنت ناسي أنا ورايا مرات أب لما بتأخر بس شوية ،بتسمعني كلام ملهوش لزمة ،وببقى عايزة أخنقها بإيدي دي .
أمجد ...يادي مرات أبوكي اللي وقفلنا زي المية في الزور دي.
مقولتلك على طريقة نخلص منها خالص ، ولا من شاف ولا مين دري.
لمعت عيني روان قائلة...قصدك الزرنيخ اللي أحطهولها في الأكل لغاية ما تسمم وتموت .
بس لأ أخاف برده ينكشف الموضوع وأروح في حديد .
أمجد ...قولتلك ما تخفيش ،محدش بيكشفه خالص
لو اتحط بنسب صغيرة في الأكل .
روان بقلب يرتجف ...طيب خليني أفكر شوية في الموضوع ده .
وباي دلوقتي يا امجودة.
أمجد ..برده ماشية ،طيب هتوحشيني كتير لغاية بكرة .
بس تعالي بدري أكتر .
عايزين نقضي وقت أطول مع بعض .
روان بدلال ...بس كده عيوني .
ثم طبعت قبلة له على الهواء .
وغادرت ، لتلقى مصيرها الذي ينتظرها على يد مديحة والست راضية .
فيا ترى ما سيحدث ؟
وهل سيعلم أبناء غنيم بزواجه ؟
هذا ما سنعلمه في الحلقة المقبلة بإذن الله.
........
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة الثامنة عشر
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
رد الحاج محمد بمكر عندما حدثه الحاج غنيم عن رفض حلا الزواج منه بسبب مقاطعة أولاده له... أنا هعرف هخليها توافق ازاي ؟
بس بشرط تشوفلي عروسة أنا كمان صغيرة ، عشان أجدد شبابي.
ضحك غنيم على كلام صاحبه قائلا...وأنا موافق ، هجبلك وحدة أصغر عشان تدعلك كمان ، بس توافق حلا .
وصدقني أنا حبتها مش عشان صغيرة ، لا بالعكس كنت أتمنى تكون أكبر في السن من كده .
عشان محسش بفارق السن ده بينا .
بس أنا حبتها عشان هي حلا فاهمني؟
عشان إنسانة بقلب أبيض ، وحنينة أوي ،ولسانها مش بيعرف غير يقول كل كلمة حلوة .
عمري ما شوفت منها حركة وحشة ، زي حركات البنات
اللي بتشتغل ، أو كلمة أو ضحكة خارجة عن الأدب .
ده غير طبعا لبسها الساتر ،وبتحافظ على الصلاة في كل وقت وبتصوم كمان نوافل .
الحاج محمد بإعجاب ...بسم الله ماشاء الله ، هنيالك بيها يا حاج غنيم والله .
بس قولي طيب معندناش أخت بدال هي بالنوعية الحلوة دي .
ضحك غنيم قائلا ....ولو أني عارفك بتهزر عشان عارف قد إيه أنك بتحب الحاجة أم العيال ويستحيل تجوز عليها .
بس أختها يا سيدى مرتبطة ، هردالك بقا .
الحاج محمد بضحك...يا خسارة ، يلا بقا خيرها في غيرها .
بس فعلا عندك حق ، الحاجة أم العيال ، عندي بستات الدنيا كلها ، ربنا يبارك فيها ويديها الصحة ، ويؤجرها خير عني .
وقفت جمبي لما كنت لسه صبي صغير زمان ،وعاشت معايا
على الحلوة والمرة ،واستحملتني كتير .
لغاية ما الحمد لله ربنا سترها معايا .
الحاج غنيم ...ربنا يبارك فيها وفي ولادك .
بس قولي يلا هتعمل إيه مع حلا .
الحاج محمد ضاحكا. ..مستعجل يا عريس ها !
غنيم ...أيوه أوي ، نفسي أشوفها ، حاسس أنها غايبة عني بقلها سنة .
الحاج محمد ...يا عيني على الحلو لما تبهدله الأيام .
حاضر يا سيدي ودلوقتي هتسمع بودنك .
الحج غنيم بعدم تصديق .....بجد ازاي ده ؟
الحاج محمد ....هات بس رقمها ،وبعدين هتسمع أنا هقول إيه ؟
فاملاه الحاج غنيم الرقم ، فاتصل الحاج محمد على حلا .
سمعت حلا هاتفها يرن ، فدق قلبها فكانت تظنه غنيم ، ولكنها لم تكن لتسجيب له .
ولكن عندما رأته رقم غريب قالت ...يا ترى مين ده ؟
لما أشوف مين وعايز إيه ؟
فاستجابت المكالمة قائلة...السلام عليكم.
الحاج محمد...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
آنسة حلا معايا .
حلا بإستغراب ....أيوه أنا ، خير .
حضرتك مين ؟ وعايز إيه !
الحاج محمد...أنا دكتور محمد في مستشفى العزيز في إمبابة .
وعايز أقول لحضرتك أن استاذ غنيم في حالة حرجة جدا ، ومفيش على لسانه غير كلمة حلا حلا .
فارجوكي يا آنسة ، تيجي بسرعة ، ربما تكوني السبب في نجاته .
خفق قلب حلا وذعرت عند سماعها أنه مريض وفي حالة حرجة فأخذت تردد ...غنيم غنيم ، أنا جاية حالا .
ثم أغلقت الخط ، لتسرع بعدها في ارتداء ملابسها رغم إصابتها وألمها ولكن تناست آلامها ولم تذكر سوى حبها له وقلقها عليه والخوف والفزع من فقدانه .
لتخرج بعدها ، فتراها والدتها فتفزع قائلة ....بت يا حلا !
أنتِ إيه ملبسك كده وأنتِ تعبانة ورايحة على فين ؟
حلا بخجل ...معلش يا ماما ،مشوار كده بسرعة وجاية على طول .
والدة حلا ..مشوار إيه وفين ؟
حلا...لما أجي يا ماما ،مفيش وقت أفهمك دلوقتي .
ثم خرجت مسرعة ، لتترك والدتها في حيرة قائلة ....ملها البت دي مش على بعضها كده ليه ؟
ربنا يسترها وترجع بالسلامه.
......
ابتسم الحاج محمد لغنيم قائلا ...أهي مستحملتش تسمع أنك تعبان ومقدرتش حتى تسمع بقية الكلام وقفلت السكة وجاية جري .
شكلها بتحبك فعلا يا غنيم .
ربنا يكرمكم بالحلال يا صاحبي قريب.
غنيم وقد خفق قلبه ...ياارب .
بس افرض جت تطمن ولسه برده مصممة .
فضحك الحاج محمد قائلا ...لا منا لسه هكمل كلامي معاها .
أول ما تيجي ، بس تكمل أنت الخطة .
الحاج غنيم ...عايزني أعمل إيه ؟
الحاج محمد ...تعمل نفسك تعبان وجايب آخر نفسك ومش قادر تكلم خالص ، بس مفتح عينيك وأول ما تشوفها تتهته بس ،وبعدين تروح مغمض عينيك تاني .
وتخليني أنا أكمل بقا التمثيلية الحلوة دي .
فضحك غنيم ...ده أنت طلعت مخرج جامد أوي وأنا معرفش.
الحاج محمد ...آه يا سيدي ، بس عد الجمايل.
الحاج غنيم ...عيونى بس يحصل .
ثم مرت عدة دقائق وإذ بالباب يفتح عليهم ، لتندفع حلا في اتجاه غنيم وكأنها لا ترى غيره في الغرفة .
تهلل وجه غنيم لرؤيتها ولكن غمزه الحاج محمد ، فتجمدت ملامحه وسكن ولم ينطق .
حلا بفزع ...غنيم ، مالك ، فيك إيه ؟
وإيه حصلك ،وليه كده ؟
رد عليا أرجوك .
ثم انهمرت دموعها كالشلال فتقطع قلب غنيم .
وود لو مسح تلك اللآلىء بأصابعه ولكنه تماسك ،وحاول أن يتحدث كما أشار عليه محمد ، بكلمات غير مفهومة .
لتفزغ أكثر حلا .
حلا ...إيه للدرجاتي ، أنت تعبان .
ثم وقفت قائلة ..طيب فين الدكتور ؟
يقولي مالك ؟
وهنا تحدث الحاج محمد قائلا ...تسمحيلي بكلمة يا آنسة حلا .
فالتفتت له حلا متعجبة ، فهي لم تلاحظ أحدا معه في الغرفة لإنشغالها وقلقها على غنيم .
حلا ...أيوه ، بس حضرتك مين ؟
الحاج محمد ...أنا أخ وصديق لغنيم .
وأنا اللي جبته هنا لما اتصل بيه وقال إلحقني أنا تعبان أوي وبموت .
ولولا ستر ربنا كان راح فيها .
حلا بذعر ...بعد الشر ، بس هو عنده إيه وازاي حصل ده ؟
وليه ؟
الحاج محمد ...معلش تسمحيلي أدخل في حياتك .
فاومأت حلا رأسها ...أي نعم .
فحدثها بقوله ...حضرتك السبب .
صعقت حلا وقالت ...أنااااا ازاي ؟
الحاج محمد ...رفضك للجواز منه ، هو وصله للحالة دي .
وخلته يستسلم لفكرة الموت لغاية ما جاله جلطة من الحزن ،وكان ممكن يروح فيها لا قدر الله .
حلا بغصة مريرة. ...بس أنا غصبا عني .
الحاج محمد ...عارف ، بس للأسف لو حضرتك أصريتي
على موقفك ،الراجل فعلا قلبه ضعيف ،ويعلم المرة اللي فاتت
في العقل المرة الجاية تكون في القلب لا قدر الله وساعتها يبقا الله يرحمه ويموت شهيد حبك .
فصعقت حلا وتركته وأسرعت إلى غنيم وهمست له بحب ...أنا موافقة على الجواز يا غنيم ، موافقة عشان مخسركش وأكون أنا السبب .
مش هتحمل ده ،قوم عشان خاطري ارجوك .
فابتسم غنيم وهمس ..بجد !
فأسرع الحاج محمد بقوله ...الله أكبر ولله الحمد .
شوفتي دخلتك عليه عملت إيه ؟
أهو أول كلمة ينطقها كانت ليكي .
ألف مبروك ، ربنا يتمم بخير ويسعدكوا .
ثم غمز له الحاج محمد وتابع قوله...طيب أنا هروح أجيب أي حاجة من الكافتيريا ، عشان ريقي نشف معاه.
وهرجعلك تاني يا حاج غنيم .
وهذا ليتيح لهم الحديث سويا .
وعندما خرج الحاج محمد .
غنيم بحب وشوق ...بحبك .
فافترشت حلا بنظرها الأرض خجلا ثم همست ...وأنا كمان .
وصدقني كان غصب عني اللي حصل ، بس عشان مكنتش قادرة أشوفك بتخسر ولادك بسببي .
غنيم ....مين قلك كده بس ؟
مش هخسرهم ولا حاجة ، وأنا فكرت في حاجة ، وإن شاء الله تعجبك وتوافقب عليها .
هي أننا نجوز في مكان محدش يعرفه فيهم ، عشان أطمن عليكي محدش يأذيكي فيهم بكلمة حتى أو يضايقك .
ومع الوقت لو اتراضوا ورضيوا بالأمر الواقع ، هخليهم يعرفوا ، ولو مفيش فايدة ، يبقى هما في حالهم وإحنا في حالنا .
وحقهم وحقك محفوظ .
ها إيه رأيك ؟
حلا ببعض الإستياء...أنت عايزنا نجوز في السر !
لا طبعا مردهاش لنفسي ولا على أهلي.
غنيم ...مين قال كده ، وأنا كمان مردهاش ليكي .
ده أنتِ حتة مني يا حلا .
لا هنجوز في العلن بس شقتك محدش هيعرفها غير أهلك وبس تمام .
فابتسمت حلا مرددة ....تمام .
........
أصبح أمجد لا يستطيع الاستغناء عن روان ، ويواقعها كثيرا ، وهي تستجيب بل وتستنزف منه كل مرة أكثر من التي قبلها في المال .
حتى استطاعت أن تدفع مقدم لشقة صغيرة في منطقة لا بأس بها ، أفضل كثيرا من الحي الشعبي الذي تقطن به .
روان بفرحة غامرة ...أخيرا بقا عندي مكان لوحدي أعيش فيه ، بدل الأرف والذل اللي كنت عايشه فيه مع مرات أبويا ، إلهي يجحمها في نار جهنم البعيدة ولا تشوف يوم عدل .
وبدأت يظهر عليها المال في شراء ملابس جديدة وأدوات زينة من النوع الغالي .
بجانب هاتف جديد و أشياء شخصية تدل أنها تملك الكثير من المال .
مما أدى إلى شك زوجة أبيها بها .
مديحة بشك ...البت دى ، شكلها كده ماشية على حل شعرها ، زي ما كنت متوقعة .
مهي هتجيب فلوس منين لكل الحجات اللي بتشتريها دي ؟
أكيد مش معقول ده كله من مرتبها يعني !
بس أنا لازم اتأكد من الموضوع ده .
ولو تأكدت هخلي فضيحتها بجلاجل وهطردها من الشقة .
أنا مش ناقصة بلاوي ، وقلة أدب ، المفضوحة بنت المفضوحة دي.
بس أعمل إيه عشان أتأكد ، أوديها لدكتورة ولا إيه ؟
بس أكيد هتعمل هيصة هناك ومش هترضى .
آه أقولك ، أنا هجبلها الست راضية الداية ، وهتجيب معاها حرمة شديدة شوية .
تمسكها ونشوف ،وهتبقى وقعتها بيضة .
لو طلعت مش بنت بنوت .
وبالفعل حدث ما أرادت وتحدثت مديحة مع الداية في الهاتف وأخبرتها على معاد عودتها من العمل .
لكي تكون في انتظارها حين عودتها ،وأن تأتي بسيدة أخرى معها .
ووافقت الداية مقابل مبلغ مالي ستقدمه لها مديحة .
تهامس أمجد مع روان بعد انتهاء معاد العيادة وهو يبعث بخصلات شعرها .
أمجد ...بقولك ، متخليكى بايتة الليلة معايا .
ولو مش عجبك المكان هنا ، إحنا ممكن نأجر أي شقة برا .
روان بغضب ..لا شقة إيه ؟
إفرض الجيران اشتكوا وبلغوا وهوب لقينا مباحث الآداب فوق دماغنا .
لا أنا مش عايزة فضايح ، كمان مقدرش أبات أنت ناسي أنا ورايا مرات أب لما بتأخر بس شوية ،بتسمعني كلام ملهوش لزمة ،وببقى عايزة أخنقها بإيدي دي .
أمجد ...يادي مرات أبوكي اللي وقفلنا زي المية في الزور دي.
مقولتلك على طريقة نخلص منها خالص ، ولا من شاف ولا مين دري.
لمعت عيني روان قائلة...قصدك الزرنيخ اللي أحطهولها في الأكل لغاية ما تسمم وتموت .
بس لأ أخاف برده ينكشف الموضوع وأروح في حديد .
أمجد ...قولتلك ما تخفيش ،محدش بيكشفه خالص
لو اتحط بنسب صغيرة في الأكل .
روان بقلب يرتجف ...طيب خليني أفكر شوية في الموضوع ده .
وباي دلوقتي يا امجودة.
أمجد ..برده ماشية ،طيب هتوحشيني كتير لغاية بكرة .
بس تعالي بدري أكتر .
عايزين نقضي وقت أطول مع بعض .
روان بدلال ...بس كده عيوني .
ثم طبعت قبلة له على الهواء .
وغادرت ، لتلقى مصيرها الذي ينتظرها على يد مديحة والست راضية .
فيا ترى ما سيحدث ؟
وهل سيعلم أبناء غنيم بزواجه ؟
هذا ما سنعلمه في الحلقة المقبلة بإذن الله.
........
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد