الفصل الثالث

بلال بجنون : يعني اي هتكون راحت فين

فرح وهي تدخل من الباب : انا جيت يا بلال

ذهب الجميع إليها في لهفه

فاطمه : كنتي فين يا فرح كل ده قلقتيني

فرح : كنت في المدرسه

نوران : انتي دوامك خلص من ساعه ونص يا فرح

بلال بعصبيه : ردي كنتي فين ومبترديش علي الزفت الا معاكي ليه

روان : بلال بلاش العصبيه دي

فرح نزلت دموعها وهي تنظر لبلال في صمت تعاتبه

بلال بزعيق : ممكن اعرف كنتي فين

فاطمه : اهدي يا بلال كنتي فين يا فرح كل ده احنا قلقنا عليكي

كانت فرح مازالت تنظر لبلال بدموع وقالت : بتزعقلي يا بلال

بلال اقترب منها ومسك ذراعها بقوه : وهجنن عليكي اكتر لو مقولتيش كنتي فين يا فرح

نوران اقتربت من بلال وبعدته عن فرح : انت اتجننت ولا اي يا زفت انت

فرح هطلت دموعها بغزاره : انا كنت مستنيه حد منكو يجي ياخدني ولاني نسيت فلوسي هنا اضطرات اجي ماشيه ده بعد ما استنيت يجي نص ساعه بس محدش عبرني ولا سأل فيا ما طبعا وهو مين هيفتكر فرح وفي الاخر بتتعصب عليا وبتمد ايدك

انهت فرح كلامها وركضت بسرعه الي غرفتها تحتضن فراشها وتبكي وتشتكي له من شقيقها الذي مازال يغضبها وهو يقف منصدما ويردد جايه ماشي !

في الاسفل
فاطمه نظرت لهم بغضب وذهبت خلف فرح

نوران : ينفع كده يعني

بلال : انا كنت خايف وقلقان عليها

نوران : وهو الا خايف يعمل كده وبعدين ده مش اسلوب خوف

بلال : اومال اسلوب اي

روان : اسلوب شك ومستفز جداا

بلال : شك اي خلي بالك من كلامك

روان : ايوه انت مش شفت كنت بتكلمها علي اساس كانت عمله جريمه

بلال بزعل : انا مش قصدي بس كلكو مش هتفهو مشاعري

روان : ليه يعني ما كلنا قلقنا عليها

بلال : انا راجل انا اختلف

نوران : انا عارفه يا بلال اكيد خلاص متزعلش نفسك

بلال : هو انا زعقتلها جامد

روان : يا جدع انت كنت هتضربها

بلال : لا انا عمري ما مديت ايدي علي فرح

روان : لا انا حسيتك هتعملها صراحه

نوران : مهو مشكله مش بيحس بنفسه

بلال بضيق : يووه بقا انتو اي نار وبنزين

روان : مهو لازم نعمل كده عشان متعملش كده تاني

بلال برفع حاجب : نعم يختي انا اعمل براحتي وبعدين ليا حق اقلق وهي مستفزه مش جاوبتني

نوران : بلال انت لو لحظت فرح داخله مدايقه مننا وكانت عاوزه تعيط كان المفروض نراضيها هي مش اتوقعت هجومك عليها بلال دي جت مشي

بلال : طب اعمل اي اطلع اصالحها

نوران : لا نستني خالتو نشوف هتعمل اي

فاطمه من خلفهم : قفله علي نفسها وبتعيط

بلال وقف بلهفه : طب انا هطلع لها

روان : لا بلاش مش هتفتح هي هتفتح ليا انا خليكو هنا

نوران : اه روان انتي اقرب واحده ليها اطلعي واحنا هنطلع بعديكي

في احد الاماكن

:- ازيك يا بابا وحشتني اووي عامل اي

الاب : بخير الحمدلله لما شوفتك حالي بقا احسن يحبيبي رديت فيا الروح

:- وانا تعبان يابابا تعبان من غيرك ناري مش هتطفئ

الاب : عمرك كله وانت من غيري انا قصرت معاكي عمري ما هسامح نفسي

:- لا يا بابا مش تقرل كده تاني انت عمرك ما قصرت معايا ولا عمري حسيت بتقصير منك ابدا انت منت علي طول بتجيلي ومعايا

الاب : بس بردو مش قدمت ليك الاحتواء الكافي

:- لا يا بابا ارجوك مش تقول كده ومتنساش ان بعدي كان جزء من اختيارتي انا كمان ومع ذلك عمرك محسستني بتقصير

:- الحاجه الوحيده الا بعدتنا هي قعدتك دي يا بابا وعمري ما هدا ولا هرتاح غير اما ارجع حقك

الاب برفض : لا يا ابني الحق عند ربنا وبعدين خلاص انا اتعودت بقالي سنين

:- وانا مش هستحمل اشوفك كده

في غرفه فرح تجلس وتضم ركبتيها علي صدرها في وضعيه كئيبه

روان : خلاص بقا يا فروحتي كفايه عياط

فرح كانت تضع راسها تحت الوساده وتبكي بشده بينما كانت روان تواسيها

روان : انتي عارفه ان بلال عمل كده من خوفه عليكي

فرح بدموع : اه فعلا بلال اول مره يتعصب عليا كده

روان : ما انتي اول مره تتاخري يا فرح

فرح بدموع غزيره  : برضو طريقته كانت وحشه معايا اوووي

روان : طب والله قاعد تحت هيجنن عليكي المهم قوليلي انتي كنتي مع كريم

فرح بكت : لا كريم ولا زفت ولا عاوزه اشوف وسه تاني

روان : ليه حصل اي احكيلي

فرح بدموع : بعدين يا روان بس انا بجد مش طايقه وعاوزه انهي الارف ده

وفي هذه اللحظه صدر صوت طرق علي الباب فتحت روان ولم يكن الا بلال

بلال : معلش يا روان سبيني مع فرح شويه

روان بهمس : اشطا هاتها وتعالي عشان ناكل

بلال : همك علي كرشك

روان : لا ماما كانت عاوزه تقولنا حاجه علي الاكل

بلال : تمام انزلي واحنا جاين وراكي

خرجت روان من الغرفه وتركت الشقيقان معا بينما اقترب بلال وجلس بجوار فرح علي الفراش الذي مازالت تغطي وجهه بالوساده

بلال بصوت هادئ : فرح

لم ترد عليه

بلال : فرح قومي كلميني وبعد كده يا تخاصمني يا نتصالح لكن الخصام من غير كلام كده اسمك طفله

فرح قامت ونظرت له بعين باكيه

نظر لها وانب نفسه كثير لانه سببا في بكاءها : ليه تعيطي كل ده يعني عشان زعقتلك

فرح : زعقتلي اه انت مزعقتش بس

بلال : ايوه يعني اتعصبت مهو من خوفي عليكي

فرح نظرت الي  الجهه لتنهمر دموعها

بلال يشعر بالتعب كثيرا حينما يتسبب في حزنها فهو يعلم مدي صعوبة ان يصلحها

بلال : طيب يعني خلاص مش هتكلميني وهتفضلي زعلانه

التفت فرح له : انت عاوز تكون مزعقلي وتصالحني ف نفس اليوم ده حتي ايدك لسه معلمه علي دراعي

بلال اقترب منها وقبل جبينها : انا اسف والله العظيم غصب عني بس انتي بردو استفزتيني كنتي قولتي من الاول

فرح : انا اصلا داخله وزعلانه وكمان ليك عين تكلم

بلال : اي ليك عين دي بقا

فرح : شوف  بتزعل اما بقول كلمه مش تعجبك لكن انت تزعق وتتعصب عليا وتمد ايدك ومش عاوزني اعيط

بلال : لا متقوليش مديت ايدي كده بتتبلي عليا

فرح : معلش اه

بلال : انا اسف بقا يا فروحتي انتي اغلي واحده فحياتي يا فرح

فرح بدموع : انا كمان بحبك اوووي يا بلال انت ابوي يا بلال كان نفسي اما دخلت اترمي في حضنك معرفش كنت عاوزه اعيط حسيت اني مخنوقه ومحتاجه حضنك بس انت ادتني فوق راسي

فتح بلال ذراعيه لشقيته الصغيره بينما مسحت دموعها وارتمت بين احضانه تبكي والدموع تنهمر علي قميصه بغزاره ربت بلال علي شعرها بحنان

بلال بقلق : اي يا روحي العياط ده كله انا اسف والله يا حببتي

فرح ببكاء  : احضني يا بلال انا محتاجلك اووي تعبانه

كان صوت فرح يتمزق له قلب بلال فكيف له ان يتحمل صغيرته بهذه الحاله فشدد من احتوائها

بلال : مالك ياروح قلبي مين الا مزعلك تعبانه من اي

فرح بتنهيده حتي تهدأ من بكاءها : مفيش  انت قلقت كده ليه انا بس ضغط المذاكره وخوفي من 3 ثانوي ضاغط علي نفسيتي

بلال وهو يقبل راسها ويداها : متخفيش يا فروحتي انتي قدها وربنا هيفرحنا كلنا وبكره تقولي بلال قال

فرح بدموع : وافترض جبت مجموع وحش

بلال وهو يمسح دموعها : واي يعني هتعملي اي مثلا هنفرح بردو لانك هتبقي خلصت ودخله كليه وهتبقي احلي طالبه جامعيه

فرح : انا ممكن اموت لو جبت مجموع وحش

بلال : لا كده غلط ماقوليش كده تاني ده نصيب يا فرح من قبل ما تتولدي ومكتوب هتبقي اي وده الا ربنا كاتبه واختيار ربنا ديما االافضل والاحسن ومينفعش تقولي هموت لو حرام ربنا مش بيتعاند انتي كده بتعاندي ربنا مفيش حاجه اسمها هموت لو لازم تردي بالربنا كاتبه وكل ما تشكريه وتحمديه هيزيدك وهينولك الاحسن والاحسن

فرح وهي تمسح دموعها : استغفر الله العظيم ونعم بالله افهم من كده لو جبت مجموع وحش مش هتزعقلي صح

بلال : صح يا ستي عارف ان هو ده كل الا همك

فرح بمرح : حيس كده بقا مش مهم كل الا يجيبه ربنا كويس

بلال : شووووف البت

فرح : نينينينيننينيني

بلال : طب انا كده اطمنت انك مش زعلانه يله بقا ننزل ناكل لحسن هموت من الجوع

فرح : بعد  الشر عليك

بلال : ياااه الحنيه بتقع

نزل بلال وفرح وهم يتبادلون الضحك والمرح

نوران : زغرطي يا بت يا روان اتصالحوا

روان : وي وييي وييي وييييييييي

فاطمه بضحك : يا ندمتي اي ده يا بنتي

روان : بزغرط يا خالتو

بلال : انتي مين قالك ان دي زغروطه

روان : الاه بقا اهي اي نغمه سعيده وخلاص

فرح : سعيده ولا فوزيه هقهقهق

روان : ما بلاش انتي كنتي بتعيطي من دققتين

فرح : بتعيريني يا سافله

روان : بت انتي احترمي نفسك دانا اعمل من وشك شوارع

بلال : روان انتي بتعرفي تبلطجي يااه انتي بوظتي اووي يا روان

روان : شوفت عشان تعرفوا روان الهاديه الطيبه مشيت خلاص

بلال : شبح يولاه الاه

نوران : اتوكسي ده تلاقيها سمعاه في التلفزيون قديمه اووي ده اما حد بيعاكسها في الجامعه بتيجي جري عليا

بلال بغيره فشل ان يخفيها   : هو في حد بيعاكسك اصلا

روان نظرت له ورات الحده تحتل وجه : اه كتيررر طبعا انت عاوزني اكون بالجمال ده ومحدش يبصلي

بلال وقد انفلت اعصابه : خلي يبصلك وانا اقتله فيها كده

استعجب الجميع من رد فعل بلال معاد فاطمه فهي تعلم جيدا سبب غضبه جيدا

فرح : بسم الله الرحمن الرحيم هما بيطلعوا منين

نوران ارادت ان تقلب الاجواء الي المرح : وحدووووووو انفخي في ودنه يا به يا فرح

فرح : اليمين ولا الشمال يا اوختشي

نوران بضحك : الشمال عشان نطرد الشياطين

روان : حاسه ان ده تأثير الوقعه الا وقعها في الحمام وهو صغير فاكره يا نوران

انفجرت نوران وفاطمه في الضحك

بلال : خلصتوا ولا لسه

فرح : انا معرفش اي الوقعه دي هي بضحك

نوران : هقولك يا بنتي انتي كنتي صغيره

بلال : ما خلاص يا عسل  في اي

روان : بت يا فرح هبقا احكيلك مع بعضينا

بلال : اصلا

فاطمه : يا ولاد

فرح : نعم يا ماما  وانتبه لها البقيه

فاطمه : جدكوا كلمني وزعلان عاوز يشوفنا بقالنا زمان ما روحنا البلد

روان : يييي بلد اي بس

نوران : انا صراحه جده وحشني اوووي وباقي العايله جداا بس احنا مش متعودين ع المكان هناك اخر مره روحت كان من سنتين تقريبًا

بلال : كلنا كنا هناك من سنتين بس انا بحب تغير الجو

روان : اومال انا كنت فين

نوران : انتي وفرح كنتوا في رحله المدرسه مش رديتوا تيجوا معانا

فرح : ايوه انا اروح ليه انا معرفش حد خالص ومفيش حد من سني انا مش راحه في حته

نوران : علي فكره المكان هناك جميل كفايه الجناين وتغير الجو وحضن جده

روان : مش عارفه صراحه هرتاح هناك ولا لا

بلال : انتو مش هتخسروا حاجه علفكره وهتبسطوا جدو بيحبنا جدا انتو مش عندكو دم

روان : مهو صراحه بقا في نموس هناك

فرح : وااااات نموووس never اني اروح هناك

نوران : Don't worry

فاطمه : خلصتو  كلنا هنروح ومفيش نقاش انا سعد ابويا وحشني اووي وكفايه سايباه وقعده معاكوا هنا في القاهره دي

روان : هو في احلي من القاهره يا خالتوا انتي الا مش بتخرجي خالص

نوران : القاهره جميله وحياتنا كلها فيها بس ده تغير جو وعندنا يومين اجازه

بلال : اه انا عن نفسي موافق

روان نظرت لبلال : sure اني هبقا مبسوطه

نظر بلال في عيناها السودويه الذي يعشقها من الصغر  : اكيد هتبقي مبسوطه

فاطمه : خلاص كلنا اتفقنا

فرح : حححمممممممم

نوران وروان وبلال وفاطمه نظرو لها بحده

فرح : اي يجدعان هتكلوني ولا اي

فاطمه : قولي يا اخرة صبري يمكن نفسك تقولي حاجه

فرح : لا دانا بقول ان شاء الله رحله سعيده
بلال بتشفي : جبااانه


في الفيوم في منزل عائله الانصاري كانو ينظفون ويرتبون المنزل لاستقبال الضيوف الكرام

سعد : شدي يا نرمين انتي والخدم الجماعه جين بكره

نرمين : عيني يا حاج انا اما فاطمه كلمتني الدنيا مش سايعاني من الفرحه

امجد : اكيد مش قد فرحه سعد اخوي يا فرحة جلبك حاسس بيك والله

سعد : اكيد يا امجد هشوف بنتي وبنات الغاليه

في هذه اللحظه يدخل عادل من الباب : سلام عليكم

امجد : وعليكم السلام

عادل : اووف انا زهقت من دي فلاحين

سعد : من اولها يا ولدي

عادل : اي ولدي دي يا عمي احنا في الجبل

سعد : بتسخر من كلامي يا كلب

عادل : هو الجماعه جاين بكره

امجد : اه ان شاء الله يوصلو بالسلامه

عادل : والله منا عارف اي العايله الملخبطه دي

سعد : ولا ملخبطه ولا حاجه فاطمه بنتي يعني بنت عمك

عادل : بنت عمي وعيالها قدي مهي دي الفكره

سعد : لان فاطمه وملك الله يرحمها اتجوزوا صغير

عادل بضحك : امي كانت بتولدني وبنتك بتولد يعني

نرمين : اتريق اتريق

عادل : لا واتريق ليه ما انتو مشاء الله مفيش حد في العايله دي اتجوز غير صغير دانا تقريبا عنست

امجد : اخوك ادهم فين

نرمين : ادهم جه من الصبح وفي اوضه

امجد بتنهيده حزينه : اه يا قلبي عليك يا ادهم

سعد : بطل تقول كده علي ادهم انا ابني مش في حاجه وكويس

سعد : هو حد قال في حاجه احنا بس مدايقين من انطوائيته الزايده دي

عادل : عادي ادهم دي طبعته

ادهم من خلفهم : هتبطلو كلام عليا امتي