الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر
*********
منذ عادت ويوسف لم يكف عن البحث عن طبيب مختص بحالتها بعدما أجرى لها الأشعة اللازمة عند أحد أصدقائه وما حيره ما أخبره به
- يوسف الأشعة بتأكد أن همس كويسة حالة فقدان الذاكرة اللى عندها دى واضح أنها نفسية واضح أنها اتعرضت لصدمة عنيفة خلتها تفقد الذاكرة
همس محتاجة صدمة عشان تفتكر كل اللى حصل
**********
أخذت نفسا عميقا بقوة قبل أن تتحدث إليه بحسم : عدى أنا آسفة ......أنا من يوم ما رجعت وأنا مش قادرة استوعب حاجات كتير يمكن أهلى هتعود عليهم هعيش معاهم وهعرفهم أكتر لكن اللى أنا مش قادرة استوعبه فعلا هو جوازى منك .........أنا عارفة أنك ممكن تشوفنى غدارة غدرت بيك بعد ما استنيتنى كتير ودورت عليا أكتر ........بس حقيقى أنا مش قادرة أصدق أننا كنا هنتجوز وخلاص فرحنا كان فاضل عليه شوية
أنا بجد آسفة أنا مش هقدر أكمل معاك
دفعت علبة شبكتها نحوه وهو يراقبها صامتاً _دى شبكتك والهدايا اللى ماما قالت أنك جبتهالى
ظل صامتا يستمع إليها دون كلمة حتى انتهت فضحك بسخرية : مش قادرة تستوعبى حكاية جوازنا فعلا ولا حكايتك مع الأستاذ جاسم أنتى فاكرة أنى ملاحظتش نظراتكم لبعض ملاحظتش حضرتك يوم ما روحنا نجيبك من إسكندرية وأنتى خايفة وماسكة فى إيده أنا مش أعمى يا همس ولا أنا غبى .......لا أنا فاهم وفاهم كويس أوى أنتى عاوزة تسبينى عشانه بس أنا بقى مش هسيبك ومش هأخد على كلامك غير لما ترجعى لحالتك الطبيعية وتفتكرينى وقتها نبقى نتكلم ........علاقتك بجاسم ده مجرد نزوة وهتعدى مجرد ما الذاكرة ترجعلك لكن أنا عدى حبيبك واللى هيبقى جوزك
قامت لتقف أمامه قائلة بثقة: حتى لو الذاكرة رجعتلى معتقدتش أنى هغير رأيى وسواء فى حاجة فعلا بينى وبين جاسم أو لا أنا برضه مش هينفع أكمل معاك وأظن أنك مش هتقبل تتجوز واحدة ممكن تكون بتحب غيرك
قام غاضبا يمسك ذراعها بقوة:كل دى مجرد أوهام أنتى مخدوعة فيه ده لا بيحبك ولا عاوزاك تلاقيه كان بيتسلى ما هو سابك من يوم ما رجعتى لا فكر يكلمك ولا هيفكر فأحسنلك تراجعى نفسك
حاولت نزع ذراعه من يده الممسكة بها بقوة لتصيح به : أنت مالك دى حياتى وأنا حرة فيها

شدد قبضته على ذراعها بقسوة: يعنى بعد ما استناكى وادور عليكى فى كل مكان تيجى كده ببساطة وتقولى مش عاوزاك ده على جثتى يا همس فاهمة .......على جثتى
وجد من ينزع ذراعه بقوة ليبعده عن همس صارخا به : فى إيه يا عدى أنت ماسك إيدها كده ليه؟
أشار لها بصوت غاضب رافض لما قالتله: أنت عاجبك كلام أختك شايف أن قرارها صح يا سيف
نظر لها سيف للحظة ثم عاد إليه محاولا تهدئة الأمر : عدى أنا عارف أن الحكاية مش سهلة عليك بس أكيد همس فكرت كويس قبل ما تيجى
النهاردة وتقولك كده وأنا شايف أن كده أحسن ليك وليها وأنت حقك أنك تحب وتتجوز
ابتسم عدى بتهكم : ده واضح أنها عرفت تسيطر عليك أنت كمان وتخليك تصدقها وتوافق على كلامها
- عدى همس مش صغيرة وأظن أنت عارف كويس أن محدش بيجبرها على حاجة ........زى ما أنت عارف كويس اوى أنها مكنتش موافقة على خطوبتك ودايماً شايفة أنكم مجرد زملاء وخلاص بس زن ماما عليها خلاها توافق وأنت عارف كده يبقى بلاش تنفصلوا بمشاكل يا عدى وزى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف


أنهى كلمته وهو يمسك بيد همس التى ظلت تستمع إليه دون كلمة سعيدة بجواره قوية بأخيها محتمية به من أيا من كان
**********
طرقات هادئة على الباب قامت نحوه متكاسلة لتنظر من عدسته لتجده أمامها ابتعدت عن الباب بقلق مترددة تخشى ما سيفعله بها
أخبرتها سهير أنه طردها وهددها بالسجن أن حاولت العودة إلى مكتبه من جديد بعدما علم ما فعلته مع همس ولكن هى من حرضتها ستواجه غضبه وحدها ولكنها مازالت متمنية أن تغويه بجسدها أن يتذكر حبهم السابق وأياما قضوها سويا
اعتدلت متجهة نحو الباب تفتحه وتقف مستندة إليه وبيدها الأخرى تتلاعب بخصلات شعرها : معقول جاسم حبيبى يجى لحد هنا
ابتسم بسخرية:حبيبك مرة واحدة ........ممكن أدخل ولا عندك حد
عضت على شفتيها وهى تفسح له الطريق: أنا محدش بيجيلى ما أنت عارف عايشة لوحدى
تقدم داخل البيت ومازالت ابتسامته الساخرة على محياه : معقول لوحدك يا كاميليا بس أنا معلوماتى غير كده
اختفت ابتسامتها قائلة بارتباك : معلومات إيه أنت بتجسس عليا يا جاسم
وضع كفيه فى جيبه مبتسما بثقة :لا لا بلاش تفهمينى غلط مش بطمن عليكى ده إحنا برضه عشرة ولا نسيتى
أغلقت الباب واتجهت نحوه تاركة روب قميصها حرا تهمس :عمرى ما نسيت ياحبيبى
ابتعد عنها معطياه ظهره إليها: أنا بقى مش عاوز افتكر دى فترة عدت من حياتى وخلاص ليه بقى أنتى مصرة ترجعى أيام أنا أصلا رافض أنى أرجعها رافض حتى أنى افتكرها
اقتربت منه ترفع يدها نحو كتفه تلامسه باشتياق : عمرك ما هتنسى يا جاسم اللى كان بينا صعب يتنسى إحنا حبينا بعض أوى وأنا غلطت غلطة كبيرة ضيعتك بيها وضيعت نفسى معاك


اقتربت بهدوء أكثر محاولة احتضان ظهره : بس أنا دلوقتى معاك وأنت معايا ومش هسيبك أبدا وخلاص اللى كانت بينى وبينك راحت لحالها
التف إليها محاولا كظم غيظه :تقصدى مين ؟
- هيكون مين غير اللى اسمها همس دى
شهقت خوفا وهى تشعر باختناق عندما رفع كفه نحو رقبتها : همس اللى أنتى خليتى سهير تتهمها فى شرفها .........همس اللى نشرتى صورتها عشان أهلها يوصلولها وتخلصى منها أنتى فاكرة أنى مش هعرف مين اللى وراء كل ده ........فاكرة أنى ممكن اسكت وأعدى اللى عملتيه ده بالساهل
ابتعدت عنه بصعوبة لاهثة محاولة التنفس احمر وجهها من مقاومتها له بدأت تهدأ قليلا فصرخت به : أنت عاوز تموتنى يا جاسم بتخنقنى عشان خاطر مين عشان خاطر حتة بت جايبها من الشارع
رفع كفه ليصفعها بقوة ويجذب شعرها صارخا : همس دى أشرف منك ومن عشرة زيك أنتى فكراها زيك واحدة عايشة حياتها براحتها تعرف ده وتسيب ده ولا ناسية محمود ابن اخت جوزك مش عيب عليكى مش لاقية راجل غير العيل ده
خلصت شعرها من كفه بصعوبة لتصرخ به : واما هو كده جاى هنا ليه .......
- جاى عشان أحذرك لو حاولتى تقربى منى ولا قابلتك صدفة هفضحك يا كاميليا هتشوفى منى وش يخليكى تتمنى الموت عشان أرحمك من اللى هعمله فيكى ..........وعلى فكرة الواد اللى كنتى ماشية معاه قبل كده كان جايلك يهددك ويأخذ منك فلوس مقابل سى دى مسجلها لحضرتك وأنتى معاه فى السرير شفتى بقى أنك رخيصة ......السى دى ده معايا وهيفضل معايا لو ظهرتى تانى أودامى متبقيش تلومى غير نفسك يا كوكو
*************
يشعر الآن براحة بعدما فعل ما كان يجب أن يفعله منذ وقت طويل دائما كان يلوم
نفسه على موافقته بعمل كاميليا فى مكتبه والآن صحح خطئه وطرد سهير وانتهى أمرها لم يعد غير سمر ولكن مروان أولى بها
............
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي