هروب 2
في صباح اليوم التالي إستيقظت ملاك على أشعة الشمس التي دخلت عالمها المظلم تنيره بأشعتها لتنهض من فراشها تمشي الهوينى إتجاه الحمام ثم قامت بالإغتسال لتخرج بعد قليل تحيط جسدها النحيل منشفة .. ثم توجهت لخزانة الملابس لترتدي شيئا يستر جسدها لكنها تذكرت أنها لا تملك شيئا لترتديه هنا.. نظرت لملابسه مرة أخرى و زفرت بقلة حيلة قائلة:حسنا ليس لدي حل أخر سأفعل كما البارحة..
و بعد أن إرتدت ثيابه نظرت لنفسها في المرآة لتتفاجئ ضاحكة على منظرها الذي بدا لها كمهرج مبتدأ..!
توقفت عن الضحك لتقول بإبتسامة :ياإلهي لم أتخيل أنني في يوم من الأيام سأرتدي ملابس رجالية أصبحت رجل الأن إن أتى ذلك الشيطان سأقوم بلكمه على وجهه لكي يصبح قبيح
- حقا هل ستفعلي..!!
تصنمت في مكانها وهي تستمع إلى صوته الساخر
لتبتسم له إبتسامة بلهاء قائلة:متى أتيت ..!!
_ متى أتيت ..!!
قال كلماته بصوت بارد به وميض من المكر ثم نظر لثيابها ليقوم بتركها وخرج من الغرفة تاركا الباب مفتوح.. بقيت مستغربة من تغير حاله هكذا *مثلما يأتي فجأة يختفي فجأة إنه فعلا شيطان *
عاد لها مجددا وفي يده سروال جينز و قميص قطني تبدو ملابس نسائية قام برميها على السرير ليقول بأمر :إرتديهم وأنزلي.. خمس دقائق لا غير وإن تأخرتي الويل لك...
نظرت لثياب بدهشة وقالت صارخة؛ طالما لديك ثياب نسائية هنا لما جعلتني أبدو كالمهرج ليلة أمس بثيابك الحقيرة ..!
إلتفت لها فجأة وقال بحدة: إحفظي لسانك و إنتقي كلماتك جيدا أنا هنا الآمر الناهي أفعل ما يحلو لي أقدمها لك أو لا هذا يعود إلي.. أما بالنسبة لك تفعلين ما أأمرك به دون مجابهة حتى لا تضطرين لتعامل مع الوحش القابع داخلي هل فهمتي !!
بقت تنظر له بغضب ثم نظرت لثياب التي بين يديها و قالت ببرود مقلدة إياه: ويحك خطاب مثالي .. أنظر حتى شعر رأسي وقف لك إحتراما..
نظر لها بضيق ثم قال بحدة: هل أنت مصرّة ؟
نظرت له بملل ثم قالت: لست مصرّة و ماشابه دعني أغير هذه الفوضى رجاءً...
خرج من الغرفة ببرود و أغلق الباب بقوة ثم قال بغضب: هذه الفتاة حتما ترغب في أن يتم قتلها على يدي ..مستفزة ..
تقدمت بسرعة من الفراش لترتدي الثياب قائلة: أحمق ..مستفز بارد يا إلهي كم أرغب في قتله
نزلت للأسفل لتراه جالسا على إحدى الأرائك ممسكا بالهاتف يحادث شخصًا ما ..
إستمعت إلى كلامه وهو يقول: صدقني تلك لم تكن إلا قرصة أذن ....لا تخف لن يخرج منها أبدا فعثور الشرطة على كمية هائلة من الهيروين في شركته لن تتسبب له سوى بالخسائر وستسوء سمعته أتمنى له حياة سعيدة في السجن ...بالتأكيد.... حسنا سأحدثك لاحقا..
أغلق الهاتف ليجدها تحدق فيه بنظرات لم يفهمها ليتقدم منها ماسكا معصمها بقوة قائلا بحدة :منذ متى وأنت هنا هااا؟هل تتجسسين عليا مثلا..!!
نظرت له بحقد ثم قالت : لا أتجسس عليك و ليس لدي الرغبة في فعل هذا ..
أفلت يدها بقوة لتمسك هي معصمها الذي تحول لونه للأحمر تدلكه برقة..مر من أمامها قائلا ؛إتبعيني
تبعته الأخرى في صمت وهي تفكر هل الشخص الذي كان يتحدث عنه هو والدها أم أنه شخص أخر يجب أن تتأكد من هذا بأية وسيلة كانت .
رأته يخرج من باب القصر لمرأب السيارات إستوقفها بيده قائلا :إنتظري هنا و لا تتحركي سأجلب السيارة..
أومئت له برأسها بضجر ثم ربعت يديها تنتظره أمام باب القصر ولم يمضي الكثير حتى رأت سيارة ذات اللون الأسود اللامع ..
أفاقت على صوته من الداخل قائلا :هل سأنتظر سيادتك كثيرا!!
تجاهلت كلماته لتلتفت للجهة الأخرى من السيارة وتفتح الباب لتجلس بجانبه فتتفاجئ به ينطلق بسرعة قصوى.... هل يخال نفسه في مسابقة سيارات!
كانت تنظر لطريق بقلق وهي ترى مرور السيارات بجانبها بسرعة قصوى ..
طوال الطريق كانت تفكر في الشخص الذي كان يتحدث عنه هل هو أبيها فعلا !!
قاطع شرودها صوته الأجش قائلا: هيا إنزلي
بقت تحدق في المكان ليتبين لها أنها أمام محل تجاري كبير ...
إستغربت هي من إتيانه بها إلى هذا المكان لتخرج من السيارة وهي تتبعه مثلما أمرها..
قالت بتساؤل بعد أن أدخلها أحد المحلات التي تبيع الملابس النسائية
:"لماذا أتيت بي إلى هنا "
صرف نظره عنها في تجاهل أغضبها ثم أشار لها أن تتبعه قائلا : تعالي ..
تأففت بغيض لتدخل المحل وتبدأ بإختيار الملابس وهي تتسائل:ما هدفه يا ترى لم أرى في حياتي خاطف يعامل رهينته بهذا اللطف هه يأخذها لتسوق أيضا تبا له ألا يخف أن أهرب..!! أهرب!!! نعم أهرب يجب أن أستغل الفرصة بأي طريقة يجب أن أرى والدي ..
إنتهت من إقتناء بعض الثياب وهو يقف ورائها لتقول له:إسمع سأذهب وأرى إن كانوا على مقاسي أم لا ...
بلاك بإنزعاج: حسنا بسرعة لن أنتظرك اليوم بأكمله ..
سألت إحدى العاملات عن الغرفة لتشير لها على أخر الممر..
بقى ينظر في أثرها ليقاطعه رنين هاتفه ليندمج في المكالمة وينسى أمرها ..
أما في الغرفة الخاصة بالنساء فقد كانت تقف تفكر في خطة محكمة للهرب مجددا.
تنهدت بيأس بعد فشلها في إيجاد حلا للفرار ولكن شع بريق من الأمل عيناها مجددا حينما رأت امرأة محجبة وفي يدها بعض الفساتين..!
لتتقدم منها ببكاء مصطنع قائلة:أرجوك ساعدينني هناك أشخاص في الخارج يريدون قتلي أرجوك
_ لا تخافي عزيزتي ولكن من هم..!!
ملاك بخوف مصطنع: هو هو لا أعرف صدقينني لقد كان يلاحقني طوال الطريق أنا خائفة يجب أن أخرج من هنا يجب أن أهرب دون أن يلاحظني..
المرآة :حسنا إهدئي واسمعي ما سنفعل..
بدأت المرآة تقص عليها ماسيفعلانه.. أما على الجانب الأخر كان هو قد انغمس في مكالمته و قد بدا غاضبا ..
وفي لحظة مرت بجانبه امرأة و قد كبت على قميصه كوب قهوتها ثم نظرت له بنظرات شبه خائفة ثم قالت : اووه يا الهي أعتذر سيدي..
نظر لقميصه و لها بغضب ثم نهرها بعصبية: هل أنت عمياء ها !! ألا ترين ؟
نظرت الفتاة امامها و تضاهرت بالبكاء قائلة : أعتذر سيدي لكنني فعلا عمياء . أعتذر..
و في تلك اللحظة نفسها خرجت ملاك ترتدي ملابس محجبات كانت قد اشترتها السيدة من احدى المحلات ثم خرجت تمشي بخوف و سلكت طريقا بعيدا عنه ...
_____
شعر بلاك بالتوتر من كلامها ليمسح على وجهه قائلا بهدوء : أنا أسف سيدتي..لا عليكي توقفي عن البكاء رجاء ..
نظرت الفتاة أمامها بهدوء ثم مسحت عينيها و تمتمت داخلها: لكنه لا يبدو شخصا سيئا !...
ابتسمت ثم قالت: شكرا لك سيدي و اكرر لك اعتذاري ..
أومئ لها فذهبت في حين انه نظر لقميصه بتذمر متمتما : هذا ما كان ينقصني ..!
ثم تقدم من الغرفة فتأتي العاملة قادمة بإتجاهه
قائلة:إذا سمحت لا يمكنك دخول هذه الغرفة فهي لنساء هل تنتظر أحد ما بالداخل ..!!
ليزفر هو بإنزعاج قائلا :نعم زوجتي بالداخل ولقد طال إنتظاري.. هل لكي أن تستعجليها..
العاملة برسمية :حسنا سيدي إنتظر سأناديها لك..
قاطع شروده صوت العاملة وهي تقول :عفوا سيدي ولكن لا يوجد أحد في الداخل هل أنت متأكد من .....
لم يستمع لبقية كلامها فقد إقتحم الغرفة ناظرا فيها بجنون و قد خال للحظة انها تخدعه ..لعن في سره عندما تأكد من خلو الغرفة ثم خرج بسرعة قصوى من المحل وهو يشتم نفسه بجميع الكلمات فكيف له أن يكون بهذا الغباء لقد خدعته طِـفـلـة ...!!
عندما أصبحت خارج المتجر أخذت سيارة أجرة متوجهة إلى منزلها الذي إفتقدته ووالديها اللذان لم تراهما منذ أسبوع نعم لقد مر أسبوع على إختطافه إياها شكرت تلك السيدة المسلمة من كل قلبها وهي تدعوا لها أن يحميها الله لقد ساعدتها كثيرا حتى أنها أعطتها ثمن ركوبها فهي لم يكن معها أية قطعة نقدية.. في قرارة نفسها تعلم جيدا انه سيجدها خلال دقائق فذهابها لمنزلها اول شئ سيأتي بباله ..لكن يكفيها انها ستكون في حماية والدها فلن يستطيع اذيتها ...!!
أفاقت من شرودها على صوت السائق وهو يخبرها بوصولهم للمكان المنشود ..
لتعطيه حقه وتنزل من السيارة تطالع ذلك القصر الذي عاشت فيه كامل طفولتها المدللة مع أبيها وأمها ... تقدمت بخطوات سريعة ودموعها على وجنتيها و كلها شوق و حنين، وهاجسها الوحيد هو عدم ملاقاتهم..!!
طرقت الباب لتفتح لها إبنة خالتها التي وقفت مندهشة من رؤيتها لملاك بهذه الثياب الغريبة في نظرها سرعان ما إحتظنتها وهي تبكي قائلة:ملاك عزيزتي أين كنت هل أذاكي هل فعل لكي شيئا تكلمي أرجوك..!!
ملاك بإبتسامة:لا تقلقي لم يحدث لي شيئا ،هيا إبتعدي دعيني أرى أبي وأمي أشتقت لهما جدا..
إرتبكت تينا إبنة خالتها لتدفعها ملاك بخوف مارة بجانبها لتدلف لداخل الصالة ولكن لم تجد أحد لتلتفت لتينا قائلة:أين ابي و أمي هل بغرفتهم..!!
صعدت بسرعة على ذلك الدرج وهي تأكل الدرجات بسرعتها وحادسها ينبأها بحصول شيئا سيئ..!!
تقدمت من غرفة والدتها وخلفها تينا محاولة إيقافها
فتحت الباب لتشعر وكأن صاعقة نزلت من السماء لتصيبها قلبا وقالبا وهي تراقب جسد والدتها المصطح على الفراش تحيطها خيوط من المحاليل ويبدوا على وجهها الشحوب .. جالسة بجانبها خالتها(مارغريت)لتنزل دموعها بصمت وهي تتقدم من أمها لتجلس بجانبها بعد أن نهضت خالتها متفاجئة من وجودها ..
مارغريت بصوت حزين:عزيزتي هل حدث لك شئ أنت بخير؟
كانت تذرف الدموع دون توقف وهي تطالع جسد والدتها النائم لا حول لها ولا قوة هل هذه أمها فعلا أم أنهم يمزحون..!
تينا وهي تتقدم من أمها قائلة:أمي إنها في حالة صدمة لنتركها قليلا مع أمها ..
مارغريت ببكاء على الحالة التي وصلوا إليها :هل عرفت ما حصل لوالدها ؟
وقفت ملاك أمامهم وهي تبكي:ما خطب أبي،؟ وما حال أمي هذا لما هذه الأشياء تحيط بها ما الذي أصاب عائلتي ؟ ..
تريدين حقا معرفة هذا. !!
ضحكت في نفسها ثم قالت: لم أتوقع مجيئك بهذه السرعة ...
تقدم قليلا ضاحكا بسخرية لتتراجع و قد ابتلعت ريقها بقلق ثم قالت : أمي ماذا حصل لها!
توقف قليلا ثم قال ببرود: لا أعلم ..
رفعت حاجبها بغضب ثم قالت: أ ولا تعلم حقا !! ماذا أخائف من القول بأنك المتسبب في حالتها هذه ها !!
ضحك قائلا : و لما الخوف ! او بالأحرى ممن انا خائف..!! منكِ!
نظرت له بحقد ثم نقلت عيناها لوالدتها لتنزل دموعها وهي تراقب حالتها ..
أرست عينيها على خالتها ثم تقدمت منها قائلة برجاء باكي: هل يمكنك احتضاني رجاء !
نظرت لها خالتها بحزن ثم احتظنتها ليرتفع صوت بكاء الاخرى متمتمة : أريد أمي و أبي ..
ربتت خالتها على ظهرها لتشعر بها تبتعد ثم مسحت دموعها و نظرت له بكره : لن تستطيع أذيتي و عائلتي مجددا لن أسمح لك بهذا ..
و بعد أن إرتدت ثيابه نظرت لنفسها في المرآة لتتفاجئ ضاحكة على منظرها الذي بدا لها كمهرج مبتدأ..!
توقفت عن الضحك لتقول بإبتسامة :ياإلهي لم أتخيل أنني في يوم من الأيام سأرتدي ملابس رجالية أصبحت رجل الأن إن أتى ذلك الشيطان سأقوم بلكمه على وجهه لكي يصبح قبيح
- حقا هل ستفعلي..!!
تصنمت في مكانها وهي تستمع إلى صوته الساخر
لتبتسم له إبتسامة بلهاء قائلة:متى أتيت ..!!
_ متى أتيت ..!!
قال كلماته بصوت بارد به وميض من المكر ثم نظر لثيابها ليقوم بتركها وخرج من الغرفة تاركا الباب مفتوح.. بقيت مستغربة من تغير حاله هكذا *مثلما يأتي فجأة يختفي فجأة إنه فعلا شيطان *
عاد لها مجددا وفي يده سروال جينز و قميص قطني تبدو ملابس نسائية قام برميها على السرير ليقول بأمر :إرتديهم وأنزلي.. خمس دقائق لا غير وإن تأخرتي الويل لك...
نظرت لثياب بدهشة وقالت صارخة؛ طالما لديك ثياب نسائية هنا لما جعلتني أبدو كالمهرج ليلة أمس بثيابك الحقيرة ..!
إلتفت لها فجأة وقال بحدة: إحفظي لسانك و إنتقي كلماتك جيدا أنا هنا الآمر الناهي أفعل ما يحلو لي أقدمها لك أو لا هذا يعود إلي.. أما بالنسبة لك تفعلين ما أأمرك به دون مجابهة حتى لا تضطرين لتعامل مع الوحش القابع داخلي هل فهمتي !!
بقت تنظر له بغضب ثم نظرت لثياب التي بين يديها و قالت ببرود مقلدة إياه: ويحك خطاب مثالي .. أنظر حتى شعر رأسي وقف لك إحتراما..
نظر لها بضيق ثم قال بحدة: هل أنت مصرّة ؟
نظرت له بملل ثم قالت: لست مصرّة و ماشابه دعني أغير هذه الفوضى رجاءً...
خرج من الغرفة ببرود و أغلق الباب بقوة ثم قال بغضب: هذه الفتاة حتما ترغب في أن يتم قتلها على يدي ..مستفزة ..
تقدمت بسرعة من الفراش لترتدي الثياب قائلة: أحمق ..مستفز بارد يا إلهي كم أرغب في قتله
نزلت للأسفل لتراه جالسا على إحدى الأرائك ممسكا بالهاتف يحادث شخصًا ما ..
إستمعت إلى كلامه وهو يقول: صدقني تلك لم تكن إلا قرصة أذن ....لا تخف لن يخرج منها أبدا فعثور الشرطة على كمية هائلة من الهيروين في شركته لن تتسبب له سوى بالخسائر وستسوء سمعته أتمنى له حياة سعيدة في السجن ...بالتأكيد.... حسنا سأحدثك لاحقا..
أغلق الهاتف ليجدها تحدق فيه بنظرات لم يفهمها ليتقدم منها ماسكا معصمها بقوة قائلا بحدة :منذ متى وأنت هنا هااا؟هل تتجسسين عليا مثلا..!!
نظرت له بحقد ثم قالت : لا أتجسس عليك و ليس لدي الرغبة في فعل هذا ..
أفلت يدها بقوة لتمسك هي معصمها الذي تحول لونه للأحمر تدلكه برقة..مر من أمامها قائلا ؛إتبعيني
تبعته الأخرى في صمت وهي تفكر هل الشخص الذي كان يتحدث عنه هو والدها أم أنه شخص أخر يجب أن تتأكد من هذا بأية وسيلة كانت .
رأته يخرج من باب القصر لمرأب السيارات إستوقفها بيده قائلا :إنتظري هنا و لا تتحركي سأجلب السيارة..
أومئت له برأسها بضجر ثم ربعت يديها تنتظره أمام باب القصر ولم يمضي الكثير حتى رأت سيارة ذات اللون الأسود اللامع ..
أفاقت على صوته من الداخل قائلا :هل سأنتظر سيادتك كثيرا!!
تجاهلت كلماته لتلتفت للجهة الأخرى من السيارة وتفتح الباب لتجلس بجانبه فتتفاجئ به ينطلق بسرعة قصوى.... هل يخال نفسه في مسابقة سيارات!
كانت تنظر لطريق بقلق وهي ترى مرور السيارات بجانبها بسرعة قصوى ..
طوال الطريق كانت تفكر في الشخص الذي كان يتحدث عنه هل هو أبيها فعلا !!
قاطع شرودها صوته الأجش قائلا: هيا إنزلي
بقت تحدق في المكان ليتبين لها أنها أمام محل تجاري كبير ...
إستغربت هي من إتيانه بها إلى هذا المكان لتخرج من السيارة وهي تتبعه مثلما أمرها..
قالت بتساؤل بعد أن أدخلها أحد المحلات التي تبيع الملابس النسائية
:"لماذا أتيت بي إلى هنا "
صرف نظره عنها في تجاهل أغضبها ثم أشار لها أن تتبعه قائلا : تعالي ..
تأففت بغيض لتدخل المحل وتبدأ بإختيار الملابس وهي تتسائل:ما هدفه يا ترى لم أرى في حياتي خاطف يعامل رهينته بهذا اللطف هه يأخذها لتسوق أيضا تبا له ألا يخف أن أهرب..!! أهرب!!! نعم أهرب يجب أن أستغل الفرصة بأي طريقة يجب أن أرى والدي ..
إنتهت من إقتناء بعض الثياب وهو يقف ورائها لتقول له:إسمع سأذهب وأرى إن كانوا على مقاسي أم لا ...
بلاك بإنزعاج: حسنا بسرعة لن أنتظرك اليوم بأكمله ..
سألت إحدى العاملات عن الغرفة لتشير لها على أخر الممر..
بقى ينظر في أثرها ليقاطعه رنين هاتفه ليندمج في المكالمة وينسى أمرها ..
أما في الغرفة الخاصة بالنساء فقد كانت تقف تفكر في خطة محكمة للهرب مجددا.
تنهدت بيأس بعد فشلها في إيجاد حلا للفرار ولكن شع بريق من الأمل عيناها مجددا حينما رأت امرأة محجبة وفي يدها بعض الفساتين..!
لتتقدم منها ببكاء مصطنع قائلة:أرجوك ساعدينني هناك أشخاص في الخارج يريدون قتلي أرجوك
_ لا تخافي عزيزتي ولكن من هم..!!
ملاك بخوف مصطنع: هو هو لا أعرف صدقينني لقد كان يلاحقني طوال الطريق أنا خائفة يجب أن أخرج من هنا يجب أن أهرب دون أن يلاحظني..
المرآة :حسنا إهدئي واسمعي ما سنفعل..
بدأت المرآة تقص عليها ماسيفعلانه.. أما على الجانب الأخر كان هو قد انغمس في مكالمته و قد بدا غاضبا ..
وفي لحظة مرت بجانبه امرأة و قد كبت على قميصه كوب قهوتها ثم نظرت له بنظرات شبه خائفة ثم قالت : اووه يا الهي أعتذر سيدي..
نظر لقميصه و لها بغضب ثم نهرها بعصبية: هل أنت عمياء ها !! ألا ترين ؟
نظرت الفتاة امامها و تضاهرت بالبكاء قائلة : أعتذر سيدي لكنني فعلا عمياء . أعتذر..
و في تلك اللحظة نفسها خرجت ملاك ترتدي ملابس محجبات كانت قد اشترتها السيدة من احدى المحلات ثم خرجت تمشي بخوف و سلكت طريقا بعيدا عنه ...
_____
شعر بلاك بالتوتر من كلامها ليمسح على وجهه قائلا بهدوء : أنا أسف سيدتي..لا عليكي توقفي عن البكاء رجاء ..
نظرت الفتاة أمامها بهدوء ثم مسحت عينيها و تمتمت داخلها: لكنه لا يبدو شخصا سيئا !...
ابتسمت ثم قالت: شكرا لك سيدي و اكرر لك اعتذاري ..
أومئ لها فذهبت في حين انه نظر لقميصه بتذمر متمتما : هذا ما كان ينقصني ..!
ثم تقدم من الغرفة فتأتي العاملة قادمة بإتجاهه
قائلة:إذا سمحت لا يمكنك دخول هذه الغرفة فهي لنساء هل تنتظر أحد ما بالداخل ..!!
ليزفر هو بإنزعاج قائلا :نعم زوجتي بالداخل ولقد طال إنتظاري.. هل لكي أن تستعجليها..
العاملة برسمية :حسنا سيدي إنتظر سأناديها لك..
قاطع شروده صوت العاملة وهي تقول :عفوا سيدي ولكن لا يوجد أحد في الداخل هل أنت متأكد من .....
لم يستمع لبقية كلامها فقد إقتحم الغرفة ناظرا فيها بجنون و قد خال للحظة انها تخدعه ..لعن في سره عندما تأكد من خلو الغرفة ثم خرج بسرعة قصوى من المحل وهو يشتم نفسه بجميع الكلمات فكيف له أن يكون بهذا الغباء لقد خدعته طِـفـلـة ...!!
عندما أصبحت خارج المتجر أخذت سيارة أجرة متوجهة إلى منزلها الذي إفتقدته ووالديها اللذان لم تراهما منذ أسبوع نعم لقد مر أسبوع على إختطافه إياها شكرت تلك السيدة المسلمة من كل قلبها وهي تدعوا لها أن يحميها الله لقد ساعدتها كثيرا حتى أنها أعطتها ثمن ركوبها فهي لم يكن معها أية قطعة نقدية.. في قرارة نفسها تعلم جيدا انه سيجدها خلال دقائق فذهابها لمنزلها اول شئ سيأتي بباله ..لكن يكفيها انها ستكون في حماية والدها فلن يستطيع اذيتها ...!!
أفاقت من شرودها على صوت السائق وهو يخبرها بوصولهم للمكان المنشود ..
لتعطيه حقه وتنزل من السيارة تطالع ذلك القصر الذي عاشت فيه كامل طفولتها المدللة مع أبيها وأمها ... تقدمت بخطوات سريعة ودموعها على وجنتيها و كلها شوق و حنين، وهاجسها الوحيد هو عدم ملاقاتهم..!!
طرقت الباب لتفتح لها إبنة خالتها التي وقفت مندهشة من رؤيتها لملاك بهذه الثياب الغريبة في نظرها سرعان ما إحتظنتها وهي تبكي قائلة:ملاك عزيزتي أين كنت هل أذاكي هل فعل لكي شيئا تكلمي أرجوك..!!
ملاك بإبتسامة:لا تقلقي لم يحدث لي شيئا ،هيا إبتعدي دعيني أرى أبي وأمي أشتقت لهما جدا..
إرتبكت تينا إبنة خالتها لتدفعها ملاك بخوف مارة بجانبها لتدلف لداخل الصالة ولكن لم تجد أحد لتلتفت لتينا قائلة:أين ابي و أمي هل بغرفتهم..!!
صعدت بسرعة على ذلك الدرج وهي تأكل الدرجات بسرعتها وحادسها ينبأها بحصول شيئا سيئ..!!
تقدمت من غرفة والدتها وخلفها تينا محاولة إيقافها
فتحت الباب لتشعر وكأن صاعقة نزلت من السماء لتصيبها قلبا وقالبا وهي تراقب جسد والدتها المصطح على الفراش تحيطها خيوط من المحاليل ويبدوا على وجهها الشحوب .. جالسة بجانبها خالتها(مارغريت)لتنزل دموعها بصمت وهي تتقدم من أمها لتجلس بجانبها بعد أن نهضت خالتها متفاجئة من وجودها ..
مارغريت بصوت حزين:عزيزتي هل حدث لك شئ أنت بخير؟
كانت تذرف الدموع دون توقف وهي تطالع جسد والدتها النائم لا حول لها ولا قوة هل هذه أمها فعلا أم أنهم يمزحون..!
تينا وهي تتقدم من أمها قائلة:أمي إنها في حالة صدمة لنتركها قليلا مع أمها ..
مارغريت ببكاء على الحالة التي وصلوا إليها :هل عرفت ما حصل لوالدها ؟
وقفت ملاك أمامهم وهي تبكي:ما خطب أبي،؟ وما حال أمي هذا لما هذه الأشياء تحيط بها ما الذي أصاب عائلتي ؟ ..
تريدين حقا معرفة هذا. !!
ضحكت في نفسها ثم قالت: لم أتوقع مجيئك بهذه السرعة ...
تقدم قليلا ضاحكا بسخرية لتتراجع و قد ابتلعت ريقها بقلق ثم قالت : أمي ماذا حصل لها!
توقف قليلا ثم قال ببرود: لا أعلم ..
رفعت حاجبها بغضب ثم قالت: أ ولا تعلم حقا !! ماذا أخائف من القول بأنك المتسبب في حالتها هذه ها !!
ضحك قائلا : و لما الخوف ! او بالأحرى ممن انا خائف..!! منكِ!
نظرت له بحقد ثم نقلت عيناها لوالدتها لتنزل دموعها وهي تراقب حالتها ..
أرست عينيها على خالتها ثم تقدمت منها قائلة برجاء باكي: هل يمكنك احتضاني رجاء !
نظرت لها خالتها بحزن ثم احتظنتها ليرتفع صوت بكاء الاخرى متمتمة : أريد أمي و أبي ..
ربتت خالتها على ظهرها لتشعر بها تبتعد ثم مسحت دموعها و نظرت له بكره : لن تستطيع أذيتي و عائلتي مجددا لن أسمح لك بهذا ..