الفصل الثاني عشر
ازمنة الحب المتصاعده 24
لمريم عبدالرحمن
****
كالهوجاء أُصيب السِهام دون الإلتفات للنتيجة ، دائماً ما تحمل على عاتقي الألم والسلوان ومرور بعض الأشخاص الكِرام من أمامي" مسلوبين الإراده في الإبتعاد عني ، أرى ذاتي تفعل المستحيل لرجوع من تركوني وهجروا ولكن للنفوسِ الكريمة خاطر لم يُعد يُكسر بسبب تفتته أسر سِهامي الذي أصابتهم ، أعلم كما أنا أُحرِقَ من حولي ولكنّي أستطيع أن أكون الأفضل في حياة الجميع ... ربما أستطيع . "
إكليل النجاح هو الرسوب ، إن لم أرسب لن أتذوق مرارة دموعي بعد النجاح ، سقوطي من الهاوية كهطول حبّاتِ المطر من سفح" الجِبال للأرض الذي تغرق فيها ، ربما البعض يصيغ الأمطار بأنها سقطت ذراتها من سفح الجبل وليست هطلت حبّاتها ، كُن من الذي يهطلون الأمطار و ليس الساقطون ، أبحثُ أنا عن الجزء المفقود في الأرض بدلاً من السماء ، السماء لم تُناسبني ، إني إكليلُ نفسي ، أهطل من هاويه لأتنقل لهاويةٌ أُخرى تُناسبني . "
هو يعتذر الان ام ماذا سيحدث ؟ سيتنازل عن كبرياءه ما دام هو تمتع بنرجسيته و ما الى ذلك انه هو من اختارها قلبه ! و لماذا سيعتذر لها الان و هو ليس بخاطئ ، لا يمكن ان يقول لها في تمام النظره الحاسمه انا اغا عليكي حتى من نزراتي ، سيستطيع التنفس ان حبسها بداخل قفص كالحيوانات ، يعلم ب ان عقله الان كريض بما يفكر بها في امر حبسها كالحيوانات و لكنه المفر الوحيد كي لا ينظر لها العالم و يحافظ عليها .. ده اذا .. اذاا كانت هي تريده ، تلك الفكره جعلته يرتبك و يشعر بالنيران مره اخرى من داخله ، يضغط على انفاسه كي يتنفس بانتظام ، و يفكر بهدوء في امر ماذا سيفعب ، و هنا كان القرار الحاسم و التلقائي ليصعد من خلفها بعد دقائق و يدلف لغرفتها دون سابق انذار و يخرج من فمه تلك الكلمات الغاضبه و الحارقه :
- بغير عليكي يا غبيه .
تسمره هي بمكانها بفاهها الفارع اثر صدمتها ، انه اجمل عرض حب قد عرض عليها او رأته في حياتها الخياليه و الافلام ، نه وسيم و هو غاضب و هكذا ما يليق به ان يقول ، اما عنه فانتظر ان تسترق النظره اليه و تبدأ بالحديث و لكن لا مجال لنفسها سوا ان تلعثمت قائله :
- مش فاهمه !!
كانت تريد شئ اكثر وضوحتً لتؤكد تلك الكلمات التي انتشلتها من الواقع بسرعة البرق ، ليؤردف هو بغضب :
- غبيه .
خرج و قفل الباب من خلفه بغضب اما عنها فصدمتها كادت ان تنتهي بعد ان ضحكت بصوت عالي من سادتها المفرطه ، عضت على شفتيها السفلى و هي تحاول ان تتخذ من مجرى تفكرها الصواب و لكن اصر عقلها على التوقف بين تلك اللحظات الغريبه التي تشعر بها ، انها الافضل على الاطلاق من بين اسعد الناس ، اعتراف غاضب و مفاجئ جعل من قلبها متطاير من حوله الفراشات .
و*********
في منزل محمد عطوة .....
ابتسم حسن بعد ان اطعم والده و هو يتساءل :
- بابا انا كنت عاوز اقولك حاجه ، هتبسطك اوي .
تنحنح والده و هو يرمق تلك الصورة من امامه التي تشمل صباه و عشقه الاول و الاخير مبتسما قائلا :
- قول يا ابني عاوز ايه ؟
- عاوز اتجوز .
- عاز تتجوز مين ، مين قليلة البخت دي .
ضحك حسن و هو يول :
- عاوز اتجوزليلى عابد .
صمت قليلا ثم اجابه :
- و هي بتبحك ؟
- مش عارف بس احنا صحاب ، و بحاول اقرب منها .
- قرب منها و اعرف ميولها و بعد كده نروح تزورهم و نخطبك ليها يا ابني .
ابتسم و هو يقبل يد والده قائا :
- مبسوط انك بتدعمني ، اتغيرت كتير اوي من ساعة موت زينب و انك افتكرتها و الصوة الللي قدامك علطول .
- زينب دي مفيش منها اتننين يا حسن ، و بنتها زيها و اانا اتمنى انك تتجوز ليلى .
تنهد قليلا و هو يستمع الى والده الذي انقلب نبراته الى نبرات حنونة و مشتاقه للماضي ، ليظهر ذلك في حديثه قائلاً :
- ياريت لو يرجع الماضي و اصلح كل اللي فات ، و اصلح حبي ليها و مخسرهاش ، ده انا خسرت الدنيا من بعد ما خسرتها ، دنيتي وقفت زي ما يكون القطر فاتني و مفيش محطات تاني اقدر اروحها .
انهى كلماته بعد ان اغمض عيناه و تعمق في نومته ، اما عن حن فخرج و ذهب الىغرفته ينظر لتلك الصورة من امامه على الهاتف مبتسما كيف اصبح مهتم بتلك التفاصيل و من متى و هو يعشق تلك الابتسامه لطالما رأها على هيئة عبء على انظاره .
*****
ظلوا صامتين طوال الطريق ، لا تعرف هي ماذا تقول و لا يعرف هو كيف ان يخرج منه كلمات اخرى ، اهي لم تعترض على ما حدث ؟
نظر لها من المرأه فتاقى اعينهم ببعضهم البعض حتى اردف هو بتردد :
- هتروحي على بيتك ؟
- اه طبعا ، هروح فين يعني ؟ .
- انا معجب بيكي يا ليلى .
تداركت ذلك الحديث الصريح ، و لم تنتظر ذلك الرد منه حتى احرجت و نظرت بالخارج بهدوء و هي تسرق نظراتها منه ، ليبتسم و يعرف اجابتها تماما .
******
بعد مرور يومان كانت تجلس ليلى على مقعدها في مكتبها الخاص بالشركه برونقهاو هيبتها و غرورها ليدلف حسن مبتسما بعد ان سمحت لهم بالدخول ، تقدم و جلس و هو يسألها :
- انتي بقالك يومين مشغولة جدا بالشغل .
- انت عارف ان فاتني شغل كتير الفترات اللي فاتت .
- طب انا كنت حابب اقولك حاجه :
- اي هي ؟ - انا عارف ديموزيد مع مين يا ليلى .
تركت ما بيدها و هي تنظر له بصدمه قائلا :
- و انت لسه عارف ده دلوقت ولا عارف من بدري ؟
- عارف من فترة بس كنت لازم اتأكد يا ليلى ، انتي اول واحده لازم اقوك عشان نشتغل سوا .
- ارجوك متلعبش بعقلي يا حسن اكتر من كده ، قولي حالا هي مع مين و ايه خلاك يتأكد كده ؟
تنهد و هو يحاول ان يقو لها ما علمه و لكن اصبح الجميع يخشى ما يقولوه حتى هو ، ابتلغ غصه من حلقه و هو يقول بهدوء، :
- السلسله مع ماجد يا ليلى و بيضحك علينا .
انصدمت من تلك الكلمات و لا يمكن ان تصدقه و تخذل ماجد من جديد فهي وضعت كل ثقتها به و تتاكد ب انه لن يخذلها ابدا .
يتبع ...
لمريم عبدالرحمن
****
كالهوجاء أُصيب السِهام دون الإلتفات للنتيجة ، دائماً ما تحمل على عاتقي الألم والسلوان ومرور بعض الأشخاص الكِرام من أمامي" مسلوبين الإراده في الإبتعاد عني ، أرى ذاتي تفعل المستحيل لرجوع من تركوني وهجروا ولكن للنفوسِ الكريمة خاطر لم يُعد يُكسر بسبب تفتته أسر سِهامي الذي أصابتهم ، أعلم كما أنا أُحرِقَ من حولي ولكنّي أستطيع أن أكون الأفضل في حياة الجميع ... ربما أستطيع . "
إكليل النجاح هو الرسوب ، إن لم أرسب لن أتذوق مرارة دموعي بعد النجاح ، سقوطي من الهاوية كهطول حبّاتِ المطر من سفح" الجِبال للأرض الذي تغرق فيها ، ربما البعض يصيغ الأمطار بأنها سقطت ذراتها من سفح الجبل وليست هطلت حبّاتها ، كُن من الذي يهطلون الأمطار و ليس الساقطون ، أبحثُ أنا عن الجزء المفقود في الأرض بدلاً من السماء ، السماء لم تُناسبني ، إني إكليلُ نفسي ، أهطل من هاويه لأتنقل لهاويةٌ أُخرى تُناسبني . "
هو يعتذر الان ام ماذا سيحدث ؟ سيتنازل عن كبرياءه ما دام هو تمتع بنرجسيته و ما الى ذلك انه هو من اختارها قلبه ! و لماذا سيعتذر لها الان و هو ليس بخاطئ ، لا يمكن ان يقول لها في تمام النظره الحاسمه انا اغا عليكي حتى من نزراتي ، سيستطيع التنفس ان حبسها بداخل قفص كالحيوانات ، يعلم ب ان عقله الان كريض بما يفكر بها في امر حبسها كالحيوانات و لكنه المفر الوحيد كي لا ينظر لها العالم و يحافظ عليها .. ده اذا .. اذاا كانت هي تريده ، تلك الفكره جعلته يرتبك و يشعر بالنيران مره اخرى من داخله ، يضغط على انفاسه كي يتنفس بانتظام ، و يفكر بهدوء في امر ماذا سيفعب ، و هنا كان القرار الحاسم و التلقائي ليصعد من خلفها بعد دقائق و يدلف لغرفتها دون سابق انذار و يخرج من فمه تلك الكلمات الغاضبه و الحارقه :
- بغير عليكي يا غبيه .
تسمره هي بمكانها بفاهها الفارع اثر صدمتها ، انه اجمل عرض حب قد عرض عليها او رأته في حياتها الخياليه و الافلام ، نه وسيم و هو غاضب و هكذا ما يليق به ان يقول ، اما عنه فانتظر ان تسترق النظره اليه و تبدأ بالحديث و لكن لا مجال لنفسها سوا ان تلعثمت قائله :
- مش فاهمه !!
كانت تريد شئ اكثر وضوحتً لتؤكد تلك الكلمات التي انتشلتها من الواقع بسرعة البرق ، ليؤردف هو بغضب :
- غبيه .
خرج و قفل الباب من خلفه بغضب اما عنها فصدمتها كادت ان تنتهي بعد ان ضحكت بصوت عالي من سادتها المفرطه ، عضت على شفتيها السفلى و هي تحاول ان تتخذ من مجرى تفكرها الصواب و لكن اصر عقلها على التوقف بين تلك اللحظات الغريبه التي تشعر بها ، انها الافضل على الاطلاق من بين اسعد الناس ، اعتراف غاضب و مفاجئ جعل من قلبها متطاير من حوله الفراشات .
و*********
في منزل محمد عطوة .....
ابتسم حسن بعد ان اطعم والده و هو يتساءل :
- بابا انا كنت عاوز اقولك حاجه ، هتبسطك اوي .
تنحنح والده و هو يرمق تلك الصورة من امامه التي تشمل صباه و عشقه الاول و الاخير مبتسما قائلا :
- قول يا ابني عاوز ايه ؟
- عاوز اتجوز .
- عاز تتجوز مين ، مين قليلة البخت دي .
ضحك حسن و هو يول :
- عاوز اتجوزليلى عابد .
صمت قليلا ثم اجابه :
- و هي بتبحك ؟
- مش عارف بس احنا صحاب ، و بحاول اقرب منها .
- قرب منها و اعرف ميولها و بعد كده نروح تزورهم و نخطبك ليها يا ابني .
ابتسم و هو يقبل يد والده قائا :
- مبسوط انك بتدعمني ، اتغيرت كتير اوي من ساعة موت زينب و انك افتكرتها و الصوة الللي قدامك علطول .
- زينب دي مفيش منها اتننين يا حسن ، و بنتها زيها و اانا اتمنى انك تتجوز ليلى .
تنهد قليلا و هو يستمع الى والده الذي انقلب نبراته الى نبرات حنونة و مشتاقه للماضي ، ليظهر ذلك في حديثه قائلاً :
- ياريت لو يرجع الماضي و اصلح كل اللي فات ، و اصلح حبي ليها و مخسرهاش ، ده انا خسرت الدنيا من بعد ما خسرتها ، دنيتي وقفت زي ما يكون القطر فاتني و مفيش محطات تاني اقدر اروحها .
انهى كلماته بعد ان اغمض عيناه و تعمق في نومته ، اما عن حن فخرج و ذهب الىغرفته ينظر لتلك الصورة من امامه على الهاتف مبتسما كيف اصبح مهتم بتلك التفاصيل و من متى و هو يعشق تلك الابتسامه لطالما رأها على هيئة عبء على انظاره .
*****
ظلوا صامتين طوال الطريق ، لا تعرف هي ماذا تقول و لا يعرف هو كيف ان يخرج منه كلمات اخرى ، اهي لم تعترض على ما حدث ؟
نظر لها من المرأه فتاقى اعينهم ببعضهم البعض حتى اردف هو بتردد :
- هتروحي على بيتك ؟
- اه طبعا ، هروح فين يعني ؟ .
- انا معجب بيكي يا ليلى .
تداركت ذلك الحديث الصريح ، و لم تنتظر ذلك الرد منه حتى احرجت و نظرت بالخارج بهدوء و هي تسرق نظراتها منه ، ليبتسم و يعرف اجابتها تماما .
******
بعد مرور يومان كانت تجلس ليلى على مقعدها في مكتبها الخاص بالشركه برونقهاو هيبتها و غرورها ليدلف حسن مبتسما بعد ان سمحت لهم بالدخول ، تقدم و جلس و هو يسألها :
- انتي بقالك يومين مشغولة جدا بالشغل .
- انت عارف ان فاتني شغل كتير الفترات اللي فاتت .
- طب انا كنت حابب اقولك حاجه :
- اي هي ؟ - انا عارف ديموزيد مع مين يا ليلى .
تركت ما بيدها و هي تنظر له بصدمه قائلا :
- و انت لسه عارف ده دلوقت ولا عارف من بدري ؟
- عارف من فترة بس كنت لازم اتأكد يا ليلى ، انتي اول واحده لازم اقوك عشان نشتغل سوا .
- ارجوك متلعبش بعقلي يا حسن اكتر من كده ، قولي حالا هي مع مين و ايه خلاك يتأكد كده ؟
تنهد و هو يحاول ان يقو لها ما علمه و لكن اصبح الجميع يخشى ما يقولوه حتى هو ، ابتلغ غصه من حلقه و هو يقول بهدوء، :
- السلسله مع ماجد يا ليلى و بيضحك علينا .
انصدمت من تلك الكلمات و لا يمكن ان تصدقه و تخذل ماجد من جديد فهي وضعت كل ثقتها به و تتاكد ب انه لن يخذلها ابدا .
يتبع ...