الفصل التاسع عشر
ممرضة دمرت حياتي
الحلقة التاسعة عشر
.........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
طلب أمجد من روان أن تأتي له مبكرا في الغد فأجابته
روان بدلال ...بس كده عيوني .
ثم طبعت قبلة له على الهواء .
وغادرت ، لتلقى مصيرها الذي ينتظرها على يد مديحة والست راضية .
الست راضية في منزل مديحة رددت ...هو لسه السنيورة مجتش كل ده ؟
لا كده كتير وأنا عايزة أروح ، الوقت اتأخر والنبي حرصه وصينه جوزي ، هيقلق عليه كده .
فضحكت مديحة بسخرية قائلة ...يختي خلاص يعني الحب مقطع بعضه ، إيش كان بنفسي بسمعكوا بتتخنقوا مع بعض وصوتكوا مسمع الحتة كلها .
ولا صوت القلم بتاعه اللي بيلسوع ده ، بيخرم وداني الاتنين .
الست راضية بحرج ..يوه يا أختي ، مهو ضرب الحبيب زي أكل الزبيب .
مديحة ...آه قولتيلي.
خلاص متقوليش اتأخرتي، وتأخري براحتك ، عشان لما تروحي يزود في الزبيب .
ثم قالت السيدة الأخرى التي معها ...أمال فين يا أختي جوزك ، أبوها يعني ؟
وهو عارف الموضوع ده ولا إيه ؟
عشان لو طلعت صاخ سليم ، متشتكيش ليه .
وساعتها يلومك ولا يزعل منك .
فضحكت مديحة قائلة بثقة ...يزعل مني إيه يا أختي .
لا متقلقيش ، أنا ممشياه على العجين ميلغبطوش .
ومبيقدرش يقولي تلت التلاتة كام .
مسيطرة يعني زي ما بيقولوا .
وبرده عشان زيادة الحرص ، زرفته عشرة جنيه ، يشرب بيها شاي على القهوة ،هو والمقاطيع بتوعه .
عشان يبعد عن خلقتي عقبال ما نشوف الموضوع ده .
الست راضية ...قوية أنتِ يا مديحة أوي .
مديحة وهي تشير بكفها لها ...وقصدها ألا تحسدها .
خمسة وخميسة. يا أختي .
أمال فكراني خايبة زيك
قال ضرب الحبيب زي أكل الزبيب قال، بلا خيبة النسوان اللي ترضى على نفسها الإهانة والضرب .
يبقى تستاهل كل اللي يجرالها بعد كده .
ثم سمعت صوت المفاتيح ، فقالت ...شكلها شرفت بنت المفضوحة .
استعدوا يا نسوان .
فتحت مديحة قبل أن تفتح روان الباب بالمفتاح .
وباغتتها بكلماتها المعهودة ...أهلا يا ست البنات ، لا مش معقول جاية بدري النهاردة على غير العادة يعني .
روان بتهكم ....شكلك بتهزري صح !
أو عايزة حاجة عشان بتغيري النغمة بتاعتك .
قولي عايزة إيه من الآخر يا مديحة ، عشان الليلة دي تعدي
على خير .
مديحة ....عايزاكي تخشي أوضتك وتستريحي كده على السرير كويس .
عشان خالتك الست راضية عايزة تكشف عليكي.
اتسعت عيني روان من المفاجأة لتردد بخوف...لا ، طبعا ده لا يمكن يحصل أبداً .
أنتِ اتجننتي يا مديحة !!
هي حصلت تعملي فيا كده !
وليه إن شاء الله ؟
مديحة بسخرية ...آه حصلت يا بت المفضوحة.
عشان مفيش وحدة محترمة كل يوم تتأخر لنص الليالي كده .
ثم أمسكتها من يديها ودارت بها وهي تنظر إليها قائلة ...وكمان مفيش وحدة بمرتبها الضعيف ، تلبس اللبس الغالي ده ، ولا الشنطة ولا الجزمة اللي كل يوم لون مع الطقم .
ده غير البرفانات والمكياجات واللزي منه .
تقدري تفهميني كل ده منين ؟
إلا لو أنتِ شيفالك شوفة بقا .
وماشية على حل شعرك .
واللي ممشيكب منغنغك كده فلوس .
ارتجفت روان وشعرت أنها وقعت في شر أعمالها .
وحاولت التحدث قائلة ...لا إيه اللي أنتِ بتقوليه ده ؟
أنا أشرف من الشرف .
ويستحيل أخلي الست دي تعمل كده فيا .
مديحة بنظرة آمرة إلى الست راضية ...قومي يا راضية وريني شغلك .
وبعدين نبقا نكلم في المستحيل بتاعك ده .
عشان ده مش عليا أنا يا ست روان .
حاولت روان التراجع للوراء خوفا ، للتقدم من الباب في محاولة للهروب ، قبل أن ينكشف المستور .
ولكن يد الست راضية والسيدة التي معها، كانوا أسبق منها .
فأمسوكها بالفعل وقاموا بتكتيفها ، ثم دفعتها إلى غرفة النوم ،وبطحتها على الفراش .
وهي تصرخ وتستغيث محاولة أن تفلت من بين أيديها ولكن لم ينفعها هذا .
فقد أحكمت السيدة قبضتها عليها ، حتى قامت الست راضية بالكشف عليها .
ومديحة تنتظر بفارغ الصبر النتيجة المتوقعة .
لتذرف روان الدموع بعد اكتشاف أمرها .
لتنطق الست راضية ....أستغفر الله العظيم .
إن الله حليم ستار .
استري عليها يا مديحة معلش ، اعتبريها زي بنتك .
ومتشيعيش الخبر حرام ، حتى عشان الراجل اللي فتحلك بيته ده واتجوزك وجبتي منه عيال .
فغلت الدماء في عروق مديحة ثم تندفع إليها بكل قوتها، وأمسكتها من شعرها بقوة ، جعلت روان تصرخ من الألم .
مديحة بحدة...طلع احساسي صح يا بت ،وماشية على حل شعرك .
آه يا خطية ، يا بنت كذا وكذا .
وليه ده كله عشان الفلوس يا جعانة يا بت المفضوحة .
وعملالي أنك شريفة ، وتقولي متكلميش عليا ولا على أمي .
ما أنتِ سلسال نجس بصحيح .
والود ودي ، دلوقتي أغسل عارك بإيدي وادبحك .
بس أنا هفضحك في الحتة عشان ماليش حد يبص في خلقتك وتبقا سيرتك على كل لسان .
وبعديها أرميكي رمية الكلاب في الشارع، عشان تكملي السكة
اللي أنتِ ماشية فيها براحتك .
الست راضية ...برده يا مديحة ، مفيش فايدة فيكي.
غاوية فضايح ، ربنا يهديكي.
أنا غلطانة أصلا أني سمعت كلامك وجيت.
بس كنت بفتكر البنت صاخ سليم .
معرفش كده .
ثم وجهت كلامها إلى روان قائلة...ليه يا بنتي تعملي في نفسك كده؟
سكة الحرام ، سكة اللي يروح ميرجعش .
ربنا يهديكي يا بنتي.
وأنا خلاص عملت اللي عليا ،وأدي قومة
يلا يا ست عطيات بينا يا حبيبتي ،وخليهم يتصرفوا مع بعض .
عطيات ...يلا بينا ، ربنا يستر على ولايانا .
وعندما غادرتا ،كانت روان ترتجف حزنا على اكتشاف أمرها أمام تلك الحية زوجة أبيها مديحة .
لتقف أمامها مديحة قائلة ...عملتي كده ليه يا بت ؟
روان بانفعال ...كنت عايزة فلوس ، أقدر أعيش بيها زي خلق ربنا .
مديحة ...تقومي تبيعي نفسك .
روان ...ملكيش فيه .
مديحة ...ازاي يا بت كذا ، ده أنا هخلي ليلتك سودة وهفضحك
في كل حتة .
ففكرت روان في اسكاتها بالفلوس حتى لا تفضحها ،حتى تتمكن
من الخروج بسلام من تلك الحارة .
ولكن لن تدعها تتهنى بمالها كثيرا .
فستقدم على ما نصحها به أمجد ، وستضع لها الزرنيخ في الطعام ، حتى تتخلص منها للأبد .
فهي من جنت على نفسها .
ابتسمت روان بمكر قائلة ...طيب يا دوحة ، لو قولتلك تخدي ألفين جنيع وليكي زيهم كل شهر تكتمي على الموضوع ومسمعش صوتك الجميل ده تاني .
ها قولتي إيه ؟
لمعت عيني مديحة وظهر الطمع في عينيها لتقول...خليهم تلاتة وأنا هسكت خالص ، وسرك في بير .
وهسيبك براحتك تعملي اللي عايزاه .
روان محدثة نفسها ...يخربيتك ست طماعة .
مش كنتي بتقولي شرف وأخلاق من شوية وبتحاسبيني .
راح ده كله عشان برده الفلوس .
يعني طلعت أنا وانتي كده واحد خلاص .
امتى هيجي اليوم اللي أسمع خبرك فيه .
روان ...حاضر يا مديحة اتفقنا ، بس لسانك يتحط جوه بوقك .
مديحة ...ماشي.
بس لبسك وبرفانتك وحجتك دي ، لما أعوز أستخدمها متقوليش حاجة .
براحتي صح ؟ ولا عندك مانع .
روان وهي تقطم شفتيها من الغيظ ...ماشي يا مديحة .
وأنا كمان كل خروجة وهجبلك حاجة حلوة تحلي بوقك بيها .
مديحة ...إن شاء الله يخليكي ،كلك ذوق يا روان .
روان محدثة نفسها ...الله يحرقك بجاز .
وبالفعل كانت روان كلما خرجت عادت للمنزل باطباق مختلفة
من الحلوة .
وكانت تخصص نصيب مديحة لوحده وتضع بيه كميات صغيرة من الزرنيخ .
فماذا سيحدث لها ؟؟
..........
حاولت حنين تجاهل طلعت أثناء العمل معه بكافة الطرق .
وكلما نظر إلى عينيها وتجدها تلمع من الدموع .
فأنب نفسه قائلا ...أنت قسيت عليها أوي يا طلعت.
وهي رقيقة متستحمل كده، أعمل إيه ؟.
منا مكنتش قادر أسمعها تحب حتة العيل اللي لسه طالب ده .
طيب وأنا إيه نصيبي ؟
أنا أحق بالحب ده ، أنا محتاجها أكتر منه .
خلاص طيب عاملها بذوق عشان تحبك ، وحاول تكرهها في حكيم ده بأي طريقة .
آه صح هي مش لولو برده بنت طنط نهى معاهم في نفس الدفعة أيوه ،يبقا كده خلاص .
البت دي روشة أوي وتحب المقالب ، هسلطها على حكيم تجيبه على وشه ، بعد ما ترسم عليه الحب وكده .
وأول ما يميل ليها ناخد لهم صورتين .
ونوريها لـ لحنين ،وساعتها هتكره ومش هتلاقي حد يعوضها
عن صدمتها فيه غيري .
وأنا هكون الصدر الحنين ليها طبعا .
وأنا متأكد أنها هتحبني كده ، وتنساه .
........
فابتعد قليلا عن الحجرة التي بها حنين ، ليتصل بـ لولو .
لولو إزيك يا شقية ؟
لولو ...دكتور طلعت ، أهلا أهلا .
أخيرا افتكرت مرة تسأل عليا ولا هي الدكاترة شغلاك للدرجاتي.
فضحك طلعت ....دكاترة ، من يومك دمك خفيف يا عسل .
لولو ...تسلميلي ، هما المهندسين دمهم خفيف كده .
طلعت ...آه ما أنا عارف أخويا ، بس يا ترى زميلك اللي اسمه حكيم ده برده دمه خفيف .
لولو ...باشمهندس حكيم ، لا يا راجل ، ده واد تقيل أوي ،وملهوش في الهجص بتعنا خالص .
طلعت بمكر ...أفهم من كده أنك مش قده ،ومتعرفيش تجيبي رجله .
لا ده أنتِ طلعتي غير ما بسمع عليكي خالص .
بحسبك جامدة وبتقبلي التحدي مهما كان .
لولو ...لا وربنا ده أنا أعجبك أوي ، بس الواد ده مش داخل دماغي خالص.
عشان كده كنت ركناه على جمب .
طلعت ...يعني تقدري عليه ولا متقدريش ؟
لولو ...أقدر ونص طبعا يا دكاترة .
بس سؤال ، ليه يعني الولد ده تحديدا ؟
طلعت ...هقولك كل حاجة ، بس لما تعملي اللي قولتلك عليه .
لولو ...تمام ، أديني كان يوم كده ، وكل شيء هيكون تحت السيطرة .
طلعت ...تمام وأنا في انتظارك .
وأغلق معها الخط مبتسما ثم ولج الحجرة مرة أخرى ، يحاول الحديث معها بأي طريقة ليطيب خاطرها .
طلعت ...يعز عليه أشوف عنيكي دبلانة بسبب الدموع كده
يا حنين .
متصوريش دموعك غالية أوي عندي قد إيه ؟
حنين بعتاب ...الله يسامح اللي كان السبب .
طلعت ...ربنا يسامحه ، بس صدقيني مكنتش أقصد .
فياريت تقبلي اعتذاري.
حنين ..وأنا إيه ؟ عشان أقبل أو أرفض .
على الله حكايتك يا دكتور .
أنا هنا مجرد ممرضة وبس .
فياريت تخليني أشوف شغلي .
طلعت ...شكلك لسه زعلانة !
بس صدقيني أنتِ مقامك عندي أغلى من كده بكتير .
وممرضة إيه ودكتور إيه بس ؟
أنتِ حاجة تانية خالص يا حنين .
حنين بصرامة ...قصدك إيه ؟
طلعت بحرج ...مقصديش ، أنا بس مش عايزك تزعلي مني .
حنين ...خلاص حصل خير .
واستأذنك أتبع شغلي ، بعد إذنك .
ثم تركته وغادرت تتابع حالات المرضى .
...................
عادت حلا إلى منزلها وهي في قمة السعادة .
بعد أن اتفقت مع غنيم على الزواج ووعدها أن يأتي في الغد
إلى والدها لطلب يدها وتحديد موعد الزواج.
ولكنه سيخفي الأمر في بادىء الأمر عن أولاده .
ولكن لها الحق أن تعلن زواجها أم أي أحد .
بل وسيقيم لها فرح في قاعة كي تفرح بزواجها منه
وكل طلباتها ستكون مجابة .
ولكن طلب منها أن تخفي سكنها عن أي أحد غير والديها وأختها ، تحسبا لأي شيء كي لا يصيبها ضرر ، فيصيبه إضعافه .
........
فكيف ستخبر حلا والدايها بأمر الزواج ؟
من رجل يكبرها بثلاثون سنة .
فهي في العشرين وهو في الخمسين ؟ فهل تظنون أنها على حق في ذلك الزواج ؟
وهل الحب فعلا من شأنه الترفع عن موضوع السن هذا ؟
...
أما مديحة وما فعلته مع روان ،هل كانت تستحق ذلك العقاب
الذي سيؤدى بحتفها ؟ .
وما مصير روان بعد تلك الفعلة .
سنعلم في الحلقات القادمة بإذن الله.
......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة التاسعة عشر
.........................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
طلب أمجد من روان أن تأتي له مبكرا في الغد فأجابته
روان بدلال ...بس كده عيوني .
ثم طبعت قبلة له على الهواء .
وغادرت ، لتلقى مصيرها الذي ينتظرها على يد مديحة والست راضية .
الست راضية في منزل مديحة رددت ...هو لسه السنيورة مجتش كل ده ؟
لا كده كتير وأنا عايزة أروح ، الوقت اتأخر والنبي حرصه وصينه جوزي ، هيقلق عليه كده .
فضحكت مديحة بسخرية قائلة ...يختي خلاص يعني الحب مقطع بعضه ، إيش كان بنفسي بسمعكوا بتتخنقوا مع بعض وصوتكوا مسمع الحتة كلها .
ولا صوت القلم بتاعه اللي بيلسوع ده ، بيخرم وداني الاتنين .
الست راضية بحرج ..يوه يا أختي ، مهو ضرب الحبيب زي أكل الزبيب .
مديحة ...آه قولتيلي.
خلاص متقوليش اتأخرتي، وتأخري براحتك ، عشان لما تروحي يزود في الزبيب .
ثم قالت السيدة الأخرى التي معها ...أمال فين يا أختي جوزك ، أبوها يعني ؟
وهو عارف الموضوع ده ولا إيه ؟
عشان لو طلعت صاخ سليم ، متشتكيش ليه .
وساعتها يلومك ولا يزعل منك .
فضحكت مديحة قائلة بثقة ...يزعل مني إيه يا أختي .
لا متقلقيش ، أنا ممشياه على العجين ميلغبطوش .
ومبيقدرش يقولي تلت التلاتة كام .
مسيطرة يعني زي ما بيقولوا .
وبرده عشان زيادة الحرص ، زرفته عشرة جنيه ، يشرب بيها شاي على القهوة ،هو والمقاطيع بتوعه .
عشان يبعد عن خلقتي عقبال ما نشوف الموضوع ده .
الست راضية ...قوية أنتِ يا مديحة أوي .
مديحة وهي تشير بكفها لها ...وقصدها ألا تحسدها .
خمسة وخميسة. يا أختي .
أمال فكراني خايبة زيك
قال ضرب الحبيب زي أكل الزبيب قال، بلا خيبة النسوان اللي ترضى على نفسها الإهانة والضرب .
يبقى تستاهل كل اللي يجرالها بعد كده .
ثم سمعت صوت المفاتيح ، فقالت ...شكلها شرفت بنت المفضوحة .
استعدوا يا نسوان .
فتحت مديحة قبل أن تفتح روان الباب بالمفتاح .
وباغتتها بكلماتها المعهودة ...أهلا يا ست البنات ، لا مش معقول جاية بدري النهاردة على غير العادة يعني .
روان بتهكم ....شكلك بتهزري صح !
أو عايزة حاجة عشان بتغيري النغمة بتاعتك .
قولي عايزة إيه من الآخر يا مديحة ، عشان الليلة دي تعدي
على خير .
مديحة ....عايزاكي تخشي أوضتك وتستريحي كده على السرير كويس .
عشان خالتك الست راضية عايزة تكشف عليكي.
اتسعت عيني روان من المفاجأة لتردد بخوف...لا ، طبعا ده لا يمكن يحصل أبداً .
أنتِ اتجننتي يا مديحة !!
هي حصلت تعملي فيا كده !
وليه إن شاء الله ؟
مديحة بسخرية ...آه حصلت يا بت المفضوحة.
عشان مفيش وحدة محترمة كل يوم تتأخر لنص الليالي كده .
ثم أمسكتها من يديها ودارت بها وهي تنظر إليها قائلة ...وكمان مفيش وحدة بمرتبها الضعيف ، تلبس اللبس الغالي ده ، ولا الشنطة ولا الجزمة اللي كل يوم لون مع الطقم .
ده غير البرفانات والمكياجات واللزي منه .
تقدري تفهميني كل ده منين ؟
إلا لو أنتِ شيفالك شوفة بقا .
وماشية على حل شعرك .
واللي ممشيكب منغنغك كده فلوس .
ارتجفت روان وشعرت أنها وقعت في شر أعمالها .
وحاولت التحدث قائلة ...لا إيه اللي أنتِ بتقوليه ده ؟
أنا أشرف من الشرف .
ويستحيل أخلي الست دي تعمل كده فيا .
مديحة بنظرة آمرة إلى الست راضية ...قومي يا راضية وريني شغلك .
وبعدين نبقا نكلم في المستحيل بتاعك ده .
عشان ده مش عليا أنا يا ست روان .
حاولت روان التراجع للوراء خوفا ، للتقدم من الباب في محاولة للهروب ، قبل أن ينكشف المستور .
ولكن يد الست راضية والسيدة التي معها، كانوا أسبق منها .
فأمسوكها بالفعل وقاموا بتكتيفها ، ثم دفعتها إلى غرفة النوم ،وبطحتها على الفراش .
وهي تصرخ وتستغيث محاولة أن تفلت من بين أيديها ولكن لم ينفعها هذا .
فقد أحكمت السيدة قبضتها عليها ، حتى قامت الست راضية بالكشف عليها .
ومديحة تنتظر بفارغ الصبر النتيجة المتوقعة .
لتذرف روان الدموع بعد اكتشاف أمرها .
لتنطق الست راضية ....أستغفر الله العظيم .
إن الله حليم ستار .
استري عليها يا مديحة معلش ، اعتبريها زي بنتك .
ومتشيعيش الخبر حرام ، حتى عشان الراجل اللي فتحلك بيته ده واتجوزك وجبتي منه عيال .
فغلت الدماء في عروق مديحة ثم تندفع إليها بكل قوتها، وأمسكتها من شعرها بقوة ، جعلت روان تصرخ من الألم .
مديحة بحدة...طلع احساسي صح يا بت ،وماشية على حل شعرك .
آه يا خطية ، يا بنت كذا وكذا .
وليه ده كله عشان الفلوس يا جعانة يا بت المفضوحة .
وعملالي أنك شريفة ، وتقولي متكلميش عليا ولا على أمي .
ما أنتِ سلسال نجس بصحيح .
والود ودي ، دلوقتي أغسل عارك بإيدي وادبحك .
بس أنا هفضحك في الحتة عشان ماليش حد يبص في خلقتك وتبقا سيرتك على كل لسان .
وبعديها أرميكي رمية الكلاب في الشارع، عشان تكملي السكة
اللي أنتِ ماشية فيها براحتك .
الست راضية ...برده يا مديحة ، مفيش فايدة فيكي.
غاوية فضايح ، ربنا يهديكي.
أنا غلطانة أصلا أني سمعت كلامك وجيت.
بس كنت بفتكر البنت صاخ سليم .
معرفش كده .
ثم وجهت كلامها إلى روان قائلة...ليه يا بنتي تعملي في نفسك كده؟
سكة الحرام ، سكة اللي يروح ميرجعش .
ربنا يهديكي يا بنتي.
وأنا خلاص عملت اللي عليا ،وأدي قومة
يلا يا ست عطيات بينا يا حبيبتي ،وخليهم يتصرفوا مع بعض .
عطيات ...يلا بينا ، ربنا يستر على ولايانا .
وعندما غادرتا ،كانت روان ترتجف حزنا على اكتشاف أمرها أمام تلك الحية زوجة أبيها مديحة .
لتقف أمامها مديحة قائلة ...عملتي كده ليه يا بت ؟
روان بانفعال ...كنت عايزة فلوس ، أقدر أعيش بيها زي خلق ربنا .
مديحة ...تقومي تبيعي نفسك .
روان ...ملكيش فيه .
مديحة ...ازاي يا بت كذا ، ده أنا هخلي ليلتك سودة وهفضحك
في كل حتة .
ففكرت روان في اسكاتها بالفلوس حتى لا تفضحها ،حتى تتمكن
من الخروج بسلام من تلك الحارة .
ولكن لن تدعها تتهنى بمالها كثيرا .
فستقدم على ما نصحها به أمجد ، وستضع لها الزرنيخ في الطعام ، حتى تتخلص منها للأبد .
فهي من جنت على نفسها .
ابتسمت روان بمكر قائلة ...طيب يا دوحة ، لو قولتلك تخدي ألفين جنيع وليكي زيهم كل شهر تكتمي على الموضوع ومسمعش صوتك الجميل ده تاني .
ها قولتي إيه ؟
لمعت عيني مديحة وظهر الطمع في عينيها لتقول...خليهم تلاتة وأنا هسكت خالص ، وسرك في بير .
وهسيبك براحتك تعملي اللي عايزاه .
روان محدثة نفسها ...يخربيتك ست طماعة .
مش كنتي بتقولي شرف وأخلاق من شوية وبتحاسبيني .
راح ده كله عشان برده الفلوس .
يعني طلعت أنا وانتي كده واحد خلاص .
امتى هيجي اليوم اللي أسمع خبرك فيه .
روان ...حاضر يا مديحة اتفقنا ، بس لسانك يتحط جوه بوقك .
مديحة ...ماشي.
بس لبسك وبرفانتك وحجتك دي ، لما أعوز أستخدمها متقوليش حاجة .
براحتي صح ؟ ولا عندك مانع .
روان وهي تقطم شفتيها من الغيظ ...ماشي يا مديحة .
وأنا كمان كل خروجة وهجبلك حاجة حلوة تحلي بوقك بيها .
مديحة ...إن شاء الله يخليكي ،كلك ذوق يا روان .
روان محدثة نفسها ...الله يحرقك بجاز .
وبالفعل كانت روان كلما خرجت عادت للمنزل باطباق مختلفة
من الحلوة .
وكانت تخصص نصيب مديحة لوحده وتضع بيه كميات صغيرة من الزرنيخ .
فماذا سيحدث لها ؟؟
..........
حاولت حنين تجاهل طلعت أثناء العمل معه بكافة الطرق .
وكلما نظر إلى عينيها وتجدها تلمع من الدموع .
فأنب نفسه قائلا ...أنت قسيت عليها أوي يا طلعت.
وهي رقيقة متستحمل كده، أعمل إيه ؟.
منا مكنتش قادر أسمعها تحب حتة العيل اللي لسه طالب ده .
طيب وأنا إيه نصيبي ؟
أنا أحق بالحب ده ، أنا محتاجها أكتر منه .
خلاص طيب عاملها بذوق عشان تحبك ، وحاول تكرهها في حكيم ده بأي طريقة .
آه صح هي مش لولو برده بنت طنط نهى معاهم في نفس الدفعة أيوه ،يبقا كده خلاص .
البت دي روشة أوي وتحب المقالب ، هسلطها على حكيم تجيبه على وشه ، بعد ما ترسم عليه الحب وكده .
وأول ما يميل ليها ناخد لهم صورتين .
ونوريها لـ لحنين ،وساعتها هتكره ومش هتلاقي حد يعوضها
عن صدمتها فيه غيري .
وأنا هكون الصدر الحنين ليها طبعا .
وأنا متأكد أنها هتحبني كده ، وتنساه .
........
فابتعد قليلا عن الحجرة التي بها حنين ، ليتصل بـ لولو .
لولو إزيك يا شقية ؟
لولو ...دكتور طلعت ، أهلا أهلا .
أخيرا افتكرت مرة تسأل عليا ولا هي الدكاترة شغلاك للدرجاتي.
فضحك طلعت ....دكاترة ، من يومك دمك خفيف يا عسل .
لولو ...تسلميلي ، هما المهندسين دمهم خفيف كده .
طلعت ...آه ما أنا عارف أخويا ، بس يا ترى زميلك اللي اسمه حكيم ده برده دمه خفيف .
لولو ...باشمهندس حكيم ، لا يا راجل ، ده واد تقيل أوي ،وملهوش في الهجص بتعنا خالص .
طلعت بمكر ...أفهم من كده أنك مش قده ،ومتعرفيش تجيبي رجله .
لا ده أنتِ طلعتي غير ما بسمع عليكي خالص .
بحسبك جامدة وبتقبلي التحدي مهما كان .
لولو ...لا وربنا ده أنا أعجبك أوي ، بس الواد ده مش داخل دماغي خالص.
عشان كده كنت ركناه على جمب .
طلعت ...يعني تقدري عليه ولا متقدريش ؟
لولو ...أقدر ونص طبعا يا دكاترة .
بس سؤال ، ليه يعني الولد ده تحديدا ؟
طلعت ...هقولك كل حاجة ، بس لما تعملي اللي قولتلك عليه .
لولو ...تمام ، أديني كان يوم كده ، وكل شيء هيكون تحت السيطرة .
طلعت ...تمام وأنا في انتظارك .
وأغلق معها الخط مبتسما ثم ولج الحجرة مرة أخرى ، يحاول الحديث معها بأي طريقة ليطيب خاطرها .
طلعت ...يعز عليه أشوف عنيكي دبلانة بسبب الدموع كده
يا حنين .
متصوريش دموعك غالية أوي عندي قد إيه ؟
حنين بعتاب ...الله يسامح اللي كان السبب .
طلعت ...ربنا يسامحه ، بس صدقيني مكنتش أقصد .
فياريت تقبلي اعتذاري.
حنين ..وأنا إيه ؟ عشان أقبل أو أرفض .
على الله حكايتك يا دكتور .
أنا هنا مجرد ممرضة وبس .
فياريت تخليني أشوف شغلي .
طلعت ...شكلك لسه زعلانة !
بس صدقيني أنتِ مقامك عندي أغلى من كده بكتير .
وممرضة إيه ودكتور إيه بس ؟
أنتِ حاجة تانية خالص يا حنين .
حنين بصرامة ...قصدك إيه ؟
طلعت بحرج ...مقصديش ، أنا بس مش عايزك تزعلي مني .
حنين ...خلاص حصل خير .
واستأذنك أتبع شغلي ، بعد إذنك .
ثم تركته وغادرت تتابع حالات المرضى .
...................
عادت حلا إلى منزلها وهي في قمة السعادة .
بعد أن اتفقت مع غنيم على الزواج ووعدها أن يأتي في الغد
إلى والدها لطلب يدها وتحديد موعد الزواج.
ولكنه سيخفي الأمر في بادىء الأمر عن أولاده .
ولكن لها الحق أن تعلن زواجها أم أي أحد .
بل وسيقيم لها فرح في قاعة كي تفرح بزواجها منه
وكل طلباتها ستكون مجابة .
ولكن طلب منها أن تخفي سكنها عن أي أحد غير والديها وأختها ، تحسبا لأي شيء كي لا يصيبها ضرر ، فيصيبه إضعافه .
........
فكيف ستخبر حلا والدايها بأمر الزواج ؟
من رجل يكبرها بثلاثون سنة .
فهي في العشرين وهو في الخمسين ؟ فهل تظنون أنها على حق في ذلك الزواج ؟
وهل الحب فعلا من شأنه الترفع عن موضوع السن هذا ؟
...
أما مديحة وما فعلته مع روان ،هل كانت تستحق ذلك العقاب
الذي سيؤدى بحتفها ؟ .
وما مصير روان بعد تلك الفعلة .
سنعلم في الحلقات القادمة بإذن الله.
......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد