الفصل السابع منزل دراكولا

شعرت چيلان بالقلق الشديد من فقدان المذكرات الخاصة بشقيقتها وعد؛ فهي السبيل الوحيد الذي تأمل في أن يكشف لها حقيقة ما حدث مع شقيقتها ومن هو "رجل الوشم".

اخذت تتذكرت المرة الأخيرة التي رأت فيها تلك المفكرة، فقالت:
-كانت معي عندما كنت في المقهى، ما إن انهيت قهوتي قمت بوضعها في حقيبتي، ولكن كيف فقدتها أم أن هناك من قام بأخذها عند فقداني الوعي؟!

جلست چيلان حزينة على فقدانها للمفكرة، افترشت فراشها وأغمضت عينيها في محاولة منها للتركيز والتفكير بهدوء.
فجأة وجدت نفسها تتذكر ما حدث منذ أن جلست في المقهى وطلبت القهوة، لقد شعرت بطعم غريب في القهوة ولكنها لم تبالي معللة ذلك بإختلاف نوع البن، بعد أن انتهت من تناولها للقهوة غادرت المقهى وذهبت إلى الچراچ لتأخذ سيارتها وتتجول بها في شوارع حدائق القبة.

ولكنها شعرت بدوار شديد فهمست قائلة:
-لابد أن هناك من قام بوضع منوم في القهوة الخاصة بي، هذا ما يفسر فقداني الوعي، توقعت بعدها چيلان ما حدث.

لقد كان رجل الوشم يراقبها وما إن غابت عن وعيها حتى أسرع وقام بسرقة المذكرات من الحقيبة.

ولكن الذي استطاع ايقافها وقام بحملها وادخالها إلى العيادة الخاصة هو جلال، فهمست قائلة:
-ولكنني عندما استعدت وعيِ لم يكْ جلال هناك، هل يمكن أن يكون في ذلك الوقت قد ذهب إلى السيارة وقام بأخذ المفكرة من الحقيبة، هل يمكن أن يكون جلال هو نفسه "رجل الوشم"؟!

فجأة استيقظت لتجد أن ما حدث معها لم يكْ سوى حديث نفس أشبه بالحلم، وانها استيقظت منه على صوت رنين الهاتف. 

أمسكت بالهاتف وقامت بالرد على المكالمة لتجده جلال الذي تحدث إليها وقال:
-أنسة چيلان، أعتذر إن كان الوقت غير مناسب ولكنني أردت أن أؤكد لكِ على دعوتي للعشاء غدًا.

صمتت چيلان قليلًا، لاحظ جلال ذلك فتحدث قائلًا:
-هل شعرتي أنكِ قد تسرعتي في قبول دعوتي على العشاء؟

علقت چيلان وقالت:
-لا ولكنني كنت مشغولة قليلًا لفقداني شيء عزيز علي.

تحدث جلال بانتباه شديد وقال:
-اعتذر عن تدخلي، هل يمكنني أن أعرف كيف فقدتيه؟

علقت چيلان وقالت:
-جلال، عندما تعرضت اليوم لفقدان الوعي، كانت في حقيبتي مفكرة بها أشياء هامة جدًا، ألا تتذكر وأنت تبحث عن هويتي انك قد لمحتها؟

صمت جلال قليلًا ثم تحدث قائلًا:
-عندما استطعت القفز على سيارتك قبل أن تصدم بي وقمت بإيقافها قبل أن تصطدم بأحد المتاجر، بالتحديد عندما قمت بكبح  مكابح السيارة وقعت حقيبتك. وتبعثرت محتوياتها، ربما تكون تلك المفكرة قد وقعت داخل السيارة ولم أراها.

شعرت چيلان بالأمل يتجدد في إيجادها فعلقت قائلة:
-جلال، اعتذر إليك سوف اذهب للبحث عنها في السيارة لعلي اجدها، سأعاود الاتصال بك.

انهت چيلان المكالمة الهاتفية مع جلال ثم أسرعت إلى السيارة وقامت بالبحث عنها، فجأة علت الابتسامة وجهها وقالت:
-أنتِ هنا! لقد قام عقلي بعمل سيناريو وجعلني أرتاب في جلال.

اخذت چبلان المفكرة وعادت إلى المنزل
نظرت إليها والدتها وعلقت قائلة:
-چيلان، أين كنتِ؟!

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-نسيت شيء هام في السيارة وذهبت لإحضاره، أمي تصبحين على خير.

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
-تصبحين على خير حبيبتي.

دلفت چيلان إلى داخل غرفتها، أسرعت إلى الهاتف وقامت بالاتصال على جلال وقالت:
-جلال، شكرًا لك لقد وجدت ضالتي.

ابتسم جلال وعلق قائلًا:
-هل عثرتي عليها بداخل السيارة؟

وبسعادة واضحة على صوتها علقت چيلان قائلة:
-أجل، وجدتها في السيارة شكرًا لك لقد كنت حزينة جدًا لفقدانها.

ابتسم جلال ووجد الفرصة سانحة للتحدث إليها بشأن دعوتها على العشاء فتحدث قائلًا:
-آنسة چيلان، هل لازلتي عند رأيك بقبول دعوتي أم أن هناك شيء قد تغير؟

ابتسمت چيلان وعلقت قائلة:
-جلال، لا لم يتغير شيء لقد وعدتك بالحضور وسوف أحضر.

تحدث جلال إليها وقلبه كاد أن يقفز من السعادة ثم قال:
-حسنًا، سوف أرسل إليكِ الموقع الخاص بالمطعم الذي سوف ادعوك للعشاء فيه، اتمنى ان يحظى على اعجابك.

علقت چيلان على حديثه وقالت:
-سوف أحضر إلى المطعم الذي أرسلت إلي موقعه، لكنني لن أمكث وقتًا طويلًا؛ فلدي بعض الأشياء التي علي انجازها.

ابتسم جلال وعلق قائلًا:
-لا تقلقي حين تريدين المغادرة في أي وقت فلكِ الحرية كاملة.

انهت چيلان المكالمة ونظرت إلى المفكرة وقالت:
-حان موعدي معك هيا لنرى ما الذي أخفته وعد بين سطورك؟.

امسكت چيلان بالمفكرة وبدأت القراءة من حيث انتهت في المرة السابقة، لتقرأ ما خطته وعد بيدها:
-"أخيرًا، بعد عدة أيام مع الكثير من اتصالاتي التي كان يتجاهلها،  لم يجد أمامه سوى الرد علي.

-لقد اخبرته برغبتي في مقابلته ولعلها تكون المرة الأخيرة التي ألتقي فيها به لقد وافق ولكنه طلب مني طلب واصر عليه فقال:

-وعد، إن أردتي لقائي فلا تخبري أحد بذلك وإلا فلا داعي لهذه المقابلة.

لم أجد أمامي سوى الموافقة وعلقت قائلة:
-سليم، اعدك إنني لن أخبر هبة أو أي شخص آخر بهذا اللقاء.

يالسعادتي سوف التقي بمحبوبي، أعلم أن ما افعله لم أكْ اتخيل فعله يومًا من الأيام، لكنه الحب لا بل العشق الذي يجعلك تستمد قوتك من معشوقك، وتشعر بالحياة تسري بداخلك عندما تقترب منه.

جاء الموعد المتفق عليه للقاء حبيبي سوف تكون مفاجأة رائعة له عندما يرى هذا الوشم.

سوف أستقل سيارتي وأذهب لتناول الغداء معه أتمنى أن أعود لأخبرك يا مفكرتي الحبيبة أنني قضيت يومًا من أسعد أيام حياتي".

قلبت چيلان الصفحة وواصلت قراءة سطورها لتجد وعد تقص ما حدث معها وتقول:
-"لقد كان أسوء يوم في حياتي، تمنيت لو لم تلدني أمي، من يكون هذا المجرم كيف استطاع خداعي إلى هذه الدرجة، أشعر بجسدي يرتعد خوفًا.

سوف اقص ما حدث معي اليوم.
-لقد إلتقيت بسليم، ذهبنا إلى المكان الذي شهد لقاءنا الأول، إنه المطعم الذي اعتدنا فيه تناول طبق اللحم المفضل لديه، ما إن جلسنا في المطعم وبدأنا في تناول الطعام لاحظ سليم الوشم الذي تعمدت أن اظهره له فتغيرت ملامح وجهه.

لم أكْ ادري مقدار الغضب التي اعتلاه حتى نهض من مكانه وأمسك بيدي.

لقد اجتذبني بقوة جعلت جميع الحضور ينتبهون إلينا، شعرت حينها بالخجل الشديد.

وصلنا إلى سيارته، نظر إليه نظرة حادة مقتضبة وقال:
-اركبي.
شعرت بالخوف الشديد من ملامح وجهه التي تغيرت بشكل مفاجىء فعلقت قائلة:
-إلى أين؟!

-إلى المكان الذي ستعرفين فيه من هو سليم.

ترددت قليلًا ولكنه لم يترك لي خيار فدفعني وركب السيارة ليستقلها بسرعة لم اعتادها عليه.

لم أكْ أعلم ما الذي ينوي فعله بي، أو إلى أين سيذهب بي؟ طال الطريق ومازال الخوف يسيطر علي بدأت دقات قلبي تتزايد بشكل كبير.

انحرفت السيارة لتأخذ طريقها وسط الجبل، فجاة توقفت وهبط منها ثم أشار لي بالهبوط أنا أيضاً.

لم تستطيع قدمي الهبوط من السيارة فاتجه نحوي وجذبني من ذراعي بقوة.

بدأت الدموع تملأ مقلتي، حاولت أن اسيطر على خوف واتظاهر بالتماسك فتحدثت إليه:
-سليم، ما الذي تفعله ولماذا قمت بإحضاري إلى هنا؟!

نظر إلي نظرة حادة مغلولة، ثم تحدث قائلًا:
-أنتِ تحبينني هذا جيد، لكنك أقترفتي خطأ كبير عندما قمتِ بعمل هذا الوشم المدمر.

نظرت إليه وتسائلت:
-لا أفهم ما الذي تعنيه بكلمة المدمر؟!

لم يجيبني على سؤالي واكتفى بقوله:
-تعالِ معي وستعرفين أي خطأ اقترفتيه.

اصطحبني إلى مكان مهجور وسط الجبال أشبه بقلعة دراكولا التي رأيتها في الأفلام الأجنبية.

لم أكف عن التحدث إلى نفسي في محاولة لطرد هذه المشاعر المخيفة التي سيطرت علي.

أمسكت بهاتفي وقمت بمشاركة موقعي مع صديقتي هبة، لاحظ الهاتف بيدي فجذبه مني وأغلقه ثم علق قائلًا:
-لحسن الحظ هذا المكان لا يحتوي على شبكة محمول وإلا لقمت بدفنك هنا أنتِ والهاتف وصديقتك أيضًا.

توقفت عن السير وتحدثت بحدة قائلة:
-لن أكمل السير أريد العودة ولا أريد رؤيتك مرة ثانية.

ضحك بصوت عالِ وظل صدى ضحكته يتردد بشكل مخيف، دنا مني وجذبني بقوة من شعري ثم دفعني إلى داخل المنزل المهجور وقال:
-لقد فات الأوان، هيا بنا لتتعرفين إلى عائلتي الكريمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي