الفصل الثانى والعشرين
ممرضة دمرت حياتي
الحلقة الثانية والعشرون
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تعجب والد روان من نوم زوجته الطويل وحاول أن يوقظها من سباتها العميق مرددا... قومي بقا يا مديحة ،كل ده نوم !
قومي العيال بتعيط بره وجعانين من بدري .
قومي حرام عليكي ، أنا قلبي وقع فى رجليا خلاص
ولكنها لم تستجب لأي كلمة من كلماته فجاء ليحركها وأمسك بيديها ، فوجدها تسقط منه ، فقلق واقترب من صدرها فلم يجدها تتنفس فأدرك أنها قد ماتت فصرخ بلوعة ....مديحة ، مديحة ، لاااااااا
ليه تموتي أنتِ كمان وتسبيني، طيب وعيالك دول لسه صغيرين .
قومي يا كريمة ،لا متموتيش .
جاء ولداه على صوت صراخه وبكائه يبكيان ويرددان... ماما ماتت ،ماما ماتت .
فاحتضنهم بحب ، متخافوش يا ولاد ، أنا معاكم .
ثم تجمع الجيران حوله لمواساته وعمل اللازم من إجراءات الغسل وتصريح الدفن .
ولم يشك أحدٌ قطّ أن الوفاة غير طبيعية ولكن بفعل فاعل للأسف .
وقد وصل الخبر إلى روان ، عن طريق إحدى صديقاتها في الحارة
عن طريق الهاتف .
لبنى ...أسكتي يا بت يا رورو .
مش مرات أبوكي تعيشي أنتِ.
ثم رددت بسخرية ...إظاهر مقدرتش تعيش من غيرك يا بت ، ففطست ماتت .
حاولت روان السيطرة أن تسيطر على نفسها بكتم فرحتها لموت زوجة أبيها فرددت...لا حول ولا قوة إلا بالله .
يلا ربنا يرحمها ، خدت الشر وراحت .
لبنى بإندهاش ...أنتِ اللي بتقولي كده ،ربنا يرحمها .
بحسبك هتفرحي وتزغرطي ، دي كانت مورياكي الويل .
روان بتصنع ...أهو بقا ، الميت متجوزش عليه غير الرحمة .
وراحت للي يحاسبها على اللي عملته فيا .
لبنى ....عندك حق يا رورو .
ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي.
طيب مش هتيجي تطلي على أبوكي ،ده حاله يصعب
على الكافر ،وزعلان عليها أوي .
روان بسخرية...زعلان أوي آه ،ما أنا عارفة ،ده كان بيموت فيها ، وهي كانت منسياه كل حاجة ،حتى بنته .
لبنى ...معلش ،وأهي غارت ، فتعالي طلي عليه .
روان ...آه إن شاء الله ، هبقا أجي .
وعندما أغلقت الخط معها، قفزت روان من السعادة قائلة ...أخيرًا موتي يا كريمة .
وخلصت منك ،وموتك بإيدي .
آه موتك ،زي ما كنتي سبب في موت أمي الله يرحمها .
وعقبال ما يجيلي خبرك أنت كمان يا أمجد ، عشان تبقى تتريق عليا تاني ، بعد ما بعتلك نفسي .
ولسه كمان الباشا الكبير خالد ، اللي كان السبب في اللي وصلته ده ، لسه دوره كبير معايا .
................
ولج حكيم إلى والدته ، فقبل يدها قائلا ...إزيك يا ست الكل ؟
كريمة ببشاشة وجه ...الحمد لله يا ضنايا .
وأنت عامل إيه في الكلية والمذاكرة ،محتاج حاجة ؟
حكيم ...محتاج رضاكي يا روح قلبي .
ثم صمت ونكس رأسه حزينا .
رأت والدته ملامحه الحزينة تلك فخفق قلبها فرددت ...مالك
يا حبيبي ، زعلان ولا إيه ؟
حكيم ...لا متشغليش بالك يا أم حكيم .
كريمة...ازاي مشغلش بالي يا ولا ، مكنتش أنا أشغل بالي بالولد الحيلة اللي عندي ، هشغل بالي بمين بس ؟
حكيم ...مهو حضرتك السبب ، وخلاص هي هتروح مني ومتقدملها عريس ، وأنا حاسس خلاص أن حياتي اتدمرت ومقعدتش ليه نفس لكلية ولا مذاكرة خلاص .
ثم بكى حكيم بتصنع ، فما قاله ليس إلا تمثلية محكمة من أجل
أن توافق والدته على خطبة حبيبة القلب والروح حنين.
فضربت كريمة على صدرها قائلة بفزع...تسيب إيه يا روح أمك !
تسيب تعب وسهر الليالي عشان بنت ، والله عرفتي تربي راجل
يا كريمة.
يا خسارة تعبي وشقايا عليك يا ابن بطني .
يا خسارة .
حكيم بتصنع ...أنا مش هسيب الكلية وبس ، أنا كمان هسيب الدنيا كلها لو حنين اتجوزت واحد تاني .
ثم قام بمشهد تمثيلي فتح شرفة المنزل قائلا ...أنا هموت نفسي عشان ترتاحي من حبي لحنين .
ما أنتِ لو بتحبيني صح ،كنتى رحتي خطبتهالي قبل ما حد تاني يخدها مني .
أنا هموت نفسي وذنبي في رقبتك يا ماما .
فزعت كريمة وأسرعت إليه ببكاء وانهيار قائلة ...لااااا يا حكيم ضنايا ، لو رميت نفسك أنا هرمي نفسي وراك .
مقدرش أعيش من غيرك يا ابني .
ثم أمسكت يده قائلة....خلاص خلاص ،حالا هكلم خالتك .
وفتحتك عليها الليلة يا ابني .
المهم أنت عندي ،رغم أني مش طايقها.
بس أعمل إيه ؟
ربنا يسامحك يا ضنايا .
اعتلت البسمة ثغر حكيم قائلا بعدم تصديق ..بجد !
طيب إحلفي كده .
فضحكت والدته...يعني تخطب وأحلف كده كتير .
ثم حدثت نفسها ...ماشي زي بعضه خطوبة ، وأشرط عليه مفيش جواز غير بعد الكلية .
يكون ربنا سهل وقدرت أفركشها .
المهم دلوقتي يتخمد يسكت عشان الولد ميرحش مني .
ويقدر يخلص علامه اللي تعبت وشقيت علشانه .
وبعد يحلها الحلان .
حكيم...طيب مش طالع من البلكونة غير لما تتصلي بخالتي الأول .
كريمة بغيظ ..بتشرط عليا يا ولا !
حكيم...آه _ أصلوا صراحة مش ضامنك .
كريمة بانفعال كده ...طيب أهو الموبايل وأهي النمرة.
ثم اتصلت على أختها .
والدة حنين باندهاش ...معقول كريمة بتتصل !
مش بعادة يعني غير لما يكون فيه حاجة .
ربنا يستر !
فاستجابت لاتصالها بقولها...أهلا يا أختي .
إزيك وإزي الباشمهندس حكيم .
كريمة وهي تلوي شفتيها ...بخير يا حبيبتي .
والباشمهندس بنفسه عايز يزوركم النهاردة .
ممكن يا حبيبتي ولا مش فاضيين ؟
لو مش فاضيين نيجي وقت تاني مفيش مشكلة .
فكز حكيم على شفتيه بغيظ لأسلوب والدته .
ودعا ربه أن يمر الأمر على خير .
والدة حنين بإندهاش...لا أبداً يا حبيبتي .
تشرفوا وتنوروا ، ده حتى لو مش فاضيين ،نفضى عشان خاطر عيون الباشمهندس حكيم .
كريمة محدثة نفسها ...أهو بدأت بالحمرقة والنمرقة .
وأنا قلبي حاسس البت دي وأمها هيخدوه مني .
يارب على الظالم والمفتري .
كريمة ...تسلمي يا حبيبتي.
هنيجي بعد العشا ، نشرب الشاي مع بعض .
إن شاء الله.
والدة حنين ...بإذن الله يا حبيبتي.
مع ألف سلامة.
....
جاءت حنين لوالدتها تستفهم عن المتصل وسبب الاتصال فأجابتها
والدتها قائلة ...تصوري دي خالتك كريمة يا حنون.
وقال إيه كمان ؟
عايزة تزورنا النهاردة هي وحكيم .
جحظت عيني حنين متسائلة بإندهاش تزورنا !
فجاءت حلا لتقول بسعادة...شكل الصغنن لما قرصني في ركبتي هيحصلني في جمعتي .
حنين ..لا متقوليش معقول !
حلا...مش معقول ليه ؟
مش هو بنفسه قالك بعد المشكلة إياها مع طلعت والبت لولو أنه عملك مفاجأة.
حنين ...ااااااه .
بس مكنتش متوقعة أنها تكون للدرجاتي .
حلا ...وأنا قلبي حاسس أنها للدرجاتي .
والدة حنين بفرحة...يا سعدي يا هنايا بيكم يا قمراتي .
ربنا يطمني عليكم يارب .
حنين والفرحة تدمع عينيها ...يارب .
ثم احتضنتاها بحب .
رنت نغمة الرسالة على هاتف حنين ، فأسرحت نحوه بقلب يخفق ...لتجدها من حكيم ومفادها...هتكوني أجمل وأحلى عروسة النهاردة ، أنا متأكد من كده .
فرقص قلب حنين طربا ، واحتضنت الهاتف بحب .
على الجانب الآخر كان غنيم يحدث حلا قائلا ...حبيبة قلبي ونور عيني عاملة إيه النهاردة ؟
حلا بخجل...وبعدين معاك ، أنا بتكثف بقا .
غنيم ...وأنا أكتر حاجة حبيتها فيكي هي كسوفك وخجلك ده
يا أحلى حلا ، حلى أيامي كلها .
ويلا أنا جاي آخدك بالعربية ، عشان نشتري حاجات لزوم الشقة ، عشان تفرشيها على ذوقك يا قلبي.
حلا...كان نفسي بس مقدرش أسيب حنين في يوم زي ده .
معلش خليها بكرة .
غنيم ...خير ملها أخت حبيبتي .
حلا ...أخيرا حكيم قدر يقنع والدته وهيجوا يخطبوها النهاردة .
ثم قالت بغصة مريرة خوفا ...عقبال ما تقنع أنت كمان ولادك .
غنيم بحزن...خليها على الله يا حلا .
والمهم أننا مع بعض ، وبعون الله محدش هيقدر يفرق بينا أبداً .
فرددت حلا ...يارب يارب .
غنيم ...طيب أنا هآخدها فرصة برده عشان أشوفك.
وهاجي أحضر الزيارة .
ومتجبوش حاجة ، أنا هجيب الحلو والساقع معايا .
يا حلو أنت يا طعم .
حلا ...متحرمش منك يا غنيم .
غنيم ...يا دين النبي، أحلى غنيم دي ولا إيه .
......
وفي المساء
حكيم بقلق ...يلا يا ماما ، اتأخرنا بتعملي إيه كل ده ؟
كريمة بنفور ....جاية أهو ، أنا مش عارفة متسرع على إيه ؟
وعندما خرجت والدته له اندهش من ملابسها ووضعها لأدوات الزينة على غير عادتها .
حكيم متعجبا ...إيه ده يا أمي !
كريمة مبتسمة ...إيه يا ولا ،مش عجباك أمك ولا إيه ؟
ولا يمكن النانوسة اللي هتخطبها دي أحلى من أمك ولا حاجة ؟
حكيم وقد فهم ما ترمى إليه والدته ، فأراد أن يجبر بخاطرها .
حكيم ....عايزة الحق يا ست الكل ، أنا مشفوتش ولا هشوف واحدة بجمالك ولا حلاوتك .
وبحسب كأنك كل يوم بتصغري ، مش بتكبري.
لا وإيه كمان ، شكلك على الطبيعة ، أجمل وأهدى من البويا دي .
عشان البويا دي بيحطها اللي محتاجين يظهروا حلوين .
لكن أنت يا قمر غير .
حلاوة طبيعية من غير مواد كيميائية.
فضحكت كريمة بقولها...والله عرفت تاكل بعقلي حلاوة يا واد .
وعندك حق .
أنا عمرى ما حبيت المكياج ولا الكلام الفارغ ده .
أنا أحسن حاجة أدخل أغسل وشي .
ضحك حكيم بنصر على نجاح خطته بطريقة دبلوماسية ، لإقناع والدته في إزالة أدوات الزينة .
فاتصلت حنين به لتطمئن عليه فرد عليها حكيم ...ألوو يا حكومة .
حنين بضحك...حكومة !
حكيم ...أيوه ما أنتِ من الليلة الحكومة بتاعتي .
هو الزوجة المصرية كده ، في إجماع أنها اسمها الحكومة .
حنين ...طيب يا باشمهندس ، طيب وخطيب الحكومة مجاش ليه لغاية دلوقتي؟
ده خطيب حلا جه من بدري وأنت لسه .
حكيم ... معلش أصلوا ماما بتغسل وشها .
حنين بإندهاش ...إيه بتغسل وشها !
دي لو بتغسل السجاد مش هتغيب كده .
حكيم ...طيب بس بس اقفلي دلوقتى عشان جاية .
إلا تغسلنا أنا وأنتِ بلسانها اللي بينقط عسل .
فضحكت حنين وأغلقت الخط .
ثم تنهدت بخوف ...ربنا يستر عليا منك يا خالتي .
يا ترى الأيام مخبيالي إيه منك ؟
ربنا يستر ويعديها على خير .
.....
ثم حضروا بالفعل .
وأخذت كريمة تتحدث في كل المواضيع غير موضوع الخطبة وكأن موضوع الخطبة ثقيل على قلبها ولسانها ولا تريد أن تتحدث به .
رغم نظرات حكيم لها التي فحواها أن تتحدث .
ونظرات والدة حنين .
وفهم غنيم الأمر ، فهو على معرفة بالأمر من حلا .
فأراد أن يخخف عن حكيم أمره .
فهو يشعر بمدى لوعة المحب مثله ويدرك صعوبة الأمر .
فافتتح الكلام بـحكيم يا نسيبي ، إيه رأيك في فكرة أنك تعمل خطوبتك على حنين ، في يوم جوازي من حلا .
وتبقا الفرحة وحدة كده ، حتى يبقا توفير .
فرح واحد وأنا اللي هشيل الليلة بأمر الله .
خرج حكيم من حديثه فقال ...لا طبعا أنا قدها وقدود وهعمل لها أحسن فرح يفرحها بإذن الله.
لترد والدته قائلة ...قدها إزاي يا ولا ده أنت لسه طالب !
ولولا بس الملامة مكنتشششششش.
ولكن حكيم عاتبها بنظراته فصممت ثم قالت ...قصدي يعني الحاج غنيم أكبر منك والذوق أن الكبير هو اللي بيعمل الواجب .
وكمان خطوبة ازاي من غير قرى فاتحة .
غنيم بمكر ...إحنا أهو فيها يا ست الحاجة .
يلا بسم الله نقرأ الفاتحة
فتممت كريمة القراءة بغضب ولاذت بالصمت .
ثم أطلقت والدة حنين الزغاريد قائلة ..ألف ألف مبروك يا حبايبي .
الشربات يا حلا .
فأسرعت حلا لإحضار الشربات .
والدة حنين لـ حكيم ...لو عايز يا ابني تتكلم مع بنت خالتك اتفضلوا ادخلوا البكونة شوية وشموا نفسكم .
بدل ما أنتم شكلكم حرانين كده ولا مكسوفين ولا إيه ؟
ثم ضحكت .
حكيم بخجل...آه ياريت ،بعد اذنك يا خالتي .
انفعلت كريمة بقولها ...هوا إيه وكسوف إيه يا أختي ؟
لا خلاص إحنا عملنا اللي علينا وماشيين .
الواد عنده جامعة بدري ، مش فاضي للإهيء والمهيىء ده .
يلا يا حكيم وسكي على الشربات يا حلا .
ولا أقولك اشربيه يا أختي مع الحاج خطيبك .
والله حلو كبر السن في الجواز .
أنا مش عارفة اشمعنه الواد حكيم هو اللي هيموت على الجواز كده .
ربنا بعقلك يا ابن بطني .
ثم أمسكته من ذراعه وغادرت .
فامتلأت عيني حنين بالدموع وأسرعت إلى غرفتها باكية .
تنعي حظها في حب عمرها ،ناعتة إياه... ماشي يا حكيم يا ابن أمك أنت .
والله كان قلبي حاسس أنها مش هتخليني أتهنى بيه لحظة .
الحاج غنيم لـ حلا ...روحي يا حلا لأختك وأنا هستأذن وأمشي، وهجيلك بكرة زي ما اتفقنا عشان نشتري بقيت الحاجة
سلام يا قمر.
فودعته حلا بحرارة ثم نظرت إلى والدتها ،فوجدتها تبكي.
فاقتربت منها قائلة ...إيه يا جميل .
هو إحنا نفرح نبكي، نحزن نبكي ولا إيه ؟
والدة حنين ...والله ما عارفة ؟
بس الفرحة مش كاملة سواء أنتِ ولا أختك اللي مفروض ده يكون أسعد يوم في حياتها .
بس حماتها ربنا يسامحها نكدت عليها .
ولا أنتِ اللي هتجوزب واحد في سن أبوكي ،ويعالم مين وراه كمان .
فتنهدت حلا بغصة مريرة مرددة لكي تطمئنها...خليها على الله
يا ست الكل ،هو أحن وأرحم .
وقادر يكمل فرحتنا ويهدي الناس اللي عايزة تنغص علينا حياتنا دي .
والدة حنين ...يارب .
.......
على صعيد آخر .
كانت علا تبلغ أولاد غنيم ، مواعيد ذهابه وخروجه من المحل وتعمل عمل الشيطان بوسوستها لهم حتى يكون لها فقط طمعا بماله لا بشخصه، اتصلت بفهمي قائلة... ألووو يا فهمي بيه.
صراحة الحاج اليومين دول مش بيكمل ساعتين في المحل .
ويمشي ويقول ورايا مشواير.
فهمي بتعجب ...مشواير فين دي متعرفيش !
علا ...لا مش عارفة .
منا باتصل بيك عشان كده .
تعرف وتتطقس بيروح ويجي فين ؟
إلا يكون لاف على وحدة تانية كدا ولا كده ؟
فهمي بغضب ...تاني ، إحنا مصدقنا خلص من البت حلا دي .
وغارت من المحل خالص ...؟
......
فيا ترى ما سيحدث أيضا ؟
وهل فعلا ستكون الفرحة ناقصة ؟
أم القدر له رأي آخر؟
سنعلم في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.
......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة الثانية والعشرون
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تعجب والد روان من نوم زوجته الطويل وحاول أن يوقظها من سباتها العميق مرددا... قومي بقا يا مديحة ،كل ده نوم !
قومي العيال بتعيط بره وجعانين من بدري .
قومي حرام عليكي ، أنا قلبي وقع فى رجليا خلاص
ولكنها لم تستجب لأي كلمة من كلماته فجاء ليحركها وأمسك بيديها ، فوجدها تسقط منه ، فقلق واقترب من صدرها فلم يجدها تتنفس فأدرك أنها قد ماتت فصرخ بلوعة ....مديحة ، مديحة ، لاااااااا
ليه تموتي أنتِ كمان وتسبيني، طيب وعيالك دول لسه صغيرين .
قومي يا كريمة ،لا متموتيش .
جاء ولداه على صوت صراخه وبكائه يبكيان ويرددان... ماما ماتت ،ماما ماتت .
فاحتضنهم بحب ، متخافوش يا ولاد ، أنا معاكم .
ثم تجمع الجيران حوله لمواساته وعمل اللازم من إجراءات الغسل وتصريح الدفن .
ولم يشك أحدٌ قطّ أن الوفاة غير طبيعية ولكن بفعل فاعل للأسف .
وقد وصل الخبر إلى روان ، عن طريق إحدى صديقاتها في الحارة
عن طريق الهاتف .
لبنى ...أسكتي يا بت يا رورو .
مش مرات أبوكي تعيشي أنتِ.
ثم رددت بسخرية ...إظاهر مقدرتش تعيش من غيرك يا بت ، ففطست ماتت .
حاولت روان السيطرة أن تسيطر على نفسها بكتم فرحتها لموت زوجة أبيها فرددت...لا حول ولا قوة إلا بالله .
يلا ربنا يرحمها ، خدت الشر وراحت .
لبنى بإندهاش ...أنتِ اللي بتقولي كده ،ربنا يرحمها .
بحسبك هتفرحي وتزغرطي ، دي كانت مورياكي الويل .
روان بتصنع ...أهو بقا ، الميت متجوزش عليه غير الرحمة .
وراحت للي يحاسبها على اللي عملته فيا .
لبنى ....عندك حق يا رورو .
ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي.
طيب مش هتيجي تطلي على أبوكي ،ده حاله يصعب
على الكافر ،وزعلان عليها أوي .
روان بسخرية...زعلان أوي آه ،ما أنا عارفة ،ده كان بيموت فيها ، وهي كانت منسياه كل حاجة ،حتى بنته .
لبنى ...معلش ،وأهي غارت ، فتعالي طلي عليه .
روان ...آه إن شاء الله ، هبقا أجي .
وعندما أغلقت الخط معها، قفزت روان من السعادة قائلة ...أخيرًا موتي يا كريمة .
وخلصت منك ،وموتك بإيدي .
آه موتك ،زي ما كنتي سبب في موت أمي الله يرحمها .
وعقبال ما يجيلي خبرك أنت كمان يا أمجد ، عشان تبقى تتريق عليا تاني ، بعد ما بعتلك نفسي .
ولسه كمان الباشا الكبير خالد ، اللي كان السبب في اللي وصلته ده ، لسه دوره كبير معايا .
................
ولج حكيم إلى والدته ، فقبل يدها قائلا ...إزيك يا ست الكل ؟
كريمة ببشاشة وجه ...الحمد لله يا ضنايا .
وأنت عامل إيه في الكلية والمذاكرة ،محتاج حاجة ؟
حكيم ...محتاج رضاكي يا روح قلبي .
ثم صمت ونكس رأسه حزينا .
رأت والدته ملامحه الحزينة تلك فخفق قلبها فرددت ...مالك
يا حبيبي ، زعلان ولا إيه ؟
حكيم ...لا متشغليش بالك يا أم حكيم .
كريمة...ازاي مشغلش بالي يا ولا ، مكنتش أنا أشغل بالي بالولد الحيلة اللي عندي ، هشغل بالي بمين بس ؟
حكيم ...مهو حضرتك السبب ، وخلاص هي هتروح مني ومتقدملها عريس ، وأنا حاسس خلاص أن حياتي اتدمرت ومقعدتش ليه نفس لكلية ولا مذاكرة خلاص .
ثم بكى حكيم بتصنع ، فما قاله ليس إلا تمثلية محكمة من أجل
أن توافق والدته على خطبة حبيبة القلب والروح حنين.
فضربت كريمة على صدرها قائلة بفزع...تسيب إيه يا روح أمك !
تسيب تعب وسهر الليالي عشان بنت ، والله عرفتي تربي راجل
يا كريمة.
يا خسارة تعبي وشقايا عليك يا ابن بطني .
يا خسارة .
حكيم بتصنع ...أنا مش هسيب الكلية وبس ، أنا كمان هسيب الدنيا كلها لو حنين اتجوزت واحد تاني .
ثم قام بمشهد تمثيلي فتح شرفة المنزل قائلا ...أنا هموت نفسي عشان ترتاحي من حبي لحنين .
ما أنتِ لو بتحبيني صح ،كنتى رحتي خطبتهالي قبل ما حد تاني يخدها مني .
أنا هموت نفسي وذنبي في رقبتك يا ماما .
فزعت كريمة وأسرعت إليه ببكاء وانهيار قائلة ...لااااا يا حكيم ضنايا ، لو رميت نفسك أنا هرمي نفسي وراك .
مقدرش أعيش من غيرك يا ابني .
ثم أمسكت يده قائلة....خلاص خلاص ،حالا هكلم خالتك .
وفتحتك عليها الليلة يا ابني .
المهم أنت عندي ،رغم أني مش طايقها.
بس أعمل إيه ؟
ربنا يسامحك يا ضنايا .
اعتلت البسمة ثغر حكيم قائلا بعدم تصديق ..بجد !
طيب إحلفي كده .
فضحكت والدته...يعني تخطب وأحلف كده كتير .
ثم حدثت نفسها ...ماشي زي بعضه خطوبة ، وأشرط عليه مفيش جواز غير بعد الكلية .
يكون ربنا سهل وقدرت أفركشها .
المهم دلوقتي يتخمد يسكت عشان الولد ميرحش مني .
ويقدر يخلص علامه اللي تعبت وشقيت علشانه .
وبعد يحلها الحلان .
حكيم...طيب مش طالع من البلكونة غير لما تتصلي بخالتي الأول .
كريمة بغيظ ..بتشرط عليا يا ولا !
حكيم...آه _ أصلوا صراحة مش ضامنك .
كريمة بانفعال كده ...طيب أهو الموبايل وأهي النمرة.
ثم اتصلت على أختها .
والدة حنين باندهاش ...معقول كريمة بتتصل !
مش بعادة يعني غير لما يكون فيه حاجة .
ربنا يستر !
فاستجابت لاتصالها بقولها...أهلا يا أختي .
إزيك وإزي الباشمهندس حكيم .
كريمة وهي تلوي شفتيها ...بخير يا حبيبتي .
والباشمهندس بنفسه عايز يزوركم النهاردة .
ممكن يا حبيبتي ولا مش فاضيين ؟
لو مش فاضيين نيجي وقت تاني مفيش مشكلة .
فكز حكيم على شفتيه بغيظ لأسلوب والدته .
ودعا ربه أن يمر الأمر على خير .
والدة حنين بإندهاش...لا أبداً يا حبيبتي .
تشرفوا وتنوروا ، ده حتى لو مش فاضيين ،نفضى عشان خاطر عيون الباشمهندس حكيم .
كريمة محدثة نفسها ...أهو بدأت بالحمرقة والنمرقة .
وأنا قلبي حاسس البت دي وأمها هيخدوه مني .
يارب على الظالم والمفتري .
كريمة ...تسلمي يا حبيبتي.
هنيجي بعد العشا ، نشرب الشاي مع بعض .
إن شاء الله.
والدة حنين ...بإذن الله يا حبيبتي.
مع ألف سلامة.
....
جاءت حنين لوالدتها تستفهم عن المتصل وسبب الاتصال فأجابتها
والدتها قائلة ...تصوري دي خالتك كريمة يا حنون.
وقال إيه كمان ؟
عايزة تزورنا النهاردة هي وحكيم .
جحظت عيني حنين متسائلة بإندهاش تزورنا !
فجاءت حلا لتقول بسعادة...شكل الصغنن لما قرصني في ركبتي هيحصلني في جمعتي .
حنين ..لا متقوليش معقول !
حلا...مش معقول ليه ؟
مش هو بنفسه قالك بعد المشكلة إياها مع طلعت والبت لولو أنه عملك مفاجأة.
حنين ...ااااااه .
بس مكنتش متوقعة أنها تكون للدرجاتي .
حلا ...وأنا قلبي حاسس أنها للدرجاتي .
والدة حنين بفرحة...يا سعدي يا هنايا بيكم يا قمراتي .
ربنا يطمني عليكم يارب .
حنين والفرحة تدمع عينيها ...يارب .
ثم احتضنتاها بحب .
رنت نغمة الرسالة على هاتف حنين ، فأسرحت نحوه بقلب يخفق ...لتجدها من حكيم ومفادها...هتكوني أجمل وأحلى عروسة النهاردة ، أنا متأكد من كده .
فرقص قلب حنين طربا ، واحتضنت الهاتف بحب .
على الجانب الآخر كان غنيم يحدث حلا قائلا ...حبيبة قلبي ونور عيني عاملة إيه النهاردة ؟
حلا بخجل...وبعدين معاك ، أنا بتكثف بقا .
غنيم ...وأنا أكتر حاجة حبيتها فيكي هي كسوفك وخجلك ده
يا أحلى حلا ، حلى أيامي كلها .
ويلا أنا جاي آخدك بالعربية ، عشان نشتري حاجات لزوم الشقة ، عشان تفرشيها على ذوقك يا قلبي.
حلا...كان نفسي بس مقدرش أسيب حنين في يوم زي ده .
معلش خليها بكرة .
غنيم ...خير ملها أخت حبيبتي .
حلا ...أخيرا حكيم قدر يقنع والدته وهيجوا يخطبوها النهاردة .
ثم قالت بغصة مريرة خوفا ...عقبال ما تقنع أنت كمان ولادك .
غنيم بحزن...خليها على الله يا حلا .
والمهم أننا مع بعض ، وبعون الله محدش هيقدر يفرق بينا أبداً .
فرددت حلا ...يارب يارب .
غنيم ...طيب أنا هآخدها فرصة برده عشان أشوفك.
وهاجي أحضر الزيارة .
ومتجبوش حاجة ، أنا هجيب الحلو والساقع معايا .
يا حلو أنت يا طعم .
حلا ...متحرمش منك يا غنيم .
غنيم ...يا دين النبي، أحلى غنيم دي ولا إيه .
......
وفي المساء
حكيم بقلق ...يلا يا ماما ، اتأخرنا بتعملي إيه كل ده ؟
كريمة بنفور ....جاية أهو ، أنا مش عارفة متسرع على إيه ؟
وعندما خرجت والدته له اندهش من ملابسها ووضعها لأدوات الزينة على غير عادتها .
حكيم متعجبا ...إيه ده يا أمي !
كريمة مبتسمة ...إيه يا ولا ،مش عجباك أمك ولا إيه ؟
ولا يمكن النانوسة اللي هتخطبها دي أحلى من أمك ولا حاجة ؟
حكيم وقد فهم ما ترمى إليه والدته ، فأراد أن يجبر بخاطرها .
حكيم ....عايزة الحق يا ست الكل ، أنا مشفوتش ولا هشوف واحدة بجمالك ولا حلاوتك .
وبحسب كأنك كل يوم بتصغري ، مش بتكبري.
لا وإيه كمان ، شكلك على الطبيعة ، أجمل وأهدى من البويا دي .
عشان البويا دي بيحطها اللي محتاجين يظهروا حلوين .
لكن أنت يا قمر غير .
حلاوة طبيعية من غير مواد كيميائية.
فضحكت كريمة بقولها...والله عرفت تاكل بعقلي حلاوة يا واد .
وعندك حق .
أنا عمرى ما حبيت المكياج ولا الكلام الفارغ ده .
أنا أحسن حاجة أدخل أغسل وشي .
ضحك حكيم بنصر على نجاح خطته بطريقة دبلوماسية ، لإقناع والدته في إزالة أدوات الزينة .
فاتصلت حنين به لتطمئن عليه فرد عليها حكيم ...ألوو يا حكومة .
حنين بضحك...حكومة !
حكيم ...أيوه ما أنتِ من الليلة الحكومة بتاعتي .
هو الزوجة المصرية كده ، في إجماع أنها اسمها الحكومة .
حنين ...طيب يا باشمهندس ، طيب وخطيب الحكومة مجاش ليه لغاية دلوقتي؟
ده خطيب حلا جه من بدري وأنت لسه .
حكيم ... معلش أصلوا ماما بتغسل وشها .
حنين بإندهاش ...إيه بتغسل وشها !
دي لو بتغسل السجاد مش هتغيب كده .
حكيم ...طيب بس بس اقفلي دلوقتى عشان جاية .
إلا تغسلنا أنا وأنتِ بلسانها اللي بينقط عسل .
فضحكت حنين وأغلقت الخط .
ثم تنهدت بخوف ...ربنا يستر عليا منك يا خالتي .
يا ترى الأيام مخبيالي إيه منك ؟
ربنا يستر ويعديها على خير .
.....
ثم حضروا بالفعل .
وأخذت كريمة تتحدث في كل المواضيع غير موضوع الخطبة وكأن موضوع الخطبة ثقيل على قلبها ولسانها ولا تريد أن تتحدث به .
رغم نظرات حكيم لها التي فحواها أن تتحدث .
ونظرات والدة حنين .
وفهم غنيم الأمر ، فهو على معرفة بالأمر من حلا .
فأراد أن يخخف عن حكيم أمره .
فهو يشعر بمدى لوعة المحب مثله ويدرك صعوبة الأمر .
فافتتح الكلام بـحكيم يا نسيبي ، إيه رأيك في فكرة أنك تعمل خطوبتك على حنين ، في يوم جوازي من حلا .
وتبقا الفرحة وحدة كده ، حتى يبقا توفير .
فرح واحد وأنا اللي هشيل الليلة بأمر الله .
خرج حكيم من حديثه فقال ...لا طبعا أنا قدها وقدود وهعمل لها أحسن فرح يفرحها بإذن الله.
لترد والدته قائلة ...قدها إزاي يا ولا ده أنت لسه طالب !
ولولا بس الملامة مكنتشششششش.
ولكن حكيم عاتبها بنظراته فصممت ثم قالت ...قصدي يعني الحاج غنيم أكبر منك والذوق أن الكبير هو اللي بيعمل الواجب .
وكمان خطوبة ازاي من غير قرى فاتحة .
غنيم بمكر ...إحنا أهو فيها يا ست الحاجة .
يلا بسم الله نقرأ الفاتحة
فتممت كريمة القراءة بغضب ولاذت بالصمت .
ثم أطلقت والدة حنين الزغاريد قائلة ..ألف ألف مبروك يا حبايبي .
الشربات يا حلا .
فأسرعت حلا لإحضار الشربات .
والدة حنين لـ حكيم ...لو عايز يا ابني تتكلم مع بنت خالتك اتفضلوا ادخلوا البكونة شوية وشموا نفسكم .
بدل ما أنتم شكلكم حرانين كده ولا مكسوفين ولا إيه ؟
ثم ضحكت .
حكيم بخجل...آه ياريت ،بعد اذنك يا خالتي .
انفعلت كريمة بقولها ...هوا إيه وكسوف إيه يا أختي ؟
لا خلاص إحنا عملنا اللي علينا وماشيين .
الواد عنده جامعة بدري ، مش فاضي للإهيء والمهيىء ده .
يلا يا حكيم وسكي على الشربات يا حلا .
ولا أقولك اشربيه يا أختي مع الحاج خطيبك .
والله حلو كبر السن في الجواز .
أنا مش عارفة اشمعنه الواد حكيم هو اللي هيموت على الجواز كده .
ربنا بعقلك يا ابن بطني .
ثم أمسكته من ذراعه وغادرت .
فامتلأت عيني حنين بالدموع وأسرعت إلى غرفتها باكية .
تنعي حظها في حب عمرها ،ناعتة إياه... ماشي يا حكيم يا ابن أمك أنت .
والله كان قلبي حاسس أنها مش هتخليني أتهنى بيه لحظة .
الحاج غنيم لـ حلا ...روحي يا حلا لأختك وأنا هستأذن وأمشي، وهجيلك بكرة زي ما اتفقنا عشان نشتري بقيت الحاجة
سلام يا قمر.
فودعته حلا بحرارة ثم نظرت إلى والدتها ،فوجدتها تبكي.
فاقتربت منها قائلة ...إيه يا جميل .
هو إحنا نفرح نبكي، نحزن نبكي ولا إيه ؟
والدة حنين ...والله ما عارفة ؟
بس الفرحة مش كاملة سواء أنتِ ولا أختك اللي مفروض ده يكون أسعد يوم في حياتها .
بس حماتها ربنا يسامحها نكدت عليها .
ولا أنتِ اللي هتجوزب واحد في سن أبوكي ،ويعالم مين وراه كمان .
فتنهدت حلا بغصة مريرة مرددة لكي تطمئنها...خليها على الله
يا ست الكل ،هو أحن وأرحم .
وقادر يكمل فرحتنا ويهدي الناس اللي عايزة تنغص علينا حياتنا دي .
والدة حنين ...يارب .
.......
على صعيد آخر .
كانت علا تبلغ أولاد غنيم ، مواعيد ذهابه وخروجه من المحل وتعمل عمل الشيطان بوسوستها لهم حتى يكون لها فقط طمعا بماله لا بشخصه، اتصلت بفهمي قائلة... ألووو يا فهمي بيه.
صراحة الحاج اليومين دول مش بيكمل ساعتين في المحل .
ويمشي ويقول ورايا مشواير.
فهمي بتعجب ...مشواير فين دي متعرفيش !
علا ...لا مش عارفة .
منا باتصل بيك عشان كده .
تعرف وتتطقس بيروح ويجي فين ؟
إلا يكون لاف على وحدة تانية كدا ولا كده ؟
فهمي بغضب ...تاني ، إحنا مصدقنا خلص من البت حلا دي .
وغارت من المحل خالص ...؟
......
فيا ترى ما سيحدث أيضا ؟
وهل فعلا ستكون الفرحة ناقصة ؟
أم القدر له رأي آخر؟
سنعلم في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.
......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد