الفصل الثاني

كل هذه الأحداث مرت سريعا برأس"السيف"وهو واقف أمام"منصور"،ثم قال:

- إني أتيتك طالبا منك أن تكف عن ايذاء"جاسر"فقط وهذه بعض النقود التى تجعلك تكف شرك عنه.


فرح"منصور"بالطبع فمن يشرب الخمر يبحث عن أي مال ليشتريه،لذلك وافق دون تردد فالكرامة عنده تباع وتشترى.


ومضت الأيام و"جاسر"قد زاد كرهه للقرية وساكينها وحاول اقناع أبيه مجددا،لكن دون جدوى،وبقي أيام قليلة على عيد الأضحى فأعلن الشيخ"حسيب"عن مسابقة مضمونها من يمتطي"الاسمر"وهذا اسم خيل لدى"السيف'لأطول وقت،هو الفائز.


وكان"الاسمر"خيل غير مروض الطبع والكل توقع النتيجة مسبقا،فمن غير تخمين"السيف"سيفوز،سمع"منصور"عن الجائزة عن طريق صاحبه"مختار"وكانت الجائزة الأولى عشرة آلاف جنيه،فأراد"منصور"أن يجرب ركوب"الاسمر"فهو لم يمتطي ابدا خيلا.


ذهب لاسطبل"السيف"في الليل وأخرج"الاسمر"من غرفته فسمع"السيف"صهيل"الاسمر"فخرج من بيته مسرعا،كان"منصور"قد امتطى"الاسمر"دون سرج ولا لجام

وحاول"الاسمر"أن يسقط"منصور"،لكن"منصور"صفعه بيده صفعة جعلت"الاسمر"يقف على رجلان من شدة الألم،وكما قيل"الخيل تعرف خيالها"فبدأ"الاسمر" يركض بكل سرعة و"منصور"فوقه وكأنه جزء منه،وكان"السيف"يراقب من بعد،فشعر بالنقص،فلو شارك"منصور"في السباق فلا ريب أنه سيفوز.


وفي اليوم التالي اتجه"السيف"إلى الشيخ"حسيب"وهو يحمل إقتراح،فقال"السيف":


-أنت أيها الشيخ قد اقترحت بالأمس اقتراحا أردت أن أبين لك بعض مخاطره،فأنت تعرف أن يوم العيد يجب أن يكون عامرا بالسعادة فأخشى أن يسقط أحد المتسابقين من ظهر"الاسمر"فيصاب أو يكسر وهذا سيكون أمر محزنا؛فأنا أقترح أن نضع دائرة على الأرض ويتصارع اثنان فمن يسقط الثاني أو يخرجه من الدائرة يعتبر رابحا.

وافق "الشيخ" بشرط أن يشارك"السيف"،ووافق"السيف"بشرط أنه سينسحب بعد أن يفوز في المباراة الأولى،وكان من ضمن المشاركين"منصور"وتم عمل القرعة،وكان الجميع يتمنى أن يقع"منصور" مع"السيف"ليفوز"السيف"ويريحهم من"منصور"،وصار ما تمناه الجميع وأصبح موعد اللقاء في الغد.

وبعد أن اظلمت السماء اتجه"السيف"لبيت"منصور"الذي كان يسكن مع أمه والذي كان يسكن معه أيضا أخوه"سمير"فطرق الباب ففتح"سمير"الباب ورحب ب"السيف" فسأله عن "منصور"فقال:

-إنه نائم.

وبقي "السيف" ينتظر حتى جاء "منصور" بعد نصف ساعة فأستأذن"سمير" وانصرف فسأله:

- لما تريد المشاركة في المسابقة؟


فقال:

- من أجل الحصول على المال.


فقال له "السيف":

- ما رأيك في الحصول على ضعف الجائزة؟


فقال"منصور":

- مقابل ماذا؟


قال "السيف":

- أن تجعلني أفوز عليك وتجعلني أظهر أني أقوى منك بكثير أمام الجميع.


لم يتردد"منصور"ما دام سيحصل على المال،وبعد أن أجتمع الناس والكل يريد ان يعرف من الغلبة له بين "السيف" وبين "منصور" وبالفعل بدأت المنافسة بين"منصور"و"السيف" وبدأ"منصور"يترنح بيد "السيف" والكل جدا فرح بما تراه أعينهم،منهم من يريد ان يردع"منصور" إن تجاوز حدوده بالفعل أتم "منصور" إتفاقه بأن يجعل "السيف" ينتصر وأوفى"السيف"بعهده مع"منصور".

بعد ما حصل"منصور"على المال بدأ يصرفه في المخدروبدأت أخلاق"منصور"وصاحبه"مختار"تزداد سوء،وعندما أراد"سمير" أخو"منصور" أن يتزوج فطلب من أمه أن تذهب وتكلم أم فتاة أختارها، فلما عرفت أم"منصور" الفتاة التي يريدها ابنه خيرته أما الفتاة او امه،ولأن بعض الرجال تحكمه شهواته اختار"سمير"الزواج من هذه الفتاة فطردته أمه من البيت.

أما"منصور"فكان يعد العدة لمصيبة أعظم من مصيبة أخاه ،فلقد سمع أن ابو"الشيماء"مرض، فذهب للمكان الذي ترعى "الشيماء"ماشيتها فيه ولكن مرت ثلاثة أيام ولم تأتي؛حيث كان أبو"جاسر"يسأل "الشيماء":

- هل أخرجتي الماشية للمرعى؟


فتجيب كما قال لها"جاسر":

-نعم.


وفي اليوم الرابع وبعد الغداء خرج"جاسر" ليهتم بالمزارع فنادى ابو"جاسر"ابنته وقال لها:

-يا"الشيماء" اخرجي الماشية واياك أن تكذبي على رجل مسن.


فوقعت كلماته في قلبها،فعزمت أن تخالف كلام أخوها، وتخرج الماشية للمرعى كما طلب أبوها،وبالفعل خرجت بالماشية في المكان الذي كان ينتظر فيه"منصور"لم يصدق"منصور"عيناه فأخيرا جاءت فريسته وبدأ يراقب المكان فشعر بالأمان والهدوء سيد المكان.


فبدأ يتسلل حتى انقض عليها وأغلق فمها حتى لا تفضحه ومن شدة الهول والفجيعة أغمي عليها بعد أن سرق"منصور" منها شرفها،عاد"جاسر"وقت الغروب للبيت،ولم يجد أخته فسأل أبوه فقال:

- ألم تعد بعد من رعي الغنم؟


دخلت المخاوف في قلب"جاسر" واتجه للمكان الذي بالعادة ترعى فيه ماشيتهم،فوجد أخته مكشوفة ومغمى عليها،فحمل أخته للبيت قبل أن يراه أحد وأدخلها البيت، نهض الأب المريض وشاهد ما حدث لابنته،فلما أفاقت أخبرتهم بما حدث وأخبرتهم أن"منصور"من فعل بها هذا.

شعر الأب بالذنب وكيف عاشت بنته لحظاتها وهي تدافع نفسها أمام هذا الوحش البشري،فوقع الأب واحتار"جاسر" ما يفعل،هل يحمل ابيه أو يقتل"منصور"؟


ولكن ما حيلته سوى أن رضخ للأمر الواقع،بعد أن افاق ابو"جاسر"طلب من ولده أن يدعوا "الشيخ" وبالفعل جاء "الشيخ "وأخبروه بما حدث، بقي "الشيخ" صامتا لا يدري ما يقول، ثم قال:
- هناك حلان لا ثالث لهم، أما نبلغ مركز الشرطة بما حدث. فقال"جاسر":

- ويصبح عارنا على كل لسان؟


فقال"الشيخ ":

-إذا الحل الثاني أقرب هو ننتظر شهرا فإن حملت زواجناها به، وان لم تحمل نصمت عن الموضوع وتنتهي المشكلة.


فقال"جاسر":

- و"منصور" نتركه بلا عقاب؟


فقال "الشيخ":

- لا يمكنني فعل شيء فإن كنت تريد عقابه فالشرطة هي ملجأك.


فما كان من"جاسر"سوى الانتظار، فمر شهر واسبوعان وحدث ما كان يكره ،حيث اتضح أن أخته أصبحت حامل ،فصعق واخفى الموضوع عن "الشيخ"وطلب من أخته أن تحمل أشياء ثقيلة وأعطاءها بعض الحبوب لعل الحمل يسقط ومر أسبوعان آخران دون فائدة،فما كان من"جاسر"سوى اخبار "الشيخ"فغضب منه وقال:

- هل تريد أن تفضح أختك؟


فعزم أن يأتي بمنصور" لبيت ابو"جاسر"ليخطب "الشيماء" رسميا،وبالفعل جاء"منصور" وهو يمني النفس بأن تصبح "الشيماء"زوجته، فلما دخل ابو"جاسر"بدأ يتعجب،نظرات الغضب والحقد الصادرة من ابو"جاسر"وابنه ،فتكلم "الشيخ"وقال:

- أنت فعلت فعلة شنيعة ونحن نريد أن نستر الموضوع ف"الشيماء"حملت منك،والآن نريد أن نزوجها ولكن بشرط الزواج سيكون فقط في الأوراق ولن تدخل عليها.


ضحك"منصور"وبكل عجرفة قال:

- إن أردتم أن تزوجوني بنتكم كما يفعل الناس فأنتم تعرفون مكاني.

وأستمر الحال شهر كاملا في أخذ وعطاء،فلما أحس "الشيخ" أن"منصور" يماطل إتجه لأبو"جاسر"وإبنه وقال لهم:


- لا يوجد حل سوى ارغام"منصور"على الموافقة بالزواج على شروطنا،ولكن يجب أن يساعدنا "السيف"لأنه الوحيد القادر على ارغامه.



وبالفعل أرسل "الشيخ" إلى "السيف" وأخبره بالقصة،توجه "السيف" إلى"منصور" ومعه عشرة آلاف فهذه الطريقة سترغمه على الموافقة، فلما قابل "السيف""منصور" بدأ يحذره من عاقبة الأمور وأن الأمر قد ينكشف فيضطر"جاسر"بأن يبلغ الشرطة فتصبح أنت في ورطة.


فتبسم"منصور"وقال:

- يا أخي لابد أن تعرف أن لكل بداية نهاية وعلى الإنسان أن لا يعترض على الأقدار،فلست أهتم أن تم معاقبتي فأنا مجرم استحق العقوبة.

عرف"السيف" أن الحوار مع"منصور" لا ينفع إلا بلغة المال فأخرج من جيبة عشرة آلاف ثم قال:

- أعتقد أن هذا المال يكفيك.


نظر"منصور" بسخرية وقال:

-عشرة آلاف تكفي مصاريف شاب مقبل على الزواج؟


فقال "السيف":

-اذا كم تريد؟

قال:

-أريد ضعفي هذا المبلغ أي ثلاثين ألف.


كتم "السيف"أهات في قلبه فهذا الشخص المنحل هتك عرض فتاة ولما أرادوا ستر الفتاة أصبح هذا الصعلوك هو المتفضل،
وافق "السيف" بشرط أنه يطلقها حين يطلب منه ذلك.


وبالفعل أقام "الشيخ" وعلى نفقته زواج"منصور"من "الشيماء" لكي يعلم الناس بزاوجهم فتسير الأمور، وفي يوم الزواج بدأ اندهاش الناس ينتشر، كيف تتزوج أجمل فتاة في القرية من صعلوك، بل كيف وافق أبو"جاسر"وابنه على هذا الزواج وهم يكرهون"منصور" أشد الكره فبدأت بعض الشكوك تظهر من هذا الموضوع.


سمعت ام"منصور" بخبر زواج ابنها من"الشيماء" فكادت تطير من الفرحة فهي تعرف البنت وأخلاقها فتأملت أن يهدي الله ابنها على يدها،فتوجهت مسرعة إلى بيت"الشيماء"لترى زوجة ابنها ،فلما طرقت الباب فتحت إحدى عماتها الباب ،فلما رأت أم"منصور"كأنها أشمأزت ،لكن أم"منصور" كانت شديدة لا تسمح أن يهينها أحد،فدفعت عمة "الشيماء"ودخلت فوجدت أجواء حزن لا فرح ورأت "الشيماء" تبكي،فلما اقتربت منها وبفراستها عرفت أن

"الشيماء"حامل وفطنت أن ابنها هو الفاعل، فرجعت لبيتها تحمل معها الخيبة والحسرة
فأخذت بندقيتها وجلست عند الباب تنتظر"منصور" العريس ولكن"منصور"بعد أن تناول العشاء في بيت "الشيخ" ذهب مع صديقه"مختار" ليقضيا باقي وقتهم في غرفة جعلاها مكان لسكرهم وكانت الغرفة تقع في أطراف القرية.


فنامت أم "منصور" عند الباب حتى بدأ آذان الفجر ينشر الأمان ويطرد الشيطان فمر"الشيخ"من جوار بيت أم"منصور" ليصلي ولكنه رأى أم"منصور" نائمة عند الباب والبندقية بيدها،فعرف انها عرفت ما حصل من ابنها فتوجه لها بسرعة وناداها ففتحت عيناه وقالت:

- لم أنم ولن أنم قبل أن افعل ما كان يجب أن تفعلوه،كيف تتركوه حي بعد ما فعل ألا يوجد فيكم رجل رشيد؟


فبدأ "الشيخ" يقنع أم "منصور"بالتراجع عما تنوي فعله لأنها بذلك ستفضح"الشيماء"فأقتنعت أم "منصور"بكلام "الشيخ" ولكنها أقسمت ألا يسكن بعد اليوم في البيت،وبعد أن قربت الشمس للمغيب عاد"منصور" للبيت ولكنه تفاجأ أن مفاتيحه لا تفتح وما لبث قليل إلا وأمه تفتح الباب وبيدها بندقية تصوبها اتجاهه،فقالت:

-لك بضع دقائق لتنجو بروحك فأنا لم أعد أريد أن آراك هنا.


كان يعرف"منصور"أمه ويعرف أنها إذا قالت فعلت فولى هاربا وعاد إلى غرفته التي يشرب الخمر بها ويتعاطى فيها الحشيش.


كل هذه الأحداث مرت سريعا برأس"السيف"وهو واقف أمام"منصور"،ثم قال:

- إني أتيتك طالبا منك أن تكف عن ايذاء"جاسر"فقط وهذه بعض النقود التى تجعلك تكف شرك عنه.


فرح"منصور"بالطبع فمن يشرب الخمر يبحث عن أي مال ليشتريه،لذلك وافق دون تردد فالكرامة عنده تباع وتشترى.


ومضت الأيام و"جاسر"قد زاد كرهه للقرية وساكينها وحاول اقناع أبيه مجددا،لكن دون جدوى،وبقي أيام قليلة على عيد الأضحى فأعلن الشيخ"حسيب"عن مسابقة مضمونها من يمتطي"الاسمر"وهذا اسم خيل لدى"السيف"لأطول وقت،هو الفائز.


وكان"الاسمر"خيل غير مروض الطبع والكل توقع النتيجة مسبقا،فمن غير تخمين"السيف"سيفوز،سمع"منصور"عن الجائزة عن طريق صاحبه"مختار"وكانت الجائزة الأولى عشرة آلاف جنيه،فأراد"منصور"أن يجرب ركوب"الاسمر"فهو لم يمتطي ابدا خيلا.


ذهب لاسطبل"السيف"في الليل وأخرج"الاسمر"من غرفته فسمع"السيف"صهيل"الاسمر"فخرج من بيته مسرعا،كان"منصور"قد امتطى"الاسمر"دون سرج ولا لجام

وحاول"الاسمر"أن يسقط"منصور"،لكن"منصور"صفعه بيده صفعة جعلت"الاسمر"يقف على رجلان من شدة الألم،وكما قيل"الخيل تعرف خيالها"فبدأ"الاسمر" يركض بكل سرعة و"منصور"فوقه وكأنه جزء منه،وكان"السيف"يراقب من بعد،فشعر بالنقص،فلو شارك"منصور"في السباق فلا ريب أنه سيفوز.


وفي اليوم التالي اتجه"السيف"إلى الشيخ"حسيب"وهو يحمل إقتراح،فقال"السيف":

-أنت أيها الشيخ قد اقترحت بالأمس اقتراحا أردت أن أبين لك بعض مخاطره،فأنت تعرف أن يوم العيد يجب أن يكون عامرا بالسعادة فأخشى أن يسقط أحد المتسابقين من ظهر"الاسمر"فيصاب أو يكسر وهذا سيكون أمر محزنا؛فأنا أقترح أن نضع دائرة على الأرض ويتصارع اثنان فمن يسقط الثاني أو يخرجه من الدائرة يعتبر رابحا.


وافق "الشيخ" بشرط أن يشارك"السيف"،ووافق"السيف"بشرط أنه سينسحب بعد أن يفوز في المباراة الأولى،وكان من ضمن المشاركين"منصور"وتم عمل القرعة،وكان الجميع يتمنى أن يقع"منصور" مع"السيف"ليفوز"السيف"ويريحهم من"منصور"،وصار ما تمناه الجميع وأصبح موعد اللقاء في الغد.


وبعد أن اظلمت السماء اتجه"السيف"لبيت"منصور"الذي كان يسكن مع أمه والذي كان يسكن معه أيضا أخوه"سمير"
فطرق الباب ففتح"سمير"الباب ورحب ب"السيف" فسأله عن "منصور"فقال:

-إنه نائم.

وبقي "السيف" ينتظر حتى جاء "منصور" بعد نصف ساعة
فأستأذن"سمير" وانصرف فسأله:


- لما تريد المشاركة في المسابقة؟
فقال:

- من أجل الحصول على المال.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي