رواية فارس الصعيد الفصل التاسع
#رواية
#فارس_الصعيد
#البارت______9
______________
توقفنا البارت اللي فات عند العثور على مؤمن بن حاتم عثمان و نوال علوان ملقى باحدى المناطق النائية و المطرفة على اطراف البلدة هو و ابن خاله الفتى معتز و كانوا في حالة اغماء و فقدان وعي نتيجة تناولهم جرعة كبيرة من المخدرات التي يتعاطونها اثنيناتهم و عثر عليهم من قبل إحدى الأشخاص الذي على الفور اتصل بالاسعاف لتلحق بهم و بعدها اخبر اهلهم عبر هواتفهم عن حالتهم و انتهى البارت عند تجمعهم سويا بالمستشفى امام غرفة العناية المركزة التي يرقد بها الاثنين و توقفنا أخيرا عند وصول نادية و ابنها فارس المستشفى حتى تطمئن على صحة ابن كنتها نوال و دخلت نادية مرات اخوهم المرحوم احمد عثمان و بيدها ابنها فارس و عند دخولها الممر المؤدي لغرفة العناية المركزة وجدتهم كلهم متجمعين امام باب الغرفة كلا من منصور و حاتم ونوال و ابنتهم رباب ووجدت أيضا رجب وزوجته كوثر و ابنها الصغير و اقتربت منهم و منصور ظل ينظر لها نظرات كلها حب فقد رق قلبه لها بينما انتبه لنظراته فارس فامسك بامه و نظر له بكره و بغضب و اقتربت منهم نادية و لسه هتسال سلفها حاتم عن ايه اللي حصل و و ايه اخبار الولاد ايه يا حاتم . راحت كنتها نوال صرخت فيها و هي تقول و تردد ايوا ياختي جاية تشمتي فيا و في ولدي يا بنت بياعة الخضار انتب ايه اللي جابك اهنيه ما عاوزاش أشوف وشك لا انتي ولا ولدك غراب البوم ده .......
فنادية اول ما سمعتها انصدمت من كلامها ما كانتش مصدقة ان اخرة اللي بتعمله ده يترد بالجحود و الاسلوب ده و راحت قالتلها بصدمة انتي بتقولي ايييه يا نوال
انا اشمت في ابنك في عيل معقول اشمت في روح انسان
انا مش هاتكلم ولا هاقول أيتها حاجة لاني هراعي الموقف و اللحظة اللي احنا فيها دي
فردت عليها نوال بنظرات كلها غل و حقد وجحود و صرخت في وشها و قالتلها ايوا ياختي اعمليهم علينا فاكراني هبلة ولا اتجننت عشان تقوليلي الكلام ده
انتي عمرك ما هتنسي اصلك يا بنت بياعة الخضار اخدتي الراجل من حضن أبوه وعصيتيه عليه و ما كفاكيش بتبصي في مالنا و ارضنا و خيرنا عايزة تاخديه بلوشي و برضه ما كفاكيش كل ده و جاية تشمتي في ولدي و عاملة فيها الست البريئة امشي اطلعي من هنا ما عاوزكيش انتي ولا ابنك و كل ده و اخوها و كوثر مرات أخوها و زوجها و سلفها واقفين و رباب واقفة بتبكي و مش قادرة تنطق طبعا عيلة مش عارفة تتكلم بوسط المعمعة دي
راحت نادية قالتلها انتي بتقولي ايه ايه الكلام ده و الحقد اللي فيكي ده انا ما اخدتش حد من اهله ولا عصيته احمد الله يرحمه حبني و اختارني ما حدش جبره على حاجة و اتجوزنا و جيبنا تلات ولاد زي الفل الكل بيتحاكى بيهم و باخلاقهم و بنجاحهم و كل ده من غير ما ناخد مليم من تركة ابوه و بنينا نفسنا بنفسنا و ربنا كارمنا آخر كرم و موسعها علينا
حاتم : خلاص يا نوال مش وقته الكلام ده ما تآخذناش يام فارس تشكري على مجيتك ما كانش له داعي تتعبي نفسك
نادية : انا باعتبر مؤمن زي ابني فارس و كل ده ما همنيش انا جيت اتطمن عليه و ماشية
رجب : ربنا يطمنك يام فارس ان شاء الله الدكاترة تخرج من عنديهم و يطمنونا عليهم بالوقت
و راحت نادية عند كوثر و طبطت على كتفها و قالتلها قلبي عندك يا حبيبتي ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة
كوثر و عارفة نادية كويس فكانت زميلتها في المدرسة الفنية بس كوثر ابوها كان شيخ البلد إنما نادية بنت الحاجة زينب بياعة الخضار اللي على ناصية الشارع
ردت عليها و قالتلها ما نجيكيش في حاجة وحشة يا حبيبتي و ما يوجعكيش في غالي على قلبك يارب
نادية : اميين يارب يا حبيبتي
منصور : متشكرين يا نادية مجيتك دي فبصله فارس بغل و قاله اسمها أم فارس يا منصور بيه
فمنصور و قد تمالك لسانه ربنا يكرمك يا فارس يا ولدي
اما نادية فقد ابتسمت من رد ابنها و فرحت من داخلها و هي تشكر الله ان جعل لها سندا
فجريت عليها رباب و هي بتسالها فين زينب يا مرات عمي ما جبتيهاش معاكي ليه دي وحشاني جوي
نادية : راحت ميلت باست خد بنت سلفتها و هي بتقولها معلهش يا حبيبتي سيبتها في البيت مع مصطفى و جينا انا و فارس و هي بتحبك قوي و عاوزة تشوفك كمان
نوال : انتي يابت خودي اهنيه و بصت ل نادية بحقد و تعالي . اما نادية فتحاشتها كأنها لم تكن
و بوقت ما هما بيتكلموا خرج الدكتور من عند مؤمن و معتز بن خاله . فجريوا عليه كلهم و هما ملهوفين على سماع كلمة تطمنهم . فاول واحد حاتم ساله خير يا دكتور الولاد اخبارهم ايه . و اقتربت منه كل من نوال و كوثر مرات أخوها في لهفة و قالوله ايه يا دكتور طمنا حصل ايه معاهم نبوس ايدك
فالدكتور : يا جماعة بصراحة انا ما اقدرش اخبي عليكم الولاد متعاطين جرعة زايدة من المخدرات آخر مرة و المشكلة ان سنهم الصغير و بنيتهم الجسدية و العضوية ما تتحملش كم المخدرات اللي اتعاطوها دي كلها
فبصوا احنا هنخليهم تحت عنينا هنا لفترة معينة لحد ما يتعود جسمهم على الأدوية دي لانه هيكون نظام علاجهم شديد شوية فمن المستحسن يخوضوا مرحلة العلاج دي هنا لاننا مش هنقدر نتحكم في تصرفاتهم لو خرجوا من هنا قبل ما يتموا العلاج فممكن في غفلة منكم يرجع كل واحد منهم يتعاطى المخدرات تاني و يبقى تعبنا راح هباءا . و كل ده و نوال و كوثر منهارين و بيبكوا و نادية واقفة مفزوعة و بتقول يا ساتر يارب
فمنصور بص ل نادية نظرة غرام و لقي برضه عمنا فارس باصص ليه بنظرات حادة ههههههه . فراح غير وجهته ناحية الدكتور و وقف يسأله و بعدين يا دكتور
الدكتور : طبعا و بعد خروجهم من المستشفى و بعد تعافيهم هيمروا بفترة تأهيل نفسي عشان يعرفوا يتكيفوا مع المجتمع من تاني . فرد عليه رجب أبو معتز و بتنهيدة قال ان شاء الله خير يارب
فحاتم سأله و نقدر نشوفهم امتا يا دكتور
فرد عليه الدكتور و قالهم ممكن تشوفوهم بعد ساعة كده و ممكن تشوفوهم بس من فضلكم حاولوا تتماسكوا الفترة اللي جاية عشان فترة العلاج في الحالات اللي زي دي بتكون صعبة شوية و بالأخص على الأم قبل الأب يعني ما تتجاوبوش معاهم نهائي لا في اكل ولا في شرب ولا في أي طلب يطلبوه ده كله دورنا و من اختصاصنا انا مش عايز اعيد كلامي ده تاني و بص لنوال و كوثر امهات الولاد و قالهم فاهمين
طبعا حاتم و رجب فاهمين الموضوع كويس و عارفين مصيبة الإدمان دي و تبعاتها . بينما الدكتور و راح يباشر باقي مهام عمله
بينما نادية راحت في وسط الكلام فاجئتهم و قالتلهم انا اخويا مصطفى ممرض في مستشفى المركز زي ما انتوا عارفين طبعا انا هاتصل
بيه يتابع حالتهم بنفسه و يوصي عليهم معارفه و زمايله يهتموا بيهم . فردت عليها نوال بضيق الله الغني عن خدماتك ما عاوزاش حاجة منيكي لا انتي ولا اخوكي . فتدخل حاتم و صرخ فيها بعلو صوته نوااال . و فارس راح جذب امه من يدها يالا يا ماما من هنا دوول مش مقدرين مجيتك لحد عنديهم و لا كأننا جايين نشحت ولا ناخد منهم حاجة
رجب : ليه يا فارس يا ولدي بتقول اكده دي مهما كان مرات عمك و قلبها محروق على ولدها . فرد عليه فارس و قاله يا عم رجب و ينفع برضه اللي بيتقال لأمي بحضوركم و من غير سبب و انتوا كمان ما ببتكلموش بحرف لا انتا ولا حاتم و منصور بيه . فتدخل منصور و قاله حاتم و منصور بيه حاف كده من غير عمي ولا كأننا اخوات أبوك أحمد الله يرحمه . فرد عليه فارس و قاله العم يا منصور بيه ما يقبلش على ابن اخوه اليتيم و مرات اخوه الإهانة فاهم يا عمي انا واقف و ساكت ما باتكلمش لكن برضه للصبر حدود و دي امي و ما اسمحش لحد يهينها مهما كان فاهمين . فصرخ حاتم و قاله ولد ايه اللي انتا بتقوله ده . فرد عليه فارس و قاله عمي من فضلك انا مش ولد ولا مؤاخذة يعني أنتا بقالك ساعة سامع الكلام و الاتهامات و ما اتكلمتش خالص و صوتك طلع بس إلا لما اتكلم فارس . فرد عليه حاتم بغضب ايه اللماضة دي يا ولد أنا ما كنتش أعرف إنك لمض كده . فراحت نادية سحبت ابنها فارس من دراعه و قالتله اسكت يا فارس مش وقته دلوقت الكلام ده يابني . ففارس رد عليها و الغضب يكاد يأكل داخله و قالها مش وقته ايه يا ماما هو ينفع يعني اللي بتقوله ام مؤمن بحقك ده و كمان ماسكالك عالكلمة من أول ما جينا و عايزاني أقف ساكت ما اتكلمش قوليلي ده ينفع
فنوال قاطعته فجاة و راحت قايلاله بحقد و غضب انتا ولد قليل الادب و ما شوفتش ذرة تربية . فردت عليها نادية بعصبية و قالتلها بس لحد هنا و كفاية ما اسمحلكيش انك تهيني ابني او تغلطي في حقه و انا ابني عارفاه كويس و مربياه احسن تربية بس هاقول ايه العيب مش عليكي العيب على زوجك راجلك اللي سامع كل ده و ما قالكيش عيب و انا اللي غلطانة اني جيت لحد هنا و من غير سلام و مسكت ايد ابنها و قالتله يالا يابني من هنا احنا مالناش مكان هنا . و راحت جريت عليها رباب استني يا مرات عمي ما تزعليش من امي
نادية نفضت ايد بنت سلفتها سيبيني يا بنتي و اخدت فارس و مشيوا . و منصور نادى عليهم استني يا نادية استني يام فارس و نادية ما ردتش على حد واخدت ابنها و خرجت من المستشفى ككل و شاورت لميكروباص
و ركبوا و مشيوا
__________________
بينما قدام غرفة العناية المركزة وقفت كوثر تعاتب في أخت جوزها و تلومها على تصرفها مع نادية سلفتها
كوثر : ليه يا نوال تعامليها كده انا بصراحة شايفة انها عداها العيب بصراحة جات تزور الولاد و تواسينا و تقف جنبنا و عرضت علينا تساعدنا غلطت في ايه هي عشان تقوليلها كده هي و فارس ولدها
فصرخت فيها نوال و قالتلها ايه حكايتك يا مرات اخوي انتي عينوكي محامي ليها بتدافعي عنها كده . فراح مسك رجب مراته من دراعها و سحبها لورا و قالها خلاص يا كوثر سيبيها دلوقتي و لينا كلام معاها بعدين لما تهدى المهم خلينا في ولادنا و حالتهم دلوقتي
فمنصور استئذن و قالهم انا هاخرج دلوقتي و أرجع تاني
فرد عليه اخوه حاتم و قاله ما تتاخرش عليا يا خوي و بصوت واطي قاله و ما تنساش تتصل على الزفت حسان ده شوفوا عمل ايه مع الخواجات
منصور : حاضر يا خوي و خرج و ركب عربيته و مشي
____________________
اما مع نادية فراكبة الميكروباص و جنبها ابنها وهي بتبص عالطريق من زجاج السيارة و بعيونها دمعة تكاد ان تسقط من عينيها لمحها فارس الذي بجانبها ففارس يشعر بكل ما يجول بعقل امه رغم صغره فامسك بيدها بحنو و بعاطفة الابن البار و قالها مالك يا ماما في ايه هو انا زعلتك بحاجة او غلطت في اللي عملته او قولته
نادية حطت ايدها التانية على ايد ابنها و ضغطت عليها لا طبعا يا بني انتا ما عملتش حاجة ولا غلطت في اللي قولته لو غلطت انا كنت اول حد هيقف بوشك انما انا زعلانة من الظلم و القهر وحقد الناس دي اللي عمرها ما هتتغير رغم مرور السنين اللي فاتت وبرضه لسه اللي فيهم فيهم ما بيتغيروش و انا اللي رايحة لعندهم أقف جنبهم ازورهم في محنتهم و اواسيهم في مصيبتهم القى الرد جحود و نكران و اتهام على راي المثل خيرا تعمل شرا تلقى الست دي ما بتتغيرش ابنها بيموت قدام عنيها جوه وبرضه ما بتتغيرش ولا بتتعظ و لسانها لسان حية حسبي الله ونعم الوكيل فوضت أمري ليك انتا و بس ياربي . كل ده بيستنط و يسمع لامه في صمت بادي عليه الجمود لكن داخله يغلي حقدا و كرها على ظلم تلك العائلة فقال لامه هو ليه اعمامي بيعملوا معانا كده يا ماما و ليه ما رضيش حاتم ده يرد على مراته بكلمه و ايه حكاية كلام الست الحقودة دي
فردت عليه نادية بعدين اقولك و احكيلك يا حبيبي في البيت و نكون لوحدنا و على رواقة كده و احكيلك انا مش عاوزك تشغل بالك بالوقت غير بمدرستك و دروسك و مذاكرتك و بس فاهم يا حبيبي
فاكتفى فارس بالرد على كلامها بجملة واحدة و قالها حاضر يا ماما و مع اخر كلمة لفارس راح السواق نده و قالهم وصلنا يا ست هتنزلوا فين ، فرد عليه فارس بضيق من رد السائق على امه دون الرد عليه فكما عرفنا من قبل قوة غيرته للفتى و قاله ايوا يسطا هننزل هنا وقف على جنب بقا و وقف السواق على جنب و نزل كل من فارس و امه قدام الشارع المؤدي لبيتهم .....
_______________
اما في المستشفى و قدام غرفة العناية المركزة و الكل موجودين خرج الدكتور فراحوا كلهم ركضوا نحوه و كل واحد فيهم ملهوف على خبر حلو عن ابنه و الأم بتسأل و الاب بيسال فراح الدكتور طمنهم عن حالتهم و قالهم انتوا عليكوا دلوقتي تكتبوا تقرير و تعهد أنكم هتحافظوا على التعليمات اللي هتراعوها عند الاختلاط بيهم و بعد ما مضى الآباء على التقرير قام سمح ليهم الطبيب بالدخول للغرفة للاطمئنان عن الولدين اللذان تواروا بوجوههم عن عيون آبائهم عند دخولهم عليهم من خجلهم من اخطائهم و من أفعالهم في حق نفسهم و حق والديهم راحت جريت كل من كوثر و نوال على معتز و مؤمن و فضلوا يببوسوا فيهم و يحضنوا فيهم و هما بيبكوا و حاتم قالها بوسي الحيلة ياختي بوسي اللي بوظتيه بايديكي و بعمايلك السودة و بص ل مؤمن بصة غل و غضب حتى كادت نظراته ان تحرق مؤمن الذي تصبب عرقا فتمتم ببضع كلمات حقك عليا يا با. با
فصرخ فيه حاتم و قاله انتا تخرس خالص ما اسمعش صوتك ولا نفسك ولا تبص في عيني مرة تانية يا اخرة همي
راحت نوال صرخت في زوجها و قالت حااااااااتم .......
يتبع .
___________________
#بقلمي
عمر يحيى
#فارس_الصعيد
#البارت______9
______________
توقفنا البارت اللي فات عند العثور على مؤمن بن حاتم عثمان و نوال علوان ملقى باحدى المناطق النائية و المطرفة على اطراف البلدة هو و ابن خاله الفتى معتز و كانوا في حالة اغماء و فقدان وعي نتيجة تناولهم جرعة كبيرة من المخدرات التي يتعاطونها اثنيناتهم و عثر عليهم من قبل إحدى الأشخاص الذي على الفور اتصل بالاسعاف لتلحق بهم و بعدها اخبر اهلهم عبر هواتفهم عن حالتهم و انتهى البارت عند تجمعهم سويا بالمستشفى امام غرفة العناية المركزة التي يرقد بها الاثنين و توقفنا أخيرا عند وصول نادية و ابنها فارس المستشفى حتى تطمئن على صحة ابن كنتها نوال و دخلت نادية مرات اخوهم المرحوم احمد عثمان و بيدها ابنها فارس و عند دخولها الممر المؤدي لغرفة العناية المركزة وجدتهم كلهم متجمعين امام باب الغرفة كلا من منصور و حاتم ونوال و ابنتهم رباب ووجدت أيضا رجب وزوجته كوثر و ابنها الصغير و اقتربت منهم و منصور ظل ينظر لها نظرات كلها حب فقد رق قلبه لها بينما انتبه لنظراته فارس فامسك بامه و نظر له بكره و بغضب و اقتربت منهم نادية و لسه هتسال سلفها حاتم عن ايه اللي حصل و و ايه اخبار الولاد ايه يا حاتم . راحت كنتها نوال صرخت فيها و هي تقول و تردد ايوا ياختي جاية تشمتي فيا و في ولدي يا بنت بياعة الخضار انتب ايه اللي جابك اهنيه ما عاوزاش أشوف وشك لا انتي ولا ولدك غراب البوم ده .......
فنادية اول ما سمعتها انصدمت من كلامها ما كانتش مصدقة ان اخرة اللي بتعمله ده يترد بالجحود و الاسلوب ده و راحت قالتلها بصدمة انتي بتقولي ايييه يا نوال
انا اشمت في ابنك في عيل معقول اشمت في روح انسان
انا مش هاتكلم ولا هاقول أيتها حاجة لاني هراعي الموقف و اللحظة اللي احنا فيها دي
فردت عليها نوال بنظرات كلها غل و حقد وجحود و صرخت في وشها و قالتلها ايوا ياختي اعمليهم علينا فاكراني هبلة ولا اتجننت عشان تقوليلي الكلام ده
انتي عمرك ما هتنسي اصلك يا بنت بياعة الخضار اخدتي الراجل من حضن أبوه وعصيتيه عليه و ما كفاكيش بتبصي في مالنا و ارضنا و خيرنا عايزة تاخديه بلوشي و برضه ما كفاكيش كل ده و جاية تشمتي في ولدي و عاملة فيها الست البريئة امشي اطلعي من هنا ما عاوزكيش انتي ولا ابنك و كل ده و اخوها و كوثر مرات أخوها و زوجها و سلفها واقفين و رباب واقفة بتبكي و مش قادرة تنطق طبعا عيلة مش عارفة تتكلم بوسط المعمعة دي
راحت نادية قالتلها انتي بتقولي ايه ايه الكلام ده و الحقد اللي فيكي ده انا ما اخدتش حد من اهله ولا عصيته احمد الله يرحمه حبني و اختارني ما حدش جبره على حاجة و اتجوزنا و جيبنا تلات ولاد زي الفل الكل بيتحاكى بيهم و باخلاقهم و بنجاحهم و كل ده من غير ما ناخد مليم من تركة ابوه و بنينا نفسنا بنفسنا و ربنا كارمنا آخر كرم و موسعها علينا
حاتم : خلاص يا نوال مش وقته الكلام ده ما تآخذناش يام فارس تشكري على مجيتك ما كانش له داعي تتعبي نفسك
نادية : انا باعتبر مؤمن زي ابني فارس و كل ده ما همنيش انا جيت اتطمن عليه و ماشية
رجب : ربنا يطمنك يام فارس ان شاء الله الدكاترة تخرج من عنديهم و يطمنونا عليهم بالوقت
و راحت نادية عند كوثر و طبطت على كتفها و قالتلها قلبي عندك يا حبيبتي ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة
كوثر و عارفة نادية كويس فكانت زميلتها في المدرسة الفنية بس كوثر ابوها كان شيخ البلد إنما نادية بنت الحاجة زينب بياعة الخضار اللي على ناصية الشارع
ردت عليها و قالتلها ما نجيكيش في حاجة وحشة يا حبيبتي و ما يوجعكيش في غالي على قلبك يارب
نادية : اميين يارب يا حبيبتي
منصور : متشكرين يا نادية مجيتك دي فبصله فارس بغل و قاله اسمها أم فارس يا منصور بيه
فمنصور و قد تمالك لسانه ربنا يكرمك يا فارس يا ولدي
اما نادية فقد ابتسمت من رد ابنها و فرحت من داخلها و هي تشكر الله ان جعل لها سندا
فجريت عليها رباب و هي بتسالها فين زينب يا مرات عمي ما جبتيهاش معاكي ليه دي وحشاني جوي
نادية : راحت ميلت باست خد بنت سلفتها و هي بتقولها معلهش يا حبيبتي سيبتها في البيت مع مصطفى و جينا انا و فارس و هي بتحبك قوي و عاوزة تشوفك كمان
نوال : انتي يابت خودي اهنيه و بصت ل نادية بحقد و تعالي . اما نادية فتحاشتها كأنها لم تكن
و بوقت ما هما بيتكلموا خرج الدكتور من عند مؤمن و معتز بن خاله . فجريوا عليه كلهم و هما ملهوفين على سماع كلمة تطمنهم . فاول واحد حاتم ساله خير يا دكتور الولاد اخبارهم ايه . و اقتربت منه كل من نوال و كوثر مرات أخوها في لهفة و قالوله ايه يا دكتور طمنا حصل ايه معاهم نبوس ايدك
فالدكتور : يا جماعة بصراحة انا ما اقدرش اخبي عليكم الولاد متعاطين جرعة زايدة من المخدرات آخر مرة و المشكلة ان سنهم الصغير و بنيتهم الجسدية و العضوية ما تتحملش كم المخدرات اللي اتعاطوها دي كلها
فبصوا احنا هنخليهم تحت عنينا هنا لفترة معينة لحد ما يتعود جسمهم على الأدوية دي لانه هيكون نظام علاجهم شديد شوية فمن المستحسن يخوضوا مرحلة العلاج دي هنا لاننا مش هنقدر نتحكم في تصرفاتهم لو خرجوا من هنا قبل ما يتموا العلاج فممكن في غفلة منكم يرجع كل واحد منهم يتعاطى المخدرات تاني و يبقى تعبنا راح هباءا . و كل ده و نوال و كوثر منهارين و بيبكوا و نادية واقفة مفزوعة و بتقول يا ساتر يارب
فمنصور بص ل نادية نظرة غرام و لقي برضه عمنا فارس باصص ليه بنظرات حادة ههههههه . فراح غير وجهته ناحية الدكتور و وقف يسأله و بعدين يا دكتور
الدكتور : طبعا و بعد خروجهم من المستشفى و بعد تعافيهم هيمروا بفترة تأهيل نفسي عشان يعرفوا يتكيفوا مع المجتمع من تاني . فرد عليه رجب أبو معتز و بتنهيدة قال ان شاء الله خير يارب
فحاتم سأله و نقدر نشوفهم امتا يا دكتور
فرد عليه الدكتور و قالهم ممكن تشوفوهم بعد ساعة كده و ممكن تشوفوهم بس من فضلكم حاولوا تتماسكوا الفترة اللي جاية عشان فترة العلاج في الحالات اللي زي دي بتكون صعبة شوية و بالأخص على الأم قبل الأب يعني ما تتجاوبوش معاهم نهائي لا في اكل ولا في شرب ولا في أي طلب يطلبوه ده كله دورنا و من اختصاصنا انا مش عايز اعيد كلامي ده تاني و بص لنوال و كوثر امهات الولاد و قالهم فاهمين
طبعا حاتم و رجب فاهمين الموضوع كويس و عارفين مصيبة الإدمان دي و تبعاتها . بينما الدكتور و راح يباشر باقي مهام عمله
بينما نادية راحت في وسط الكلام فاجئتهم و قالتلهم انا اخويا مصطفى ممرض في مستشفى المركز زي ما انتوا عارفين طبعا انا هاتصل
بيه يتابع حالتهم بنفسه و يوصي عليهم معارفه و زمايله يهتموا بيهم . فردت عليها نوال بضيق الله الغني عن خدماتك ما عاوزاش حاجة منيكي لا انتي ولا اخوكي . فتدخل حاتم و صرخ فيها بعلو صوته نوااال . و فارس راح جذب امه من يدها يالا يا ماما من هنا دوول مش مقدرين مجيتك لحد عنديهم و لا كأننا جايين نشحت ولا ناخد منهم حاجة
رجب : ليه يا فارس يا ولدي بتقول اكده دي مهما كان مرات عمك و قلبها محروق على ولدها . فرد عليه فارس و قاله يا عم رجب و ينفع برضه اللي بيتقال لأمي بحضوركم و من غير سبب و انتوا كمان ما ببتكلموش بحرف لا انتا ولا حاتم و منصور بيه . فتدخل منصور و قاله حاتم و منصور بيه حاف كده من غير عمي ولا كأننا اخوات أبوك أحمد الله يرحمه . فرد عليه فارس و قاله العم يا منصور بيه ما يقبلش على ابن اخوه اليتيم و مرات اخوه الإهانة فاهم يا عمي انا واقف و ساكت ما باتكلمش لكن برضه للصبر حدود و دي امي و ما اسمحش لحد يهينها مهما كان فاهمين . فصرخ حاتم و قاله ولد ايه اللي انتا بتقوله ده . فرد عليه فارس و قاله عمي من فضلك انا مش ولد ولا مؤاخذة يعني أنتا بقالك ساعة سامع الكلام و الاتهامات و ما اتكلمتش خالص و صوتك طلع بس إلا لما اتكلم فارس . فرد عليه حاتم بغضب ايه اللماضة دي يا ولد أنا ما كنتش أعرف إنك لمض كده . فراحت نادية سحبت ابنها فارس من دراعه و قالتله اسكت يا فارس مش وقته دلوقت الكلام ده يابني . ففارس رد عليها و الغضب يكاد يأكل داخله و قالها مش وقته ايه يا ماما هو ينفع يعني اللي بتقوله ام مؤمن بحقك ده و كمان ماسكالك عالكلمة من أول ما جينا و عايزاني أقف ساكت ما اتكلمش قوليلي ده ينفع
فنوال قاطعته فجاة و راحت قايلاله بحقد و غضب انتا ولد قليل الادب و ما شوفتش ذرة تربية . فردت عليها نادية بعصبية و قالتلها بس لحد هنا و كفاية ما اسمحلكيش انك تهيني ابني او تغلطي في حقه و انا ابني عارفاه كويس و مربياه احسن تربية بس هاقول ايه العيب مش عليكي العيب على زوجك راجلك اللي سامع كل ده و ما قالكيش عيب و انا اللي غلطانة اني جيت لحد هنا و من غير سلام و مسكت ايد ابنها و قالتله يالا يابني من هنا احنا مالناش مكان هنا . و راحت جريت عليها رباب استني يا مرات عمي ما تزعليش من امي
نادية نفضت ايد بنت سلفتها سيبيني يا بنتي و اخدت فارس و مشيوا . و منصور نادى عليهم استني يا نادية استني يام فارس و نادية ما ردتش على حد واخدت ابنها و خرجت من المستشفى ككل و شاورت لميكروباص
و ركبوا و مشيوا
__________________
بينما قدام غرفة العناية المركزة وقفت كوثر تعاتب في أخت جوزها و تلومها على تصرفها مع نادية سلفتها
كوثر : ليه يا نوال تعامليها كده انا بصراحة شايفة انها عداها العيب بصراحة جات تزور الولاد و تواسينا و تقف جنبنا و عرضت علينا تساعدنا غلطت في ايه هي عشان تقوليلها كده هي و فارس ولدها
فصرخت فيها نوال و قالتلها ايه حكايتك يا مرات اخوي انتي عينوكي محامي ليها بتدافعي عنها كده . فراح مسك رجب مراته من دراعها و سحبها لورا و قالها خلاص يا كوثر سيبيها دلوقتي و لينا كلام معاها بعدين لما تهدى المهم خلينا في ولادنا و حالتهم دلوقتي
فمنصور استئذن و قالهم انا هاخرج دلوقتي و أرجع تاني
فرد عليه اخوه حاتم و قاله ما تتاخرش عليا يا خوي و بصوت واطي قاله و ما تنساش تتصل على الزفت حسان ده شوفوا عمل ايه مع الخواجات
منصور : حاضر يا خوي و خرج و ركب عربيته و مشي
____________________
اما مع نادية فراكبة الميكروباص و جنبها ابنها وهي بتبص عالطريق من زجاج السيارة و بعيونها دمعة تكاد ان تسقط من عينيها لمحها فارس الذي بجانبها ففارس يشعر بكل ما يجول بعقل امه رغم صغره فامسك بيدها بحنو و بعاطفة الابن البار و قالها مالك يا ماما في ايه هو انا زعلتك بحاجة او غلطت في اللي عملته او قولته
نادية حطت ايدها التانية على ايد ابنها و ضغطت عليها لا طبعا يا بني انتا ما عملتش حاجة ولا غلطت في اللي قولته لو غلطت انا كنت اول حد هيقف بوشك انما انا زعلانة من الظلم و القهر وحقد الناس دي اللي عمرها ما هتتغير رغم مرور السنين اللي فاتت وبرضه لسه اللي فيهم فيهم ما بيتغيروش و انا اللي رايحة لعندهم أقف جنبهم ازورهم في محنتهم و اواسيهم في مصيبتهم القى الرد جحود و نكران و اتهام على راي المثل خيرا تعمل شرا تلقى الست دي ما بتتغيرش ابنها بيموت قدام عنيها جوه وبرضه ما بتتغيرش ولا بتتعظ و لسانها لسان حية حسبي الله ونعم الوكيل فوضت أمري ليك انتا و بس ياربي . كل ده بيستنط و يسمع لامه في صمت بادي عليه الجمود لكن داخله يغلي حقدا و كرها على ظلم تلك العائلة فقال لامه هو ليه اعمامي بيعملوا معانا كده يا ماما و ليه ما رضيش حاتم ده يرد على مراته بكلمه و ايه حكاية كلام الست الحقودة دي
فردت عليه نادية بعدين اقولك و احكيلك يا حبيبي في البيت و نكون لوحدنا و على رواقة كده و احكيلك انا مش عاوزك تشغل بالك بالوقت غير بمدرستك و دروسك و مذاكرتك و بس فاهم يا حبيبي
فاكتفى فارس بالرد على كلامها بجملة واحدة و قالها حاضر يا ماما و مع اخر كلمة لفارس راح السواق نده و قالهم وصلنا يا ست هتنزلوا فين ، فرد عليه فارس بضيق من رد السائق على امه دون الرد عليه فكما عرفنا من قبل قوة غيرته للفتى و قاله ايوا يسطا هننزل هنا وقف على جنب بقا و وقف السواق على جنب و نزل كل من فارس و امه قدام الشارع المؤدي لبيتهم .....
_______________
اما في المستشفى و قدام غرفة العناية المركزة و الكل موجودين خرج الدكتور فراحوا كلهم ركضوا نحوه و كل واحد فيهم ملهوف على خبر حلو عن ابنه و الأم بتسأل و الاب بيسال فراح الدكتور طمنهم عن حالتهم و قالهم انتوا عليكوا دلوقتي تكتبوا تقرير و تعهد أنكم هتحافظوا على التعليمات اللي هتراعوها عند الاختلاط بيهم و بعد ما مضى الآباء على التقرير قام سمح ليهم الطبيب بالدخول للغرفة للاطمئنان عن الولدين اللذان تواروا بوجوههم عن عيون آبائهم عند دخولهم عليهم من خجلهم من اخطائهم و من أفعالهم في حق نفسهم و حق والديهم راحت جريت كل من كوثر و نوال على معتز و مؤمن و فضلوا يببوسوا فيهم و يحضنوا فيهم و هما بيبكوا و حاتم قالها بوسي الحيلة ياختي بوسي اللي بوظتيه بايديكي و بعمايلك السودة و بص ل مؤمن بصة غل و غضب حتى كادت نظراته ان تحرق مؤمن الذي تصبب عرقا فتمتم ببضع كلمات حقك عليا يا با. با
فصرخ فيه حاتم و قاله انتا تخرس خالص ما اسمعش صوتك ولا نفسك ولا تبص في عيني مرة تانية يا اخرة همي
راحت نوال صرخت في زوجها و قالت حااااااااتم .......
يتبع .
___________________
#بقلمي
عمر يحيى