الفصل العشرون2
تقف فى شرفتها شاردة دموعها ترسم خط ضعيف على وجنتيها من فى مكانها الآن تشعر بفرحة بعدما حدد آسر موعد زواجهم مع عصام شقيقها ورغم أنها سعيدة لأنها ستترك هذا البيت وترحل لبيت آسر حبيبها وزوجها لكنها كانت تريده.........تريد أباها أن يكون بجوارها فى ليلة كتلك إن كان مات فعزائها أنه ليس بإرادته وجوده معها ولكنها تعلم أنه موجود حى يرزق
سعيها وسعى جاسم للوصول إليه باء بالفشل وكل ما توصلت إليه أنه مسافر للخارج منذ فترة كبيرة ولم يعد لمصر منذ سنوات لم يعد بمقدروها شئ كل ما فعلته إرسال رسالة إليه عن طريق صديق يراسله بين الحين والآخر تخبره أنها على وشك الزواج وتريده بجوارها ........تريد أباها
وانقطع أملها آسر حدد مع عصام موعد زواجهم بداية الشهر القادم أى بعد أقل من أسبوعين ولا جديد ولا خبر عنه
أفاقت على صوت طرقات على باب منزلها نظرت للساعة وجدتها العاشرة مساءا وعزيزة رحلت منذ ساعة
خرجت من غرفتها متجهة نحو الباب لتنظر من عدسته لتجد رجل أشيب الرأس فى منتصف الخمسين من عمره يقف أمام الباب متوترا لا تعلم أين رأته ولكن أين ؟
خرجت دولت من غرفتها متسائلة: مين يا مريم
رفعت كتفها بحيرة: معرفش استنى هشوف مين
فتحت الباب بهدوء تنظر بحذر نحو الضيف القادم : أيوه مين حضرتك
نظر إليها بلهفة وارتعشت شفتيه للحظة قبل أن يستعيد توازنه متسائلا: أنتى مريم
فتحت الباب أكثر محاولة تفحص ملامحه : أيوه أنا مين حضرتك
ابتسم بفرحة ولم يستطع منع دموعه برؤيتها قائلا باشتياق : أنا اللى بعتيله رسالة تقوليله بنتك محتاجالك يا بابا فى يوم فرحها
والصدمة من نصيبها لاتصدق أنه هو لا تصدق أنه عاد إليها لا تصدق أن من حرمت منه عمرها بأكمله يقف أمامها الآن
بابا..........أنت بابا
تقدم نحوها بلهفة: أيوه يا حبيبتى أنا بابا
يحيى
نظرة منهما لدولت التى تقف مشدوهة ابتسم برسمية محييا : ازيك يا دولت
رفعت رأسها بغرور :الحمدلله اتفضل
التف لمريم مبتسما: يعنى بعد السنين دى كلها يوم ما أرجع ألاقى بنتى عروسة زى القمر كده
اقتربت منه تمسك بكفيه بقوة: أنا دورت عليك كتير أوى بس للأسف مقدرتش أوصل لحاجة
ربت على وجنتها قائلا: لولا أن والدتك سابت البيت اللى كانت عايشة فيه كان زمانى عارف مكانكم
صاحت به دولت متذمرة: والله كلامك ده ملوش أى لازمة أنت مش خلاص اتجوزت وعايش حياتك عاوز مننا إيه
- عاوز ولادى يا دولت ولادى اللى حرمتينى منهم وقطعتى أى خيط ممكن يوصلنى بيهم
- والله انا مش شايفة ان ولادك محتاجينك مريم خلاص هتتجوز وعصام عنده حياته وبيشتغل أنت بقى جاى تعمل إيه محدش فيهم يعرفك محدش فيهم محتاجك
صرخت مريم لتوقفها عن الحديث: لا يا ماما أنا محتاجاه محتاجة أبويا وأنا اللى روحت ودورت عليه عشان عاوزة أبويا يكون جنبى يوم فرحى يكون هو سندى هو اللى يسلمنى لآسر مش عصام اللى مش عايش غير لنفسه وخلاص
صاحت بها غاضبة: أنتى اللى عرفتيه مكانكم أنتى اللى عملتى كده
- أيوه أنا بس للاسف ملقتش اى حد ممكن يوصلنى ليه
أجابها يحيى نافيا لا فيه يا مريم السفارة المصرية وصلتلى وقالوا أن فى حد فى مصر
اسمه جاسم القاضى باعت جوابات لسفارات كتير يسأل عنى أنا افتكرته خطيبك
ابتسمت بسعادة غامرة: جاسم ده أحسن أخ فى الدنيا وهو اللى ساعدنى عشان أدور عليك
يبقى لازم أشكره ده على عمله ده رد لى روحى
************
طلب مفاجئ من جاسم لم يحسب يوسف له حسبان وعبدالقادر يناظره متفحصا : مش شايف أن لسه بدرى على حكاية كتب الكتاب دى ده إحنا يدوب هنقرأ فاتحة
أحمد بجوار إبنه صامت فوجئ مثل البقية برغبة جاسم فى عقد القران
ابتسم جاسم بهدوء : يا حاج عبد القادر أنا مش لسه هعرف همس النهاردة وهى كمان عرفانى كويس أوى وعارفة عيلتى كلها وعرفانى أنا قبلهم وأنا قولت لحضرتك أن خطوبتنا مش هتطول شهرين بالكتير أكون جهزت شقتى ونتجوز على طول .........وبعدين همس أكيد هتيجى اسكندرية عشان تفرش شقتها وغير كل
ده أنا مش هسمح لعدى ولا غيره أن يحاول يضايقها لما تبقى مراتى كل واحد هيلزم حدوده
صاح به حسام: أنت قصدك إيه تقصد مين بكلامك ده
نظرة متوترة تنقالها الجميع ونظرة عبد القادر غاضبة نحو حسام
جاسم على حق حسام أيضا مثله مثل عدى لن يترك همس تمر من بين أصابعه لكن إن أصبحت زوجة لرجل آخر حينها ستخرس الألسنة وتغمض العيون عنها
أنا موافق على كتب الكتاب يا جاسم ولا إيه رأيك يا يوسف
نظر له يوسف بموافقة: اللى تشوفه يا حاج
ابتسم جاسم بفرحة : يبقى نقرأ الفاتحة ونحدد معاد كتب الكتاب
وجد حسام الأمر منتهى يوسف وعبدالقادر مرحبين بطلب جاسم ولم يعد هناك شك: طيب مش تسأل همس الأول مش يمكن ترفض
دخل سيف مبتسما بعد اتفاقه مع جاسم على سؤال همس عن رأيها : همس موافقة يا حسام
يبقى على بركة الله نقرأ الفاتحة
قالها عبد القادر ليقرأها الجميع فى عقبه
فتح سيف الباب يصيح بسعادة : قرينا الفاتحة عاوز اسمع زغروطة بقى
خرج الجميع من الغرفة تقابلهم زغاريد رقية وبلسم وجميع الموجودات ماعدا همس التى أخفضت رأسه خجلا من نظرات جاسم
اقترب منها يوسف مباركا: مبروك يا همس مبروك يا حبيبتى
- الله يبارك فيك يا بابا
دخلت رقية الغرفة التى تقيم فيها وخرجت تحمل علبة قطيفة زرقاء نحو همس بفرحة ظهرت على وجهها : همس حبيبتى دى شبكتك يا بنتى
اتسعت عيناها ذهولا لكن جاسم لم يترك لها فرصة ليقترب منها هامسا: مبروك يا حبيبتى
رفعت عيناها نحوها مبتسمة: الله يبارك فيك يا جاسم
- إيه رأيك فى شبكتك
نظرت إليها مبتسمة ثم عادت إليه: دى حلوة أوى يا جاسم وشكلها غالية كمان
نظر لرقية التى ابتعدت تحمل علبة الشبكة متجهة نحو بلسم والجميع ثم عاد إليها هامسا
- متغلاش عليكى يا حبيبتى مفيش حاجة فى الدنيا دى ممكن تغلى عليكى ........عارفة أنا جبتها إمتى
- من إمتى ؟
- بعد ما كنا فى خطوبة مريم ........فاكرة أول مرة أقولك فيها بحبك يا همس فاكرة
تاهت فى سماء عيناه الزرقاء الصافية وصدق روحه وكلماته
رأى جاسم الجميع انفضوا من حولهم تاركين لهم المجال وحدهما اقترب منها يمسك بكفها يرفعه إلى شفتيه يطبع عليه قبلة هادئة حانية لكنها زرعت بجسدها قشعريرة أحس بها هو فابتسم قائلا: بكره هتلبسى دبلتى وبعد بكره هتبقى مراتى يا همس ومفيش حاجة ولا حد فى الدنيا دى ممكن يفرقنا عن بعض ابدا لولا أنى مستنى مروان ومراته كان زمانى كاتب كتابى ومتجوزك
أخفضت رأسها بقلق: جاسم هى سمر رجعت
أيوه أبوها جابها البيت امبارح واعتذر لمروان وهى كمان اعتذرت مع أنى أشك فى نواياها
- قلقانة منها
- تقلقى من مين يا همس دى لو فكرت تقرب منك تانى ولا تعمل حاجة ودينى لالبسها تهمة سب وقذف
ضحكت بصوت عالى قائلة: قضية مرة واحدة المهم أنك معايا خلاص مش هخاف من حد ولا هقلق من حد
وجدوا حسام يخرج من إحدى الغرف ناظرا إليهم بغضب بقهر قبل أن يغادر البيت بأكمله التف جاسم لهمس محاولا امتصاص غضبه : واضح أن الأستاذ حسام كان متيم بيكى هو كان عاوز يتجوزك ولا إيه
رفعت كتفيها بعدم اهتمام : معرفش وميهمنش أعرف
- بس أنا يهمنى يا همس نظراته مش طبيعية وكلامه ورفضه لوجودى ولجوازنا كل ده يخلينى أقول أن فى حاجة وحاجة كبيرة أوى كمان
جاسم سيبك من حسام ومن غيره المهم أن إحنا مع بعض
- عندك حق بس انا فعلا لازم أوضب الشقة وفى أقرب وقت لازم نتجوز
*************
الاستعدات على قدم وساق لتجهيز خطوبة جاسم وهمس خطوبة عائلية بسيطة بأفراد الأسرتين فقط
أتى مروان بسمر التى حاولت رسم وجه السعادة والفرح لأجل جاسم وهمس ولكنها دائما فاشلة حتى فى حقدها فاشلة
وقفت بالقرب من مروان قائلة: شفت الشبكة اللى أخوك جيباها .........حد يجيب شبكة ألماظ على إيه يعنى مش مستاهلة كل ده
نهرها مروان غاضبا: هو أنتى إيه مفيش فايدة فيكى مالك أنتى هو جايب إيه وليه يخصك فى إيه
- إيه يا مروان هو حرام اتكلم معاك
- لا ياستى اتكلمى بس بعيد عن الناس وحياتهم عشان أنا قرفت وزهقت
قالها وابتعد عنها متجها نحو أخيه الذى يقف متوترا : مالك يا جاسم فى إيه قلقان كده ليه مش يلا بقى عشان تلبس همس الشبكة
- شوية بس يا مروان مستنى حد
- حد مين
وجدوا سيف يدخل بصحبة رجل يحمل بيده حقيبته انتبه الجميع لهم فصاح سيف : جاسم المأذون أهوو أنا كده عملت اللى عليا
ذهول سيطر عليهم جميعا وجاسم يتقدم نحو الرجل مرحبا : أهلا أهلا يا أستاذ اتفضل
خرجت همس من غرفتها تتطالع الموقف بدهشة بعدما أخبرتها فريدة لتقف على عتبة غرفتها فابتسم لها جاسم : والله يا جماعة أنا قلت مادام كلنا موجودين مش هيفرق النهاردة من بكره والدكتور يوسف والحاج عبد القادروافقونى بصراحة وأنا بقى ما صدقت
عضت على شفتيها تمنع دموع فرحتها وهى تراقبه يجلس على جانب المأذون ووالدها يجلس فى الجهة الأخرى
مراسم تمت سريعة حتى موافقتها على الزواج لا تعلم متى سألوها كأنها مغيبة تعيش لحظتها
معه وعيناه تراقبها حتى القى بكلمته التى أكد لها بها أنها أصبحت له (قبلت زواجها )
قالها وامتلئ المكان بالزغاريد والفرحة مهنئين له ولهمس
ليتجه هو نحوها بلهفة: مبروك يا حبيبتى خلاص بقيتى مراتى يا همس
ابعدت عيناها عن مرمى عيناه محاولة استجماع روحها فامسك بوجهها لتواجهه: عاوزة تهربى تروحى منى فين خلاص محدش فينا يقدر يبعد عن التانى يا حبيبتى
- مش هتلبسها الشبكة يا جاسم
قالتها فريدة بفرحة ليمسك بكفها متجها ليتوسط الجميع وفريدة تمسك بعلبة الشبكة تناوله.
إياها حتى انتهى فاقترب منها يقبل جبينها مباركا: مبروك يا حبيبتى
- الله يبارك فيك يا.........حبيبى
كلمة كانت لها أثر السحر عليه كلمة أراد دوما أنا يسمعها منها والأن جاءت لحظتها ليبتعد عنها محدثا الجميع : بعد إذنكم أنا هخرج أنا وهمس نتعشى بره
امتعضت سمر قائلة: ما تخليكوا معانا ولا هو إحنا وحشين
لم يكن مستعدا لتعكير صفو ليلته فتركها تحادث ذاتها وأمسك بيد همس ملقيا التحية عليهم بسرعة مغادرين البيت ولكنه قبل أن يغادر أوقفها متجها نحو شقة جدها التى يقيم فيها حتى أنه ترك له مفتاح احتياطى إن احتاج إليه
اندهشت من تصرفه معلقة : جاسم فى إيه إحنا مش خارجين
دفعها لداخل الشقة برفق مغلقا الباب خلفه : طبعا هنخرج بس كان لازم أبارلك لوحدنا واحتفل معاكى
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تجده يقترب منها: جاسم فى إيه
أمسك بها يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الحر الذى يعشقها أمسك بوجهها بين كفيه يتأملها بعشق ........بحب
أنا بحبك أوى يا همس
ابتسمت بتوتر : وأنا كمان...... أنا كمان بحبك يا جاسم
ابتسم وهو يقترب منها وعيناها تراقب رعشة شفتيها يراقب انفعالاتها اقترب أكثر ليهمس بالقرب منهما : وأنا بموت فيكي يا روح قلبى
جاسم أنا..........
توقفت الكلمات على شفتيها وهو يجذبها نحوه أكثر ينهل من شهد شفتيها يقبلها بعشق بوله وهى فى دنيا أخرى فى عالم آخر ويداه تعرف طريقها لخصلات شعرها يضمها إليه بقوة ثم يعود ويلامسها برقة اذابتها بين ذراعيه ليبتعد عنها لاهثا : إحنا نمشى أحسن لو فضلنا هنا شوية أنا مش مسئول عن اللى هيحصل
أخفضت عيناها عنه متوترة : لا إحنا نمشى بدل ما حد يدخل فجأة
- طيب يلا انا اكتر من كده وممكن اتهور
************
تحركت بهدوء متأكدة أن الجميع غاط فى نوم عميق حتى همس عادت مع جاسم من فترة طويلة
أمسكت مقبض الباب بهدوء لتجد من يمسك بيدها شهقت بفزع لتجد همس أمامها تنظر إليها مفزوعة : همس
- رايحة فين يا لين؟
ارتعش جسدها وعيناها زائغة: هروح فين يعنى
- أنا اللى بسألك يا لين
- أبدا أنا ........
صفعتها بغضب صارخة بها : أنتى إيه ........أنتى شيطان أنتى نار أنتى مستحيل تكونى أختى
خرج سيف على صوتهم المرتفع مفزوعا
: فى إيه بتتخانقوا ليه؟
أشارت لين لهمس باكية : تعالى شوف أختك المجنونة قاعدة تشتمنى من غير سبب
سأل سيف همس بحيرة: فى إيه يا همس ؟
ابتعلت ريقها قائلة : مفيش حاجة يا سيف
صرخت بها لين : ما تتكلمى ........ما تقولى ضربتينى ليه ولا هو أنتى عاوزة تتطلعى جنانك وغباءك عليا
التفت لها بغضب عارم: أنا مجنونة........أنا غبية يا لين .......ممكن بس أنا مش زيك
مش أنا اللى سيبت شوية كلاب يحاولوا يغتصبوا أختى وهربت مش أنا اللى روحت رميت نفسى فى وسط شوية كلاب أنتى اللى عملتى كده مش أنا
صرخت همس أكثر وهو توجه حديثها لسيف: أسالها يا سيف قولها عملتى إيه فى أختك قولها ليه سيبت أختك للكلاب تنهش فى لحمها وسيبتيها وهربتى ...........قولها أنهم رمونى فى طريق متبهدلة كانوا فاكرين أنى ميتة
أختى هى السبب يا سيف أختى سبب كل اللى حصلى ........قولها مين خاف عليها وعلى شرفها بعد ما ألاقيها مع خطيبى فى سرير واحد
سمعوا جميعا صوت ارتطام ليخرجوا من ذهولهم على بلسم التى سقطت مغشيا عليها بعد كلمات همس القاتلة
************
سعيها وسعى جاسم للوصول إليه باء بالفشل وكل ما توصلت إليه أنه مسافر للخارج منذ فترة كبيرة ولم يعد لمصر منذ سنوات لم يعد بمقدروها شئ كل ما فعلته إرسال رسالة إليه عن طريق صديق يراسله بين الحين والآخر تخبره أنها على وشك الزواج وتريده بجوارها ........تريد أباها
وانقطع أملها آسر حدد مع عصام موعد زواجهم بداية الشهر القادم أى بعد أقل من أسبوعين ولا جديد ولا خبر عنه
أفاقت على صوت طرقات على باب منزلها نظرت للساعة وجدتها العاشرة مساءا وعزيزة رحلت منذ ساعة
خرجت من غرفتها متجهة نحو الباب لتنظر من عدسته لتجد رجل أشيب الرأس فى منتصف الخمسين من عمره يقف أمام الباب متوترا لا تعلم أين رأته ولكن أين ؟
خرجت دولت من غرفتها متسائلة: مين يا مريم
رفعت كتفها بحيرة: معرفش استنى هشوف مين
فتحت الباب بهدوء تنظر بحذر نحو الضيف القادم : أيوه مين حضرتك
نظر إليها بلهفة وارتعشت شفتيه للحظة قبل أن يستعيد توازنه متسائلا: أنتى مريم
فتحت الباب أكثر محاولة تفحص ملامحه : أيوه أنا مين حضرتك
ابتسم بفرحة ولم يستطع منع دموعه برؤيتها قائلا باشتياق : أنا اللى بعتيله رسالة تقوليله بنتك محتاجالك يا بابا فى يوم فرحها
والصدمة من نصيبها لاتصدق أنه هو لا تصدق أنه عاد إليها لا تصدق أن من حرمت منه عمرها بأكمله يقف أمامها الآن
بابا..........أنت بابا
تقدم نحوها بلهفة: أيوه يا حبيبتى أنا بابا
يحيى
نظرة منهما لدولت التى تقف مشدوهة ابتسم برسمية محييا : ازيك يا دولت
رفعت رأسها بغرور :الحمدلله اتفضل
التف لمريم مبتسما: يعنى بعد السنين دى كلها يوم ما أرجع ألاقى بنتى عروسة زى القمر كده
اقتربت منه تمسك بكفيه بقوة: أنا دورت عليك كتير أوى بس للأسف مقدرتش أوصل لحاجة
ربت على وجنتها قائلا: لولا أن والدتك سابت البيت اللى كانت عايشة فيه كان زمانى عارف مكانكم
صاحت به دولت متذمرة: والله كلامك ده ملوش أى لازمة أنت مش خلاص اتجوزت وعايش حياتك عاوز مننا إيه
- عاوز ولادى يا دولت ولادى اللى حرمتينى منهم وقطعتى أى خيط ممكن يوصلنى بيهم
- والله انا مش شايفة ان ولادك محتاجينك مريم خلاص هتتجوز وعصام عنده حياته وبيشتغل أنت بقى جاى تعمل إيه محدش فيهم يعرفك محدش فيهم محتاجك
صرخت مريم لتوقفها عن الحديث: لا يا ماما أنا محتاجاه محتاجة أبويا وأنا اللى روحت ودورت عليه عشان عاوزة أبويا يكون جنبى يوم فرحى يكون هو سندى هو اللى يسلمنى لآسر مش عصام اللى مش عايش غير لنفسه وخلاص
صاحت بها غاضبة: أنتى اللى عرفتيه مكانكم أنتى اللى عملتى كده
- أيوه أنا بس للاسف ملقتش اى حد ممكن يوصلنى ليه
أجابها يحيى نافيا لا فيه يا مريم السفارة المصرية وصلتلى وقالوا أن فى حد فى مصر
اسمه جاسم القاضى باعت جوابات لسفارات كتير يسأل عنى أنا افتكرته خطيبك
ابتسمت بسعادة غامرة: جاسم ده أحسن أخ فى الدنيا وهو اللى ساعدنى عشان أدور عليك
يبقى لازم أشكره ده على عمله ده رد لى روحى
************
طلب مفاجئ من جاسم لم يحسب يوسف له حسبان وعبدالقادر يناظره متفحصا : مش شايف أن لسه بدرى على حكاية كتب الكتاب دى ده إحنا يدوب هنقرأ فاتحة
أحمد بجوار إبنه صامت فوجئ مثل البقية برغبة جاسم فى عقد القران
ابتسم جاسم بهدوء : يا حاج عبد القادر أنا مش لسه هعرف همس النهاردة وهى كمان عرفانى كويس أوى وعارفة عيلتى كلها وعرفانى أنا قبلهم وأنا قولت لحضرتك أن خطوبتنا مش هتطول شهرين بالكتير أكون جهزت شقتى ونتجوز على طول .........وبعدين همس أكيد هتيجى اسكندرية عشان تفرش شقتها وغير كل
ده أنا مش هسمح لعدى ولا غيره أن يحاول يضايقها لما تبقى مراتى كل واحد هيلزم حدوده
صاح به حسام: أنت قصدك إيه تقصد مين بكلامك ده
نظرة متوترة تنقالها الجميع ونظرة عبد القادر غاضبة نحو حسام
جاسم على حق حسام أيضا مثله مثل عدى لن يترك همس تمر من بين أصابعه لكن إن أصبحت زوجة لرجل آخر حينها ستخرس الألسنة وتغمض العيون عنها
أنا موافق على كتب الكتاب يا جاسم ولا إيه رأيك يا يوسف
نظر له يوسف بموافقة: اللى تشوفه يا حاج
ابتسم جاسم بفرحة : يبقى نقرأ الفاتحة ونحدد معاد كتب الكتاب
وجد حسام الأمر منتهى يوسف وعبدالقادر مرحبين بطلب جاسم ولم يعد هناك شك: طيب مش تسأل همس الأول مش يمكن ترفض
دخل سيف مبتسما بعد اتفاقه مع جاسم على سؤال همس عن رأيها : همس موافقة يا حسام
يبقى على بركة الله نقرأ الفاتحة
قالها عبد القادر ليقرأها الجميع فى عقبه
فتح سيف الباب يصيح بسعادة : قرينا الفاتحة عاوز اسمع زغروطة بقى
خرج الجميع من الغرفة تقابلهم زغاريد رقية وبلسم وجميع الموجودات ماعدا همس التى أخفضت رأسه خجلا من نظرات جاسم
اقترب منها يوسف مباركا: مبروك يا همس مبروك يا حبيبتى
- الله يبارك فيك يا بابا
دخلت رقية الغرفة التى تقيم فيها وخرجت تحمل علبة قطيفة زرقاء نحو همس بفرحة ظهرت على وجهها : همس حبيبتى دى شبكتك يا بنتى
اتسعت عيناها ذهولا لكن جاسم لم يترك لها فرصة ليقترب منها هامسا: مبروك يا حبيبتى
رفعت عيناها نحوها مبتسمة: الله يبارك فيك يا جاسم
- إيه رأيك فى شبكتك
نظرت إليها مبتسمة ثم عادت إليه: دى حلوة أوى يا جاسم وشكلها غالية كمان
نظر لرقية التى ابتعدت تحمل علبة الشبكة متجهة نحو بلسم والجميع ثم عاد إليها هامسا
- متغلاش عليكى يا حبيبتى مفيش حاجة فى الدنيا دى ممكن تغلى عليكى ........عارفة أنا جبتها إمتى
- من إمتى ؟
- بعد ما كنا فى خطوبة مريم ........فاكرة أول مرة أقولك فيها بحبك يا همس فاكرة
تاهت فى سماء عيناه الزرقاء الصافية وصدق روحه وكلماته
رأى جاسم الجميع انفضوا من حولهم تاركين لهم المجال وحدهما اقترب منها يمسك بكفها يرفعه إلى شفتيه يطبع عليه قبلة هادئة حانية لكنها زرعت بجسدها قشعريرة أحس بها هو فابتسم قائلا: بكره هتلبسى دبلتى وبعد بكره هتبقى مراتى يا همس ومفيش حاجة ولا حد فى الدنيا دى ممكن يفرقنا عن بعض ابدا لولا أنى مستنى مروان ومراته كان زمانى كاتب كتابى ومتجوزك
أخفضت رأسها بقلق: جاسم هى سمر رجعت
أيوه أبوها جابها البيت امبارح واعتذر لمروان وهى كمان اعتذرت مع أنى أشك فى نواياها
- قلقانة منها
- تقلقى من مين يا همس دى لو فكرت تقرب منك تانى ولا تعمل حاجة ودينى لالبسها تهمة سب وقذف
ضحكت بصوت عالى قائلة: قضية مرة واحدة المهم أنك معايا خلاص مش هخاف من حد ولا هقلق من حد
وجدوا حسام يخرج من إحدى الغرف ناظرا إليهم بغضب بقهر قبل أن يغادر البيت بأكمله التف جاسم لهمس محاولا امتصاص غضبه : واضح أن الأستاذ حسام كان متيم بيكى هو كان عاوز يتجوزك ولا إيه
رفعت كتفيها بعدم اهتمام : معرفش وميهمنش أعرف
- بس أنا يهمنى يا همس نظراته مش طبيعية وكلامه ورفضه لوجودى ولجوازنا كل ده يخلينى أقول أن فى حاجة وحاجة كبيرة أوى كمان
جاسم سيبك من حسام ومن غيره المهم أن إحنا مع بعض
- عندك حق بس انا فعلا لازم أوضب الشقة وفى أقرب وقت لازم نتجوز
*************
الاستعدات على قدم وساق لتجهيز خطوبة جاسم وهمس خطوبة عائلية بسيطة بأفراد الأسرتين فقط
أتى مروان بسمر التى حاولت رسم وجه السعادة والفرح لأجل جاسم وهمس ولكنها دائما فاشلة حتى فى حقدها فاشلة
وقفت بالقرب من مروان قائلة: شفت الشبكة اللى أخوك جيباها .........حد يجيب شبكة ألماظ على إيه يعنى مش مستاهلة كل ده
نهرها مروان غاضبا: هو أنتى إيه مفيش فايدة فيكى مالك أنتى هو جايب إيه وليه يخصك فى إيه
- إيه يا مروان هو حرام اتكلم معاك
- لا ياستى اتكلمى بس بعيد عن الناس وحياتهم عشان أنا قرفت وزهقت
قالها وابتعد عنها متجها نحو أخيه الذى يقف متوترا : مالك يا جاسم فى إيه قلقان كده ليه مش يلا بقى عشان تلبس همس الشبكة
- شوية بس يا مروان مستنى حد
- حد مين
وجدوا سيف يدخل بصحبة رجل يحمل بيده حقيبته انتبه الجميع لهم فصاح سيف : جاسم المأذون أهوو أنا كده عملت اللى عليا
ذهول سيطر عليهم جميعا وجاسم يتقدم نحو الرجل مرحبا : أهلا أهلا يا أستاذ اتفضل
خرجت همس من غرفتها تتطالع الموقف بدهشة بعدما أخبرتها فريدة لتقف على عتبة غرفتها فابتسم لها جاسم : والله يا جماعة أنا قلت مادام كلنا موجودين مش هيفرق النهاردة من بكره والدكتور يوسف والحاج عبد القادروافقونى بصراحة وأنا بقى ما صدقت
عضت على شفتيها تمنع دموع فرحتها وهى تراقبه يجلس على جانب المأذون ووالدها يجلس فى الجهة الأخرى
مراسم تمت سريعة حتى موافقتها على الزواج لا تعلم متى سألوها كأنها مغيبة تعيش لحظتها
معه وعيناه تراقبها حتى القى بكلمته التى أكد لها بها أنها أصبحت له (قبلت زواجها )
قالها وامتلئ المكان بالزغاريد والفرحة مهنئين له ولهمس
ليتجه هو نحوها بلهفة: مبروك يا حبيبتى خلاص بقيتى مراتى يا همس
ابعدت عيناها عن مرمى عيناه محاولة استجماع روحها فامسك بوجهها لتواجهه: عاوزة تهربى تروحى منى فين خلاص محدش فينا يقدر يبعد عن التانى يا حبيبتى
- مش هتلبسها الشبكة يا جاسم
قالتها فريدة بفرحة ليمسك بكفها متجها ليتوسط الجميع وفريدة تمسك بعلبة الشبكة تناوله.
إياها حتى انتهى فاقترب منها يقبل جبينها مباركا: مبروك يا حبيبتى
- الله يبارك فيك يا.........حبيبى
كلمة كانت لها أثر السحر عليه كلمة أراد دوما أنا يسمعها منها والأن جاءت لحظتها ليبتعد عنها محدثا الجميع : بعد إذنكم أنا هخرج أنا وهمس نتعشى بره
امتعضت سمر قائلة: ما تخليكوا معانا ولا هو إحنا وحشين
لم يكن مستعدا لتعكير صفو ليلته فتركها تحادث ذاتها وأمسك بيد همس ملقيا التحية عليهم بسرعة مغادرين البيت ولكنه قبل أن يغادر أوقفها متجها نحو شقة جدها التى يقيم فيها حتى أنه ترك له مفتاح احتياطى إن احتاج إليه
اندهشت من تصرفه معلقة : جاسم فى إيه إحنا مش خارجين
دفعها لداخل الشقة برفق مغلقا الباب خلفه : طبعا هنخرج بس كان لازم أبارلك لوحدنا واحتفل معاكى
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تجده يقترب منها: جاسم فى إيه
أمسك بها يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الحر الذى يعشقها أمسك بوجهها بين كفيه يتأملها بعشق ........بحب
أنا بحبك أوى يا همس
ابتسمت بتوتر : وأنا كمان...... أنا كمان بحبك يا جاسم
ابتسم وهو يقترب منها وعيناها تراقب رعشة شفتيها يراقب انفعالاتها اقترب أكثر ليهمس بالقرب منهما : وأنا بموت فيكي يا روح قلبى
جاسم أنا..........
توقفت الكلمات على شفتيها وهو يجذبها نحوه أكثر ينهل من شهد شفتيها يقبلها بعشق بوله وهى فى دنيا أخرى فى عالم آخر ويداه تعرف طريقها لخصلات شعرها يضمها إليه بقوة ثم يعود ويلامسها برقة اذابتها بين ذراعيه ليبتعد عنها لاهثا : إحنا نمشى أحسن لو فضلنا هنا شوية أنا مش مسئول عن اللى هيحصل
أخفضت عيناها عنه متوترة : لا إحنا نمشى بدل ما حد يدخل فجأة
- طيب يلا انا اكتر من كده وممكن اتهور
************
تحركت بهدوء متأكدة أن الجميع غاط فى نوم عميق حتى همس عادت مع جاسم من فترة طويلة
أمسكت مقبض الباب بهدوء لتجد من يمسك بيدها شهقت بفزع لتجد همس أمامها تنظر إليها مفزوعة : همس
- رايحة فين يا لين؟
ارتعش جسدها وعيناها زائغة: هروح فين يعنى
- أنا اللى بسألك يا لين
- أبدا أنا ........
صفعتها بغضب صارخة بها : أنتى إيه ........أنتى شيطان أنتى نار أنتى مستحيل تكونى أختى
خرج سيف على صوتهم المرتفع مفزوعا
: فى إيه بتتخانقوا ليه؟
أشارت لين لهمس باكية : تعالى شوف أختك المجنونة قاعدة تشتمنى من غير سبب
سأل سيف همس بحيرة: فى إيه يا همس ؟
ابتعلت ريقها قائلة : مفيش حاجة يا سيف
صرخت بها لين : ما تتكلمى ........ما تقولى ضربتينى ليه ولا هو أنتى عاوزة تتطلعى جنانك وغباءك عليا
التفت لها بغضب عارم: أنا مجنونة........أنا غبية يا لين .......ممكن بس أنا مش زيك
مش أنا اللى سيبت شوية كلاب يحاولوا يغتصبوا أختى وهربت مش أنا اللى روحت رميت نفسى فى وسط شوية كلاب أنتى اللى عملتى كده مش أنا
صرخت همس أكثر وهو توجه حديثها لسيف: أسالها يا سيف قولها عملتى إيه فى أختك قولها ليه سيبت أختك للكلاب تنهش فى لحمها وسيبتيها وهربتى ...........قولها أنهم رمونى فى طريق متبهدلة كانوا فاكرين أنى ميتة
أختى هى السبب يا سيف أختى سبب كل اللى حصلى ........قولها مين خاف عليها وعلى شرفها بعد ما ألاقيها مع خطيبى فى سرير واحد
سمعوا جميعا صوت ارتطام ليخرجوا من ذهولهم على بلسم التى سقطت مغشيا عليها بعد كلمات همس القاتلة
************