الفصل الثامن والعشرين

ممرضة دمرت حياتي

الحلقة الثامنة والعشرون

.....................................

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

نهينا الحلقة السابقة على حوار حكيم مع والدته كريمة بشأن إتمام زواجه من حنين .

حكيم ...بس يا ماما دي عروسة ومن حقها تفرح .

كريمة ...تفرح بمزاجي أنا .

حكيم محدثا نفسه ...ربنا يسترها .
ويعينك يا حنين على أمي والله .
يارب اهديها علينا، أنا مش عايز أغضبها وفي نفس الوقت مش عايز أظلم حنين معايا .

وبالفعل تم تجهيز الشقة وكان أغلبها على ذوق والدة حكيم ،حيث تنازلت حنين عن كل ما تريد ، رغبة وحبا في كريم وحتى يتم الزواج على خير .
ولكن للأسف لم يكن التنازل الأول إلا بداية لتنازالات أكبر بكثير، فيا ترى ما سينتظر تلك المسكينة من تلك الحماة الغيور الظالمة .

توالت الأيام وجاء اليوم الذي يحلم به حكيم منذ سنوات طويلة في حب حنين .
اليوم الذي سيجمع الحبيبين تحت سقف واحد ، يبث كل واحد منهما حبه للآخر بدون حرج أو تخوف .
فيصبحا يومها روحا واحدة في جسدين .
وكان الحفل كبيرا وجميلا.
شارك به غنيم أيضا ببعض المال، تحية منه للعروسين وحبا في قرة عينه وزوجته وأم ابنه (حلا ).

لم تكف كريمة عن البكاء طيلة الحفل ،وكأنه يزف إلى الموت وليس إلى حياة جديدة مع من اختارها قلبه.
لتكمل معه مسيرة الحياة على بحلوها ومرها .

وعندما تراقص العروسين على أغنية هادئة مليئة بالأحاسيس والمشاعر.
انا بقدم قلبي آه لو تقبلو وأدي كمان عمري كأنو في أولو
والشوق ده كلو يقول لمين يتحملو يكون في عونك يلي زي مجربو.

ثم ضمها حكيم بقوة وحملها ليدور بها قليلا في جو مليء بالرومانسية والحب .
والجميع فرحين يسقفون يصفرون ويدعون لهم بالسعادة والفرح الدائم إلا كريمة فقد غلبها الغيظ وامتلكتها الغيرة أكثر فحدثت نفسها ...يا لهوي الواد قرب يطير بيها .
آه يا ناري،هو من أولها كده ،هيموت عليها ، أومال لما يدخل بيها ،هيعمل إيه ؟
هينساني أكيد ولا هيعبرني، ولا هيجي يكلمني ويحكيلي يومه زي كل يوم زي متعود .
ولا هيجي يحط رأسه على حجري لغاية ما ينام زي العيال الصغيرة .
ما خلاص بقا هينام في حضنها اللي تتشك في معاميها دي .
بس أنا مش هسكت ومش هليمه عليها، وهخليه يطوف حولين نفسه .
وأدي قومة كمان عشان أوقف المسخرة دي .
فقامت من مكانها متجهة نحوهما ولما لمحتها والدة حنين وضعت يدها على صدرها قائلة ...يا لهوي شكل الولية اتجنت وهتعمل مصيبة ، أسترها يارب مع بنتي دي غلبانة ، وصبرها عليها .
جيب العواقب سليمة يارب ، عشان خاطر حبيبك النبي.
حتى وجد حكيم من يشده من ذراعه قائلة بحدة ...مكفايا يا واد ، شيل وحط ودلع ماسخ ،ملهوش لزوم.
وفر صحتك يا ابني شوية ، هي هتهدك من أولها كده .
شعر حكيم بالحرج من كلام والدته .
ولم يعرف بما يجيبها.
فهي لا تعلم مقدار شوقه لتلك اللحظة التي جمعهما الله بها
في الحلال الطيب.
أما حنين ، فقد كسرت فرحتها لمرة أخرى جديدة .
ولمعت عيناها بالدموع .
ونظرت إلى حكيم بإنكسار قائلة ...طيب كفاية يا حكيم وتعال نقعد على الكوشة ،عشان تستريح.
آه ما هي صحتك أهم من كل حاجة ،وعشان تريح خالتي كمان .

ثم رددت ...وأنتِ كمان يا خالتي، اقعدي استريحي يا حبيبتي ، الوقفة هتتعبك .

كريمة بسخرية ...أنتِ بتمشيني ولا إيه !
مش عايزاني أقف جنب ابني ، في ليلة زي دي !!
ثم تصنعت البكاء وأشارت لحكيم ...شوفت مراتك يا ابني ، من أولها أهو مش عايزاني جنبك .
يا خوفي من اللي جي، هتخليك تنسى أمك خالص .

حنين بصدمة ....أنا لااااا طبعا .

حكيم ....لا يا أمي، متقوليش كده ،هي مش قصدها فعلا .
قصدها بس متتعبيش مش أكتر .

كريمة ...أنا راحتي جنبك يا ضنايا .
ولا مش عايزني أنت كمان !

حكيم ...لا طبعا ، متحرمش منك يا ست الكل .

فنظرت كريمة إلى حنين بانتصار ،وكأنها تقول لها ...أنها لن تستطيع أن تأخذه منها أبداً .

حنين محدثة نفسها ...يارب صبرني عليها ، لغاية ما تهديها وتقدر تحبني زي حكيم .
ثم انتهى الفرح على خير ، ليتجهوا إلى شقة الزوجية .
وذهبت معهما والدتها لتطمئن عليها قبل أن تغادر .
وولجت معها لغرفة النوم .
أمسكت أم حنين يد ابنتها وأجلستها معها على الفراش
قائلة ...يا بنتي، أنتِ اختارتي حكيم برضاكي، وأنا عارفة أنك بتحبيه .
وعشان كده يا حبيبتي، وعشان الحب ده يستمر، لازم تستحملي .

حنين بغصة مريرة....فاهمة يا أمي ومقدرة ، بس خالتي يوم
عن يوم بتزيد أكتر من اللي قبله .
وخايفة أوي مع الوقت ، تقدر كمان تكرهه فيا .

والدة حنين ...لا يا بنتي ، حكيم عاقل وبيحبك زي عينيه بالظبط وأكتر .
والحلو اللي فيه ، أنه عارف دماغ أمه كويس .
صحيح هو بيراضيها ، بس في نفس الوقت عارف أنها بتعمل كده ليه عشان غيرانة منك .
فمهما عملت بعد كده ، هيكون متأكد أنها بتفتري عليكي من الغيرة بعيد عنك ، بس أنتِ بريئة من كل اتهام .

حنين ...الله المستعان ، ربنا يصلح حالها ويهديها عليا .
عشان أقدر أحس بالاستقرار والهدوء في البيت ده .

والدة حنين ...يارب يا بنتي .

وأسيبك بقا ، إلا زمان العريس بيغلي وعايز يجي، يأدي مهامه
على أكمل وجه .
وابقي طمنيني عليكي يا قلب أمك .

حنين بخجل ..إن شاء الله يا أمي .
وبينما كانتا حنين ووالدتها تتحدثان كانت أم حكيم توسوس له قائلة...شوفت مراتك ، زمان أمها عمالة تقولها ، ادبحيله القطة قبل مهو يدبحالك .
ولو أمه كلمتك كلمة ، ردي عليها عشرة.
وإن البيت بيتها هي من دلوقتي ، تعمل فيه زي ما هي عايزة .

تنهد حكيم بضيق ....يا ماما ، إيه الكلام اللي بتقوليه ده ؟
لا يمكن خالتي تقول كده ، ده مفيش قلب أطيب من قلبها .

كريمة بغيظ ...يعني إيه يا ولا ؟ مفيش أطيب من قلبها .
أمال أمك إيه ؟

حكيم بابتسامة صفراء ...لا أمي أنا حاجة تانية ، دي الحنية والعقل والطيبة وكل حاجة حلوة .

كريمة بضحك ...أيوه كده تتعدل يا ولا .

ثم رددت ...بقولك إيه ؟ ما تقف على الباب كده وتسمع بيقولوا إيه ؟وتيجي تقولي.

حكيم ...يا ماما ، حرام كده ، ربنا بيقول في كتابه العزيز:{وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}

كريمة بغيظ ...يعني خلاص يا ولا ، بقيت شيخ على أمك .
طيب ، أقولك على حاجة أحسن .
خش قولها خليكي بايتة معاها أحسن ما تدب المشوار لغاية بيتها في نص الليالي كده .
وأنت تعال نام في حضن أمك زي زمان يا حكيم .

فجحظت عين حكيم ونظر للسّماء وكأنه يتشهد على حاله
محدثا نفسه ...ده اللي ناقص كمان، أسيب مراتي في اليوم اللي بحلم بيه بقالي سنين ، وأروح أنام مع أمي.

يا خيبتك بالقوى يا حكيم ، أنا عارف حظي من يومي كده .

ثم وجد والدة حنين تخرج من غرفة ابنتها، تعلو وجهها الابتسامة قائلة ...مبروك يا ابني .
ليلة سعيدة عليكم بإذن الله .
وربنا يقر عينكم بالولد الصالح .
أسيبكم بقا وأروح لعمك الحاج .

حكيم ...آمين يارب يا خالتي .
وسلامي لعمي كتير .

والدة حنين ...الله يسلمك يا ابني، وربنا يطمني عليكم، ثم سلمت على أختها قائلة ...حبيبتي يا أختي ، أنا سيبالك حتة مني، وعارفة أكيد أنها هتكون عندك زي حكيم بالظبط .
عشان أنتِ طول عمرك حنينة، فمش هوصيكي عليها بقا .

كريمة بإصطناع ...آه طبعا يا حبيبتي، دي في عينيه الاثنين .
روحي أنتِ ومتشغليش بالك خالص عليها .
دي خلاص بقت في بيتها .

والدة حنين ...البيت بيتك يا قلب أختك، ومفتوح بحسك .
ربنا يبارك في عمرك وتفرحي بعوضهم .

كريمة ...يارب يا حبيبتي .

يلا تفوتكم بعافية ،وألف ألف مبروك .
وآه صح قبل ما أمشي ، أنا حضرت العشا .
يلا أدخل يا حكيم لعروستك وكل بألف هنا يا ابني .
فنظرت له أمه بغضب ، فابتلع ريقه قائلا ...تسلم إيدك يا خالتي، ثم غادرت والدة حنين .

ليبتسم أخيرا حكيم ، ثم قال لوالدته ...تؤمري بأي حاجة يا ست الكل .
أنا داخل أستريح شوية بقا .
ثم قبلها وهم أن يلتفت ليسرع إلى عروسه التي في انتظاره .
ولكن استوقفه صوت والدته المفزع بقولها ...حكيم .
استنى هنا يا ولا .
فتوقف حكيم عن سيره،كما كأن قلبه اقترب أن يتوقف معه قائلا...نعم يا ست الكل .
كريمة ...كده داخل على عروستك تتعشى وتسبني أنام جعانة .
طيب حتى أعزم عليا يا ولا .

ابتلع حكيم ريقه بمرارة قائلا....لا طبعا يا أمي ميخلصنيش طبعا .
طيب تعالي اتعشي معايا في ليلة فرحي يا أم حكيم .
فوجدها أمامه مرددة بضحك ...طيب مكنتش تحلف بس يا ولا .
يلا بينا ، ده أنا هموت من الجوع .
ليجدها مسرعة أمامه ،وفتحت الباب على عروسه حنين بدون استئذان .
فظنت حنين أنه حكيم ، فرددت ...حكيم .
لتصيبها الصاعقة عندما ترى أنها والدته فتنطق بذهول ...خالتي .

كريمة ... أيوه خالتك يا روح أمك .
مالك وشك اصفرّ كده ؟
أنا جيت في وقت مش مناسب ولا إيه ؟
مش هتقوليلي أقعدي يا خالتي !!
واتعشي معانا ، ولا شكلك بخيلة .

حنين بغصة مريرة وهي تنظر إلى زوجها الذي يبدوا كالفأر المبلول، الذي يقف وراء والدته متعرقا ولا يستطيع أن يتحدث بشيء ...لا طبعا ، اتفضلي يا خالتي، كلي بالهنا والشفا .
فجلست كريمة ،وبدأت في تناول الطعام بنهم شديد .
ثم رفعت عينيها .
لتجدهما مازالا واقفين ينظران لبعضهما البعض بذهول .
لتقول بصوت عالي أفزعهم وأخرجهم عن شعورهم .

مالكوا بتبصوا لبعض كده ليه ؟
متقعدوا تأكلوا معايا ، ولا يكونش قعدتي معاكم سدت نفسكم
ولا حاجة .
حكيم بحرج ...لا أبداً يا أمي .

ثم قال لـحنين ...أقعدي يا حنين ، ناكل .

فنظرت له حنين نظرة قاتلة قائلة ...لا أقعد أنت كل مع أمك .
أنا خلاص شبعت ، شبعت أوي كمان .
وهطلع برا شوية ، أصلي العشا .
عشان تخدوا راحتكم مع بعض في الاكل ،ولما تخلصوا بعد إذنك ناديني عشان أغير فستان فرحي .
عشان عايزة أنام وأرتاح .
ثم خرجت غاضبة ، فابتسمت كريمة بمكر.
وشدت على يد حكيم قائلة ...أقعد يا ولا ، كل ولا يهمك .
أنا عارفة طبع الستات النكدي .
كل ولا يهمك منها .
فجلس حكيم ولكنه من القهر لم يستطع أن يبتلع أي لقمة من الطعام ، فقد وقف الطعام في حلقه .
بعد أن كان يتمنى في تلك الليلة أن يطعم عروسه بيده هو ، وتطعمه هي ويتبادلان الضحكات ، التي ستخلد في ذاكرتهم
إلى الأبد .
ولكن للأسف ستخلد ذكرى مُرة ، لن تنساها حنين أبداً على مر الزمان .
وعندما انتهت والدته من الطعام ، قالت ...والله تسلم إيديها خالتك ، أكلها حلو .

حكيم بغيظ ....ألف هنا .
ثم قام ، فقالت والدته ...قومت ليه ؟.
ما تكمل أكلك يا ضنايا .
حكيم وهو يحرك رأسه بأسى ...لا خلاص أكلت وشبعت .
هروح أشوف بعد إذنك حنين .

كريمة ...آه ، طيب ، وقولها بالمرة تعملي كوباية شاي .
عشان أحبس الأكل ده .
وقبل ما تطلع معلش ،شغل التلفزيون ، عشان أتسلى عقبال متعملي كوباية الشاي .

فقال حكيم بانفعال ...لا كده كتير والله .

كريمة بسخرية.....كتير عليه كوباية شاي يا حكيم إخص عليك .
ده أنا ياما أكلتك وشربتك ،وشبعتك وأنا نمت جعانة .
وكنت أقول ، المهم هو يشبع .

حكيم بحزن ...مش قصدي يا أمي ، أنا قصدي يعني محبكتش الليلة .
وكنت بس محتاج أقعد مع حنين شوية ، وأنتِ أم المفهومية يعني ولا إيه يا ست الكل.
كريمة بغيظ ...يعني خلاص ،حنين هتطير .
ما أنت خلاص إجوزتها ، والأيام جاية كتير .
ثم رددت ... ولا من أولها بتعصي أمري، وعايز تراضي مراتك، يلا بلا دلع مريء على الفاضي، روح يلا خليها تعملي كوباية الشاي .

فسمعتها حنين من الخارج بسبب صوتها العالي، فرددت...لا حول ولا قوة إلا بالله .
حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم ولجت إليها وهي ما زالت بفستان الزفاف قائلة ...حاضر
يا خالتي، هروح أعملك كوباية الشاي .
ثم رمقت حكيم بنظرة فهم محتواها .

حكيم محدثا نفسه ...لا حول ولا قوة إلا بالله.
أنا شكلي فعلا هظلمك معايا يا حنين بسبب أمي .
بس أعمل إيه ؟
حد يدبرني يا ناس ، دي أمي .
وبالفعل قامت حنين بإعداد كوب الشاي، وأدخلته لها .
فشربته كريمة ببطء شديد .
وحكيم ينظر إليها نظرة ،معناها أن تنتهي سريعا .

وعقب ما انتهت قامت أخيرا قائلة .....طيّب، هسبكم بقا ارتاحوا
يا ولاد، وألف مبروك .
ثم بخطوات متثاقلة ذهبت إلى غرفتها ، ولكن النار كانت مازالت مشتعلة في جوفها غيرة وحقدا من حنين .
ولا تعلم كيف تجعله لا يقترب منها ؟

...........

أخيرا أغلق حكيم الباب عليه ، ثم ابتسم واقترب من حنين، ولكنه تفاجأ عندما ابتعدت عنه قائلة ...حكيم معلش أرجوك سبني ، عشان أنا تعبانة وعايزة أنام .

حكيم بصدمة ...تعبانة وتنامي !!

حنين بحزن ...أيوه ، أظن بعد اللي حصل ، خلاص مبقاش عندي
أي استعداد لليلة العمر اللي كنت بحلم بيها طول عمري.

حكيم بإنكسار ...حنين ،أنا آسف بجد ، أنا عارف أن ماما زودتها أوي الليلة .
بس معلش يمكن عشان دي أول ليلة لينا مع بعض .
وحست يعني أني مشغول بيكي وكده .
فخدت على خاطرها ، لكن مع الوقت خلاص هتتعود ، أن ليا زوجة وليها واجبات ، زي ما هي ليها واجبات برده عليا .

حنين بسخرية ...مشغول بيه ، لا مهو واضح أوي .

حاول حكيم تلطيف الجو قليلا بقوله ...آه واضح أوي أوي .
وهتشوفي بنفسك دلوقتي كمان .
فتفاجأت به يحملها ، ويدور بها في الغرفة .
فضحكت حنين قائلة ....نزلني يا مجنون ، بتعمل إيه .

حكيم ...آه مجنون بحبك يا حنون .
ومش هسيبك خلاص من اللحظة دي ، أنتِ خلاص بقيتي مراتي حلالي .

حنين ...طيب على الأقل نصلي الأول مع بعض .

حكيم ...آه طبعا .
أنا كنت منتظر اللحظة دي بفارغ الصبر .
أني أصلي بيكي ليلة البناء .
وأحمد الله عز وجل أنه رزقني بيكي زوجة صالحة .
فابتسمت حنين .
وفعلا أنزلها ثم قام بالصلاة بها ،وشكر الله في سجوده .
وعندما انتهى وضع يده على جبينها قائلا ...اللّهم أسألك خيرها وخير ما جبلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت به .
ثم وجدته يقترب منها ،حتى أحرقت أنفاسه قلبها .
ثم غمرها بحبه ،وعندما بدأ يسحب سحاب فستانها .
سمع صوت أنين عالي ولم يكن سوى صوت والدته يستغيث .

فدق قلبه خوفا ،وأسرع إليها ومن ورائه حنين ،وهي مازالت بفستان الزفاف .
وعندما رأتها مازالت بالفستان حاولت كتم ضحكاتها .
واصطنعت الألم قائلة بأنين مكتوم ...إلحقني يا حكيم .
أنا حاسة هموت يا ضنايا .
فانحنى حكيم إليها قائلا وعينه تلمع بالدموع من كثرة الفزع ...بعد الشر عليكي يا أمي .
مالك فيكي إيه ؟
أجبلك دكتور ؟

كريمة ...مش عارفة حاسه دماغي هتنفجر ، شكل الضغط عالي ،وقلبي هيقف عليا .

حكيم ...لا بعد الشر عليكي ، متقوليش كده .
طيب أنتِ أخذتي علاج الضغط النهاردة ولا نستيه كالعادة .

كريمة ...مش فاكرة والله يا ابني .

حكيم ...طيب أنا هجبهولك يمكن بإذن الله ترتاحي بعد ما تخديه .

حنين .....استني طيب يا خالتي أقيس الضغط ، عشان لو فعلا عالي أوي .
مش هتأثر الحبوب ، ولازم تاخدي محلول أسرع .

حكيم ....طيب ثواني هجبلك الجهاز .
فتغير وجه كريمة لأنها تعلم أنها تدعي المرض .
ولكنها لم تستطع الكلام .
وعندما قاست لها حنين الضغط ...وجدته مظبوط تماما .
فنظرت لحكيم ، ففهم عينيها .

فرددت كريمة ...إيه ما تقولي ،عالي قوي ،هموت ولا إيه ؟

حنين ....بالعكس ده مظبوط جدا يا خالتي .

كريمة ...الحمد لله ، أمال إيه اللي حاسه بيه ده ؟
يا خوفي لو كان عندي القلب ولا حاجة .
بقولك يا حكيم ، اتصل كده وشوف أي مستشفى .
أنزل أكشف ، ألحق نفسي يا ابني قبل ميجرالي حاجة .

حكيم ...دلوقتي يا ماما ، إحنا بعد نص الليل؟

كريمة بغيظ ...خلاص استنى الصبح اأكون موت عشان تستريح أنت في حضن مراتك صح ؟

حنين بأنين مكتوم ...لا يا خالتي ما يصحش .
أنا كده كده كنت تعبانة وهنام ، بعد اذنكم هدخل أوضتي .
وأنت يا حكيم ، وديها المستشفى اطمن عليها .
وإن شاء الله خير .
ولما ترجع لو لقتني صاحية طمني .

حكيم بصوت منخفض ...متناميش يا حنين عشان خاطري
هي المستشفى قريبة ، هنكشف ونرجع على طول بإذن الله .

كريمة ...يلا يا ابني ، مش وقته الكلام .
خشي خشي يا حنين يا بنتي نامي أنتِ ومتقلقيش .

حنين ...حاضر بس كده يا خالتي.
أسيبكم بقا.

شعر حكيم بالنار تأكل جسده جراء تصرفات والدته .
ولكن ما باليد حيلة .
فهي أمه ولا يستطيع عصيانها .
وبالفعل ذهب بها إلى المستشفى ،وبالكشف عليها .
أكد الطبيب أنها........؟؟؟؟
........
ماذا أكد الطبيب ؟
وما هو رد فعل حكيم .
وما ستفعل والدته أيضا ، لتفرق بينهم ؟
.....
سنعلم في الحلقة المقبلة بإذن الله.
.......
أم فاطمة ❤️ شيماء سعيد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي