الفصل التاسع

بعد أن استأذنت آلاء انفردت هنا بشيرين
و شيرين بهنا
شيرين عامله ايه يا هنا طمنيني عنك وعن أحوالك
هنا بضيق مش تمام خالص يا شيرين الأمور كل شوية
بتتعقد أكتر من الأول ومش لاقيه ليها حل
شيرين مدركه تماما كل ما يحدث
معلش يا هنا أكيد كل ده خير
هنا المشكلة إني لسه مش عارفه أقرر
شيرين طب أحكيلي يمكن أقدر أساعدك
هنا أكيد هحكيلك أنا ليا مين غيرك
شعرت شيرين بإختناق داخلي وحدثت نفسها
سامحيني يا هنا مكنتش عايزة ابقي طرف إني أحيرك
بس والدك عنده حق ومحمود ده ما بيحبكيش
ولا يستاهلك بس لازم تعرفي الحقيقة وتشوفيه
علي حقيقته
شيرين شيرين
افاقت شيرين من شرودها علي صوت هنا
شيرين أيوة يا هنا سمعاكي
هنا بقالى مدة بنادي عليكي أنتي تعبانه
نطلع نريح
شيرين لا أبدا سرحت شوية
هنا ماشي تحبي نطلع نكمل فوق
شيرين لا خلينا هنا علي راحتنا
هنا بابا يا شيرين تخيلي جايبني هنا عشان
أتجوز زين حتي من غير ما يعرف رأى فيه
وهو عارف إني مرتبطه ب محمود
شيرين بس أنتي عارفه إن والدك مش شايفه مناسب
هنا لازم اقتنع أنا أنه مش مناسب مش مجرد إحسآس بابا
شيرين أكيد ابوكي مش هيرفض كده إلا لما يتأكد
انه مش كويس ومش مناسب
هنا بحزن حتي أنتي يا شيرين معاهم
ربتت شيرين علي كتف هنا
ما أقصدش أزعلك والله يا هنا بس دي الحقيقة
هنا لا وبابا كمان تعبان ومش حمل أي زعل
وممكن لو زعل لا قدر الله يحصل ليه حاجة
شيرين لا بعد الشر إن شاء الله هيبقي كويس
هنا إن شاء الله
شيرين طب محمود بيسأل عنك
هنا بحزن لا للأسف زعلان عشان سافرت
وهطول
شيرين محاولة أن تنبه هنا
طب يا هنا الل بيحب حد بيسأل عليه بيشوفه عامل أيه
هنا محاولة رفع الحرج عنه لا هو زعلان وكمان بعت ليا
رسالة عابز يتقدم ليا يبقي بقي كده ده ما بيحبنيش
شيرين يا حبيبتي ما قولتش حاجة بس مش يمكن
عايز يتقدم ويرتبط لأسباب تانيه
هنا بضيق حتي إنتي كمان يا شيرين
شايفه أنه طمعان فيا
ليفاجائها زين أيوة طمعان فيكي وشركتهم
هتعلن إفلاسها قريب
هنا بإنفعال ناتج عن ضيق حضرتك ازاى تدخل في الكلام بيني وبين صاحبتي
شيرين محاولة تهدئة الموقف يا هنا أكيد جاى صدفة ما يقصدش أهدى
هنا همت واقفه كلكوا عليا محدش عايز يعرف أنا
عايزة أيه ولا محتاجة أيه كل حاجة بتتحسب عندكم بالفلوس
شيرين أهدى يا هنا مش كده حصل أيه لكل ده
إحنا بنحاول نوصلك معلومة تقدر تخليكي توصلي لقرار
في الآخر
هنا معلومات كلها في مصلحتكم ومصلحة اللى عايزينه
شيرين أنا معرفش مين عايز أيه ممكن تفهميني
هنا هو هيفهمك وانصرفت مسرعة
شيرين محاولة إصلاح ما أفسدته شيرين
فهي علي دراية كاملة بكل الأحداث
معلش يا أستاذ زين هي بتنفعل بسرعة بس قلبها
أبيض وطيبه
زين حصل خير يا آنسه شيرين مفيش حاجة
كل اللي أنا عايزه إنها تاخد القرار وهي مقتنعه بيه
أنا مش فارق معايا حاجة بس هي بنت عمي ووحيدة
لازم أفهمها وأوجهها
شيرين مصدقة حضرتك جدا وفاهمه كده كويس
وما تقلقش أنا جاية من مصر ومعايا أدله ليها علي كل كلامنا
زين طيب ساكته ليه يا آنسه شيرين
شيرين أنا مش عايزة اصدمها مرة واحدة
بجييها ليها واحدة واحدة تخيل لو قولت ليها علي كل
المعلومات ممكن يحصل ليها حاجة
زين بحزن عميق ظاهر في صوته
للدرجة دي بتحبه ومتعلقه بيه ومش شايفه غيره
شيرين إطلاقا والله هنا مفتقده الإهتمام بس
محتاجة حد يهتم بيها وياخد باله منها وتحس معاه
إنها مش لوحدها
زين متاكده
شيرين متأكدة تماما أطمن يا أستاذ زين أنا كمان يهمني مصلحة هنا ربنا يعلم أنا بحبها أد أيه هي ووالدها وهما
كتر خيرهم معتبريني زي أخت لي هنا
زين أكيد يا آنسه شيرين باين من كلامك
شيرين طب أستئذن أنا تصبح علي خير
زين وحضرتك من أهل الخير
شيرين أه معلش ممكن محدش يعرف حاجة عن
الموضوع عشان هما بس ما تزعلش أكتر
زين بكل تأكيد
شيرين شكرا
أحمد كان جالسا بعيد فشعر بغيرة تتسلل داخله
فهب واقفا وذهب إليهم
السلام عليكم آسف قطعت حديثكم
ثم وخز زين وخزة في ظهره
نظر له زين دون التحدث
شيرين لا حصل خير أن كنت ماشية
هز أحمد رأسه بالموافقة وهو ينظر إليها
شيرين تصبحوا علي خير ثم ذهبت سريعا
ودقات قلبها تتسارع ثم وقفت إلي باب الفيلا
وأخذت نفس وقالت في نفسها
في أيه يا شيرين أهدي هو مالك حصل أيه
من أمتي وأحنا بنضعف من نظرات حد
قلبها بس شايف كده إن في بصيص أمل
عقلها أبعد انت عنها خليها في طريقها
قلبها هتفضل ماعندكش إحساس لحد أمته سيبها
مرة لنفسها
قلبها عشان ما تتجرحش ولا نسيت
العقل إحم إحم طب أستئذن أنا
عقلها شوفتي بقي هيدبسك ويمشي
هنا بصوت مسموع يووووه بس بقي
سعدية في حاجة يا ست هانم
لتنتفض شيرين مخضوضه بسم الله الرحمن الرحيم
سعدية في حاجة
شيرين لا أبدا مفيش حاجة
سعدية ماشي يا ست هانم
ثم ذهبت وهي تحدث نفسها معرفاش مالهم بنات البندر
دول قلبهم رهيف أكده وظلت تحدث نفسها حتي أختفت
شيرين ظلت تتبعها حتي غابت عن نظرها وهي مبتسمه
من طريقتها الصعيدية العفوية ثم ذهبت إلى غرفتها تاركة
هنا قليلا مع نفسها تعلم أنها لن تستطيع النوم حتي
تكمل حديثها
فجلست تنتظرها في غرفتها
في حديقة المنزل حيث غابت شيرين عن الأنظار
أحمد بغيرة واضحة كل ده كلام ياخويا أخيرا خلصت
زين شعر بغيرته فأراد أن يزعجه قليلا
فجلس علي الكرسي وأرجع ظهره للوراء ووضع ساق
علي الآخر في مواجهة أحمد الذي يستشاط غضب
ليه في حاجة يا أخ
أحمد بضيق لا ابدا هو البعيد مش بيحس
بقالى خمس ساعات بقولك قلبي وروحي
واتعلقت ومش عارف اكلمها وأنت بكل بجاحة
واقف معاها مش عارف تنادي عليا وتقربنا من بعض كده وتقف في ضهري
زين هب واقفا في ظهره ممازحا إياه
اهو ياخويا بس كده كنت تقول بدل كده هيريحك
أحمد جري خلفه مسرعا محاولا إمساكه
أحمد بقي كده بتهزر ماشي أنت جبته لنفسك
وظلوا هكذا حتي هبطوا من كثرة الجري
وناموا بحانب بعضهم لبعض في موضع
لا يقال عنه سوى حبيبين أو صديقين حميمين
أستلقوا علي ظهورهم بجانب حمام السباحه
واضعين أيديهم خلف رؤسهم ناظرين إلى السماء أمامهم
أحمد مالك يا صاحبي مش عاجبني
زين مفيش يا أحمد عادي
أحمد عليا برضو هو أنا مش عارفك ولا أيه
تنهد زين بعمق شديد كأنه يخرج كل ما يكمن في قلبه من ضيق
أعتدل أحمد في جلسته بينما زين مازال مستلقي
لا ده الموضوع كبير قولى مالك يا زين
زين مش عارف مالى ولا عارف أوصل لحل
أحمد طب أحكيلي
زين بنت عمي
أحمد محاولا تلطيف الجو مش عايز تقول أسمها بتغير يا واد
ضحك زين وضربه ضربه خفيفه علي قدمه أتلم يا ابني
أنت مش قدي
أحمد خلاص بقي هنتكلم بجد كمل
زين مرة واحدة حسيت إني أتعلقت بيها من أول يوم شوفتها
عارف أنا بحبها من زمان بس مكنتش عايز أعترف
لما جت المرة دي هنا كنت بحاول أبعد عيوني عنها
غصب عني لاقيت نفسي بتعلق أكتر وبغير أوى
بس مش كل حاجه الواحد عايزاها ممكن ياخدها
أحمد بأستفهام أيه اللي المانع بس من أنك تصرح ليها
زين لم يرد أن يفشي سر أبنت عمه فهي عرضه ولم يخرج
من دمه العرق الصعيدي
مفيش حاسس بعدم توافق بينا شوية
أحمد مش يمكن ده مجرد إحساس بس
زين تفتكر
أحمد ربت علي كتف صديقه
أول مرة اشوفك واقع كده
زين فاكر لما كنت بتقولى بنات الجامعة يتمنوا إشارة منك
مكنتش عايز حد منهم مكنتش شايفهم كنت حاسس ديما إنها
هتكون ليا كنت قافل اوي علي نفسي عشان الل اتجوزها
تكون اول حب ليا عشان أقدر أسعدها من كل قلبي كنت خايف
اجرب الشعور وأندم او يجي الوقت وأقول يارتني ما حبيت
أحمد ودلوقتي بتقول أيه لنفسك
ليه ما بتروحش ليها وتقولها كل ده وتريح نفسك يا تقول آه
وتقربوا أو لا وتشوف حياتك هتفضل موقف نفسك جنبها
ثم معلش يا زين عارف إنك دمك صعيدي عشان كده أعذرني
ليه ما تفكرش إنها مثلا في علاقة مع حد أقصد بتحب حد
أنا عارف إن ده ممكن يكون غريب علي ودنك عشان الحياة كده
هنا بس في القاهرة غير وأنت عشت هناك وشوفت بنفسك
هنا كاد قلبه يخرج من مكانه معلنا رفضه للفكرة رغم علمه بها
أحمد ما اقصدش أبدا اضايقك بس بحاول نتكلم بصوت عالى
زين كلامك في شئ من الصحه لكن لازم أتأكد الأول
أحمد يا صاحبي ولو ليك نصيب فيك أكيد ربنا هيرفع الحواجز
من عنده ويقربكم من بعض
زين وهو جالس القرفصاء وضامم يده حول قدميه ونعم بالله يا أحمد
يلا بينا نطلع بقي أتاخرنا وأكيد عايز ترتاح وأكيد لينا
قاعدة كبيرة
عشان نشوف حكايتك
أحمد آااااه شكلنا هنبقي في ليلة واحدة بقي ونبل الشربات
زين دعواتك يا خويا
أحمد أخيرا شوفتك واقع كده يا زينو
ضحك زين وأحمد ثم ذهبوا في إتجاه الفيلا
فوجدوا كلا من هنا و شيرين كلتاهما في شرفة غرفهم
ولكن لا تعلم كلا منهم بتواجدهم في الشرفة لربما
كلا منهم يفكر في حاله
أحمد ممازحا نفسي أطلع للقمر وأسأله بتفكر في أيه
زين انا بقول تطلع تنام بدل ما أطخك دلوقتي
أحمد لا وعلي أيه تصبح علي خير يا عم زين
زين وأنت من أهل الأحياء
أحمد يا نهاري ناوي تقتلني ولا أيه
زين أنا بقول دقيقة وماشوفكش علي السلم أنت حر
صعد أحمد الدرج في سرعة رهيبه وزين واقفا أسفل
الدرج يضحك
بشدة علي صاحبه
كان ينتظره في الردهه جده
كان يهم زين بالطلوع إلى غرفته ليتفاجأ بصوت جده
زين زين يا ولدى
زين جدى مساء الخير فكرتك نمت من بدري
الجد مستنيك يا ولدي
زين كنت أبعت ليا وكنت هاجي بسرعة
الجد ولا يهمك يا ولدى قولت أسيبك مع صاحبك شوي
يمكن تفضفض معاه
زين بإبتسامة لحد أمتي هتشيل همي كده يا جدي
الجد لحد أخر لحظة في حياتي
زين ربنا يديك طول العمر يااارب
الجد ها يا ولدي عملت كيف في موضوعك وياه بنت عمك
زين نظر إلى الأرض وشبك يده بعضها البعض قائلا
مفيش جديد يا جدي زي ماحنا
الجد بس كنت شايف بشاير نور اكده قولت هتفرحوني إنهاردة
زين الموضوع مش كده يا جدي ليه أبعاد تانيه
هنا مرتبطه بشخص لازم تعرف هتعمل أيه
الجد خبط يده علي عكازه ثم خبط عكازه في الأرض
بغضب قائلا
كل ما تجيب سيرة المخفي ده وتقول حب جنوني
تطلع بس مش بيدي
زين يا جدي الزمن تغير ولا أيه وبعدين مش
مستعجلين وأنا مستحيل
أرتبط بيها رسمي من غير ما تكون نهت العلاقة الأولى للأبد
ولا أنت ترضاها ليا يا جدي اتجوز واحدة بتفكر بحد تاني
الجد كفاية يا زين يا ولدى بتقيد فيا نار
زين ما اقصدش أضايقك بس ده الواقع
الجد ماشي يا ولدى اطلع أنت تعبان من الصبح ما قعدتش
زين ماشي يا جدي تصبح علي خير
الجد وأنت من أهل الخير يا ولدى
قائلا في نفسه أنا هيكون ليا تصرف تاني والصباح رباح
ثم دخل إلى غرفته
دخل زين غرفته وجلس علي سريره واستند بظهره إلى الخلف
وبعدهالك يا زين هنفضل كده كتير مش عارفين هنعمل أيه
مستحيل أرتبط بواحدة قلبها مش ليا حتي لو هيحصل أيه
أينعم بحبها بس مش هحرق نفسي بنار حبها
ثم نهض من علي السرير وفتح دولابه الخاص به ثم أخرج
صندوقه وفتحه ونظر مليا في الصورة التي تجمعه بها في زمن مضي
اخذ ينظر إلى الصورة بتمعن ويدقق النظر في كل تفاصيلها قائلا
ياريتني كنت أنا اللى قلبك متعلق بيه ولو تعرفي بحبك أد أيه وكنت بتمني
اليوم اللي تيجي ليا الجرأة وأطلبك من عمي كنتي
هتحبيني حب ملوش آخر
بس مش مشكلة كل حاجة وليها وقت
ثم أدخل الصندوق مرة أخري إلى مكانه
وقام يأخذ حماما باردا عله يطفئ نار قلبه المشتعل
في غرفة شيرين كانت جالسه علي الكرسي مقابل الجنينة
في أنتظار هنا تعلم علم اليقين أنها لن تهدئ حتي تحكي لها كل ما يشغلها
وتعلم أن بين لحظة وأخري سوف تقتحم عليها الغرفة
وتفرغ الطاقة التي
طالما خبئتها
شردت لثواني في أحمد كيف كان اللقاء وكيف
جمعهم القدر تحت سقف واحد
كيف كانت نظراته وأبتساماته
شعرت بفرحة تتراقص داخلها لترسم إبتسامة
خفيفة علي شفتيها
لكنها أفاقت من شرودها قائلة
مالك يا شيرين في أيه ده كله مجرد صدفة وبعدين مالك
فرحانة أوى كده
مش يمكن شافها فرصة يتسلي بس هوصاحب زين
وأكيد شخصيته زي
زين مش معقول هيدخل حد بيته ما بيثقش فيه
أنا مالى أصلا فيا أيه ثم خبطت بيدها علي رأسها
خبطات خفيفة فوقي يا شيرين
دول في مكان وأحنا في مكان إحنا جايين هنا لشغل
مالنا أحنا بحياتهم نفضت شيرين
كل الأفكار من رأسها ثم حدثت نفسها مرة أخري
يووووه انا هقوم أعمل تمارين شوية أحسن عبقال ما الست هنا تيجي انا عارفها
ثم قامت للتمارين حتي تهرب من صراع قلبها وعقلها
وعلها تهدئ من التفكير
في أشياء من وحي الخيال صورها لها عقلها ورسمها قلبها
وما هي إلا ثوان معدودة واقتحمت هنا الغرفة وهي مستشيطه غضبا قائلة فين الأدلةاللى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي