الفصل السابع عشر2
منذ صبيحة اليوم والبيت كله فى حالة تأهب وترقب يوسف استعد للسفر للاسكندرية بصحبة سيف وعدى الذى جاء بعد مكالمة من سيف جعلته يسرع إليهم استعداد للذهاب إليها
حاولت بلسم السفر معهم لكن يوسف رفض خوفا عليها من انفعالها فى حال رأت همس وهو لا يعلم ما الذى ينتظرهم حتى حسام حاول الذهاب معهم لكن رؤيته لعدى جعلته يبتلع رغبته ويظل صامتا وهو يراقب حماسه للوصول إليها
ودعهم الجميع على أمل عودتهم بهمس
طوال الطريق ويوسف يدعى ربه أن يكون الأمر صحيحا وليس مجرد تشابه
أجرى سيف مكالمة مع ناشرة الإعلان ليعرف منها العنوان وهى لم تبخل فى إخباره بمكانها ويوسف يحترق شوقا للقاءها
............
وصلا للعنوان كما أخبرتهم تلك المرأة التى رفضت إخباره باسمها واكتفت بقول فاعلة خير
نظروا للبيت للحظات قبل أن يتقدمهم يوسف صاعدا السلم بسرعة ولهفة توقف أمام شقة حورية يلتقط أنفاسه والتقت عيناه بعينا سيف وعدى يخشون فقدان أمل جاءوا من أجله يخشون ضياع خيط جديد يقربهم منها
حاول يوسف تمالك أعصابه وهو يرفع يده طارقا الباب لحظات وأتاه صوت حورية من الداخل فتحت لهم الباب متسائلة عن الغرباء الذين يقفون أمامها
- نعم .......مين حضراتكم
أجابها يوسف قائلا:إحنا جايين نسأل على همس هى موجودة هنا مش كده
نظرت إليهم بقلق :همس مين وأنتوا مين أصلا؟
- همس يوسف عبد القادر .......بنتى فى ناس قالولى أنها هنا لو سمحتى رد عليا هى موجودة فعلا
- وأنا أعرفكم منين وأنتوا مين قالكم أنها هنا
صاح بها سيف غاضبا:وإحنا هنتبلى عليكى يعنى ولا شكلنا ناس مش مظبوطة
أشار له يوسف بالصمت وأخذ هاتفه مخرجا صورة همس مشيرا لحورية:الصورة اتنشرت من يومين إحنا شفناها امبارح بس هى دى بنتى أرجوكى طمنينى هى فعلا ولا لا
نظرتهم إليهم بحيرة وشفقة على يوسف الذى يقف أمامها أملا أن تكون هى ابنته أفسحت لهم الطريق مرحبة:اتفضلوا همس موجودة
أسرعوا بالدخول فى اللحظة التى خرجت همس من المطبخ تحمل صينية بها كوبين شاى منادية حورية :حورية تعالى أشربى الشاى
توقفت تناظر الواقفين أمامها لحظات تأملتهم كأنها تعرفهم كأنها رأتهم مسبقا ولا تعرف أين ؟
وجوههم ليست بالغريبة
وجوه مألوفة.....ولكن من هؤلاء؟
اندفع يوسف وسيف نحوها بلهفة فارتدت للخلف خائفة متسائلة بخوف:مين دول ياحورية ؟
والدهشة نصيبهم جميعا كيف لاتعرفهم ؟
كيف لا تعرف أبيها وأخيها ؟
ما الذى يحدث لا أحد يفهم نظرتها خوف ورعب منهم
اقترب يوسف منها بلهفة :همس حبيبتى .......إيه يابنتى مش عارفة بابا
نظرت إليه بعجز عن محاولة تذكر متى رأته قبل ذلك بداخلها متأكدة أنها رأته مسبقا ولكن متى ؟
- حبيبتى إزاى مش فاكرانى أنا بابا يوسف
اقترب منها سيف بحيرة مما يحدث :همس حبيبتى أنا سيف أخوكى وده بابا ازاى نسيانا
تراجعت أكثر باكية تنقل عيناها بينهم بخوف:أنا معرفش حد منكم أنا أول مرة أشوفكم
نظرة صادمة على وجه يوسف وسيف وعدى الذى ظل يتابع ما يحدث بحيرة فاقترب منها مبتسما بهدوء:همس ......حبيبتى مالك فيكى إيه أزاى مش عارفة حد فينا ........نسيتنا نسيتى بابا وسيف طيب نستينى أنا نسيتى عدى
تذكرت أنها سمعت اسمه قبلا ولكن فشلت أيضا فى تذكره أكملت ابتعادها لتهرب سريعا نحو غرفتها وهم ينظرون إليها بتعجب مما يحدث
نادتهم حورية قائلة:حضرتك متعرفش اللى حصل لهمس
التف إليها يوسف سائلا بحيرة:حصلها إيه بنتى مش عارفانى إزاى فهمينى؟
ابتعلت ريقها وهى تحاول انتقاء كلماتها :همس .........عملت حادثة و......
استطردت مكملة:وفقدت الذاكرة
اتسعت أعينهم جميعا وحورية تقص عليهم ما حدث لهمس منذ وجدها جاسم إلى أن جاءت لتعيش معها
سألها يوسف بحزن:يعنى هى متعرفش أى حاجة
- أبدا هى متعرفش فى الدنيا غير جاسم اللى لاقاها ومن بعده عيلته وأنا
..................
فى نفس اللحظة التى تحدثهم حورية بشأنها كانت همس تبكى وهى تمسك بهاتفها تتطلب جاسم وجسدها يرتعش خوفا
أجابها بعد فترة مرحبا:صباح الخير يا حبيبتى عاملة ايه النهاردة
أتاه صوتها مرتعشا خائفا:جاسم الحقنى
توقف مكانه متسائلا بقلق :همس فى إيه مالك
تعثلمت فى حديثها قائلة:جاسم فى ناس بره عاوزين يأخدونى
صرخ بها وهو يندفع نحو سيارته :ناس مين دول عايزين منك إيه وفين حورية ........مين دول ودخلوا البيت ازاى ؟
- مش عارفة بس فى واحد بيقول أنه أبويا أنا خايفة أوى يا جاسم تعالى بسرعة متسبنيش لوحدى
حاول التحكم فى أعصابه وهو يحادثها :همس حبيبتى اهدى محدش هيقدر يقرب منك متخافيش أنا مسافة السكة وهكون عندك متخرجيش من الأوضة لحد لما أوصل سمعانى
صوته يشعرها بالأمان يهدئ من روعها أخبرها ألا تخاف وهى تصدقه وتثق به ........تثق بحبه تثق بعشقه لها ورغم ذلك خائفة قلقة هى تشعر أنها تعرفهم ولكن أين ومتى ؟
.....................
أخذ جاسم درجات السلم بسرعة حتى وقف أمام باب شقة حورية يلتقط أنفاسه ولكنه استعاد توازنه سريعا قبل أن يدخل يجول بعينيه في الجالسين برفقة حورية التى قامت إليه مسرعة:جاسم كويس أنك جيت كنت لسه هكلمك حالا
تجاهلها وهو يطالع وجوههم ملقيا السلام :السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشارت له حورية:ده الأستاذ جاسم اللى لاقى همس
قام إليه يوسف مرحبا بحفاوة:أهلا وسهلا ياابنى أنا مش عارف أشكرك إزاى على اللى عملته مع بنتى جميلك على رأسى ودين فى رقبتى طول عمرى
مد إليه جاسم يده مصافحا :أنا معملتش غير الواجب بس تسمحلى.........أنا لازم أتاكد أنك والدها
ابتسم يوسف وهو يخرج بعض الأوراق التى تثبت أبوته لهمس أشار بها لجاسم
دى شهادة ميلاد همس وبطاقتها وبطاقتى أنا كمان
نظر جاسم للأوراق يقرأها باهتمام ابتسم ليوسف وهو يمد يده إليه بالأوراق:اعذرنى أنا كان لازم اطمن..........بس هو حضراتكم عرفتوا مكان همس إزاى؟
رد عليه سيف قائلا: من الإعلان اللى على الفيس بوك
قطب جاسم حاجبيه مستغربا:إعلان إيه أنا لسه كنت هنزل الإعلان ده النهاردة
- إزاى يا أستاذ جاسم الإعلان نزل من يومين تقريبا بس لما كلمت الست اللى نزلت الإعلان قالت أنها مشيت من المكان اللى كانت فيه وجت على هنا
- طيب مقالتش اسمها
- أبدا لما سألتها ضحكت وقالت فاعلة خير
شرد جاسم حائرا في من أعلنت عن وجود همس انتبه لها تقف بجوار غرفتها ابتسم لها لتطمئن لوجوده اندفعت نحوه وهم يطالعونها اقتربت منه فابتسم لها قائلا:همس ده والدك الدكتور يوسف
نظرت ليوسف تحاول تذكره ولكنها فشلت كما فشلت فى تذكر سيف وعدى
اقترب منها سيف مبتسما:همس حبيبتى وحشتينى معقول مش فكرانى
رفع هاتفه نحوها لترى صورتها بصحبته متمسكة بذراعه وصورة أخرى يحملها فوق ظهره وجاسم يطالعه بغضب وغيرة وابتسامة على وجه همس جعلته يبعدها عن طريق سيف لتقف خلفه:وحضرتك تبقى مين ؟
طالعه سيف بدهشة من فعلته فاقترب يوسف منهم قائلا:باشمهندس سيف ياأستاذ جاسم ابنى الكبير وأخوها
هدأت انفعالات جاسم وابتسم لسيف :أهلا باشمهندس
- أهلا بيك يا أستاذ جاسم بصراحة إحنا مش عارفين نشكرك إزاى على اللى عملته مع همس
- أنا عملت اللى أى حد كان ممكن يعمله
برضه لازم نشكرك ونعزمك على فرحنا كمان
التف بسرعة نحو عدى الذى ظل صامتا يتابع دون تدخل رأى بعينه تعلق همس بجاسم وقربه هو منها رأى غيرته من سيف قبل أن يعرف أنه شقيقها ألقى كلمته ليرى رد فعل جاسم وهمس لكن يوسف نظر إليه مندهشا لكلمة لم تأتى فى موضعها همس بالكاد تحاول التعرف عليهم كيف لها أن تستوعب زواج من شخص تراه لأول مرة
ابتلع جاسم ريقه مبتسما بتوتر:فرح مين ؟
اقترب منه عدى يتأمل وجهه وصوته المشتعل بالغيرة تركه واتجه لهمس التى زادت تمسكا بكف جاسم فاقترب هو أكثر:أنتى ممكن تنسى العالم كله بس متنسيش عدى حبيبك وجوزك يا همس
اتسعت عيون جاسم وهمس وحورية التى تقف متفرجة صامتة
كلمة عدى زلزلت كيان جاسم زلزلت قلبه وهمس تنظر لعدى لا تصدق ما قاله لاتصدق أنها زوجة لهذا الرجل وكف جاسم ترتعش تتهاوى فى قبضتها لتنظر هى إليه طالبة منه كلمة ........كلمة يصرخ بها فى وجه عدى أنها له أنه يحبها وهى تحبه عليه أن يدافع عن حبه
لكن سيف أسرع قائلا:إيه يا عدى جوزها إيه أنتوا لسه مخطوبين
شعرت همس بأن طوق حديدى نزع من رقبتها وألقى بعيدا لتتنفس بحرية نظرت لجاسم الذى ظل على وضعه متجهم الوجه صامتا
ناداها يوسف وهو يقترب منها:يلا يا همس يلا يا حبيبتى ماما وأختك مستنينك
رددت قائلة :أمى وأختى!
- أيوه يا حبيبتى ماما بلسم ولين أختك الصغيرة وحشتيهم أوى يا همس وحشتينا كلنا العيلة كلها مستنية رجوعك يابنتى
نظرت لجاسم خائفة تتطلب منه العون طالبة منه التشبث به ونظرته إليها بلا معنى لا تفهم ما يضمره فى قلبه سكوته يقلقها تخشى فراقه تكره البعد عنه
نقل يوسف عيناه بينها وبين جاسم الذى أبعد وجهها عنه محاولا إخفاء انفعالاته ولا يرى عدى الذى ظل يراقب انفعالاته ونظرات همس له يبدو أن هناك أمرا ما بينهما الشك بدأ يتسلل لقلبه يبدو أن العلاقة بينهم ليست علاقة طبيعية
ابتعدت همس عنهم رافضة المغادرة مع أنها كانت تريدها ولكن ما أن شعرت بفراقه وانقبض قلبها تراجعت للخلف قائلة:أنا مش عاوزة أمشى من هنا أنا معرفش حد فيكم ومش همشى من هنا
قالت كلمتها وأسرعت نحو غرفتها لتنتقل بينهم نظرة حائرة مصدومة
صاح عدى قائلا:فى إيه ما هى كانت كويسة إيه اللى حصل مش عاوزة تمشى من هنا ليه وعشان مين؟
نظرته نحو جاسم واضحة وكلام يلقيه وهو يقصده تماما نظر إليه جاسم متسائلا:تقصد إيه؟
لازم تعرف ان همس شافت كتير أوى حادثتها مش سهلة أبدا وفقدان الذاكرة حاجة مش عادية ياأستاذ عدى صعب أوى تصحى تلاقى نفسك مش فاكر حاجة ولا تعرف حد وهمس خدت فترة كبيرة عشان تستوعب اللى حصل ومش سهل عليها فجأة كده بعد الكام شهر اللى فاتوا حضراتكم تظهروا فجأة أكيد هتبقى خايفة وقلقانة
- بس دول أهلها وأنا خطيبها وحبيبها كمان إحنا خلاص كان فاضل على فرحنا أقل من شهرين يعنى هى فى حكم مراتى
ابتلع جاسم غصة فى حلقه وحاول التحلى بالهدوء من كلمات عدى التى تضربه فى مقتل : وهمس متعرفش حد ومتعرفش حضرتك ولا هتستوعب أنك خطيبها .......همس متعرفش غيرى وغير أهلى والأستاذة حورية
صعب أوى أنها تستوعب وجودكم فجأة كده
- طيب يا ابنى وإيه الحل ؟
قالها يوسف سائلا فابعد جاسم عيناه عن عدى ونظر ليوسف:لو سمحتلى أنا هدخل اتكلم معاها شوية
نظر لسيف وكأنه يطلب رأيه ثم عاد ونظر لجاسم : اتفضل يا ابنى ......هى أكيد بتثق فيك أكتر من أي حد فينا
تركهم واتجه نحو غرفتها وحورية تراقبه بشفقة تعرف أنه يعانى الأن ولكنه صامت فراق همس ليس بالأمر الهين لن تنسى طوال الفترة التي غابت فيها همس حيرته وخوفه عليها ولكن الأن همس ستغادر للأبد والله وحده يعلم القادم
فتحت همس باب غرفتها عندما أتاها صوته دخل مبتسما ابتسامة حزينة :همس والدك بره عاوزك
ابتعدت عنه عاقدة ذراعيها أمام صدرها:أنا مش همشى يا جاسم قولهم أنى مش ماشية من هنا
- مينفعش يا همس مش بعد غيبتك عنهم وقت ما يعرفوا مكانك نقولهم لا معلش همس مش عاوزة تمشى من هنا.........شفتى لهفة أبوكى وأخوكى ...........وخطيبك كمان واضح أنه بيحبك وبيغير عليكى
التفت له حائرة:خطيبى .........أنا معرفوش أنا معرفش حد غيرك لو دول أبويا وأخويا لكن أنت .........
- أنا إيه يا همس أنا مجرد واحد قابلتيه صدفة والصدفة خلاص خلصت انتهت كل حاجة خلاص انتهت يا همس
اتسعت عيناها بدهشة لاتصدق ما تسمعه لا تصدقه أنه كان هنا بالأمس فقط يغدق عليها من حبه وعشقه لا تصدق أنه يتخلى عن حبها هكذا
جاسم أنت بتقول إيه .....مش أنت قولتلى أنك بتحبنى .......مش قولتلى هنتجوز هتدور على أهلى وتتطلبنى منهم ليه بتقول أن كل حاجة خلاص انتهت ليه يا جاسم
- عشان فعلا كل حاجة انتهت يا همس أنتى مخطوبة وواضح أن كان فى قصة حب بينكم واضح أنك كنتى بتحبيه وهو كمان بيحبك غيرته عليكى واضحة...........
صاحت به مستنكرة :أنا معرفوش أنا مش بحبه ولا يهمنى حبه اللى بتقول عليه ده
التف نحوها بابتسامة تقتله تؤلمه :همس أنتى بس مصدومة من اللى بيحصل بس صدقينى
- لا أنا مش مصدومة ..........أنا بحبك أنت
والصدمة نصيبه هو جاءت الأن لتقولها ........الأن فقط نطقت بها
ارتعشت شفتيه يمنع دموع عيناه: جاية دلوقتي وتقولى بحبك ..........ليه بتوجعينى ليه يا همس
استسلمت هى لدموعها تبكى بقهر وضعف: أنا بوجعك ........أنا مش عاوزة أبعد عنك أنت أنى بخاف وأنت بعيد أنت عارف أنى مليش حد ومعرفش غيرك .........الناس اللى بره دول لو أهلى فعلا أنا برضه هخاف وأنت بعيد هخاف وأنا مش جنبك ...........متسبنيش يا جاسم
قالتها بترجى ليندفع نحوها ممسكا بوجهها بين كفيه باكيا: فراقك ........فراق روحى قلبى موجوع عليكى بس غصب عني وعنك أنا لو مكانه مش هستحمل أشوف حبيبتى بتحب غيرى مش هستحمل البنت اللى هتبقى مراتى قلبها بيحب غيرى
أمسكت كفيه بترجى: ده غصب عني وعنك الحل ده مش بأيدينا يا جاسم أنا هخرج وأقوله أننا هنتجوز .........هقولهم أنك بتحبنى وأنا كمان بحبك
أحكم إمساك وجهها واقترب من جبينها مقبلا إياه:مبقاش ينفع ياحبيبتى خلاص أنا لا حبيت ولا هحب غيرك وغصب عنى هسيبك سامحينى ياهمس
أبعدته عنها لاتصدق ترى أنه تخلى عنها لأجل رجل لا تعرفه ........لرجل غيره
ظلت مأخوذة بحديثه لا تصدق أذنيها ولكنه بالفعل يتخلى عنها
يتركها لرجل آخر
أنزلت كفيه وابتعدت عنه متجهة نحو حقيبتها : بعد إذنك عاوزة ألم حاجتى عشان أمشى من هنا
اقترب منها قائلا: همس لازم تفهمينى
التفت إليه ناظرة بسخرية : أه طبعا فهماك وعشان فهماك أنا همشى من هنا ومش هتشوفنى تانى يا جاسم بس أنا صعب أرضى بالأمر الواقع
غمغم متسائلا: يعنى إيه ؟
- يعنى أنا معرفش عدى ده ولو هما أهلى هو غريب عنى الحمد لله أنه مش جوزى ولا أنت ولا أى حد يقدر يجبرنى على حاجة
- مش فاهم .........تقصدى إيه؟
- مش لازم تفهم ........لو سمحت اطلع بره عشان أجهز نفسى عشان أروح أسلم على ماما رقية وفريدة وكل اللى هناك...........أشوف وشك بخير يا أستاذ جاسم
*********
حاولت بلسم السفر معهم لكن يوسف رفض خوفا عليها من انفعالها فى حال رأت همس وهو لا يعلم ما الذى ينتظرهم حتى حسام حاول الذهاب معهم لكن رؤيته لعدى جعلته يبتلع رغبته ويظل صامتا وهو يراقب حماسه للوصول إليها
ودعهم الجميع على أمل عودتهم بهمس
طوال الطريق ويوسف يدعى ربه أن يكون الأمر صحيحا وليس مجرد تشابه
أجرى سيف مكالمة مع ناشرة الإعلان ليعرف منها العنوان وهى لم تبخل فى إخباره بمكانها ويوسف يحترق شوقا للقاءها
............
وصلا للعنوان كما أخبرتهم تلك المرأة التى رفضت إخباره باسمها واكتفت بقول فاعلة خير
نظروا للبيت للحظات قبل أن يتقدمهم يوسف صاعدا السلم بسرعة ولهفة توقف أمام شقة حورية يلتقط أنفاسه والتقت عيناه بعينا سيف وعدى يخشون فقدان أمل جاءوا من أجله يخشون ضياع خيط جديد يقربهم منها
حاول يوسف تمالك أعصابه وهو يرفع يده طارقا الباب لحظات وأتاه صوت حورية من الداخل فتحت لهم الباب متسائلة عن الغرباء الذين يقفون أمامها
- نعم .......مين حضراتكم
أجابها يوسف قائلا:إحنا جايين نسأل على همس هى موجودة هنا مش كده
نظرت إليهم بقلق :همس مين وأنتوا مين أصلا؟
- همس يوسف عبد القادر .......بنتى فى ناس قالولى أنها هنا لو سمحتى رد عليا هى موجودة فعلا
- وأنا أعرفكم منين وأنتوا مين قالكم أنها هنا
صاح بها سيف غاضبا:وإحنا هنتبلى عليكى يعنى ولا شكلنا ناس مش مظبوطة
أشار له يوسف بالصمت وأخذ هاتفه مخرجا صورة همس مشيرا لحورية:الصورة اتنشرت من يومين إحنا شفناها امبارح بس هى دى بنتى أرجوكى طمنينى هى فعلا ولا لا
نظرتهم إليهم بحيرة وشفقة على يوسف الذى يقف أمامها أملا أن تكون هى ابنته أفسحت لهم الطريق مرحبة:اتفضلوا همس موجودة
أسرعوا بالدخول فى اللحظة التى خرجت همس من المطبخ تحمل صينية بها كوبين شاى منادية حورية :حورية تعالى أشربى الشاى
توقفت تناظر الواقفين أمامها لحظات تأملتهم كأنها تعرفهم كأنها رأتهم مسبقا ولا تعرف أين ؟
وجوههم ليست بالغريبة
وجوه مألوفة.....ولكن من هؤلاء؟
اندفع يوسف وسيف نحوها بلهفة فارتدت للخلف خائفة متسائلة بخوف:مين دول ياحورية ؟
والدهشة نصيبهم جميعا كيف لاتعرفهم ؟
كيف لا تعرف أبيها وأخيها ؟
ما الذى يحدث لا أحد يفهم نظرتها خوف ورعب منهم
اقترب يوسف منها بلهفة :همس حبيبتى .......إيه يابنتى مش عارفة بابا
نظرت إليه بعجز عن محاولة تذكر متى رأته قبل ذلك بداخلها متأكدة أنها رأته مسبقا ولكن متى ؟
- حبيبتى إزاى مش فاكرانى أنا بابا يوسف
اقترب منها سيف بحيرة مما يحدث :همس حبيبتى أنا سيف أخوكى وده بابا ازاى نسيانا
تراجعت أكثر باكية تنقل عيناها بينهم بخوف:أنا معرفش حد منكم أنا أول مرة أشوفكم
نظرة صادمة على وجه يوسف وسيف وعدى الذى ظل يتابع ما يحدث بحيرة فاقترب منها مبتسما بهدوء:همس ......حبيبتى مالك فيكى إيه أزاى مش عارفة حد فينا ........نسيتنا نسيتى بابا وسيف طيب نستينى أنا نسيتى عدى
تذكرت أنها سمعت اسمه قبلا ولكن فشلت أيضا فى تذكره أكملت ابتعادها لتهرب سريعا نحو غرفتها وهم ينظرون إليها بتعجب مما يحدث
نادتهم حورية قائلة:حضرتك متعرفش اللى حصل لهمس
التف إليها يوسف سائلا بحيرة:حصلها إيه بنتى مش عارفانى إزاى فهمينى؟
ابتعلت ريقها وهى تحاول انتقاء كلماتها :همس .........عملت حادثة و......
استطردت مكملة:وفقدت الذاكرة
اتسعت أعينهم جميعا وحورية تقص عليهم ما حدث لهمس منذ وجدها جاسم إلى أن جاءت لتعيش معها
سألها يوسف بحزن:يعنى هى متعرفش أى حاجة
- أبدا هى متعرفش فى الدنيا غير جاسم اللى لاقاها ومن بعده عيلته وأنا
..................
فى نفس اللحظة التى تحدثهم حورية بشأنها كانت همس تبكى وهى تمسك بهاتفها تتطلب جاسم وجسدها يرتعش خوفا
أجابها بعد فترة مرحبا:صباح الخير يا حبيبتى عاملة ايه النهاردة
أتاه صوتها مرتعشا خائفا:جاسم الحقنى
توقف مكانه متسائلا بقلق :همس فى إيه مالك
تعثلمت فى حديثها قائلة:جاسم فى ناس بره عاوزين يأخدونى
صرخ بها وهو يندفع نحو سيارته :ناس مين دول عايزين منك إيه وفين حورية ........مين دول ودخلوا البيت ازاى ؟
- مش عارفة بس فى واحد بيقول أنه أبويا أنا خايفة أوى يا جاسم تعالى بسرعة متسبنيش لوحدى
حاول التحكم فى أعصابه وهو يحادثها :همس حبيبتى اهدى محدش هيقدر يقرب منك متخافيش أنا مسافة السكة وهكون عندك متخرجيش من الأوضة لحد لما أوصل سمعانى
صوته يشعرها بالأمان يهدئ من روعها أخبرها ألا تخاف وهى تصدقه وتثق به ........تثق بحبه تثق بعشقه لها ورغم ذلك خائفة قلقة هى تشعر أنها تعرفهم ولكن أين ومتى ؟
.....................
أخذ جاسم درجات السلم بسرعة حتى وقف أمام باب شقة حورية يلتقط أنفاسه ولكنه استعاد توازنه سريعا قبل أن يدخل يجول بعينيه في الجالسين برفقة حورية التى قامت إليه مسرعة:جاسم كويس أنك جيت كنت لسه هكلمك حالا
تجاهلها وهو يطالع وجوههم ملقيا السلام :السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشارت له حورية:ده الأستاذ جاسم اللى لاقى همس
قام إليه يوسف مرحبا بحفاوة:أهلا وسهلا ياابنى أنا مش عارف أشكرك إزاى على اللى عملته مع بنتى جميلك على رأسى ودين فى رقبتى طول عمرى
مد إليه جاسم يده مصافحا :أنا معملتش غير الواجب بس تسمحلى.........أنا لازم أتاكد أنك والدها
ابتسم يوسف وهو يخرج بعض الأوراق التى تثبت أبوته لهمس أشار بها لجاسم
دى شهادة ميلاد همس وبطاقتها وبطاقتى أنا كمان
نظر جاسم للأوراق يقرأها باهتمام ابتسم ليوسف وهو يمد يده إليه بالأوراق:اعذرنى أنا كان لازم اطمن..........بس هو حضراتكم عرفتوا مكان همس إزاى؟
رد عليه سيف قائلا: من الإعلان اللى على الفيس بوك
قطب جاسم حاجبيه مستغربا:إعلان إيه أنا لسه كنت هنزل الإعلان ده النهاردة
- إزاى يا أستاذ جاسم الإعلان نزل من يومين تقريبا بس لما كلمت الست اللى نزلت الإعلان قالت أنها مشيت من المكان اللى كانت فيه وجت على هنا
- طيب مقالتش اسمها
- أبدا لما سألتها ضحكت وقالت فاعلة خير
شرد جاسم حائرا في من أعلنت عن وجود همس انتبه لها تقف بجوار غرفتها ابتسم لها لتطمئن لوجوده اندفعت نحوه وهم يطالعونها اقتربت منه فابتسم لها قائلا:همس ده والدك الدكتور يوسف
نظرت ليوسف تحاول تذكره ولكنها فشلت كما فشلت فى تذكر سيف وعدى
اقترب منها سيف مبتسما:همس حبيبتى وحشتينى معقول مش فكرانى
رفع هاتفه نحوها لترى صورتها بصحبته متمسكة بذراعه وصورة أخرى يحملها فوق ظهره وجاسم يطالعه بغضب وغيرة وابتسامة على وجه همس جعلته يبعدها عن طريق سيف لتقف خلفه:وحضرتك تبقى مين ؟
طالعه سيف بدهشة من فعلته فاقترب يوسف منهم قائلا:باشمهندس سيف ياأستاذ جاسم ابنى الكبير وأخوها
هدأت انفعالات جاسم وابتسم لسيف :أهلا باشمهندس
- أهلا بيك يا أستاذ جاسم بصراحة إحنا مش عارفين نشكرك إزاى على اللى عملته مع همس
- أنا عملت اللى أى حد كان ممكن يعمله
برضه لازم نشكرك ونعزمك على فرحنا كمان
التف بسرعة نحو عدى الذى ظل صامتا يتابع دون تدخل رأى بعينه تعلق همس بجاسم وقربه هو منها رأى غيرته من سيف قبل أن يعرف أنه شقيقها ألقى كلمته ليرى رد فعل جاسم وهمس لكن يوسف نظر إليه مندهشا لكلمة لم تأتى فى موضعها همس بالكاد تحاول التعرف عليهم كيف لها أن تستوعب زواج من شخص تراه لأول مرة
ابتلع جاسم ريقه مبتسما بتوتر:فرح مين ؟
اقترب منه عدى يتأمل وجهه وصوته المشتعل بالغيرة تركه واتجه لهمس التى زادت تمسكا بكف جاسم فاقترب هو أكثر:أنتى ممكن تنسى العالم كله بس متنسيش عدى حبيبك وجوزك يا همس
اتسعت عيون جاسم وهمس وحورية التى تقف متفرجة صامتة
كلمة عدى زلزلت كيان جاسم زلزلت قلبه وهمس تنظر لعدى لا تصدق ما قاله لاتصدق أنها زوجة لهذا الرجل وكف جاسم ترتعش تتهاوى فى قبضتها لتنظر هى إليه طالبة منه كلمة ........كلمة يصرخ بها فى وجه عدى أنها له أنه يحبها وهى تحبه عليه أن يدافع عن حبه
لكن سيف أسرع قائلا:إيه يا عدى جوزها إيه أنتوا لسه مخطوبين
شعرت همس بأن طوق حديدى نزع من رقبتها وألقى بعيدا لتتنفس بحرية نظرت لجاسم الذى ظل على وضعه متجهم الوجه صامتا
ناداها يوسف وهو يقترب منها:يلا يا همس يلا يا حبيبتى ماما وأختك مستنينك
رددت قائلة :أمى وأختى!
- أيوه يا حبيبتى ماما بلسم ولين أختك الصغيرة وحشتيهم أوى يا همس وحشتينا كلنا العيلة كلها مستنية رجوعك يابنتى
نظرت لجاسم خائفة تتطلب منه العون طالبة منه التشبث به ونظرته إليها بلا معنى لا تفهم ما يضمره فى قلبه سكوته يقلقها تخشى فراقه تكره البعد عنه
نقل يوسف عيناه بينها وبين جاسم الذى أبعد وجهها عنه محاولا إخفاء انفعالاته ولا يرى عدى الذى ظل يراقب انفعالاته ونظرات همس له يبدو أن هناك أمرا ما بينهما الشك بدأ يتسلل لقلبه يبدو أن العلاقة بينهم ليست علاقة طبيعية
ابتعدت همس عنهم رافضة المغادرة مع أنها كانت تريدها ولكن ما أن شعرت بفراقه وانقبض قلبها تراجعت للخلف قائلة:أنا مش عاوزة أمشى من هنا أنا معرفش حد فيكم ومش همشى من هنا
قالت كلمتها وأسرعت نحو غرفتها لتنتقل بينهم نظرة حائرة مصدومة
صاح عدى قائلا:فى إيه ما هى كانت كويسة إيه اللى حصل مش عاوزة تمشى من هنا ليه وعشان مين؟
نظرته نحو جاسم واضحة وكلام يلقيه وهو يقصده تماما نظر إليه جاسم متسائلا:تقصد إيه؟
لازم تعرف ان همس شافت كتير أوى حادثتها مش سهلة أبدا وفقدان الذاكرة حاجة مش عادية ياأستاذ عدى صعب أوى تصحى تلاقى نفسك مش فاكر حاجة ولا تعرف حد وهمس خدت فترة كبيرة عشان تستوعب اللى حصل ومش سهل عليها فجأة كده بعد الكام شهر اللى فاتوا حضراتكم تظهروا فجأة أكيد هتبقى خايفة وقلقانة
- بس دول أهلها وأنا خطيبها وحبيبها كمان إحنا خلاص كان فاضل على فرحنا أقل من شهرين يعنى هى فى حكم مراتى
ابتلع جاسم غصة فى حلقه وحاول التحلى بالهدوء من كلمات عدى التى تضربه فى مقتل : وهمس متعرفش حد ومتعرفش حضرتك ولا هتستوعب أنك خطيبها .......همس متعرفش غيرى وغير أهلى والأستاذة حورية
صعب أوى أنها تستوعب وجودكم فجأة كده
- طيب يا ابنى وإيه الحل ؟
قالها يوسف سائلا فابعد جاسم عيناه عن عدى ونظر ليوسف:لو سمحتلى أنا هدخل اتكلم معاها شوية
نظر لسيف وكأنه يطلب رأيه ثم عاد ونظر لجاسم : اتفضل يا ابنى ......هى أكيد بتثق فيك أكتر من أي حد فينا
تركهم واتجه نحو غرفتها وحورية تراقبه بشفقة تعرف أنه يعانى الأن ولكنه صامت فراق همس ليس بالأمر الهين لن تنسى طوال الفترة التي غابت فيها همس حيرته وخوفه عليها ولكن الأن همس ستغادر للأبد والله وحده يعلم القادم
فتحت همس باب غرفتها عندما أتاها صوته دخل مبتسما ابتسامة حزينة :همس والدك بره عاوزك
ابتعدت عنه عاقدة ذراعيها أمام صدرها:أنا مش همشى يا جاسم قولهم أنى مش ماشية من هنا
- مينفعش يا همس مش بعد غيبتك عنهم وقت ما يعرفوا مكانك نقولهم لا معلش همس مش عاوزة تمشى من هنا.........شفتى لهفة أبوكى وأخوكى ...........وخطيبك كمان واضح أنه بيحبك وبيغير عليكى
التفت له حائرة:خطيبى .........أنا معرفوش أنا معرفش حد غيرك لو دول أبويا وأخويا لكن أنت .........
- أنا إيه يا همس أنا مجرد واحد قابلتيه صدفة والصدفة خلاص خلصت انتهت كل حاجة خلاص انتهت يا همس
اتسعت عيناها بدهشة لاتصدق ما تسمعه لا تصدقه أنه كان هنا بالأمس فقط يغدق عليها من حبه وعشقه لا تصدق أنه يتخلى عن حبها هكذا
جاسم أنت بتقول إيه .....مش أنت قولتلى أنك بتحبنى .......مش قولتلى هنتجوز هتدور على أهلى وتتطلبنى منهم ليه بتقول أن كل حاجة خلاص انتهت ليه يا جاسم
- عشان فعلا كل حاجة انتهت يا همس أنتى مخطوبة وواضح أن كان فى قصة حب بينكم واضح أنك كنتى بتحبيه وهو كمان بيحبك غيرته عليكى واضحة...........
صاحت به مستنكرة :أنا معرفوش أنا مش بحبه ولا يهمنى حبه اللى بتقول عليه ده
التف نحوها بابتسامة تقتله تؤلمه :همس أنتى بس مصدومة من اللى بيحصل بس صدقينى
- لا أنا مش مصدومة ..........أنا بحبك أنت
والصدمة نصيبه هو جاءت الأن لتقولها ........الأن فقط نطقت بها
ارتعشت شفتيه يمنع دموع عيناه: جاية دلوقتي وتقولى بحبك ..........ليه بتوجعينى ليه يا همس
استسلمت هى لدموعها تبكى بقهر وضعف: أنا بوجعك ........أنا مش عاوزة أبعد عنك أنت أنى بخاف وأنت بعيد أنت عارف أنى مليش حد ومعرفش غيرك .........الناس اللى بره دول لو أهلى فعلا أنا برضه هخاف وأنت بعيد هخاف وأنا مش جنبك ...........متسبنيش يا جاسم
قالتها بترجى ليندفع نحوها ممسكا بوجهها بين كفيه باكيا: فراقك ........فراق روحى قلبى موجوع عليكى بس غصب عني وعنك أنا لو مكانه مش هستحمل أشوف حبيبتى بتحب غيرى مش هستحمل البنت اللى هتبقى مراتى قلبها بيحب غيرى
أمسكت كفيه بترجى: ده غصب عني وعنك الحل ده مش بأيدينا يا جاسم أنا هخرج وأقوله أننا هنتجوز .........هقولهم أنك بتحبنى وأنا كمان بحبك
أحكم إمساك وجهها واقترب من جبينها مقبلا إياه:مبقاش ينفع ياحبيبتى خلاص أنا لا حبيت ولا هحب غيرك وغصب عنى هسيبك سامحينى ياهمس
أبعدته عنها لاتصدق ترى أنه تخلى عنها لأجل رجل لا تعرفه ........لرجل غيره
ظلت مأخوذة بحديثه لا تصدق أذنيها ولكنه بالفعل يتخلى عنها
يتركها لرجل آخر
أنزلت كفيه وابتعدت عنه متجهة نحو حقيبتها : بعد إذنك عاوزة ألم حاجتى عشان أمشى من هنا
اقترب منها قائلا: همس لازم تفهمينى
التفت إليه ناظرة بسخرية : أه طبعا فهماك وعشان فهماك أنا همشى من هنا ومش هتشوفنى تانى يا جاسم بس أنا صعب أرضى بالأمر الواقع
غمغم متسائلا: يعنى إيه ؟
- يعنى أنا معرفش عدى ده ولو هما أهلى هو غريب عنى الحمد لله أنه مش جوزى ولا أنت ولا أى حد يقدر يجبرنى على حاجة
- مش فاهم .........تقصدى إيه؟
- مش لازم تفهم ........لو سمحت اطلع بره عشان أجهز نفسى عشان أروح أسلم على ماما رقية وفريدة وكل اللى هناك...........أشوف وشك بخير يا أستاذ جاسم
*********