الفصل التاسع والعشرون 29

ظل قاسم يربت على ظهر ها حتى هدأت لين تماماً و لكنه تذكر أنها لم تأكل شي من الامس و هي تبكي أيضاً   فعرض عليها قاسم احضار الطعام و لكنها رفضت وبشده و تركته و عادت مسرعه إلي الغرفة مره أخري و بعد مرور الأربعة و العشرون ساعة بخير دخل الطبيب الي غرفة رؤوف كي يطمئن عليه و كان الجميع يراقبهم من خلف الزجاج و فرح بشده عندما وجدوا رؤوف يتحدث مع الطبيب .

خرج الطبيب فهب الجميع واقفا فابتسم بهدوء و قال : يا جماعه ليه القلق ده الدكتور رؤوف زى الفل انتو قلقنين على الفاضي هي يومين بالكثير و هتفدرو تشوفوه و تكلموه ده روتين عادى بعد العمليه الكبيره اللي عملها هو لازمه شوية راحة بس
علشان كده هو هيفضل يومين في العناية لحد ما نتأكد أن كل حاجة تمام يعني مفيش قلق مع الادويه و التعليمات و بعض الراحه هيرجع زى الأول و أحسن إطمنوا .
لين ببكاء و ترجي : طب أنا ممكن ادخل أشوفه لو دقيقة واحده .
الطبيب بشفقة : اه طبعاً ممكن بس مش أكثر من خمس دقائق و متخليهوش يتكلم كتير عشان صحته .
دخات لين  مسرعه و لم تستمع لأخر كلمات الطبيب .
لين  بطفولة و بصوتها الباكى و عيونها الحمراء  : بابا حبيبي انت عامل ايه كده يا بابا تعمل فيا كده انت عارف انا حصلي ايه لنا عرفت .
حاول رؤوف التكلم بصعوبة و إرهاق فقاطعتة لين و هي تمسك بيده تقبلها بشده : لا يا بابا ما تتكلمش عشان ممكن تتعب انا هتكلم أنا و بس .

الطبيب و هو يبتسم علي براءتها فقد دخل مره أخري لانه لم ينهي الفحص : انتى بالذات اتكلمى معاه عادى و هو هيخف بسرعة .
و بعد مرور يومين انتقل رؤوف الي غرفه عاديه بعد أن تحسنت حالته .
دلف الجميع لغرفه رؤوف و كانت لين و قاسم  اخر اثنين فتقدم قاسم ليدخل فأمسكت لين يده فالتف لها باستغراب و نظر ليدها الممسكة  بيده فابتسمت بهدوء و قالت و هي تنظر ليدها الممسكه بيده : خليك جنبى انا بلاقى قوتى فيك انت الوحيد اللي قادر تطمنى نظر اليها قاسم  بحب و استغراب شديد  !! شعر بالسعاده تغمره و لكنه قبل يدها و ظلفا الي الداخل ليطمئنوا علي صحة رؤوف و بعد خروجهم من الغرفة ليتركو رؤوف ليرتاح قليلاً فذهب الجميع الي منازلهم و بقي لين و قاسم و ذهب قاسم ليحضر عصير ل لين التي كانت تشعر بأنها ليست بخير .
و ما أن ذهب قاسم الي الكافيتيريا الخاصة بالمشفي حتي تلقت لين رسالة علي هاتفها و ما أن فتحتها حتي و جدتها فيديو فقامت بفتحه و لكنها صدمت بشدة مما رأت و بدأت الدموع تتساقط علي و جنتيها .

' كان الفيديو ل قاسم و لين و هما في ما يشبه الملهي الليلي و كانت هند يبدو عليه الثمالة و كان قاسم يتمسك بها و يحاوط خصرها بيده ثم فجأة و جدت هند و قاسم في غرفة و هند تتمسك بيد قاسم و أخبره أنها ما زالت تحبه و أن لا يتركها و أنها لا تستطيع العيش بدونه و أخبرها قاسم أنها كانت السبب في حدوث ذلك أي أنه نادم علي تركها له ثم ارتمت هند في أحضان قاسم تتعلق بعنقة و تقبلوا بشده و ما أن ارتفعت يدي قاسم كي تقوم باحتضانها حتي انتهي الفيديو و وصلتها رساله كان محتواها '' طبعاً انت دلوقتي عرفتي قاسم بينتمي لمين و قلبه ملك مين الفيديو ده مش من بعيد ده من يومين تلاته يعني و انت مراته و في بيته أنا مرضتش أكمل الفيديو عشان خوفا عليكي و كمان عشان الباقي خاص جداً و ما ينفعش اي حد يشوفه لو أنا منك أدفن نفسي من الاحراج هههههههه بأي يا جميلة أتمني انك تكوني بخير بعد الفيديو و لكني بصراحة اشك في ده هههه هههه هههه ' .
ظلت لين تنظر إلي قاسم بجمود الذي جاء للتو و هو يحمل بيده العصير و بعض الشطائر و ما أن جلس بجوارها حتي لاحظ شرودها و تبدل ملامحها .
قاسم و هو ينظر لها بقلق و استغراب : في ايه يا لين مالك الدكتور رؤوف بخير حد من الدكاترة جه و قالك حاجه .
لين و هي ما زالت تنظر له غير مصدقة لما رأته للتو تود لو تكذب عينها و لكن كان قاسم و كان صوته .
قاسم و قد عقد حاجبيها بقلق : في ايه يا حبيبتي مالك في حاجه تعباكي .
لين بسخرية و الدموع تتساقط علي وجنتيها : حبيبتك ، ههه أنا اه تعبانه تعبانه أووي .
قاسم و هو يحاول وضع يده حولها : تعبانه مالك يا حبيب . . . . . .
و لكنه قطع جملته عندما نفضت يده عنها بشده كأنها لا تتحمل أن تلمسها يده .
لين بغضب و صراخ : ما تقولش حبيبتي يا كداب يا خاين انت عارف معناها عارف معني الحب لو أنته عارفه كويس عمرك ما هتقبل انك تعمل فيا و في قلبي كده عمرك ما هتقدر .

قاسم بصدمة و ذهول من حديثها : أنا يا لين كداب و خاين أنا يا لين .
لين و كأنها لا تسمع ما يتفوه به :انت ازاي قدرت و ازاي جالك قلب انك تعمل. فيا كده ازاي انت كنت بتخوني و ترجع ليا عايز تكمل انت ازاي قدرت تلمسني و انت كنت لامس واحدة قبلي ازاي .
قاسم و قد غصب هو الآخر : لين ايه الجنان ده اتكلمي كويس و فهميني انت بتقولي ايه .
لين بسخرية و دموعها تسيل علي وجنتيها : خد يا خاين شوف و اقرا عشان تعرف أن الخيانه مش لها رجلين .
و ألقت الهاتف بيده ففتحة و هو لا يعلم ما يدور حوله و ما أن انتهي حتي نظر لها بصدمة و ذهول و هو يهز رأسه نافياً .
فنظرت له لين بتقزز ثم تركته و جرت من أمامها و ما أن وصلت الي الدرج حتي وجدته يمسك بيدها و هو يهزها بعنف : انت اتجننتي يا لين عشان تصدقي الكلام ده اصبري و انا هفهمك أنا كنت هناك عشان هند كانت في حالة صعبة و كانت محتجالي .
جنت لين تماماً عندما سمعت هذا الحديث و صرخت به و هي تفلت يدها من يده و لكنها ما أن استطاعت إفلات يدها لم تشعر بشئ و لم تري أو تسمع شئ سوي بألم مبرح ينتشر في جميع جسدها بعنف و هي لا تستطيع تحمله و لكنها اتسعت عيناها بعنف و هي تتحسس بطنها لا لا طفلها لا لأ و لكنها اخيراً استقرت أخيراً و هي تشعر بغياب الوعي رغم عينيها المفتوحتين إلي أن استقرت اسفل الدرج بقت صامته بعيون متسعه كانت تعتقد أنه حلم حتي سمعت صوت رجولي قوي ينطق اسمها بذعر و صوت أقدام تجري علي الدرج كي و تطمئن عليها  و لكنه لم تسمع سوي صوته برعب : ليييييييين . و بعدها فقدت الوعي و بعد فتره كان الوعي يعود إليها كل فترة ترمش بعينيها و هي تلمح الناس يتدافعون من حولها الوان بيضاء من حولها جعلها تستوعب ما يدور حولها  و لكنها فوجئت بألم حاد في بطنها و ظهرها جعلها تشهق بصوت مرتفع فوضعت يدها علي بطنها و صرخة بكلمة( ابني ) مما جعل قاسم يتسمر مكانه طفل ماذا اهي حامل كانت تحمل طفله بداخلها و ظل واقف متسمر بجوار الحائط و الأطباء يتدافعون من حولها يفحصونها و يخبرونها أنها فقدت طفلها عند هذه الكلمه صمتت لين و لم تتفوه بشئ أخر أما قاسم فجلس بجوار الحائط و دموعه تسيل بغزاره علي خده و هو نادم علي تسرعه و وقوعه في خدعة هند التي لم يفهمها الا الان  كيف لم شك بها  كيف
ثم فوجئ بالاطباء يصرخون أنها فقد الكثير من الدم و أنها لابد أن تدخل العمليات حالاً .
ظل قاسم في الخارج يذرع الممر جيئة و ذهابا و هو علي حافة الانهيار لماذا تأخروا هكذا ماذا يفعلون في الداخل كل هذا الوقت و بعد فتره كبيره خرج الطبيب فأسرع قاسم إليه فأخبره أنها بخير و ان التصادم كون تجمع دموي لكن تم التخلص منه ..أما الجنين فللأسف لم يستطيعوا إنقاذه لقد كان في السابعه الأولي ولم يصمد أمام هذه الضربه القويه و أخبره أنهما ما زال شابين وان الله سيعوضهما خيراً .

اهتزت حدقتا قاسم و نبض قلبه بألم و أسي ثم قال أخيراً بصوت متحشرج : هو هو انا ممكن اشوفها . أومأ الطبيب بنعم و لكنه أخبره أن لا يطيل عليها لأنها مجهده و حالتها النفسيه سيئه و أنه سمح له بالدخول إليها لانها تحتاج الي الدعم حالياً أومأ قاسم بتفهم و دخل الي غرفتها و لكنها اول ما رأته دارت بوجهها في الاتجاه الآخر و لم ينطق لسانها سوي كلمه واحده زلزلته لا بل قتلته .
لين بجمود:طلقني .
قاسم و هو يشعر بألم شديد في قلبه أثر كلماتها القاسيه : لين و الله ما في حاجه من دي حصلت صدقيني أنا عقبالك أن كل ده كلام فارغ و اني برئ بس أرجوكي اديني فرصه اثبتلك الحقيقه .

ظل قاسم ينظر إلي لين فترة كبيرة ينتظر أن توجه اي كلمه له و لو كلمه واحدة و لكنها ظلت صامته تتحسس بطنها و تنظر الي الفراغ .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قد حضر الجميع الي المشفي عندما علموا بحادثة لين و أخبرو إبراهيم و رشا بما حدث و لكن لم يعلم احد منهم كيف حدث ذلك كل ما أخبرهم به قاسم انه اصابها الدوار  أثناء نزولها الدرج و سقطت من أعلي الدرج و انها كانت حامل و أجهضت بسبب قوة الصدمه بالأرض و حزن الجميع من أجلها و حاولوا الاطمئنان عليها و التحدث معها و لكنها كانت مغمضه عينيها رافضة الحديث مع الجميع فهي في الوقت الحالي حالتها النفسيه سيئه جداً و كيف لا تكون كذلك و قد قتلها من أحبت و تسبب في موت طفلها التي لم تستطيع السعادة بوجوده حتي رحل عنها بمجرد معرفتها بوجوده كيف ل قاسم ان يفعل بها هذا كيف استطاع خيانتها كيف طاوعه قلبه لخيانتها و صفعها بهذه الطريقة المؤلمه كيف استطاع كيف .

و مر يومان لم يحصل بهما جديد سوي حضور أهل قاسم للاطمئنان عليها و لكنها بقت علي حالتها صامته و شارده في لا شئ حاولت صفاء ان تجعلها تتحدث و لكن بلا فائده و عندم دخل رؤوف إلي غرفتها علي كرسي متحرك بمساعدة قاسم للاطمئنان عليه فهو ما زال مريض و لم يتحسن بالكامل و لكن رغبته في الاطمئنان على أبنته كانت أكبر من أي ألم .
و لكنهم استغربوا عندما انكمشت علي نفسها  عند سماعها صوت قاسم مما صدم قاسم و جعله يتسمر في مكانه الهذه الدرجه اصبحت تكرهه و تخافه بعد ان كان أمانها و ملاذها  و عندما سمعت صوت والدها  نظرت اليه و دموعها تسيل علي خديها و  لم تنطق  بشئ سوي : بابا انا عايزة ارجع بتنا خدني معاك  انا تعبانه أوي ثم عادت مره أخري بعدها الي حالتها السابقه من الصمت و الشرود و لكن دموعها ما زالت تسيل علي وجهها و لم تتوقف و لو لثانيه واحده و عندما حضر الطبيب لفحصها مجدداً حتي تسطيع الخروج و أخبرهم ان حالتها تسوء و انها بحاجه الي علاج نفسي كي تستطيع تخطي ما حدث لها و سيكون من الافضل لها ان تغير المكان حتي ترتاح و تتحسن نفسيتها و ذهب الجميع الي الخارج كي تستطيع آمنه و رشا مساعدتها في تبديل ثيابها .
رؤوف بحزن علي الحال التي وصلت إليه ابنته : معلش يا سالم بيه معلش يا قاسم لين هتقعد فترة عندي أحد ما نفسيتها ترتاح شويه .
قاسم و قد شعر انها ان ذهبت لن تعود اليه مره أخري : مفيش داعي يا دكتور رؤوف انا هاخد بالي منها و هراعيها و لو علي تغير المكان هاخدها و اسافر اي مكان يعجبها .
رؤوف بتفهم و لكنه مصر علي اصطحاب حنين معه : معلش يا بني هي عايزة تروح معانا و هناك امها هتراعيها وبعدين انا أصلاً كنت هطلب منك تبعتها عشان تقعد معايا يومين لأنها وحشاني جداً .
قاسم بحزن : بس يا يا دكتور رؤوف ان . . . . . .
قاطعه رؤوف :  من غير بس اهو منها ترتاح و تغير جو و منها تنشغل عن حزنها ده شويه .
سالم بتفهم : خلاص يا قاسم سيبها تروح معاهم ترتاح شويه يعني عاجبك منظرها ده .
قاسم بحزن : طب ممكن اتكلم معاها شويه .
رؤوف بعتاب : ادخل يا بني انت بتستأذن عشان تدخل لمراتك .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي