الفصل السابع عشر والاخير

ازمنة الحب المتصاعده 27 
والاخيرة
لمريم عبدالرحمن

********

هل تعتقد بالفعل ان تلك هي النهايه ؟ ام هي مجرد تراهات قليلة ستزول ّ! فهي قد ندمت على ايامها التي حاشتها في ثقه بينهم بل لم تندم كليا تعلمت فقط بضع الدروس التي يجب ان تعمل  في اةقات هي ليست فيها بخير ، سلبت الايام منها السعاده و المل و الان هي تسلب من نفسها الدموع لتعود بقوة و لن تصبح مغفله مره اخرى ، انها الان امست اقوى من مامضى و لاول مره تفتعل بداخلها نيران هادئه ، تماما كالقهوة كي تصبح احلى نضعها على نار هادئه ستنتقم بشده من كل انس قد اذاها و اذى مشاعرها و جعل من واقعها خيال مؤذي ، ولم ان تتخيل بان يصبح خيالك جحيم ، لا واقع جيد ولا خيال يمشي على ما يرام ، كلماته تتردد كالبلهاء في اذنها لتخشى حتى نفسها من ما ستفعله ، من اين هذا حدث ؟ و كيف ؟ الاموات يحيون ؟

ذهبت لمنزل قديم في مصر بعد ان استقلت طائرتها مع والدها و ذهبت لذلك المنزل الذي تمكث فيه شابه في عامها الثامن عشر !! انها تلك الصورة الذي رأتها و فيها سليمان بجانبه تلك الشابه الصغيرة الذي توةجها ثم القاها بنار جهنم ، انها نور جدة والدتها في سنها الصغي و كأن لم يسير السنوات ابداً عليها ، اذبهلت مع ابتسامة نور الشيطانيه قائله :

- كنت مستنياكي .

دلفت و لكن منعت والدها منن الدخول و اغلقت الباب في وجهه  لتنظر لها بفزه و هي تقول :

- انتي ازاي كده ؟

- بديموزيد .

- هي تحيي اموات ؟

- لا بتحيي زمن كان محتاج يرجع .

تلعثمت و هي ترى تلك القلاده في رفبتها تزين شبابها الخادع لتقول بلهفه :

- انتي نور صح زوجة سليمان ؟

- ععندك حق هي دي انا ، كنت فاكراكي مش هتعرفيني .

اقتربت منها بحذر قائله بضيق :

- و ازاي ده حصل بردو ؟

- قبل ما تسألي عن ازاي ده حصل اسألي ليه ده حصل ؟

ابتسمت ساخره و هي تجيبها بهدوء :

- يبقا ليه ده حصل ؟

اقتربت منها و عيونها تمتلأ بالدموع ، ترى فتاة صغيرة عيونها تدمع لكن شئ ما يدفعها ل ان تبتعد خوفا منها حتى ارتطمت بالحائط :

- انا الضحيه اللي ابتدوا بيها ، مكنش ينفع ابقا ضحية حب كداب ولا عيلتي تتقتل بالشكل المفزع ده ، انا اللي لازم احكم و هحمي السلسله انا الللي لازم اوريهم الالم و الظلم و الرعب الللي اتعرضته ، كان يوم عيدميلادي ال 18 كانت اخر يوم ابقا فيها بنت مرحه و طبيعيه ، اتاخدت كعروسه لانانية سليمان ، بعد ما قتلت نفسي كنت قاصده اعمل كده قدام زينب واللي حصل كان مجرد تضحية وولاء و حماية لديموزيد و الخ السحر سيدتنا روح ، فضلت روحي في جسم حد تاني لحد ما خدت السلسله من قبر بنتي زينب و انعمت عليها بالسلام و رجعت شابه عشان انتقم كمان من السبب في قتل بنتي زينب ، انا اللي هحميكي يا ليلى .

وضعت يدها على رأسها بعد ان هدأت ليلى من روعتها لا تصدق ما حدث الان ، و كأن العالم قد هدأ و هي لا تصدق اثر المياه الذي طفأت عليها من داخلها بتؤردف ليلى صارخه ب ألم  بكلمات غير مفهومه على رأس ليلى و لكن ما ادركته ليلى للحظه ان لا ثقه في الخيال و لا ثقه في احد و عليها ان تتصرف بوجهتها الذي تراها حيحه لتشد بسعه شديدة قلادة ديموزيد من رقبة تلك الشابه المزيفه تصمت نور فجأه و هي تنظر لها بحده ولم تعرف ان تتحرك ابداً سوا بعد ان ارتدتها ليلى بسره اكبر قائله :

- اثق في روح كافره و كدابه ؟ ابقا غبيه لو وثق فيكي و في كلامك الغير منطقي ، الواقع ملهم اكتر من الخيال ، و لو ساد الخيال على الواقع لأصبح مظلم كاللليل دون قمر ، انا الحارسة الاولى و الاخيره لديموزيد و من بعدي هتدفت ليسود الواقع رحلة مريره مع العائلتين .

قالت تلك الكلمات بصراخ و كلما نطقت حرف يتالي الاخر كانت تقترب من نور الذي ابتعدت و خافت و فزعت بالتتالي ، لم تتوقع تلك الحركه منها ابدا ولا حتى ليلى بنفسها تتوقع ما كانت ستفعله بل اتضح ان دروس الحياه اعطتها مهله ، و ما ادركته من انها الحارسه الاولى و الاخبره هب ما قرأته في مذكرات والدتها  زينب ... 

فلاش باك ..... 

بعد موت  والدتها بأيام و بعد ان فتحت صندوق والدتها قد فتحته مره اخرى بعد ان تذكرت انها لم تقرأ الكثير فيه و مازال فيه بعض الاوراق ، فتحته و هي ترمقه بتعجب بعد  ان رأت تلك الوقه الهالكه  القديمه من اسفل الصندوق و فيه سر كبير من اسرار ديموزيد  ، و هو عندما تلقي ملكيتك  للقلاده يكمن ان تتعهد بإيمانك على ما ستفعله و ستتجزأ هي على ذلك ، و من بعده و هي لا تعلم ماذا ستفعل او ستقول و هي تلعن ملكيتها للقلاده ان رأتها !!



رجوع للحاضر 

 و يتضح انها تلك المره هي المناسبه تماما لتتعهد بقوة يدل على صوتها  انها امتلكتها و ستكون هي الاولى و الاخيرة من بعد تلك القلاده ولا غير سواها سيحرصها و لا غير سواها سينهيها بتلك الكلمات و السر الذي لم يعرفه احدا سوا صاحب تلك الورقه و هي والدتها زينب ، عندما تذكرت انها كتبت في تلك الورقه من ظهرها بشكل غير واضح انه سر قد علمته من الكتب و الاساطير و هي تبحث مع محمد و لكنها لم تخبه بها ابداً و لم تخبره انها استدلت على اية معلومات  .

لتجلس على الاض و هي تبكي بحرقه بعد ان تلاشت نور من امامها و تنظر للقلاده في رقبتها و هي تعلن ان تلك هي النهايه التي يجب ان تحدث .

دلف والدها بصعوبه بعد ان كسر الباب و احتضنها و هي تبكي و بحوزتها القلاده  ليهز رأسته نفيا على تلك الايام الذي باتت احزن من ما مضى .

*****

بعد مرور ثلاثة اشهر كانت تجلس امام قبر والدتها في لبنان و هي توزع الورود و من خلفها ماجد الذي اربت على كتفيها و هي تمسح دموعها بابتسامه :

- الله يرحمك يا امي ، انا كويسه متخافيش و عملت الللي كنتي عاوزة تعمليه و اكتر و سلمتلك على نور مامتك .

 نهضت و هي تودع القبر بضيق ثم مسكت يد ماجد و قالت :

- انا من النهارده مش هثق الا فيك انت ، انت اطيب واحد قابلته .

ثم ابتسمت بحرج و هي تكمل :

- و كنت لازم اعرفك على ماما و تتقابلوا قب ما نتخطب .

ابتسم و هي يلمس على كفيها بحب قائلا :

- مش هتسمحي لحد يوقع ما بينا تاني زي ما كان حسن بيحاول يوقع ؟

- اقسم بالله مش هسمح ب ده يحصل ابداً ، انا بطلت اكون انانيه و بطلت اثق في حد غير فيك و في بابا لانك بجد  اطيب واحد شوفته في حياتي يا ماجد ، انا اسفه لكل الللي فات .

- و انا كمان اسف لكل الللي فات .

ضحكت بسخريه و هم يذهبوت لسيارتهم قائله :

- بابا النهارده  هيشلك في الشركه و قال ان ممكن نديك اسهم لما نتجوز .

ضحك بشده و هو يقول :

- لا انا هشتغل بنفسي و هعمل شغلي بنفسي و هبني عيلة عطوة و هصحح كل الللي اتقال عنا .

ابتسمت و هم يحتضنوا بعض لكن هو تلاقت عيونه بعيون مهاب الذي يقترب ناحيتهم بضيق قائلا :

- اسف على مقاطعتكم و انتوا بتحضنوا بعض قدام المقابر .

ابتعد قليلا و هو يؤردف :

- اظن دلوقت بقيت عارف ان مش انا السبب في موت عيلتك يا مهاب بل روح نور .

هز رأسه ايجابا ثم قال :

- انا كمان اسف كان في سوء تفاهم كبير اوي ، انا جاي عشان اصلح معاكم .

ابتسموا ثلاثتهم و هم ذاهبون للمنزل .

في مكان اخر كان يجلس محمد يرمق ذلك الصورة التي لم تفارق عيناه ابداً هو قعيد و جالس امامها يتأملها بكل حب ليتجه حسن من جانبه ويقول بنبرة هازمه :

- واضح ان احنا ملزوم عليا نتهزم في الحب .

- غبي زي ابوك ،  بس انت كمل حياتك و متقفش مكانك انت بايدك تحب تاني .

*****

انتهت رحلة ديموزيد بانتهائها في رقبة ليلى عابد و ساد النور على قلوبهم و انتهت العداوات وبدأ السلام .

النهايه ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي