نار العشق والهوى

صعد إلى الطابق الخاص به، توقف المصعد، خرج منه، سار نحو شقته هو وأخيه بخطوات متمهلة، فتح باب الشقة وعبر من خلاله، ثم اغلقه بهدوء من خلفه.

تطلع في المكان من حوله بنظرات متفحصة، غرفة المعيشة كانت فارغة منه، قرر أن يسير نحو غرفته لعله يجده هناك لكنها كانت فارغة أيضا منه، غضب وضيق تسرب إليه، هرع نحو الخارج بخطوات راكضة باحثا عن في غرفة الطهي وبقية أجزاء الشقة، فكانت النتيجة لا أحد هنا.

"اللعنة، اللعنة عليك يا معاذ! أين ذهبت أيها الجبان؟!"

سب ولعن بصوت عال ذلك المهتور أخيه، متسألا عن المكان الذي ذهب إليه بعد خروجه هو منه، رغما عنه بعضا من شعور من القلق عليه تسرسب إلى قلبه، هو أخيه في النهاية، بقية من أبيه وأمه في الحياة!

سار نحو الأريكة، ألقى بثقل جسده عليها، استل هاتفه من جيب معطفه، فتحه بأنامل مضطربة، ضغط على أزارره بقوة، انتظر الجواب، رنين هاتف وصل إلى سمعه، جعله ينتفض من جلسته، لقد كان صوت رنين هاتف أخيه آتيا من الأسفل، بجوار الطاولة، بينما اسمه هو يعلو الشاشة.


"تبا لك يا معاذ، ما الذي تريد فعله بي؟! سوف يجعلني أجن هذا الغبي"

عقله هداه أن يقوم بمهاتفه المدرب الخاص به، كابتن منصور لربما يكون قد ذهب إلى المركز الرياضي الذي يتدرب فيه هناك، لكن حينما آتاه صوت الكابتن وهو يخبره أن معاذ لم يأت إليه اليوم ابدا جعل القلق يشتعل في داخله من جديد.

بقلق وضيق، جلس ينتظره على الأريكة لعله يأت بعد قليل، فمعاذ رجل كبير و واع، يستطيع الاعتناء بنفسه بل أكثر من ذلك بكثير.

حينما جلس على تلك الأريكة، كان جسده يصرخ فيه أن يعطيه قسطا من الراحة، قاوم كثيرا، لكنه في النهاية استسلم، أعطى جسده ما أراد، بعض الراحة.


صوت انغلاق باب آتى إلى سمعه جعله يستفيق من نومه، بعينين ناعستين أخذ يتطلع إلى أخيه، والذي يبدو على وجهه تشوهات كبيرة، يبدو وكأنه تلقى صدمة من عربة نقل ثقيل، بصوت ساخر ومتهمكم بينما ينظر نحوه بنظرات مزدرءة هو قال:


"ها هو الأمير قد عاد أخيرا، أين كنت في تلك الساعة؟!"

علم معاذ أن أخيه يسخر منه لا أكثر، تلك النظرات، هذه الكلمات كانت سخرية منه، محاولة أن يجعله يشعر بالمهانة وانعدام القيمة، تلك الإهانات هو يستحق حقا، لذا فعل وضع الجمود، حينما رد عليه بنبرة جليدية:

"لقد ذهبت إلى أحد المراكز الرياضية مع صديقي شادي وجلسنا لفترة هناك!"

نظر نحوه بسخرية، أخبره بتهكم، بينما استمر في ازدراءه وهو يقول:

"دعني اخمن، خضت قتال شوارع هناك؟!"

بنفس ذات الجمود هو أومأ إليه برأسه مؤيدا تخمينه ذاك، شاهد أخيه بينما ينتفض من جلسه بغضب شديد، يفتح فمه، يكاد يقول شئ ثم يغلقه، يغمض عينيه يعتصرهما بقوة، يحارب نفسه، حتى في النهاية انتصرت الكلمات التي كانت:

"حسنا معاذ، إن أردت قتل نفسك فافعل ذلك، لكن عليك تسديد دين الفتاة الذي عليك ثم إذا أردت أن تذهب إلى الجحيم بعدها اذهب، لا أحد يبالي!"

اظهر نفسه غير مباليا، بينما يبصق تلك الكلمات في وجه أخيه ثم يسير نحو غرفته بخطوات سريعة تاركا إياه يتلظى بنار الندم، يردد لنفسه بكلمات ساخرة:

"لقد خطوت للجحيم منذ أن علمت أنها تحبك أنت أخي، منذ ذلك اليوم وأنا أعذب بنار العشق والهوى!"

تمتم لنفسه بذلك، ثم قرر أن يذهب إلى غرفته، حيث هناك أشباح قابعة هناك عليه مواجهتها في تلك اللحظة.


بخطوات مترددة هو سار حتى وصل إليها، اشتم رائحة هواء ملوث يأت منها، الفراش أمامه بدى كوحش يوشك على نهشه بمخالبه، الغرفة تغيرت معالمها، بدت كقبر مهجور ينتظر صاحبه، ثقب أسود في عتمة ليله يريد سحبه إليه ثم ابتلاعه دون عودة.

ذكرى انتهاكه لها تعاوده، صراخها بكاؤها، سد أذنيه بكفيه بقوة، لا يريد سماع تلك الصرخات مجددا، عيناه بدأت تبكي في صمت، كيف يكون هو القاتل والضحية هي روحه؟!


شبح مخيف أخذ يتضاعف حجمه ثانية بعد ثانية، يمد يده نحوه، يريد شده إليه، القضاء عليه، لكنه لن يفعل! لا لن يترك الذنب يقتله، عليه المواجهة، والبداية في القضاء على آثار ما حدث على الفراش، طمث معالمه وكأنه لم يحدث قط.

أخفض يديه من على أذنيه، هرع نحو الفراش، أمسك ذلك الشرف الذي يحمل دليل انتهاكه لها، الرائحة تكاد تخنقه، رائحة الذنب، لكنه تحامل على نفسه، تماسك، أمسك بذلك الشرشف، كان ينوي تدميره، حرقه في مكب النفايات، لكنه لم يفعل، وضعه في حقيبة كبيرة، ثم في خزانة ملابسه الضخمة.

زواجه منها لن يكفر عن خطيئته ابدا، عليه أن يعيش كل يوم في نفس ذات العذاب، حتى تحرره هي يوما، حينما تعطيه صك الغفران.


*************************************

لم يكن أخيها بالمنزل حينما عادت بعدما أوصلها موسى، حمدت ربها أنه لم يفعل وإلا كان لفت انتباهه تلك الكدمات الواضحة على وجهها، كما أن تلك الثياب التي ليست تخصها لكانت لفتت انتباهه.

دلفت إلى غرفتها وعلى وجهها تعبير بائس، قلبها يوشك أن ينفجر بداخلها من شدة وجعه و ألمه، أسرعت إلى فراشها ثم ارتمت عليه بقوة، ها هي نوبة نحيب جديد قد بدأت.

"لماذا أنا حدث لي ذلك؟! لما لم احصل على الرجل الذي أحب؟! كيف تلوثت بالخطيئة و أنا لم أفعل شيئا لأستحق ذلك الدنس الذي أصاب جسدي! ذلك البائس معاذ، سوف أجعله يندم لبقية حياته على فعلته تلك معي، لقد أخذ مني كل شيء! طهارتي و عفتي، حبي أيضا قضى عليه، والآن بات موسى بعيد المنال عن يدي"

صرخت بداخلها بتلك الكلمات بقهر ووجع شديد، تمنت لو استطاعت قتله و تقطيع جسده إربا إربا، ذلك جزاء عادل له، لكنها لن تستطيع ذلك، ليس قبل أن تضمن ألا تطال الفضيحة عائلتها، وألا يعلم أخيها عن ما حدث شيء، لأن النتيجة سوف تكون معاذ قتيلا في المشفى، و أخيها في سجن لمدى الحياة.

*************************************

"اللعنة عليك يا حمقاء، سوف أحرص على ألا تحصلي على عمل في العاصمة بأكملها جزاء لك على حماقتك معي!"

كلمات همس بها لنفسه بينما يصعد الدرج صاعدا لجناحه الخاص في الطابق العلوي، لقد عكرت مزاجه حقا تلك الفتاة سلسبيل بعد فعلتها التي كادت تقتلهما معا ثم تركه لها في طريق مجهول كجزاء لها، لم يعد يمتلك رغبة في الحصول على متعة اليوم، أختار العودة إلى المنزل والحصول على قسط من النوم ثم غدا سوف يحرص على منحها العقاب الذي تستحق.

عندما وصل إلى أمام جناح شقيقته زاد، أراد أن يطمئن عليها، لقد أخبرته منذ عدة ساعات مضت بينما كان في الحفل أنها ستذهب للخارج مع صديقات لها لمقهى شهير، منحها الأذن لفعل ذلك.

طرق عدة طرقات على باب غرفتها، لعلها تكون مازالت مستيقظة فيطمئن عليها، لكنها لم ترد على طرقاته تلك، مما جعله يفكر أنها ربما خلدت للنوم، على أية حال لقد كانت الساعة قد تخطت الواحدة بعد منتصف الليل وهذا وقت متأخر بالفعل.

أبتعد بجسده عن المكان، سار بخطوات متمهلة نحو جناحه الخاص الذي يبعد عدة أمتار فقط عن جناح شقيقته، ثم دلف إليه راغبا في الحصول على راحة طالبه بها جسده بإلحاح شديد.

*************************************

كانت تعلم في قرارة نفسها أن طلبه إياها للزواج من والدها ليس له سوى سببا واحدا "زاد" أجل هي السبب، عشقها له الذي لم يكن يدرك عنه شيئا جعلته يفعل آخر شيء تتوقعه، أن يتزوجها هي!

لا تعلم إن كان مازال مسيقظا أم خلد إلى النوم، لكنها تريد محادثته على الهاتف، ليس من العدل أن يتركها هكذا، تبحر في بدون شراع في بحر أفكارها تلك.

أسرعت لحمل الهاتف بين يديها، نظرت له بتردد، بدأت في طلب آخر رقم حادثته، والذي لم يكن سواه هو.

"ما هذا، من الذي يحاول الاتصال بي في ذلك الوقت المتأخر، أتمنى ألا يكون هارون، ليس بي طاقة الآن لمحادثته"

كان على وشك الخروج من المرحاض حينما وصل إلى سمعه صوت رنين هاتفه المحمول، لقد حصل على حمام دافئ، رغبة منه في إعطاء جسده بعض الراحة، بخطوات سريعة سار نحو الخارج، التقف الهاتف بيده، نظر نحو شاشته، تنهيدة متعبة، لقد كانت هي المتصل، وسيلته للنجاة من ذلك الطوفان.

ألغى اتصالها ثم أعاد هو الاتصال بها، لتقوم هي بفتح المكالمة على الفور، صوتها جاء هادئ رقيق على عكس عادتها معه حينما قالت:

"كيف حالك الآن موسى؟! أتمنى أن تكون بخير!"

"هل يكذب عليها؟! يخبرها أنه بخير! لكنه لن يفعل، العلاقة التي سوف تجمعهما لابد أن يكون أساسها الصدق، على أية حال فهي تعلم كل شيء مما حدث معه"

تنهد بتعب ثم قال بنبرة هادئة:

"ليست بخير رجوة، هناك حريق بداخلي يكاد يقضي علي، ذلك الصبي الذي ربيته على يدي، قام بطعني في مقتل، لم يستطع أحد المساس بي يوما، لكنه فعل في لحظة واحدة، هدم كل شيء قمت ببنائه، والآن لا أعلم كيف أقوم بإصلاحه!"

لم تكن تتخيل يوما أن حديثا كهذا قد يجري بينهما، لكن ما حدث غير كل شيء، تنهدت هي الأخرى بقلة حيلة ثم قالت بنبرة حانية:

"هون عليك يا موسى، لقد أخطأ معاذ خطأ جسيما أجل! لكنه مازال أخاك الوحيد، سوف تحل المشكلة بأمر الله ثم بعد ذلك سوف يعود كل شيء إلى مساره الصحيح، أنت لست مطالب بإصلاح أخطاء الآخرين، دعه يتحمل عواقب خطأه فهو ليس صبي صغير بعد الآن يا موسى"

تلك الكلمات كان يرددها لنفسه منذ قليل، وكأنها ترجمت ما بداخله من حديث، لقد نضجت رجوة حقا وهو الذي كان يظنها فتاة حمقاء لا فائدة منها، لكنها أثبتت له أنها تحمل من الحكمة والقدرة على التحمل مالا يتحمله رجل!

بنبرة متعبة، مثقلة بالهم قال:

"لكم أود فعل ذلك رجوة، ادعه يخوض المعركة بمفرده، لكن كما قلتي، هو أخي الوحيد، كيف أتركه هكذا يواجه وحش هارون الذي إن علم شيء عما حدث لشقيقته، لربما فقدت الاثنان في لحظة واحدة! أخي الصغير وصديق العمر!"

لا تعلم ماذا تخبره حقا، كان الله في عونه، لقد وضع ما بين مطرقة وسندان، أخيه من جهة وصديقه الذي قضى سنوات الشقاء معه، حاولت أن تغير من سير الحديث حينما قالت بنبرة هادئة:

"بخصوص الحديث الذي قمت به مع والداي، هل أنت جاد بأمر مجيئك لطلب يدي غدا؟!"

تعجب من كلماتها تلك، لقد ظن أنها تعلم أنه كان جادا بشأن ذلك الأمر، فلا يوجد حلا سوى ذلك، لربما كانت تريد التأكد منه، اللعنة عليه أن يخبرها الحقيقة من الآن، لن يظلمها، رجوة لا تستحق ذلك منه، أخبرها بصوت جامد:

"ظننتك تفهمين الأمر جيدا رجوة، أعلم أنني أضع على عاتقك حملا ثقيلا، ولكنك الوحيدة القادرة على مساعدتي، سأكون ممتنا لك للأبد صدقيني، لكن علي أن أخبرك ما سيكون عليه الأمر فأنت لا تستحقين الكذب، نحن سوف نمضي في تلك الخطبة، نستمر بها حتى أن أصبح متأكدا من أن زواجهما قد تم، ثم لك الحرية في فسخ الخطبة في أي وقت تريدين"

"هي علمت كل ذلك، تلك الخطبة ما هي سوى مسرحية هزلية سوف يقومون بها من أجل إبعاد زاد عن موسى و توقفها عن التفكير به، أن ترضى بقدرها بزواجها من معاذ! وليس أكثر من ذلك، ستكون قد جنت حتما إن فكرت في علاقة حقيقة تجمعها بموسى"

أنصتت لكلماته بتفهم، فكرت بداخلها بكل ذلك، تنهدت بضيق ثم قالت:

"لا تخف موسى، أنا لن اطالبك بشئ صدقني، أنا فقط أفعل ذلك من أجل معاذ، فرغم الكارثة التي قام بها إلا أنه مازال ابن عمتي في نهاية الأمر، ثم إن زاد تستحق بعض التضيحة من أجلها لذا سوف أضحي قليلا و أوافق على خطبتك لي من أبي غدا"

هو فوجئ حقا من كلماتها تلك، لقد عادت إليها روحها المشاكسة، بضعة ساعات غابت عنها ثم ها هي تعود من جديد، زفرة متعبة خرجت منه، فلا ينقصه حدوث خلاف بينه وبينها الآن، حاول أن يصلح الأمر بينهما قليلا حتى لا يتمادى سوء الفهم فقال لها

"أعلم ذلك رجوة، و أقدر تضحيتك بالخطبة لي كثيرا، لطالما علمت في داخلي أنك فتاة تستحق الثقة حقا"

وصل حديثه إلى سمعها، أبعدت الهاتف عن أذنيها بغير تصديق حتى أنها ظلت تنظر لشاشته لعدة ثوان تتأكد فيها من أنها تحادث موسى ابن عمتها وليس أحد آخر، لقد كان يتملقها، موسى الراعي يفعل! يتملقها هي! كم هي غريبة تلك الحياة!

لو كان أحدهم قد أخبرها أن ذلك سوف يحدث في يوم من الأيام لكانت أخبرته أنه مصاب بلوثة في عقله!

عاد يحدثها من جديد حينما لم يجد منها جواب قائلا لها:

"سوف نكمل حديثنا غدا رجوة، و إن كان هناك ضمانة تودين الحصول عليها قبل المضي قدما في تلك الخطبة فسوف أمنحك كل ما تريدين، و الآن علي أن أغلق تلك المحادثة بيننا لأنني حقا متعب للغاية وأود الحصول على قسط من الراحة"

بهدوء شديد حينما جاءت كلماته الأخيرة هي قالت:

"حسنا موسى، تصبح على خير"

"تصبحين على خير"

أجابها بتلك الكلمات ثم اغلق الهاتف على الفور، لتخرج هي زفرة متعبة ثم تسير نحو فراشها تجلس عليه، ظلت عدة ثوان تفكر في حديثه عن تلك الضمانة التي ذكرها، مفكرة أي ضمانة قد يقصد، بالتأكيد هو لم يقصد حصولها على مالا منه! لأن ذلك أمرا سوف ترفضه قطعا.

تفكيرها في موسى أخذها إلى ثلاثة عشر عاما للخلف، حينما كانت في الحادية عشر من عمرها، وموسى في السابعة عشر، بينما معاذ في العاشرة من العمر، كانا يعيشان معهم في نفس الشقة حيث أصر أبيها على ذلك بعد وفاة والديهما.

خمس سنوات عاشاها مع عائلتها ثم أختار موسى العودة إلى شقة عائلته هو وأخيه معاذ، لقد أعترض والدها على ذلك لأن معاذ كان صغيرا في ذلك الوقت ويحتاج الراعية، لكن موسى كان مصرا للغاية.

كانت في ذلك الوقت متعلقة به بقوة، وكيف لا وهو الذي كان يجلب لها ما تعشق من الحلويات والمقبلات أيضا، يستذكر لها دروسها، كان يدللها كثيرا، حتى أن معاذ غار منها كثيرا بسبب ذلك الأمر.

لذا مخاصمتها له، رفضها الحديث معها لفترة طويلة من الوقت بسبب رحيله عنها كان أمرا متوقعا، فلم تكن تظن حينها أنه سوف يرفض توسلها له بالبقاء معهم في نفس الشقة.

الغريب في الأمر هو عدم معرفتها سبب رحيله حتى الآن، رغم مرور تلك السنوات، حبها الطفولي لموسى وتعلقها به تحول إلى جفاء وقطيعة طوال تلك السنوات، حتى أمسى الجميع يطلق عليهما الأعداء لبعضهما البعض.

أصابها التعب من تفكيرها ذاك، اختارت أن تريح عقلها بالخلود إلى النوم، أغلقت إضاءة غرفتها ثم دخلت في سبات عميق، كان موسى الصغير و ذكرياتها عنه هي أحلامها.


نهاية الفصل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي