الفصل الثالث عشر
لحب المتصاعده ازمنة 25
لمريم عبدالرحمن
*****
بعد ان سقطت تلك الكلمات عن مسامعها غابت هي عن الواقع بأن لا يمكن ان يكون حقيقي ، قد وقعت هي في حفرة الحب يجب ان تستمر بها ، ظل هو يتحدث معها و هي مستتبه نظراتها ف الفراغ ولا تعلم كيف للها ان تنهض الان و تستكمل مسيرها الذي كسرته القواعد المؤلمه للحياه ، دلو من الماء قد انسكب عليها بعد ان وقع تلك الكلمات ولا يمكن للتشبيهات ان تخلى من عناصر التخليه لدى حالتها ، ولم تشع بذاتها ولا بروحها الا وهي تفتح عيونها اثر الضو الشديد الذي اصابها بالعمى تقريبا ، فأحد الاطباء يعملون بأشعه عليها ، وهي لماذا في المستشفى ! لتغمض عينيها مره اخرى و نزرت لمن حولها بعد دقائق ورأت والدتها من امامها هي من تضع الامحلول في يدها ونزرت لها و ابتسمت بجديه قائله :
- خلي بالك من نفسك، ومتلعبيش دلوقتي .
ابتسمت قليلا و هي تتتلاشى لتظهر الصورة واضحه من اامامها ، هذا هو الوغد الي يطل على نافذة احلامها و فتتها كثيرا لتعاني فيما بعد، و اول ما اردفته هي :
- انت اللي .. اللي. . معاك صح ؟
قطب حاجبيه بتعجب ثم قال :
- اي الكلام ده ؟ ده تهيس بنج ؟
- لا انا بتكلم جد يا ماجد ، انت معاك السلسله بتاعة . . ديموزيد لحد دلوقت ؟
هدأ من روعته وهو يقول :
- من قالك الكلام الغريب ده ؟ ياريت بس توضحي الكلام اكتر .
- انت اللي معاك السلسه ؟ انا بسألك يا ماجد رد عليا متتعبنيش .
زمجر و هو يؤردف بهدوء :
- و هعمل ليه كل ده و هي معايا يا ليلى ؟
- زي ما حصل مع ماما انت بتعمل كده .
رمقها بصدمه و تلعثمت شفتاه ولا يعلم من اين له ان يبتدي بحديثه ام يغضب لإنها عاودت على عدم الثقه به :
- ايه اللي بتقوليه ده يا ليلى ! رجعتي تاني متثقيش فيا ؟
- انا بثق فيك عشان كده بسألك .
- عموما لاء يا ليلى مش معايا .
نهض و خرج من غرفة الطبيب لتعاود الوقوف و يدلف والدها و هو يحتضنها قائلا بفزع :
- حصل ايه يا ليلى مالك ؟
- متخافش عليا يا حبيبي انا بس جالي هبوط و وفعت .
- شوفتي عشان مبتسمعيش كلامي و بتهلكي نفسك في الشغل و مبتاكلش كمان كويس .
رمقته بضيق و هي تحاول ان تشرح له ماهية اللعبه التي ادخلت نفسها بها لكن سيزداد قلقه عليها اما عنها فهي ستزيد القلق ناحية ما ينتظرها حتماً سيكون الهلاك ، عاودت الى المنزل بدون ماجد فقط والدها عابد و صديقها حسن و بعد ان جلسوا في الصالون توجه الاب لغرفة الطعام ليحضر شئ لحسن ، تنهد و هو يقول حسن هامساً :
- انا اسف مكنتش اعرف ان ده هيحصل من كلامي ، هو انتي في بينك و بين ماجد حاجه ؟
تلعثمت بهدوء و هي تضع يدها عللى جبينها فترى انها تتصبب عرقا ثم اردفت :
- لا مفيش بيني و بينه حاجه ، انا بس فعلا وقعت فجأه بسبب اني بهمل نفسي في الشغل كتير و تعبانه جدا الفترة دي .
ثم اكملت و هي تضيق اعينها :
- بس عارف انا بثق فيك و فيه و بثق في عم محمد و فكرة اني اتخذل من حد دي بتؤلمني جداً كأن حد بيديني ضربه على راسي ، كان كلامك بمثابة ده بالظبط .
صمتوا بعد ان توجه عابد ليضع كوبان من القهوة قائلاً :
- تاعبينك يا حسن في الشغل و كمان مشاكلنا الشخصيه يا ابني .
تقدم سريعًا قائلاً :
- متقولش كده يا استاذ عابد ده واجبي ، و غلاوة ليلى عندي كبيرة .
رفع عابد حاجبيه قائلا بتبرير و تصحيح لحديثه :
- طبعا ما انتوا زمايل في الشغل .
ابتسم حسن بإاحراج و هو يقول بتفهم :
- استأذن انا بقا عشان اشوف شغل الشركه ليلى تستريح و حضرتك اكيد هتبقا جمبها .
هز رأسه بتفهم و خرج حسن ليجلس الاب من جانها و هو يربت على كتفيها بحنو و نظراته تمحي كل عبء بداخلها ، فمازال هو الجبل الحامي لها انه السند هو من يعونها عن الحياه و يساندها بكل حب ، لا احد سيكون محلّ الاب ابداً ، ليتنهد و هو يستجوبها بطريقه هادئه :
- انا عارف ان مش ده اللي حصل و انه من ضغط الشغل بل في حاجه تانيه ، انا مش هقولك تحكيها انا بس عاوز اتطمن عليكي، ارجوكي يا ليلى وقفي الموضوع اللي بتجري وراه ده .
هزت رأسها بهدوء و هي تؤردف بإبتسامه :
- بابا انا هحكيلك الللي حصل بجد و والله متخافش عليا ده فعلا ضغط شغل .
هز رأسه و ينتبه لحديثها لتكمل هي :
- كل الحكايه ان حسن كان بيتكلم معايا عن اللي اسمه ماجد ده و هو صدمني فيه و قالي ان هو الللي معاه السلسله بعد ما وثقت فيه .
هز الاب رأسه بخيبه و هو يحاول ان يستدرك امراً ليؤردف :
- تسمحيلي افيدك ؟
ابتسمت و هي تقول :
- اكيد اتفضل .
- بصي يا ليلى لا تسمعي كلام حسن ولا تسمعي كلام ماجد ولا تثقي في حسن ولا تثقي في ماجد ، و متمشيش في خطواتك مع ماجد ولا مع حسن ، هنمشي بمبدأ مقوله مصريه (حرّص ولا تخون) ثم انك حسسي حسن انك معاه و مصدقاه و العكس صحيح و فكري و اشتغلي لوحدك من غير ما حد يحس ، عيلة عطوة دي عيله مش سالكه و اسعي مني يا ليلى .
هزت رأسها ايجابًا بعد ان ادركت ان حديث والدها هو الاصح من بين جميع قراراتها و افكارها ، تركها و هي تغوص في اعماق افكارها لتنبت زرعه جميله و هي تبتسم بسخريه بعد ان فتحت هاتفها و بعثت لماجد رسالة " انا تعبانه جدا و متزعلش مني في الللي قولته انا بحبك و واثقه فيك هريح يومين في البيت و نرجع نتكلم "
رأى الرساله في حين ان بعثتها ليبتسم بحب على تلك الكلمات التي كتبتها له لقد اعترفت الان انها تحبه ! هذه الكلمه جعلت تفكيره يتداوى من بين انها بالفعل مضغوطة في العمل و في تفكير اعمالهم الخياليه تلك القلاده و قرر ان يجعلها خارج ذلك الموضوع و يزيد هو من البحث و يخبرها بكل شئ و سيريح بالها بتلك الكلمات و يجعلها منه اكثر ثقه فيه ، يفعب المستحيل لتظل هي بجانبه .
اما عنها ف اخذت حمامها الدافئ و هي تزيح همومها و منها تضع هموم جديده ، و لم تريح بالها ابداً حينما ارتدت ملابس و استقلت سيارتها و اخذت بقرية ديموزيد الللعينه فماذا ستفعل هناك ؟
يتبع .....
لمريم عبدالرحمن
*****
بعد ان سقطت تلك الكلمات عن مسامعها غابت هي عن الواقع بأن لا يمكن ان يكون حقيقي ، قد وقعت هي في حفرة الحب يجب ان تستمر بها ، ظل هو يتحدث معها و هي مستتبه نظراتها ف الفراغ ولا تعلم كيف للها ان تنهض الان و تستكمل مسيرها الذي كسرته القواعد المؤلمه للحياه ، دلو من الماء قد انسكب عليها بعد ان وقع تلك الكلمات ولا يمكن للتشبيهات ان تخلى من عناصر التخليه لدى حالتها ، ولم تشع بذاتها ولا بروحها الا وهي تفتح عيونها اثر الضو الشديد الذي اصابها بالعمى تقريبا ، فأحد الاطباء يعملون بأشعه عليها ، وهي لماذا في المستشفى ! لتغمض عينيها مره اخرى و نزرت لمن حولها بعد دقائق ورأت والدتها من امامها هي من تضع الامحلول في يدها ونزرت لها و ابتسمت بجديه قائله :
- خلي بالك من نفسك، ومتلعبيش دلوقتي .
ابتسمت قليلا و هي تتتلاشى لتظهر الصورة واضحه من اامامها ، هذا هو الوغد الي يطل على نافذة احلامها و فتتها كثيرا لتعاني فيما بعد، و اول ما اردفته هي :
- انت اللي .. اللي. . معاك صح ؟
قطب حاجبيه بتعجب ثم قال :
- اي الكلام ده ؟ ده تهيس بنج ؟
- لا انا بتكلم جد يا ماجد ، انت معاك السلسله بتاعة . . ديموزيد لحد دلوقت ؟
هدأ من روعته وهو يقول :
- من قالك الكلام الغريب ده ؟ ياريت بس توضحي الكلام اكتر .
- انت اللي معاك السلسه ؟ انا بسألك يا ماجد رد عليا متتعبنيش .
زمجر و هو يؤردف بهدوء :
- و هعمل ليه كل ده و هي معايا يا ليلى ؟
- زي ما حصل مع ماما انت بتعمل كده .
رمقها بصدمه و تلعثمت شفتاه ولا يعلم من اين له ان يبتدي بحديثه ام يغضب لإنها عاودت على عدم الثقه به :
- ايه اللي بتقوليه ده يا ليلى ! رجعتي تاني متثقيش فيا ؟
- انا بثق فيك عشان كده بسألك .
- عموما لاء يا ليلى مش معايا .
نهض و خرج من غرفة الطبيب لتعاود الوقوف و يدلف والدها و هو يحتضنها قائلا بفزع :
- حصل ايه يا ليلى مالك ؟
- متخافش عليا يا حبيبي انا بس جالي هبوط و وفعت .
- شوفتي عشان مبتسمعيش كلامي و بتهلكي نفسك في الشغل و مبتاكلش كمان كويس .
رمقته بضيق و هي تحاول ان تشرح له ماهية اللعبه التي ادخلت نفسها بها لكن سيزداد قلقه عليها اما عنها فهي ستزيد القلق ناحية ما ينتظرها حتماً سيكون الهلاك ، عاودت الى المنزل بدون ماجد فقط والدها عابد و صديقها حسن و بعد ان جلسوا في الصالون توجه الاب لغرفة الطعام ليحضر شئ لحسن ، تنهد و هو يقول حسن هامساً :
- انا اسف مكنتش اعرف ان ده هيحصل من كلامي ، هو انتي في بينك و بين ماجد حاجه ؟
تلعثمت بهدوء و هي تضع يدها عللى جبينها فترى انها تتصبب عرقا ثم اردفت :
- لا مفيش بيني و بينه حاجه ، انا بس فعلا وقعت فجأه بسبب اني بهمل نفسي في الشغل كتير و تعبانه جدا الفترة دي .
ثم اكملت و هي تضيق اعينها :
- بس عارف انا بثق فيك و فيه و بثق في عم محمد و فكرة اني اتخذل من حد دي بتؤلمني جداً كأن حد بيديني ضربه على راسي ، كان كلامك بمثابة ده بالظبط .
صمتوا بعد ان توجه عابد ليضع كوبان من القهوة قائلاً :
- تاعبينك يا حسن في الشغل و كمان مشاكلنا الشخصيه يا ابني .
تقدم سريعًا قائلاً :
- متقولش كده يا استاذ عابد ده واجبي ، و غلاوة ليلى عندي كبيرة .
رفع عابد حاجبيه قائلا بتبرير و تصحيح لحديثه :
- طبعا ما انتوا زمايل في الشغل .
ابتسم حسن بإاحراج و هو يقول بتفهم :
- استأذن انا بقا عشان اشوف شغل الشركه ليلى تستريح و حضرتك اكيد هتبقا جمبها .
هز رأسه بتفهم و خرج حسن ليجلس الاب من جانها و هو يربت على كتفيها بحنو و نظراته تمحي كل عبء بداخلها ، فمازال هو الجبل الحامي لها انه السند هو من يعونها عن الحياه و يساندها بكل حب ، لا احد سيكون محلّ الاب ابداً ، ليتنهد و هو يستجوبها بطريقه هادئه :
- انا عارف ان مش ده اللي حصل و انه من ضغط الشغل بل في حاجه تانيه ، انا مش هقولك تحكيها انا بس عاوز اتطمن عليكي، ارجوكي يا ليلى وقفي الموضوع اللي بتجري وراه ده .
هزت رأسها بهدوء و هي تؤردف بإبتسامه :
- بابا انا هحكيلك الللي حصل بجد و والله متخافش عليا ده فعلا ضغط شغل .
هز رأسه و ينتبه لحديثها لتكمل هي :
- كل الحكايه ان حسن كان بيتكلم معايا عن اللي اسمه ماجد ده و هو صدمني فيه و قالي ان هو الللي معاه السلسله بعد ما وثقت فيه .
هز الاب رأسه بخيبه و هو يحاول ان يستدرك امراً ليؤردف :
- تسمحيلي افيدك ؟
ابتسمت و هي تقول :
- اكيد اتفضل .
- بصي يا ليلى لا تسمعي كلام حسن ولا تسمعي كلام ماجد ولا تثقي في حسن ولا تثقي في ماجد ، و متمشيش في خطواتك مع ماجد ولا مع حسن ، هنمشي بمبدأ مقوله مصريه (حرّص ولا تخون) ثم انك حسسي حسن انك معاه و مصدقاه و العكس صحيح و فكري و اشتغلي لوحدك من غير ما حد يحس ، عيلة عطوة دي عيله مش سالكه و اسعي مني يا ليلى .
هزت رأسها ايجابًا بعد ان ادركت ان حديث والدها هو الاصح من بين جميع قراراتها و افكارها ، تركها و هي تغوص في اعماق افكارها لتنبت زرعه جميله و هي تبتسم بسخريه بعد ان فتحت هاتفها و بعثت لماجد رسالة " انا تعبانه جدا و متزعلش مني في الللي قولته انا بحبك و واثقه فيك هريح يومين في البيت و نرجع نتكلم "
رأى الرساله في حين ان بعثتها ليبتسم بحب على تلك الكلمات التي كتبتها له لقد اعترفت الان انها تحبه ! هذه الكلمه جعلت تفكيره يتداوى من بين انها بالفعل مضغوطة في العمل و في تفكير اعمالهم الخياليه تلك القلاده و قرر ان يجعلها خارج ذلك الموضوع و يزيد هو من البحث و يخبرها بكل شئ و سيريح بالها بتلك الكلمات و يجعلها منه اكثر ثقه فيه ، يفعب المستحيل لتظل هي بجانبه .
اما عنها ف اخذت حمامها الدافئ و هي تزيح همومها و منها تضع هموم جديده ، و لم تريح بالها ابداً حينما ارتدت ملابس و استقلت سيارتها و اخذت بقرية ديموزيد الللعينه فماذا ستفعل هناك ؟
يتبع .....