الفصل الرابع
بالفعل زي ما أرادت الأميرة نيراز وافق الملك عزيز علي خروجها بجولة خارج بوابات القصر مع الأمير جودت وتم الإتفاق علي أن الخطبة هتعلن للعامة بعد رجوعهما من الجولة السريعة دي , الأمير جودت أكيد كان سعيد بخروجه مع الأميرة نيراز لوحدهما وكان معتقد أنها فرصته لإصطياد الأميرة ولكن الأميرة نيراز كان لديها خطط أخري .
خرجا الأثنان معا كلا منهما علي حصانه وأجتازوا بوابات وأسوار المدينة بسرعة هادئة بعض الشئ .
الأمير جودت : لم أكن أعتقد أن سموك ستطلبين رؤيتي مرة أخري , ولكني تفاجأت عند طلبك أن نخرج معا في تلك الجولة , لقد كنت مندهشا حقا , حتي الأن لا أعلم ما الذي تفكرين به .
الأميرة نيراز وهي تبتسم بمكر : إذا أنت خائف مني ؟؟
الأمير جودت : أخاف منك أنتي ؟؟ بالطبع لا بالنهاية أنتي أميرة رقيقة ولطيفة ما الذي يمكنك أن تفعليه , لا شئ بالتأكيد .
الأميرة نيراز بسخرية من حديثه : معك كل الحق أنا لن أفعل أي شئ وليس لدي أي نية سيئة فقط أردت أن نخرج معا بعيدا عن العيون المحيطة بنا في القصر , أريد أن نتفاهم قليلا فالمرة الماضية كانت محادثتنا معا حادة قليلا ولا أريد أن يستمر هذا الأمر بينا .
الأمير جودت : إذا كان هذا ما أردتي فأنتي محقة يجب علينا تصفية خلافاتنا ويجب عليكي ايضا أن تظهري الخضوع والطاعة لي فسأكون زوجك في النهاية وحياتك ستكون بيدي .
الأميرة نيراز : ما رأيك بأن نسرع قليلا , دعنا نتسابق داخل تلك الغابة ومن يربح في ذلك السباق فليطلب من الأخر ما يشاء .
أعجب الأمير جودت بالفكرة معتقدا بأنه هو من سيفوز بطبيعة الحال : إذا جهزي نفسك لأني سأطلب الكثير ..
الأميرة نيراز : أري أنك متفائل كثيرا , هيا دعنا من الكلام الذي لا يفيد ولنبدأ السباق ولا تنسي من سيفوز سيطلب من الأخر شئ ويجب علي الخاسر أن ينفذه مهما كان .
أستعد الأثنان ومن ثم أنطلقا علي حصانيهما إلي داخل الغابة كلا منهما كان بأقصي سرعته بأول الأمر كان جودت متهاون بعض الشئ ولكن ما أن رأي عزم الأميرة علي الفوز وسرعتها الكبيرة أنتفض ليلحلق بها لم تكن الغابة كثيفة الأشجار أو متشابكة بل كانت سلسة في المسير نوعا ما وخاصة مع سرعتهما تلك , كانت الأميرة نيراز متفوقة علي الأمير جودت في السباق رغم محاولته اللحاق بها ولكنها أمهر منه بالتأكيد لدرجة أنها أبتعدت كثيرا عن نظره إلي أن أختفت من أمامه , بحث عنها بعض الوقت ولكن لم يجدها أو يجد لها أي أثر فلقد أختفت تماما ..
أما نيراز كانت علي حافة إحدي البحيرات الصغيرة علي طرف الغابة تعلم أن الأمير جودت لن يراها ولن يجدها فهو لا يعلم تلك الغابة مثلما تعرفها هي وهذا هو الشئ الذي لا يعرفه أحد فنيراز تحفظ تلك الغابة كما يحفظ الشخص إسمه .
نيراز وهي تمسح علي ظهر حصانها وهو يشرب الماء : اإستريح قليلا يا صديقي لدينا الكثير من الأشياء علينا فعلها يجب أن نعود لذلك الأمير جودت ونكمل ما بدأناه ولكن الأن فلنتركه يبحث بعض الوقت علينا ولن يجدنا .
كانت مندمجة مع حصانها إلي أن أنتبهت لصوت حركة يأتي من خلفها فألتفتت بسرعة وهي تشهر سكينها الصغير في وجه من خلفها .
الشخص المجهول : أرجوكي أهدي أنا لا أريد أذيتك , أنا عابر سبيل مثلك .
نظرت له نيراز بشك ثم أخفضت يدها بالسكين : إذا فلتكمل طريقك ولا نري وجهك مرة أخري .
كان الشخص المجهول ذو ثياب قديمة بالية مبعثر الشعر ولكن تبدو الوسامة عليه برغم سوء حاله وحصانه أيضا من الخيول العربية الأصيلة كيف يملك هذا الشاب الفقير مثل هذا الحصان الذي لا يمتلكه سوي الأمراء أو الفرسان , كان ذلك هو حديث نيراز لنفسها , ولقد كانت محقة فهذا الشاب كان الملك شمس الدين والأن هما الأثنان قد تقابلا ولكن لاأحد منهما يعلم هوية الأخر .
الملك شمس الدين : أنتي تأمرينني الأن أنا لست بأرضك أنا أيضا أريد أن أرتوي من البحيرة وحصاني هو الأخر يريد ذلك لا يمكنك أن تمنعينا .
الأميرة نيراز : معك كل الحق , هذا الماء للجميع فلتتقدم أنت وحصانك ولتشربا أنا بالأساس كنت راحلة لن أعطل رحليتكما .
الملك شمس الدين وهو يركز معها وتلك أول مرة له يركز في وجه أحد هكذا : هل أنتي بمفردك ؟
الأميرة نيراز : وهل كوني وحدي سيغير من تفكيرك ويجعلك تقترب أكثر مني ؟؟
الملك شمس الدين بحدة : ما الذي تقولينه لا يمكن أن أؤذي إمرأة ؟؟ أنا ...
الأميرة نيراز : أنت من ؟؟
الملك شمس الدين : أنا أقصد أني مجرد شخص عابر طريق ولكني لا أقبل أن أؤذي إمرأة غريبة ووحيدة مثلك .
الأميرة نيراز : إذا كان هذا فلا تقلق لست غريبة ولست وحدي أيضا .
الملك شمس الدين : من معكي ؟ هل هو زوجك ؟ وأين هو ؟ كيف يتركك وحدك هكذا وسط الغابة ؟؟ ألا يخشي عليكي أن تؤذي أو يضرك شيئا ما .
الأميرة نيراز : الأمر لا يخصك أبدا , هيا أكمل طريقك وأنا أيضا سأكمل طريقي , ثم أمتطت حصانها وأدارت وجهته كي تذهب .
الملك شمس الدين : إذا أرتي أوصلك مكان ما تحبين كي لا تبقين بمفردك .
ابتسمت نيراز : لا تخشي عليا شئ أهتم بنفسك أولا وأن أردت فلتأتي إليا كي أوصلك أنا , إلي اللقاء يا عابر الطريق . ثم ركضت بحصانها سريعا وتركت شمس الدين يقف ناظرا إليها وهي تبتعد عنه .
الملك شمس الدين وهو يبتسم ثم ينظر لحصانه ويملس عليه بيده : أعجبتك أليس كذلك ؟؟ هي مثلك حينما تتمرد علي لذلك تعجبك , هيا لنكمل طريقنا .
عادت نيراز ووجدت الأمير جودت مرة أخري كان يقف علي الأرض وبجانبه حصانه .
الأمير جودت بصراخ : كنتي فين يا سمو الأميرة أنا بحثت عنك كثيرا إلي أين ذهبتي .
الأميرة نيراز وهي تتحدث ببرود: لا أعلم أين كنت لقد أسرعت عنك بكثير ووجدت نفسي في مكان لا أعلمه وبحثت عنك أنا أيضا إلي أن وجدتك .
الأمير جودت : أحمدي الله لو أنك لم تجديني لكنتي الأن ترتجفين من الخوف وحدك .
نيراز : أتظن هذا حقا ؟
الأمير جودت : بالتأكيد لن تستطيعي البقاء بتلك الغابة وحدك .
نيراز بتهكم : ما رأيك بالسباق ؟ أعتقد أني انا من ربحت عليك يا أمير مملكة السحاب .
الأمير جودت : لقد توقفت لكي أبحث عنك ولولا هذا لما كنتي تحلمين بالفوز حتي ..
نيراز وهي تقترب منه : أقدر هذا التصرف البطولي منك ما رأيك بأن نكمل السير في الغابة علي قدمينا بجانب الأحصنه فلنستمتع بالمشي سويا , ما زلنا في بداية يومنا ؟
الأمير جودت : إذا كان هذا طلبك فهيا ولكن لا نطيل كثيرا ومن بعد ذلك , دعينا نجد طريق الخروج من تلك الغابة حتي لا نتأخر عليهم بالقصر .
بالفعل ترجل الأثنان لبعض الوقت ولكن تعب الأمير جودت من المشي فركب حصانه ليتجول به ولكان نيراز أستمرت في مشيها ممسكة بلجام حصانها إلي أن وصلا للبحيرة الصغيرة التي تركتها نيراز منذ وقت قصير فما أن رأها الأمير جودت حتي أسرع لكي يشرب بعض الماء وقبل أن ينتهي حتي وجد سهام موجهة إليه وألي نيراز أرتعد في نفسه ولجأ سريعا إلي حصانه كي يمتطيه ويذهب ولكن ما هي إلا لحظات حتي وجد مجموعة من الرجال الأشداء يحيطون به وبنيراز .. كانوا رجالا ضخام يغطون وجوههم يمسك كلا منهما بسيف يلمع في أشعة الشمس يبدو من هيئتهم بأنهم قطاع طرق
الأميرجودت : انتوا عاوزين ايه مننا .؟
أحد المهاجمين : طلعوا كل اللي معاكم وإلا هتندموا .
جودت : إحنا مش معانا حاجة أحنا مجرد عابري طريق مش معانا حتي لا مية ولا زاد .
مهاجم أخر وهو ينظر لنيراز بشهوة : بس معاك اللي أحلي من ده كله , تعالي يا حلوة ومعانا هتلاقي كل اللي أنتي عاوزاه .
الأمير جودت : إزاي تجرأ تتكلم معانا كده ,
أحد المهاجمين وهو يشهر سيفه : مش إحنا اللي هنتكلم سيوفنا هي اللي هتتكلم .
جودت وهو يتراجع للخلف وليس معه سوي سكين معلق علي خصره : أنا حياتي اغلي من حياتكم كلكم لو جرالي حاجة مش هتترحموا أبدا .
أما نيراز فكانت تقف وتترقب لما سيفعله جودت ,
أحد المهاجمين : لو خايف علي حياتك سيبها وأمشي أحنا هنهتم بيها .
نيراز وهي تصرخ : لا متسبنيش معاهم لوحدي أرجوك خدني معاك .
نظر إليها جودت وهو يرتجف أما نيراز فقد صرخت بأعلي صوت لديها .
أحد المهاجمين : أخرسي خالص وانت قولت ايه حياتك يا حياتها ؟
ما كان من جودت إلا ان أمتطي حصانه وجري به مسرعا ..
أما نيراز فوقفت في المنتصف مع حصانها ويحيط بها الرجال المهاجمين ...
أحد المهاجمين بصوت منخفض : كنتي أسمحي لينا جلالتك نقطع راسه وترتاحي منه ؟
نيراز بإبتسامة : وقتها كان هيبقي بطل ويخلدوا ذكراه وهو أقل من أن حد يذكره للحظة واحدة .
مهاجم أخر : حتي علي الأقل كنا خدشناه خدش يشفي صدورنا منه .
نيراز : وقتها هيبقي قدامهم حارب بشجاعة خليه يرجع القصر بأفضل حال عشان يعرفوا أنه كان جبان حتي مرفعش خنجر ودافع عن شرف الأميرة وشرفه و..
لم تكمل نيراز كلامها حتي وجدت أحدا يقفز بجانبها ويقف أمامه في وجه المهاجمين ويحميها خلفه ويحيط عليها بجسده .. أمعنت النظر إليه وجدته ذلك الشاب الذي كانت تحدثه منذ قليل ..أي الملك شمس الدين .
الملك شمس الدين : اللي عاوز يتكلم منكم يكلمني أنا .
خرجا الأثنان معا كلا منهما علي حصانه وأجتازوا بوابات وأسوار المدينة بسرعة هادئة بعض الشئ .
الأمير جودت : لم أكن أعتقد أن سموك ستطلبين رؤيتي مرة أخري , ولكني تفاجأت عند طلبك أن نخرج معا في تلك الجولة , لقد كنت مندهشا حقا , حتي الأن لا أعلم ما الذي تفكرين به .
الأميرة نيراز وهي تبتسم بمكر : إذا أنت خائف مني ؟؟
الأمير جودت : أخاف منك أنتي ؟؟ بالطبع لا بالنهاية أنتي أميرة رقيقة ولطيفة ما الذي يمكنك أن تفعليه , لا شئ بالتأكيد .
الأميرة نيراز بسخرية من حديثه : معك كل الحق أنا لن أفعل أي شئ وليس لدي أي نية سيئة فقط أردت أن نخرج معا بعيدا عن العيون المحيطة بنا في القصر , أريد أن نتفاهم قليلا فالمرة الماضية كانت محادثتنا معا حادة قليلا ولا أريد أن يستمر هذا الأمر بينا .
الأمير جودت : إذا كان هذا ما أردتي فأنتي محقة يجب علينا تصفية خلافاتنا ويجب عليكي ايضا أن تظهري الخضوع والطاعة لي فسأكون زوجك في النهاية وحياتك ستكون بيدي .
الأميرة نيراز : ما رأيك بأن نسرع قليلا , دعنا نتسابق داخل تلك الغابة ومن يربح في ذلك السباق فليطلب من الأخر ما يشاء .
أعجب الأمير جودت بالفكرة معتقدا بأنه هو من سيفوز بطبيعة الحال : إذا جهزي نفسك لأني سأطلب الكثير ..
الأميرة نيراز : أري أنك متفائل كثيرا , هيا دعنا من الكلام الذي لا يفيد ولنبدأ السباق ولا تنسي من سيفوز سيطلب من الأخر شئ ويجب علي الخاسر أن ينفذه مهما كان .
أستعد الأثنان ومن ثم أنطلقا علي حصانيهما إلي داخل الغابة كلا منهما كان بأقصي سرعته بأول الأمر كان جودت متهاون بعض الشئ ولكن ما أن رأي عزم الأميرة علي الفوز وسرعتها الكبيرة أنتفض ليلحلق بها لم تكن الغابة كثيفة الأشجار أو متشابكة بل كانت سلسة في المسير نوعا ما وخاصة مع سرعتهما تلك , كانت الأميرة نيراز متفوقة علي الأمير جودت في السباق رغم محاولته اللحاق بها ولكنها أمهر منه بالتأكيد لدرجة أنها أبتعدت كثيرا عن نظره إلي أن أختفت من أمامه , بحث عنها بعض الوقت ولكن لم يجدها أو يجد لها أي أثر فلقد أختفت تماما ..
أما نيراز كانت علي حافة إحدي البحيرات الصغيرة علي طرف الغابة تعلم أن الأمير جودت لن يراها ولن يجدها فهو لا يعلم تلك الغابة مثلما تعرفها هي وهذا هو الشئ الذي لا يعرفه أحد فنيراز تحفظ تلك الغابة كما يحفظ الشخص إسمه .
نيراز وهي تمسح علي ظهر حصانها وهو يشرب الماء : اإستريح قليلا يا صديقي لدينا الكثير من الأشياء علينا فعلها يجب أن نعود لذلك الأمير جودت ونكمل ما بدأناه ولكن الأن فلنتركه يبحث بعض الوقت علينا ولن يجدنا .
كانت مندمجة مع حصانها إلي أن أنتبهت لصوت حركة يأتي من خلفها فألتفتت بسرعة وهي تشهر سكينها الصغير في وجه من خلفها .
الشخص المجهول : أرجوكي أهدي أنا لا أريد أذيتك , أنا عابر سبيل مثلك .
نظرت له نيراز بشك ثم أخفضت يدها بالسكين : إذا فلتكمل طريقك ولا نري وجهك مرة أخري .
كان الشخص المجهول ذو ثياب قديمة بالية مبعثر الشعر ولكن تبدو الوسامة عليه برغم سوء حاله وحصانه أيضا من الخيول العربية الأصيلة كيف يملك هذا الشاب الفقير مثل هذا الحصان الذي لا يمتلكه سوي الأمراء أو الفرسان , كان ذلك هو حديث نيراز لنفسها , ولقد كانت محقة فهذا الشاب كان الملك شمس الدين والأن هما الأثنان قد تقابلا ولكن لاأحد منهما يعلم هوية الأخر .
الملك شمس الدين : أنتي تأمرينني الأن أنا لست بأرضك أنا أيضا أريد أن أرتوي من البحيرة وحصاني هو الأخر يريد ذلك لا يمكنك أن تمنعينا .
الأميرة نيراز : معك كل الحق , هذا الماء للجميع فلتتقدم أنت وحصانك ولتشربا أنا بالأساس كنت راحلة لن أعطل رحليتكما .
الملك شمس الدين وهو يركز معها وتلك أول مرة له يركز في وجه أحد هكذا : هل أنتي بمفردك ؟
الأميرة نيراز : وهل كوني وحدي سيغير من تفكيرك ويجعلك تقترب أكثر مني ؟؟
الملك شمس الدين بحدة : ما الذي تقولينه لا يمكن أن أؤذي إمرأة ؟؟ أنا ...
الأميرة نيراز : أنت من ؟؟
الملك شمس الدين : أنا أقصد أني مجرد شخص عابر طريق ولكني لا أقبل أن أؤذي إمرأة غريبة ووحيدة مثلك .
الأميرة نيراز : إذا كان هذا فلا تقلق لست غريبة ولست وحدي أيضا .
الملك شمس الدين : من معكي ؟ هل هو زوجك ؟ وأين هو ؟ كيف يتركك وحدك هكذا وسط الغابة ؟؟ ألا يخشي عليكي أن تؤذي أو يضرك شيئا ما .
الأميرة نيراز : الأمر لا يخصك أبدا , هيا أكمل طريقك وأنا أيضا سأكمل طريقي , ثم أمتطت حصانها وأدارت وجهته كي تذهب .
الملك شمس الدين : إذا أرتي أوصلك مكان ما تحبين كي لا تبقين بمفردك .
ابتسمت نيراز : لا تخشي عليا شئ أهتم بنفسك أولا وأن أردت فلتأتي إليا كي أوصلك أنا , إلي اللقاء يا عابر الطريق . ثم ركضت بحصانها سريعا وتركت شمس الدين يقف ناظرا إليها وهي تبتعد عنه .
الملك شمس الدين وهو يبتسم ثم ينظر لحصانه ويملس عليه بيده : أعجبتك أليس كذلك ؟؟ هي مثلك حينما تتمرد علي لذلك تعجبك , هيا لنكمل طريقنا .
عادت نيراز ووجدت الأمير جودت مرة أخري كان يقف علي الأرض وبجانبه حصانه .
الأمير جودت بصراخ : كنتي فين يا سمو الأميرة أنا بحثت عنك كثيرا إلي أين ذهبتي .
الأميرة نيراز وهي تتحدث ببرود: لا أعلم أين كنت لقد أسرعت عنك بكثير ووجدت نفسي في مكان لا أعلمه وبحثت عنك أنا أيضا إلي أن وجدتك .
الأمير جودت : أحمدي الله لو أنك لم تجديني لكنتي الأن ترتجفين من الخوف وحدك .
نيراز : أتظن هذا حقا ؟
الأمير جودت : بالتأكيد لن تستطيعي البقاء بتلك الغابة وحدك .
نيراز بتهكم : ما رأيك بالسباق ؟ أعتقد أني انا من ربحت عليك يا أمير مملكة السحاب .
الأمير جودت : لقد توقفت لكي أبحث عنك ولولا هذا لما كنتي تحلمين بالفوز حتي ..
نيراز وهي تقترب منه : أقدر هذا التصرف البطولي منك ما رأيك بأن نكمل السير في الغابة علي قدمينا بجانب الأحصنه فلنستمتع بالمشي سويا , ما زلنا في بداية يومنا ؟
الأمير جودت : إذا كان هذا طلبك فهيا ولكن لا نطيل كثيرا ومن بعد ذلك , دعينا نجد طريق الخروج من تلك الغابة حتي لا نتأخر عليهم بالقصر .
بالفعل ترجل الأثنان لبعض الوقت ولكن تعب الأمير جودت من المشي فركب حصانه ليتجول به ولكان نيراز أستمرت في مشيها ممسكة بلجام حصانها إلي أن وصلا للبحيرة الصغيرة التي تركتها نيراز منذ وقت قصير فما أن رأها الأمير جودت حتي أسرع لكي يشرب بعض الماء وقبل أن ينتهي حتي وجد سهام موجهة إليه وألي نيراز أرتعد في نفسه ولجأ سريعا إلي حصانه كي يمتطيه ويذهب ولكن ما هي إلا لحظات حتي وجد مجموعة من الرجال الأشداء يحيطون به وبنيراز .. كانوا رجالا ضخام يغطون وجوههم يمسك كلا منهما بسيف يلمع في أشعة الشمس يبدو من هيئتهم بأنهم قطاع طرق
الأميرجودت : انتوا عاوزين ايه مننا .؟
أحد المهاجمين : طلعوا كل اللي معاكم وإلا هتندموا .
جودت : إحنا مش معانا حاجة أحنا مجرد عابري طريق مش معانا حتي لا مية ولا زاد .
مهاجم أخر وهو ينظر لنيراز بشهوة : بس معاك اللي أحلي من ده كله , تعالي يا حلوة ومعانا هتلاقي كل اللي أنتي عاوزاه .
الأمير جودت : إزاي تجرأ تتكلم معانا كده ,
أحد المهاجمين وهو يشهر سيفه : مش إحنا اللي هنتكلم سيوفنا هي اللي هتتكلم .
جودت وهو يتراجع للخلف وليس معه سوي سكين معلق علي خصره : أنا حياتي اغلي من حياتكم كلكم لو جرالي حاجة مش هتترحموا أبدا .
أما نيراز فكانت تقف وتترقب لما سيفعله جودت ,
أحد المهاجمين : لو خايف علي حياتك سيبها وأمشي أحنا هنهتم بيها .
نيراز وهي تصرخ : لا متسبنيش معاهم لوحدي أرجوك خدني معاك .
نظر إليها جودت وهو يرتجف أما نيراز فقد صرخت بأعلي صوت لديها .
أحد المهاجمين : أخرسي خالص وانت قولت ايه حياتك يا حياتها ؟
ما كان من جودت إلا ان أمتطي حصانه وجري به مسرعا ..
أما نيراز فوقفت في المنتصف مع حصانها ويحيط بها الرجال المهاجمين ...
أحد المهاجمين بصوت منخفض : كنتي أسمحي لينا جلالتك نقطع راسه وترتاحي منه ؟
نيراز بإبتسامة : وقتها كان هيبقي بطل ويخلدوا ذكراه وهو أقل من أن حد يذكره للحظة واحدة .
مهاجم أخر : حتي علي الأقل كنا خدشناه خدش يشفي صدورنا منه .
نيراز : وقتها هيبقي قدامهم حارب بشجاعة خليه يرجع القصر بأفضل حال عشان يعرفوا أنه كان جبان حتي مرفعش خنجر ودافع عن شرف الأميرة وشرفه و..
لم تكمل نيراز كلامها حتي وجدت أحدا يقفز بجانبها ويقف أمامه في وجه المهاجمين ويحميها خلفه ويحيط عليها بجسده .. أمعنت النظر إليه وجدته ذلك الشاب الذي كانت تحدثه منذ قليل ..أي الملك شمس الدين .
الملك شمس الدين : اللي عاوز يتكلم منكم يكلمني أنا .