رهاب
يقف على باب الغرفة مستندا بجسده عليه عاقدا ذراعيه ينظر لها نظرات توعد وحقد وإنتقام ..
لم تكن لتبالي بوجوده هي ليست بخائفة ما يهمها هو حالة والدتها الان ..
ضحك من كلماتها ثم قال : لستي بهذه القوة حتى تمنعينني عن أذيت عائلتك و بالأخص أباك فلا تحاولي عبثا ..
ملاك بضياع :أتركني أرجوك ماذا تريد مني ماذا تريد !!
خ خالتي أين أبي ..!!
كادت خالتها أن تتكلم ليقول هو بسخرية:ماذا هل تأكدتِ الأن أن من كنت أتحدث عنه هذا الصباح هو والدك !
_من أنت وكيف دخلت هنا ؟
قالتها مارغريت بتساؤل ليقول وهو يتقدم من ملاك التي تناظره بألم و حقد :هل تريدين حقا أن تعرفي ما حدث لوالديك؟
أومئت بتشتت ليقول:حسنا ...والدك دخل السجن بعد أن وجدوا في درج مكتبه كمية من الهيروين لذلك لم تحتمل والدتك العزيزة ما حصل لزوجها المصون لتكتئب وتصيب بصدمة عصبية وكما ترين أنها نائمة لا حول ولا قوة مارأيك بهذا الإخراج هل أعجبتك القصة..!!
تفاجئ بها تخرج من وراء خالتها ودموعها لم تتوقف وبدون سابق إنذار نزلت بيدها الصغيرة على وجهه بصفعة لا مثيل لها صدمته...!!
بقى على هذه الحالة يطالعها بصدمة لتتحول عيناه للون الأحمر كما وصفتها وتبرز عروقه وقد إشتد غضبه ولم يشعر إلا ودفعته ومرت بجانبه تجري للخارج..
لحقت بها خالتها وإبنتها وهم لا يفقهون شيئا
محاولين إيقافها...
ضغط على يده بغضب ثم خرج من الغرفة ..
لحق بها ليراها تجري في الشارع ليركب سيارته قائلا :لنرى إلى أين ستصلي.
كانت ملاك تجري في الشارع ودموعها جعلت من الطريق أمامها ضباب ..كانت تجري وتنظر ورائها بخوف و قد كان هذا الفستان الطويل يعيق ركضها لتقول بدموع إنهمرت على وجنتيها بغزارة وهي تشعر بالضياع والحيرة :أبي أين أنت فالتأتي لإنقاذ أميرتك من هذا الوحش..
إلتفتت للوراء وهي تنظر ورائها بقلق شديد وترقب ..أدارت وجهها للأمام ولازالت تجري ولم تتعب بسبب إصرارها على الهروب من جحيمه الذي ستعيشه بعد تلك الصفعة ..
تفاجئت بسيارة سوداء تقف أمامها وقد سدت عليها الطريق ليخرج هو منها قائلا ببرود :ألم تتعبي من الركض؟
أصبح جسدها يرتجف هو في حد ذاته أصبح كابوس بالنسبة لها تقدم منها ماسكا إياها من ذراعها قائلا: هيا كفاكي مغامرات اليوم
حاولت التملص من بين يديه وهي تبكي قائلة:أتركني ماالذي فعلناه لك أيها المجرم
لينزعج هو منها ويغضب بسبب نعتها له بالمجرم وبدون سابق إنذار قام بصفعها صفعة أدمت شفتيها قائلا بصراخ أصم أذنيها: لا تمثلي دور المظلوم .. والدك يستحق كل ما فعل و الذي حصل له ليس إلا بداية إنتقام .. والأن إصعدي السيارة وأغلقي فمك اللعين لا أريد أن أسمع لعنة أنفاسكي مفهوم
نفت برأسها بهستيريا ليقوم بجرها ناخية السيارة أجلسها ثم صعد هو بجانبها لينطلق بسرعة قصوى بدون أي كلام طوال الطريق لا يسمع في تلك السيارة سوى صوت شهقاتها الذي أزعجته لينظر لها وكاد أن يصرخ بوجهها إلا أنه توقف حينما رآها تمسح فمها الذي يقطر دما من صفعته لتنظر بيديها بالدماء و تتمتم كأنها تتأكد إن كانت دمائها فعلا..!
كانت تنظر لِدَّم بنظرات غريبة لتقول وقد بدت أثار الرعب والخوف على كامل وجهها مادة بكلتا يديها للأمام قائلة بهستيريا وهي تهز رأسها يمينا ويسارا :د ْدَدَم.... دَمْ
أوقف السيارة على جانب الطريق ولا يدري لما قلق من حالتها الغريبة تلك: ششش مابك؟
ملاك: وهي تمد بيديها له كالأطفال:ددم
... إهدئي لا تخافي
أمسك إحدى المحارم الورقية قائلا: هاتي يداكِ
بدت وكأنها لم تستمع لكلامه ولازالت تحرك رأسها يمينا يسارا قائلة :دم
مسك يداها الإثنان لتنتفظ الأخرى ويرتعش كامل جسدها إستغرب من حالتها تلك وقام بمسح قطرات الدماء من يدها .. نظر لها ليجدها قد هدأت قليلا وهي متكأة برأسها على مقعد الكرسي تهذي بكلمات وقد بدت تحلق في سماء الوعي واللاوعي
نظر لشفتيها الدامية ليقوم بتنظيفها من الدم وقد سرت قشعريرة في كامل جسده و هو يتحسس شفتيها الرقيقة واللعنة كيف له أن يضرب فتاة بكل تلك الهمجية !!
أرست عيناه تراقب عيناها الباكية ليستقيم بجسده راجعا لمقعده وإنطلق بسرعته المعهودة
وبقى عقله يحلل حالة الرعب التي كانت عليها منذ قليل ولم يجد مفهوما لحالها إلا أنها لديها"رهاب من الدماء ربما"
بعد فترة توقف بسيارته أمام القصر لينظر لها
قليلا ثم ينزل فاتحا الباب من جهتها وهو يوكزها بخفة كي تستفيق ..
زفر بقلة حيلة حينما لم يجد ردا منها ليقوم بحملها متجها لداخل القصر بعد أن أمر أحد الحراس بإدخال السيارة ..
نزل بها للأسفل متجها لغرفةٍ تميز بابها باللون الأسود الحالك في آخر الممر ..فتح الباب ليدخل غرفة مليئة بالأتربة إستغلتها العناكب لتنسج فيها بيوتها ، غرفة باردة كالمشرحة ...في آخرها يوجد سرير مغطى بملائة بيضاء متسخة ليتجه نحوه واضعا إياها برفق عليه ثم إستقام ليخرج من الغرفة موصدا الباب و صاعدا لغرفته
:::::::
بعد أن إغتسل وغير ثيابه بثياب بيتية ألقى بجسده المرهق على الفراش وريثما وضع رأسه على الوسادة أخذه النوم لعالم خالي من الحقد و الإنتقام...
...
رأى نفسه في غرفة مغلقة ، مظلمة وضوءٍ خافت منبعث من مكان مجهول ؛ضباب كثيف يحيط المكان وفي زاوية معينة رأى شخص محتضن جسده يبكي بصوتٍ خافت تحيط به الفئران والعناكب .. رفع الشخص عيناه نحوه ليتبين له أنّ ذلك الخيال لم يكن سوى ملاك بعيناها الباكية تطالعه بنظرات مستنجدة.. نظر لها نظرة لا مبالاة ليلتفت للوراء يريد الذهاب فيجد أمامه شخص إرتوت العين برؤيته وذاق القلب شوقا لرؤياه ..
إرتمى في أحضان أمه المرتدية ذلك الرداء الملائكي ذو لون الأبيض يشع النور من وجهها .. رائحة طيبة كالمسك تنبعث منها لكنها أبعدته عنها بقسوة قائلة:أنت لست بني..
تفاجئ هو من ردة فعلها تجاهه ونزلت دموعه من كلامها ليقول بصوت مرتجف:لما لست إبنك ما الذي فعلته أمي...!!
مسحت له دموعه قائلة:ليس بني من يقوم بتعذيب فتاة ضعيفة بهذا الشكل، ليس بني من يستغل فتاة للإنتقام من والدها.. إن لم تتوقف عن ما تفعله صدقني لن أسامحك أبدا ولن أرضى عنك أبدا و ذلك المجرم سيقع عليه الدور في يوم من الايام ويحاسب على ماإقترفه في ذنبي لكن أنت لا تلوث يديك بالدماء.. هل تعدني أنك ستخرج فكرة الإنتقام من ذهنك وأن تترك الفتاة تذهب في سبيلها ؟ إذهب وأخرجها من تلك الغرفة في الأسفل إنها تناديك .إذهب وصدقني أنا مرتاحة هنا مع والدك كثيرا .. عزيزي الوداع
" أمي"
نهض من ذلك الحلم ودموعه على خديه ليقوم بمسحها قائلا:أتمنى لو كنتِ حقيقة لما تركتكِ
تذكر كلماتها التي قالتها عن ملاك لينتفض من مكانه بلهفة نازلا بسرعة ليفتح تلك الغرفة ويرى ما جعله يلعن في سره حيث كانت ملاك جالسة في ركن من أركان الغرفة منزوية على نفسها يكاد يرى إرتعاشت جسدها بسبب البرد، تفطن إلى أنه نفس المشهد الذي رءاه في حلمه يعاد ولكن في الواقع.. تقدم منها وهو يتذكر كلمات والدته ليسمع هذيانها بكلمات مبهمة كلمة واحدة بدت له مفهومة وهي تنادي *أبي*٠
وصل أمامها لينحني على ركبتيه قائلا:ملاك هيا إنهضي سأخرجك...
لم تتحرك من مكانها تنظر بعيناها لشئ وهمي تتمتم بكلمات مبهمة جسدها يرتجف من البرد
ليقوم بحملها وهي لاتبدي أية رد فعل فقط تنظر للَّا شيئ.. ظمها أكثر لصدره وهو يستشعر إرتعاشها وإنتفاضتها بين الحين والآخر وصل بها لغرفته ليقوم بوضعها على سريره نزع عنها هذا اللباس المحتشم لتبقى بثيابها التي ارتدتها صباحا ثم وضع عليها الغطاء وقام بتشغيل التكييف لتدفئة جسدها ..
جلس بجانبها وقد أحس بقليل من تأنيب الضمير على الحالة التي أوصلها إليها..
تمدد بجانبها وهو يربت على شعرها ونام على ذلك الحال
_________
وفي صباح يوم جديد أطلت فيه الشمس بضيائها محتلة السماء بجمالها لتعلن بداية يوم جديد ...
فتحت ملاك عيناها على أشعة الشمس وهي تشعر بصداع في رأسها .شعرت بشئ ثقيل على جسدها لتستقيم بخوف..
نظرت لذلك الذي يحيط خصرها بيده في حين أن ساقه محيطة بأرجلها بفوضوية.. من يراهم على تلك الحالة سيظن أنهم متحابين..!!
صرخت صرخة عميقة لرؤيته نائم هكذا بجانبها
ليستيقظ هو من نومه بفزع ناظرا لها بقلق قائلا:ماذا ! ما خطبك ؟
بدأت بالبكاء وهي تنزوي في آخر الفراش ضامتا قدميها تبكي بصوت عالي بعض الشيئ :ما الذي تريده مني بعد !!!؟....لقد أخذت مني كل شئ ...لقد سلبتني أغلى ما أملك أتركني أذهب في حال سبيلي...
بقى مصدوم في مكانه من كلامها ولم يفهم ما الذي تقصده بماقالته ولكن سرعان ماإستوعب مقصدها عندما قالت بغضب:لقد قمت بإستغلالي وأنا غائبة عن الوعي أي رجولة هذه !
إستفزته كلماتها الأخيرة ولكن رغم هذا تغاضى عنها ليقول محاولا تهدئتها:إسمعيني أنا لم..
٠
قاطعت كلامه حينما صرخت قائلة : أيها الحيوان الشهواني ماذا ستبرر ها القصة واضحة وضوح الشمس ..
نظر لها بحدة قائلا :ليس معنى أنني لطيف معك أن تتجاوزي حدودك فهمتي ..
أكمل كلامه لينهض من مكانه ناظرا لها قائلا :ولاتخافي فأنتِ لستِ من نوعي كما أنني لا أحبذ الحمقاوات ..
تركها تنظر في أثره بعد أن رمى بسموم كلماته لتقوم برمي الوسادة على الخزانة صارخة بغضب : أنا لست حمقاء ..يا جاهل..
نهضت من الفراش لتقوم بغلق الباب بالمفتاح ثم تضعه في جيبها قائلة : سأريك ...
دخلت تحت السرير واضعة يداها على فمها تكتم ضحكتها و هي في غاية الحماس..
سمعت صوت فتح باب الحمام وخرج ملتفا بمنشفة وقف قليلا وقد بدا مستغربا عدم وجودها ليذهب لغرفة الملابس ليختار ما سيرتديه اليوم ..
إنتابها بعض القلق من مافعلته وهي تذكر نفسها بأن الشخص الذي تمازحه هو خاطفها الذي سيقوم بتعذيبها بأبشع الطرق إيلاماً!!
بدأت تتخيل أشياءً سيئة ستحصل لها ليحتل الخوف في قلبها مكانا أكبر ولكن أقنعت نفسها بأن ما تفعله هو إنتقام لها وإستردادا لكرامتها ...
توقف تفكيرها حينما رأت قدماه تتقدم منها وخافت من أن يكون كشفها لتغمض عيناها واضعة راحة يدها على فمها حابسة أنفاسها ، شعرت به يجلس على الفراش واضعا أمامها فردتي حذائه الأسود اللامع لتأتي لها فكرة مضحكة قررت تنفيذها
أثناء إرتدائه لفردة الحذاء قامت هي بسرقة الفردة الأخرى وهي تكاد تضحك بالصوت العالي
أما هو فبعد أن أكمل إرتداء الأولى مد يده لإرتداء الأخرى ولكنه لم يجدها تفاجئ بالذي حدث
و نظر يمينا فيسار بغرابة ...
قاطع إستمتاعها رنين هاتفه لتتأفف حينما رأته يبتعد مجيباً عليه لتقوم بإرجاع الحذاء له بسرعة...
رجع هو بعد برهة ليجد حذائه في مكانه لم يلقي بالا للأمر ليرتديه بسرعة ثم وضع القليل من عطره مع ساعة يد فضية اللون ووضع يده على مقبظ الباب ليفتحه ولكن للأسف لم يفتح بقى يحاول إلى أن ضرب الباب بقدمه حتى كاد يكسره قائلا بغضب :لعينة أقسم لو كنتِ أمامي الآن لقتلتكِ
بدأ بالصراخ قائلا: إفتحي الباب كي لا أقوم بكسره الأن ...أنا سأريكي !
سمع صوت شهقة من تحت السرير تجاهل الأمر في البداية ولكن بعد أن سمعها مجددا إتجه ناحية الفراش ليتفاجئ بها واضعة كلتا يداها على وجهها ليقول بإستغراب وحيرة :ما الذي تفعلينه هنا ؟
ضحكت وهي تمد له المفاتيح قائلة بإبتسامة متوترة:هذا المفتاح إفتح الباب ..
بلاك بهدوء:أخرجي
ملاك ببرائة :لن أفعل ولن تستطيع إخراجي وسأبقى هنا كامل اليوم ...
بلاك بمكر:كامل اليوم ؟أ متأكدة!!٠
أومئت برأسها بتأكيد ليقول لها بإبتسامة ماكرة:حسنا سنرى إن كنت تستطيعين البقاء ليوم كامل صائمة حتى فطور الصباح لم تأكلي وأنا أستأذنكِ كي أذهب فلابد أن فطوري جاهز..
نهض من مكانه قائلا:ولا تتعبي نفسك بالخروج فأنا ومع الأسف سأغلق الباب بالمفتاح مجددا لكي لا تخرج الصغيرة وصدقينني لو رأيتكِ أمامي لن يسركِ ما سيحدث ..
و خرج من الغرفة متوجها للأسفل تحت نظراتها الغاضبة..
دخل المطبخ ليجد رئيسة الخدم (ماري) تلك المرأة في الستينات التي تتميز بطيبتها وحنانها تقوم بتجهيز الغداء لوضعه على السفرة ليجلس على الطاولة مرتشفا بضع قطرات من قهوته لتقول له بإحترام:صباح الخير سيدي
أجابها قائلا: صباح الخير إسمعيني ماري تلك الفتاة التي في غرفتي لا تفتحي لها الباب أبدا مهما صرخت هااا هل فهمتي إحذري أن ترمي بكلامي عرض الحائط بطيبتك ...
أومئت له وهي تتذكر تلك الفتاة التي تعاطفت معها في أول يوم أتى بها إلى هنا كانت غائبة عن الوعي وفي المساء بدأت تستمع إلى صوت صراخها من داخل الغرفة التي سجنها فيها وحين أزعجه صراخها تتذكر كيف قام بالصراخ عليها ومنع عنها الطعام و في اليوم الذي أطرد فيه الخدم عند هروبها تكاد تقسم حينها أن تلك الفتاة ستلقي حتفها..
أفاقت من شرودها على صوته قائلا بعد أن أنهى فطوره:لا تصعدي لها بأي طعام لنرى إلى متى ستصمد ..
خرج من القصر وصعد سيارته لينطلق تاركا خلفه الغبار من شدة سرعته ..
بعد وقت ليس بقليل وبسبب سرعته في القيادة وصل إلى شركته ليقوم بإعطاء المفتاح للحارس لصف السيارة..
دخل الشركة بخطوات موزونة وهالة من الوقار والرجولة تحيط به ، رائحة عطره التي أنبئت بمجيئه جعلت جميع الموظفين ينتبهون له منهم من ينظر له بحسد ومنهم من ينظر بحب و تقدير . فتح باب مكتبه ليجد دايمن يجلس على الأريكة أمام المكتب قائلا: أخيرا أتيت ما الذي جعلك تتأخر هكذا ..
بلاك جالس على كرسي مكتبه قائلا" زحمة..!!
ليزفر بملل قائلا:ماالذي حدث في موضوع ذلك الحقير...
دايمن:كل الأدلة ضده
بلاك بشر: إذا لنقم بالخطة الثانية
دايمن :لما التسرع دعه يعيش كل لحظة جميلة في السجن ..
ضحك بلاك قائلا:معك حق سأخبرك إذا متى نبدأ هيا إذهب من أمامي الأن لدي الكثير من الأعمال
دايمن:هل تطردني !
بلاك:نعم هيا هيا إذهب بسرعة
دايمن:إذهب للجحيم أنت وأعمالك
بلاك:شكرا لك أراك في الجحيم هيا إذهب
خرج دايمن من شركة صديقه ليذهب لعمله هو الآخر ..
لم تكن لتبالي بوجوده هي ليست بخائفة ما يهمها هو حالة والدتها الان ..
ضحك من كلماتها ثم قال : لستي بهذه القوة حتى تمنعينني عن أذيت عائلتك و بالأخص أباك فلا تحاولي عبثا ..
ملاك بضياع :أتركني أرجوك ماذا تريد مني ماذا تريد !!
خ خالتي أين أبي ..!!
كادت خالتها أن تتكلم ليقول هو بسخرية:ماذا هل تأكدتِ الأن أن من كنت أتحدث عنه هذا الصباح هو والدك !
_من أنت وكيف دخلت هنا ؟
قالتها مارغريت بتساؤل ليقول وهو يتقدم من ملاك التي تناظره بألم و حقد :هل تريدين حقا أن تعرفي ما حدث لوالديك؟
أومئت بتشتت ليقول:حسنا ...والدك دخل السجن بعد أن وجدوا في درج مكتبه كمية من الهيروين لذلك لم تحتمل والدتك العزيزة ما حصل لزوجها المصون لتكتئب وتصيب بصدمة عصبية وكما ترين أنها نائمة لا حول ولا قوة مارأيك بهذا الإخراج هل أعجبتك القصة..!!
تفاجئ بها تخرج من وراء خالتها ودموعها لم تتوقف وبدون سابق إنذار نزلت بيدها الصغيرة على وجهه بصفعة لا مثيل لها صدمته...!!
بقى على هذه الحالة يطالعها بصدمة لتتحول عيناه للون الأحمر كما وصفتها وتبرز عروقه وقد إشتد غضبه ولم يشعر إلا ودفعته ومرت بجانبه تجري للخارج..
لحقت بها خالتها وإبنتها وهم لا يفقهون شيئا
محاولين إيقافها...
ضغط على يده بغضب ثم خرج من الغرفة ..
لحق بها ليراها تجري في الشارع ليركب سيارته قائلا :لنرى إلى أين ستصلي.
كانت ملاك تجري في الشارع ودموعها جعلت من الطريق أمامها ضباب ..كانت تجري وتنظر ورائها بخوف و قد كان هذا الفستان الطويل يعيق ركضها لتقول بدموع إنهمرت على وجنتيها بغزارة وهي تشعر بالضياع والحيرة :أبي أين أنت فالتأتي لإنقاذ أميرتك من هذا الوحش..
إلتفتت للوراء وهي تنظر ورائها بقلق شديد وترقب ..أدارت وجهها للأمام ولازالت تجري ولم تتعب بسبب إصرارها على الهروب من جحيمه الذي ستعيشه بعد تلك الصفعة ..
تفاجئت بسيارة سوداء تقف أمامها وقد سدت عليها الطريق ليخرج هو منها قائلا ببرود :ألم تتعبي من الركض؟
أصبح جسدها يرتجف هو في حد ذاته أصبح كابوس بالنسبة لها تقدم منها ماسكا إياها من ذراعها قائلا: هيا كفاكي مغامرات اليوم
حاولت التملص من بين يديه وهي تبكي قائلة:أتركني ماالذي فعلناه لك أيها المجرم
لينزعج هو منها ويغضب بسبب نعتها له بالمجرم وبدون سابق إنذار قام بصفعها صفعة أدمت شفتيها قائلا بصراخ أصم أذنيها: لا تمثلي دور المظلوم .. والدك يستحق كل ما فعل و الذي حصل له ليس إلا بداية إنتقام .. والأن إصعدي السيارة وأغلقي فمك اللعين لا أريد أن أسمع لعنة أنفاسكي مفهوم
نفت برأسها بهستيريا ليقوم بجرها ناخية السيارة أجلسها ثم صعد هو بجانبها لينطلق بسرعة قصوى بدون أي كلام طوال الطريق لا يسمع في تلك السيارة سوى صوت شهقاتها الذي أزعجته لينظر لها وكاد أن يصرخ بوجهها إلا أنه توقف حينما رآها تمسح فمها الذي يقطر دما من صفعته لتنظر بيديها بالدماء و تتمتم كأنها تتأكد إن كانت دمائها فعلا..!
كانت تنظر لِدَّم بنظرات غريبة لتقول وقد بدت أثار الرعب والخوف على كامل وجهها مادة بكلتا يديها للأمام قائلة بهستيريا وهي تهز رأسها يمينا ويسارا :د ْدَدَم.... دَمْ
أوقف السيارة على جانب الطريق ولا يدري لما قلق من حالتها الغريبة تلك: ششش مابك؟
ملاك: وهي تمد بيديها له كالأطفال:ددم
... إهدئي لا تخافي
أمسك إحدى المحارم الورقية قائلا: هاتي يداكِ
بدت وكأنها لم تستمع لكلامه ولازالت تحرك رأسها يمينا يسارا قائلة :دم
مسك يداها الإثنان لتنتفظ الأخرى ويرتعش كامل جسدها إستغرب من حالتها تلك وقام بمسح قطرات الدماء من يدها .. نظر لها ليجدها قد هدأت قليلا وهي متكأة برأسها على مقعد الكرسي تهذي بكلمات وقد بدت تحلق في سماء الوعي واللاوعي
نظر لشفتيها الدامية ليقوم بتنظيفها من الدم وقد سرت قشعريرة في كامل جسده و هو يتحسس شفتيها الرقيقة واللعنة كيف له أن يضرب فتاة بكل تلك الهمجية !!
أرست عيناه تراقب عيناها الباكية ليستقيم بجسده راجعا لمقعده وإنطلق بسرعته المعهودة
وبقى عقله يحلل حالة الرعب التي كانت عليها منذ قليل ولم يجد مفهوما لحالها إلا أنها لديها"رهاب من الدماء ربما"
بعد فترة توقف بسيارته أمام القصر لينظر لها
قليلا ثم ينزل فاتحا الباب من جهتها وهو يوكزها بخفة كي تستفيق ..
زفر بقلة حيلة حينما لم يجد ردا منها ليقوم بحملها متجها لداخل القصر بعد أن أمر أحد الحراس بإدخال السيارة ..
نزل بها للأسفل متجها لغرفةٍ تميز بابها باللون الأسود الحالك في آخر الممر ..فتح الباب ليدخل غرفة مليئة بالأتربة إستغلتها العناكب لتنسج فيها بيوتها ، غرفة باردة كالمشرحة ...في آخرها يوجد سرير مغطى بملائة بيضاء متسخة ليتجه نحوه واضعا إياها برفق عليه ثم إستقام ليخرج من الغرفة موصدا الباب و صاعدا لغرفته
:::::::
بعد أن إغتسل وغير ثيابه بثياب بيتية ألقى بجسده المرهق على الفراش وريثما وضع رأسه على الوسادة أخذه النوم لعالم خالي من الحقد و الإنتقام...
...
رأى نفسه في غرفة مغلقة ، مظلمة وضوءٍ خافت منبعث من مكان مجهول ؛ضباب كثيف يحيط المكان وفي زاوية معينة رأى شخص محتضن جسده يبكي بصوتٍ خافت تحيط به الفئران والعناكب .. رفع الشخص عيناه نحوه ليتبين له أنّ ذلك الخيال لم يكن سوى ملاك بعيناها الباكية تطالعه بنظرات مستنجدة.. نظر لها نظرة لا مبالاة ليلتفت للوراء يريد الذهاب فيجد أمامه شخص إرتوت العين برؤيته وذاق القلب شوقا لرؤياه ..
إرتمى في أحضان أمه المرتدية ذلك الرداء الملائكي ذو لون الأبيض يشع النور من وجهها .. رائحة طيبة كالمسك تنبعث منها لكنها أبعدته عنها بقسوة قائلة:أنت لست بني..
تفاجئ هو من ردة فعلها تجاهه ونزلت دموعه من كلامها ليقول بصوت مرتجف:لما لست إبنك ما الذي فعلته أمي...!!
مسحت له دموعه قائلة:ليس بني من يقوم بتعذيب فتاة ضعيفة بهذا الشكل، ليس بني من يستغل فتاة للإنتقام من والدها.. إن لم تتوقف عن ما تفعله صدقني لن أسامحك أبدا ولن أرضى عنك أبدا و ذلك المجرم سيقع عليه الدور في يوم من الايام ويحاسب على ماإقترفه في ذنبي لكن أنت لا تلوث يديك بالدماء.. هل تعدني أنك ستخرج فكرة الإنتقام من ذهنك وأن تترك الفتاة تذهب في سبيلها ؟ إذهب وأخرجها من تلك الغرفة في الأسفل إنها تناديك .إذهب وصدقني أنا مرتاحة هنا مع والدك كثيرا .. عزيزي الوداع
" أمي"
نهض من ذلك الحلم ودموعه على خديه ليقوم بمسحها قائلا:أتمنى لو كنتِ حقيقة لما تركتكِ
تذكر كلماتها التي قالتها عن ملاك لينتفض من مكانه بلهفة نازلا بسرعة ليفتح تلك الغرفة ويرى ما جعله يلعن في سره حيث كانت ملاك جالسة في ركن من أركان الغرفة منزوية على نفسها يكاد يرى إرتعاشت جسدها بسبب البرد، تفطن إلى أنه نفس المشهد الذي رءاه في حلمه يعاد ولكن في الواقع.. تقدم منها وهو يتذكر كلمات والدته ليسمع هذيانها بكلمات مبهمة كلمة واحدة بدت له مفهومة وهي تنادي *أبي*٠
وصل أمامها لينحني على ركبتيه قائلا:ملاك هيا إنهضي سأخرجك...
لم تتحرك من مكانها تنظر بعيناها لشئ وهمي تتمتم بكلمات مبهمة جسدها يرتجف من البرد
ليقوم بحملها وهي لاتبدي أية رد فعل فقط تنظر للَّا شيئ.. ظمها أكثر لصدره وهو يستشعر إرتعاشها وإنتفاضتها بين الحين والآخر وصل بها لغرفته ليقوم بوضعها على سريره نزع عنها هذا اللباس المحتشم لتبقى بثيابها التي ارتدتها صباحا ثم وضع عليها الغطاء وقام بتشغيل التكييف لتدفئة جسدها ..
جلس بجانبها وقد أحس بقليل من تأنيب الضمير على الحالة التي أوصلها إليها..
تمدد بجانبها وهو يربت على شعرها ونام على ذلك الحال
_________
وفي صباح يوم جديد أطلت فيه الشمس بضيائها محتلة السماء بجمالها لتعلن بداية يوم جديد ...
فتحت ملاك عيناها على أشعة الشمس وهي تشعر بصداع في رأسها .شعرت بشئ ثقيل على جسدها لتستقيم بخوف..
نظرت لذلك الذي يحيط خصرها بيده في حين أن ساقه محيطة بأرجلها بفوضوية.. من يراهم على تلك الحالة سيظن أنهم متحابين..!!
صرخت صرخة عميقة لرؤيته نائم هكذا بجانبها
ليستيقظ هو من نومه بفزع ناظرا لها بقلق قائلا:ماذا ! ما خطبك ؟
بدأت بالبكاء وهي تنزوي في آخر الفراش ضامتا قدميها تبكي بصوت عالي بعض الشيئ :ما الذي تريده مني بعد !!!؟....لقد أخذت مني كل شئ ...لقد سلبتني أغلى ما أملك أتركني أذهب في حال سبيلي...
بقى مصدوم في مكانه من كلامها ولم يفهم ما الذي تقصده بماقالته ولكن سرعان ماإستوعب مقصدها عندما قالت بغضب:لقد قمت بإستغلالي وأنا غائبة عن الوعي أي رجولة هذه !
إستفزته كلماتها الأخيرة ولكن رغم هذا تغاضى عنها ليقول محاولا تهدئتها:إسمعيني أنا لم..
٠
قاطعت كلامه حينما صرخت قائلة : أيها الحيوان الشهواني ماذا ستبرر ها القصة واضحة وضوح الشمس ..
نظر لها بحدة قائلا :ليس معنى أنني لطيف معك أن تتجاوزي حدودك فهمتي ..
أكمل كلامه لينهض من مكانه ناظرا لها قائلا :ولاتخافي فأنتِ لستِ من نوعي كما أنني لا أحبذ الحمقاوات ..
تركها تنظر في أثره بعد أن رمى بسموم كلماته لتقوم برمي الوسادة على الخزانة صارخة بغضب : أنا لست حمقاء ..يا جاهل..
نهضت من الفراش لتقوم بغلق الباب بالمفتاح ثم تضعه في جيبها قائلة : سأريك ...
دخلت تحت السرير واضعة يداها على فمها تكتم ضحكتها و هي في غاية الحماس..
سمعت صوت فتح باب الحمام وخرج ملتفا بمنشفة وقف قليلا وقد بدا مستغربا عدم وجودها ليذهب لغرفة الملابس ليختار ما سيرتديه اليوم ..
إنتابها بعض القلق من مافعلته وهي تذكر نفسها بأن الشخص الذي تمازحه هو خاطفها الذي سيقوم بتعذيبها بأبشع الطرق إيلاماً!!
بدأت تتخيل أشياءً سيئة ستحصل لها ليحتل الخوف في قلبها مكانا أكبر ولكن أقنعت نفسها بأن ما تفعله هو إنتقام لها وإستردادا لكرامتها ...
توقف تفكيرها حينما رأت قدماه تتقدم منها وخافت من أن يكون كشفها لتغمض عيناها واضعة راحة يدها على فمها حابسة أنفاسها ، شعرت به يجلس على الفراش واضعا أمامها فردتي حذائه الأسود اللامع لتأتي لها فكرة مضحكة قررت تنفيذها
أثناء إرتدائه لفردة الحذاء قامت هي بسرقة الفردة الأخرى وهي تكاد تضحك بالصوت العالي
أما هو فبعد أن أكمل إرتداء الأولى مد يده لإرتداء الأخرى ولكنه لم يجدها تفاجئ بالذي حدث
و نظر يمينا فيسار بغرابة ...
قاطع إستمتاعها رنين هاتفه لتتأفف حينما رأته يبتعد مجيباً عليه لتقوم بإرجاع الحذاء له بسرعة...
رجع هو بعد برهة ليجد حذائه في مكانه لم يلقي بالا للأمر ليرتديه بسرعة ثم وضع القليل من عطره مع ساعة يد فضية اللون ووضع يده على مقبظ الباب ليفتحه ولكن للأسف لم يفتح بقى يحاول إلى أن ضرب الباب بقدمه حتى كاد يكسره قائلا بغضب :لعينة أقسم لو كنتِ أمامي الآن لقتلتكِ
بدأ بالصراخ قائلا: إفتحي الباب كي لا أقوم بكسره الأن ...أنا سأريكي !
سمع صوت شهقة من تحت السرير تجاهل الأمر في البداية ولكن بعد أن سمعها مجددا إتجه ناحية الفراش ليتفاجئ بها واضعة كلتا يداها على وجهها ليقول بإستغراب وحيرة :ما الذي تفعلينه هنا ؟
ضحكت وهي تمد له المفاتيح قائلة بإبتسامة متوترة:هذا المفتاح إفتح الباب ..
بلاك بهدوء:أخرجي
ملاك ببرائة :لن أفعل ولن تستطيع إخراجي وسأبقى هنا كامل اليوم ...
بلاك بمكر:كامل اليوم ؟أ متأكدة!!٠
أومئت برأسها بتأكيد ليقول لها بإبتسامة ماكرة:حسنا سنرى إن كنت تستطيعين البقاء ليوم كامل صائمة حتى فطور الصباح لم تأكلي وأنا أستأذنكِ كي أذهب فلابد أن فطوري جاهز..
نهض من مكانه قائلا:ولا تتعبي نفسك بالخروج فأنا ومع الأسف سأغلق الباب بالمفتاح مجددا لكي لا تخرج الصغيرة وصدقينني لو رأيتكِ أمامي لن يسركِ ما سيحدث ..
و خرج من الغرفة متوجها للأسفل تحت نظراتها الغاضبة..
دخل المطبخ ليجد رئيسة الخدم (ماري) تلك المرأة في الستينات التي تتميز بطيبتها وحنانها تقوم بتجهيز الغداء لوضعه على السفرة ليجلس على الطاولة مرتشفا بضع قطرات من قهوته لتقول له بإحترام:صباح الخير سيدي
أجابها قائلا: صباح الخير إسمعيني ماري تلك الفتاة التي في غرفتي لا تفتحي لها الباب أبدا مهما صرخت هااا هل فهمتي إحذري أن ترمي بكلامي عرض الحائط بطيبتك ...
أومئت له وهي تتذكر تلك الفتاة التي تعاطفت معها في أول يوم أتى بها إلى هنا كانت غائبة عن الوعي وفي المساء بدأت تستمع إلى صوت صراخها من داخل الغرفة التي سجنها فيها وحين أزعجه صراخها تتذكر كيف قام بالصراخ عليها ومنع عنها الطعام و في اليوم الذي أطرد فيه الخدم عند هروبها تكاد تقسم حينها أن تلك الفتاة ستلقي حتفها..
أفاقت من شرودها على صوته قائلا بعد أن أنهى فطوره:لا تصعدي لها بأي طعام لنرى إلى متى ستصمد ..
خرج من القصر وصعد سيارته لينطلق تاركا خلفه الغبار من شدة سرعته ..
بعد وقت ليس بقليل وبسبب سرعته في القيادة وصل إلى شركته ليقوم بإعطاء المفتاح للحارس لصف السيارة..
دخل الشركة بخطوات موزونة وهالة من الوقار والرجولة تحيط به ، رائحة عطره التي أنبئت بمجيئه جعلت جميع الموظفين ينتبهون له منهم من ينظر له بحسد ومنهم من ينظر بحب و تقدير . فتح باب مكتبه ليجد دايمن يجلس على الأريكة أمام المكتب قائلا: أخيرا أتيت ما الذي جعلك تتأخر هكذا ..
بلاك جالس على كرسي مكتبه قائلا" زحمة..!!
ليزفر بملل قائلا:ماالذي حدث في موضوع ذلك الحقير...
دايمن:كل الأدلة ضده
بلاك بشر: إذا لنقم بالخطة الثانية
دايمن :لما التسرع دعه يعيش كل لحظة جميلة في السجن ..
ضحك بلاك قائلا:معك حق سأخبرك إذا متى نبدأ هيا إذهب من أمامي الأن لدي الكثير من الأعمال
دايمن:هل تطردني !
بلاك:نعم هيا هيا إذهب بسرعة
دايمن:إذهب للجحيم أنت وأعمالك
بلاك:شكرا لك أراك في الجحيم هيا إذهب
خرج دايمن من شركة صديقه ليذهب لعمله هو الآخر ..