الفصل السادس والعشرون 26

علي إحدي الطاولات في النادي  كانت هند تجلس تنتظر زينب كي  يتحدثان في خطتهم التي يحاولون إحكامها للتخلص من لين .
و أثناء جلوسها وجدت شخص يجلس أمامها فابتسمت بخبث فمن الواضح أنها كانت تنتظره فكان شاب طويل قمحى اللون شعره بندقى كثيف ملامحه جميله جسده ممشوق حسنا هو وسيم و جداب .

رامز بنظرات متلاعبة خبيثة  : ايه يا نودا  ماشفتكيش من زمان ايه الي فكرك بيا دلوقتي .
هند بابتسامة مغرورة كعادتها  : موجوده اهه سييك من ده كله انا عايزاك في خدمه و في فلوس حلوه .
رامز و هو يغمز لها بخبث  : اؤمرى و انا انفذ عالطول تحت أمرك .
اخبرته هند عن ما ترغب بفعله في لين و طلبت منه تنفيذ ما حاكتة و ما أن انتهت من كلامها .
رامز و هو ينهض من مكانه بعصبيه : انتى اتجننتى يا هند ازاى تفكرى فى حاجه
زى دى انا اه ممكن اعمل اي حاجة ما دام فيه مقابل بس مش لدرجة اني أدمى حياة بنت انت اكيد مجنونه ايه القرف ده يا شيخة دا انا كرهتك بمجرد ما سمعت تخطيطك الخبيث ده .
هند و هي تكز علي أسنانها و هي تنظر للناس من حولها و التي بدأت تتابع الموقف فصوت رامز كان مرتفع بشدة : انت بتزعق كده ليه ما احنا ياما عملنا بلاوي جيت دلوقتي و عملت شريف عليا انا الكلام ده بردو .
رامز و هو يتحدث بقرف و تقزز  : اه بس عمرنا ما فرقنا اتنين متجوزين و مين كمان مرات قاسم الشريف انتي اتهبلتي و لا ايه .
هند و هي تنظر له بصدمة سرعان ما تحولت إلي غضب : متعملش فيها الشريف بقى انا عارفه عنك بلاوى و بعدين مهو كان خطيبي الاول  و انا اولى بيه منها و بعدين هو انت هتعمل حاجة ببلاش ما انت هتاخد حقك كامل مكمل .
رامز و هو ينظر لها بشفقة من نفسها  : سيبك من ان الموضوع غلط و حرام انتى معقول مش حاسه خالص مش حاسه قد ايه انت تفكيرك حقير و مش لائق بيكي و بمركزك  ايوه انا عملت حاجات كتير غلط و مشيت على هواكى كتير بس عملت كده لان ده ماكنش فيه أذي لحد انا بعزك و عشان كده هعتبر نفسي ما سمعتش حاجة من الي انت قولتيها .
هند بملل و لكنها متفاجأه بداخلها للغايه من ردة فعل رامز فقد توقعت أنه سيوافق علي الفور بمجرد إغراؤه بمبلغ كبير و لكنه خيب ظنها .
هند بملل و هي تنظر له بعدم تصديق ل ردة فعله : بلاش الاسطوانه الخربانه دى لأني مش هصدقها و عمرى ما هصدق انك بتفكر في الحرام و الحلال  فبلاش لف و دوران و قول لو عايز  تساعدني مقابل فلوس هديك بس تساعدني .
رامز بعدم تصديق : انتى ازاى كده انا مش عايز اى حاجه منك و عارفه انا كمان مش عايز اعرفك تانى و مش هساعدك يا هند و لو عملتى كده في البنت الغلبانة دي  هبقى اول واحد يقف فى وشك .
تركها رامز و رحل و هند  تصرخ وراءه : مش محتجالك  و انا هعمل اللي انا عايزاه سواء بمساعده او من غير .
التفت هند  و لكنها تسمرت مكانها من رؤيتها ل زينب خلفها : متقلقيش مش هنحتاجه
انا و انت بس الي هنفذ .
هند  بصدمه : ها أنا و انت ازاي انت عارفة أن لازم يكون فيه حد تاني معانا .
زينب بسخريه : ايه في تعديل بسيط لخطتك و لا ايه مفيش حد بيخطط غيرك و لا ايه .
هند و قد بدأت علامة التردد و الفضول تظهر علي وجهها  : مش قصدى بس انت عارفه أن الي انا عايزه اعمل لازم يكون فيه راجل معانا  .
زينب و هي تقلب عيناها بملل : ايوه  سمعت كل كلامك و انا موافقه عليه  بس انا شايفة أن ده هيبقي خطر شويتين .
هند باستغراب  :و ايه  الخطة الي عندك و مش فيها خطر دي .
هند باستعجال : ها هنعمل ايه .
زينب و هي تضيق عيناها بخبث : زى ما انتي قلتي .
هند بغضب فقد حيرتها  زينب : انتي عايزة تجننيني انت مش قلت اننا لازم نغير الخطة عشان فيها خطر .
زينب بتفكير و تخطيط ذكي : احنا لازم نتجنب غضب قاسم الفتره دى خالص هو أصلاً مش هيقبل و لا هيصدق اي كلام هيتقال عليها ده بيعشقها مش بيحبها بس .
هند باستغراب  : اومال هنعمل ايه .
زينب بخبث و بابتسامه شريره : هنعكس .
هند و هي تصرخ بها بشدة فقد أثارت غيرتها بشدة  : ممكن تبطلي تتكلمي بالألغاز و فهمينى هنعمل ايه .
زينب بخبث : احنا هنبدل يعني بدل ما نبعت ل قاسم و هو الي يسيبها و ده صعب يحصل لاني زي ما قولتلك أنها مسيطرة عليه بشده نبعت لها هي الي يخليها تشك فيه و هي الي تسيبه .
هند بغباء و سخرية  : و ايه الفرق بقا يا ست الناصحين .
زينب و هي تتغاضي عن أسلوبها : الفرق كبير قاسم مش هيصدق عليها حاجة  لو وصله هو الرسائل و الصور  مش هيصدق  ممكن يحرق الدنيا  باللي فيه لكن هي مهما تكون حتى عيلة لا راحت و لا جت و هتمشي ورا مشاعرها و شكها يعني الطريق من عندها أسهل و أأمن و هي مش هتختار تشعر بيه و لا تاذيه بالعكس هي هتبعد و خلاص و يبقي خلصنا منها بسهولة .
هند و هي تدير الحديث في رأسها و بعد تفكير قالت  : معاكي حق بس برضو احنا هنبقي عايزين بنت تعمل الموضوع ده و لازم نكون واثقين فيها .
زينب  بخيث :  و نكشف سرنا لحد رابع كده هيبقي سهل علينا نتكشف و بعدين الي هيعمل الموضوع ده لازم يكون انتي .
هند بصدمه : انت أكيد بتهزري صح .
زينب بهدوء و تصميم : طبعا كل اما كان عددنا قليل هنبقى في أمان و بعدين لين عارفاكي و عارفة انك مع قاسم و كنت خطيبته في يوم من الايام يعني سهل تصدق أن يكون بينكم علاقه و كمان احنا لازم نشوف خطة عشان قاسم ما يشكش فينا و يبان أن الموضوع سوء تفاهم .
هند و قد بدأ الخوف يتمكن منها  : دا انا اهلى لو عرفوا هيموتوني انتي عارفاهم كويس .
زينب بخبث  : طب ما دي حاجه كويسه و هتنفعنا .
هند بغضب و تسرع : نعم يا أختي ايه الي كويس انت بتقولي اي كلام و خلاص .
زينب و هي تغمض عينيها بنفاذ صبر من غباء هذه الكائنة  : يابت اهدي عشان افهمك ده هينفعنا لانك هتكوني مع قاسم مثلاً بتتكلمواعادي و نصوركم احنا بقا هنكون بعتنلها الي يخلي الشك يتمكن منها لحد ما تستوي و لما نخلص خطواتنا الأخيرة هتكون هي خلاص شكلها اتأكد و هو هيكون مستغرب لأن الموقف عادي هما هيتخانقوا و احنا هتكون في السليم .
هند بتفكير و هي ما زالت تشعر بالخوف  : يا سلام و الله شكلك هتودينا في داهيه .
زينب و هي تنظر لها : ها معايا و لا عندك راي تاني .
هند بشك  : ماشى اما نشوف اخرتها ايه و لو اني مش مطمئنه .
زينب و هي تحاول تطمئنها  : كل حاجه هتبقى حلوه و زي الفل ركزي انتي بس و اعملي الي هقوله لك بالحرف .
هند بشرود : هعمل كل الي هتقولي عليه و ربنا يستر انا قلبي مش مطمن خالص .
زينب و هي تضحك بصوت مرتفع : لا اطمني هو انا يعني بعمل كل ده ليه ما عشانك و عشان ترجعي ل قاسم انا يعني هستفاد ايه سواء الجربوع دي فضلت أو مشت من البيت و لا حاجة .
نظرت لها هند طويلاً و هي تفكر ما هم قادمتان علي فعله  و تشعر بالخوف شديد بداخلها يكاد يمزق أحشائها و لكنه هديت ما أن تذكرت رغبتها في الانتقام منهم لإهانته التي كانت تلحقها لين بها في كل مره اتقابلنا فيها كما ترغب برؤية الندم في عيون قاسم علي تركه لها .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في منزل عائلة سالم كانت لين تجلس في حديقة المنزل  تتصفح هاتفها قاطعها اتصال من رشا .
لين بابتسامة محبة : أهلاً ام زعبولة عامله ايه يا روحي و زعبولة عامل ايه .
رشا بضحكة مرتفعة : زعبوله شقي أووي و تاعبني خالص .
لين بضحكة مرتفعة : براحته ده باشا يعمل الي هو عايزة و لا حد يكلمه .
رشا بضحكة مرتفعة علي صديقتها ثم أردفت تطلب منها : انا كنت عايزة اروح اجيب شوية حاجات للبيبي و بعدين قلت اشوفك لو فاضية تيجي معايا .
لين بحماس و فرحة : انا فاضية مش ورايا حاجة بس هقول ل قاسم و بعدين أكلمك  ماشي بأي .
ذهبت لين  إلي غرفتها و قامت بتبديل ثيابها    و بعد ان انتهت قررت الاتصال ب قاسم وأخباره أنها ذاهبه إلي الخارج مع رشا  و بالفعل قامت بالاتصال عليه و هي تنتظر الرد
1 2 3
لين بعشق : السلام عليكم ازيك يا حبيبي .
قاسم سريعاً : عليكم السلام  ازيك يا روحي عاملة ايه انت كويسه في حاجه .
لين  باستغراب:ايه ايه بالراحه احنا كويسين الحمد لله ايه مينفعش اتصل الا لو كان فيه حاجه .
قاسم بصدق : مش قصدي بس دي أول مره تكلميني في الميعاد ده  فعشان كده استغربت بس انت تكلميني في أي وقت .
لين بحماس و دلع : انا كنت عايزة استئذنك عشان اروح مع رشا المول عشان نشتري هدوم للبيبي زعبولة .
قاسم و هو يضحك علي مرحها المحبب إليه : طبعاً تقدري تروحي بس خدي بالك من نفسك و كلميني كل شوية عشان اطمن عليكي .
لين بخجل و عشق  : حاضر يا حبيبي هرن عليك كل ثانية إن شاء الله .
و بالفعل أغلقت لين الهاتف و ذهبت الي السائق كي يقلها الي منزل رشا بعد أن أخبرت فاطمة بوجهتها  .
و مرت علي رشا و اخذتها معها في السيارة التي خصصها سالم ل لين حتي تذهب بحرية الي حيث تريد و يكون مطمئن عليها و ذهبا الي المول و تجولت وقتاً طويلاً بسعادة و هم ينتقون أشياء البيبي الخاصه بسعادة فهم ككل الفتيات يعشقن التسوق و بعد أن أعلن من السير ذهبا الي المطعم و تناولوا الطعام ثم ذهبوا ليكملوا جولتهم الممتعه و التي لم تخلوا من شراء بعض الاشياء لهم و في نهاية اليوم عادت لين الي المنزل بعد أن قامت بإيصال رشا إلي شقتها و لكنها كانت تشعر بتعب شديد فهي منذ مده كبيرة لم تتجول هكذا .
و عندما خطت قدمهم المنزل اسرعت لين إلي غرفتها كي تستريح قليلاً فهي لم تتجول  هكذا منذ مده كبيرة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

و بعد مدة و جدت قاسم يدخل من باب الغرفه و وجهه يظهر عليه آثار التعب و جلس علي الفراش و هو يمسك رأسه فاقتربت منه
لين بقلق و خوف شديد و هي تتحسن ظهره : مالك يا حبيبي انت تعبان طب حاسس بأية .

قاسم پالم شديد و هو يدلك رأسه و هو يغمض عينية من شدة التعب : دماغي مش قادر الصداع شديد أووي حاسس ان دماغي هتنفجر .
لين و هي تجذبه من يده و تسير به اتجاه الحمام : طب قوم كده يا حبيبي اغسل دماغك بميه بارده و انا هنزل اجبلك مسكن و اعملك قهوة .
و بالفعل ذهب قاسم و وضع رأسه أسفل الماء و ظل هكذا فتره كبيره ثم أخذ المنشفه و جلس علي الفراش يجفف شعره في نفس الوقت دخلت لين إلي الغرفه و هي تحمل بيدها فنجان من القهوه و مسكن قوي و اعطت قاسم المسكن  و ناولته القهوه و بعد مده  لاحظت أن ملامح قد بدأت في الارتياح .
فسألت بخوف و بقلق علي حبيبها : هاه يا حبيبي  ايه الاخبار دلوقتي ارتحت شوية .
قاسم و قد بدت علي ملامحه الارتياح : الحمد لله ارتحت شويه ده انا كنت حاسس ان دماغي فيها طبل كنت هتجن من شدة الصداع .
لين بحب و حنان و هي تقبل رأسه و يده : طب تعالي افرد جسمك علي السرير عشان ترتاح شويه و ان شاء الله هتكون و انت تمام خالص .
و ذهبت هي و استلقت بجانبه علي  الجهه الاخرى .
فكان الاثنان مستلقيان علي ظهرها و ينظران الي سقف الغرفه في صمت حتي قاطعته لين .
لين باستغراب و هي عادة حاجبيها : قاسم انت اتجوزتني ليه و انت ما قولش قبل كده و لا أتكلمنا .
قاسم و قد صدم من سؤالها الذي طرحته فاجئه
و لكنه قرر اجابتها : لما عملتوا الحادثة و كنتم في المستشفي كنت حاسس انك تحبني و مسيو له مني كنت بحس انك جزء مني و لما الدكتور رؤوف كان بيموت وصاني عليكي انتي قبل اي حاجه  و قالي اني احميكي و احافظ عليكي زي نفسي  و اكون . ثم صمت يأخذ نفس عميق قبل أن يكمل.. واكون ليكي ضهر وسند  و اب و ده مش هيحصل الا و انتي مراتي وجوه بيتي وهو مش هيموت وهو مطمن الي لو وعدته اني احل محله في حياتك و أتجوزك عشان هو مش ضامن هيحصلك ايه من بعده .
لين و الدموع تغرق خديها : يعني بابا هو  الي طلب منك انك تتجوزني .
قاسم و قد فهم ما يدور برأسها : هو اه فعلاً طلب مني بس مأجبرنيش و لنا من قول ما اتكلمت معاكي و انا حبيتك و حسيت زي ما تكوني قطعة من روحي و ساعتها شكرت للدكتور رؤوف الف مره و شكرت الظروف الي جمعتنا ببعض انا حبيتك اوي يا لين اكتر من اي شخص في حياتي و هو ده السبب الي انا اتجوزتك عشانه .
جلست لين علي فراشها مصدومة من تلك المعلومات  التي صدمتها جداً  فانقلبت علي جانبها موليه ظهرها ل قاسم لكي تستطيع البكاء بحريه كيف لأبيها أن يفعل بها كل هذا كيف يجبر شخص علي الزواج بها حتي و أن أحبها و أحبته بعد ذلك و لكن يكفي أنه عرضها عليه كأنها بضاعة رخيصة يريد الصاقها بأي شخص كيف رضا لها هذا كيف . و ظلت تبكي بصمت و قاسم  هو الآخر قد تركها بمفردها فهو يعلم أن مشاعرها متحركة الان فلم يضغط عليها وتركها علي راحتها .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .في الصباح استيقظ قاسم مبكراً و استعد و ذهب الي عمله و لم يوقظ لين بل تركها تنعم ببعض الراحة فقد نامت متأخرة بالأمس و لقد حزن بشدة عليها و لكنه لم يقصد أن يحزنها الي هذه الدرجة فلو كان يعلم أن هذه ستكون ردة فعلها لما قام باخبارها بكل هذا و لكنه كان يقصد أن تعلم أنها أحبها بصدق لا بل عشقها بجنون قبلها بعمق ثم تركها و ذهب إلي عملة و لكنه ما قلق عليها لأنها يبدو عليه التعب منذ عده ايام  فقد أخبرته والدته أنها تشعر بالتعب و الإرهاق منذ أكثر من إسبوع  ذهب لانه قد تأخر علي عملة و قد عزم علي أصطحابها للطبيب فور عودته من العمل .
اما هي فقد استيقظت بعد ذهابه مباشره فقد كانت تشعر بدوخه و غثيان و رغبه في التقئ و هذه الأعراض مصاحبه لها  منذ عدة أيام و خاصة في الصباح فقررت إجراء فحص حمل منزلي كانت قد قامت بشرائه أثناء ذهابها الي رشا و هي تدعوا الله أن يحقق حلمها و تكون نتيجة الفحص إيجابية فهي أكثر ما تتمناه أن تحمل قطعه منها و من قاسم في داخلها كي تكون تخليداً بحبهم كلما نظروا إليه تذكروا مدي عشقهم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي