الفصل الرابع والعشرون

كتبت: كلما ضاق صدرك، ضاقت بك الأرض بما رحُبت، أصبحت ضعيفاً تحاوطك الكآبة; جرب أن تنظر في داخلك بعمق، تفحص قلبك..
ستجد أن حب لأمر دنيوي تسرب إليه، ذلك القلب الذي لا ينبغي أن يشغله إلا حب الله..
كل ما سواه ينبغي أن يكون في يدك، إن فقدته سيكون الألم مؤقت، في موضع يدك، لن تفقد معه نفسك! لأن وحده الذي تضعه في قلبك بفقدانه تفقد نفسك!
ولأن الأمور الدنيوية كما الدنيا! فانية، متذبذبة، غير كاملة، أي كان نوعها، أشخاص، مكانة، مال وغيرها... تسعد بسببها حيناً وتتأذى حيناً آخر..
حب الله وحده هو ما ينبغي أن يشغل قلبك!
له الكمال سبحانه!
بحبه ترتقي وتحاوطك السكينة، بعبادته تحقق ما خلقت لأجله! تستمسك بالعروة الوثقى..
كلما بعدت عنه ضاق بك الكون، وكلما اقتربت منه اقتربت من السلام والثبات!
أجعل إرضائه هو هدفك الأسمى، حوله تدور مبادئك وقيمك وكل حياتك!
لا تجعل حب أمر دنيوي يطغى على حب الله في قلبك..
حينها فقط ستشعر بالإكتفاء والأمان!
حينها فقط ستعيش في جنة في الدنيا!
الجنة التي وصفها ابن تيمية بقوله: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"
فاللهم أجعلنا من عبادك الصالحين، الذاكرين لك قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، الحامدين، الشاكرين، الخاشعين، الصادقين...اللهم أرزقنا حبك، اللهم لا تعلق قلوبنا بسواك، وأغفر لنا ذنوبنا، ما فعلناها بقصد أو بدون قصد، بجهل منا أو بضعف... اللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقاءك.. اللهم أرزقنا الجنة...
آميييين
#ملاذ
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي