الفصل الخامس والعشرون
التسامح سمة ..قدرة لا يمتلكها الكثير من البشر ..ابتسامة ساخرة شقت ثغرها بينما عينيها بلون الغروب
: لاء ما هو واضح انك اتغيرت .. جايبني علشان اسامحك مقابل برائة الانسان الوحيد اللي حبيته ..زي ما ساومتني اوافق على الجواز منك مقابل حياته قبل كده ..نفس مبدأ لوي الدراع ..
ابتسامة بلهاء ارتسمت على وجهه بينما خفقاته تتراقص طربا على ايقاع جملتها ..( الإنسان الوحيد اللي حبيته) ..
نظر لها سالم نظرة لم تفهمها ..نظرة غامضة ثم هتف مناديا ومازالت نظرته معلقة بعينيها
: حمزة ..
نظرت إليه تقطب حاجبيها بعدم فهم ..سرعان ما اتسعت عينيها بصدمة وجوده في الغرفة ..خفقاتها تهدر بعنف ..تتسائل عينيها كيف له ان يكون هنا ..تمرر نظرها بين سالم وبينه بحيرة وعدم فهم وفجأة تلقفها بين ذراعيه آدم الذي ظهر من العدم يدعمها قائلا..
: اهدي يا سارة انا جنبك ..
نظرت إليه بتيه ..
: ايه اللي بيحصل . انا مش فاهمة ..
ليهتف سالم بنبرة انكسار ..
: انا ما بلويش دراعك يا بنت عمي ..الدكتور حمزة خرج اول ما فوقت وقولت انه مش هو اللي حاول يقتلني .. من غير اي حاجه اهو بطلب منك بس تسامحيني ..
اما هو ..فانفرد بعينيها وكفى ..الكون من حوله فراغ ،هو وهي فقط ..تقترب خطواته لا اراديا منها وكأنه تحت تأثير سحر ما ..سحر عينيها الذهبية ..
وفجأة ..حجرا ما سقط فوق رؤسهم ..التسامح سمة لا يتصف بها الكثيرون ..وهي احدهم ..
: لاء ..مش مسمحاك ..
ساد الوجود معالم وجه سالم، وقمر التي تقف عند باب الغرفة ..ثم نظرت إلى من يذدرد ريقه بقلق امامها ..ولمحة عتاب لاحت بنظرتها له
: مش مسامحة اي حد جرحني حتى لو بكلمة ..
هم ان يتحدث ،يبرر
: سارة انا ..اا
: انا ماشية يا آدم ..
قاطعته توجه حديثها لآدم تخرج من باب الغرفة .. ومقلتيها ينابيع فائضة على وشك الانفجار
________________________
مرحبا بالحرب ...
هو مندوب الشيطان وتلميذه ومساعده ..هو مختلق الوسائل ومتعدد الاهداف ..لا تغريه النهاية بقدر خوض المعركة ..رفع الهاتف نحو اذنيه بابتسامة شيطانية تتأرجح رأسه مع موسيقى تدور فقط بمخيلته ..موسيقى النهاية ..آتاه صوت علاء بإجابة مترقبة .. ليشعل النيران فوق العلم في اشارة لبدأ الحرب ..
: علاء ..خلص عليها ..فلوسك هتوصلك زي كل مرة ..
هكذا فقط ثم اغلق .. الآن ..يجري اتصالا آخر ..من رقمه الخاص ..حيث سيظهر الرقم الخاص بالبلد المقيم فيها ..بل وسيرسل له العنوان بالتفصيل بكل رحابة ..اخترق صوت قصي اذنيه عبر الهاتف ..ليتحدث بأريحية تامة ..بانتشاء ..بشيطانية تجاور مخارج حروفه ..
: قدامك مهلة 3 ايام ..تكون اخدت فيهم عذاها و تيجيلي عشان ابعتك ليها ..اصلها بتخاف تبقى لوحدها ...
---------
تحدث مراد عبر الهاتف بأريحية تامة ..بانتشاء ..بشيطانية تجاور مخارج حروفه ..
: قدامك مهلة 3 ايام ..تكون اخدت فيهم عزاها و تيجيلي عشان ابعتك ليها ..اصلها بتخاف تبقى لوحدها ..
كلماته كان لها واقع الرصاص ..
رصاصات مصوبة نحو خافقه مباشرة في إطار مكالمة هاتفية ..
كالصخور التي تسقط نحو منحدر جبلي وبالنهاية رأسه .
ارتجافة لا وعي ،انكار، لازمت حدقة عينيه ..
سقطت افكاره في فوهة قاتمة بقاع بئر سحيق مظلم ..تصرخ بصمت ..
اما عن قلبه؟ ..
في شق اخدود بركاني العمق يحترق ..
صرخة ذبيحه لا صوت لها شقت اوج نيران صدره تخرج متخفية في هيئة هسيس مهلك من بين اسنانه التي كاد يسحقها
: حياة لاء يامراد..حياة لاء
اختنقت انفاسه ..تراكمت الاحرف بحنجرته تخرج بصعوبة ..
: خرجها من حسابتنا وانا ليك ..هجيلك زي ما انت عايز و ...
قطعت المكالمة ..بعيون جاحظة ظل يناديه والهاتف ملتصق بأذنيه ..
وفي لحظة ادراك موت محقق لا محالة ..
لحظة لها السبق الناري الخاص بها هي فقط ..
دمعة حارقة ألهبت وجنته دفعت بها صورتها بعينيه ..
عجز تام تمكن منه حد تقيد نبضات قلبه عن الخفق ...
____________________
احدهم فعل نمط اللا شعور لديه ،
قلبه يصرخ ب " لا تفعل" ..
بينما العقل ينص اعتراضه غاضبا فوق ورقة بيضاء بحبر قاتم ..
حقيقة داكنة تلائم قتامة الحبر يضعها نصب عينه ..
" فق ..انت قاتل مأجور "
بكلتا يديه صفع جانبي رأسه عدة مرات منحنيا بصراع قاتل ، اصابه من الحيرة ما يبيح الانتحار ..
تثاقلت حبات العرق فوق جبهته،
بكل وضوح شمس ..بل وضوح حريق في ليلة حالكة السواد ..
امر نافذ ..و عليه الإصغاء ..
قتلها !!
فقط ضغطة واحدة فوق الزناد ..وينتهي الامر ..
قتلها وقتل احلامه التي استضافتها ليال عدة ..
قتل نظراته ..افكاره ..التي تعلقت بليل عينيها ..
بقمر منير يعكس ملامح وجهها الرقيق ..
قتل خفقاته التي تهدهد حبا وليد لا ينطق سوى بإسمها ..
" حياة"
وفي لحظة انتصار ..او هزيمة لافارق ..
سحب مسدسه بانفاس لاهثة يندفع خارجا يرافقه شيطانه كالظل ..
فتح باب غرفتها بحسم ،دون سابق انذار ..
استقامت ترتجف واقفة بخوف ..فزع العالم كله تجسد بنظرة عينيها ..اذدردت ريقها بجفاء ، .. امر واقع لا محالة ..
موت ..نهاية حياة !!
حيث نظرات عينيه المرعبة التي يغلب سوادها على اللون الابيض بها ..انفاسه المحترقة تنبأ عن رمادا ما ..
لا تعي هي عنه شيئا ..
تصلبت نظرتها فوق فوهة سلاحه التي اشهرها امام رأسها مباشرة ..توقفت خفقاتها عن النبض ..
لحظة النهاية ..
اغمضت عينيها باستسلام ،صورته تكتمل خلف ستائر جفنيها المغلقة ..ساكن القلب والروح .. لترسم ابتسامة فوق شفتيها ترافقها دمعة ندم ..
باستسلام تام لفظت الشهادة من بين شفتيها بخفوت ..
بينما هناك معركة بداخل الواقف امامها
عقل ثائر ..وقلب صارخ يتحاربان في ساحة عشق ..
والمنتصر رصاصة !!
انطلقت من سلاحه ..
أمر نافذ ..
اتسعت عينيها بصدمه للحظة ،وما بعدها سواد حالك ..ارتطمت بالارض ،سقطت بجسد رخوي ..
رصاصة ..! ..وامر نافذ وجب عليه تنفيذه
سقطت..
رافق سقوطها صوت تهشيم زجاج النافذة من خلفها ..
اثر رصاصة ..!
وامر نافذ ..لم يستطيع تنفيذه ..
نظر إلى جسدها الضئيل المتهاوي أرضا بضعف ..
ليحملها بين يديه وفكرة الفرار بها تتلاحم بأفكاره ..
تواطئ العاشق مع النبيل لانضمام الحقير لهم ..
و ثلاثتهم يريدونها ...
______________
مشاعرها احجية ..ينقصها الكثير من القطع ..وهو رمم جميع نواقصها ..
دخل إلى الغرفة يزفه الشوق لها
جميح جوارحه هائمة في استعداد تام للفناء من اجلها .. ، اشتاقت نظرات عينيه للنهم من قسمات وجهها الرقيقة ..
توغل عشقها بقلبه دون روية ..
حوريته التي اهداها جناحين، لتحلق برفقته تحت سماء عشقه ..
اما هي ..في عزلة فقاعية كانت تبكي ..
استقامت تمسح عينيها ما ان رأته امامها
ليقطب جبينه بقلق متقدما منها ينظر إلى عينيها مباشرة بلهفة ..
: مالك ..؟
بعشق خالص لفظها ،وبكل الحب بادلته بنظرة مطولة نحو عينيه ودمعات تتوالى في التساقط ..
ثارت النزعة الرجولية بداخلة مفسرا بكائها بشكل خاطئ ..
اشتعلت عينيه بالغضب ،لم يكن من احد سواه .. سب نفسه بصمت .. آثر غضبه بداخله لكي لا تخاف .. اخذت افكاره تنتج عدة أسئلة .." هل تسرع بدمغ برائتها بعشقه لها قولا وفعلا ..؟ هل ارغمها على ما لم تكن تريد ..؟"
تهدج انفاسها ونبرة الخوف بصوتها الخافت محى تلك الافكار وكأنها لم تكن
: خايفة ..
: من ايه ..؟
قالها بلهفة عاشق يتأهب لقتل أحدهم وافكاره تنسج اسبابا عدة لخوفها
: خايفة كل ده يطلع حلم ..والاقي نفسي في وسطيهم تاني
شملها في عناق آمن ..
: ماتخافيش ،انتي في وسطينا احنا خلاص ..وسط اهلك وناسك ..
قالها بنبرة حانيه كانت بردا وسلاما على مسامعها وقلبها ،لتتحول نبرته لتوعد خالص يختص به عوض وأتباعه
:قسما بالله لو كان فيهم حد سليم ماكنت خليتله نفس على وش الدنيا
بنظرات متلهفة دامعة رفعت رأسها إليه
: لاء ،بالله عليك يا اسماعيل ما تعمل كده ، انا خلاص مش عايزة حاجة منهم ، بس خليك جانبي انا خايفة عليك ماتسيبنيش ..
ابتسم بعشق ينظر إلى عينيها مباشرة ..قائلا وهو يمسح حبات الؤلؤ الدافئة المتساقطة من عينيها ..
: تعرفي ..؟ ..من اول مرة شوفتك فيها وانا حاسس انك مني ..حاجة غريبة بتربطني بيكي ماكنتش عارف ايه هي ..
رفع خصلات شعرها المتناثرة بانسيابية حول رقة وجهها .. تقبل عينيه كل تفصيلة فيه ..
: هلى طول كنت بحاول اخبي احساسي ده وما ظهروش لحد ..
ابتسمت بخجل تتحدث بنبرة خافتة ..
: لا ، كان بيظهر ..
ضيق عينيه مبتسما يتصنع الشك ..
: كنتي صاحية ؟ ..
اومأت بخجل تطلق ضحكة ناعمة بخفوت ..
: آه ..ده احنا مش ساهلين بقى ..؟
دفنت وجهها بصدره تضحك بخجل ليضمها هو إليه بذراعيه تدوي ضحكاته بسعاده ..
عناقها جنة حوريتها الوحيدة هي ..
حورية جنته ...
_________________________________
احكم لجام جموحه نحو ما يريد ..
ولو اطلق له العنان لاخذها من الجميع راحلا حيث هو وهي وحياة الصغيرة فقط
..في صحراء قاحلة تشبه جفاء روحه، جلس في سيارته وهي ممددة فوق الأريكة الخلفية ..في حكاية ما هي الاميرة النائمة بانتظار قبلة الحبيب ..الذي لن يكون هو ..
والذي لن تجدي قبلته نفعا في إحيائها ،
لكن لإحيائه هو قد تفعل ..
تنهد بغضب يلتقط الهاتف وتلك المرة لم ينص رسالة ..بل مكالمة نبيلة بكل وضوح ..
: تعالى عند ( .... ) ،حياة معايا ..تبقى عندي في خلال 30 دقيقة والا مش هتشوفها تاني .. ومش محتاج اقولك ما تبلغش البوليس ..
بكلمات مقتضبة اخبره عن المكان ثم اغلق ..نص شروطه وتمنى ان يخل بها ..
نظر إليها وشعور ما يؤلمه ..فكرة اخذها وليحترق كلا من مراد وذاك الاخر الذي تحبه ،تلح عليه بشدة .. وفكرة اخرى تهاجمه بكل جبروت طاغي،تمنعه ..
انها تحب ذلك الاخر ..
وفي خضم معارك مشاعره استيقظت ..
فارقت بجهد بين جفنيها المتعانقان ..
ظلت دون واعي بما حدث وما يحدث للحظات ،فقط تنظر امامها بلا ردة فعل تذكر ..سرعان ما واجهت عينيه المحدقة بها لتنتفض جالسة بفزع تتسائل ،لم تمت ؟ لقد اطلق النار ..رأته يطلق الرصاصة نحو رأسها مباشرة !!
نظرت حولها قبل ان تثبت عينيها فوق عينيه بتسائل ..
: انا فين ..؟
نزل من السيارة بغموض يفتح الباب ناحيتها
: انزلي ..
اذدردت ريقها بخوف تذعن لامره ناظرة حولها ..
لتقابل وخذات رقيقة من رمال الصحراء لها فوق وجنتاها نتيجة الرياح ..
وكأنها تهديها قبلات سرية مرحبة ..
وربما موَدعة ..
نظرت إليه تلف ذراعيها حول نفسها في محاولة فاشلة بالشعور بالامان ..
: احنا فين ..؟
اجابها بالصمت فقط يحدق بها بغموض لم تفقهه ..استكشفت نظراتها بخوف فضى المكان من حولها ..
رأته بعين خيالها يحفر هناك بتلك الرمال الصفراء حفرة تناسب ضئالة جسدها
حفرة مناسبة تماما للدفن ..
استنشقت رائحة جفاء حبيبات الرمال تتكدس داخل انفها وفمها ..
استشعرت ملمسها الخشن حين تغمرها كليا ..
دمعت عينيها بقهر مردفة وهي تنظر الى المكان من حولها ..
: لاء ما هو واضح انك اتغيرت .. جايبني علشان اسامحك مقابل برائة الانسان الوحيد اللي حبيته ..زي ما ساومتني اوافق على الجواز منك مقابل حياته قبل كده ..نفس مبدأ لوي الدراع ..
ابتسامة بلهاء ارتسمت على وجهه بينما خفقاته تتراقص طربا على ايقاع جملتها ..( الإنسان الوحيد اللي حبيته) ..
نظر لها سالم نظرة لم تفهمها ..نظرة غامضة ثم هتف مناديا ومازالت نظرته معلقة بعينيها
: حمزة ..
نظرت إليه تقطب حاجبيها بعدم فهم ..سرعان ما اتسعت عينيها بصدمة وجوده في الغرفة ..خفقاتها تهدر بعنف ..تتسائل عينيها كيف له ان يكون هنا ..تمرر نظرها بين سالم وبينه بحيرة وعدم فهم وفجأة تلقفها بين ذراعيه آدم الذي ظهر من العدم يدعمها قائلا..
: اهدي يا سارة انا جنبك ..
نظرت إليه بتيه ..
: ايه اللي بيحصل . انا مش فاهمة ..
ليهتف سالم بنبرة انكسار ..
: انا ما بلويش دراعك يا بنت عمي ..الدكتور حمزة خرج اول ما فوقت وقولت انه مش هو اللي حاول يقتلني .. من غير اي حاجه اهو بطلب منك بس تسامحيني ..
اما هو ..فانفرد بعينيها وكفى ..الكون من حوله فراغ ،هو وهي فقط ..تقترب خطواته لا اراديا منها وكأنه تحت تأثير سحر ما ..سحر عينيها الذهبية ..
وفجأة ..حجرا ما سقط فوق رؤسهم ..التسامح سمة لا يتصف بها الكثيرون ..وهي احدهم ..
: لاء ..مش مسمحاك ..
ساد الوجود معالم وجه سالم، وقمر التي تقف عند باب الغرفة ..ثم نظرت إلى من يذدرد ريقه بقلق امامها ..ولمحة عتاب لاحت بنظرتها له
: مش مسامحة اي حد جرحني حتى لو بكلمة ..
هم ان يتحدث ،يبرر
: سارة انا ..اا
: انا ماشية يا آدم ..
قاطعته توجه حديثها لآدم تخرج من باب الغرفة .. ومقلتيها ينابيع فائضة على وشك الانفجار
________________________
مرحبا بالحرب ...
هو مندوب الشيطان وتلميذه ومساعده ..هو مختلق الوسائل ومتعدد الاهداف ..لا تغريه النهاية بقدر خوض المعركة ..رفع الهاتف نحو اذنيه بابتسامة شيطانية تتأرجح رأسه مع موسيقى تدور فقط بمخيلته ..موسيقى النهاية ..آتاه صوت علاء بإجابة مترقبة .. ليشعل النيران فوق العلم في اشارة لبدأ الحرب ..
: علاء ..خلص عليها ..فلوسك هتوصلك زي كل مرة ..
هكذا فقط ثم اغلق .. الآن ..يجري اتصالا آخر ..من رقمه الخاص ..حيث سيظهر الرقم الخاص بالبلد المقيم فيها ..بل وسيرسل له العنوان بالتفصيل بكل رحابة ..اخترق صوت قصي اذنيه عبر الهاتف ..ليتحدث بأريحية تامة ..بانتشاء ..بشيطانية تجاور مخارج حروفه ..
: قدامك مهلة 3 ايام ..تكون اخدت فيهم عذاها و تيجيلي عشان ابعتك ليها ..اصلها بتخاف تبقى لوحدها ...
---------
تحدث مراد عبر الهاتف بأريحية تامة ..بانتشاء ..بشيطانية تجاور مخارج حروفه ..
: قدامك مهلة 3 ايام ..تكون اخدت فيهم عزاها و تيجيلي عشان ابعتك ليها ..اصلها بتخاف تبقى لوحدها ..
كلماته كان لها واقع الرصاص ..
رصاصات مصوبة نحو خافقه مباشرة في إطار مكالمة هاتفية ..
كالصخور التي تسقط نحو منحدر جبلي وبالنهاية رأسه .
ارتجافة لا وعي ،انكار، لازمت حدقة عينيه ..
سقطت افكاره في فوهة قاتمة بقاع بئر سحيق مظلم ..تصرخ بصمت ..
اما عن قلبه؟ ..
في شق اخدود بركاني العمق يحترق ..
صرخة ذبيحه لا صوت لها شقت اوج نيران صدره تخرج متخفية في هيئة هسيس مهلك من بين اسنانه التي كاد يسحقها
: حياة لاء يامراد..حياة لاء
اختنقت انفاسه ..تراكمت الاحرف بحنجرته تخرج بصعوبة ..
: خرجها من حسابتنا وانا ليك ..هجيلك زي ما انت عايز و ...
قطعت المكالمة ..بعيون جاحظة ظل يناديه والهاتف ملتصق بأذنيه ..
وفي لحظة ادراك موت محقق لا محالة ..
لحظة لها السبق الناري الخاص بها هي فقط ..
دمعة حارقة ألهبت وجنته دفعت بها صورتها بعينيه ..
عجز تام تمكن منه حد تقيد نبضات قلبه عن الخفق ...
____________________
احدهم فعل نمط اللا شعور لديه ،
قلبه يصرخ ب " لا تفعل" ..
بينما العقل ينص اعتراضه غاضبا فوق ورقة بيضاء بحبر قاتم ..
حقيقة داكنة تلائم قتامة الحبر يضعها نصب عينه ..
" فق ..انت قاتل مأجور "
بكلتا يديه صفع جانبي رأسه عدة مرات منحنيا بصراع قاتل ، اصابه من الحيرة ما يبيح الانتحار ..
تثاقلت حبات العرق فوق جبهته،
بكل وضوح شمس ..بل وضوح حريق في ليلة حالكة السواد ..
امر نافذ ..و عليه الإصغاء ..
قتلها !!
فقط ضغطة واحدة فوق الزناد ..وينتهي الامر ..
قتلها وقتل احلامه التي استضافتها ليال عدة ..
قتل نظراته ..افكاره ..التي تعلقت بليل عينيها ..
بقمر منير يعكس ملامح وجهها الرقيق ..
قتل خفقاته التي تهدهد حبا وليد لا ينطق سوى بإسمها ..
" حياة"
وفي لحظة انتصار ..او هزيمة لافارق ..
سحب مسدسه بانفاس لاهثة يندفع خارجا يرافقه شيطانه كالظل ..
فتح باب غرفتها بحسم ،دون سابق انذار ..
استقامت ترتجف واقفة بخوف ..فزع العالم كله تجسد بنظرة عينيها ..اذدردت ريقها بجفاء ، .. امر واقع لا محالة ..
موت ..نهاية حياة !!
حيث نظرات عينيه المرعبة التي يغلب سوادها على اللون الابيض بها ..انفاسه المحترقة تنبأ عن رمادا ما ..
لا تعي هي عنه شيئا ..
تصلبت نظرتها فوق فوهة سلاحه التي اشهرها امام رأسها مباشرة ..توقفت خفقاتها عن النبض ..
لحظة النهاية ..
اغمضت عينيها باستسلام ،صورته تكتمل خلف ستائر جفنيها المغلقة ..ساكن القلب والروح .. لترسم ابتسامة فوق شفتيها ترافقها دمعة ندم ..
باستسلام تام لفظت الشهادة من بين شفتيها بخفوت ..
بينما هناك معركة بداخل الواقف امامها
عقل ثائر ..وقلب صارخ يتحاربان في ساحة عشق ..
والمنتصر رصاصة !!
انطلقت من سلاحه ..
أمر نافذ ..
اتسعت عينيها بصدمه للحظة ،وما بعدها سواد حالك ..ارتطمت بالارض ،سقطت بجسد رخوي ..
رصاصة ..! ..وامر نافذ وجب عليه تنفيذه
سقطت..
رافق سقوطها صوت تهشيم زجاج النافذة من خلفها ..
اثر رصاصة ..!
وامر نافذ ..لم يستطيع تنفيذه ..
نظر إلى جسدها الضئيل المتهاوي أرضا بضعف ..
ليحملها بين يديه وفكرة الفرار بها تتلاحم بأفكاره ..
تواطئ العاشق مع النبيل لانضمام الحقير لهم ..
و ثلاثتهم يريدونها ...
______________
مشاعرها احجية ..ينقصها الكثير من القطع ..وهو رمم جميع نواقصها ..
دخل إلى الغرفة يزفه الشوق لها
جميح جوارحه هائمة في استعداد تام للفناء من اجلها .. ، اشتاقت نظرات عينيه للنهم من قسمات وجهها الرقيقة ..
توغل عشقها بقلبه دون روية ..
حوريته التي اهداها جناحين، لتحلق برفقته تحت سماء عشقه ..
اما هي ..في عزلة فقاعية كانت تبكي ..
استقامت تمسح عينيها ما ان رأته امامها
ليقطب جبينه بقلق متقدما منها ينظر إلى عينيها مباشرة بلهفة ..
: مالك ..؟
بعشق خالص لفظها ،وبكل الحب بادلته بنظرة مطولة نحو عينيه ودمعات تتوالى في التساقط ..
ثارت النزعة الرجولية بداخلة مفسرا بكائها بشكل خاطئ ..
اشتعلت عينيه بالغضب ،لم يكن من احد سواه .. سب نفسه بصمت .. آثر غضبه بداخله لكي لا تخاف .. اخذت افكاره تنتج عدة أسئلة .." هل تسرع بدمغ برائتها بعشقه لها قولا وفعلا ..؟ هل ارغمها على ما لم تكن تريد ..؟"
تهدج انفاسها ونبرة الخوف بصوتها الخافت محى تلك الافكار وكأنها لم تكن
: خايفة ..
: من ايه ..؟
قالها بلهفة عاشق يتأهب لقتل أحدهم وافكاره تنسج اسبابا عدة لخوفها
: خايفة كل ده يطلع حلم ..والاقي نفسي في وسطيهم تاني
شملها في عناق آمن ..
: ماتخافيش ،انتي في وسطينا احنا خلاص ..وسط اهلك وناسك ..
قالها بنبرة حانيه كانت بردا وسلاما على مسامعها وقلبها ،لتتحول نبرته لتوعد خالص يختص به عوض وأتباعه
:قسما بالله لو كان فيهم حد سليم ماكنت خليتله نفس على وش الدنيا
بنظرات متلهفة دامعة رفعت رأسها إليه
: لاء ،بالله عليك يا اسماعيل ما تعمل كده ، انا خلاص مش عايزة حاجة منهم ، بس خليك جانبي انا خايفة عليك ماتسيبنيش ..
ابتسم بعشق ينظر إلى عينيها مباشرة ..قائلا وهو يمسح حبات الؤلؤ الدافئة المتساقطة من عينيها ..
: تعرفي ..؟ ..من اول مرة شوفتك فيها وانا حاسس انك مني ..حاجة غريبة بتربطني بيكي ماكنتش عارف ايه هي ..
رفع خصلات شعرها المتناثرة بانسيابية حول رقة وجهها .. تقبل عينيه كل تفصيلة فيه ..
: هلى طول كنت بحاول اخبي احساسي ده وما ظهروش لحد ..
ابتسمت بخجل تتحدث بنبرة خافتة ..
: لا ، كان بيظهر ..
ضيق عينيه مبتسما يتصنع الشك ..
: كنتي صاحية ؟ ..
اومأت بخجل تطلق ضحكة ناعمة بخفوت ..
: آه ..ده احنا مش ساهلين بقى ..؟
دفنت وجهها بصدره تضحك بخجل ليضمها هو إليه بذراعيه تدوي ضحكاته بسعاده ..
عناقها جنة حوريتها الوحيدة هي ..
حورية جنته ...
_________________________________
احكم لجام جموحه نحو ما يريد ..
ولو اطلق له العنان لاخذها من الجميع راحلا حيث هو وهي وحياة الصغيرة فقط
..في صحراء قاحلة تشبه جفاء روحه، جلس في سيارته وهي ممددة فوق الأريكة الخلفية ..في حكاية ما هي الاميرة النائمة بانتظار قبلة الحبيب ..الذي لن يكون هو ..
والذي لن تجدي قبلته نفعا في إحيائها ،
لكن لإحيائه هو قد تفعل ..
تنهد بغضب يلتقط الهاتف وتلك المرة لم ينص رسالة ..بل مكالمة نبيلة بكل وضوح ..
: تعالى عند ( .... ) ،حياة معايا ..تبقى عندي في خلال 30 دقيقة والا مش هتشوفها تاني .. ومش محتاج اقولك ما تبلغش البوليس ..
بكلمات مقتضبة اخبره عن المكان ثم اغلق ..نص شروطه وتمنى ان يخل بها ..
نظر إليها وشعور ما يؤلمه ..فكرة اخذها وليحترق كلا من مراد وذاك الاخر الذي تحبه ،تلح عليه بشدة .. وفكرة اخرى تهاجمه بكل جبروت طاغي،تمنعه ..
انها تحب ذلك الاخر ..
وفي خضم معارك مشاعره استيقظت ..
فارقت بجهد بين جفنيها المتعانقان ..
ظلت دون واعي بما حدث وما يحدث للحظات ،فقط تنظر امامها بلا ردة فعل تذكر ..سرعان ما واجهت عينيه المحدقة بها لتنتفض جالسة بفزع تتسائل ،لم تمت ؟ لقد اطلق النار ..رأته يطلق الرصاصة نحو رأسها مباشرة !!
نظرت حولها قبل ان تثبت عينيها فوق عينيه بتسائل ..
: انا فين ..؟
نزل من السيارة بغموض يفتح الباب ناحيتها
: انزلي ..
اذدردت ريقها بخوف تذعن لامره ناظرة حولها ..
لتقابل وخذات رقيقة من رمال الصحراء لها فوق وجنتاها نتيجة الرياح ..
وكأنها تهديها قبلات سرية مرحبة ..
وربما موَدعة ..
نظرت إليه تلف ذراعيها حول نفسها في محاولة فاشلة بالشعور بالامان ..
: احنا فين ..؟
اجابها بالصمت فقط يحدق بها بغموض لم تفقهه ..استكشفت نظراتها بخوف فضى المكان من حولها ..
رأته بعين خيالها يحفر هناك بتلك الرمال الصفراء حفرة تناسب ضئالة جسدها
حفرة مناسبة تماما للدفن ..
استنشقت رائحة جفاء حبيبات الرمال تتكدس داخل انفها وفمها ..
استشعرت ملمسها الخشن حين تغمرها كليا ..
دمعت عينيها بقهر مردفة وهي تنظر الى المكان من حولها ..