الفصل الواحد والعشرين
تحدث يوسف : إيه ده ؟!
الطفل ده إللي هيحكي لينا ولا إيه مش فاهم ؟!
ليلى : هو تقريبًا بيستهزء بينا شكله كده !
أما عن أصالة فـ ظلت صامتة دون حديث أو أي حركة ، عينيها معلقتين على الطفل وكذلك الطفل من لحظة دخوله إلى المكان وعيناه لم تفارق أصالة ، كأنهما يعرفان بعضهما البعض جيدًا ، للحظه شكت أصالة أنها تعرفه وهو أيضٌا يعرفها إلا أنها رفضت هذا التفكير بأنها هي المرة الأولى ترى ذلك الطفل .
جلس العجوز وبجواره الطفل ، تنهد العجوز ثم تحدث : دلوقت بدء كل شيء ، دلوقت بدء الرعب للقلوب وبدء ظهور المخفي .
دلوقت بدأ التحدي بدأت الرحلة الأكبر والأصعب .
يوسف بصدمة من تلك الكلمات : يعني إيه مش فاهم ، أنا مش فاهم أي حاجه من كل إللي بتقوله يا عم أنت رحلة إيه ومخفي إيه إللي يظهر .
أنا عايز بس أعرف فين السرداب ومين إللي حماني ، قول وخلصنا بقى عايزين نمشي !؟
لم يُجب العجوز بأي شيء سوى أنه تحرك من على كرسيه ومن ثم جلس أرضًا كذلك فعل الطفل هو الآخر ، جلسا متربعان القدمين واضعان يديهم على ركبتيهم .
صمت تام سيطر على المكان ، العجوز أغمض عينيه كذلك الطفل أيضًا، بدأ في الحديث ببعض الجمل والكلمات غير المفهومة فـ اتبعه الطفل هو الآخر بنفس الكلمات ، لم يكن لوقع تلك الكلمات صدى أو قلق في قلوب الفتية خاصة يوسف فـ هو يعلم جيدًا تلك الكلمات والجمل هي أشياء وتعاويذ لتحضير أحد الجان ، لم يكن الأمر مثير بالنسبة إليهم جميعًا بالنظر إلى تلك الكلمات بمقدار ما أثار الرعب والقلق في قلوبهم فور ما حدث بعد ذلك ...
للحظات بدأ يتحول المكان بأكمله إلى بركة من الماء ، الماء يرتفع منسوبه بقوة في المكان حتى أن الفتية بدءوا في الفرار من المكان حتى لا تكن نهايتهم هنا غرقًا بسبب ارتفاع المياه بشكل سريع ، فروا جميعًا جهة الباب إلا أنه فور وصولهم إليه أُغلق الباب وبقوة رهيبة ، بدأ يوسف في دفع الباب بكل قوته ، أما الفتاتان فبدئا بالفعل في الصريخ والغرق .
المياه تعلو بشكل مستمر في المكان بأكمله إلا دائرة صغيرة حول العجوز والطفل الجالسان على الأرض دون حراك وكأنها لا يشعرا بشيء مما يحدث حولهم ، وكأنهما مغيبان في عالم آخر .
انتبه يوسف سريعًا إلى تلك الدائرة فأشار صارخًا في الفتاتان بالتوجه إليها ، بالفعل خلال لحظات دخلا إلى تلك الدائره يتلفظان أنفاسهم بقوة هاربين من شبح الموت .
أما عن يوسف فـ بإستمرار ارتفاع منسوب المياه في المكان كان جسده يزداد قوة لا يعلم من أين أتت ، بارتفاع منسوب المياه بدأ جسده يتمدد حتى أن ملابسه تمزقت من أعلى الصدر بسبب شده تضخم جسده وأيضًا سرواله لم يبقى منه إلا جزء بسيط يستر عورته .
كل ذلك يحدث تحت ناظري الفتاتان ، عيناهما لا تكاد يصدقان ما يروه .
يوسف يتحول وكأنه وحش مفتول العضلات بقوة جبارة للحظة بدأ يظهر على صدره وشم بطول صدره يكتسي تمامًا باللون الأزرق وأيضًا بنفس الطريقة على ظهره ، للحظة تذكرت أصالة وليلى علامات الجن المائي ، هي نفسها العلامات ، الوشم الأزرق .
فور اكتمال قوة يوسف بدأ يصنع بقبضة يده دائرة موازيه تمامًا للدائرة التي صنعها العجوز والطفل ومن ثم بدأ يختفي الماء منها ، صرخ يوسف صرخة حرفيًا هزت أرجاء المكان كأنه زلزال بقوه ٧ ريختر ضرب المكان كاد أن يدمره عن بكرة أبيه .
بدأ العجوز يتحول هو الآخر إلى شخصية الجان حتى اكتمل تحوله خارج من جسد العجوز الذي ارتمى أرضًا، أما عن آسر هو الآخر بدأ في التحول والخروج من جسد الطفل ، من شدة ما تراه أعين الفتاتان فقد أوشكا على فقد الوعي من هول ما يروه .
تحدث سديم فور أن أكمل تحوله قائلًا: الآن بدأت رحلة استعادة أرض أرنغل ، الآن بدأت رحلة عودة الملك الأعظم ، الآن هي الانطلاقة الأقوى والأكبر لإعادة ممالك الأرنغل ، لنبدأ ....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~فور اكتمال قوة يوسف بدأ يصنع بقبضة يده دائرة موازية تمامًا للدائرة التي صنعها العجوز والطفل ومن ثم بدأ يختفي الماء منها ، صرخ يوسف صرخة حرفيًا هزت أرجاء المكان كأنه زلزال بقوه ٧ ريختر ضرب المكان كاد أن يدمره عن بكرة أبيه .
بدأ العجوز يتحول هو الآخر إلى شخصية الجان حتى اكتمل تحوله خارج من جسد العجوز الذي ارتمى أرضًا، أما عن آسر هو الآخر بدأ في التحول والخروج من جسد الطفل ، من شدة ما تراه أعين الفتاتين فقد أوشكا على فقد الوعي من هول ما يروه .
تحدث سديم فور أن أكمل تحوله قائلًا: الآن بدأت رحلة استعادة أرض أرنغل ، الآن بدأت رحلة عودة الملك الأعظم، الآن هي الإنطلاقة الأقوى والأكبر لإعادة ممالك الأرنغل ، لنبدأ .
فور أن انتهى العجوز من حديثه بدأ التحول الأخير ليوسف ، عينيه تتحولان للون الأزرق التام يشع منهم نور كأنه مصباح بقوة ألف وات نور يكاد يخطف أبصار كل منْ يحاول النظر إليه .
أما عن ليلى فقد سقطت مُغشَي عليها من هول ما تراه ، لم تستطع تحمل أكثر من ذلك ، فقط من بقى في وعيه هي أصالة .
في تلك اللحظة تحدث آسر موجهًا حديثه إلى أصالة : كل إللي بيحصل هنا محدش لا هيعيشه ولا هيفتكر فيه حاجه إلا إنتِ بس ، إنتِ إللي هتفضلي فاكرة كل حاجه حصلت وبتحصل دلوقت .
سديم : قولت ليكي من أول مرة وقبل ما أتكلم في أي حاجه إن الدخول في اللعبة دي ملوش خروج إلا بالموت .
يوسف صاحب روح أجاويد وهو البشري الوحيد إللي قادر على تحريره ، هو الوحيد إللي عنده القدرة على أنه يرجعه ويحرره ، اسمعي كل إللي هيتقال وركزي .
أما عنها فقد تسارعت ضربات قلبها دقات الطبول وأجراس الحروب التي تعلن بدء وشن الهجوم ، دقات القلب تتسارع بشكل مرعب ، وجهها الذي شحب بشكل يكاد يفضح بما في داخلها ، تحدثت برعب : سامعة، أنت مين وإيه إللي بيحصل ده؟!
تحرك سديم من موضعه ،اقترب من أصالة ومن ثم وضع يده على رأسها ماسحًا عليه ومن ثم تحدث : أنا ملك مائي يا أصالة ، أنا واحد من الاتنين إللي فضلوا عايشين من الكتيبة إللي خرجت تدور على أجاويد العظيم ، أنا سديم بن حورس، قائد كتيبة الجن المائي.
وده آسر ميلانوس أحد الجند الباقيين وآخرهم .
إحنا مش مؤذيين ولا عايزين نأذي حد .
آسر: إحنا جينا العالم ده في مهمة من سنين السنين، جايين ننفذها ونمشي من غير أي ضر وأي أذى.
أصالة برعب: جايين تعملوا مهمة إيه وعايزين مننا إيه؟!
سديم : قولت ليكي جايين نرجع الملك أجاويد.
تساقطت دمعة من عيناها وهي تنظر إلى حال يوسف وتحوله ، ثابت في موضعه لا يتحرك وكأنه متحجر في مكانه، لكن قبل أن تتحدث بشيء فهم سديم ما يدور برأسها فـ تحدث: مش تقلقي على يوسف.
لو الخوف عليه فـ هو مش هيحصل له أي حاجه، إحنا معاه وهنحميه مهما كان التمن .
حتى لو كان التمن أرواحنا هنفديه بيها ، ده جزء بسيط من طاقته الحقيقية.
طاقته كـ بشري فقط دون إتحاده مع طاقة الملك أجاويد.
يوسف له طاقة هو نفسه مش يعرف قوتها أو مقدارها ، أنا مش عارف لسه إيه سبب القوة أو الطاقة دي لكن في يوم أكيد هيكون معروف السبب ..
يوسف هيرجع معانا اليوم لعالم أرنغل بعد ما يتم تحضير الملك أجاويد ، لكن هييجي لوحده محدش هييجي معاه .
أصالة باكيه: لا أنا مش هسيبه ، حتى لو الموضوع وصل لأخره وكل حاجه بقت واقع لا مفر منه إلا أني مش هسيبه مهما كان ، أنا مش هسيبه لوحده أبدًا ، الأمر خلاص خلص وإنه لازم يرجع معاكم فـ أنا كمان أول الراجعين والموجودين معاكم .
آسر: مش هينفع ترجعي أيًا كان السبب مش هينفع ، دخولك السرداب معناه موتك.
أصالة: مهما قولت أو حاولت معايا أنا مش هسيبه ، حتى لو هموت زي ما أنت بتقول مش هسيبه برده.
آسر بغضب: إنتِ ليه مش عايزة تفهمي، أنا مش بهزر ولا بكذب، دخولك السرداب يعني موتك، ليه مش قادرة تستوعبي الموضوع ليه؟!
أصالة باكية: أنا عايزة أموت أنت مالك، برده مش هسيب يوسف لوحده، أنا عادي أنا موافقة ملكش دعوه.
سيبك مني أنا وفكر هتعمل إيه أنت مع ليلى أو زين هتبعدهم إزاي عن فكرة أنهم ييجوا معاه.
سديم بغضب : هو انتوا رايحين رحلة بتتعازموا على بعض مين جاي ومين مش جاي، قصدك أفكر في ليلى بس مش في زين !
أصالة بعدم فهم : يعني إيه تفكر في ليلى بس؟!
لا ما هو زين أكيد مش هيسيبه لوحده وهيصمم ييجي.
سديم ضاحكًا : هو أنتم مش عرفتوا إيه إللي حصل؟!
أصالة بعدم فهم : لا ، إيه حصل ؟!
سديم : هو أنتم مش من الصبح بتحاولوا توصلوا لـ زين مش عارفين وتلفونه مقفول ؟!
أصالة: اه، لكن إيه دخل ده بـ ده، ما ممكن يكون التلفون مسقط شبكة.
سديم : لا مش مسقط شبكة، زين مات البقاء لله فيه.
أصالة بصدمه تحاول إستيعاب ما يقوله ذاك المعتوه، تحدثت بغضب: أنت بتقول إيه؟!
إيه العبط والهبل إللي أنت بتقوله ده؟!
زين مين إللي مات؟!
سديم: من شويه في اللحظة إللي أنتم دخلتوا فيها المكان كان وصلني خبر موت زين، مقتول في الصيدلية إللي شغال فيها مدبوح ومحطوط رأسه جنبه.
حاولت أصالة للحظة فهم ما يُقال إلا أنها سقطت على ركبتيها من شدة الصدمة، عينيها على تلك المُلقاه أرضًا فاقدة الوعي ، عن حالها إذ أفاقت وعلمت ما يُقال؟!
كيف يكون رد الفعل بعد سماع هذا الأمر ؟!
زاد بكاء أصالة وتحدثت بشيء من الجنون: أنت بتقول إيه يا عم أنت؟!
أنت بتقول إيه انتوا عايزين مننا إيه ؟!
قول إنك بتهزر وبتكمل الحفلة دي عشان تخوفنا بس، قول إنك بتهزر بالله عليك !!
زين مات ؟!
إزاي ومين عمل كده ، حرام عليك إيه إللي بتقوله ده ؟!
آسر بأسف: للأسف دي الحقيقة، أنا بنفسي شوفت جثته في الصيدلية من شويه، سبب موته أو مين موته ؟!
مفيش أي شك في الجن الناري هو السبب في ده، للأسف الدكتور بتاع الصيدلية هو جان ناري وملك كمان مش جن عادي اسمه أبلج، والبنت إللي حاولت تقتل يوسف مبارح هي كمان ملكة اسمها ألين .
كل حاجه دلوقت بقت على المكشوف ومش بعيد يكونوا عرفوا مكاننا وبين اللحظة والتانية ييجوا يخلصوا علينا.
سبق وقولنا الموضوع بقى واقع لا مفر منه ومحدش هيفلت منه سواء القريب أو البعيد ، عشان كده لازم الوضع يبقى أسرع.
لازم نحضر الملك بشكل أسرع عشان ننهي كل ده.
أصالة : أنا مالي بكل ده ؟!
إحنا مالنا ما كنا عايشين في حياتنا مرتاحين بعيد عن كل ده ، طيب الحزينة دي هتعمل إيه؟!
ولا يوسف؟!
هل هيفضل كده كتير ولا هيرجع لطبيعته ، طيب ولما يرجع هيعمل إيه لما يعرف بموت صاحبه؟!
سديم: يوسف دلوقت مش حاسس بأي حاجه ولا عارف اي حد من إللي حوليه إلا أنا وآسر بس، هو جسمه مخدر دلوقت بسبب تعويذة عملتها عليه بس مش هتدوم، التعويذة مأثرة فيه لأنه لسه قوته مش اكتملت.
لكن لما قوته تكتمل مفيش أي حد هيقدر يسيطر عليه، هيكون عامل زي أسد ذائر بيضرب ويقتل كل شيء حوليه ، وأظن أن ده إللي حصل أول مرة حاول يحضر فيها أجاويد كان هيموت هو نفسه.
أصالة: طيب إيه الحل ؟!
آسر: الحل هيكون معايا أنا وسديم على الأقل لحد ما يقدر يحتوي الموضوع ، يوسف لما هيبدأ يحضر الملك أجاويد هيتحول للشكل ده ولكن بقوة أكبر مليار مرة ده لو فعلًا قدر يحضره وإحنا واثقين في قدرته ، عشان يحتوي الموضوع.
هو مش هيكون عارف أي حد من إللي حوليه إلا أنا وسديم لأننا من نفس الجنس دلوقت، هياخد شويه وقت لحد ذاكرة البشري إللي عنده تبدأ تستوعب الموضوع ويبدأ يعرف إللي حوليه.
سديم: اسمعيني يا أصالة، بعد شويه كل حاجه هترجع لطبيعتها، يوسف هيفوق لكن مش هيكون فاكر أي حاجه من إللي حصل.
كمان ليلى هتفوق وهتكون مش فاكرة أي حاجه، إنتِ الوحيدة إللي هتكوني فاكرة كل إللي حصل ده.
لما هيفوقوا هتمشوا بعد دفن زين بليل هاجي أنا وآسر لبيتك ومن هناك هييجي يوسف ويبدأ يوسف يحضر الملك ونتحرك للسرداب.
أصالة: طيب هو أنت عارف مكان السرداب فين؟!
سديم: اه عارفه كويس، بس إنتِ؟!
إنتِ لسه عند رأيك في دخول السرداب؟!
أصالة: ولا عمري هغيره يا سديم ولا عمري، أنا مع يوسف وإللي كاتبه ربنا هيكون.
سديم: تمام، يبقى زي ما اتفقنا ....
عاد سديم ليجلس موضعه مجددًا هو وآسر، بدءا يعودا إلى جسدي الطفل والعجوز لتبدأ المياه في التسرب من المكان والانحصار حتى أنها اختفت تمامًا، بدأ جسد يوسف هو الآخر يعود إلى الانكماش وحجمه الطبيعي، ليلى تستعيد وعيها مجددًا.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، بالتحديد تلك الصيدلية التي عمل بها زين، هو لم يعمل بها إلا يوم واحد ولكن للأسف كانت خديعة لإستدراجه فقط بدأت من تلك السلمى مرورًا بالعجوز الذي ظل يظهر ومن ثم يختفي ويعاود الظهور ختامًا بالطبيب وتلك الأصوات التي كان يسمعها في المخزن، في كل الأحوال كان يشعر بالقلق حيال كل ما يحدث، كان يشعر بالذعر من تلك الأصوات، ليته سمع حديث والدته عن ترك المكان دون التوجه إليه مرة أخرى، ليته سمع حديث تلك التي ستُجن لا شك في ذلك فور علمها بما حدث، كلاهما سواء كانت والدته أو ليلى كانا يشعران بشيء مُريب حيال هذا المكان وحاولا نصحه، لكن قد فات الأوان يبدوا وأنه حينما قرر الذهاب إلى الصيدلية لإخبار الطبيب بعدم استكماله عمله لم يكن يعلم أنه يسير في طريق نهايته وموته، وكأن كل الأمور كانت تُحضر وتُمهد بشكل هادئ وبشكل مخطط له بكل حبكة ولباقة.
فور أن وصل ضابط الشرطة وبدأ في تفحص المكان نفس الضابط الذي تواجد في مكان أمس وفي جريمة أمس .
بدأ تفقد الجريمة، جسد هامد فُصلت رأسه عن جسده، الرأس موجودة بجانب الجسد بشكل بشع، حتى أن مرتكب الجريمة ترك أداة جريمته بجانب الضحية مع ورقة تحمل بعض الكلمات أسندها الجاني على رأس الضحية.
إلتقطها الضابط ومن ثم بدأ يقرأ ما يتواجد بها:
رسالة الملك دواني العظيم، من الملك دواني العظيم وأتباعه إليك يا البشري الملعون ، توقف عما تنوي فعله وستكون بمأمن أنت وكل من حولك.
أترك كل ما يدور بذهنك وعد إلى حياتك الطبيعية وإلى عالمك ناسي كل ما حدث وما يحدث ولك كل المأمن وكل السلام.
إليك رسالة من الملك الأعظم دواني، عُد كما كنت وسنتركك في أمان لا نريد منك أو ممن حولك شيء، لكن إن استمريت فيما تفعل فلن تنجو ولن ينجو أي شخص حولك من بطشنا، هي الرسالة الأولى والأخيرة لك.
توقف عما تفعل وإلا نهايتك ونهاية كل من حولك ستكون كـ نهاية صديقك.
سلام لك ولكل من حولك إن توقفت عما تفعله وابتعدت عن هذا الطريق، و لا سلام منا ولا هدنة لك ولا لأي من حولك إن استمريت في طريقك.
فور أن أنهى الضابط قراءة الرسالة عاود النظر مجددًا إلى رأس الضحية، نعم هو الشاب الذي رآه في حفل أمس، هو بالفعل صديق ابن سياده اللواء عامر.
هو على أي حال لا يفهم أي شيء من مضمون الرسالة، وكأنه يشعر بطلاسم بها ماذا يُقصَد بالملك دواني، من يكون هذا الشخص وما هذا الحديث الذي يُقال، هل هو اسم مستعار لعصابه أو مجموعة إرهابية جديدة؟!
أم ماذا؟!
لكن الشيء الذي استطاع فهمه من كل ما حدث وبعد ربط الأحداث، محاولة إغتيال ابن اللواء أمس، اليوم مقتل صديقه، فلا شك من ذلك أن الشخص المقصود بتلك الرسالة هو ابن اللواء لا شك في ذلك.
الطفل ده إللي هيحكي لينا ولا إيه مش فاهم ؟!
ليلى : هو تقريبًا بيستهزء بينا شكله كده !
أما عن أصالة فـ ظلت صامتة دون حديث أو أي حركة ، عينيها معلقتين على الطفل وكذلك الطفل من لحظة دخوله إلى المكان وعيناه لم تفارق أصالة ، كأنهما يعرفان بعضهما البعض جيدًا ، للحظه شكت أصالة أنها تعرفه وهو أيضٌا يعرفها إلا أنها رفضت هذا التفكير بأنها هي المرة الأولى ترى ذلك الطفل .
جلس العجوز وبجواره الطفل ، تنهد العجوز ثم تحدث : دلوقت بدء كل شيء ، دلوقت بدء الرعب للقلوب وبدء ظهور المخفي .
دلوقت بدأ التحدي بدأت الرحلة الأكبر والأصعب .
يوسف بصدمة من تلك الكلمات : يعني إيه مش فاهم ، أنا مش فاهم أي حاجه من كل إللي بتقوله يا عم أنت رحلة إيه ومخفي إيه إللي يظهر .
أنا عايز بس أعرف فين السرداب ومين إللي حماني ، قول وخلصنا بقى عايزين نمشي !؟
لم يُجب العجوز بأي شيء سوى أنه تحرك من على كرسيه ومن ثم جلس أرضًا كذلك فعل الطفل هو الآخر ، جلسا متربعان القدمين واضعان يديهم على ركبتيهم .
صمت تام سيطر على المكان ، العجوز أغمض عينيه كذلك الطفل أيضًا، بدأ في الحديث ببعض الجمل والكلمات غير المفهومة فـ اتبعه الطفل هو الآخر بنفس الكلمات ، لم يكن لوقع تلك الكلمات صدى أو قلق في قلوب الفتية خاصة يوسف فـ هو يعلم جيدًا تلك الكلمات والجمل هي أشياء وتعاويذ لتحضير أحد الجان ، لم يكن الأمر مثير بالنسبة إليهم جميعًا بالنظر إلى تلك الكلمات بمقدار ما أثار الرعب والقلق في قلوبهم فور ما حدث بعد ذلك ...
للحظات بدأ يتحول المكان بأكمله إلى بركة من الماء ، الماء يرتفع منسوبه بقوة في المكان حتى أن الفتية بدءوا في الفرار من المكان حتى لا تكن نهايتهم هنا غرقًا بسبب ارتفاع المياه بشكل سريع ، فروا جميعًا جهة الباب إلا أنه فور وصولهم إليه أُغلق الباب وبقوة رهيبة ، بدأ يوسف في دفع الباب بكل قوته ، أما الفتاتان فبدئا بالفعل في الصريخ والغرق .
المياه تعلو بشكل مستمر في المكان بأكمله إلا دائرة صغيرة حول العجوز والطفل الجالسان على الأرض دون حراك وكأنها لا يشعرا بشيء مما يحدث حولهم ، وكأنهما مغيبان في عالم آخر .
انتبه يوسف سريعًا إلى تلك الدائرة فأشار صارخًا في الفتاتان بالتوجه إليها ، بالفعل خلال لحظات دخلا إلى تلك الدائره يتلفظان أنفاسهم بقوة هاربين من شبح الموت .
أما عن يوسف فـ بإستمرار ارتفاع منسوب المياه في المكان كان جسده يزداد قوة لا يعلم من أين أتت ، بارتفاع منسوب المياه بدأ جسده يتمدد حتى أن ملابسه تمزقت من أعلى الصدر بسبب شده تضخم جسده وأيضًا سرواله لم يبقى منه إلا جزء بسيط يستر عورته .
كل ذلك يحدث تحت ناظري الفتاتان ، عيناهما لا تكاد يصدقان ما يروه .
يوسف يتحول وكأنه وحش مفتول العضلات بقوة جبارة للحظة بدأ يظهر على صدره وشم بطول صدره يكتسي تمامًا باللون الأزرق وأيضًا بنفس الطريقة على ظهره ، للحظة تذكرت أصالة وليلى علامات الجن المائي ، هي نفسها العلامات ، الوشم الأزرق .
فور اكتمال قوة يوسف بدأ يصنع بقبضة يده دائرة موازيه تمامًا للدائرة التي صنعها العجوز والطفل ومن ثم بدأ يختفي الماء منها ، صرخ يوسف صرخة حرفيًا هزت أرجاء المكان كأنه زلزال بقوه ٧ ريختر ضرب المكان كاد أن يدمره عن بكرة أبيه .
بدأ العجوز يتحول هو الآخر إلى شخصية الجان حتى اكتمل تحوله خارج من جسد العجوز الذي ارتمى أرضًا، أما عن آسر هو الآخر بدأ في التحول والخروج من جسد الطفل ، من شدة ما تراه أعين الفتاتان فقد أوشكا على فقد الوعي من هول ما يروه .
تحدث سديم فور أن أكمل تحوله قائلًا: الآن بدأت رحلة استعادة أرض أرنغل ، الآن بدأت رحلة عودة الملك الأعظم ، الآن هي الانطلاقة الأقوى والأكبر لإعادة ممالك الأرنغل ، لنبدأ ....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~فور اكتمال قوة يوسف بدأ يصنع بقبضة يده دائرة موازية تمامًا للدائرة التي صنعها العجوز والطفل ومن ثم بدأ يختفي الماء منها ، صرخ يوسف صرخة حرفيًا هزت أرجاء المكان كأنه زلزال بقوه ٧ ريختر ضرب المكان كاد أن يدمره عن بكرة أبيه .
بدأ العجوز يتحول هو الآخر إلى شخصية الجان حتى اكتمل تحوله خارج من جسد العجوز الذي ارتمى أرضًا، أما عن آسر هو الآخر بدأ في التحول والخروج من جسد الطفل ، من شدة ما تراه أعين الفتاتين فقد أوشكا على فقد الوعي من هول ما يروه .
تحدث سديم فور أن أكمل تحوله قائلًا: الآن بدأت رحلة استعادة أرض أرنغل ، الآن بدأت رحلة عودة الملك الأعظم، الآن هي الإنطلاقة الأقوى والأكبر لإعادة ممالك الأرنغل ، لنبدأ .
فور أن انتهى العجوز من حديثه بدأ التحول الأخير ليوسف ، عينيه تتحولان للون الأزرق التام يشع منهم نور كأنه مصباح بقوة ألف وات نور يكاد يخطف أبصار كل منْ يحاول النظر إليه .
أما عن ليلى فقد سقطت مُغشَي عليها من هول ما تراه ، لم تستطع تحمل أكثر من ذلك ، فقط من بقى في وعيه هي أصالة .
في تلك اللحظة تحدث آسر موجهًا حديثه إلى أصالة : كل إللي بيحصل هنا محدش لا هيعيشه ولا هيفتكر فيه حاجه إلا إنتِ بس ، إنتِ إللي هتفضلي فاكرة كل حاجه حصلت وبتحصل دلوقت .
سديم : قولت ليكي من أول مرة وقبل ما أتكلم في أي حاجه إن الدخول في اللعبة دي ملوش خروج إلا بالموت .
يوسف صاحب روح أجاويد وهو البشري الوحيد إللي قادر على تحريره ، هو الوحيد إللي عنده القدرة على أنه يرجعه ويحرره ، اسمعي كل إللي هيتقال وركزي .
أما عنها فقد تسارعت ضربات قلبها دقات الطبول وأجراس الحروب التي تعلن بدء وشن الهجوم ، دقات القلب تتسارع بشكل مرعب ، وجهها الذي شحب بشكل يكاد يفضح بما في داخلها ، تحدثت برعب : سامعة، أنت مين وإيه إللي بيحصل ده؟!
تحرك سديم من موضعه ،اقترب من أصالة ومن ثم وضع يده على رأسها ماسحًا عليه ومن ثم تحدث : أنا ملك مائي يا أصالة ، أنا واحد من الاتنين إللي فضلوا عايشين من الكتيبة إللي خرجت تدور على أجاويد العظيم ، أنا سديم بن حورس، قائد كتيبة الجن المائي.
وده آسر ميلانوس أحد الجند الباقيين وآخرهم .
إحنا مش مؤذيين ولا عايزين نأذي حد .
آسر: إحنا جينا العالم ده في مهمة من سنين السنين، جايين ننفذها ونمشي من غير أي ضر وأي أذى.
أصالة برعب: جايين تعملوا مهمة إيه وعايزين مننا إيه؟!
سديم : قولت ليكي جايين نرجع الملك أجاويد.
تساقطت دمعة من عيناها وهي تنظر إلى حال يوسف وتحوله ، ثابت في موضعه لا يتحرك وكأنه متحجر في مكانه، لكن قبل أن تتحدث بشيء فهم سديم ما يدور برأسها فـ تحدث: مش تقلقي على يوسف.
لو الخوف عليه فـ هو مش هيحصل له أي حاجه، إحنا معاه وهنحميه مهما كان التمن .
حتى لو كان التمن أرواحنا هنفديه بيها ، ده جزء بسيط من طاقته الحقيقية.
طاقته كـ بشري فقط دون إتحاده مع طاقة الملك أجاويد.
يوسف له طاقة هو نفسه مش يعرف قوتها أو مقدارها ، أنا مش عارف لسه إيه سبب القوة أو الطاقة دي لكن في يوم أكيد هيكون معروف السبب ..
يوسف هيرجع معانا اليوم لعالم أرنغل بعد ما يتم تحضير الملك أجاويد ، لكن هييجي لوحده محدش هييجي معاه .
أصالة باكيه: لا أنا مش هسيبه ، حتى لو الموضوع وصل لأخره وكل حاجه بقت واقع لا مفر منه إلا أني مش هسيبه مهما كان ، أنا مش هسيبه لوحده أبدًا ، الأمر خلاص خلص وإنه لازم يرجع معاكم فـ أنا كمان أول الراجعين والموجودين معاكم .
آسر: مش هينفع ترجعي أيًا كان السبب مش هينفع ، دخولك السرداب معناه موتك.
أصالة: مهما قولت أو حاولت معايا أنا مش هسيبه ، حتى لو هموت زي ما أنت بتقول مش هسيبه برده.
آسر بغضب: إنتِ ليه مش عايزة تفهمي، أنا مش بهزر ولا بكذب، دخولك السرداب يعني موتك، ليه مش قادرة تستوعبي الموضوع ليه؟!
أصالة باكية: أنا عايزة أموت أنت مالك، برده مش هسيب يوسف لوحده، أنا عادي أنا موافقة ملكش دعوه.
سيبك مني أنا وفكر هتعمل إيه أنت مع ليلى أو زين هتبعدهم إزاي عن فكرة أنهم ييجوا معاه.
سديم بغضب : هو انتوا رايحين رحلة بتتعازموا على بعض مين جاي ومين مش جاي، قصدك أفكر في ليلى بس مش في زين !
أصالة بعدم فهم : يعني إيه تفكر في ليلى بس؟!
لا ما هو زين أكيد مش هيسيبه لوحده وهيصمم ييجي.
سديم ضاحكًا : هو أنتم مش عرفتوا إيه إللي حصل؟!
أصالة بعدم فهم : لا ، إيه حصل ؟!
سديم : هو أنتم مش من الصبح بتحاولوا توصلوا لـ زين مش عارفين وتلفونه مقفول ؟!
أصالة: اه، لكن إيه دخل ده بـ ده، ما ممكن يكون التلفون مسقط شبكة.
سديم : لا مش مسقط شبكة، زين مات البقاء لله فيه.
أصالة بصدمه تحاول إستيعاب ما يقوله ذاك المعتوه، تحدثت بغضب: أنت بتقول إيه؟!
إيه العبط والهبل إللي أنت بتقوله ده؟!
زين مين إللي مات؟!
سديم: من شويه في اللحظة إللي أنتم دخلتوا فيها المكان كان وصلني خبر موت زين، مقتول في الصيدلية إللي شغال فيها مدبوح ومحطوط رأسه جنبه.
حاولت أصالة للحظة فهم ما يُقال إلا أنها سقطت على ركبتيها من شدة الصدمة، عينيها على تلك المُلقاه أرضًا فاقدة الوعي ، عن حالها إذ أفاقت وعلمت ما يُقال؟!
كيف يكون رد الفعل بعد سماع هذا الأمر ؟!
زاد بكاء أصالة وتحدثت بشيء من الجنون: أنت بتقول إيه يا عم أنت؟!
أنت بتقول إيه انتوا عايزين مننا إيه ؟!
قول إنك بتهزر وبتكمل الحفلة دي عشان تخوفنا بس، قول إنك بتهزر بالله عليك !!
زين مات ؟!
إزاي ومين عمل كده ، حرام عليك إيه إللي بتقوله ده ؟!
آسر بأسف: للأسف دي الحقيقة، أنا بنفسي شوفت جثته في الصيدلية من شويه، سبب موته أو مين موته ؟!
مفيش أي شك في الجن الناري هو السبب في ده، للأسف الدكتور بتاع الصيدلية هو جان ناري وملك كمان مش جن عادي اسمه أبلج، والبنت إللي حاولت تقتل يوسف مبارح هي كمان ملكة اسمها ألين .
كل حاجه دلوقت بقت على المكشوف ومش بعيد يكونوا عرفوا مكاننا وبين اللحظة والتانية ييجوا يخلصوا علينا.
سبق وقولنا الموضوع بقى واقع لا مفر منه ومحدش هيفلت منه سواء القريب أو البعيد ، عشان كده لازم الوضع يبقى أسرع.
لازم نحضر الملك بشكل أسرع عشان ننهي كل ده.
أصالة : أنا مالي بكل ده ؟!
إحنا مالنا ما كنا عايشين في حياتنا مرتاحين بعيد عن كل ده ، طيب الحزينة دي هتعمل إيه؟!
ولا يوسف؟!
هل هيفضل كده كتير ولا هيرجع لطبيعته ، طيب ولما يرجع هيعمل إيه لما يعرف بموت صاحبه؟!
سديم: يوسف دلوقت مش حاسس بأي حاجه ولا عارف اي حد من إللي حوليه إلا أنا وآسر بس، هو جسمه مخدر دلوقت بسبب تعويذة عملتها عليه بس مش هتدوم، التعويذة مأثرة فيه لأنه لسه قوته مش اكتملت.
لكن لما قوته تكتمل مفيش أي حد هيقدر يسيطر عليه، هيكون عامل زي أسد ذائر بيضرب ويقتل كل شيء حوليه ، وأظن أن ده إللي حصل أول مرة حاول يحضر فيها أجاويد كان هيموت هو نفسه.
أصالة: طيب إيه الحل ؟!
آسر: الحل هيكون معايا أنا وسديم على الأقل لحد ما يقدر يحتوي الموضوع ، يوسف لما هيبدأ يحضر الملك أجاويد هيتحول للشكل ده ولكن بقوة أكبر مليار مرة ده لو فعلًا قدر يحضره وإحنا واثقين في قدرته ، عشان يحتوي الموضوع.
هو مش هيكون عارف أي حد من إللي حوليه إلا أنا وسديم لأننا من نفس الجنس دلوقت، هياخد شويه وقت لحد ذاكرة البشري إللي عنده تبدأ تستوعب الموضوع ويبدأ يعرف إللي حوليه.
سديم: اسمعيني يا أصالة، بعد شويه كل حاجه هترجع لطبيعتها، يوسف هيفوق لكن مش هيكون فاكر أي حاجه من إللي حصل.
كمان ليلى هتفوق وهتكون مش فاكرة أي حاجه، إنتِ الوحيدة إللي هتكوني فاكرة كل إللي حصل ده.
لما هيفوقوا هتمشوا بعد دفن زين بليل هاجي أنا وآسر لبيتك ومن هناك هييجي يوسف ويبدأ يوسف يحضر الملك ونتحرك للسرداب.
أصالة: طيب هو أنت عارف مكان السرداب فين؟!
سديم: اه عارفه كويس، بس إنتِ؟!
إنتِ لسه عند رأيك في دخول السرداب؟!
أصالة: ولا عمري هغيره يا سديم ولا عمري، أنا مع يوسف وإللي كاتبه ربنا هيكون.
سديم: تمام، يبقى زي ما اتفقنا ....
عاد سديم ليجلس موضعه مجددًا هو وآسر، بدءا يعودا إلى جسدي الطفل والعجوز لتبدأ المياه في التسرب من المكان والانحصار حتى أنها اختفت تمامًا، بدأ جسد يوسف هو الآخر يعود إلى الانكماش وحجمه الطبيعي، ليلى تستعيد وعيها مجددًا.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، بالتحديد تلك الصيدلية التي عمل بها زين، هو لم يعمل بها إلا يوم واحد ولكن للأسف كانت خديعة لإستدراجه فقط بدأت من تلك السلمى مرورًا بالعجوز الذي ظل يظهر ومن ثم يختفي ويعاود الظهور ختامًا بالطبيب وتلك الأصوات التي كان يسمعها في المخزن، في كل الأحوال كان يشعر بالقلق حيال كل ما يحدث، كان يشعر بالذعر من تلك الأصوات، ليته سمع حديث والدته عن ترك المكان دون التوجه إليه مرة أخرى، ليته سمع حديث تلك التي ستُجن لا شك في ذلك فور علمها بما حدث، كلاهما سواء كانت والدته أو ليلى كانا يشعران بشيء مُريب حيال هذا المكان وحاولا نصحه، لكن قد فات الأوان يبدوا وأنه حينما قرر الذهاب إلى الصيدلية لإخبار الطبيب بعدم استكماله عمله لم يكن يعلم أنه يسير في طريق نهايته وموته، وكأن كل الأمور كانت تُحضر وتُمهد بشكل هادئ وبشكل مخطط له بكل حبكة ولباقة.
فور أن وصل ضابط الشرطة وبدأ في تفحص المكان نفس الضابط الذي تواجد في مكان أمس وفي جريمة أمس .
بدأ تفقد الجريمة، جسد هامد فُصلت رأسه عن جسده، الرأس موجودة بجانب الجسد بشكل بشع، حتى أن مرتكب الجريمة ترك أداة جريمته بجانب الضحية مع ورقة تحمل بعض الكلمات أسندها الجاني على رأس الضحية.
إلتقطها الضابط ومن ثم بدأ يقرأ ما يتواجد بها:
رسالة الملك دواني العظيم، من الملك دواني العظيم وأتباعه إليك يا البشري الملعون ، توقف عما تنوي فعله وستكون بمأمن أنت وكل من حولك.
أترك كل ما يدور بذهنك وعد إلى حياتك الطبيعية وإلى عالمك ناسي كل ما حدث وما يحدث ولك كل المأمن وكل السلام.
إليك رسالة من الملك الأعظم دواني، عُد كما كنت وسنتركك في أمان لا نريد منك أو ممن حولك شيء، لكن إن استمريت فيما تفعل فلن تنجو ولن ينجو أي شخص حولك من بطشنا، هي الرسالة الأولى والأخيرة لك.
توقف عما تفعل وإلا نهايتك ونهاية كل من حولك ستكون كـ نهاية صديقك.
سلام لك ولكل من حولك إن توقفت عما تفعله وابتعدت عن هذا الطريق، و لا سلام منا ولا هدنة لك ولا لأي من حولك إن استمريت في طريقك.
فور أن أنهى الضابط قراءة الرسالة عاود النظر مجددًا إلى رأس الضحية، نعم هو الشاب الذي رآه في حفل أمس، هو بالفعل صديق ابن سياده اللواء عامر.
هو على أي حال لا يفهم أي شيء من مضمون الرسالة، وكأنه يشعر بطلاسم بها ماذا يُقصَد بالملك دواني، من يكون هذا الشخص وما هذا الحديث الذي يُقال، هل هو اسم مستعار لعصابه أو مجموعة إرهابية جديدة؟!
أم ماذا؟!
لكن الشيء الذي استطاع فهمه من كل ما حدث وبعد ربط الأحداث، محاولة إغتيال ابن اللواء أمس، اليوم مقتل صديقه، فلا شك من ذلك أن الشخص المقصود بتلك الرسالة هو ابن اللواء لا شك في ذلك.