خاتمة
لمريم عبدالرحمن
*******
" مشهد اخير "
في احدى منازل القاهره الكبرى يجلس ذلك العجوز و من أمامه اطفال عديده تلهو و تلعب و تكثر الضحك، لتقابل نظراته تلك الفتاة الذي ابتسم من بعدها و هو يؤردف:
- شبه تيته اوي يا علياء.
ابتسمت علياء و هي تقترب بحب قائلة:
- و تيته بتقولي على طول على فكره اني شبهك و انها بتحبك.
ضحك و هو يؤردف :
- جرا ايه يا علياء و انتي واثقه في رأي مين؟
تنهدت و هي تفكر قليلاً مؤردفه بهمس:
- انتم الاتنين، انا حفيدتكم انتم الاتنين و شبهكم.
جاءت تلك العجوز و هي نضع من امام احفادها طبق من الفواكه و هي تكشر عن انيابها قائل:
- جدك ماجد بيوسوسلك ل ايه يا علياء؟
رمقها بضيق مصطنع ثم قال:
- انا اوسوس ! يرضيكي يا ليلى تقولي عن حبيبك كده؟
تعالت بحركتها و هي تجلس و ترفع نظارتها قائلا:
- خليك مع حسن طول اليوم على القهوة، من ساعة ما جينا مصر و انتم ١٨ سنه قاعدين على القهوة مش فاهمه بجد مش بتهتموا بزوجاتكم ليه؟
- بقا كده يا ليلى! انا مش بهتم بيكي؟
رمقته بغرور و هي تقول:
- العيله دي مكنش بيظبطها غير ديموزيد و كنا بنعلقكم في رقابتنا.
ضحك بسخريه و هو يقول:
- متفطرنيش بالايام الجميلة دي يا ليلى.
- جميله؟ بتقول عنها جميله ليه؟
نظر لها بحب و هو يقول بنبرة حنونة:
- لولا ديموزيد مكنتش شوفتك ولا وقعت في حبك يا ليلى.
و رغم تحاعيدها الا ان احمرار خديها مازال مستمراً ليضحكوا سويًا و هم يتذكرون اجمل ايام قد مرت على سنواتهم، السعادة تكمن في الرحلة دائما و هم لا ينكرون سعادة رحلتهم التي دامت سنوات... انها الاجمل على الاطلاق و الافضل، انها لن تعوض و لن يأتي بمثلها احد غيرهم، علاقات اصبحت اقوى كالصلبان، و انوار قد انيرت بعد ان كانت مظلمه، و سماء امطرت بعد ان كانت جافه.
بعد تلك الرحلة الطويلة اتمنى ان ينال عملي اعجابكم، تناولنا بها شخصيات كثيرة، على مر حقبات عديده و اجيال مختلفه قد تحاورنا في عقول العديد، و جاء في الاخير ذلك العقل المدبر الذي انهى ما عانت عليه عديد من الناس، دوما ما يأتي احدهم منقذ، منقذ لأشياء كثيرة، و غالبا يكون كثير العمل و كثير الحب و كثير الاهتمام و كثير الشفقه على نفسه فيزداد صخوباً بحالته تلك لينتج اكثر و ينجح، كيف لقلوبنا أن تأتي القسوة!
أليست تلك القلوب الذي ذابت من نظرة قد ألقاها عابرٌ مُحب! و قطرةٌ قد سقطت على أرضنا وأنبتت سبل كانت خير الدرب للكثير، فكيف عندما أتى الطائر يهوى بجناحه بجانبي لم يجتاحني هواءه؟
فلِماذا الفشل ينجح والنجاح يَفشل؟
إكليل النجاح هو الرسوب، إن لم أرسب لن أتذوق مرارة دموعي بعد النجاح، سقوطي من الهاوية كهطول حبّاتِ المطر من سفح الجِبال للأرض الذي تغرق فيها، ربما البعض يصيغ الأمطار بأنها سقطت ذراتها من سفح الجبل وليست هطلت حبّاتها، كُن من الذي يهطلون الأمطار وليس الساقطون، أبحثُ أنا عن الجزء المفقود في الأرض بدلاً من السماء، السماء لم تُناسبني، إني إكليلُ نفسي، أهطل من هاويه لأتنقل لهاويةٌ أُخرى تُناسبني.
*ليلى عابد *
" الحياة ليست قصيرة كما يعتقد البعض؛ فالحروف الذي تنطقها أنت يمكنك بها أن تُصدر ماهِية الدقيقه التي يعيشها الآخرون. "
مريم_عبدالرحمن
*******
" مشهد اخير "
في احدى منازل القاهره الكبرى يجلس ذلك العجوز و من أمامه اطفال عديده تلهو و تلعب و تكثر الضحك، لتقابل نظراته تلك الفتاة الذي ابتسم من بعدها و هو يؤردف:
- شبه تيته اوي يا علياء.
ابتسمت علياء و هي تقترب بحب قائلة:
- و تيته بتقولي على طول على فكره اني شبهك و انها بتحبك.
ضحك و هو يؤردف :
- جرا ايه يا علياء و انتي واثقه في رأي مين؟
تنهدت و هي تفكر قليلاً مؤردفه بهمس:
- انتم الاتنين، انا حفيدتكم انتم الاتنين و شبهكم.
جاءت تلك العجوز و هي نضع من امام احفادها طبق من الفواكه و هي تكشر عن انيابها قائل:
- جدك ماجد بيوسوسلك ل ايه يا علياء؟
رمقها بضيق مصطنع ثم قال:
- انا اوسوس ! يرضيكي يا ليلى تقولي عن حبيبك كده؟
تعالت بحركتها و هي تجلس و ترفع نظارتها قائلا:
- خليك مع حسن طول اليوم على القهوة، من ساعة ما جينا مصر و انتم ١٨ سنه قاعدين على القهوة مش فاهمه بجد مش بتهتموا بزوجاتكم ليه؟
- بقا كده يا ليلى! انا مش بهتم بيكي؟
رمقته بغرور و هي تقول:
- العيله دي مكنش بيظبطها غير ديموزيد و كنا بنعلقكم في رقابتنا.
ضحك بسخريه و هو يقول:
- متفطرنيش بالايام الجميلة دي يا ليلى.
- جميله؟ بتقول عنها جميله ليه؟
نظر لها بحب و هو يقول بنبرة حنونة:
- لولا ديموزيد مكنتش شوفتك ولا وقعت في حبك يا ليلى.
و رغم تحاعيدها الا ان احمرار خديها مازال مستمراً ليضحكوا سويًا و هم يتذكرون اجمل ايام قد مرت على سنواتهم، السعادة تكمن في الرحلة دائما و هم لا ينكرون سعادة رحلتهم التي دامت سنوات... انها الاجمل على الاطلاق و الافضل، انها لن تعوض و لن يأتي بمثلها احد غيرهم، علاقات اصبحت اقوى كالصلبان، و انوار قد انيرت بعد ان كانت مظلمه، و سماء امطرت بعد ان كانت جافه.
بعد تلك الرحلة الطويلة اتمنى ان ينال عملي اعجابكم، تناولنا بها شخصيات كثيرة، على مر حقبات عديده و اجيال مختلفه قد تحاورنا في عقول العديد، و جاء في الاخير ذلك العقل المدبر الذي انهى ما عانت عليه عديد من الناس، دوما ما يأتي احدهم منقذ، منقذ لأشياء كثيرة، و غالبا يكون كثير العمل و كثير الحب و كثير الاهتمام و كثير الشفقه على نفسه فيزداد صخوباً بحالته تلك لينتج اكثر و ينجح، كيف لقلوبنا أن تأتي القسوة!
أليست تلك القلوب الذي ذابت من نظرة قد ألقاها عابرٌ مُحب! و قطرةٌ قد سقطت على أرضنا وأنبتت سبل كانت خير الدرب للكثير، فكيف عندما أتى الطائر يهوى بجناحه بجانبي لم يجتاحني هواءه؟
فلِماذا الفشل ينجح والنجاح يَفشل؟
إكليل النجاح هو الرسوب، إن لم أرسب لن أتذوق مرارة دموعي بعد النجاح، سقوطي من الهاوية كهطول حبّاتِ المطر من سفح الجِبال للأرض الذي تغرق فيها، ربما البعض يصيغ الأمطار بأنها سقطت ذراتها من سفح الجبل وليست هطلت حبّاتها، كُن من الذي يهطلون الأمطار وليس الساقطون، أبحثُ أنا عن الجزء المفقود في الأرض بدلاً من السماء، السماء لم تُناسبني، إني إكليلُ نفسي، أهطل من هاويه لأتنقل لهاويةٌ أُخرى تُناسبني.
*ليلى عابد *
" الحياة ليست قصيرة كما يعتقد البعض؛ فالحروف الذي تنطقها أنت يمكنك بها أن تُصدر ماهِية الدقيقه التي يعيشها الآخرون. "
مريم_عبدالرحمن