الفصل الحادي و عشرون
قال فادي بحيرة: هو انتى ليه كل مرة بتقعدى قدامنا ، ، مش بتنزلي المية و بتقعدى تتفرجى علينا بس يا ماما ؟
ربتت سهيله على رأس فادي بحنان قائلة: علشان مبعرفش أعوم يا حبيبي .
قالت فريده : بس حمام السباحة بتاعنا صغير و ممكن تنزلى فيه أو خلى بابا يعلمك يا ماما .
نظرت اليها سهيله و شردت فى كلماتها و هي تتساءل فى صمت ، ، هل من الممكن أن تطلب من فارس فى يوم من الأيام أن يعلمها السباحة ، ، لقد ازدادا تقاربا منذ ذلك اليوم الذى عرفها فيه برعد ذلك الجواد الرائع ، ، و لكن هل يمنحها ذلك التقارب الأمل فى أن تطلب منه طلبا كبيرا مثل هذا ؟ هذا أفاقت على صوت فادي يقول: ها تخلي بابا يعلمك يا ماما علشان تنزلى معانا ؟
ابتسمت سهيله قائلة: بابا مش فاضى اليومين دول يا حبايبي لما يفضى ها قوله .
ابتسم فارس الذى كان يستمع الى حديثهم خلسة ، ، و هو يدرك تهربها من الحاههما بحجة انشغاله ، ، و يعلم انها من المستحيل أن تطلب منه أن يعلمها السباحة سيمنعها خجلها أو ، ، ربما فكرة اقترابه منها و لمسه اياها فا منذ ركوبهما الخيل معا و هى تتجنب ملامسته اياها ، ، بل انها وضعت تلك الوسادة الطويلة بينهما عند نومها بحجة انها تتقلب كثيرا اثناء النوم ، ، و تخشى ان تقلقه لينتظر حتى تنام و ينزعها و يضمها الى صدره لتفيق فى الصباح لتجد نفسها بين أحضانه ليسمعها تهمس بغيظ:
الظاهر نومك فعلا وحش جدا و بترمي المخدة يا سهيله .
ليمنع ابتسامته من الظهور بقوة فطفولتها و مرحها يضفى على روحه سعادة لم يكن يحلم بها ، ، أفاق من أفكاره على صوت سهيله و هى تقول: كفاية عليكوا كدة النهارده ، ، دلوقتى ميعاد الغدا يلا عشان تاخدوا الشاور بتاعكم و نتغدا مع بعض .
اقترب فارس منهم فى تلك اللحظة ليهلل كل من فادي و فريده قائلين في سعاده : بابا .
ابتسم فارس و هو يجلس على ركبتيه كعادته معهما لينطلقوا الى حضنه يضمهما بحنان لتبتسم سهيله بحب لعائلتها التى تعشقها ، ، التقت عينيها بعينيه لتتشابك عيونهم و يقطع تشابكهم ابتعاد الاطفال عن حضن أبيهم و فادي يقول له : ها تتغدى معانا يا بابا ؟
ابتسم فارس قائلا: آه ياحبيبى و ها قضى معاكم اليوم دا كمان .
هلل الأطفال فرحين ليقول فارس بحنان : يلا روحوا خدوا شاور ، ، و قولوا للدادة تحضرلنا الغدا كمان يلا .
أسرعوا ينفذون أوامر والدهم ليقترب فارس من سهيله وعينيه لا تحيد عنها ، ، تسارعت دقات قلبها كلما اقترب منها خطوة لتبتلع ريقها قائلة فى توتر: حمد الله على السلامة .
ابتسم و هو ما زال يقترب قائلا: الله يسلمك يا سهيله .
تراجعت سهيله خطوة عندما احست بأن المسافة الفاصلة بينهما تكاد تكون معدومة لتنظر خلفها بتوتر ، ، الى حيث حمام السباحة ثم تنظر مجددا لفارس حاولت أن تعبر بجواره مغادرة المكان ليمنعها بيده ، ، نظرت اليه فى حيرة ليبتسم فارس و هو يتأمل ملامحها فى صمت لتحاول العبور من الجهة الأخرى ليمنعها مجددا قالت سهيله بتوتر: فارس .
قال فارس و هو يرفع حاجبه: أنعم .
قالت سهيله فى حزم: عديني .
رفع فارس حاجبه مرة أخرى و هو يقول بابتسامة: ما تعدى .
عقدت حاجبيها بحيرة من تصرفاته و كلماته هل يمزح معها ؟ لتصاب بالصدمة فارس حقا يمزح معها أفاقت من صدمتها على صوته يقول: هاتى ايدك يا سهيله .
نظرت سهيله الى يده الممتدة باتجاهها لتمنحه يدها دون وعى منها ، ، التفت فارس بها الى حمام السباحة فنظرت اليه بتوتر ليقول بابتسامة: ايه رأيك ؟
نظرت الى حمام السباحة ثم عادت بنظراتها اليه قائلة: فارس انا مش بعرف اعوم .
ابتسم فارس قائلا : ما أنا عارف .
ثم رفع حاجبه الأيسر ليستكمل كلامه قائلا:
انتي خايفه ؟
نظرت سهيله الى عينيه و نظرتهما التى تعشقها ليختفى شعور الخوف من قلبها و يتبخر نهائيا و هي تقول: انا مش خايفة .
ابتسم فارس قائلا: يبقى يلا بينا يا سهيله .
و قبل ان تستوعب سهيله كلماته وجدته يقفز لتقفز معه الى أعماق المياه ، ، ثم يسبح فارس صاعدا الى السطح و هو يسحب سهيله معه لتشهق سهيله ما ان لامس الهواء وجهها ليقول فارس : سهيله اسندى على كتفى .
و ضعت سهيله كلتا يديها على الفور على كتف فارس ، ، لتسارع أنفاسها من الإثارة و تتسارع أنفاسه فى المقابل من مظهرها المغرى له ، ، و قطرات المياه تتساقط على وجهها و يتساقط شعرها بعشوائية حوله نظر الى لسانها الذى تمرره على شفتيها ، ، لتغيم عينيه بالرغبة فى تقبيل تلك الشفتين الكرزيتين ليقاوم مشاعره بشدة و هو يغلق عينيه ليفتحهما مجددا و هو يقول بهدوء: من بكرة الساعة ٥ هدربك على السباحة لمدة ساعة كاملة كل يوم ، ، و اشترى حاجة محترمة تقدرى تنزلى بيها حمام السباحة مش عاوز مايوهات و مش عاوز جسمك يبان مفهوم يا سهيله ؟
أومأت سهيله برأسها كالمغيبة و هى ما زالت تحت تأثير كلماته و نظراته و احساسها بملمس جسده العارى تحت يدها ، ، اتجه فارس الى خارج حمام السباحة ساحبا اياها خلفه ، ، حتى خرج فارس منه و حملها خارجه لتصبح مجددا بين ذراعيه ليبتعد عنها فارس اولا و هو يمرر يده فى شعره بتوتر، ، ثم يمسك روب الاستحمام الخاص بالمسبح و يلبسها اياه قائلا: روحى خدى شاور فى حمام غرفتنا ، ، و انا هاخده فى الحمام التانى و حصلينى على غرفه السفرة علشان وعدت الولاد نتغدى معاهم .
اومات سهيله براسها مجددا ليقترب منها قائلا بهمس: قولت ليكي قبل كدة مبحبش الكلام بالاشارة ، ، قولى حاضر يا فارس .
قالت سهيله بخجل: حاضر يا فارس .
ابتسم فارس متأملا ملامحها الجميلة لآخر مرة قبل ان يغادر، ، لتزفر سهيله قائلة فى هيام: أنا موتى ها يكون على ايدك يا فارسوتي بحبك قوي حب ايه بس دا انا بعشقك و قعت في عشقك الملعون يا ابن عمو محمد الشاذلي.
- -
و على الجانب الاخر في كليه الطب عند تغريد .
دخل عامل البوفيه يحمل كوبا من عصير الليمون و هو يقوم بوضعه ، ، أمام تغريد ثم انصرف ليقول عاصم فى هدوء: ممكن بس تهدى و تشربي العصير دا علشان أفهم منك ايه الحكاية بقا .
شربت تغريد بعضا من العصير و هي تشعر بالفعل ببعض الهدوء قائلة فى توتر: انا زى ما قولت لحضرتك يا دكتور ، ، فيه واحد اتصل بيا و قالي ان حضرتك و ريان بتتخانقوا خناقة كبيرة فى مكتب حضرتك ، ، و انا ممكن الحقو يا مش الحقو و انا طبعا جريت على مكتبك و انا زى المجنونة ، ، بس زى ما انت حضرتك شايف ما فيش اي حاجة و شكله واحد بيستظرف كمان .
وقف عاصم و اتجه ليجلس أمامها ، ، يتساءل قلبه بصمت ترى على أى منهما انتابها القلق ؟ ليسخر من قلبه قائلا له ، ، بالتأكيد على من يدق له قلبها أيها الأحمق أما زلت تتساءل ؟
ليقول عاصم بثبات: دا أكيد فعلا حد بيستظرف ، ، لأنى من آخر مرة شوفته معاكى و أنا مش قابلته خالص ، ، بس بصراحة الموضوع دا مش مريحنى و الأحسن تتصلى بخطيبك و تقولي ليه يا تغريد لأن فعلا ممكن يكون فخ .
نهضت تغريد قائلة : انت معاك حق يا دكتور عصام أنا لازم أوصله حالا و.
لم تكمل جملتها و هي تشعر بالدوار فجأة حتى كادت أن تسقط ، ، ليسرع عاصم و هو يسندها قائلا فى قلق: تغريد انتى كويسة ؟ ليدخل ريان فى نفس اللحظة ليفاجأ بهما فى ذلك الوضع ليحترق قلبه ألما ، ، و تشتعل عينيه غضبا ، ، اقترب منها بحدة ينتزعها من بين ذراعى عاصم لم تشعر بعنفه لاحساسها بالدوار نظرت اليه بارتياح قائلة: الحمد لله انك جيت يا ريان أنا كنت لسه هاكلمك .
قاطعها ريان قائلا باحتقار: دا فعلا كويس انى جيت عشان أعرف ، ، قد ايه يا تغريد انك واحدة رخيصة و خسارة فيكى الحب اللى ان حبيته ليكي ، ، دا انتى أحقر واحدة شافتها عينية و لما انتى عاوزاه هو ، ، ليه وافقتى علية ليه ؟ انتي ليه دبحتيني كدا ؟ عملت فيكي اي انطقي .
كانت تغريد تستمع اليه فى صدمة و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها و هى تسمع اهاناته لها ، ، و سوء ظنه بها لتتحول ملامحها الى الجمود قال عاصم بغضب: دا انت فاهم غلط على فكرة الموضوع مش كدا يا ريان .
قاطعته تغريد بنظرة صارمة ، ، و اشارة من يدها له بالصمت قائلة بصوت رغما عنها حمل ، ، ألمها و مرارتها مهما حاولت أن يبدو صوتها باردا و غير مهتما: أنا طبعا يا ريان ميرضنيش ترتبط بواحدة خاينة يا أستاذ ريان و يا ريت تطلقنى حالا .
نظر ريان اليها باحتقار قائلا: مانا أكيد مش هخلى على ذمتى واحدة خاينة يا تغريد ، ، انتى دبحتى قلبى بس هعيش يا تغريد انتي طالق .
و في اللحظه تلك شعرت تغريد بقبضة حديدية تعتصر قلبها ، ، و أحست بروحها تسحب منها و الكون يدور من حولها ، ، راقبته بعين ذائغة ينزع دبلته و هو يرميها بوجهها ، ، مغادرا بغضب لتسود الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هى صرخة باسمها انطلقت من فم عاصم لتقع مغشيا عليها على الفور .
- -
و على الجانب الاخر عند حور
استيقظت حور على صوت رنين هاتفها فا نظرت الى شاشته لتجده رقما غريبا عنها ، ، أجابت على الهاتف قائلة بصوت يغلب عليه النعاس: ألو
لم تجد ردا لتعيد كلمتها و قد بدأ النعاس يفر من عينيها قائلة: ألو مين معايا ؟
سمعت نفسا على الطرف الآخر ، ، و كأن صاحبه كان يحبسه ليطلقه مرة واحدة فى صوت أشبه بتنهيدة ، ، لا تدرى حور لم أحست أن محدثها هو فهد عشقها ، ، تألم قلبها و نزلت من عينيها دمعة و هي تقول بلوعة: إنسانى يا فهد خالص إنساني أرجوك .
ثم أغلقت الهاتف لتنزل دموعها فى صمت و هى تفتح ملف الصور تتأمل صورته بوجع لتمرر أناملها على وجهه قائلة فى مرارة: وحشتنى اوى يا حبيبي .
- -
و على الجانب الاخر عند فهد .
و فى حين أغلق فهد الهاتف قائلا فى لوعة: انا مش بإيدى أنساكى يا حوري ، ، و يا ريت كان بإيدى يا خوري كنت نسيتك من زمان .
نظر فهد الى الخارج من خلال النافذة ليرى وجه محبوبته حوريته فى وجه القمر ليتساءل فى مرارة: هل حكم عليه بالتعايش ها كذا و كأن حياته لا معنى لها دونها ، ، لا طعم و لا رائحة ، ، تركته حبيبته دون سعادة دون حب و دون حياة أطلاقا فالموت راحه له .
- -
و على الجانب الاخر عند ريناذ زوجه فهد.
تراجعت ريناد الى غرفتها لتنظر الى نفسها فى المرآة بغيظ قائلة: بردو بنت البنا قدرت تفوز عليكى يا ريناد لا و تاخده منك كمان ، ، و تاخد منك كل حاجة لتانى مرة .
ثم نظرت الى بطنها المسطحة قائلة فى مرارة: دا حتى البيبى اللى فكرتى ها يبيع الدنيا كلها عشان خاطره مش ها قدر أجيبه انا مش عارفة لحد امتى هقدر اوهمه انى حامل أنا تعبت .
لتصمت لثانية ثم تقول و قد التمعت عيناها بالتحدى: و انا برضو مش هاسيب ليكي فهد يا حور ، ، و انا اللى هضحك فى الآخر و بكرة هنشوف يا انا يا انتي .
- -
و على الجانب الاخر عند سوسن و تغريد فى المستشفى .
قالت سوسن بتوتر: احنا فى المستشفى يا معاذ اصل تغريد تعبت جدا و احنا معاها في المستشفى .
قال معاذ فى قلق: طب ادينى ريان اكلمه يا سوسن من فضلك .
قالت سوسن فى حزن: للاسف ريان مش معانا و ما ينفعش تكلمه ، ، انا هنا مع الدكتور عاصم لأن الموضوع معقد اوى ، ، و مش ها ينفع ان انا احكيه ليك على التليفون يا معاذ .
قال معاذ و قد ازداد قلقه: طيب اهدى انتى بس يا سوسو و انا قريب من المستشفى ، ، خلال دقايق ان شاء الله و هتلاقيني عندك .
قالت سوسن بارتياح: تمام يا معاذ انا مستنياك.
قال معاذ : طيب سلام دلوقتى .
أغلقت سوسن الهاتف و هى تقترب من غرفه تغريد ، ، و تدلف إليها لتجد تغريد نائمة كالملاك ، ، يجلس بجوارها الدكتور عاصم تبدو ملامحه حزينة متألمة ، ، لتقول سوسن لنفسها بحزن صامت: ليه بس بنحب و نعشق الناس الغلط و اللى ممكن يإذونا ، ، و مس بنشوف الناس اللى ممكن تعيشنا فى سعادة و هنا و مش ها يزعلونا ، ، و ليه لما بنعشق مبيجيبش لينا العشق غير العذاب ، ، ياه علي القدر لما يلعب بينا و يبلينا بلعنة العشق العشق الملعون أه يا الله حل المشكله دي على خير يا رب .
# يتبع
فاطمه محمد
ربتت سهيله على رأس فادي بحنان قائلة: علشان مبعرفش أعوم يا حبيبي .
قالت فريده : بس حمام السباحة بتاعنا صغير و ممكن تنزلى فيه أو خلى بابا يعلمك يا ماما .
نظرت اليها سهيله و شردت فى كلماتها و هي تتساءل فى صمت ، ، هل من الممكن أن تطلب من فارس فى يوم من الأيام أن يعلمها السباحة ، ، لقد ازدادا تقاربا منذ ذلك اليوم الذى عرفها فيه برعد ذلك الجواد الرائع ، ، و لكن هل يمنحها ذلك التقارب الأمل فى أن تطلب منه طلبا كبيرا مثل هذا ؟ هذا أفاقت على صوت فادي يقول: ها تخلي بابا يعلمك يا ماما علشان تنزلى معانا ؟
ابتسمت سهيله قائلة: بابا مش فاضى اليومين دول يا حبايبي لما يفضى ها قوله .
ابتسم فارس الذى كان يستمع الى حديثهم خلسة ، ، و هو يدرك تهربها من الحاههما بحجة انشغاله ، ، و يعلم انها من المستحيل أن تطلب منه أن يعلمها السباحة سيمنعها خجلها أو ، ، ربما فكرة اقترابه منها و لمسه اياها فا منذ ركوبهما الخيل معا و هى تتجنب ملامسته اياها ، ، بل انها وضعت تلك الوسادة الطويلة بينهما عند نومها بحجة انها تتقلب كثيرا اثناء النوم ، ، و تخشى ان تقلقه لينتظر حتى تنام و ينزعها و يضمها الى صدره لتفيق فى الصباح لتجد نفسها بين أحضانه ليسمعها تهمس بغيظ:
الظاهر نومك فعلا وحش جدا و بترمي المخدة يا سهيله .
ليمنع ابتسامته من الظهور بقوة فطفولتها و مرحها يضفى على روحه سعادة لم يكن يحلم بها ، ، أفاق من أفكاره على صوت سهيله و هى تقول: كفاية عليكوا كدة النهارده ، ، دلوقتى ميعاد الغدا يلا عشان تاخدوا الشاور بتاعكم و نتغدا مع بعض .
اقترب فارس منهم فى تلك اللحظة ليهلل كل من فادي و فريده قائلين في سعاده : بابا .
ابتسم فارس و هو يجلس على ركبتيه كعادته معهما لينطلقوا الى حضنه يضمهما بحنان لتبتسم سهيله بحب لعائلتها التى تعشقها ، ، التقت عينيها بعينيه لتتشابك عيونهم و يقطع تشابكهم ابتعاد الاطفال عن حضن أبيهم و فادي يقول له : ها تتغدى معانا يا بابا ؟
ابتسم فارس قائلا: آه ياحبيبى و ها قضى معاكم اليوم دا كمان .
هلل الأطفال فرحين ليقول فارس بحنان : يلا روحوا خدوا شاور ، ، و قولوا للدادة تحضرلنا الغدا كمان يلا .
أسرعوا ينفذون أوامر والدهم ليقترب فارس من سهيله وعينيه لا تحيد عنها ، ، تسارعت دقات قلبها كلما اقترب منها خطوة لتبتلع ريقها قائلة فى توتر: حمد الله على السلامة .
ابتسم و هو ما زال يقترب قائلا: الله يسلمك يا سهيله .
تراجعت سهيله خطوة عندما احست بأن المسافة الفاصلة بينهما تكاد تكون معدومة لتنظر خلفها بتوتر ، ، الى حيث حمام السباحة ثم تنظر مجددا لفارس حاولت أن تعبر بجواره مغادرة المكان ليمنعها بيده ، ، نظرت اليه فى حيرة ليبتسم فارس و هو يتأمل ملامحها فى صمت لتحاول العبور من الجهة الأخرى ليمنعها مجددا قالت سهيله بتوتر: فارس .
قال فارس و هو يرفع حاجبه: أنعم .
قالت سهيله فى حزم: عديني .
رفع فارس حاجبه مرة أخرى و هو يقول بابتسامة: ما تعدى .
عقدت حاجبيها بحيرة من تصرفاته و كلماته هل يمزح معها ؟ لتصاب بالصدمة فارس حقا يمزح معها أفاقت من صدمتها على صوته يقول: هاتى ايدك يا سهيله .
نظرت سهيله الى يده الممتدة باتجاهها لتمنحه يدها دون وعى منها ، ، التفت فارس بها الى حمام السباحة فنظرت اليه بتوتر ليقول بابتسامة: ايه رأيك ؟
نظرت الى حمام السباحة ثم عادت بنظراتها اليه قائلة: فارس انا مش بعرف اعوم .
ابتسم فارس قائلا : ما أنا عارف .
ثم رفع حاجبه الأيسر ليستكمل كلامه قائلا:
انتي خايفه ؟
نظرت سهيله الى عينيه و نظرتهما التى تعشقها ليختفى شعور الخوف من قلبها و يتبخر نهائيا و هي تقول: انا مش خايفة .
ابتسم فارس قائلا: يبقى يلا بينا يا سهيله .
و قبل ان تستوعب سهيله كلماته وجدته يقفز لتقفز معه الى أعماق المياه ، ، ثم يسبح فارس صاعدا الى السطح و هو يسحب سهيله معه لتشهق سهيله ما ان لامس الهواء وجهها ليقول فارس : سهيله اسندى على كتفى .
و ضعت سهيله كلتا يديها على الفور على كتف فارس ، ، لتسارع أنفاسها من الإثارة و تتسارع أنفاسه فى المقابل من مظهرها المغرى له ، ، و قطرات المياه تتساقط على وجهها و يتساقط شعرها بعشوائية حوله نظر الى لسانها الذى تمرره على شفتيها ، ، لتغيم عينيه بالرغبة فى تقبيل تلك الشفتين الكرزيتين ليقاوم مشاعره بشدة و هو يغلق عينيه ليفتحهما مجددا و هو يقول بهدوء: من بكرة الساعة ٥ هدربك على السباحة لمدة ساعة كاملة كل يوم ، ، و اشترى حاجة محترمة تقدرى تنزلى بيها حمام السباحة مش عاوز مايوهات و مش عاوز جسمك يبان مفهوم يا سهيله ؟
أومأت سهيله برأسها كالمغيبة و هى ما زالت تحت تأثير كلماته و نظراته و احساسها بملمس جسده العارى تحت يدها ، ، اتجه فارس الى خارج حمام السباحة ساحبا اياها خلفه ، ، حتى خرج فارس منه و حملها خارجه لتصبح مجددا بين ذراعيه ليبتعد عنها فارس اولا و هو يمرر يده فى شعره بتوتر، ، ثم يمسك روب الاستحمام الخاص بالمسبح و يلبسها اياه قائلا: روحى خدى شاور فى حمام غرفتنا ، ، و انا هاخده فى الحمام التانى و حصلينى على غرفه السفرة علشان وعدت الولاد نتغدى معاهم .
اومات سهيله براسها مجددا ليقترب منها قائلا بهمس: قولت ليكي قبل كدة مبحبش الكلام بالاشارة ، ، قولى حاضر يا فارس .
قالت سهيله بخجل: حاضر يا فارس .
ابتسم فارس متأملا ملامحها الجميلة لآخر مرة قبل ان يغادر، ، لتزفر سهيله قائلة فى هيام: أنا موتى ها يكون على ايدك يا فارسوتي بحبك قوي حب ايه بس دا انا بعشقك و قعت في عشقك الملعون يا ابن عمو محمد الشاذلي.
- -
و على الجانب الاخر في كليه الطب عند تغريد .
دخل عامل البوفيه يحمل كوبا من عصير الليمون و هو يقوم بوضعه ، ، أمام تغريد ثم انصرف ليقول عاصم فى هدوء: ممكن بس تهدى و تشربي العصير دا علشان أفهم منك ايه الحكاية بقا .
شربت تغريد بعضا من العصير و هي تشعر بالفعل ببعض الهدوء قائلة فى توتر: انا زى ما قولت لحضرتك يا دكتور ، ، فيه واحد اتصل بيا و قالي ان حضرتك و ريان بتتخانقوا خناقة كبيرة فى مكتب حضرتك ، ، و انا ممكن الحقو يا مش الحقو و انا طبعا جريت على مكتبك و انا زى المجنونة ، ، بس زى ما انت حضرتك شايف ما فيش اي حاجة و شكله واحد بيستظرف كمان .
وقف عاصم و اتجه ليجلس أمامها ، ، يتساءل قلبه بصمت ترى على أى منهما انتابها القلق ؟ ليسخر من قلبه قائلا له ، ، بالتأكيد على من يدق له قلبها أيها الأحمق أما زلت تتساءل ؟
ليقول عاصم بثبات: دا أكيد فعلا حد بيستظرف ، ، لأنى من آخر مرة شوفته معاكى و أنا مش قابلته خالص ، ، بس بصراحة الموضوع دا مش مريحنى و الأحسن تتصلى بخطيبك و تقولي ليه يا تغريد لأن فعلا ممكن يكون فخ .
نهضت تغريد قائلة : انت معاك حق يا دكتور عصام أنا لازم أوصله حالا و.
لم تكمل جملتها و هي تشعر بالدوار فجأة حتى كادت أن تسقط ، ، ليسرع عاصم و هو يسندها قائلا فى قلق: تغريد انتى كويسة ؟ ليدخل ريان فى نفس اللحظة ليفاجأ بهما فى ذلك الوضع ليحترق قلبه ألما ، ، و تشتعل عينيه غضبا ، ، اقترب منها بحدة ينتزعها من بين ذراعى عاصم لم تشعر بعنفه لاحساسها بالدوار نظرت اليه بارتياح قائلة: الحمد لله انك جيت يا ريان أنا كنت لسه هاكلمك .
قاطعها ريان قائلا باحتقار: دا فعلا كويس انى جيت عشان أعرف ، ، قد ايه يا تغريد انك واحدة رخيصة و خسارة فيكى الحب اللى ان حبيته ليكي ، ، دا انتى أحقر واحدة شافتها عينية و لما انتى عاوزاه هو ، ، ليه وافقتى علية ليه ؟ انتي ليه دبحتيني كدا ؟ عملت فيكي اي انطقي .
كانت تغريد تستمع اليه فى صدمة و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها و هى تسمع اهاناته لها ، ، و سوء ظنه بها لتتحول ملامحها الى الجمود قال عاصم بغضب: دا انت فاهم غلط على فكرة الموضوع مش كدا يا ريان .
قاطعته تغريد بنظرة صارمة ، ، و اشارة من يدها له بالصمت قائلة بصوت رغما عنها حمل ، ، ألمها و مرارتها مهما حاولت أن يبدو صوتها باردا و غير مهتما: أنا طبعا يا ريان ميرضنيش ترتبط بواحدة خاينة يا أستاذ ريان و يا ريت تطلقنى حالا .
نظر ريان اليها باحتقار قائلا: مانا أكيد مش هخلى على ذمتى واحدة خاينة يا تغريد ، ، انتى دبحتى قلبى بس هعيش يا تغريد انتي طالق .
و في اللحظه تلك شعرت تغريد بقبضة حديدية تعتصر قلبها ، ، و أحست بروحها تسحب منها و الكون يدور من حولها ، ، راقبته بعين ذائغة ينزع دبلته و هو يرميها بوجهها ، ، مغادرا بغضب لتسود الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هى صرخة باسمها انطلقت من فم عاصم لتقع مغشيا عليها على الفور .
- -
و على الجانب الاخر عند حور
استيقظت حور على صوت رنين هاتفها فا نظرت الى شاشته لتجده رقما غريبا عنها ، ، أجابت على الهاتف قائلة بصوت يغلب عليه النعاس: ألو
لم تجد ردا لتعيد كلمتها و قد بدأ النعاس يفر من عينيها قائلة: ألو مين معايا ؟
سمعت نفسا على الطرف الآخر ، ، و كأن صاحبه كان يحبسه ليطلقه مرة واحدة فى صوت أشبه بتنهيدة ، ، لا تدرى حور لم أحست أن محدثها هو فهد عشقها ، ، تألم قلبها و نزلت من عينيها دمعة و هي تقول بلوعة: إنسانى يا فهد خالص إنساني أرجوك .
ثم أغلقت الهاتف لتنزل دموعها فى صمت و هى تفتح ملف الصور تتأمل صورته بوجع لتمرر أناملها على وجهه قائلة فى مرارة: وحشتنى اوى يا حبيبي .
- -
و على الجانب الاخر عند فهد .
و فى حين أغلق فهد الهاتف قائلا فى لوعة: انا مش بإيدى أنساكى يا حوري ، ، و يا ريت كان بإيدى يا خوري كنت نسيتك من زمان .
نظر فهد الى الخارج من خلال النافذة ليرى وجه محبوبته حوريته فى وجه القمر ليتساءل فى مرارة: هل حكم عليه بالتعايش ها كذا و كأن حياته لا معنى لها دونها ، ، لا طعم و لا رائحة ، ، تركته حبيبته دون سعادة دون حب و دون حياة أطلاقا فالموت راحه له .
- -
و على الجانب الاخر عند ريناذ زوجه فهد.
تراجعت ريناد الى غرفتها لتنظر الى نفسها فى المرآة بغيظ قائلة: بردو بنت البنا قدرت تفوز عليكى يا ريناد لا و تاخده منك كمان ، ، و تاخد منك كل حاجة لتانى مرة .
ثم نظرت الى بطنها المسطحة قائلة فى مرارة: دا حتى البيبى اللى فكرتى ها يبيع الدنيا كلها عشان خاطره مش ها قدر أجيبه انا مش عارفة لحد امتى هقدر اوهمه انى حامل أنا تعبت .
لتصمت لثانية ثم تقول و قد التمعت عيناها بالتحدى: و انا برضو مش هاسيب ليكي فهد يا حور ، ، و انا اللى هضحك فى الآخر و بكرة هنشوف يا انا يا انتي .
- -
و على الجانب الاخر عند سوسن و تغريد فى المستشفى .
قالت سوسن بتوتر: احنا فى المستشفى يا معاذ اصل تغريد تعبت جدا و احنا معاها في المستشفى .
قال معاذ فى قلق: طب ادينى ريان اكلمه يا سوسن من فضلك .
قالت سوسن فى حزن: للاسف ريان مش معانا و ما ينفعش تكلمه ، ، انا هنا مع الدكتور عاصم لأن الموضوع معقد اوى ، ، و مش ها ينفع ان انا احكيه ليك على التليفون يا معاذ .
قال معاذ و قد ازداد قلقه: طيب اهدى انتى بس يا سوسو و انا قريب من المستشفى ، ، خلال دقايق ان شاء الله و هتلاقيني عندك .
قالت سوسن بارتياح: تمام يا معاذ انا مستنياك.
قال معاذ : طيب سلام دلوقتى .
أغلقت سوسن الهاتف و هى تقترب من غرفه تغريد ، ، و تدلف إليها لتجد تغريد نائمة كالملاك ، ، يجلس بجوارها الدكتور عاصم تبدو ملامحه حزينة متألمة ، ، لتقول سوسن لنفسها بحزن صامت: ليه بس بنحب و نعشق الناس الغلط و اللى ممكن يإذونا ، ، و مس بنشوف الناس اللى ممكن تعيشنا فى سعادة و هنا و مش ها يزعلونا ، ، و ليه لما بنعشق مبيجيبش لينا العشق غير العذاب ، ، ياه علي القدر لما يلعب بينا و يبلينا بلعنة العشق العشق الملعون أه يا الله حل المشكله دي على خير يا رب .
# يتبع
فاطمه محمد