الفصل الثاني
وصل اخيراً وعلا الهتاف والصفير والتصفيق القاعة، لكنها لم تستطع رؤيه ملامحه ابداً حتى تم تشغيل تلك الشاشة بجانبه والتى تُظهر وجهه بوضوح.
كاد قلبها أن يتوقف وهى تنظر إليه بأعين متسعه غير مُصدقه أنها منذ لحظات كانت تتحدث معه هو "مراد" كاتبها المفضل،
من فرط صدمتها لم تعى كلماته الأولى هى فقط تتأمله، فهو بعكس ماتخيلته تماماً،
علمت أنه فى العقد الرابع من عمره فتخيلته رجل اشيب متهالك يخلو من الجاذبيه غير رياضى متهدل الجسد لكن ماوجدته بخلاف ذلك.
نعم هو اشيب الفودين يخالط الشيب رأسه لكن بشكل وقور جذاب، اسمر اللون قليلاً مائل إلى الحمره حيث إذا ابتسم لمعت اسنانه واضاءت وجهه.
لاحظت أن عينيه باللون الأخضر الداكن رغم ضيق عينيه واختفائهما عند ابتسامة لكن ابتسامتة تلك اسرت قلبها خاصه مع وجود علامتين تُشبه القوس حول ابتسامته وكأنهما تلفتا النظر إليها عن كثب، هو عريض المنكبين ويبدو أنه طويل القامة فهو من بعيد يظهر جيداً بخلاف الجالسين بجانبه.
افاقت اخيراً من تأملها له لتنصت إليه باهتمام وابتسامتها لاتفارق وجهها، ازدادت ابتسامتها أكثر عندما ترامى إليها قوله ذلك:
_اليوم قد جلست مع أحد معجب بكتاباتي وتحدث معي دون أن يعلم من أنا حتى، الحقيقة أنا شعرت بالسعادة من هذه المناقشة معاها التي وخلت المجاملة أو ما يمسى بالنفاق وساعدتني لمعرفة رأيها في كتاباتي بالضبط؛ أتمنى أن يكون استطع الوصول إلى القاعة ويكون هنا معانا الآن حتى أشكره على اهتمامه بكتاباتي لهذه الدرجة، وأن كان موجود اتمنى أن ينتظرني بعد حفل التوقيع.
اضطرب قلبها بشدة، واخذت تفرك يديها بشكل مبالغ به حيث شعرت أنه يراها بل وينظر إليها مباشراً.
انتهت الندوه فى تمام الثامنة، وظلت هى فى مكانها تنتظر انفضاض الجمع من حوله، حيث هناك المئات من المعجبين ينتظرون توقيعه قبل رحيلهم؛ اخيراً تبقى ثلاثة أشخاص فقط امامه، غادرت مقعدها واقتربت منه والابتسامه تملأ وجهها وهى تُمسك النسخة الخاصه بها.
انتهى هو سريعاً وتملص ممن حوله ليلتفت بجسده إليها، لكن فجأه توقفت امامه فتاة على مايبدو أنها مألوفة له فأرتبك هو حين رآها وجذبها من ذراعها إلى الخارج.
لم تفهم هى مايحدث ولم تنتظر عودته حيث ارتفع رنين هاتفها وغادرت مسرعة.
...
دلفت "شمس" إلى بيت والديها بقلق شديد حيث وجدت اباها يعلو وجهه علامات العصبية والتوتر الشديد.
قالت"شمس" بقلق:
_ماذا هناك؟ماذا حدث يا أبي؟
"محمود" والد "شمس":
_اين كنتي كل هذا الوقت؟ وكيف لكي أن تتاخر كل هذا الوقت.
قالت"شمس":
_ماذا هناك يا أبي، اجعلني اطمئن عليها أولاً.
قال"محمود":
_تشعر بتعب بتاكيد ولكن أنتِ لا تضعي هذا في الحسبان.
قالت"شمس":
_أعتذر يا والدي سوف أذهب حتى أراها.
اوقفها اباها قائلاً:
_لا انتظري إن الطبيب لديها في الداخل.
قالت"شمس" في خوف:
_طبيب لما ما الذي حدث لها؟
ادارت "شمس" مقبض الغرفة بقوة دون أن تنتظر رد ابيها لكنها فوجئت بالطبيب امامها فى طريقه إلى الخارج.
تجاهلته مُندفعه إلى الداخل حيثُ تلك المُلقاه على الفراش بينما استقبل "محمود" الطبيب متسائلاً:
_خير أيها الطبيب ماذا لديها؟
قال الطبيب مُطمئناً:
_ اطمن أنه مرض بسيط_انفلونزا _ولكنه شديد قليلاً، تحتاج فقط الراحة وأن تتناول بعض المشروبات الدافئة والمسكنات.
قال"محمود":
_لا تحتاج مضاد حيوي.
قال الطبيب:
_لا مطلقاً هذه الورقة بها دواء للكحة وبعض انواع الخافضة للحرارة،وأهم شيء هو الراحة التامة وسوف تكون جيدة جداً.
قال "محمود":
_شكراً أيها الطبيب تفضل.
ما أن غادر الطبيب حتى توجه"محمود" إلى غرفة "شمس" بوجه غاضب راغباً فى إعطائها مُحاضره عن اهمالها ولامبالاتها، لكن اوقفته زوجته ومنعته من الدخول إلى ابنتها عقب رؤيتها لها على ذلك الحال.
"مجيدة" والده "شمس" بعد أن اغلقت الباب على ابنتها:
_أهدى يا "محمود".
قال"محمود":
_هل أنتِ سعيدة بما تفعله أبنتك؟ ألم يكن من المفترض أن تكون قد تعقلت بعد الذي حدث معاها.
قالت"مجيدة" مُعاتبه:
_وماذا الذي حدث لها،لم تكن هي أول واحدة تنفصل عن زوجها؟
قال"محمود" بوجه أحمر من فرط الغضب:
_لا ليست أول امراة تنفصل،ولكنها لديها فتاة يجب عليها أن تراعها وتضعها في الحسبان.
قالت"مجيده" مُهدأه:
_أعتذر منك ولكنك تعلم ما تمر به... تعلم أن الانفصال ليس بالشيء الهين.
قال"محمود" بصوت عالٍ نسبياً:
_قولي إلى ابنتك انها ليست فتاة بل أصبحت امراة بالغة وأيضاً منفصلة، وهناك ناس لا ترحم.
قالت"مجيده "بانفعال:
_ليس لنا دخل في الناس، أنت تعلم كيف قد ربينا ابنتنا.
قال"محمود":
_أنا أعلم ولكن الناس لا تعلم،وأن كان شخص سوف يتعامل معها بشكل جيدة هناك الكثير لن يتعاملوا معها بتلك الطريقة.
قالت"مجيده":
_"شمس"تستطيع أن توقف كل شخص عند حده،ثم أن الناس الآن يختلفون عن زمان،والمطلقات يملئن المجتمع،الناس تفكيرها قد تغير وأصبح الجميع يعلم أن الانفصال ليس عار ولكنك أنت فقط الذي يفكر بهذه المعتقدات القديمة.
قال"محمود" في حزن:
_يا"مجيده" أريدك أن تفهمي، أنا أعلم أن ابنتنا ليس بها عيب وأنها كانت يجب أن تنفصل عن ذلك الرجل،وجيد جداً أننا مازلنا متواجدين لها؛ولكن ما اتحدث عنه انها لا يجب عليها العيش معانا كما كانت قبل الزواج، لا يجب عليها العمل والخروج مع صديقاتها كونها فتاة في العشرين أنها الآن امراة مطلقة ولديها فتاة صغيرة تحتاج إلى رعاية.
قالت"مجيده":
_تقصد أنك لا تريدها تستمتع بتلك الحياة؟
قال "محمود" مُوضحاً:
_تستمتع يا أمراة تستمتع ولكن لا تنسى ابنتها، نحن لا نريد شيء منها ولكن ابنتها لا يجب عليها أن تجلس معانا كما أكثر من ما تجلس مع والدتها، الفتاة لم تكمل بعد السبعة أعوام.
قالت"مجيده":
_سوف تتعدل الامور لا تقلق، "شمس" تحب ابنتها، وأن كان عن العمل فهي تعمل من أجل أن توفر جميع طلبات ابنتها.
قال"محمود" في حيره:
_صدق أصبحت لا اعلم ماذا اقول،اتمنى أن ينصلح الحال.
في داخل غرفة "شمس".
جلست"شمس" أعلى فراشها تحتضن ابنتها بقوة وتُقبلها أعلى جبينها في خوف وقلق وهى تستشعر حرارتها المرتفعه باصابعها.
قالت"يارا"في ضعف:
_لما تأخرت؟ لم أريد أن اتناول الطعام من دونك.
قالت"شمس" بتأنيب ضمير:
_أعتذر يا حبيبتي لا تحزني،ولكن أنا اليوم ذهبت وجلبت لك قصص كثيرة مثل "ميكي"و"روبانزل"و"سندريلا" التي تحبينها، وجلبت لك أيضاً كتب التلوين.
قالت"يارا"بضحكه ضعيفه:
_حقاً أمي؟!
قالت"شمس"وهى تضع رأس ابنتها أعلى الوسادة:
_بطبع يا قلب والدتك،ولكن الآن يجب عليكي النوم وأنا سوف أذهب لجلب الدواء وما أن تستيقظ سوف نقرأ تلك القصص ونلون مع بعضنا البعض اتفقنا.
قالت"يارا"وهى تُغمض عينيها بوهن:
_ حاضر.
ظلت "شمس" بجوار ابنتها حتى شعرت بانتظام انفاسها، قامت بتغطيتها جيداً ثم غادرت غرفتها في هدوء.
اوقفت "شمس" والدتها التى كانت فى طريقها إلى غرفة "يارا" بعد أن اعدت لها حساء الدجاج قائلة:
_أنها قد نامت يا أمي أين الورقة التي اعطاها لك الطبيب حتى أجلب الدواء.
قالت"مجيده":
_أنها هناك على الطاولة، لكن أنا أرى أنك مرهقة، أجلسي يا بنتي وسوف نطلب من الصيدلية.
قالت"شمس":
_ليس هناك داعي يا أمي،سوف أذهب إلى البقال الذي بجانبنا أيضاً سوف أجلب بعض الأشياء التي تحبها "يارا".
قالت"مجيده":
_حسناً يا"شمس"الذي تريدينه افعليه،هل معك مال؟
قالت"شمس":
_نعم،هل أبي ما زال حزين مني؟
قالت"مجيده":
_أنتِ تعلمي يا"شمس" أنه يشعر بالقلق المستمر عليك وعلى ابنتك،أنه لم يجلب أبناء غيرك أنتِ فقط.
قالت"شمس" بابتسامة حزينه:
_أعلم يا أمي،إني حين أعود سوف أطيب خاطره.
اغلقت "شمس" باب المنزل من ورائها بعد مغادرتها لتستند على جدار السلم بوهن وهى تترجل عليه قبل أن تجلس بضعف على إحدى بسطاته وتنهار باكيه فجأة دون أى مقدمات.
كاد قلبها أن يتوقف وهى تنظر إليه بأعين متسعه غير مُصدقه أنها منذ لحظات كانت تتحدث معه هو "مراد" كاتبها المفضل،
من فرط صدمتها لم تعى كلماته الأولى هى فقط تتأمله، فهو بعكس ماتخيلته تماماً،
علمت أنه فى العقد الرابع من عمره فتخيلته رجل اشيب متهالك يخلو من الجاذبيه غير رياضى متهدل الجسد لكن ماوجدته بخلاف ذلك.
نعم هو اشيب الفودين يخالط الشيب رأسه لكن بشكل وقور جذاب، اسمر اللون قليلاً مائل إلى الحمره حيث إذا ابتسم لمعت اسنانه واضاءت وجهه.
لاحظت أن عينيه باللون الأخضر الداكن رغم ضيق عينيه واختفائهما عند ابتسامة لكن ابتسامتة تلك اسرت قلبها خاصه مع وجود علامتين تُشبه القوس حول ابتسامته وكأنهما تلفتا النظر إليها عن كثب، هو عريض المنكبين ويبدو أنه طويل القامة فهو من بعيد يظهر جيداً بخلاف الجالسين بجانبه.
افاقت اخيراً من تأملها له لتنصت إليه باهتمام وابتسامتها لاتفارق وجهها، ازدادت ابتسامتها أكثر عندما ترامى إليها قوله ذلك:
_اليوم قد جلست مع أحد معجب بكتاباتي وتحدث معي دون أن يعلم من أنا حتى، الحقيقة أنا شعرت بالسعادة من هذه المناقشة معاها التي وخلت المجاملة أو ما يمسى بالنفاق وساعدتني لمعرفة رأيها في كتاباتي بالضبط؛ أتمنى أن يكون استطع الوصول إلى القاعة ويكون هنا معانا الآن حتى أشكره على اهتمامه بكتاباتي لهذه الدرجة، وأن كان موجود اتمنى أن ينتظرني بعد حفل التوقيع.
اضطرب قلبها بشدة، واخذت تفرك يديها بشكل مبالغ به حيث شعرت أنه يراها بل وينظر إليها مباشراً.
انتهت الندوه فى تمام الثامنة، وظلت هى فى مكانها تنتظر انفضاض الجمع من حوله، حيث هناك المئات من المعجبين ينتظرون توقيعه قبل رحيلهم؛ اخيراً تبقى ثلاثة أشخاص فقط امامه، غادرت مقعدها واقتربت منه والابتسامه تملأ وجهها وهى تُمسك النسخة الخاصه بها.
انتهى هو سريعاً وتملص ممن حوله ليلتفت بجسده إليها، لكن فجأه توقفت امامه فتاة على مايبدو أنها مألوفة له فأرتبك هو حين رآها وجذبها من ذراعها إلى الخارج.
لم تفهم هى مايحدث ولم تنتظر عودته حيث ارتفع رنين هاتفها وغادرت مسرعة.
...
دلفت "شمس" إلى بيت والديها بقلق شديد حيث وجدت اباها يعلو وجهه علامات العصبية والتوتر الشديد.
قالت"شمس" بقلق:
_ماذا هناك؟ماذا حدث يا أبي؟
"محمود" والد "شمس":
_اين كنتي كل هذا الوقت؟ وكيف لكي أن تتاخر كل هذا الوقت.
قالت"شمس":
_ماذا هناك يا أبي، اجعلني اطمئن عليها أولاً.
قال"محمود":
_تشعر بتعب بتاكيد ولكن أنتِ لا تضعي هذا في الحسبان.
قالت"شمس":
_أعتذر يا والدي سوف أذهب حتى أراها.
اوقفها اباها قائلاً:
_لا انتظري إن الطبيب لديها في الداخل.
قالت"شمس" في خوف:
_طبيب لما ما الذي حدث لها؟
ادارت "شمس" مقبض الغرفة بقوة دون أن تنتظر رد ابيها لكنها فوجئت بالطبيب امامها فى طريقه إلى الخارج.
تجاهلته مُندفعه إلى الداخل حيثُ تلك المُلقاه على الفراش بينما استقبل "محمود" الطبيب متسائلاً:
_خير أيها الطبيب ماذا لديها؟
قال الطبيب مُطمئناً:
_ اطمن أنه مرض بسيط_انفلونزا _ولكنه شديد قليلاً، تحتاج فقط الراحة وأن تتناول بعض المشروبات الدافئة والمسكنات.
قال"محمود":
_لا تحتاج مضاد حيوي.
قال الطبيب:
_لا مطلقاً هذه الورقة بها دواء للكحة وبعض انواع الخافضة للحرارة،وأهم شيء هو الراحة التامة وسوف تكون جيدة جداً.
قال "محمود":
_شكراً أيها الطبيب تفضل.
ما أن غادر الطبيب حتى توجه"محمود" إلى غرفة "شمس" بوجه غاضب راغباً فى إعطائها مُحاضره عن اهمالها ولامبالاتها، لكن اوقفته زوجته ومنعته من الدخول إلى ابنتها عقب رؤيتها لها على ذلك الحال.
"مجيدة" والده "شمس" بعد أن اغلقت الباب على ابنتها:
_أهدى يا "محمود".
قال"محمود":
_هل أنتِ سعيدة بما تفعله أبنتك؟ ألم يكن من المفترض أن تكون قد تعقلت بعد الذي حدث معاها.
قالت"مجيدة" مُعاتبه:
_وماذا الذي حدث لها،لم تكن هي أول واحدة تنفصل عن زوجها؟
قال"محمود" بوجه أحمر من فرط الغضب:
_لا ليست أول امراة تنفصل،ولكنها لديها فتاة يجب عليها أن تراعها وتضعها في الحسبان.
قالت"مجيده" مُهدأه:
_أعتذر منك ولكنك تعلم ما تمر به... تعلم أن الانفصال ليس بالشيء الهين.
قال"محمود" بصوت عالٍ نسبياً:
_قولي إلى ابنتك انها ليست فتاة بل أصبحت امراة بالغة وأيضاً منفصلة، وهناك ناس لا ترحم.
قالت"مجيده "بانفعال:
_ليس لنا دخل في الناس، أنت تعلم كيف قد ربينا ابنتنا.
قال"محمود":
_أنا أعلم ولكن الناس لا تعلم،وأن كان شخص سوف يتعامل معها بشكل جيدة هناك الكثير لن يتعاملوا معها بتلك الطريقة.
قالت"مجيده":
_"شمس"تستطيع أن توقف كل شخص عند حده،ثم أن الناس الآن يختلفون عن زمان،والمطلقات يملئن المجتمع،الناس تفكيرها قد تغير وأصبح الجميع يعلم أن الانفصال ليس عار ولكنك أنت فقط الذي يفكر بهذه المعتقدات القديمة.
قال"محمود" في حزن:
_يا"مجيده" أريدك أن تفهمي، أنا أعلم أن ابنتنا ليس بها عيب وأنها كانت يجب أن تنفصل عن ذلك الرجل،وجيد جداً أننا مازلنا متواجدين لها؛ولكن ما اتحدث عنه انها لا يجب عليها العيش معانا كما كانت قبل الزواج، لا يجب عليها العمل والخروج مع صديقاتها كونها فتاة في العشرين أنها الآن امراة مطلقة ولديها فتاة صغيرة تحتاج إلى رعاية.
قالت"مجيده":
_تقصد أنك لا تريدها تستمتع بتلك الحياة؟
قال "محمود" مُوضحاً:
_تستمتع يا أمراة تستمتع ولكن لا تنسى ابنتها، نحن لا نريد شيء منها ولكن ابنتها لا يجب عليها أن تجلس معانا كما أكثر من ما تجلس مع والدتها، الفتاة لم تكمل بعد السبعة أعوام.
قالت"مجيده":
_سوف تتعدل الامور لا تقلق، "شمس" تحب ابنتها، وأن كان عن العمل فهي تعمل من أجل أن توفر جميع طلبات ابنتها.
قال"محمود" في حيره:
_صدق أصبحت لا اعلم ماذا اقول،اتمنى أن ينصلح الحال.
في داخل غرفة "شمس".
جلست"شمس" أعلى فراشها تحتضن ابنتها بقوة وتُقبلها أعلى جبينها في خوف وقلق وهى تستشعر حرارتها المرتفعه باصابعها.
قالت"يارا"في ضعف:
_لما تأخرت؟ لم أريد أن اتناول الطعام من دونك.
قالت"شمس" بتأنيب ضمير:
_أعتذر يا حبيبتي لا تحزني،ولكن أنا اليوم ذهبت وجلبت لك قصص كثيرة مثل "ميكي"و"روبانزل"و"سندريلا" التي تحبينها، وجلبت لك أيضاً كتب التلوين.
قالت"يارا"بضحكه ضعيفه:
_حقاً أمي؟!
قالت"شمس"وهى تضع رأس ابنتها أعلى الوسادة:
_بطبع يا قلب والدتك،ولكن الآن يجب عليكي النوم وأنا سوف أذهب لجلب الدواء وما أن تستيقظ سوف نقرأ تلك القصص ونلون مع بعضنا البعض اتفقنا.
قالت"يارا"وهى تُغمض عينيها بوهن:
_ حاضر.
ظلت "شمس" بجوار ابنتها حتى شعرت بانتظام انفاسها، قامت بتغطيتها جيداً ثم غادرت غرفتها في هدوء.
اوقفت "شمس" والدتها التى كانت فى طريقها إلى غرفة "يارا" بعد أن اعدت لها حساء الدجاج قائلة:
_أنها قد نامت يا أمي أين الورقة التي اعطاها لك الطبيب حتى أجلب الدواء.
قالت"مجيده":
_أنها هناك على الطاولة، لكن أنا أرى أنك مرهقة، أجلسي يا بنتي وسوف نطلب من الصيدلية.
قالت"شمس":
_ليس هناك داعي يا أمي،سوف أذهب إلى البقال الذي بجانبنا أيضاً سوف أجلب بعض الأشياء التي تحبها "يارا".
قالت"مجيده":
_حسناً يا"شمس"الذي تريدينه افعليه،هل معك مال؟
قالت"شمس":
_نعم،هل أبي ما زال حزين مني؟
قالت"مجيده":
_أنتِ تعلمي يا"شمس" أنه يشعر بالقلق المستمر عليك وعلى ابنتك،أنه لم يجلب أبناء غيرك أنتِ فقط.
قالت"شمس" بابتسامة حزينه:
_أعلم يا أمي،إني حين أعود سوف أطيب خاطره.
اغلقت "شمس" باب المنزل من ورائها بعد مغادرتها لتستند على جدار السلم بوهن وهى تترجل عليه قبل أن تجلس بضعف على إحدى بسطاته وتنهار باكيه فجأة دون أى مقدمات.