الفصل السابع والعشرون 27
في الصباح استيقظ قاسم مبكراً و استعد و ذهب الي عمله و لم يوقظ لين بل تركها تنعم ببعض الراحة فقد نامت متأخرة بالأمس و لقد حزن بشدة عليها و لكنه لم يقصد أن يحزنها الي هذه الدرجة فلو كان يعلم أن هذه ستكون ردة فعلها لما قام باخبارها بكل هذا و لكنه كان يقصد أن تعلم أنها أحبها بصدق لا بل عشقها بجنون قبلها بعمق ثم تركها و ذهب إلي عملة و لكنه ما قلق عليها لأنها يبدو عليه التعب منذ عده ايام فقد أخبرته والدته أنها تشعر بالتعب و الإرهاق منذ أكثر من إسبوع ذهب لانه قد تأخر علي عملة و قد عزم علي أصطحابها للطبيب فور عودته من العمل .
اما هي فقد استيقظت بعد ذهابه مباشره فقد كانت تشعر بدوخه و غثيان و رغبه في التقئ و هذه الأعراض مصاحبه لها منذ عدة أيام و خاصة في الصباح فقررت إجراء فحص حمل منزلي كانت قد قامت بشرائه أثناء ذهابها الي رشا فنهضت من فراشها بسرعة و توجهت الي الحمام فهي لا تحتمل الانتظار أكثر من ذلك و قامت بإجراء الفحص وانتظرت عده ثواني حتي ظهرت لها النتيجه و للسعادة فقد كانت ايجابيه ففرحت بشده لأنها تحمل قطعه من قاسم زوجها و حبيبها بداخلها و قررت إخباره و لكنها و بصعوبة منعت نفسها من مهاتفته ف يوم مولده قريباً بعد عدة أيام و سوف تكون هذه هديتها له في يوم مولده يا الله أنها تشعر بسعادة عارمة و لا تصدق أن بداخلها روح أخري بل طفل صغير كم هو شعور رائع و كم كانت تشتاق لهذا الشعور و هذه اللحظة و أثناء شرودة في هذه السعادة التي طرقت بابها قاطعها صوت رساله قد وصلت الي هاتفها الخلوي و كان السعادة أبت أن تتواجد حولها و ما أن فتحت الرسالة و بدأت بقرائتها حتي شعرت بانقباض في قلبها فكان محتواها
'' أنا فاعل خير ما حبتش أن إنسانه رقيقة و طيبة زيك تكون مخدوعة للدرجة دي للأسف جوزك الاستاذ قاسم بيخونك و من شهر تقريباً بدأ يحاول يصلح العلاقة بينه و بين هند خطيبته بنت الحسب و النسب و كمان بيتقابلوا في النادي و ساعات في فندق * * * * * أكيد عارفاه و اكيد طبعاً انت متخيلة هما بيعملوا ايه لما بيتقابلوا هههه ههههه أنا بس حبيت احذرك اصل شكلك علي نياتك اووي تقريباً جوزك أخيراً فاق و عرف أن هند هي الي من مستواه و هي الي تليق بيه و لو عايزة رأيي انا شايفة أن هو عنده حق هههه هههه بأي يا ههه يا لين '' .
انقبض قلب لين بشده أيعقل أن تصدق ما قرأته للتو أنها لن تصدق هذا الكلام المخطوط في الرسالة أنها من المؤكد خدعة و لكن من يريد أن يفرقهم و ما المصلحة العائدة عليه من ذلك يا الله فهي تشعر بالتخبط الشديد في أفكارها فهي مشتته بالكامل و لكنها تنهدت بقوه و هي تقرر أن هذه مجرد خدعة و هي لن تجعل هذا الكلام السخيف أن يعكر فرحتها فهي تثق ب قاسم بشده و لن تنجح مجرد بضع كلمات أن تؤثر علي ثقتها و حبها له ثم ألقت بهاتفها علي الفراس و ظلت تمسك بإختبار الحمل و هي تتأمل العلامتان الظاهرتان فيه بحب و فرحة و هي لا تصدق أنه و أخيراً قد أنعم الله عليهم بهذه النعمة و لن تجعل اي شئ يعكر فرحتها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء عاد قاسم إلي المنزل و تناول العشاء كعادتهم مع العائلة و هو يختلس النظرات إلي لين و بعد الانتهاء من تناول العشاء استأذن قاسم منهم و اخذ لين و صعد الي غرفتة و بمجرد ان دلف إلي الغرفة افلت يدها و جذبها و احتضنها بقوه و اصبحت انفاسه مضطربه
و قال بصوت ضعيف و حزين : انتي عارفه انا حصلي ايه النهاردة انا حسيت ان قلبي كان واقف و مش بيدق ! ! انا كنت همووت ! ! .
من القلق و الخوف عليكى اه أنا قلتلك قلتلك أن الدكتور رؤوف هو الي طلب مني اني أتجوزك في الاول بس انا كنت ممكن ارفض ساعتها و لما حسيت انك ممكن تضيعي مني ده كان بالنسبالي الموت بعينه انا كنت حبيتك لدرجة اني كنت خايف لتضيعي مني أنا أتجوزك لاني حبيتك و اتمنيتك زوجة ليا أنا بحبك لدرجة اني ممكن اموت لو بعدتي عني ثانية واحده و ده الي أنا عايزك تحطيه في دماغك و تنسي كل التلوث الي جالك في دماغك و الي أنا عارفة كويس و أوعي يا لين مهما حصل بينا انك تفكري في يوم انك تسيبني
لين و هي تحتضنه بحب و شوق ف بالإضافة إلي فرحتها بالحمل الا أنا كلامه حالياً قد زاد فرحتها و كمين قلبها و أزال أي شك كل من الممكن أن يكون قد تولد في قلبها بعد رسالة الصباح و أمسكت بيده بين يديها و هبطت بشفتيها و طبعت قبلة طويلة علي يده ثم نظرت إلي عينيه بعد ذلك و هي تقول له بعشق : بعيد الشر عليك يا عمري انا الحمد لله جنبك و في حضنك كمان بتفكرفى حاجه تانيه ليه دا حتى عيب فى حقى ! ! و قامت بأبعادها عنها برفق
و قالت : ابعد يا عم عنى كده انته شكلك كده عامل مصيبة و خايف ما تخافش ما تخافش قول و أنا مش هكون قاسية معاك .
ابتسم قاسم بمرح و قال : عارفه ان وجودك جنبى بيطمنى يا لين انت بقيتي زي الأكسجين في حياتي مقدرش أعيش من غيرة و لو غاب عني اتخنقت و أموت .
لين بمرح : انا مش مصدق ودنى يا لمبى ايه الرومانسية و الغزل و الكلام الجميل ده لا حاسب التعود علي كده .
ابتسم قاسم أمام مرحها و خفة ظلها و قبل أن يتكلم فاجأته و قالت بمرح : طب شيلني بأه و قامت بفتح زراعيها و نظرت له بعين جرو لطيف و برئ . رفع قاسم حاجبه باستنكار و استغراب و هو يسألها بعدم فهم : و ده ليه بقى ان شاء ثم أصلاً انت مش أخده بالك اننا في أوضتنا و لا ايه .
رمشت لين بعينها عده مرات و هي مازالت رافعة يديها و قالت بملامح بريئه : علشان مراتك حبيبتك تعبانه و مش قادره تروح السرير ده لوحدها شيلنى بقى .
ابتسم قاسم و وضع يده اسفل ركبتها و يده الأخري على خصرها و قام بحملها و لفت لين يدها على عنقه و اسندت رأسها على كتفه مستسلمة لهذه المشاعر الغريبه التي تجتاحها فهي تعشق قاسم بشده و ما أن وصل بها الي الفراش حتي وضعها عليه برفق و أخذها في قبلة رومانسيه عميقه و طويله و غابا معاً في عالمهما الوردي لا يشعران باي شي حولهما .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في صباح اليوم التالي:
استيقظت لين علي لمسات ناعمه علي بشرتها و زراعيها ففتحت عينيها بنعاس ف صدمت بأعين قاسم التي كان يحدق بها بنظرات مليئة بالحب و الحنان فأغلقت عيونها سريعاً في خجل و جذبت الغطاء علي وجهها فضحك قاسم بشده عليها و علي خجلها فهي رغم هذه الفترة إلا أنها لم تستطيع التخلي عن خجلها و ألقي الغطاء بعيد عنها و ظل ينظر لها و هي مغمضة العينين غير مصدق ما تفعله ثم سرعان ما أن انفجر ضاحكاً .
قاسم و هو لا يستطيع التوقف عن الضحك : صباح الورد يا قلبي . انتي مكسوفة مني و لا أيه .
لين بخجل شديد و وجنتيها أصبحا بلون الدم من شدة خجلها : صباح النور يا روحي .
قاسم بحب و سعادة واضحة في صوته : ياااه يا لين مش مصدق انك لسه بتتكسفي مني بعد كل الفترة دي انت متعرفيش انت بتعملي ايه فيا ببرأتك و خجلك ده انا بحبك و كل يوم حبي ليكي ب يزيد .
لين بدموع و تأثر من كلام قاسم الرومانسي : ربنا يخليك ليا و يقدرني و أسعدك يا حبيبي .
قاسم و هو يقبل رأسها بحب : سعادتي انك تفضلي جنبي سعيدة و مرتاحة .
ارتمت لين بين زراعي قاسم تضمه إليها بشده وتدعو الله أن يديم هذا الحب بينهم و أن لا يفرق بينهم أبداً .
و بعد فترة استعد كلاً من حنين و قائم و هبطا الي أسفل عند العائلة لتناول الإفطار و عند جلوسهم لاحظت لين نظرات زينب المتفحصة لهم كم أصبحت تكره نظراتها و تخاف منها بشده و تشعر أنها تتميز لهم الشر دائماً و تتمني زوال الحب بينها و بين قاسم لا تعلم لماذا و لكن هذا الإحساس يسيطر عليها دائما ما أن تلتقي عيونها بعيون زينب تنهدت بخوف و هي تنظر إلي طبقها كي لا يلاحظ قاسم شرودها و بعد أن ذهب قاسم و سالم الي عملهم و ذهبت زينب كعادتها الي التسوق .
فاستغربت لين هذا و ذهبت لين مع فاطمة للجلوس في الحديقة فهذا وقتهم المفضل الذي يقضونه بعيداً عن الجميع .
في الحديقة كانت تجلس لين و تنظر الي فاطمة بتردد سرعان ما تحول الي تصميم .
لين بتردد و يتسائل : ماما إن كنت عايزة أسألك علي حاجة بس خايفة تتصايقي من سؤالي بس و الله الفضول هيموتني .
فاطمة باستغراب و هي تنظر إلي لين بفضول : قولي يا حبيبتي عايزة تعرفي ايه و انا هجاوبك علي الي انت عايزة تسأليه .
لين بتساؤل و باستغراب : أنا كنت عايزة أسألك عن طنط زينب أنا ملاحظة أنها مش مهتمه بأي حد في العيلة و عايشه حياتها عادي و لا كأن في ناس عايشين معاها هي ازاي مستحمله كده ازاي مستحمله تعيش لوحدها و هي ليها العيلة الكبيرة دي أنا بصراحة مستغرباها جداً و شيفاها غريبة جداً ازاي يكون عندها الناس الحلوه و الطيبه دي و هي تستعين بالنادي و الشوبينج و تسبيهم .
فاطمة بحزن علي ما أصابها علي يد زينب فقد كانت تزيقها من العذاب ستي الألوان المتواجده له : زينب دي كانت متجوزة يوسف أخويا دا كان مرح و حنين جداً و كان بيحب الهزار و الفرح علي طول لحد اما دخلت زينب حياته و هي للحق كانت بنت جميلة جداً و من عيلة محترمة حبها أوي وجه طلب من بابا انه يتجوزها في نفس الوقت بابا كان بابا حابب يجوزني لابن صاحبه الي كان مستهتر و كان عايز يجوزه عشان يستقيم و يبقي مسئول و يسببه من شغل الاستهتار الي كان عايشه و للحظ كانت زينب دي بنت صاحب بابا و تم الجواز يوسف اتجوز زينب و أنا اتجوزت سالم بس بعد فتره بدأت تتغير مع يوسف و بدأ يكتشف فيها صفات مش كويسه كانت ديماً مغرورة و متكبره و بالتعامل مع الكل كأنهم أقل منها و حتي كانت بتتعامل معايا كده و كانت بتقلب سالم عليا علي طول و كانت ديماً محسساني اني مش لائقة بيهم و اني أقل منهم مش قد المقام يعني و كانت ديماً بتسبب مشاكل جامدة بيني و بين سالم لدرجة أنها حاولت تخليه يطلقني أكثر من مره بس عمي الله يرحمه هو الوحيد الي كان بيقدر عليها ومن يوم ما مات و هي ذادت .
لين و هي تعقد حاجبيها بتأثر من مدي شر هذا ال زينب : طب و هي تعمل ليه كده او هي مستفيدة ايه من كل ده هي الي اختارت حياتها ليه عايزة تدمر حياتك .
فاطمه هي تكمل بتأثر و علامات الالم تظهر علي ملامحها : من أول يوم زينب دخلت فيه حياتنا ووهي متكبرة ومغرورة و بتتعامل الكل علي أنهم خدم عندها انانيه جداً اهم حاجه نفسها كانت مهمله جداً في يوسف و مش بتهتم بأي حاجه تخصه و كان يوسف دايماً يشتكي لماما و ماما كانت لما تحاول تنصحها كانت بترد عليه بطريقه وحشة و كلها قلة زوق و ماما طبعاً كانت بتكتم في نفسها و تستحمل عشان خاطر يوسف لحد ما في يوم عرفنا أنها حامل و من ساعتها و يوسف نسي كل عيوبها و بطل يشتكي و قرر أنه يستحمل عشان خاطر الي في بطنها و لما ولدت و جابت بنوته زي القمر اتفرعنت علينا اكتر و احنا بقينا تجتنبها كأنها مش موجودة بس بصراحة كانت بتخاف من باباها جداً و كانت بتعملن الف حساب لانها لو عملت حاجه غلط او اتكلمت بطريقة وحشه بيهزئها قدامنا و قدام الخدم عشان كده بتبقي ملاك في وجوده العيله متطلعش منها ههههههههههههه .
لين و هي تضحك كي تحاول التخفيف عن فاطمة : هههههههههه عسل و الله يا ماما لازم تحطي التاتش بتاعك مينفعش الكلام يتقال عادي كده ها كملي يا ستي .
فاطمة و قد حزنت بشده و بدأت الدموع تتساقط من عينيها : و عاش يوسف مع مراته و هو مستحمل عشان خاطر بنته بس للاسف كانت حقد و تكبر زينب بيزيد لدرجة أنها كانت ديماً بتضرب البنت و هي طفله رغم أنها فضلت اكتر من تالت سنه لحد ما خلفت بس الي يوسف اكتشفه أنها كانت زعلانه عشان انا حملت علي طول و هي لأ و كمان ربنا رزقني بقائمة و هي اتأخرت جداً و كمان جابت بنت لحد هنا و كان يوسف جاب أخره و معتش قادر يستكمل أسلوبها أكتر من كده فقرر أنه استكمل هو وابنته كتير وجه الوقت عشان يرتاح منها و من العيشه الوحشه الي بيعشوها معاها و فعلاً طلقها يوسف و خد بنته و سافر و اتجوز و خلف و عاش حياته بس بعد عني و سابني لوحدي بسببها هي السبب في كل ده تصدقي أنها رجعت هنا و لا كأن حاجه حصلت معاها و عاشت حياتها تاني و لا افتكرت إن كان ليها بنت و لا راجل بسحبها ولو لفت الدنيا مش هتلاقي ضفره بالعكس هي اتعاملت مع الموضوع كأنه حاجه عاديه بالعكس هي اتعاملت مع الموضوع كأنه هو ده الصح و المفروض و بعدين لما لقت اننا عايشين حياتها و هي عايشه لوحدها تعيسه قررت تخرب علينا و بدأت تدخل ناس في حياتنا وبدأت تعرف سالم علي ستات و بنات من الطبقات الراقيه اللي تليف بمستواهم و كانت نجحت في أنها تبعد سالم عني و تخليه يعاملني بقسوة و عنف و كمان يتعامل مع قاسم وحش هي بدأت تلاقي سعادتها بتعاسة الآخرين فيا بنتي أنا عايزة انصحك سببها في حالها و مالكيش دعوة بيها خالص و اعرفي أن جوزك بيحبك و حافظي عليه و اعرفي أن الدنيا دي وحشه اووي و فيها ناس وحشه بتحب الأذي للناس و انت لو ست شاطرة تعرفي ازاي ما تدخليش الناس دي في حياتك و لا تسمحي لهم أنهم يلعبوا في حياتك و مستقبلك انت قوية و انا متأكده انك هتقدري تحافظي علي حياتك و مش هتخلي حد يتحكم فيها أن شاء الله مش هتكوني فاطمة التانيه أن مش هسمح بكده مهما حصل .
احتضنتها لين بشده و هي تشعر بالحزن الشديد عليها فهي قد تحملت الكثير و الكثير و قد حان الوقت لتشعر بأنها قد حصلت علي مقابل لصبرها و تحملها و هذا بنجاح علاقتها بزوجة ابنها و ابنها و هذا ما نوت لين علي فعله ا خذت تقبل رأسها ويدها بحب و دموع علي ما تحملته من هذه السيده المغروره و المتكبرة التي تفننت في إلحاق الأذي بها و التي لم تعير مشاعرها و احساسها اي اهتمام لقد ظلمتها و ألحقت الأذي بها كثيراً و هي تحاول الان تكرار ما فعلته لفاطمة و تحاول إلحاق الأذي بها و تكرار ما فعلته مع فاطمة فهذا دائماً كان الشعور المسيطر عليها و هذا ما أكدته فاطمة بحديثها و لكنها لن تسمح لها بذلك بل هي علي استعداد تام لتدميرها تماماً من أجل ان تحفاظ علي زوجها و عائلتها الصغيرة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اما هي فقد استيقظت بعد ذهابه مباشره فقد كانت تشعر بدوخه و غثيان و رغبه في التقئ و هذه الأعراض مصاحبه لها منذ عدة أيام و خاصة في الصباح فقررت إجراء فحص حمل منزلي كانت قد قامت بشرائه أثناء ذهابها الي رشا فنهضت من فراشها بسرعة و توجهت الي الحمام فهي لا تحتمل الانتظار أكثر من ذلك و قامت بإجراء الفحص وانتظرت عده ثواني حتي ظهرت لها النتيجه و للسعادة فقد كانت ايجابيه ففرحت بشده لأنها تحمل قطعه من قاسم زوجها و حبيبها بداخلها و قررت إخباره و لكنها و بصعوبة منعت نفسها من مهاتفته ف يوم مولده قريباً بعد عدة أيام و سوف تكون هذه هديتها له في يوم مولده يا الله أنها تشعر بسعادة عارمة و لا تصدق أن بداخلها روح أخري بل طفل صغير كم هو شعور رائع و كم كانت تشتاق لهذا الشعور و هذه اللحظة و أثناء شرودة في هذه السعادة التي طرقت بابها قاطعها صوت رساله قد وصلت الي هاتفها الخلوي و كان السعادة أبت أن تتواجد حولها و ما أن فتحت الرسالة و بدأت بقرائتها حتي شعرت بانقباض في قلبها فكان محتواها
'' أنا فاعل خير ما حبتش أن إنسانه رقيقة و طيبة زيك تكون مخدوعة للدرجة دي للأسف جوزك الاستاذ قاسم بيخونك و من شهر تقريباً بدأ يحاول يصلح العلاقة بينه و بين هند خطيبته بنت الحسب و النسب و كمان بيتقابلوا في النادي و ساعات في فندق * * * * * أكيد عارفاه و اكيد طبعاً انت متخيلة هما بيعملوا ايه لما بيتقابلوا هههه ههههه أنا بس حبيت احذرك اصل شكلك علي نياتك اووي تقريباً جوزك أخيراً فاق و عرف أن هند هي الي من مستواه و هي الي تليق بيه و لو عايزة رأيي انا شايفة أن هو عنده حق هههه هههه بأي يا ههه يا لين '' .
انقبض قلب لين بشده أيعقل أن تصدق ما قرأته للتو أنها لن تصدق هذا الكلام المخطوط في الرسالة أنها من المؤكد خدعة و لكن من يريد أن يفرقهم و ما المصلحة العائدة عليه من ذلك يا الله فهي تشعر بالتخبط الشديد في أفكارها فهي مشتته بالكامل و لكنها تنهدت بقوه و هي تقرر أن هذه مجرد خدعة و هي لن تجعل هذا الكلام السخيف أن يعكر فرحتها فهي تثق ب قاسم بشده و لن تنجح مجرد بضع كلمات أن تؤثر علي ثقتها و حبها له ثم ألقت بهاتفها علي الفراس و ظلت تمسك بإختبار الحمل و هي تتأمل العلامتان الظاهرتان فيه بحب و فرحة و هي لا تصدق أنه و أخيراً قد أنعم الله عليهم بهذه النعمة و لن تجعل اي شئ يعكر فرحتها .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في المساء عاد قاسم إلي المنزل و تناول العشاء كعادتهم مع العائلة و هو يختلس النظرات إلي لين و بعد الانتهاء من تناول العشاء استأذن قاسم منهم و اخذ لين و صعد الي غرفتة و بمجرد ان دلف إلي الغرفة افلت يدها و جذبها و احتضنها بقوه و اصبحت انفاسه مضطربه
و قال بصوت ضعيف و حزين : انتي عارفه انا حصلي ايه النهاردة انا حسيت ان قلبي كان واقف و مش بيدق ! ! انا كنت همووت ! ! .
من القلق و الخوف عليكى اه أنا قلتلك قلتلك أن الدكتور رؤوف هو الي طلب مني اني أتجوزك في الاول بس انا كنت ممكن ارفض ساعتها و لما حسيت انك ممكن تضيعي مني ده كان بالنسبالي الموت بعينه انا كنت حبيتك لدرجة اني كنت خايف لتضيعي مني أنا أتجوزك لاني حبيتك و اتمنيتك زوجة ليا أنا بحبك لدرجة اني ممكن اموت لو بعدتي عني ثانية واحده و ده الي أنا عايزك تحطيه في دماغك و تنسي كل التلوث الي جالك في دماغك و الي أنا عارفة كويس و أوعي يا لين مهما حصل بينا انك تفكري في يوم انك تسيبني
لين و هي تحتضنه بحب و شوق ف بالإضافة إلي فرحتها بالحمل الا أنا كلامه حالياً قد زاد فرحتها و كمين قلبها و أزال أي شك كل من الممكن أن يكون قد تولد في قلبها بعد رسالة الصباح و أمسكت بيده بين يديها و هبطت بشفتيها و طبعت قبلة طويلة علي يده ثم نظرت إلي عينيه بعد ذلك و هي تقول له بعشق : بعيد الشر عليك يا عمري انا الحمد لله جنبك و في حضنك كمان بتفكرفى حاجه تانيه ليه دا حتى عيب فى حقى ! ! و قامت بأبعادها عنها برفق
و قالت : ابعد يا عم عنى كده انته شكلك كده عامل مصيبة و خايف ما تخافش ما تخافش قول و أنا مش هكون قاسية معاك .
ابتسم قاسم بمرح و قال : عارفه ان وجودك جنبى بيطمنى يا لين انت بقيتي زي الأكسجين في حياتي مقدرش أعيش من غيرة و لو غاب عني اتخنقت و أموت .
لين بمرح : انا مش مصدق ودنى يا لمبى ايه الرومانسية و الغزل و الكلام الجميل ده لا حاسب التعود علي كده .
ابتسم قاسم أمام مرحها و خفة ظلها و قبل أن يتكلم فاجأته و قالت بمرح : طب شيلني بأه و قامت بفتح زراعيها و نظرت له بعين جرو لطيف و برئ . رفع قاسم حاجبه باستنكار و استغراب و هو يسألها بعدم فهم : و ده ليه بقى ان شاء ثم أصلاً انت مش أخده بالك اننا في أوضتنا و لا ايه .
رمشت لين بعينها عده مرات و هي مازالت رافعة يديها و قالت بملامح بريئه : علشان مراتك حبيبتك تعبانه و مش قادره تروح السرير ده لوحدها شيلنى بقى .
ابتسم قاسم و وضع يده اسفل ركبتها و يده الأخري على خصرها و قام بحملها و لفت لين يدها على عنقه و اسندت رأسها على كتفه مستسلمة لهذه المشاعر الغريبه التي تجتاحها فهي تعشق قاسم بشده و ما أن وصل بها الي الفراش حتي وضعها عليه برفق و أخذها في قبلة رومانسيه عميقه و طويله و غابا معاً في عالمهما الوردي لا يشعران باي شي حولهما .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في صباح اليوم التالي:
استيقظت لين علي لمسات ناعمه علي بشرتها و زراعيها ففتحت عينيها بنعاس ف صدمت بأعين قاسم التي كان يحدق بها بنظرات مليئة بالحب و الحنان فأغلقت عيونها سريعاً في خجل و جذبت الغطاء علي وجهها فضحك قاسم بشده عليها و علي خجلها فهي رغم هذه الفترة إلا أنها لم تستطيع التخلي عن خجلها و ألقي الغطاء بعيد عنها و ظل ينظر لها و هي مغمضة العينين غير مصدق ما تفعله ثم سرعان ما أن انفجر ضاحكاً .
قاسم و هو لا يستطيع التوقف عن الضحك : صباح الورد يا قلبي . انتي مكسوفة مني و لا أيه .
لين بخجل شديد و وجنتيها أصبحا بلون الدم من شدة خجلها : صباح النور يا روحي .
قاسم بحب و سعادة واضحة في صوته : ياااه يا لين مش مصدق انك لسه بتتكسفي مني بعد كل الفترة دي انت متعرفيش انت بتعملي ايه فيا ببرأتك و خجلك ده انا بحبك و كل يوم حبي ليكي ب يزيد .
لين بدموع و تأثر من كلام قاسم الرومانسي : ربنا يخليك ليا و يقدرني و أسعدك يا حبيبي .
قاسم و هو يقبل رأسها بحب : سعادتي انك تفضلي جنبي سعيدة و مرتاحة .
ارتمت لين بين زراعي قاسم تضمه إليها بشده وتدعو الله أن يديم هذا الحب بينهم و أن لا يفرق بينهم أبداً .
و بعد فترة استعد كلاً من حنين و قائم و هبطا الي أسفل عند العائلة لتناول الإفطار و عند جلوسهم لاحظت لين نظرات زينب المتفحصة لهم كم أصبحت تكره نظراتها و تخاف منها بشده و تشعر أنها تتميز لهم الشر دائماً و تتمني زوال الحب بينها و بين قاسم لا تعلم لماذا و لكن هذا الإحساس يسيطر عليها دائما ما أن تلتقي عيونها بعيون زينب تنهدت بخوف و هي تنظر إلي طبقها كي لا يلاحظ قاسم شرودها و بعد أن ذهب قاسم و سالم الي عملهم و ذهبت زينب كعادتها الي التسوق .
فاستغربت لين هذا و ذهبت لين مع فاطمة للجلوس في الحديقة فهذا وقتهم المفضل الذي يقضونه بعيداً عن الجميع .
في الحديقة كانت تجلس لين و تنظر الي فاطمة بتردد سرعان ما تحول الي تصميم .
لين بتردد و يتسائل : ماما إن كنت عايزة أسألك علي حاجة بس خايفة تتصايقي من سؤالي بس و الله الفضول هيموتني .
فاطمة باستغراب و هي تنظر إلي لين بفضول : قولي يا حبيبتي عايزة تعرفي ايه و انا هجاوبك علي الي انت عايزة تسأليه .
لين بتساؤل و باستغراب : أنا كنت عايزة أسألك عن طنط زينب أنا ملاحظة أنها مش مهتمه بأي حد في العيلة و عايشه حياتها عادي و لا كأن في ناس عايشين معاها هي ازاي مستحمله كده ازاي مستحمله تعيش لوحدها و هي ليها العيلة الكبيرة دي أنا بصراحة مستغرباها جداً و شيفاها غريبة جداً ازاي يكون عندها الناس الحلوه و الطيبه دي و هي تستعين بالنادي و الشوبينج و تسبيهم .
فاطمة بحزن علي ما أصابها علي يد زينب فقد كانت تزيقها من العذاب ستي الألوان المتواجده له : زينب دي كانت متجوزة يوسف أخويا دا كان مرح و حنين جداً و كان بيحب الهزار و الفرح علي طول لحد اما دخلت زينب حياته و هي للحق كانت بنت جميلة جداً و من عيلة محترمة حبها أوي وجه طلب من بابا انه يتجوزها في نفس الوقت بابا كان بابا حابب يجوزني لابن صاحبه الي كان مستهتر و كان عايز يجوزه عشان يستقيم و يبقي مسئول و يسببه من شغل الاستهتار الي كان عايشه و للحظ كانت زينب دي بنت صاحب بابا و تم الجواز يوسف اتجوز زينب و أنا اتجوزت سالم بس بعد فتره بدأت تتغير مع يوسف و بدأ يكتشف فيها صفات مش كويسه كانت ديماً مغرورة و متكبره و بالتعامل مع الكل كأنهم أقل منها و حتي كانت بتتعامل معايا كده و كانت بتقلب سالم عليا علي طول و كانت ديماً محسساني اني مش لائقة بيهم و اني أقل منهم مش قد المقام يعني و كانت ديماً بتسبب مشاكل جامدة بيني و بين سالم لدرجة أنها حاولت تخليه يطلقني أكثر من مره بس عمي الله يرحمه هو الوحيد الي كان بيقدر عليها ومن يوم ما مات و هي ذادت .
لين و هي تعقد حاجبيها بتأثر من مدي شر هذا ال زينب : طب و هي تعمل ليه كده او هي مستفيدة ايه من كل ده هي الي اختارت حياتها ليه عايزة تدمر حياتك .
فاطمه هي تكمل بتأثر و علامات الالم تظهر علي ملامحها : من أول يوم زينب دخلت فيه حياتنا ووهي متكبرة ومغرورة و بتتعامل الكل علي أنهم خدم عندها انانيه جداً اهم حاجه نفسها كانت مهمله جداً في يوسف و مش بتهتم بأي حاجه تخصه و كان يوسف دايماً يشتكي لماما و ماما كانت لما تحاول تنصحها كانت بترد عليه بطريقه وحشة و كلها قلة زوق و ماما طبعاً كانت بتكتم في نفسها و تستحمل عشان خاطر يوسف لحد ما في يوم عرفنا أنها حامل و من ساعتها و يوسف نسي كل عيوبها و بطل يشتكي و قرر أنه يستحمل عشان خاطر الي في بطنها و لما ولدت و جابت بنوته زي القمر اتفرعنت علينا اكتر و احنا بقينا تجتنبها كأنها مش موجودة بس بصراحة كانت بتخاف من باباها جداً و كانت بتعملن الف حساب لانها لو عملت حاجه غلط او اتكلمت بطريقة وحشه بيهزئها قدامنا و قدام الخدم عشان كده بتبقي ملاك في وجوده العيله متطلعش منها ههههههههههههه .
لين و هي تضحك كي تحاول التخفيف عن فاطمة : هههههههههه عسل و الله يا ماما لازم تحطي التاتش بتاعك مينفعش الكلام يتقال عادي كده ها كملي يا ستي .
فاطمة و قد حزنت بشده و بدأت الدموع تتساقط من عينيها : و عاش يوسف مع مراته و هو مستحمل عشان خاطر بنته بس للاسف كانت حقد و تكبر زينب بيزيد لدرجة أنها كانت ديماً بتضرب البنت و هي طفله رغم أنها فضلت اكتر من تالت سنه لحد ما خلفت بس الي يوسف اكتشفه أنها كانت زعلانه عشان انا حملت علي طول و هي لأ و كمان ربنا رزقني بقائمة و هي اتأخرت جداً و كمان جابت بنت لحد هنا و كان يوسف جاب أخره و معتش قادر يستكمل أسلوبها أكتر من كده فقرر أنه استكمل هو وابنته كتير وجه الوقت عشان يرتاح منها و من العيشه الوحشه الي بيعشوها معاها و فعلاً طلقها يوسف و خد بنته و سافر و اتجوز و خلف و عاش حياته بس بعد عني و سابني لوحدي بسببها هي السبب في كل ده تصدقي أنها رجعت هنا و لا كأن حاجه حصلت معاها و عاشت حياتها تاني و لا افتكرت إن كان ليها بنت و لا راجل بسحبها ولو لفت الدنيا مش هتلاقي ضفره بالعكس هي اتعاملت مع الموضوع كأنه حاجه عاديه بالعكس هي اتعاملت مع الموضوع كأنه هو ده الصح و المفروض و بعدين لما لقت اننا عايشين حياتها و هي عايشه لوحدها تعيسه قررت تخرب علينا و بدأت تدخل ناس في حياتنا وبدأت تعرف سالم علي ستات و بنات من الطبقات الراقيه اللي تليف بمستواهم و كانت نجحت في أنها تبعد سالم عني و تخليه يعاملني بقسوة و عنف و كمان يتعامل مع قاسم وحش هي بدأت تلاقي سعادتها بتعاسة الآخرين فيا بنتي أنا عايزة انصحك سببها في حالها و مالكيش دعوة بيها خالص و اعرفي أن جوزك بيحبك و حافظي عليه و اعرفي أن الدنيا دي وحشه اووي و فيها ناس وحشه بتحب الأذي للناس و انت لو ست شاطرة تعرفي ازاي ما تدخليش الناس دي في حياتك و لا تسمحي لهم أنهم يلعبوا في حياتك و مستقبلك انت قوية و انا متأكده انك هتقدري تحافظي علي حياتك و مش هتخلي حد يتحكم فيها أن شاء الله مش هتكوني فاطمة التانيه أن مش هسمح بكده مهما حصل .
احتضنتها لين بشده و هي تشعر بالحزن الشديد عليها فهي قد تحملت الكثير و الكثير و قد حان الوقت لتشعر بأنها قد حصلت علي مقابل لصبرها و تحملها و هذا بنجاح علاقتها بزوجة ابنها و ابنها و هذا ما نوت لين علي فعله ا خذت تقبل رأسها ويدها بحب و دموع علي ما تحملته من هذه السيده المغروره و المتكبرة التي تفننت في إلحاق الأذي بها و التي لم تعير مشاعرها و احساسها اي اهتمام لقد ظلمتها و ألحقت الأذي بها كثيراً و هي تحاول الان تكرار ما فعلته لفاطمة و تحاول إلحاق الأذي بها و تكرار ما فعلته مع فاطمة فهذا دائماً كان الشعور المسيطر عليها و هذا ما أكدته فاطمة بحديثها و لكنها لن تسمح لها بذلك بل هي علي استعداد تام لتدميرها تماماً من أجل ان تحفاظ علي زوجها و عائلتها الصغيرة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .