الفصل السابع

الفصل التاسع
وصلت شيرين ساحة الإنتظار ويكاد قلبها يختلع
من مكانه مجرد
أنها تتذكر إنها ستقلع بها الطائرة وجلست علي إحدي كراسي
الإنتظار تنعي همها بطريقة كوميدية طفوليه

شيرين اه ياني أنا إيه اللي جبني هنا
مالى أنا ومال الطايرة كان ماله القطر حتي أوفر
يااارب ما تقع الطيارة ومايلقوش جثتي
ااااه ياما انتي فين
هناك من كان يسمع حديثها مع نفسها وكاتم ضحكاته
بصعوبة بالغة
إلتفتت شيرين لتري أحمد كاتم ضحكاته من حديثها عليها
شيرين في نفسها تلاقيه سمعني وأنا بكلم نفسي
مكنش يصخ برضو أكلم نفسي بصوت عالي
زمانه قال عليا مجنونة ما علينا يارب مايكنش
هيركب معايا الطيارة دي دا لسه ماركبتش وبعيط
ما بال بقي لما أركب هعملها علي نفسي واظروط
الدنيا وتبقي فضيحتي بجلاجل
أعلن المطار أن طائرة سوهاج ستقلع حالا
وعلي السادة الركاب التوجهه إلى الطائرة
أسرعت شيرين نحو الطائرة لتجد أحمد جالس في
الكرسي الذى بجانبها مباشرة مغمض العينين متكأ برأسه إلى الوراء قليلا
نظرت إليه ثم قالت في نفسها بصوت مسموع يادي النيلة
فتح أحمد عبونه وأعتدل في جلسته ثم نظر لها
ا أحمد بجدية حضرتك بتقولى حاجه
شيرين بتعلثم لا ابدا حضرتك ممكن اعدي
أحمد اتفضلي
جلست هنا إلى جواره وما أن أغلق باب الطائرة
حتي انسكبت العبرات من عين شرين خوفا
وأخذت تردد الشهادة وبعض الآيات القرآنيه
وهي مغمضت العين تماما وبشدة
ظل احمد يتأمل برأتها بإبتسامة كأنه يري طفلة
خائفة من إبراة الطبيب
أحمد محاولا تهدأتها ممكن تهدى شوية
مفيش حاجة حصلت لكل الرعب ده
شيرين فتحت عيونها اخيرا
بجد يعني مش هتقع بينا
ضحك أحمد علي برائتها
لا مش هتقع خدي زفير وشهيق وهتبقي كويسه
هنا اعتدلت شيرين بعض الشئ وهدأ روعها
لأنها وجدت من يهدي روعها
شيرين اسفه جدا علي طريقتي مع حضرتك
انا بس كنت خايفه لأني أول مرة اركب طيارة ومتوترة جدا
أحمد ولا يهمك حصل خيركلنا بنبقي كده في
أول مرة نركب طيارة
شيرين بخجل شكرا لحضرتك أزعجتك
أحمد مفيش داعي للأسف فرصة سعيدة
شيرين شكرا لذوق حضرتك
أحمد ظل يتأمل ملامحها وجدها رقيقة وخفيفة الظل
فلاحظة شيرين ذلك فتظاهرت باللعب في هاتفها
أحمد في نفسه مالك كده أجمد في ايه
ثم أمسك هاتفه هو الآخر لعله يمنعه من مواصلة النظر إليها
زين اثناء طريقهم لوالدها في المستشفي
هو ممكن نقعد نشرب حاجة في أي مكان شوية
ونتكلم لسه بدري علي الطيارة
هنا بإبتسامة مفيش مانع
إيه رأيك ناخد قهوة في المطار
زين في كافيه قريب من المطار ايه رأيك
هنا خايفه نتأخر علي الضيوف
زين ما تقلقيش هنوصل في المعاد
وصلوا إلي الكافيه الذي دائما ما يجلس فيه زين
اتفضلي تشربي إيه
هنا ممكن قهوة مظبوط
أبتسم زين وقال ممازحا شكل الشغل للبنات بيغير
حاجات كتير فيهم
هنا مش فاهمه
زين بطبيعة البنات بتحب الشيكولاته والكاندي
هنا غريب أنك تعرف الحاجات الل البنات بتحبها
مع إنك في الشغل بس
ضحك زين قصدك ما بتعملش مع بنات يعني
شكل كده آلاء هتزعل مش شايفها بنت ولا ايه
هنا لا طبعا ما اقصدش دي ست البنات
زين بجدية اختي كل حياتي بحبها وبدلعها عشان ما
تحسش إنها فقدت الأب والأم والأخ كمان
انا ليها كل حاجه أخ وأب وأم وصاحب
هنا بتأثر ربنا يخليكم لبعض ثم خفضت رأسها إلى أسفل
يا بختها حقيقي بوجودك ثم نظرت له وعيونها مليئة بالدموع
انا كان نفسي بجد في أخ او أخت جنبي وقتها مكنتش
هحتاج إهتمام من حد أو إن حد يحس بيا
زين شعر بحزن دفيا داخليا إتجاهها
زين خير يا هنا كل واحد بيكون في حياته شئ
بيأثر عليه مثلا انا وأختي اهلي اتوفوا تفتكري ده
كان احسن حاجه لينا ما انكرش إن جدي و جدتي
بيحاولوا بس وجود الأهل معاكي لا يساويه شئ
هنا عندك حق
زين محاولا تغير الموضوع عرفتي ليه
أستغربت إنك بتشربي قهوة وإنك استغربتي أستغرابي
هنا بضحك
جحقيقي كنت مستغربة
أو ممكن غريبة معايا عشان كل تعاملي مع رجالة
هنا بإبتسامة ممكن زين هو ممكن اسألك سؤال
زين طبعا إحنا جايين عشان نتكلم ونسمع بعض بهدوء
هنا ليه ما قولتش إن والدى هو اللي
ثم خفضت رأسها خجلا من أن تقول أن والدها هو
من طلب من زواجها ليس منه هو
شعر زين بما يدور داخلها
مفيش داعي للكلام ده ومين قالك اصلا كده
أنا الل طلبتك من عمي وهو كان واخد فرصة
يحاول يفاتحك في الموضوع بس كده
بصي يا هنا الكلام اللي هقوله ده لو حد غيري وكمان صعيدي
مكنش هيرضي علي نفسه الل هقوله ليكي دلوقتي
انا إنسان متعلم وفاهم يعني إيه حب مش هرضي
أبدا إني ارتبط بحد قلبه مش معاه او مش ملكه
هنا زين أنا
زين استنيني أكمل وليكي حرية القرار
عمي تعبان يا هنا ما ينفعش نضغط عليه بأي شكل
انتي بنفسك شوفتي نتيجة مجرد نقاش بسيط
هنا ده حقيقي ثم أخفضت رأسها بأسف
زين أنتي متاكدة مش الشخص ده يا هنا
ثم أخفض رأسه حتي لا تري سحابة الحزن
في عينيه وهو يتحدث عن الشخص التي تحبه
الشخص ده فعلا يستاهل حبك ده ويستاهل أنه
إسمك يكون مرتبط بإسمه بعيدا عن الفلوس والغني
وكده
صمتت هنا
زين ما اقصدش اضايقك أو أتدخل في شئ ما
يخصنيش بس حاليا أنا وانتي في موضوع واحد
هنا عايز توصل لأيه بس يا زين
زين عايز أوصل إنك فعلا هتبقي سعيدة معاه
هنا لو قولت أه هتفرق في ايه حاليا
انا مش عايزة ازعل بابا تاني وأضايقه
حتي لو هعمل حاجه عكس رغبتي
زين أول مرة أحس إني غير مرغوب فيا
هنا بسرعه ابدا ما اقصدش انت كل البنات تتمناك
زين ما اقبلش ارتبط بيكي وانتي بتحبي حد تاني
هنا لو ارتبط أسمي بحد مستحيل اخونه يا زين حتي
لو بتفكيري ما تنساش إني صعيديه وتربية صعايدة
نظر زين إلى ساعته فوجدها موعد هبوط الطائرة
زين يااه الوقت سرقنا يدوب نوصل المطار
هنا ما وصلناش لحل
زين ما تقلقيش انا عرفت هعمل أيه ولينا قاعدة تانيه
هقولك نعمل أيه
هنا تمام
ثم دفع زين الحساب
وانطلقوا إلى المطار و كل واحد يفكرماذا يفعل
في المطار
أحمد شعر إنه سيفقدها لأول مرة يشعر بذلك الشعور
ثم دار بينه وبين نفسه حوار
قلبه أيه يا عم أحمد في إيه حتي انت كنت
مستتقل دمها وشايفها هبله
لا مفيش بس حاسسها كويسه
عقله طب ما تشوف رايحه فين او فين العنوان
يمكن تعرف توصل ليها
قلبه يلا بسرعه الطيارة هبطت
عقله بس شكلها بنت ناس ومحترمه مش هتقبل بأي
مساعدة لتكون شايفاني قليل أدب او بتسلي
أفاق أحمد من شروده علي صوتها
لو سمحت لو سمحت
أحمد ايوة معلش سرحت
شيرين حصل خير ممكن اعدي
أحمد أكيد هو ممكن أعرف حضرتك رايحه فين
نظرت له شيرين نظرة استنكار
ثم قالت في نفسها كنت مفكراك محترم طلعت
من بتوع التليفونات ومقابلات
أحمد ايه ايه يا آنسه
شيرين نعم في حاجة
أحمد آسف لطلبي بس قولت يمكن هتحتاجي مساعدة
شيرين لا شكرا في حد مستنيني
أحمد في نفسه أما انا حمار صحيح أكيد حد هيقابلها
يلا لو خير هنتقابل تاني
فرصه سعيدة يا آنسه
شيرين شكرا
خرجوا من المطار ليحتضن كلا منهم صاحبه
ثم نظروا إلي بعضهم البعض
يا لها من صدفة بحته
زين وهنا وجدوا استغراب منهم
هنا شيرين في حاجه
شيرين لا أبدا مفيش
هنا طب تعالى أعرفك ب زين
زين دي شيرين صاحبتي
زين اهلا يا آنسه شرين
شيرين اهلا بحضرتك
خبط أحمد زين مش هتعرفنا
زين إحم ده أحمد صاحبي يا هنا
هنا اهلا استاذ أحمد نسي أحمد تقاليد الصعيد وهم
بالسلام عليهم ليقابله يد زين بشدة
احمد آه آه نسيت يا زين
زبن نورت يا صاحبي
أحمد وهو يفرك يده ده نورك يا صاحبي
زين اتفضلوا
وركبوا جميعا العربية وانطلقوا بإتجاه البيت
في بيت الحج إبراهيم الصعيدي ضج البيت
بإستقبال الضيوف أحمد صاحب زين وشيرين
صاحبة هنا
الحج إبراهيم اهلا يا أولاد نورتوا الصعيد كله
أحمد وشيرين في نفس الوقت ده نور حضرتك
نظر كلا منهم إلى الآخر شعرت شيرين بالخجل
ثم غمزت لهنا نظرت إليها مالك يا شيرين
عايزة أطلع عشان أغير
هنا تمام ثم قالت
استئذنكم هنطلع فوق عشان شرين ترتاح شوية
الجد اتفضلوا يا بنتي
زين هنا
نظرت له هنا
هنا ايوة يا زين
متنسيش هنروح لعمي كمان ساعة عشان ممكن يخرج انهاردة
هنا تمام هكون جاهزة
صعدت كلا من هنا وشيرين إلى غرفتهم
هنا وحشتيني جدا يا شيرين
وحقيقي كنت محتاجه ليكي جدا والله
شيرين بصدق شعرت به هنا
وانتي كمان وحشتيني جدا يا هنا كنت مفتقداكي
في كل وقت
شيرين ربنا يخليكي ليا يااارب وما يحرمناش
من بعض ابدا
هنا يااارب يا شيري ثم مالت علي كتف شيرين
شيرين مالك يا هنا
هنا هحكيلك كل حاجة بس بعد ما ترتاحي
شيرين بقلق انتي كويسه
هنا هزت رأسها بالموافقة ولم تنظر إلى عيون شبرين
لم تريد هنا إزعاج صديقتها في أول ساعة لها من القدوم
تتمنت من الله أن تبقي معاها شيرين حتي تستطيع أن تنتهي
من كل ما يؤرقها
هنا أسيبك بقي ترتاحي وعشان أغير وأجيب بابا
شيرين اه صحيح هو فين عمو وطنط
هنا لم ترد أن تقلقها تعب شوية كده وهيخرج انهاردة
من المستشفي
شيرين بحزن حقيقي كده يا هنا أنا زعلانه منك ما تقوليليش
هنا إهدى يا شيرين مفيش حاجه حبت تعب بسيط كده
شبرين خلاص هغير وأجي معاكي
هنا اهدي بس غيري هدومك وارتاحي مسافة السكة
شيرين يا هنا بس
هنا خلاص بقي أطمني والله كويس
شيرين استسلام لرغبة هنا ماشي يا هنا هستناكم
هنا بإبتسامة مش هتأخر ثم ربتت علي يد شيرين
خرجت هنا من غرفة شيرين في إتجاه غرفتها
قابلتها في الردهه آلاء
هنا لولو عامله إيه
آلاء الحمدلله كويسه باين عليكي اوى الإرهاق
هنا بضحك واخدين علي كده في الشغل
بكرة تجربي
آلاء بضحك ماشي يا هنوش أسيبك انا شكلك هترتاحي شوية
هنا لا ابدا والله هغير عشان رايحين نجيب بابا من المستشفي
معلش يا لولو شيرين صاحبتي جت من السفر ابقي اقعدى معاها
عبقال ما أجي
آلاء صحيح معلش مكنتش معاكم وانتوا بتستقبلوهم
هنا ولا يهمك يا حبيبتي هي في الأوضة اللي جنبي
آلاء ما تقلقيش ترتاح شوية وهدخل ليها
هنا تسلمي يا لولو هتعبك معايا
آلاء تعبك راحة يا هنوش
هنا انا مش ناسية إنك هتحكيلي علي اللي شاغلك
آلاء نظرت إلى الأرض ما تشغليش بالك يا هنا
عادي يعني مش موضوع
ربتت هنا علي كتفها إحنا أخوات يا آلاء وأنا أكبر
ممكن أساعدك وكمان شبرين طيوبة خالص ومحترمه
وعقلها كبير
آلاء محاولة إضحاك هنا هنبقي ثلاثي المرح
هنا ده أكيد
هنا أسيبك بقي عشان أغير
آلاء ماشي يا لولو خدي بالك من نفسك
هنا ماشي وانتي كمان ما تنسيش شيرين
أشارت آلاء إلى عيونها
تقصد من عيوني
ضحكت هنا ثم دخلت إلى غرفتها
جلست هنا علي سريرها ثم استلقت عليه
ونظرت إلى السقف لأول مرة لا تدرى ماذا تفعل
استسلم لرغبة والدها وتطيعه
أم تنساق وتنجرف مع قلبها وتغضب والدها
اعتدلت هنا علي فراشها ثم نظرت إلى الأرض
وتذكرت كلام زين لها هل محمود من يستحق قلبها
استشعرت الصدق في كلام زين فهو يريد لها الخير.
وسيساعدها
شخص غيره كان استغل الموقف ووافق دون أي تفكير
لما لا وهو سيرث معاها كل هذة الثروة ووالدها هو
من طلبه للزواج بها
ولكنه أعطاها وقت لتفكير احقا محمود هو الشخص الصحيح
أما أنها متعطشه لاهتمام اي شخص وأن شخص غير محمود
سيفي بالغرض
شعرت بصداع ينهش رأسها من التفكير
سمعت طرقات علي الباب
هنا أيوة
سمعت صوت زين من وراء الباب
هنا لو سمحتي انا خلصت لو خلصتي ممكن نتحرك
هنا تمام انا نازلة حالا
قامت هنا وغيرت ملابسها سريعا ونزلت إلى أسفل
هنا انا جاهزة
زين تمام يلا
الجد ممكن دقيقة قبل ما تغادروا
الاثنين في صوت واحد بالتأكيد
دخلوا ثلاثتهم الغرفة
الجد فكرتوا وقررتوا
صمت الاثنين
الجد يبقي ما تفقتوش
زين يا جدي اتفقنا اننا ما نختلفش
ونشوف الأصلح للكل ونعمله
وجه الجد الكلام لهنا التي ما زالت تنظر إلى أسفل
وانتي يا هنا يا بنتي
أجابته هنا زى ما زين قالك يا جدي
الجد ماشي روحوا انتوا ربنا معاكم
ركب كل من هنا و زين السيارة وانطلقوا نحو المستشفي
ظل زين يسترق النظر إلى هنا من حين لآخر طوال الطريق
وهنا شاردة في عالمها الخاص لا تدري ماذا تفعل تائهه في
أمورها لن يرد زين أن ينتشالها من تفكيرها وترك لها العنان
علها تجد مخرجا يريح قلبها
زين هنا هنا
هنا ايوة معاك
وصلنا المستشفي
هنا تمام يلا
دخل زين وهنا المستشفي وسألوا اذا جاء الدكتور أم لا
فوجدوا أنه في إنتظارهم
فصعدوا إلى أعلي حيث غرفة الطييب
دق زين علي باب الغرفة عدة دقات
حتي سمعوا صوت الدكتور يسمح لهم بالدخول
زين السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كنت في إنتظاركم من بدرى
هنا أخبار صحة بابا يا دكتور دلوقتي
الدكتور ماخبيش عليكم الحالة تعبانه
محتاج رعاية وعدم إنفعال
هنا ببكاء هو حالته تعبانه اوى كده
الدكتوريا آنسه أنا مش عايزة اقلقكم
بس واجب عليا انبهكوا عشان تاخدوا حذركم
وتعرفوا تتصرفوا إذا لا قدر الله حصل شئ
أجهشت هنا بالبكاء
زين شكرا يا دكتور عن إذنك
ثم أمسك بيد هنا وأخرجها من الغرفة
ما أن أمسك يدها حتي سرت القشعريرة
في يده لا يدري ماذا حل به يريد ألا تنفلت من يده
ابدا ولكن هو القلب ولا يدري ماذا يفعل ولكن
مؤمن أن كل شئ بأمر الله هو قادر علي جمعهم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي