الفصل السادس والعشرين
ممرضة دمرت حياتي
الحلقة السادسة والعشرون
.....................................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
طلبت حنين من غنيم أن يأتي لمنزلهم مرددة...تعال حضرتك شرف عندنا ونتكلم ، عشان الموضوع مهم جداً ومحتاج فيس تو فيس .
ضحك غنيم...فيس مرة واحدة ، حاضر جي حال، مسافة السكة .
حنين ...تمام واحنا في انتظارك .
ثم حدثت حلا بقولها ...طبعا أول ما يشوفك كده هيزعل ويدعي على عياله ويقول هيسوي ويعمل فيهم .
تروحى أنتِ قيلاله لا حرام تقول كده دول عيالك برده .
وأنكم لازم تفترقوا بدل مهما يفترقوا .
عشان يضمنوا حقهم ميضعش .
لأن لو فضلتي معاه هيفضلوا يأذوكي.
حلا...تمام يا ريس .
وبالفعل أتى غنيم متلهفا لرؤيتها ، وكادت عينيه أن تخرج
من مقلتيه عندما وجدها على تلك الحالة المزرية، ودمعت عيناه وهو يمسك بيديها قائلا ...حلا حبيبتي، إيه حصل؟
وإزاي حصلك كده ،ومين السبب ؟
حلا بإنكسار...السبب ولادك يا غنيم ، وطبعا المرة دي أصعب لأنهم فاكرين أني خلاص بجوازي منك أني هكوش على كل حاج، وعشان كده خلاص معدتش ينفع نكمل مع بعض .
وأنت لازم تطلقني، عشان ترجع علاقتك معاهم كويسة ويضمنوا حقهم .
لأني طول ما أنا معاك مش هيبطلوا يأذوك ويأذوني .
غنيم بغصة مريرة ....ولادي تاني !
وازاي عرفوا ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل ده عشان الفلوس ، كسروكي وكسروني معاهم .
ياريتني ما كنت إنسان غني ومعايا فلوس .
يمكن كانوا ساعتها سابوني أتهنى مع الإنسانة اللي تمناها قلبي، بس أنا مش هسكت وأنا فعلا هحرمهم من الفلوس دي.
جزءا للي عملوه معاكي .
حلا ...لا طبعا أنت بتقول إيه ؟
أنا مرضاش بكده طبعا .
ده حقهم ، وأنا قولتلك قبل كده ، أنا أتعوض ، لكن ولادك لا.
فسامحني، زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف .
انفعل غنيم من كلام حلا ورد عليها قائلا ...أنتِ كمان بتبعيني بالسهولة دي يا حلا .
حرام عليكي ، هو بالساهل تدوسي على قلبي كده؟.
حلا بإنكسار ...لا طبعا ، بس ولادك أولى بيك وبفلوسك .
غنيم ...يادي الفلوس .
أقولك خلاص أنا مش عايزها ، سايبهالهم ، أنا هكتبلهم تنازل عنها كلها ، المهم يسبوني في حالي .
وأنا مش مهم عندي إلا أنتِ ، أنتِ كنزي الوحيد يا حلا .
ده لو تقبلي بيه كده ؟
يعني مش هكون الحاج غنيم الراجل الغني، هكون مجرد غنيم بس ،زوج عادي .
وهشتغل في أي مكان ، إن شاء الله حتى أكنس الشارع المهم أكفي طلباتك وأعيشك مستورة وتكوني جمبي .
لكن مقدرش فعلا أستغنى عنك .
فابتسمت حلا ورفعت يده لفمها وقبلته بحنو قائلة...وأنا مش عايزة غيرك يا غنيم .
سبلهم كل حاجة ، وأنا هكتفي بيك أنت .
ابتسم غنيم ابتسامة رضا وحمد الله أنه رزقه بتلك الزوجة الصالحة التي جاءته عوضا عن عقوق أبنائه له .
وفجأة قام قائلا ...أنا رايح دلوقتي ليهم ،وهاخد معايا المحامي .
وهتنازل عن كل ما أملك إلا طبعا شقتنا .
وهخليه يكتب تعهد عليهم بعدم التعرض ليكي تاني وإلا هما حرين بقا في اللي ممكن يحصل ليهم تاني .
لأن المرة الجاية لا قدر الله لو حصلك أي شىء .
مش هيكفيني فيكي الدنيا كلها .
ابتسمت حلا وأومأت برأسها برضا وسكينة .
فما سينفعها المال بدون حب كهذا الذي يحمله زوجها لها.
وبالفعل توجه غنيم هو ومحاميه إلى فهمي في شقته والصدفة
أن أختيه كانتا عنده يتحدثون في مؤامرة جديدة .
تفاجأ فهمى بمجيء والده عندما فتحت له الخادمة .
فوجده أمامه ففزع قائلا ...بابا .
لتقف نورا ومروة ببعض الإرتباك .
ليقذف غنيم في وجههم القنبلة التي كان مفادها ...أنا من النهاردة لا أبوكوا ولا أعرفكوا .
وحسبي الله ونعم الوكيل فيكم، ومش مسامحكم لغاية يوم الدين.
فهمى بجحود ...وإحنا مسامحينك ، عشان جبت عيلة من دور بناتك ، تقاسمنا في حقنا، ومش بعيد تخليك تكتبلها كل أملاكك .
غنيم بصدمة ...وأنتوا كل اللي يهمكم هو الفلوس والأملاك بس ، وأنا فين من ده كله .
ليه بخيلين عليا بشوية سعادة مرة من نفسي بعد سنين طويلة
من الحرمان .
وليه حكمتوا عليها وظلمتوها كده ؟
ومين قال إنها هتشارككم، أو حتى تخليني أكتبلها حاجة .
أنتم عارفين أني أعرف شرع ربنا كويس أوي .
وإن كان ليها حق مش هيجي حاجة في حقكم أنتم .
مروة ...لا مهي ممكن تجيبلك عيل ولا اتنين كمان ،وساعتها إحنا هنطلع برا اللعبة خالص .
نورا ...يعني كان لازم تاخد واحدة قد بنتك .
ليه معملتش حساب لسنك واتجوزت وحدة قدك .
غنيم بغصة مريرة...ده نصيبي اللي ربنا كرمني بيه .
فهمى ...وإحنا مش عايزينها ،ويستحيل نسيبها تشاركنا ،أو نستنى لما تجبلك عيل .
أنت لازم تطلقها وحالا وإلا ...؟
غنيم ...وإلا إيه يا فهمى ، يا ابني المفروض العاقل الكبير .
فهمى ...هحجر عليك .
اهتز جسد غنيم من وقع الصدمة ،وكاد أن يقع لولا المحامي الذي سنده وغضب بشدة لما حدث منهم ، فارتفع صوته قائلا ...ازاي تعملوا كده في أبوكم اللي رباكم لغاية مكبرتوا وفتحتوا بيوت .
فين بر الوالدين ،ومتعرفوش ، إنما كما تدين تدان .
يعني زي ما بتعملوا في أبوكم دلوقتي، مسير الدنيا تدور عيلكوا وهيعملوا كده فيكم .
وعلى العموم للأسف على الرغم من اللي أنتوا عملتوه ،هو كان جي دلوقتي بإرادته يتنازل عن كل أملاكه بيع وشرا ليكم ماعدا الشقة اللي قاعد فيها .
مع أخد تعهد بعدم التقرب لمراته مرة تانية بأي صورة من الصور .
وإلا ساعتها هتعرضوا نفسكم للمسؤولية والحبس .
فلمعت عيني فهمى ونورا ومروة قائلين ...بجد الكلام ده !!!
المحامى ...آه ،وأنا معايا الورق أهو ،ومش ناقص غير امضتيكم .
وفعلا أخرج الورق ، ومع كل ورقة كانوا يمضون عليها، كان قلب غنيم يدق بشدة .
فليس بالهين التنازل عن كل أملاكه التي لطالما اجتهد وسهر الليالي لجمعها .
ولكن كله يهون أمام أمان زوجته الحبيبة حلا .
وبعد انتهاء الإمضاء على العقد .
وأخذ التعهد عليهم إلا يتعرضوا لزوجته مرة أخرى .
تهافت عليه أولاده الثلاثة قائلين بتصنع
فهمى ...مكنتش أعرف يا بابا يا حبيبي، أنك بتحبنا أوي كده ..ثم حاول فهمى أن يقبل يده .
ولكن غنيم سحبها منه مرددا ...دلوقتي بابا .
بس أقول إيه ؟
ربنا حكم عدل .
مروة ...خلاص بقا يا بابا حصل خير .
وأنت مهما كان أبونا اللي بنحبه .
وهي زي بعضه مرات أبونا ولازم نحترمها عشان خاطرك .
نورا ...آه عشان خاطرك يا بابا .
ولو عايز كمان نعتذرها مفيش مانع .
غنيم ...لا خلاص ، مش عايز غير تبعدوا عنها وبس .
نورا بغيظ. ..للدرجاتي بتحبها العيلة دي، وأكلت عقلك .
غنيم ...لأنها تستاهل ومتربية صح فعلا .
لكن أنا للأسف معرفتش أربي .
ثم أشار المحامى ....لو سمحت ممكن توصلني.
لأني كمان مضيت على العربية كمان .
خلاص مش عايز أي حاجة .
المحامي ...تحت أمرك يا حاج غنيم .
كان الله في العون ، ربنا يخلف عليك بالخير .
...............
فكانت روان في انتظار خالد في الليلة التي وعدته بها، وقامت بإعداد بعض الأطعمة ،والعصير الذي ستخلطه بحبوب الهيروين. .
لتجعله مدمنا وتستطيع التحكم به كيفما شاءت، وفي المعاد المحدد حضر خالد فاستقبلته روان بترحاب شديد .....أهلا أهلا دكتور خالد .
شرفتنا ، اتفضل .
خالد ...إيه إحنا هنتعامل رسميات ولا إيه ؟
أنا معاكي هنا خالد وبس .
خلودي بتاع زمان ولا نستيه ؟
روان ...لا طبعا عمري مهنسى .
حاول خالد أن يضم إليه شوقا ورغبة بها ،ولكنها ابتعدت عنه بدلال قائلة ...مستعجل على إيه ؟
سهرتنا طويلة لسه .
وأنت ضيفي النهاردة ،وكرم الضيف واجب .
ولازم الأول ناكل عيش وملح مع بعض .
خالد مبتسما ...لا دي شكلها عزومة جامدة بجد .
بس خلي بالك لو عجبني أكلك، هيكون إدمان ،وهتضطري ، تعزميني كتير بعد كده .
فضحكت روان بمكر ...فعلا إدمان !
ومعنديش مانع من تكرار الزيارة يا خلودي.
ثم أشارت إلى السفرة التي كانت مجهزة بأصناف المختلفة ، على أضواء الشموع، مما حرك قلب خالد فأردف قائلا ...إيه الجو الشاعري اللي يفتح النفس ده .
كل ده يطلع منك أنتِ ؟
لاااا أنا خايف كده فعلا أحبك بجد .
ومقدرش أستغنى عنك .
روان بضحك ....اعملها بس وبعدين نتكلم .
ثم أشارت له بالجلوس .
فجلس وبدئا يتناولان الطعام على أنغام الموسيقى الهادئة.
وأثناء الطعام ارشف خالد من العصير فنظرت له روان بخبث محدثة نفسها ...اشرب يا خالد
اشرب اللي عملته فيا .
اشرب لغاية ما تيجي تركع تحت رجلي وتطلب الرحمة عشان أشربك تاني .
أنهى خالد الطعام والعصير ،ثم شعر بإحساس غريب ينتابه وأخذ يضحك .
روان باندهاش...خير بتضحك ليه !
أنا قولت نكتة .
خالد ...مش عارف بس حاسس أني مبسوط أوي، وجسمي مستريح، وحاسس زي ما يكون طاير في الهوا .
أنتِ حاطة في الأكل هرمون السعادة ولا إيه ؟.
ضحكت روان على كلامه...آه تقريبا كده .
فغمز لها خالد قائلا ...طيب ما تيجي جوه نحلي بعد الأكل الدسم ده يا عسلية أنتِ.
روان بدلال ...يلا بينا يا خلودي .
بس عشان خاطرك أول ليلة فري .
لكن لو عايز تكررها ، يبقا لازم تجبلي هدية معاك وأنت جاي .
خالد ...بس كده عيوني ليكي.
لو طلبتي حتى لبن العصفور هجبلهولك .
أنتِ تؤمري يا رورو .
أكملوا كلامهم ليقضوا معا سهرة حمراء في غضب الله ، وانتهاك حرمات الله ، بعد أن نزع الله عنهما الحياء والإيمان .
ليعيشا كما الحيوانات بدون عقل .
ليعود بعدها خالد إلى منزله ، ولكن ليس في إدراكه الكامل ، فأخذ يغني بسعادة ويضحك .
حتى استيقظت زوجته نادين على صوته .
ففزعت عندما رأته بملابسه الغير مهندمة .
وآثار الخيانة بادية عليه وعلى هيأته من أحمر الشفاه وغيره على قميصه .
بجانب غنائه وضحكاته الغير طبيعية
نادين بغلظة ...خالد أنت كنت فين ؟
وإيه اللي بتقوله ده ؟ مش مكسوف من نفسك ولا خايف عيالك يسمعوا .
خالد ..هششش هششش .
أنا مش عايز اسمع صوت ، أنا عايز أنام وبس .
بس هو صح أنتِ اسمك إيه النهاردة ؟.
نادين وهي تقوم لتقف لمقابلته منفعلة ...أنت شكلك اتجننت خلاص ،وإيه اللي عامله في نفسك ده .
ده غير القذارة اللي على هدومك .
أنت إيه يا أخي معندكش ريحة الدم ولا الإحساس
أنا خلاص زهقت وجبت أخري منك ومن القذراة اللي أنت عايش فيها دي .
خالد. ..وبعدين معاكي ،سبيني أنام دلوقتي وبعدين نبقا نتكلم .
عشان أنا مبسوط أوي دلوقتي.
نادين ببكاء...لا أنا خلاص مبقتش قدرة أستحمل الوضع ده، ثم قالت ... خالد أنت لازم تطلقني، يستحيل أعيش معاك بعد ما وصلت للدرجة دي كمان .
مش همك بيتك ولا وولادك ولا مكانتك .
مش همك غير الستات القذرة اللي تعرفهم .
طلقني يا خالد .
خالد ..يا ستي استهدي بالله وسبيني أنام .
ولما أصحى أبقا أطلقك .
نادين .. لا طلقني طلقني دلوقتي .
خالد ....يعني لو طلقتك دلوقتي هتسبيني أنام؟
نادين ... أيوا .
خالد ...طيب، أنتِ طالق يا نادين .
ويلا أوعي كده عشان عايز أنام .
فانهارت نادين من البكاء، مرددة ....ياه على عمري اللي ضاع
مع انسان زيك .
أنت فعلا متستهلش أني أكون مراتك ولا أنت أب مشرف .
الحمد لله أني خلصت منك .
وهسيبك لنفسك وهاخد ولادي.
وربنا يقدرني عليهم .
وبالفعل جمعت ملابسها وذهبت لغرفة أولادها وعندما تسلل ضوء النهار أيقظتهم .
ثم بعد ذلك ذهبت بهم إلى والدها ، بدون رجعة مرة أخرى .
........
عندما علم الحاج محمد بما حدث لصديقه المقرب غنيم اتصل به
الحاج محمد بمداعبة لكي يدخل على نفسه السرور...إزيك
يا راجل ؟ وإيه أخبار الدنيا معاك ؟
غنيم ... الحمدلله والله على كل حال.
الحاج محمد ...يزيد فضلك يا أخويا .
بقولك أنت عارف أني صحتي على القد دلوقتي، ومبقتش قادر
على الشغل لكن أنت ماشاء الله اتجوزت اللي رجعتلك شبابك، عيني عليك باردة .
غنيم بضحك ...ما قولتلك أجوزك .
الحاج محمد بضحك ...طيب خليني أفكر ،بس خايف من أم العيال تعمل مني كفتة .
فضحك غنيم ...خلاص اتقي شرها أحسن .
الحاج محمد ...طيب يا عم الشباب أنت ،ما تيجي تمسك معايا الشغل في الوكالة .
وتبقا جمبي وأشوفك على طول ونتسامر زي زمان .
وحط مرتب لنفسك يا صاحبي زي ما تحب وبزيادة كمان .
فابتسم غنيم لانه يعلم رغبة صاحب عمره في مساعدته ولكن دون أن يجرح مشاعره أو يخدش كبرياءه فقبل طلبه لأنه فعلا يحتاج العمل ، بعد أن تنازل عن كل ما يملك .
غنيم ...أكيد يا صاحبي ،دي حاجة تفرحني أني أكون جنبك لآخر العمر .
الحاج محمد ...خلاص مستنيك ، ولا مش قادر تبعد عن العروسة .
غنيم بضحك ...لا جايلك طوالي أهو .
حلا......خير يا حبيبي ، رايح على فين ؟
غنيم ...هروح أشتغل عند الحاج محمد صاحبي .
حلا بغصة مريرة...أنا آسفة يا حبيبي .
أنا السبب في أنك تسيب أملاكك وتروح تشتغل عند الناس .
أمسك غنيم يد حلا وقبلها قائلا ...أنتِ كل ناسي ، ولو أقدر أديكي عمري مش هتأخر كمان .
وأنا بحب الشغل في أي مكان سواء بتاعي أو بتاع غيري .
كله رزق من الله حلو ، ربنا يديم علينا ستره .
........
تعددت لقاءات خالد مع روان .
خالد بتوتر وارتجاف ...بقولك يا رورو ، قومي اعمليلي كوباية عصير من العصير بتاعك اللي كله مزاج ده .
عشان بيظبط دماغي .
عشان حاسس أني مصدع أوي ومش شايف .
روان بابتسامة نصر ...ألف سلامة عليك يا خلودي .
حاضر هقوم حالا أعملك ،فذهبت وأذابت فيه المخدر كالعادة وأتت به إليه ، فخطفه منها سريعا بلهفة .
روان ...تصور حظك حلو النهاردة ، عشان دي آخر كوباية عندي منه .
فزع خالد قائلا ...آخر حاجة ازاي ؟
أنا مش برتاح غير لما آخده ، طيب بتشتريه منين وأنا أروح أجيبه ؟
روان ...لا ده عصير مستورد ومش موجود كتير للأسف وغالي .
خالد ..لو بكنوز الأرض أجيبه ، مفيش حاجة بتريحني غيره .
أنا مش عارف ده إيه ؟
أول مرة أحتاج لحاجة بالشكل ده .
روان ...هحاول والله ، بس محتاجة مبلغ
عشان أبعت حد يجيبه من برا مخصوص.
خالد ...أي مبلغ انا تحت أمرك، المهم أجي المرة الجاية يكون موجود .
روان محدثة نفسها ...فاضل على الحلو دقة ، المرة الجاية عمليه يجوزني غصبا عنه .
عشان كده خلاص استوى على الآخر ،وروحه بقت في ايدي .
ثم ضحكت بشماتة مرددة ....والبركة في العصير .
وبالفعل عندما ذهب لها مرة أخرى ،ويكاد الصداع يفتك به وجسده يرتجف .
خالد ...رورو ، أنا محتاج العصير بسرعة لو سمحتي .
روان بمكر...والله لسه مجليش الشحن على وصول إن شاء الله.
خالد بفزع ...ازاي ؟
وأنا أعمل إيه دلوقتي ؟
مش قادر محتاجه أوي .
روان ...معلش أصبر يومين تلاتة يكون وصل .
خالد ...لا مش قادر ،ممكن تتصلي بيهم يستعجلوه .
أبوس إيدك ، أنا عامل زي ما يكون مدمن فعلا على العصير ده ومبقتش قادر أستغنى عنه .
هاتيه بقى ياروان أرجوكي بسرعة ، مش قادر أسيطر على نفسي .
أنا مش عارف العصير ده فيه إيه بالظبط بيخليني أعمل كده .
ثم نظر لها بشك مرددا ...روان أنتِ عارفة فيه إيه ؟
واشمعنا أنا بيحصلى كده وأنتِ لأ ؟
هو أنتِ بتحطي فيه حاجة وأنا معرفش ؟
مهو فعلا حاجة غريبة .
ازاي من عصير بس يحصلي كده !!
ثم تهجم عليها وأمسك بيديها بقوة قائلا ...قولي ، أنتِ بتحطي إيه في العصير ده .
روان بخوف ...هحط إيه يعني ؟
عصير عادي.
خالد ...انطقي وإلا مش هسيبك .
ولازم أشربه بسرعة لغاية مهدى ، وبعدين هيكون ليا حساب معاكي .
لو طلع اللي في دماغي مظبوط .
روان ...سيب إيدي وجعتني .
ولو عايز العصير ده ، عندي ليك شرط .
لو وافقت عليه ، هجبهولك حالا .
خالد باندهاش ...وإيه هو الشرط ده ؟
روان...تجوزني وحالا .
خالد بصدمة ...إيه أجوزك أنتِ....؟
........
فيا ترى فعلا هيتجوزها رغما عنه أم ماذا سيحدث ؟
سنعرف في الحلقة المقبلة بإذن الله.
.......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الحلقة السادسة والعشرون
.....................................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
طلبت حنين من غنيم أن يأتي لمنزلهم مرددة...تعال حضرتك شرف عندنا ونتكلم ، عشان الموضوع مهم جداً ومحتاج فيس تو فيس .
ضحك غنيم...فيس مرة واحدة ، حاضر جي حال، مسافة السكة .
حنين ...تمام واحنا في انتظارك .
ثم حدثت حلا بقولها ...طبعا أول ما يشوفك كده هيزعل ويدعي على عياله ويقول هيسوي ويعمل فيهم .
تروحى أنتِ قيلاله لا حرام تقول كده دول عيالك برده .
وأنكم لازم تفترقوا بدل مهما يفترقوا .
عشان يضمنوا حقهم ميضعش .
لأن لو فضلتي معاه هيفضلوا يأذوكي.
حلا...تمام يا ريس .
وبالفعل أتى غنيم متلهفا لرؤيتها ، وكادت عينيه أن تخرج
من مقلتيه عندما وجدها على تلك الحالة المزرية، ودمعت عيناه وهو يمسك بيديها قائلا ...حلا حبيبتي، إيه حصل؟
وإزاي حصلك كده ،ومين السبب ؟
حلا بإنكسار...السبب ولادك يا غنيم ، وطبعا المرة دي أصعب لأنهم فاكرين أني خلاص بجوازي منك أني هكوش على كل حاج، وعشان كده خلاص معدتش ينفع نكمل مع بعض .
وأنت لازم تطلقني، عشان ترجع علاقتك معاهم كويسة ويضمنوا حقهم .
لأني طول ما أنا معاك مش هيبطلوا يأذوك ويأذوني .
غنيم بغصة مريرة ....ولادي تاني !
وازاي عرفوا ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكل ده عشان الفلوس ، كسروكي وكسروني معاهم .
ياريتني ما كنت إنسان غني ومعايا فلوس .
يمكن كانوا ساعتها سابوني أتهنى مع الإنسانة اللي تمناها قلبي، بس أنا مش هسكت وأنا فعلا هحرمهم من الفلوس دي.
جزءا للي عملوه معاكي .
حلا ...لا طبعا أنت بتقول إيه ؟
أنا مرضاش بكده طبعا .
ده حقهم ، وأنا قولتلك قبل كده ، أنا أتعوض ، لكن ولادك لا.
فسامحني، زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف .
انفعل غنيم من كلام حلا ورد عليها قائلا ...أنتِ كمان بتبعيني بالسهولة دي يا حلا .
حرام عليكي ، هو بالساهل تدوسي على قلبي كده؟.
حلا بإنكسار ...لا طبعا ، بس ولادك أولى بيك وبفلوسك .
غنيم ...يادي الفلوس .
أقولك خلاص أنا مش عايزها ، سايبهالهم ، أنا هكتبلهم تنازل عنها كلها ، المهم يسبوني في حالي .
وأنا مش مهم عندي إلا أنتِ ، أنتِ كنزي الوحيد يا حلا .
ده لو تقبلي بيه كده ؟
يعني مش هكون الحاج غنيم الراجل الغني، هكون مجرد غنيم بس ،زوج عادي .
وهشتغل في أي مكان ، إن شاء الله حتى أكنس الشارع المهم أكفي طلباتك وأعيشك مستورة وتكوني جمبي .
لكن مقدرش فعلا أستغنى عنك .
فابتسمت حلا ورفعت يده لفمها وقبلته بحنو قائلة...وأنا مش عايزة غيرك يا غنيم .
سبلهم كل حاجة ، وأنا هكتفي بيك أنت .
ابتسم غنيم ابتسامة رضا وحمد الله أنه رزقه بتلك الزوجة الصالحة التي جاءته عوضا عن عقوق أبنائه له .
وفجأة قام قائلا ...أنا رايح دلوقتي ليهم ،وهاخد معايا المحامي .
وهتنازل عن كل ما أملك إلا طبعا شقتنا .
وهخليه يكتب تعهد عليهم بعدم التعرض ليكي تاني وإلا هما حرين بقا في اللي ممكن يحصل ليهم تاني .
لأن المرة الجاية لا قدر الله لو حصلك أي شىء .
مش هيكفيني فيكي الدنيا كلها .
ابتسمت حلا وأومأت برأسها برضا وسكينة .
فما سينفعها المال بدون حب كهذا الذي يحمله زوجها لها.
وبالفعل توجه غنيم هو ومحاميه إلى فهمي في شقته والصدفة
أن أختيه كانتا عنده يتحدثون في مؤامرة جديدة .
تفاجأ فهمى بمجيء والده عندما فتحت له الخادمة .
فوجده أمامه ففزع قائلا ...بابا .
لتقف نورا ومروة ببعض الإرتباك .
ليقذف غنيم في وجههم القنبلة التي كان مفادها ...أنا من النهاردة لا أبوكوا ولا أعرفكوا .
وحسبي الله ونعم الوكيل فيكم، ومش مسامحكم لغاية يوم الدين.
فهمى بجحود ...وإحنا مسامحينك ، عشان جبت عيلة من دور بناتك ، تقاسمنا في حقنا، ومش بعيد تخليك تكتبلها كل أملاكك .
غنيم بصدمة ...وأنتوا كل اللي يهمكم هو الفلوس والأملاك بس ، وأنا فين من ده كله .
ليه بخيلين عليا بشوية سعادة مرة من نفسي بعد سنين طويلة
من الحرمان .
وليه حكمتوا عليها وظلمتوها كده ؟
ومين قال إنها هتشارككم، أو حتى تخليني أكتبلها حاجة .
أنتم عارفين أني أعرف شرع ربنا كويس أوي .
وإن كان ليها حق مش هيجي حاجة في حقكم أنتم .
مروة ...لا مهي ممكن تجيبلك عيل ولا اتنين كمان ،وساعتها إحنا هنطلع برا اللعبة خالص .
نورا ...يعني كان لازم تاخد واحدة قد بنتك .
ليه معملتش حساب لسنك واتجوزت وحدة قدك .
غنيم بغصة مريرة...ده نصيبي اللي ربنا كرمني بيه .
فهمى ...وإحنا مش عايزينها ،ويستحيل نسيبها تشاركنا ،أو نستنى لما تجبلك عيل .
أنت لازم تطلقها وحالا وإلا ...؟
غنيم ...وإلا إيه يا فهمى ، يا ابني المفروض العاقل الكبير .
فهمى ...هحجر عليك .
اهتز جسد غنيم من وقع الصدمة ،وكاد أن يقع لولا المحامي الذي سنده وغضب بشدة لما حدث منهم ، فارتفع صوته قائلا ...ازاي تعملوا كده في أبوكم اللي رباكم لغاية مكبرتوا وفتحتوا بيوت .
فين بر الوالدين ،ومتعرفوش ، إنما كما تدين تدان .
يعني زي ما بتعملوا في أبوكم دلوقتي، مسير الدنيا تدور عيلكوا وهيعملوا كده فيكم .
وعلى العموم للأسف على الرغم من اللي أنتوا عملتوه ،هو كان جي دلوقتي بإرادته يتنازل عن كل أملاكه بيع وشرا ليكم ماعدا الشقة اللي قاعد فيها .
مع أخد تعهد بعدم التقرب لمراته مرة تانية بأي صورة من الصور .
وإلا ساعتها هتعرضوا نفسكم للمسؤولية والحبس .
فلمعت عيني فهمى ونورا ومروة قائلين ...بجد الكلام ده !!!
المحامى ...آه ،وأنا معايا الورق أهو ،ومش ناقص غير امضتيكم .
وفعلا أخرج الورق ، ومع كل ورقة كانوا يمضون عليها، كان قلب غنيم يدق بشدة .
فليس بالهين التنازل عن كل أملاكه التي لطالما اجتهد وسهر الليالي لجمعها .
ولكن كله يهون أمام أمان زوجته الحبيبة حلا .
وبعد انتهاء الإمضاء على العقد .
وأخذ التعهد عليهم إلا يتعرضوا لزوجته مرة أخرى .
تهافت عليه أولاده الثلاثة قائلين بتصنع
فهمى ...مكنتش أعرف يا بابا يا حبيبي، أنك بتحبنا أوي كده ..ثم حاول فهمى أن يقبل يده .
ولكن غنيم سحبها منه مرددا ...دلوقتي بابا .
بس أقول إيه ؟
ربنا حكم عدل .
مروة ...خلاص بقا يا بابا حصل خير .
وأنت مهما كان أبونا اللي بنحبه .
وهي زي بعضه مرات أبونا ولازم نحترمها عشان خاطرك .
نورا ...آه عشان خاطرك يا بابا .
ولو عايز كمان نعتذرها مفيش مانع .
غنيم ...لا خلاص ، مش عايز غير تبعدوا عنها وبس .
نورا بغيظ. ..للدرجاتي بتحبها العيلة دي، وأكلت عقلك .
غنيم ...لأنها تستاهل ومتربية صح فعلا .
لكن أنا للأسف معرفتش أربي .
ثم أشار المحامى ....لو سمحت ممكن توصلني.
لأني كمان مضيت على العربية كمان .
خلاص مش عايز أي حاجة .
المحامي ...تحت أمرك يا حاج غنيم .
كان الله في العون ، ربنا يخلف عليك بالخير .
...............
فكانت روان في انتظار خالد في الليلة التي وعدته بها، وقامت بإعداد بعض الأطعمة ،والعصير الذي ستخلطه بحبوب الهيروين. .
لتجعله مدمنا وتستطيع التحكم به كيفما شاءت، وفي المعاد المحدد حضر خالد فاستقبلته روان بترحاب شديد .....أهلا أهلا دكتور خالد .
شرفتنا ، اتفضل .
خالد ...إيه إحنا هنتعامل رسميات ولا إيه ؟
أنا معاكي هنا خالد وبس .
خلودي بتاع زمان ولا نستيه ؟
روان ...لا طبعا عمري مهنسى .
حاول خالد أن يضم إليه شوقا ورغبة بها ،ولكنها ابتعدت عنه بدلال قائلة ...مستعجل على إيه ؟
سهرتنا طويلة لسه .
وأنت ضيفي النهاردة ،وكرم الضيف واجب .
ولازم الأول ناكل عيش وملح مع بعض .
خالد مبتسما ...لا دي شكلها عزومة جامدة بجد .
بس خلي بالك لو عجبني أكلك، هيكون إدمان ،وهتضطري ، تعزميني كتير بعد كده .
فضحكت روان بمكر ...فعلا إدمان !
ومعنديش مانع من تكرار الزيارة يا خلودي.
ثم أشارت إلى السفرة التي كانت مجهزة بأصناف المختلفة ، على أضواء الشموع، مما حرك قلب خالد فأردف قائلا ...إيه الجو الشاعري اللي يفتح النفس ده .
كل ده يطلع منك أنتِ ؟
لاااا أنا خايف كده فعلا أحبك بجد .
ومقدرش أستغنى عنك .
روان بضحك ....اعملها بس وبعدين نتكلم .
ثم أشارت له بالجلوس .
فجلس وبدئا يتناولان الطعام على أنغام الموسيقى الهادئة.
وأثناء الطعام ارشف خالد من العصير فنظرت له روان بخبث محدثة نفسها ...اشرب يا خالد
اشرب اللي عملته فيا .
اشرب لغاية ما تيجي تركع تحت رجلي وتطلب الرحمة عشان أشربك تاني .
أنهى خالد الطعام والعصير ،ثم شعر بإحساس غريب ينتابه وأخذ يضحك .
روان باندهاش...خير بتضحك ليه !
أنا قولت نكتة .
خالد ...مش عارف بس حاسس أني مبسوط أوي، وجسمي مستريح، وحاسس زي ما يكون طاير في الهوا .
أنتِ حاطة في الأكل هرمون السعادة ولا إيه ؟.
ضحكت روان على كلامه...آه تقريبا كده .
فغمز لها خالد قائلا ...طيب ما تيجي جوه نحلي بعد الأكل الدسم ده يا عسلية أنتِ.
روان بدلال ...يلا بينا يا خلودي .
بس عشان خاطرك أول ليلة فري .
لكن لو عايز تكررها ، يبقا لازم تجبلي هدية معاك وأنت جاي .
خالد ...بس كده عيوني ليكي.
لو طلبتي حتى لبن العصفور هجبلهولك .
أنتِ تؤمري يا رورو .
أكملوا كلامهم ليقضوا معا سهرة حمراء في غضب الله ، وانتهاك حرمات الله ، بعد أن نزع الله عنهما الحياء والإيمان .
ليعيشا كما الحيوانات بدون عقل .
ليعود بعدها خالد إلى منزله ، ولكن ليس في إدراكه الكامل ، فأخذ يغني بسعادة ويضحك .
حتى استيقظت زوجته نادين على صوته .
ففزعت عندما رأته بملابسه الغير مهندمة .
وآثار الخيانة بادية عليه وعلى هيأته من أحمر الشفاه وغيره على قميصه .
بجانب غنائه وضحكاته الغير طبيعية
نادين بغلظة ...خالد أنت كنت فين ؟
وإيه اللي بتقوله ده ؟ مش مكسوف من نفسك ولا خايف عيالك يسمعوا .
خالد ..هششش هششش .
أنا مش عايز اسمع صوت ، أنا عايز أنام وبس .
بس هو صح أنتِ اسمك إيه النهاردة ؟.
نادين وهي تقوم لتقف لمقابلته منفعلة ...أنت شكلك اتجننت خلاص ،وإيه اللي عامله في نفسك ده .
ده غير القذارة اللي على هدومك .
أنت إيه يا أخي معندكش ريحة الدم ولا الإحساس
أنا خلاص زهقت وجبت أخري منك ومن القذراة اللي أنت عايش فيها دي .
خالد. ..وبعدين معاكي ،سبيني أنام دلوقتي وبعدين نبقا نتكلم .
عشان أنا مبسوط أوي دلوقتي.
نادين ببكاء...لا أنا خلاص مبقتش قدرة أستحمل الوضع ده، ثم قالت ... خالد أنت لازم تطلقني، يستحيل أعيش معاك بعد ما وصلت للدرجة دي كمان .
مش همك بيتك ولا وولادك ولا مكانتك .
مش همك غير الستات القذرة اللي تعرفهم .
طلقني يا خالد .
خالد ..يا ستي استهدي بالله وسبيني أنام .
ولما أصحى أبقا أطلقك .
نادين .. لا طلقني طلقني دلوقتي .
خالد ....يعني لو طلقتك دلوقتي هتسبيني أنام؟
نادين ... أيوا .
خالد ...طيب، أنتِ طالق يا نادين .
ويلا أوعي كده عشان عايز أنام .
فانهارت نادين من البكاء، مرددة ....ياه على عمري اللي ضاع
مع انسان زيك .
أنت فعلا متستهلش أني أكون مراتك ولا أنت أب مشرف .
الحمد لله أني خلصت منك .
وهسيبك لنفسك وهاخد ولادي.
وربنا يقدرني عليهم .
وبالفعل جمعت ملابسها وذهبت لغرفة أولادها وعندما تسلل ضوء النهار أيقظتهم .
ثم بعد ذلك ذهبت بهم إلى والدها ، بدون رجعة مرة أخرى .
........
عندما علم الحاج محمد بما حدث لصديقه المقرب غنيم اتصل به
الحاج محمد بمداعبة لكي يدخل على نفسه السرور...إزيك
يا راجل ؟ وإيه أخبار الدنيا معاك ؟
غنيم ... الحمدلله والله على كل حال.
الحاج محمد ...يزيد فضلك يا أخويا .
بقولك أنت عارف أني صحتي على القد دلوقتي، ومبقتش قادر
على الشغل لكن أنت ماشاء الله اتجوزت اللي رجعتلك شبابك، عيني عليك باردة .
غنيم بضحك ...ما قولتلك أجوزك .
الحاج محمد بضحك ...طيب خليني أفكر ،بس خايف من أم العيال تعمل مني كفتة .
فضحك غنيم ...خلاص اتقي شرها أحسن .
الحاج محمد ...طيب يا عم الشباب أنت ،ما تيجي تمسك معايا الشغل في الوكالة .
وتبقا جمبي وأشوفك على طول ونتسامر زي زمان .
وحط مرتب لنفسك يا صاحبي زي ما تحب وبزيادة كمان .
فابتسم غنيم لانه يعلم رغبة صاحب عمره في مساعدته ولكن دون أن يجرح مشاعره أو يخدش كبرياءه فقبل طلبه لأنه فعلا يحتاج العمل ، بعد أن تنازل عن كل ما يملك .
غنيم ...أكيد يا صاحبي ،دي حاجة تفرحني أني أكون جنبك لآخر العمر .
الحاج محمد ...خلاص مستنيك ، ولا مش قادر تبعد عن العروسة .
غنيم بضحك ...لا جايلك طوالي أهو .
حلا......خير يا حبيبي ، رايح على فين ؟
غنيم ...هروح أشتغل عند الحاج محمد صاحبي .
حلا بغصة مريرة...أنا آسفة يا حبيبي .
أنا السبب في أنك تسيب أملاكك وتروح تشتغل عند الناس .
أمسك غنيم يد حلا وقبلها قائلا ...أنتِ كل ناسي ، ولو أقدر أديكي عمري مش هتأخر كمان .
وأنا بحب الشغل في أي مكان سواء بتاعي أو بتاع غيري .
كله رزق من الله حلو ، ربنا يديم علينا ستره .
........
تعددت لقاءات خالد مع روان .
خالد بتوتر وارتجاف ...بقولك يا رورو ، قومي اعمليلي كوباية عصير من العصير بتاعك اللي كله مزاج ده .
عشان بيظبط دماغي .
عشان حاسس أني مصدع أوي ومش شايف .
روان بابتسامة نصر ...ألف سلامة عليك يا خلودي .
حاضر هقوم حالا أعملك ،فذهبت وأذابت فيه المخدر كالعادة وأتت به إليه ، فخطفه منها سريعا بلهفة .
روان ...تصور حظك حلو النهاردة ، عشان دي آخر كوباية عندي منه .
فزع خالد قائلا ...آخر حاجة ازاي ؟
أنا مش برتاح غير لما آخده ، طيب بتشتريه منين وأنا أروح أجيبه ؟
روان ...لا ده عصير مستورد ومش موجود كتير للأسف وغالي .
خالد ..لو بكنوز الأرض أجيبه ، مفيش حاجة بتريحني غيره .
أنا مش عارف ده إيه ؟
أول مرة أحتاج لحاجة بالشكل ده .
روان ...هحاول والله ، بس محتاجة مبلغ
عشان أبعت حد يجيبه من برا مخصوص.
خالد ...أي مبلغ انا تحت أمرك، المهم أجي المرة الجاية يكون موجود .
روان محدثة نفسها ...فاضل على الحلو دقة ، المرة الجاية عمليه يجوزني غصبا عنه .
عشان كده خلاص استوى على الآخر ،وروحه بقت في ايدي .
ثم ضحكت بشماتة مرددة ....والبركة في العصير .
وبالفعل عندما ذهب لها مرة أخرى ،ويكاد الصداع يفتك به وجسده يرتجف .
خالد ...رورو ، أنا محتاج العصير بسرعة لو سمحتي .
روان بمكر...والله لسه مجليش الشحن على وصول إن شاء الله.
خالد بفزع ...ازاي ؟
وأنا أعمل إيه دلوقتي ؟
مش قادر محتاجه أوي .
روان ...معلش أصبر يومين تلاتة يكون وصل .
خالد ...لا مش قادر ،ممكن تتصلي بيهم يستعجلوه .
أبوس إيدك ، أنا عامل زي ما يكون مدمن فعلا على العصير ده ومبقتش قادر أستغنى عنه .
هاتيه بقى ياروان أرجوكي بسرعة ، مش قادر أسيطر على نفسي .
أنا مش عارف العصير ده فيه إيه بالظبط بيخليني أعمل كده .
ثم نظر لها بشك مرددا ...روان أنتِ عارفة فيه إيه ؟
واشمعنا أنا بيحصلى كده وأنتِ لأ ؟
هو أنتِ بتحطي فيه حاجة وأنا معرفش ؟
مهو فعلا حاجة غريبة .
ازاي من عصير بس يحصلي كده !!
ثم تهجم عليها وأمسك بيديها بقوة قائلا ...قولي ، أنتِ بتحطي إيه في العصير ده .
روان بخوف ...هحط إيه يعني ؟
عصير عادي.
خالد ...انطقي وإلا مش هسيبك .
ولازم أشربه بسرعة لغاية مهدى ، وبعدين هيكون ليا حساب معاكي .
لو طلع اللي في دماغي مظبوط .
روان ...سيب إيدي وجعتني .
ولو عايز العصير ده ، عندي ليك شرط .
لو وافقت عليه ، هجبهولك حالا .
خالد باندهاش ...وإيه هو الشرط ده ؟
روان...تجوزني وحالا .
خالد بصدمة ...إيه أجوزك أنتِ....؟
........
فيا ترى فعلا هيتجوزها رغما عنه أم ماذا سيحدث ؟
سنعرف في الحلقة المقبلة بإذن الله.
.......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد