الفصل الرابع

في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع في فيلا الانصاري بالقاهره وذهبت نوران الي الهايبر لتشتري بعض الاشياء استعدادا لسفرهم الي الفيوم

في الهايبر
كانت نوران تحاول ان تمد يداها لتجلب احد الاشياء من الصفوف العلي ولكنها لم تستطيع لقامتها المتوسطه وعلو هذا الشئ

محمد من خلفها : بالعقل كده هتجبيها ازاي وانتي شبر ونص

التفت نوران وجدته يقف بهيئته الطويله وعضلاته البارزه وخصلات شعره المتطايره مربعا يداه علي صدره وينظر لها بابتسامه فابتسمت له بعفويه عندما رات هيئته الجذابه فهي لم تنكر يوما انه وسيم جذاب

محمد بخبث : مكنتش اعرف انك اما تشوفني هتفرحي كده

نوران بانتباه وقضبت حاجبيها : افندم بالعكس دانا حاسه باختناق كده ويومي هيتقفل بوشك

محمد اقترب منها ببطء : يا راجل اومال ليه حاسس الفرحه ناقص تكلم من علي وشك

نوران بتوتر : اي التناحه دي ابعد

محمد اقترب منها اكثر حتي لم يفصل بينهم الا سهاما معدوده خجلت وتوترت نوران بشده حتي احمرت وجنتيها اثر قربه منها مازال يطيل النظر في عيناها بتمعن وثبات

نوران وهي تبتلع لعابها وترفع عيناها للاعلي لتنظر له : مينفعش كده

رفع يده خلفها ومسك علبه الشكولاته التي كانت تريد ان تنولها ولم تستطيع

محمد بابتسامه : بتحبي الشكولاته دي

نوران وهي في حاله توهان من نظراته : اه بحبها

محمد : امممممم هدهالك بشرط

نوران عقدت حاجبيها : ما اشتريها انا من غير شرط عادي يعني وانا اخلي حد يتشرط عليا ليه

محمد وهو يعيد علبه الشكولاته مكانها : فكره بردو جبيها بقا

نوران بتذمر : خلاص خلاص قول الشرط

ضحك محمد بقوه اظهرت اسنانه البيضاء مما جعل قلب نوران ينبض بشده ويزادا خفقانه

محمد : لا كده بقوا شرطين

نظرت له نوران بعبوس طفولي

محمد بتحذير : ها

نوران باستسلام : ماشي موافقه اشرط

محمد : اول شرط نبقا صحاب

نوران ابتسمت بخبث : اممممم

محمد : بصراحه انا جديد هنا ومش عارف حد ومحتاج صديق ليا ها

نوران بابتسامه : موافقه

محمد بغرور مصطنع : طبعا انتي تطولي واحد حلو زي يبقا صديق ليكي

نوران ببرطمه : كله لاجل الشكولاته

محمد : بتقولي اي

نوران : اه معلش انت الا ليك الشرف اصلا واحده قمر زي صحبتك

محمد بتشفي غليله : الشرط التاني تعتذري

نوران بأندفاع : نعممم لا وسعت منك دي عديني بقا كده من وشي

نوران دفعته للخلف وتركته وذهبت

محمد بزهول : هموت دي هبله ولا شيزوفرينا خددي يابت والحق بها

نوران : يادي النيله عاوز اي مني ياعم انت بقا

محمد : انتي بتتحولي يخربيتك

نوران : بص بالله عليك انا ورايا سفر ومش فاضيالك

محمد : انتي مسافره روان معاكي

نوران : اه الا صحيح انت بتعمل اي هنا

محمد : صحيت من النوم ملاقتش اكل كل يوم كنت بفطر بره عشان الكليه انهارده قولت انزل اجيب شويه حاجات

نوران بسخريه : ياعيني يا ابني صوعبت عليا

محمد : مهو واضح اعتذري بقا

نوران وهي تحاسب علي الكاشير : اعتذر علي اي انا معملتش حاجه

محمد : لا والله والحصل امبارح ده بقا

ضحكت نوران : ما انت مستفز ديقتني

محمد بملامح حاده : طب اعتذري يله

نوران دفعت النقود واخدت الاكياس وخرجت من الهايبر بعد ان القت عليه نظرة لامبالاه

خرج محمد بعدها وهو يتوعد لتلك الفتاه الذي تزعجه بصرفاتها العنيده بينما كانت هي تعد اكياسها في سيارتها

محمد بقوه : نورااان

نوران بخضه من نبرته القويه : وانا مالي مين ايه بيطلعوا منين

محمد بملامح غاضبه : خدي نسيتي دي الشكولاته

نظرت له نوران بخجل واحراج : احمم شكرا

محمد : العفو وجاء ليتركها ويذهب

نوران بتلقائيه : محمد

وقف محمد للحظه وعاد نظره إليها : نعم

نوران : انا اسفه

محمد بابتسامه : عارفه لو مكنتيش قولتي محمد ويكون في علمك انا مبحبش الا يكلمني ويمشي ويسبني اخلص كلام وامشي انا مش عيل

نوران : انا اسفه دكتور محمد

محمد : او يسطا مثلا

نوران : خلاص بقاا قلبك ابيض

محمد : اوكيه هاتي رقمك بقا

نوران : 01

محمد : اوكيه يا قمر ابقي طمنيني اما توصلي

امام فيلا الانصاري يقف الجميع منتظرا في تلك التي خرجت ولم تعد حتي الان

بلال : انا هموت فيوم بجلطتي

فرح : زمانها جايه

نوران بمرح : انا جيت نورت البيت هوباا

روان بعتاب : كل ده يا نوران

بلال بغيظ : وليه مش تسبنا مستنين

فاطمه : قصروووو كلام يلا نركب العربيات

نوران وهي تذهب الي العربيه : مالي حاسه بارتباك وبحاله مش عاديه عقلي اتجنن معاك

بلال نظر لروان ونظرت اليهم فرح : نوران لسعت منها ولا اي

روان : انها هرمونات يا صديقي

بلال وهو يغمز لها : واخبار هرموناتك اي يا وحش

روان نظرة له بحزن في صمت

وبعد دقائق

فرح : انا هركب مع نوران

نوران : اشطا اركبي يله

روان : وانا كمان

نظر لها بلال كان يود ان تركب بجانبه ولا تفارقه ابدا

فاطمه : لا روان تعالي معايا عشان انتي عارفه بلال سواقته وحشه

روان : اوكي يا خالتوا

نظرت فاطمه الي بلال وجدت ملامح السعاده ارتسمت علي وجه

ركب الجميع السيارات

في عربيه نوران

نوران بسعاده : شايفه الحياه متذوقه مزاجي حلو مروقه

فرح : الاغنيه دي بارده

نوران : اشي يا بت انتي شغلي حاجه كده هييييح

فرح : هييييح الله اكبر انت وقعت ولا اي يا ابو عيون زرق

نوران : ااه عيون زرق هييييح

فرح : نوران فوقيييي هدي السرعه هنموت

نوران : اي يا فرح فرحانه الاه

فرح وهي تغمز لها : القلب دق ولا اي

ابتسمت نوران لها وظلت تستعيد مواقفها
نوران في سرها : يلهووي يا نوران معقوله انا حبيته لا مش معقول ده اكيد اعجاب هو قمر فعشان كده

نوران : اه بامارة ما كنتي شبه المدلوقه دلقت المايه عليه دانتي ادتيلو رقمك دلوقت يقول اي عليكي

نوران : اي ده اكيد مش هيقول حاجه ده واحد كان في امريكا يعني

قاطع تفكيرها صوت فرح وهي تكلم بلال في الهاتف

فرح : خدي يا نوران بلال عاوزك

نوران : اي يا بلال في اي لم تتحمل نوران صوت بلال بعدت الهاتف عن اذونها

نوران بضيق : وطي صوتك يا بلال

بلال بتوعد : اقسم بالله لو ما هديتي السرعه لانزل ازعلك

نوران : حاضر يا بلال حاضر

في عربيه بلال كانت روان تجلس بجانبه في الامام

بلال بزهق ونرفزة بعد ان قفل معاها : ما ترغي يا روان الطريق طويل

روان بتهكم : اخبار مدام سما اي

بلال : الحمد لله

روان بفضول : هي متجوزه

بلال بخبث : لا مطلقه مش عارف انا مين الغبي الا يطلق الصاروخ دي

نظرت له روان بخيبة امل وحزن نظر لها بلال وراي الكلام في عيناها

روان : عندك حق
بعد مرور وقت كبير وقرب وصولهم
الي مدينه الفيوم وتحديدا في فيلا عائلة الانصاري

عادل : ما تعقل بقا يا ادهم تمشي فين والجماعه جاين

ادهم : عادل انا مش قاعد مع حد دماغي

عادل : عشان خاطر ابوك علي الاقل ده ابوك جابلنا روشه بيك

ادهم : طب انا ورايا ما تش دلوقت اعمل اي

عادل : هما هيجوا تعبانين ينامو ابقا انزل

ادهم بضيق : ماشييي

وفي هذه اللحظه سمعو صوت الترحاب الشديدوالتهنائه

عادل : يله شكلهم وصلوا

في الاسفل

سعد : وحشتووووني يا ولاد اوووي

نوران وهي في حضن سعد : وانت كمان يا جدو اووي

امجد : كده تغيبوا الغيبه الطويله دي

بلال : ما انت عارف يا جدو الشغل والكليات

نرمين : وحشتيني يا فاطمه اوووي

فاطمه : وانتي اكتر يا نرمين هما ولادك فين

امجد : فوق زمانهم نزلين

سعد : اي يا روان انتي وفرح مش نفسكو تحضنو جدو زي نوران كده

نوران : لا محدش يحضن جدو غيري

روان بهدوء : اتمني والله بس شكل نوران مش ناويه تقوم

نوران : انت عاوزني اقوم يا جدو

سعد : لا يا قلب جدو بس عندي دراع تاني اهو

اقترب روان الي حضن جدها ولاول مره تشعر بالاحتواء

سعد : يااه نورتو قلبي يا بنات الغاليه

فرح بتلقائيه : طب وانا

ضحك الجميع عليها

امجد : تعالي انتي في حضن جدك امجد سعد ده واخد كل حاجه

نظرت فرح الي بلال الجالس بجانبها بمعني تذهب إليه ام لا

نظر لها بلال واماء له بتشجيع

اقتربت فرح من امجد وضمها بقوه

امجد : عارف انتي اكيد مستغربه وكده انتي مش جيتي هنا غير مرتين وانتي صغيره خالص

فرح : هو انت تبقا جدو ابو بابا ولا ابو ماما

ضحك امجد علي كلام الصغيره: جدك ابو مامتك اهو هناك اسمه جدو سعد انا بقا اخوه

ابتسمت فرح
وبعد قليل من الكلام والترحاب وبعض الضحك نزل عادل ورحب بهم وصافح نوران وجاء ليصافح روان تدخل بلال واخذه بين احضانه

بلال : يااه وحشني يا جدع

عادل: والله ليك وحشه يا بلال اخيرا

بلال : مشاغل بقا يا صحبي

عادل نظر لروان الواقفه : ازيك

روان بخجل : الحمد لله بخير

عادل : ياااه كبرتي اووي اخر مره شوفتك كنتي اصغر من كده

بلال : اه شوفت بقا اومال فين ادهم

فرح وهي تهمس لنوران : مين ادهم ده

نوران : اخو عادل بس اي بقا حاجه كده هيييح

روان شاركتهم الحديث : انا مش استلطفت الا اسمه عادل ده

نوران : عادل طيب انتو الا لسه هتاخدو عليهم انا عشت هنا ممكن عشان الكبيره وكنت باجي هنا كتير واخده عليهم اكتر منكو

فرح بحماس : لا ما احنا هناخد متقلقيش

روان : وادهم ده بقا عنده كام سنه

نوران : 23

ادهم دخل عليهم : السلام عليكم

انتبهت الفتيات ونظروا جميعا فكان يقف ويرتدي ترنج قطني يبرز عضلاته الفاتله

روان بهمس لنوران : همووت يا جدعان حد يغثني

نوران جاءت لترد عليها تفجاءت ببلال يجلس جانبها صمتت

روان : ده ادهم ده طلع جامد جموده انا مجتش الصعيد من بدري ليه بس انا اخس عليا

بلال بحده عيناه : واي كمان

روان بخضه : بسم الله الرحمن الرحيم

نظر لها بلال بحده اخرستها

ومع كل هذه الثرثره كان هناك شخص لفحته صدمه قويه عندما راي ذلك الادهم

صافح ادهم الجميع باهمال وجاء عند تلك الفتاه الصغيره التي تدعو فرح ونظر لها لدقائق في صمت وملامح جامده

امجد : دي فرح يا ادهم اخت بلال اصغر عنقود في العايله

ادهم : نورتي الصعيد

فرح دون ان تنظر في عيناها فهي تخشي عيناه الحاده كالصقر : بنور اهلها

سعد : انا بقول تطلعوا ترتاحو من المشوار وتنامو شويه وعلي المسي كده ناكل كلنا

فاطمه : اه والله يا ابوي الواحد كانه سنه ما نام

نرمين : حبيبيتي الاوض بتاعتكوا نضيفه ومترتبه

في المساء داخل غرفه بلال سمع صوت احد يطرق الباب

بلال : ادخل

فاطمه : نمت كويس يا بلال

بلال : اه يا ماما

فاطمه نظرت له وبدون مقدمات : بتحبها صح

بلال بصدمه : قصدك مين يا ماما

فاطمه : كفايه يا ابني انا تعبت ليك سلف قولها يا بلال محدش فينا معترض وهنفرح كلنا وانت هترتاح قولها يابلال

بلال : ماما

فاطمه : انا امك يا بلال وادري بيك اكتر من روحك هتندم يا ولدي او هتجن من غيرتك عليها قولها يا بلال وريح قلبك

بلال جلس بحزن بينما ربتت علي كتفه والدته : متتأخرش عشان الغداء

في غرفه نوران استيفظت من النوم وقضت فرضها وجلست تفكر في ذلك الحلم الذي مازال يراودها فسقطت دموعها

نوران بدموع : يارب يارب انا تعبت يارب انت العالم بحالي انا بقيت اخاف انام يارب الكابوس ده يتزال عني يارب

رن هاتفها

نوران : الو مين

محمد : انا محمد

نوران ابتسمت فور سمعها لاسمه : اهلا وسهلا خير

محمد : انا غلطان بطمن عليكو

نوران : اي عليكو دي

محمد : انتي وروان يعني

نوران : امممم علي فكره انت رنيت عليا انا يبقا متجمعش عشان انا بتعصب بسرعه

محمد : علي نفسك مش عليا

نوران : بارد اووي

محمد : بقولك اي

نوران : قول

محمد : لا خلاص انتي هترجعي من السفر امتي

نوران : عادي يعني يومين الاجازه

محمد : اصل انا زهقان هقضي الاجازه دي مع الحيطان بس موضوع تجهيز المكتب ده مسليني شويه

نوران : عااش كويس بقولك هقفل دلوقت عشان الغداء وهبقا اكلمك بعدين

محمد : مستنيكي يا قمر

نوران بخجل : حاضر

ادارت نوران وجهها لتخرج وجدت روان واقفه امامها مربعه يداها علي صدرها تنظر لها باستفهام

بينما كانت فرح تقف امام المنزل تتأمل الاشجار والثمار تملاءها وتفكر في ذلك الادهم الذي اصبح عقدة لها ولكن قاطع تفكيرها صوت رنين هاتفها

فرح : الو مين معايا

كريم : انا يا فرح اخيرا رديتي ولا عشان رقم غير رقمي

فرح : انت عاوز اي يا كريم انسي كل الا بنا خلاص انتهي

كريم : مش بمزاجك يا فرح انا لسه بحبك

فرح : وانا زهقت وطول الوقت حاسه اني عمله كارثه وبعد اخر مره شوفتك فيها انا مش هطيقك تاني يا كريم

كريم : يا فرح طب عشان خاطري فرصه واحده بس

فرح بتنهيده : كريم لو فعلا عندك ذره حب ليا خلينا صحاب

كريم برجاء : يا فرح انا بحبك يا فرح بحبك افهمي

رق قلب فرح له : طب اوعدني انك مش هدايقني تاني

كريم : اوعدك مش هدايقك تاني بس تديني فرصه وتحبني زي الاول

فرح بخجل : طب ما انا مش كرهتك اصلا يا حمار


ادهم من خلفها : تؤ تؤ بعدين يزعل لو شتمتي

فرح برعب : انت انت واقف

ادهم وهو يقترب منها وينظر له بعيون الصقر الذي يمتلكها : انا الا هوريكي ايام سوده ان شاء الله

فرح وهي تبتلع ريقها : انت ملكش دعوه بيا علي فكره

ادهم : حلو اقول لاخوكي بلال اكيد هو لي دعوه

فرح : لالا لا ابوس ايدك بلال لا

ادهم وهو ينظر لها بحده : هاتي تلفونك

فرح : ليه

ادهم : بقولك هاتي اعطته فرح الهاتف في رعب فهي تخشي نظراته بشده فهي حقا مخيفه

مسك ادهم هاتفها ومسح رقم كريم وقبل ان يفعل ذلك وضعه علي الحظر وسجل لها رقمه

ادهم : اتفضلي

فرح كانت تبكي : ارجوك مش تقول حاجه لحد

ادهم : زي انك مصاحبه ولد ومرتبطه بيه كده

فرح بدموت : لو سمحت مش تقول لحد

ادهم : لو عرفتي انك كلمتيه او حتي سمحتي ليي يكلمك هقولهم وشوفي بقا انتي بلال هيعمل فيكي اي

فرح : انت بتعمل معايا كده ليه بطل تهددني

ادهم ضحك بقوه ثم نظر لها : ادهم الانصاري مش بيهدد انا بفعل واوعي تقولي لنفسك اني مش هعرف لا يا حلوه انا معروف بعيون الصقر وساعتها مش هتلومي الا نفسك سلام يا فرح

ثم عاد اليه بنظره مره اخري وقال

ادهم : صحيح انتي قولتلهم اي في اليوم الا اتاخرتي فيه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي