الفصل الثلاثون30

و مر يومان لم يحصل بهما جديد سوي حضور أهل قاسم للاطمئنان عليها و لكنها بقت علي حالتها صامته و شارده في لا شئ حاولت صفاء ان تجعلها تتحدث و لكن بلا فائده و عندم دخل رؤوف إلي غرفتها علي كرسي متحرك بمساعدة قاسم للاطمئنان عليه فهو ما زال مريض و لم يتحسن بالكامل و لكن رغبته في الاطمئنان على أبنته كانت أكبر من أي ألم . و لكنهم استغربوا عندما انكمشت علي نفسها  عند سماعها صوت قاسم مما صدم قاسم و جعله يتسمر في مكانه الهذه الدرجه اصبحت تكرهه و تخافه بعد ان كان أمانها و ملاذها  و عندما سمعت صوت والدها  نظرت اليه و دموعها تسيل علي خديها و  لم تنطق  بشئ سوي : بابا انا عايزة ارجع بتنا خدني معاك  انا تعبانه أوي ثم عادت مره أخري بعدها الي حالتها السابقه من الصمت و الشرود و لكن دموعها ما زالت تسيل علي وجهها و لم تتوقف و لو لثانيه واحده و عندما حضر الطبيب لفحصها مجدداً حتي تسطيع الخروج و أخبرهم ان حالتها تسوء و انها بحاجه الي علاج نفسي كي تستطيع تخطي ما حدث لها و سيكون من الافضل لها ان تغير المكان حتي ترتاح و تتحسن نفسيتها و ذهب الجميع الي الخارج كي تستطيع آمنه و رشا مساعدتها في تبديل ثيابها .
رؤوف بحزن علي الحال التي وصلت إليه ابنته : معلش يا سالم بيه معلش يا قاسم لين هتقعد فترة عندي أحد ما نفسيتها ترتاح شويه .
قاسم و قد شعر انها ان ذهبت لن تعود اليه مره أخري : مفيش داعي يا دكتور رؤوف انا هاخد بالي منها و هراعيها و لو علي تغير المكان هاخدها و اسافر اي مكان يعجبها .
رؤوف بتفهم و لكنه مصر علي اصطحاب حنين معه : معلش يا بني هي عايزة تروح معانا و هناك امها هتراعيها وبعدين انا أصلاً كنت هطلب منك تبعتها عشان تقعد معايا يومين لأنها وحشاني جداً .
قاسم بحزن : بس يا يا دكتور رؤوف ان . . . . . .
قاطعه رؤوف :  من غير بس اهو منها ترتاح و تغير جو و منها تنشغل عن حزنها ده شويه .
سالم بتفهم : خلاص يا قاسم سيبها تروح معاهم ترتاح شويه يعني عاجبك منظرها ده .
قاسم بحزن : طب ممكن اتكلم معاها شويه .
رؤوف بعتاب : ادخل يا بني انت بتستأذن عشان تدخل لمراتك .
و بالفعل ذهب قاسم الي غرفه لين و دق الباب و استأذن من آمنه و رشا ان يتحدث مع لين بمفردهم خرج الجميع و تركوهم مفردهم غافلين عن أعين لين التي كانت تستجديهم ان لايتركوها معه بمفردهم و لكن قاسم قد لاحظ هذا فشعر بغصة في قلبه فتنهد بحزن و حاول الاقتراب منها و لكنه وجدها تبكي بشدة و تحتضن نفسها بيديها   لعلها تحتمي منه كأنها تنفر من مجرد لمسه منه .
قاسم بألم : لين انا قاسم انت خايفه مني و حاول الاقتراب منها فزاد هذا من بكائها مما جعله يعود الي الخلف و لكنه ظنها خائفة منه و لكنها لم تكن خائفه منه بل كانت غاضبة منه مصدومه و حزينه من خيانتها له .
قاسم بحزن : لين انتي هتروحي دلوقتي مع باباكي بس ده لحد ما تهدي و نفسيتك ترتاح بعدها لازم نتكلم مع بعض و ظل واقف لعده دقائق يتأملها ثم خرج مسرعاً قبل ان يرجع في كلامه .
و بالفعل عادت لين مع عائلته و مرت عدة أيام و لكنها كما هي صامته شارده لا تتوقف عن البكاء.
اما عند قاسم فحاله كان ليس أفضل من حالها فهو أصبح عصبي و حزين يعود من عمله يذهب الي غرفة لين و يجلس بها وحيداً حزيناً يقتله ابتعادها عنه و ظل ينظر الي باب غرفتهما بحزن وما أن قام بفتحها وجدها ما زالت مزينه فشعر بالحزن و الغضب يتملكان منه ثم قام بغلق الباب بقوه أودع بها جميع حزنه و ألمه مما أدى الي تحطيمه ثم تركها و ذهب إلي الخارج فهو لن يستطيع الجلوس بها بمفرده من دون لين . صعد الجميع الي أعلي عندما سمعوا صوت تحطيم و لكنهم استغربوا كيف تحطم هذا الباب و لكنه أخبرهم انه تحطم بدون قصد عندما اصطدم به و هو يدخل الغرفة و بالرغم انهم قاموا بتغيره الا انه لازال هناك أثر علي الحائط التفكير يقتله من هذا الشخص و كيف وصل الي الغرفه في الفندق كي يقوم بتصوير هذا الفيديو و لكن قاطع تفكيره صوت هاتفه يعلن عن وصول رساله فقام قاسم بالتقاط هاتفه من فوق الأريكة و قام بفتح الرساله و لكنه ما أن قرأها حتي اتسعت عينيه من الصدمه و لكنه حاول التماسك و ابتلع ريقه و لكنه أسرع بالخروج من الغرفه و هو ينادي علي عمته بصوت مرتفع زلزل المنزل و ما أن أسرعت بالخروج إليه حتي قام برفع يده ليصفعها بشدة و لكنه سحبها قبل أن تهبط علي وجنتيها و ذهب بها الي المكان الذي تجلس فيه عائلته و ألقاها أمامهم علي الارض ف تفاجأ الجميع بها
سالم و هو ينهض من مكانه بعصبية : ايه الي بتعمله ده يا ولد انت اتجننت .
فاطمة و هي تحاول مساعدتها : اخس عليك يا قاسم ازاي تعمل كده .
قاسم : و انا في الشغل جاتلي مكالمه أن هند خطيبتي القديمة سكرانه في مكان قذر و تعبانه جدا طبعاً كرامتي و رجولتي خليتني اروح عشان أساعدها و عشان ما افضحهاش قدام أهلها أخدتها لغرفة في الفندق بتاعنا بس هي هناك حاولت تتقرب مني و تقول انها لسه بتحبني أنا ببرائة قلت يمكن ده من آثر الخمر الي هيا شارباه فنسيت من الأوضاع و عينت واحدة تاخد بالها منها لحد ما تفوق و تمشي و احنا في المستشفي حد بعت فيديو ل لين باللي حصل بس حذف المقطع و انا بخرج من الأوضة و كمان مبعوت معاه رساله حقيرة بس أنا كنت هاجمت مين الي ممكن يعمل كده فاخدت الرقم و سالت عليه في شركات المحمول و طلع باسم عمتي العزيزة و لما كلمت هند و هددتها قالتلي أن عمتي الي مخططه لكل ده هي دي الي دمرت حياتي و موتت ابني ايوه لو مكنش الفيديو اتبعت ل لين ما كنتش اتعصبت و لا اتخانقنا عند السلم و لا وقعت من عليه و خسرت ابني انا خلاص تعبت انت مره تضيع مستقبلي . . نظر له سالم بصدمة . . أيوه يا بابا ما تستغربي أنا عارف كل حاجه و عارف انك الي وصيت اني ارفض في النيابه و دلوقتي اختك بتكمل عليا و عايزة تدمر حياتي ليه كده ليه حرام عليكم و الله حرام عليكم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
و بعد أن قام قاسم بسرد الخطه الحقيرة التي قامت  بها التي من المفترض أن تكون عمته ثم تركهم و ذهب مسرعاً إلي الخارج فقد شعر أن الهواء ملوث و أنه إن إنتظر ثانيه في الداخل سوف يختنق من كم الالم و الكره الذي يشعر به في هذا الوقت .
في منزل رؤوف بعد أن خرج قاسم نهض سالم من مقعده و سار باتجاه زينب الناقله علي الارض .
سالم بحزن : ليه عملتي كده ليه تتدخلي في حياتهم بالطريقة دي ليه ليه تهربي بينهم و تسببي الأذي ده ليه حرام عليكي منك لله منك لله انا كل أما فاكر انك اختي بكره نفسي روحي منك لله .
فاطمة  ببكاء : ليه كده يا زينب  ليه كده ليه تعملي في نفسك كده ليه ليه مش بتحبي تشوفي حد سعيد و بتتمني التعاسة للكل ليه .
زينب بحقد و  بكره : انتم السبب كلكم السبب لين جميله لين طيبه لين مؤدبه كل حاجه بتعملها لين حلوه  إنما زينب لأ زينب دي حقوده زينب دي مغرورة زينب دي وحشه . لو غابت ثواني الكل بيتجن و يسأل عليها و انا لو مت محدش هياخد باله دي دخلت البيت سيطرت علي كل حاجة حتي خلت سالم يحبها و حبه ده من حقي هي تعدت حدودها  اكتر من اللازم و كان لازم اخلص منها انا كنت بدافع عن حقي و انتم السبب لانكم اديتوها كل حاجه و هي متستحقش دي حتت بنت حقيره لا راحت و لا جت .
صمت الجميع أمام هذا الكره و الغل و الحقد الذي تفوهت به زينب أكانت تخفي كل هذا بداخلها وصل بها الحقد لهذه الدرجه أن تستبيح أذي هذه الفتاة البريئة  و تدمر حياتها و لكن الي هنا و كفي فقد تعدت جميع الخطوط الحمراء .
سالم بصوت مرتفع أجفل الجميع : نجلاء عبير الكل يجي هنا .
نجلاء التي كانت تتنصت عليهم فهي تعشق لين و هي التي قامت بأخبار قاسم بأن زينب و هند هما اللتان فعل هذا بها فهي قد سمعت زينب من قبل و هي تتحدث مع هند : ايوه يا سالم بيه .
سالم بجديه و الوجوم منتشر علي ملامحه : لمو حاجة زينب كلها   و قولي للسواق يوديها بيت العيله و بعد انا تمشي اغسلي البيت و طهريه خليه ينضف من النجاسه الي كانت فيه . . ثم أردف بصراخ . . فاهمه .
نجلاء بخوف : أمرك يا فندم حاضر .
و بالفعل ذهبت نجلاء بمساعدة بعض الخدم و نفذت ما طلبه رؤوف  بالحرف .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عند قاسم
خرج قاسم من المنزل و هو يشعر بضيق و اختناق شديد يعاتب نفسه كيف استطاع الوقوع في شركهم  و كيف كان سبب في فقدان طفله و لكنه ندم كثيراً علي تسرعه و لكن بماذا يفيده الندم الان لقد خسر ليو فهو متأكد انها تشعر بالضيق الشديد منه  و أخذ يتذكرها و هي تبكي  و الندم يقتله و حاول الاتصال بها كما كان يفعل في الأيام الماضيه و لكن كانت النتيجه واحده و هي أنها لم تقم بالرد علي مكالماته فحاول مره و مرتين و عشرة و لكنه تلقي نفس النتيجه و لكنه لم يستطيع أن يصبر أكثر من هذا فقرر الذهاب إليها في منزل والدها  و  معه فأسرع قاسم و ذهب  مسرعاً إلي المنزل وقام بتبديل ملابسه و قام بأخذ مفاتيحه و هاتفه و أسرع إلي سيارته يسابق الزمن كي يرى حبيبته فهو لايعلم كيف استطاع أن يصبر على بعدها الايام الماضيه .

اما لين فقد استطاعت أخيراً التغلب علي أزمتها و أصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي بفضل آمنه و رشا  التي لم يتركوها لحظه واحده بل كانت تشغلها معها باستعدادات الزواج فلم تترك لها الفرصه للحزن و الاكتئاب و ها هما الان ذاهبتان بصحبة رشا لشراء بعض الملابس الخاصه بالبيبي ثم الذهاب إلي الطبيبه للاطمئنان علي البيبي .
و عندما انتهوا قامت رشا بالاتصال علي إبراهيم ليأتي إليهم و ذهبوا ليستريحوا في إحدى الحدائق العامه القريبه من المكان الذي يتواجدون فيه و لم تمر بضعة دقائق حتي حضر إبراهيم  و قام بإيصال لين و آمنه  في البدايه ثم عاد هو و رشا الي المنزل .ما أن دخلت لين من باب المنزل حتي فوجئت ب قاسم يجلس في الغرفه المخصصه  للضيوف فتفاجأت بوجوده  و و جدت والدها يخرج من غرفته و قد ذهب إليه مسرعاً ليرحب به و يسلم عليه وجلس يتحدث معه حول أحواله و أنه سعيد لوجوده بجانبه في هذا الوقت و بعد فتره لاحظ رؤوف إن لين مازالت واقفه في مكانها لم تتحرك فذهب إليها و أحضرها .
رؤوف و هو يجذبها من يدها باتجاه الغرفه : ادخلي سلمي علي جوزك و انا هروح اشوف الغدا .
ثم تركها و أغلق عليهم الباب  و لكن لين ظلت واقفه في مكانها لم تتحرك و لم تنظر اليه حتي فذهب إليها ووقف أمامها و قام برفع وجهها إليه .
و ما أن التقت عيونهم عادت الي لين ذكري هذا الفيديو السئ  التي تود محيه من ذاكرتها و رغم حزنها و ألمها الذي ارتسم ببراعه علي وجهها إلا أنها لم تستطيع اخفاء اشتياقها له و حنينها إليه فقبل رأسها و ضمها إليه بشده ألمتها  و هي استسلمت له فلقد اشتاقت له و لكنها لم تبادله و ما أن أبتعد عنها حتي جذبها و أجلسها علي أحد الكراسي الموجودة في الغرفه ثم حقا أمامها علي ركبتيه  و أخذ كفيها الصغيرين بين يديه ورفعهما الي فمه يقبلهما  .
قاسم  بندم : لين انا عارف اني مهما قلت أو عملت مش هقدر اعوضك علي الي حصل بس و الله كان غصب عني و انا هقولك الي حصل يمكن ده يكون مبرر للي حصل .
لين و هي تنظر الي الفراغ : قول الي انت عايزة بس انا متأكدة أنه مهما كان الي هتقوله عمره ما هيكون مبرر للي عملته انت قتلتني يا قاسم قتلتني . ثم أكملت . قول الي عندك .
قاسم بحزن و هو ينظر في الفراغ أمامه هو الآخر : انا كنت قاعد في الشغل بعد ما كلمتيني  و فجأة جالي تليفون بيقول . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .بس انا معرفش ده الفيديو ده اتعمل ازاي و شوه الحقيقة بالشكل الحقير ده و امبارح و انا قاعد في أوضتي جانبي نجلاء و قالتلي أنها سمعت زينب و هي بتكلم هند و بيتفقوا علي خطه عشان يدمروا جوازنا و انا لما عرفت الحقيقه فضحتهم قدام العيله و سبتهم و جيت .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي