الفصل الثاني و عشرون

و في الشقه الخاصه بصديق و فتحيه التي كانت تقابله سرا ، ، حتى لا يعرف أحد عن علاقتهم اطلاقا .
قال صديق بعينين تلمعان بالنصر: و آدى أستاذ ريان و زوجته الجميله تغريد و حكايتهم خلصت خلاص ، ، طلقها و أهى مرمية فى المستشفى ، ، و فهد كمان ها تروحله رسالة بكرة تعرفه حقيقة مراته و ازاي طلع أكبر مغفل لما ضحكت عليه ، ، ما فاضلش غير فارس و دى حكايته حكاية و الحل الوحيد ، ، علشان أوجع محمد الشاذلي فيه انى أموته يا فتحيه ها حرق قلبه و اكسره و اضمره كل حاجه ها عملها و انا مستحيل اسيب الخطه تفشل .
قالت فتحيه بخوف: لأ يا صديق كله إلا الموت أنا صحيح ، ، عاوزه أنتقم من أخويا فى عياله و افرقهم عن اللى بيحبوهم زى ما هو فرقنى عنك ، ، هو صحيح نفسى أكسر قلوبهم زى ما كسر قلبى لكن توصل للقتل لأ طبعا دا مستحيل يحصل .
اقترب منها صديق يمسك يدها قائلا: طيب يا توحا اسمعينى و افهمينى كويس ، ، فارس مبيحبش مراته زى ما قلتيلى و هو اجوزها عشان ولاده ، ، و لو فرقته عنها مش هينكسر العكس بقا موته بقى هيكسر ضهر محمد الشاذلي ، ، ده غير ان ثروته ها تتقسم على اتنين مش تلاتة و انتى بقى ساعتها تخلى بنتك تشد حيلها و تتجوز فهد بقا ، ، و الفلوس كلها تبقى فى ايدك انتي يا توحه قلبي .
قالت فتحيه بتردد: بس يا.
و ضع صديق اصبعه على شفتيها قائلا: و من غير بس يا توحه ، ، دا انتى عمرك مشيتى ورايا و مكسبتيش ؟
نظرت فتحيه اليه و هي تهز رأسها نفيا كالمغيبة ، ، ليبتسم صديق مستكملا كلامه و هو يقول: يبقى انتي تمشى ورايا المرة دى كمان و أوعدك انى هحققلك انتقامك من الكل يا توحه قلبي انا .
اومأت فتحيه برأسها ايجابا ليقول صديق : طيب جهزى نفسك عشان نظبط المسائل و ننفذ الخطة بقا علشان نخلص .
نظرت فتحيه اليه بحيرة ليسحب اصبعه من على فمها و هو يفرك اصبعيه السبابة و الإبهام و هو يقول: الفلوس يا حبيبتي ظبطينى علشان اظبط الدنيا دي .
ابتسمت فتحيه و هى تتجه لحقيبتها و تفتحها لتخرج ، ، منها مبلغا من المال الذى يحتاجه لتنفيذ خطته الجهنمية تلك ، ، التي ستقضي علي عائله محمد الشاذلي بأكلمها .
-  -
و على الجانب الاخر في المستشفى عند تغريد و سوسن و معاذ و الدكتور عصام.
قال معاذ بصدمة: لأ اهدى كدة و فهمينى بالراحة كدا ؟
قالت سوسن من وسط دموعها: زى ما قولت ليك يا معاذ بالضبط ، ، في واحد اتصل بتغريد و قالها ان ريان و الدكتور عاصم بيتخانقوا خناقة كبيرة فى مكتبه ، ، فا جريت هى على المكتب مش لقت حد غير الدكتور عاصم اللى نفى الكلام ده ، ، و لما قامت تروح لريان البيت لأنها مش عارفة توصله بالفون داخت و كانت ها تقع ، ، دكتور عاصم لحقها و سندها قبل أما تقع ، ، و بعدين دخل ريان ساعتها و افتكره حاضنها ، ، طبعا اتهمها بالخيانة و بكل غباء منه طلقها .
نظر معاذ لها بعتاب لتقول سوسن متلعثمة: انا قصدى يعنى با معاذ ، ، بس المهم ان هو خرج من هنا و هى أغمى عليها لوحدها كدا .
فجبناها المستشفى على طول ، ، دا الدكتور حمدى قال ان دمها كان فيه نسبة مخدر كبيرة جدا ، ، و انها كان ممكن تروح فيها لقدر الله بس الحمد لله ربنا ستر ، ، بعد ما فاقت افتكرت ريان و طلاقها منه و كلامه ليها و فوق دا كله بقا يا معاذ ، ، جالها انهيار عصبى و الدكتور اعطاها حقنة مهدئة و من و قتها و هي نايمة .
ثم صمتت سوسن لثانية لتتمالك نفسها و تأخذ نفسا عميقا ثم تقول بمرارة: أنا معرفتش أعمل ايه بجد حتي لو اتصلت بطنط حمديه ، ، ممكن يجرالها حاجة لما تعرف باللى عمله ريان ، ، و مش ها عرف آخدها عندى لأنى ساكنة فى بيت مغتربات ، ، زى ما انت عارف مكنش قدامي غير انى اكلمك تيجى تقولى اعمل ايه يا معاذ انا مش عارفه اتصرف خالص ؟
ربت معاذ على يد سوسن بحنان قائلا: اهدي بس و اطمني يا سو انا ها تصرف بإذن الله .
قالت سوسن فى حيرة : ها تعمل اي يا معاذ ؟
قال معاذ فى هدوء: انتوا يا سوسن ها تاخدوا يومين بس أجازه من الجامعة و تسافروا شرم الشيخ ، ، ها تقعدوا فى شقتى اللى هناك و منها تغريد تريح أعصابها على ما اشوف المجنون التانى ده و أتصرف معاه ، ، و منها مامتها بردو متحسش بحاجة لغاية لما نصلح الأوضاع ، ، قومى اتصلى بيها و قوليلها ان وراكم بحث يخص الجامعة و اضطريتم تسافروا فجأة عشان تلحقوا تخلصوه ، ، و انا هفهم ريان اللى حصل و نحصلكم على هناك على طول ان شاء الله .
قالت سوسن بحزن: و تفتكر ريان ها يصدق كدة بسهولة يا معاذ ، ، و حتى لو صدق تفتكر تغريد ممكن تسامحه بالبساطة دي مستحيل طبعا ؟
ربت معاذ على يد سهيله قائلا بابتسامه حب : احنا ها نعمل اللى علينا و الباقي على ربنا يا سو.
قالت سوسن: و نعم بالله يا معاذ .
ثم نظرت اليه بحب مستكمله كلامها : ربنا يخليك ليا يا معاذ ، ، انا مش عارفة من غيرك كنت ها عمل اي .
ابتسم معاذ و هو ينظر الى عينيها قائلا بمشاكسة: اكيد كنتى ها تعملي صينية بطاطس بالفراخ .
ابتسمت سوسن فاستكمل كلامه قائلا: أيوة كدة فكيها و متشيليش هم ، ، يلا قومى كلمى مامة تغريد و اعملى اللى قلتلك عليه .
قاطع كلامهم صوت عاصم يقول بارتباك: احم انا اسف لو كنت قاطعتكم بس غصب عنى سمعت كلامكم ، ، و الحقيقة انا عندى شك فى حاجة لو طلعت صح ، ، ممكن عن طريقها نثبت براءة تغريد أمام ريان و تظهر الحقيقه.
نظر اليه معاذ بتساؤل لتقول سوسن: الدكتور عاصم يا معاذ .
ثم نظرت سوسن الى عاصم قائلة: و ده يا دكتور عصام معاذ صديق ريان .
نظر لها ريان باستنكار لتقول بخجل: و خطيبي كمان يا دكتور .
قال الدكتور عاصم: الف مبروك يا سوسن و الف مبروك يا معاذ .
ابتسم معاذ قائلا: الله يبارك فيك يا دكتور عصام ، ، بس لو ممكن حضرتك بس توضحلى اكتر ازاى ممكن نثبت براءة تغريد ازاي ؟
عدل الدكتور عاصم من وضع نظارته الطبية و هو يقول: الحقيقة انا شاكك ان حد بيحاول يفرق بين تغريد و ريان ، ، و الدليل على كدة المكالمة اللى جاتلها هي ، ، و المخدر اللى اكيد اتحط فى عصيرها ده غير وجود ريان فى مكتبى فى اللحظة دى بالذات ، ، يعنى لو وصلنا لعامل البوفيه و ضغطنا عليه شوية ، ، ممكن نعرف مين اللى وراه و لا ايه رأيكم ؟
قالت سوسن فى أمل: طيب و الله فكرة .
لتصمت سوسن و هى ترى نظرة معاذ الزاجرة لها و ليلتفت معاذ بعدها لعاصم قائلا: كلامك منطقى جدا يا دكتور ، ، و انا معاك نروحله حالا ، ، و اهو بالمرة نضرب الحديد و هو سخن ؟ و لا ايه ؟
اومأ عاصم برأسه لتلتمع عينا سوسن و داخلها ينمو الأمل فى اظهار براءة صديقتها و إرجاع المياه لمجاريها بين تغريد و ريان.
-  -
و على الجانب الاخر عند ريناد زوجه فهد.
قالت ريناد بحدة و هي تحدث والدتها علي الهاتف : قولت ليكي يا ماما و انتي ما فيش فايدة فيكي خالص و هو لسة بيحبها ، ، مش قادر ينساها حتى بعد ما عرف انى حامل لسة و هو ديما بيحن ليها ، ، و مش قادر يبعد عنها أنا تعبت يا ماما و بصراحة الجوازة دى معدتش جايبة همها ، ، فهد مزنقها عليا اوى و الدكتورة بقت طماعة ، ، و انا ما بقتش عارفة أكفيها فلوس منين ، ، بتهددنى انها هتقول لفهد انى مبخلفش و انى مثلت عليه انى حامل .
صمتت ريناد و هى تسمع صوت آنية تكسر لتلتفت ببطئ ، ، و صدمة تخشى ما ستراه لتتسع عينيها و هى ترى فهد يقف جامدا تتقافز شياطين الدنيا على ، ، وجهه لتزدرد ريقها بتوتر و هى تغلق الهاتف قائلة بخوف:
فهد .
و في تلك اللحظه اقترب منها فهد ببطئ قائلا بنبرات أثارت القشعريرة بجسدها: أيوة فهد اللى اتخدع فيكى و صدقك ، ، فهد اللى بيتمنى انه لا كان شافك ، ، و لا حتي عرفك و لا دخلك حياته يا مجرمه يا حقيره .
أنهى كلماته و هو يصفعها بعنف لترتمى على الأرض تبكى نظر اليها باحتقار قائلا: تعرفى لما سمعتك امبارح بتقولى لصاحبتك انك اتجوزتينى ، ، علشان تحرمى حور من حبيبها زى ما حبيبك حبها و اتحرمتى منه ، ، و عرفت انك انتهيتى بالنسبة ليا ، ، و رغم انى كنت عاوز اموتك بس خفت على ابنى اللى فى بطنك و مقدرتش اعملك حاجة ، ، بس الحمد لله ان ربنا كشفك و انا عرفت حقيقتك و ظهر غشك و كدبك ، ، و قرفك بس خسارة انى أضيع نفسى و أوسخ ايدى بدمك الزفر دا ، ، و كفاية عليكى ارميكى من حياتى للأبد انتى طالق يا ريناد طالق طالق يا حقيره.
ليتركها منهارة و هو يسرع الى غرفته ليلملم أشياءه و هو يتصل ليحجز على اول طائرة مسافرة للفيوم ليعود الى حبيبته حوره الجميله.
صدر صوت رسالة آتية من جواله ، ، ليفتح هاتفه و يجدها رسالة من رقم غريب قرأ نصها الذى يقول .
"مراتك بتخدعك و هي أصلا مبتخلفش يا فهد باشا اتأكد من الدكتورة لو مش مصدقنى بالشفا يا مغفل ههه "
نظر فهد الى الرسالة يقرأها مرة أخرى ليقول بمرارة:انا فعلا مغفل عشان سبت جوهرة و بدلتها بواحدة مزيفة الكل كان عارف حقيقتها الا انا أه .
ليصرخ فهد بندم: إلا أنا .
-  -
و على الجانب الاخر في منزل محمد الشاذلي و عند فارس في اسطبل الاحصنه .
كان فارس يمتطى جواده رعد ، ، و يتنقل به بين جنبات المزرعة ، ، و يتأمل بهدوء ما حوله و تشرد أفكاره الى من شغلت عقله و ملكت قلبه حبيبته وحده سهيله الجميله ، ، و جعلته يسهر الليالى فقط ليتأمل ملامحها الجميلة النائمة كالملاك البرئ ، ، يتذكر ضحكاتها غمازتيها الرائعتين ، ، لمساتها له خلال نومها و تمرير يدها كالقطة على صدره ، ، تثير فيه أعتى المشاعر حتى انه يضطر لأخذ حمام صباحى بارد ، ، كل يوم ليطفئ شوقه اليها انه يرغبها يعشقها ، ، يود لو يحول زواجهم الصورى لحقيقة واقعة ، ، يود لو يغمرها بعشقه و لكنه حقا يخشى رفضها ، ، و يخشى ايضا موافقتها فقط كى ترد له الجميل ، ، يراها سعيدة بوضعهما كما هو ، ، نعم يرى منها فى بعض الأحيان نظرات تدل على عشقها له ، ، و لكنها تخفيها بسرعة فيتخيل انها فقط اوهامه هو فقط ، ، أفاق من أفكاره على صوت صهيل جواده رعد ليربت على عنقه مهدئا اياه و هو يقول: هش اهدي بقا يا رعد .
ليصهل الجواد مجددا ، ، و هو يشعر فارس بتوتره لينظر حوله بسرعة يحاول أن يجد سببا لقلق جواده ، ، ليسمع في تلك اللحظه صوت اطلاق النار ، ، ليرتفع الجواد ملقيا بفارس أرضا ، ، تأوه فارس من الألم ليسمع اطلاق النار مرة أخرى ، ، و هو يرى جواده يخر صريعا على الأرض ، ، اندفع فارس اليه ليرى جرحه ينزف بغزارة ليقول بألم: رعد اهدى أنا أسف جدا .
ليصمت و هو يرى دمعة نزلت من عين جواده ليغلق بعدها عينيه الى الأبد ، ، ليصرخ فارس بلوعة: رعد ارجوك متسبنيش أرجوووك يا رعد .
# يتبع
فاطمه محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي