الفصل الثاني والعشرون2

أنهت كلمتها وهمت لتغادر وجدته يدفع بكرسيه للخلف بقوة
حتى أنه لفت أنظار المتواجدين بالمطعم اتجه نحوها
بغضب يرمى أوراق مالية على المنضدة ويمسك بيدها متجهين للخارج
وهى مفزوعة من وجهه الغاضب ودون كلمة خرجا من
المطعم
اتجه نحو السيارة لتنزع ذراعها : في إيه أنت بتشد إيدى
كده ليه
ترك ذراعها وهو يلتف إليها صارخا: بقى أنتى عاوزانا نسيب بعض ...... بعد كل ده وعاوزانى أسيبك ........ ده على
جثتى
يا همس
ولا أنتى عاوزة الأستاذ حسام يرجع يلف على حضرتك
من تانى
ولا تكونى عاوزة ترجعى لعدى ......... ردى عليا عاوزة إيه بالظبط؟
اتسعت عيناها ذهولا من اتهاماته المتتالية
أنا يا جاسم ....... أنا عاوزة أسيبك عشان حسام بعد كل ده وتقولى أنى عاوزة راجل غيرك
صرخت أكثر ولم تعد تتحمل الصمت : وعدى اللى
فاكرنى هرجعله ......... عدى هو اللى عمل فيا كده كل اللى حصلى بسببه........ عدى هو اللى حاول يعتدى عليا
هو اللى ضربنى وكان عاوز يقتلنى
لسه شايف أنى عاوزة عدى يا جاسم

وذهوله تعدى حدود العقل ....... تعدى كل تفكيره
عدى هو من فعل بها هذا........هو من ألقى بها على قارعة الطريق دون أن يغمض له جفن
ولكن تفكيره توقف وهى تجرى مبتعدة عنه لتوقف
إحدى سيارات الأجرة
حاول اللحاق بها لكنها سبقته وركبت السيارة
عاد لسيارته بسرعة ليلحق بها
...........
طوال الطريق وهى صامتة عيناها تذرف الدمع
قلبها تحمل الكثير
هي وحدها تتألم
هي وحدها تحملت وما زالت تتحمل
خيانة لين وعدى
اتهامات سمر وكاميليا
وكل هذا في كفة وجاسم في كفة
أتتحمل فكرة علاقاته السابقة
أتتحمل أن يكون له طفل نتيجة علاقة آثمة
وفى النهاية يتهمها أنها تريد تركه لأجل حسام أو عدى
ألم يشعر أحدا بما تلاقيه ؟
ألم يشعروا بما تحملت منذ البداية
هي وحدها تتألم .........هى وحدها عانت وتعانى
هي وحدها من تصرخ بصمت ولا أحد بجوارها

انتبهت لسباب السائق لإحدى السيارات التي اقتربت
منه
نظرت على جانب الطريق لتجد سيارة جاسم تلاحق السائق
الذى بدا عليه الغضب
تراجعت للخلف معتقدة أنه لن يراها لكنه ظل يلاحق
السيارة ويشير للسائق بالتوقف ولكن الرجل أصر على إكمال
طريقه
بعند
ولكن جاسم ظل مصراً على إيقافه إلى أن شعر أنه لن
يتوقف
اضطر لإيقاف سيارته أمام سيارة الأجرة بمسافة تسمح له
بالتوقف
ولكن عندما توقف خرج السائق وهو يحمل قطعة
حديدية
متجها نحوه وما أن رأته همس حتى فزعت خوفا عليه
من عراك قد يحدث مع الرجل
خرجت من السيارة بسرعة متجهة نحوهم لتجده يمسك بجاسم
الذى أبعده عنه واتجه نحوها يمسك بذراعها: كان لازمته إيه
كل ده
صرخ بهم الرجل: وهو أنت كنت عاوز تعمل فينا مصيبة عشان
البت دى
أبعدها جاسم عن طريقه واتجه نحو الرجل ليمسك
برقبته: دى
تبقى مراتى ....... بت دى تقولها لواحدة تلمها من الشارع
قال كلمته وهو يدفعه بعيدا والتف إليها ليدخلها السيارة وهى
مستسلمة له
ظل يدور بالسيارة غاضبا يشعر بنيران مشتعلة بجسده فك
رابطة عنقه وهى
تلاحظه بصمت معتقدة أنه غاضب منها لأنهاتركته
ورحلت
اقترب من شاطئ البحر ليتوقف فجأة أرجع رأسه للخلف
مغمض العينان للحظات قبل أن يلتف إليها ليجدها
تنظر للبحر
تبكى بصمت
همس

استمعت لصوته ولكنها ظلت كما هي لا تجيبه ولا تنظر
إليه
تنهدت بتعب وهى
تنظر إليه للحظة قبل أن تمسك بمقبض
السيارة لتخرج منها متجهة نحو الشاطئ تراقبه من بعيد
لحق بها وقف خلفها يطالعها بصمت للحظة قبل أن يمد ذراعه يضم كتفيها : أنا آسف ........ حقك عليا
أنا عارف أنى مكنتش في وعيى بس اعذرينى لما لاقيتك عاوزة
تبعدى اتجننت
ياهمس
أنتى عارفة أنا بحبك إزاى ومش هستحمل أن حسام
يقرب منك
لما يعرف أنك
عاوزة تسيبينى
أدارها إليها وهى مخفضة رأسها تبكى رفع رأسها إليه تتطالعه بسكون
همس ........عدى هو اللى عمل فيكى كده
هو اللى ضربك وكان عاوز يقتلك
كان عاوز يعتدى عليكى
وصمتها طال والألم يخنقه
ابعد عيناه عنها يحاول كظم غيظه : همس ....... ردى
عليا هو
اللى عمل كده؟
- أيوه هو
- طب ليه ......... ايه اللى حصل عشان يعمل فيكى كده.......إيه
اللى بينكم يخليه
عاوز يأذيكى بالبشاعة دى
وقبل أن تجيب وفى لحظة واحدة لمحت سيارة مسرعة بها
رجلان قائدها ورجل آخر في
الكرسى الخلفي يحمل بندقية آلية
مصوباً فوهتها نحوهم
صرخت بجاسم وهى تبعده: حاسب يا جاسم
لم يكن يرى ما يحدث خلفه إلا عندما نظر لموقع نظرها
ورأى
السيارة ورأى رجل
يحمل سلاحه قاصدا إياه
أسرع نحوها يحميها بجسده لتنطلق طلقات نارية
عشوائية ولكن إحداهما استقرت بجانبه ليكتم صرخته وهو يضمها يحميها بجسده خوفا من إصابتها بأذى
وفى لحظات انقضى كل شيء توقفت الطلقات وهى
مازالت
عالقة بصدره معتقدة أنه بخير دفعته برفق لتجده يكتم
ألمه
نظرت لصدره لم تجد به إصابة لكن عيناها لمحت تلك
البقعة الدموية بجانبه
صرخت به وهو يغفو ويراها أمامه طائف
يرى إناسا كثيرة متجهين نحوهم وهى تصرخ بهم طالبة سيارةالإسعاف
وكان صوتها آخر ما سمعته آذنه قبل أن يبتعد في عالم
آخر
.********
أسبوعين منذ إصابته وهى بجوارها لا تفارقه
ولا تبتعد
لاتترك لرقية المجال
لتقيم معه حتى أفاق من غفوته التي استمرت لأكثر من أسبوعين
كانت تجلس بجواره إما أن تقرأ القرآن
أو تجلس تحدثه وبداخلها يقين أنه يسمعها ويعرف أنها بجواره
الأمر لم يمر مرور الكرام أصابع الاتهام كلها تشير لسارى الرويدى وأبن أخته
بمحاولة قتل جاسم القاضي وسارى ينفى
والسبب أنه في سجنه لا بيده حيلة ويؤكد جاسم لديه
أعدائه الكثيرون
********
ظلت بجواره ساهرة تحادثه كعادتها كل ليلة ورغم إلحاح رقية
عليها لترافقه هي
ولكن همس أصرت ورفضت كل المحاولات لتتركه والديها جاءوا من القاهرة للاطمئنان عليه وهى
في عالم آخر منصهرة
بعقلها وجسدها معه هو
أنهار جسدها وشعرت بثقل جفنيها لتغفو بجواره واضعة رأسها على السرير
بجواره وذهبت في نوم عميق قبل أن تشعربأصابع تتخلل
خصلات شعرها
انتفضت بفزع لتجده مبتسما بأرهاق
وحشتينى
صرخت بفرحة وهى تمسك بكفه تقبله: حبيبى رجعتلى ..
رجعتلى يا جاسم
ابتسم بتعب: وهو كان ينفع أسيبك بعد كل ده
أناكنت أموت بجد
أمسكت بكفه بقوة تضمه إليها : وحشتنى أوى كنت
بموت من
غيرك أوعى تسيبنى
تانى عشان خاطرى
ضغطت زر الاستدعاء للممرضات لتخبرها بإفاقة جاسم وتتطلب منها استدعاء
الدكتور كريم
..............
أنتهى كريم من فحص جاسم وهو يراقب عيناه المسلطة على همس ويده تضم كفها بضعف : يا جماعة أنا كده
هحسدكم
أنا راجل عازب وكده مينفعش
التف إليه جاسم بوهن: يبقى تتطلع بره إحنا شوفنا أيام سودة
الفترة اللى فاتت مش ناقصين حسد
ضحك كريم قائلا: بس أنا عندى ليك خبر حلو
انتبه إليه جاسم وهمس التي تنتظر خبر يحمله كريم
في إيه يا كريم
نظر كريم لهمس مبتسما:أصل همس حكتلى على
حكاية الولد
اللى بيتقال أنه ابنك
نظر جاسم لهمس ثم عاد إليه متسائلا: في إيه بلاش تعب أعصاب
- يا سيدى الولد كان هنا مع أمه ولما شفته همس طلبت منى نأخد عينة منه ونحللها الحقيقة لاحظت أن في فرق تلات شهور تقريبا بين عدتها وبين حملها في الولد بس برضه ده مش دليل وعشان كده أخذت العينة وحللتها حاول جاسم أن يعتدل في جلسته لكن همس منعته
ليسأله بلهفة: قول يا كريم النتيجة إيه؟
- النتيجة أنه مش إبنك يا جاسم ....... الولد ده مش إبنك
شوف بقى البنت دى كانت عاوزة تنسبه ليك ليه أكيد وراها حاجة
*********
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي