الفصل الثالث
في جناح الملك سلطان وزوجته صفية
صفيه بغل ومحاولة عدم إظهار غيرتها من الأميرة نيراز : جلالتك كنت مجامل أووي للاميرة نيراز , أكيد الكلام اللي قلته كان لمجرد تسريع الزواج ده .
الملك سلطان : أنا أكيد عاوز يبقا فيه نسب بين مملكتي ومملكة الملك عزيز بس لو كنت أعرف أنها بالجمال ده كنت طلبتها للزواج مني مش لأبني الأمير جودت , بس بردوه عمر الملك عزيز ما كان هيوافق علي زواج زي ده ,ثم أكمل بخبث بس بردوه هتبقا معايا في القصر
صفيه بتسرع : إيه اللي جلالتك بتقوله ده ؟؟؟, وكمان وأنا موجودة خلاص مبقتش مهمة لجلالتك .
الملك سلطان وقد أنتبه لما قال : اللي سمعتيه ده ما فيش كلمه منه تطلع بره وإلا رقبتك الحلوه دي مش هتفضل علي الجسم ده .
صفية بإرتعاب : أمر جلالتك , أنا مقصدش أي حاجة وعمري ما أطلع حرف من كلام جلالتك بره.
الملك سلطان بإبتسامة خبيثة : كده تعجبيني , إياكي تفتكري نفسك زوجة بجد , أنا مش عارف إزاي سمحتلك إنك تيجي معايا من الأساس انا زهقت منك أول لما نوصل القصر مش عاوز أشوف وشك تاني .
صفية بخوف : حاضر جلالك حاضر .....
بعد منتصف النهار بقليل إجتمع الجميع معا تلك كانت جلسه وديه تخلو من أي مناقشات سياسيه , جلسة من أجل حديث الأميرة نيراز مع الأمير جودت .
الملك عزيز : أيه رأيك يا نيراز خدي الأمير جودت عشان يشوف الساحة الملكية , أيه رأيك يا أمير جودت .
الأمير جودت : أكيد جلالتك ده شرف عظيم بالنسبالي , أتمني أن الأميرة نيزار تسمحلي بالشرف ده ؟
الأميرة نيراز : أكيد طبعا , أتفضل معايا ...
خرج الأثنان معا من قاعة الديوان وومن خلفهم جاريتان تسيران علي بعد خطوات منهم .
الأمير جودت : أنا شاكر جدا لسموك أنك سمحتيلي بالشرف ده وأنك هتفرجيني علي القصر بنفسك وتكوني مرشدتي .
ابتسمت نيراز إبتسامة مزيفه ثم أكملت الطريق برفقة الأمير الشاب ...
الأمير جودت : واضح ان سموك شخص هادي مبتفضليش الكلام الكتير ؟؟
نيراز : ليه بتقول كده ؟
الأمير جودت : بقالنا وقت ماشين سوا وسموك متكلمتيش كلمتين علي بعض .
نيراز : مش كده بس مبحبش أتكلم مع الناس اللي مبرتحش معاها سموك.
أبتسم الأمير إبتسامه خافته : أفهم من كده أني غير مرغوب في حديثي .
نيراز : طلعت بتفهم أهه.
الأمير جودت : قبل ما أجي هنا سمعت أنك مبتقبليش بأي مرشح للزواج منك , ودلوقتي عرفت أيه اللي كان بيحصل معاهم .
نيراز : ومن وجهة نظرك أيه اللي كان بيحصل بقا ؟
الأمير جودت : أنك بتتعاملي بطريقه لا تليق بتصرفات الأميرة ولا تليق بعيلتك الملكيه .
نيراز : شكلك حابب تجرب ؟
الأمير جودت : أحب أعرفك أنه مهما تعملي فالزواج ده هيتم , لأنه أكبر مني ومنك , أنتي أميره جميله وأنا هكون محظوظ لو تم الزواج ده .
الأميرة نيراز : وأنت بالنسبالي الخيل اللي عندي أفيد منك في حياتي ميه مره .
الأمير جودت : معتقدش أنا جلاله الملك عزيز هيكون سعيد لو عرف بتصرفات أميرته ؟
ألتفتت الأميره نيراز ووقفت مقابله للامير جودت وتكلمت بهدوء وبرود أعصاب : وأعتقد أنك مهتم أن الزواج ده يتم فعشان كده معندكش أي جرأة ولا كرامه تخليك تروح تقله أو تبدي رفضك للزواج ده .
تحولت ملامح الأمير جودت من الأبتسامه المعجبه بالأميرة إلي الغضب : لولا أنك أميره أنا كنت وريتك مقامك .
نظرت له نيراز بتحدي : أنت أضعف من أنك تتجرأ وترد عليا بلسانك حتي , بس خليني أقلك حاجه , أنا مش واجهة جميلة للعرض أنا نار بتحرق اللي يقرب منها , أ،ا سليله الملوك والدم اللي بيجري في عروقي هو دم حر مين ما كنت مش هتقدر تقف في طريقي , أحسنلك ألغي فكره الجواز دي وروح أتسلي بالجواري اللي بتتسلي معاهم يا سمو الأمير جودت .
الأمير جودت : واضح أن أخباري عندك وأنا اللي فاكر أنك حمل وديع طلعتي ذئب مفترس بس خلينا أقلك أني بعشق إصطياد الذئاب ؟؟
الأميرة نيراز : أنت غلطان أنا مش ذئب أنا نمر ؟؟ فخلي بالك مني وأبعد عن طريقي أحسنلك لأن عمري ما هسمح أني أكون زوجة لأمير زيك ميعرفش غير نزواته .
الأمير جودت : تصدقي كده شكلنا هنستمتع أكتر كنت فاكر أني همل منك بعد يومين بس واضح أننا هنتسلي لوقت أكتر .
الأميرة نيراز : اللي زيك ميقدرش يرفع عينه في عيني , مش يتجوزني وأكمل حياتي معاه ,
انا يستحيل أربط عيلتي بيك مهما كان التمن .
الأمير جودت : أنا مش عاوز أمال سموك تنهار بالأرض بس خليني أقلك أن الزواج ده هيتم في أسرع وقت سواء رضيتي أو رفضتي , ده قرار أتاخد وملكيش أنك ترجعي فيه مهما كان التمن , أنتي أه أميره بس مصيرك مش بأيدك , بالأول أهلك اللي قرروا عنك الزواج ده ومن بعد كده أنا اللي هقرر كل اللي تعمليه أو متعمليهوش , فيستحسن من دلوقتي تقدمي فروض الطاعه والولاء لزوجك المستقبلي لأن ده قدرك ومصيرك .
نظرت له نيراز بإشمئزاز ومن ثم تركته وغادرت ...
الأمير جودت : شكلنا هنتسلي فعلا ...
دخلت الأميرة نيراز لغرفتها وهي غاضبه جدا من حديث الأمير جودت إليها ... وكانت من خلفها سعديه تلحق بها ..
سعديه : أهدي سموك إيه اللي حصل بس عشان تكون بالعصبيه دي كلها .
الأميرة نيراز : العريس المحترم اللي أختاروه وعاوزين يجوزوني ليه ملهوش أي مبدأ ولا حتي إنسان ... واحد معندوش أي أحترام لا لنفسه ولا لكونه أمير وبيمثل مملكة ولا كزوج مستقبلي المفروض يحترم زوجته ويحميها .
سعديه : هو كان أيه اللي جرا بس منه عشان تقولي ده كله , دا الكل بيشكر فيه وكل الجواري بيتكلموا عن وسامته وأد أيه كان بيقول كلام حلو في سموك .
الأميرة نيراز : الأمير اللي الكل بيشكر فيه ده كان بيتقاسم هو وأبوه علي زوجته المستقبليه يبقا أزاي محترم ؟؟
سعديه : أيه اللي سموك بتقوليه ده أكيد اللي قلك كده عشان مش عاوز الزواج ده يتم .
نيراز: انا اللي سمعتهم بنفسي يا سعديه محدش بلغني بده ,
سعديه بصدمه : بتقولي أيه ؟؟؟؟
نيراز : اللي سمعتيه , أنا كنت أشعر بالملل صباحا بعد وصولهم إلي القصر فقررت أن أتمشي بالحديقة الملكية وكان وقتها بالصدفة الملك سلطان وأبنه الأمير جودت هناك لمحتهم من بعيد وكنت سأمشي بدون ما أظهر أمامهم ولكن صوتهم العالي لفت نظري وخصوصا لما سمعت إسمي في الحديث اللي كان ما بينهم ..
فلاش باك...
الأمير جودت : ما الذي تفكر به يا أبي الأميرة نيراز ستكون زوجتي كيف تنظر لها هكذا ؟؟
الملك سلطان: ماذا تقصد بحديثك ؟ أي نظرة تلك؟
الأمير جودت : لا تخفي عليا الأمر فأنا أبنك وأعلم جيدا ما الذي تفكر به , لقد لاحظت نظراتك لها منذ أن رأيتها , أنا أعلم تلك النظرات جيدا وأعلم ماذا كنت تفكر حينها ولكني أحذرك فهي ستكون زوجتي .
الملك سلطان : ستكون زوجتك ؟؟ ألم تكن معترضا وبشده عندما حدثتك عن الزواج من الأميرة نيراز ما الذي تغير الأن .
الأمير جودت : تغير الكثير منذ أن رأيتها , كانوا يتحدثون عن جمالها كثيرا ولكني لم أكن أعلم أنها بمثل هذا الجمال , ألا تريد لأبنك أن يتمتع بهذا .
ضحك الملك سلطان : أنت أبني بحق , بالطبع أريد أن تحصل علي ما تريد ولكن تذكر لا يمكن أن تكون الأميرة نيراز هي الملكة المستقبلية لمملكة السحاب , تزوجها لفترة وأستمتع لبعض الوقت ثم يأتي دوري ومن بعدها يقع أي حادث لها في القصر ونبلغ أبيها الملك عزيز بأنها قد توفت ولكن تذكر لا يمكن أن تتوقع أن يستمر هذا الزواج فلدينا مصالح أهم بكثير من هذه التفاهات , ما رأيك يا ولي عهدي ؟
ضحك الأمير جودت : وهل هناك رأي بعد رأيك يا أبي ما تأمر به سأنفذه بالتأكيد ومحققا كنت سأمل أن أستمرت تلك الأميرة زوجتي لمدي الحياة , أنت تعلمني جيدا أحب أن يكون لدي وبجانبي العديد من الفتيات الحسناوات , فالعالم ملئ بالجميلات فلا يمكن أن أمضي حياتي مع إمرأة واحدة مهما كانت جميلة .
الملك سلطان : إذن لقد أتفقنا يا أبني , لا تتحدث أمام أي أحد بهذا دعنا ننهي مسألة الزواج هنا ومن بعد ذلك نفعل بمملكتنا ما نشاء بتلك الأميرة .
عودة من الفلاش باك...
سعدية : كيف يجرؤا هؤلاء علي التفكير بكي هكذا , يجب أن تخبري أبيكي الملك عزيز بكل هذا , دعيه يلقنهم درسهم كي يعلموا أن الأميرة شرف هذه المملكة ولا يمكن العبث مع مملكتنا .
نيراز : ألا تظنيني أني فكرت بهذا مسبقا , ولكني لا أقدر علي هذا فأبي يضع هذا الزواج كداعم لاستقرار مملكتنا ولن يكون الأمر جيدا بين المملكتين إذا علم أبي بهذا سنخلق مزيدا من الأعداء يكفي ما نحن فيه .
سعدية : هل هذا يعني أنك ستتزوجين ذلك الأمير ؟؟
نيراز : بالطبع لا ولكني سأفكر بشئ وسأدعو الله كثيرا كي أجد مخرج من هذا الزواج .
هنا أستأذنت إحدي الخادمات للدخول وسمحت لها نيراز
الخادمه: سموك , الملك بيستدعي سموك لجناحه الملكي .
أنصرفت الخادمه بعدما أبلغت الرسالة
سعدية : أكيد جلالته عاوز يعرف قرارك بخصوص الزواج ,
نيراز : لا تخافي هكذا فأنا نيراز لن يحدث لي شئ .
خرجت نيراز من جناحها الملكي وذهبت لجناح أبيها كي تعرف لماذا أستدعاها .
نيراز: تحياتي جلالتك , ألغوني أن جلالتك عاوز تشوفني يا تري ما الأمر ؟
الملك عزيز : أقتربي عزيزتي نيراز , منذ قليل علمت بأنك تحدثتي مطولا مع الأمير جودت ما رأيك به ؟
نيراز ولقد فكرت لبعض الوقت : هو أمير جيد المظهر مثلما مدحته يا أبي ومتحدث ماهر وكما يقولون هو مبارز قوي ولكن ...
الملك عزيز : هيا أخبريني ما العيوب التي ستضعينها به هذه المرة ؟
نيراز وقد أبتسمت : لا شئ يا أبي إنه رائع وأنا مستعدة للزواج به مثلما تريد ولكن لدي بعض الشروط ؟
الملك عزيز : أنا قلق قليلا من هذه الشروط ولكن أخبريني ؟
الأميرة نيراز : أريد أن أخرج بنزهة خارج القصر وليكن الأمير جودت معي بالطبع بعد أن تسمح جلالتك بهذا .
الملك عزيز : تعلمين أن العادات والتقاليد تمنع خروجكم معا قبل الزواج , أنا بالتأكيد أثق بك ولكن ستكون هناك إعتراضات كثيرة فلتأجلي نزهتكم تلك لبعد زواجكم .
الأميرة نيراز : أعذرني يا مولاي ولكني لن أقبل بهذا الزواج إلا وأن خرجت بتلك النزهة .
الملك عزيز : فلتخبريني لماذا تريدين تلك النزهة بشده , أشعر بأنك تخفين شئ ما عليا .
الأميرة نيراز : أريد أن أري ما هي أخلاق هذا الأيمر كل الحديث الذي يقال عنه جميل ولكن لا يكفي , أريد أن أري كيف يتصرف هل سيكون فارس نبيل أم شئ أخر أنت تعلمني جيدا يا أبي أقبل أن أعطي روحي ولا أقبل أن أكون سببا في مهانتك أو إيذا شرف وسمعة مملكتي ولكن أن كنت لا تثق بي فهذا شئ أخر ؟
الملك : كيف تقولين هذا تعلمين أنني أثق بك أكثر من أي أحد أخر وأ‘رف أن دمائك حرة لا تقبل إلا التصرفات الشريفه النبيلة , لكي ما أردتي يا إبنتي سأخبر الأمير جودت ولتذهبا بنزهة معا في الغد .
الأميرة نيراز بفرح : شكرا لك يا أبي , أعدك أني سأفعل كل ما يتوجب عليا لحفظ وصون كرامة جلالتك وكرامة مملكتنا .
أنصرفت نيراز من عند أبيها الملك كانت سعيدة للغايه فهناك فكرة ما برأسها وبموافقة أبيها ستبدأ خطتها لإفشال ذلك الزواج .
أعلن الخبر وكان الأمر مفاجئا للأمير جودت عندما أخبر برغبه الأميرة نيراز بالذهاب معا في نزهة ولكنه لم يهتم كثيرا وبدأ بتحضير نفسه للذهاب معها , أيضا الأميرة نيراز جهزت حصانها الوفي وأعدت بعض الأشياء التي ستأخذها معها وكانت سكين صغير وزجاجة صغيرة جدا من السم المخفف .
بالجانب الأخر من الحدود كان الملك شمس الدين مجتمعا مع وزرائه يتناقشون في أمور مملكة السهم وتجهيزاتهم للهجوم علي ممالك الشمال , من بعد ذلك أنصرف الجميع من أمام الملك شمس الدين وبقي فقط معه الوزير سليمان..
الوزير سليمان : بكره يا مولاي هيكون فيه جلسة للديوان الملكي هيتم النقاش فيها عن الضرائب اللي هتنفرض هذا العام .
الملك شمس الدين : لا أجل كل هذا , بكره سأخرج بجولة خارج القصر .
الوزير سليمان : مثل ما تأمر جلالتك هأمر الحراس الملكيين يستعدوا عشان يخرجوا مع جلالتك .
الملك شمس الدين : لا أنا هخرج لوحدي بدون أي حراس , هخرج متخفي كمان بدون ما حد يعرف أني الملك .
الوزير سليمان : بس ده فيه خطر علي جلالتك , لازم يكون فيه حراس مع جلالتك عشان نضمن سلامتك المتربصين في الخارج وفيه كمان متمردين يتمنوا فرصة عشان يوصلوا لجلالتك .
الملك شمس الدين : أنا عارف ده كله , متحاولش لأني هنف اللي بفكر فيه أنا هخرج بكرة خليهم يجهزوا حصاني لأني هخرج من قبل الشروق .
الوزير سليمان : أمرك يا مولاي .
صفيه بغل ومحاولة عدم إظهار غيرتها من الأميرة نيراز : جلالتك كنت مجامل أووي للاميرة نيراز , أكيد الكلام اللي قلته كان لمجرد تسريع الزواج ده .
الملك سلطان : أنا أكيد عاوز يبقا فيه نسب بين مملكتي ومملكة الملك عزيز بس لو كنت أعرف أنها بالجمال ده كنت طلبتها للزواج مني مش لأبني الأمير جودت , بس بردوه عمر الملك عزيز ما كان هيوافق علي زواج زي ده ,ثم أكمل بخبث بس بردوه هتبقا معايا في القصر
صفيه بتسرع : إيه اللي جلالتك بتقوله ده ؟؟؟, وكمان وأنا موجودة خلاص مبقتش مهمة لجلالتك .
الملك سلطان وقد أنتبه لما قال : اللي سمعتيه ده ما فيش كلمه منه تطلع بره وإلا رقبتك الحلوه دي مش هتفضل علي الجسم ده .
صفية بإرتعاب : أمر جلالتك , أنا مقصدش أي حاجة وعمري ما أطلع حرف من كلام جلالتك بره.
الملك سلطان بإبتسامة خبيثة : كده تعجبيني , إياكي تفتكري نفسك زوجة بجد , أنا مش عارف إزاي سمحتلك إنك تيجي معايا من الأساس انا زهقت منك أول لما نوصل القصر مش عاوز أشوف وشك تاني .
صفية بخوف : حاضر جلالك حاضر .....
بعد منتصف النهار بقليل إجتمع الجميع معا تلك كانت جلسه وديه تخلو من أي مناقشات سياسيه , جلسة من أجل حديث الأميرة نيراز مع الأمير جودت .
الملك عزيز : أيه رأيك يا نيراز خدي الأمير جودت عشان يشوف الساحة الملكية , أيه رأيك يا أمير جودت .
الأمير جودت : أكيد جلالتك ده شرف عظيم بالنسبالي , أتمني أن الأميرة نيزار تسمحلي بالشرف ده ؟
الأميرة نيراز : أكيد طبعا , أتفضل معايا ...
خرج الأثنان معا من قاعة الديوان وومن خلفهم جاريتان تسيران علي بعد خطوات منهم .
الأمير جودت : أنا شاكر جدا لسموك أنك سمحتيلي بالشرف ده وأنك هتفرجيني علي القصر بنفسك وتكوني مرشدتي .
ابتسمت نيراز إبتسامة مزيفه ثم أكملت الطريق برفقة الأمير الشاب ...
الأمير جودت : واضح ان سموك شخص هادي مبتفضليش الكلام الكتير ؟؟
نيراز : ليه بتقول كده ؟
الأمير جودت : بقالنا وقت ماشين سوا وسموك متكلمتيش كلمتين علي بعض .
نيراز : مش كده بس مبحبش أتكلم مع الناس اللي مبرتحش معاها سموك.
أبتسم الأمير إبتسامه خافته : أفهم من كده أني غير مرغوب في حديثي .
نيراز : طلعت بتفهم أهه.
الأمير جودت : قبل ما أجي هنا سمعت أنك مبتقبليش بأي مرشح للزواج منك , ودلوقتي عرفت أيه اللي كان بيحصل معاهم .
نيراز : ومن وجهة نظرك أيه اللي كان بيحصل بقا ؟
الأمير جودت : أنك بتتعاملي بطريقه لا تليق بتصرفات الأميرة ولا تليق بعيلتك الملكيه .
نيراز : شكلك حابب تجرب ؟
الأمير جودت : أحب أعرفك أنه مهما تعملي فالزواج ده هيتم , لأنه أكبر مني ومنك , أنتي أميره جميله وأنا هكون محظوظ لو تم الزواج ده .
الأميرة نيراز : وأنت بالنسبالي الخيل اللي عندي أفيد منك في حياتي ميه مره .
الأمير جودت : معتقدش أنا جلاله الملك عزيز هيكون سعيد لو عرف بتصرفات أميرته ؟
ألتفتت الأميره نيراز ووقفت مقابله للامير جودت وتكلمت بهدوء وبرود أعصاب : وأعتقد أنك مهتم أن الزواج ده يتم فعشان كده معندكش أي جرأة ولا كرامه تخليك تروح تقله أو تبدي رفضك للزواج ده .
تحولت ملامح الأمير جودت من الأبتسامه المعجبه بالأميرة إلي الغضب : لولا أنك أميره أنا كنت وريتك مقامك .
نظرت له نيراز بتحدي : أنت أضعف من أنك تتجرأ وترد عليا بلسانك حتي , بس خليني أقلك حاجه , أنا مش واجهة جميلة للعرض أنا نار بتحرق اللي يقرب منها , أ،ا سليله الملوك والدم اللي بيجري في عروقي هو دم حر مين ما كنت مش هتقدر تقف في طريقي , أحسنلك ألغي فكره الجواز دي وروح أتسلي بالجواري اللي بتتسلي معاهم يا سمو الأمير جودت .
الأمير جودت : واضح أن أخباري عندك وأنا اللي فاكر أنك حمل وديع طلعتي ذئب مفترس بس خلينا أقلك أني بعشق إصطياد الذئاب ؟؟
الأميرة نيراز : أنت غلطان أنا مش ذئب أنا نمر ؟؟ فخلي بالك مني وأبعد عن طريقي أحسنلك لأن عمري ما هسمح أني أكون زوجة لأمير زيك ميعرفش غير نزواته .
الأمير جودت : تصدقي كده شكلنا هنستمتع أكتر كنت فاكر أني همل منك بعد يومين بس واضح أننا هنتسلي لوقت أكتر .
الأميرة نيراز : اللي زيك ميقدرش يرفع عينه في عيني , مش يتجوزني وأكمل حياتي معاه ,
انا يستحيل أربط عيلتي بيك مهما كان التمن .
الأمير جودت : أنا مش عاوز أمال سموك تنهار بالأرض بس خليني أقلك أن الزواج ده هيتم في أسرع وقت سواء رضيتي أو رفضتي , ده قرار أتاخد وملكيش أنك ترجعي فيه مهما كان التمن , أنتي أه أميره بس مصيرك مش بأيدك , بالأول أهلك اللي قرروا عنك الزواج ده ومن بعد كده أنا اللي هقرر كل اللي تعمليه أو متعمليهوش , فيستحسن من دلوقتي تقدمي فروض الطاعه والولاء لزوجك المستقبلي لأن ده قدرك ومصيرك .
نظرت له نيراز بإشمئزاز ومن ثم تركته وغادرت ...
الأمير جودت : شكلنا هنتسلي فعلا ...
دخلت الأميرة نيراز لغرفتها وهي غاضبه جدا من حديث الأمير جودت إليها ... وكانت من خلفها سعديه تلحق بها ..
سعديه : أهدي سموك إيه اللي حصل بس عشان تكون بالعصبيه دي كلها .
الأميرة نيراز : العريس المحترم اللي أختاروه وعاوزين يجوزوني ليه ملهوش أي مبدأ ولا حتي إنسان ... واحد معندوش أي أحترام لا لنفسه ولا لكونه أمير وبيمثل مملكة ولا كزوج مستقبلي المفروض يحترم زوجته ويحميها .
سعديه : هو كان أيه اللي جرا بس منه عشان تقولي ده كله , دا الكل بيشكر فيه وكل الجواري بيتكلموا عن وسامته وأد أيه كان بيقول كلام حلو في سموك .
الأميرة نيراز : الأمير اللي الكل بيشكر فيه ده كان بيتقاسم هو وأبوه علي زوجته المستقبليه يبقا أزاي محترم ؟؟
سعديه : أيه اللي سموك بتقوليه ده أكيد اللي قلك كده عشان مش عاوز الزواج ده يتم .
نيراز: انا اللي سمعتهم بنفسي يا سعديه محدش بلغني بده ,
سعديه بصدمه : بتقولي أيه ؟؟؟؟
نيراز : اللي سمعتيه , أنا كنت أشعر بالملل صباحا بعد وصولهم إلي القصر فقررت أن أتمشي بالحديقة الملكية وكان وقتها بالصدفة الملك سلطان وأبنه الأمير جودت هناك لمحتهم من بعيد وكنت سأمشي بدون ما أظهر أمامهم ولكن صوتهم العالي لفت نظري وخصوصا لما سمعت إسمي في الحديث اللي كان ما بينهم ..
فلاش باك...
الأمير جودت : ما الذي تفكر به يا أبي الأميرة نيراز ستكون زوجتي كيف تنظر لها هكذا ؟؟
الملك سلطان: ماذا تقصد بحديثك ؟ أي نظرة تلك؟
الأمير جودت : لا تخفي عليا الأمر فأنا أبنك وأعلم جيدا ما الذي تفكر به , لقد لاحظت نظراتك لها منذ أن رأيتها , أنا أعلم تلك النظرات جيدا وأعلم ماذا كنت تفكر حينها ولكني أحذرك فهي ستكون زوجتي .
الملك سلطان : ستكون زوجتك ؟؟ ألم تكن معترضا وبشده عندما حدثتك عن الزواج من الأميرة نيراز ما الذي تغير الأن .
الأمير جودت : تغير الكثير منذ أن رأيتها , كانوا يتحدثون عن جمالها كثيرا ولكني لم أكن أعلم أنها بمثل هذا الجمال , ألا تريد لأبنك أن يتمتع بهذا .
ضحك الملك سلطان : أنت أبني بحق , بالطبع أريد أن تحصل علي ما تريد ولكن تذكر لا يمكن أن تكون الأميرة نيراز هي الملكة المستقبلية لمملكة السحاب , تزوجها لفترة وأستمتع لبعض الوقت ثم يأتي دوري ومن بعدها يقع أي حادث لها في القصر ونبلغ أبيها الملك عزيز بأنها قد توفت ولكن تذكر لا يمكن أن تتوقع أن يستمر هذا الزواج فلدينا مصالح أهم بكثير من هذه التفاهات , ما رأيك يا ولي عهدي ؟
ضحك الأمير جودت : وهل هناك رأي بعد رأيك يا أبي ما تأمر به سأنفذه بالتأكيد ومحققا كنت سأمل أن أستمرت تلك الأميرة زوجتي لمدي الحياة , أنت تعلمني جيدا أحب أن يكون لدي وبجانبي العديد من الفتيات الحسناوات , فالعالم ملئ بالجميلات فلا يمكن أن أمضي حياتي مع إمرأة واحدة مهما كانت جميلة .
الملك سلطان : إذن لقد أتفقنا يا أبني , لا تتحدث أمام أي أحد بهذا دعنا ننهي مسألة الزواج هنا ومن بعد ذلك نفعل بمملكتنا ما نشاء بتلك الأميرة .
عودة من الفلاش باك...
سعدية : كيف يجرؤا هؤلاء علي التفكير بكي هكذا , يجب أن تخبري أبيكي الملك عزيز بكل هذا , دعيه يلقنهم درسهم كي يعلموا أن الأميرة شرف هذه المملكة ولا يمكن العبث مع مملكتنا .
نيراز : ألا تظنيني أني فكرت بهذا مسبقا , ولكني لا أقدر علي هذا فأبي يضع هذا الزواج كداعم لاستقرار مملكتنا ولن يكون الأمر جيدا بين المملكتين إذا علم أبي بهذا سنخلق مزيدا من الأعداء يكفي ما نحن فيه .
سعدية : هل هذا يعني أنك ستتزوجين ذلك الأمير ؟؟
نيراز : بالطبع لا ولكني سأفكر بشئ وسأدعو الله كثيرا كي أجد مخرج من هذا الزواج .
هنا أستأذنت إحدي الخادمات للدخول وسمحت لها نيراز
الخادمه: سموك , الملك بيستدعي سموك لجناحه الملكي .
أنصرفت الخادمه بعدما أبلغت الرسالة
سعدية : أكيد جلالته عاوز يعرف قرارك بخصوص الزواج ,
نيراز : لا تخافي هكذا فأنا نيراز لن يحدث لي شئ .
خرجت نيراز من جناحها الملكي وذهبت لجناح أبيها كي تعرف لماذا أستدعاها .
نيراز: تحياتي جلالتك , ألغوني أن جلالتك عاوز تشوفني يا تري ما الأمر ؟
الملك عزيز : أقتربي عزيزتي نيراز , منذ قليل علمت بأنك تحدثتي مطولا مع الأمير جودت ما رأيك به ؟
نيراز ولقد فكرت لبعض الوقت : هو أمير جيد المظهر مثلما مدحته يا أبي ومتحدث ماهر وكما يقولون هو مبارز قوي ولكن ...
الملك عزيز : هيا أخبريني ما العيوب التي ستضعينها به هذه المرة ؟
نيراز وقد أبتسمت : لا شئ يا أبي إنه رائع وأنا مستعدة للزواج به مثلما تريد ولكن لدي بعض الشروط ؟
الملك عزيز : أنا قلق قليلا من هذه الشروط ولكن أخبريني ؟
الأميرة نيراز : أريد أن أخرج بنزهة خارج القصر وليكن الأمير جودت معي بالطبع بعد أن تسمح جلالتك بهذا .
الملك عزيز : تعلمين أن العادات والتقاليد تمنع خروجكم معا قبل الزواج , أنا بالتأكيد أثق بك ولكن ستكون هناك إعتراضات كثيرة فلتأجلي نزهتكم تلك لبعد زواجكم .
الأميرة نيراز : أعذرني يا مولاي ولكني لن أقبل بهذا الزواج إلا وأن خرجت بتلك النزهة .
الملك عزيز : فلتخبريني لماذا تريدين تلك النزهة بشده , أشعر بأنك تخفين شئ ما عليا .
الأميرة نيراز : أريد أن أري ما هي أخلاق هذا الأيمر كل الحديث الذي يقال عنه جميل ولكن لا يكفي , أريد أن أري كيف يتصرف هل سيكون فارس نبيل أم شئ أخر أنت تعلمني جيدا يا أبي أقبل أن أعطي روحي ولا أقبل أن أكون سببا في مهانتك أو إيذا شرف وسمعة مملكتي ولكن أن كنت لا تثق بي فهذا شئ أخر ؟
الملك : كيف تقولين هذا تعلمين أنني أثق بك أكثر من أي أحد أخر وأ‘رف أن دمائك حرة لا تقبل إلا التصرفات الشريفه النبيلة , لكي ما أردتي يا إبنتي سأخبر الأمير جودت ولتذهبا بنزهة معا في الغد .
الأميرة نيراز بفرح : شكرا لك يا أبي , أعدك أني سأفعل كل ما يتوجب عليا لحفظ وصون كرامة جلالتك وكرامة مملكتنا .
أنصرفت نيراز من عند أبيها الملك كانت سعيدة للغايه فهناك فكرة ما برأسها وبموافقة أبيها ستبدأ خطتها لإفشال ذلك الزواج .
أعلن الخبر وكان الأمر مفاجئا للأمير جودت عندما أخبر برغبه الأميرة نيراز بالذهاب معا في نزهة ولكنه لم يهتم كثيرا وبدأ بتحضير نفسه للذهاب معها , أيضا الأميرة نيراز جهزت حصانها الوفي وأعدت بعض الأشياء التي ستأخذها معها وكانت سكين صغير وزجاجة صغيرة جدا من السم المخفف .
بالجانب الأخر من الحدود كان الملك شمس الدين مجتمعا مع وزرائه يتناقشون في أمور مملكة السهم وتجهيزاتهم للهجوم علي ممالك الشمال , من بعد ذلك أنصرف الجميع من أمام الملك شمس الدين وبقي فقط معه الوزير سليمان..
الوزير سليمان : بكره يا مولاي هيكون فيه جلسة للديوان الملكي هيتم النقاش فيها عن الضرائب اللي هتنفرض هذا العام .
الملك شمس الدين : لا أجل كل هذا , بكره سأخرج بجولة خارج القصر .
الوزير سليمان : مثل ما تأمر جلالتك هأمر الحراس الملكيين يستعدوا عشان يخرجوا مع جلالتك .
الملك شمس الدين : لا أنا هخرج لوحدي بدون أي حراس , هخرج متخفي كمان بدون ما حد يعرف أني الملك .
الوزير سليمان : بس ده فيه خطر علي جلالتك , لازم يكون فيه حراس مع جلالتك عشان نضمن سلامتك المتربصين في الخارج وفيه كمان متمردين يتمنوا فرصة عشان يوصلوا لجلالتك .
الملك شمس الدين : أنا عارف ده كله , متحاولش لأني هنف اللي بفكر فيه أنا هخرج بكرة خليهم يجهزوا حصاني لأني هخرج من قبل الشروق .
الوزير سليمان : أمرك يا مولاي .