الفصل الأول

المُقدمة ..
______________
أرغب بكِ !
كلمة واحدة كفيلة بأن تجعل كل من سمعها من النساء ، بصوتِ ( تيوان كارتر ) .. يقعن في فخه ، بل يركضن خلفه كالمغيبات اللواتي لا يملُكن من أمرهن شيئًا ، بل يُصبحن مِلك يمينه بمُجرد نطقه لهذه الكلمة ..
إلا هي .. ( إيف ماسيو )
فقد وضعت قلبها خلف قُضبان سرٍ دفين ، قد أصابها في مقتل ، فجعلها تزهد كل ما يريدها من الرجال ، وخاصة قاهرهم ( تيوان كارتر ) ..
لقد أبت أن تقع في شَركه ، ولم تكتفي بذلك بل اعلنت الرفض والعصيان بشكلٍ صريح .. جعل ( تيوان كارتر ) يحارب من أجلها حتى ترضخ له ، فلم يتلقَ من قبل رفضًا كهذا ، ولا يستطيع قبول الهزيمة من امرأة أبت أن تكون له ..
لذلك قرر خوض حربٍ ضروس .. فهل سينتصر بها ؟ أم سيعود مهزومًا ليختفي من حياتها للأبد !
_______________________











الفصل الأول
_____________

كانت تجلس في منزل أختها ( ويتسون ) تتحدث لزوجها ( دانيل ) الذي كان يجلس معها ينتظران صُحبة ستنضم لهم بعد قليل ..
( دانيل ) شاب في الخامسة والثلاثين من عمره ، تزوج أختها ( ويتسون ) مُنذ تسع سنوات ، أنجبا بها فتاتان هما الأقرب لقلبها ..
جاءت صُحبتهم التي كانت عبارة عن بعضًا من النساء ، بينما جاء برفقتهن ( تيوان كارتر ) الذي ما إن وقعت عيناها عليه ، حتى كادت أن تفر هاربة منه ..
ولكنها تحلت بالثبات والقوة ، تلاقت اعينهما دون أن تُحرك ساكنًا ، بل استدارت بكل ثبات تُكمل حديثها مع دانيل ..
كانت تعلم جيدًا ، أن تلك العينان الزيتونية تراقبها في صمتٍ ..
فمُنذ أن قابلته منذ عدة أسابيع ، وحين يتصادفا معًا تشعر بنظراتهُ تُحاصرها ، لتتكرر المصادفات بلقائه بشكل عجيب في الآونة الأخيرة ..
حضرت ويتسون أختها للمجلس لترحب بتيوان :
-  اهلًا بك .. سررتُ لمجيئك ..
القى تيوان التحية على ويتسون ،بينما مقلتاه لا تفارقان مراقبة ( إيف ) ..
لقد تميز تيوان بجسدٍ ممشوق ، وخصلات
لقد تميز تيوان بجسدٍ ممشوق ، وخصلات شعره البنية الحريرية ، بينما عيناه الزيتونية تكاد تكون فتنة طاغية ..
فقد تميز تيوان بنصفٍ انجليزي وآخر ألماني .. ملكٌ في عالم المال والتجارة ..
لم يخفى عنها أبدًا نظراته وتلميحاته بإعجابه بها منذ أن رأها .. بل لاحقها بكل وضوحًا منذ لقائها الأول ..

ولكنه حين التقى بها كان يرتبط اسمه بفتاة تعمل راقصة ليلية ، وحينها انهى علاقته بها منذ رؤيته ( إيف ) فهو معروف بمطاردة النساء الجميلات ، وهذه النساء تركضن خلفه بمجرد إشارة واحدة منه ، أو حتى لمجرد التفكير في أن تيوان كارتر يطاردهن ..
فهو رجُلً أعمال .. اعزب .. ذو جسد ممشوق ورياضي .. وفوق كل ذلك مشهور وذو اسم كبير ويملك من التأثير على العامة الكثير والكثير ..
ولكن أيف تمنت أن يتركها وشأنها ، ويبحث عن أخرى تريد خوض مغامرة سريعة معه ..
فهو ذو سمعة مشهورة بين النساء .. وعلاقاته المتعددة ليست بسريه على الاطلاق ، بل والأسوء من ذلك هي طريقته في انهاء علاقاته العاطفية .. فهي ليست بلطيفة أبدًا ..
بل يقوم بكل بساطة باستبدال النساء من حوله كما يستبدل بذلته الخاصة .. ودون اخبارهن .. فجأة يجدن انفسهم في يومٍ وليلة خارج قفصه الذهبي ..

سمعت ويتسون تقول برجاء :
-  ارجوكِ .. بكل لغات العالم أن تبعدي هذا الرجل عن دانيل ..
فهذه حفلة عشاء لا موعد عمل ..
اجابتها إيف بابتسامة :
-  اعتقد أن دانيل لن يُمانع ..
هي تعلم جيداً مدى تعلُق زوج اختها بالأعمال ..
فقالت ويتسون :
-  اتركيهم ..
اشارت ويتسون لها بهمسٍ :
-  اترين .. رغم أن كارتر هو ما بدأ في التطرق لهذا الموضوع ، إلا ان دانيل فقد اهتمامه بالحديث ، ويبدوا ان تيوان قد شرد في أمر آخر ...
اصطدمت عين إيف بعين تيوان الزيتونية ، وهي تبتسم على مقولة أختها الساخرة ،
لقد شعرت برجفة جعلتها ترتعد ، وهي تدقق النظر في عمق عيناه التي ورغم لونها المميز إلا انها قاتمة برغبة جامحه ....
هذه الرغبة جعلت القشعريرة في جسدها لم تستطيع السيطرة عليها للحظات ، ويبدوا انه قد شعر بها ، كانت نظراته القاتمة تلك ، تتفحص كل جزء في جسدها بشكل واضح وصريح ..
من أول خصلات شعرها الصفراء الحريرية المترامية على كتفيها ، إلى عينيها الزرقاء الصافية التي تماثل لون السماء ، التي تحيطها أهداب كثيفة وناعمة ، لينزل عند انفها المستقيم صغير الحجم .. ثم توقف عن شفتيها المنفرجتان ، بحُمرة لامعة جعلته يبتلع ريقه بصعوبة ، ليُكمل تفحص عنقها الطويل ، نزولًا بجسدها الفتان ، ذو القد المتناسق ، الذي يزين ثوبها الأسود الفاخر ،الذي يلتف عليه بنعومة كبيرة ، ليصل فوق ركبتيها بجمالٍ لا مثيل له ..
بينما هي ترتدي حذاء أحمر لامع ذو كعبٍ طويل جعلها فتنة تقف على قدمين

كان تيوان كارتر ، مثالًا للرجل الرائع في كل شئ ، فجاذبيته كانت خطيرة بالنسبة إليها ، ولكنها استطاعت أن تقفل قلبها ولا تنقاد نحوه مثل الباقيات ، بل قررت معاملته ببرود شديد ، حتى يبتعد عنها .. ولكنها لم تكن تعرف أن الممنوع مرغوب .. وأنه في المقابل ستزيد رغبته بها بشكلًا أكبر مما كانت تتخيل ...
فكان يجب عليها أن تعلم أن معاملتها له بتجاهل ، سيجعله يقابلها بتحدي وعناد ، فمثل هذه الشخصية لا تستسلم للرفض بسهولة .. بل لا تستسلم أبدًا ...
لذلك تأففت بضيق .. فهي لم تكن تعلم بقدومه في حفلتهم الخاصة هذه .. فلو عرفت كانت ستتحجج بشيء للاعتذار ..

لقد تضايقت للغاية من معرفتها بصداقته هذه مع زوج أختها ، فمما سمعته عنه أنه رجل لا يحبذ الصدقات من هذا النوع الخاص بالعمل .. وليس من الرجال الذين يحبون التواجد في حفلات خاصة .. بل تنصب اهتماماته على العمل فقط .. واوقاته الترفيهية يقضيها بين صائديه من النساء ..
فقد جمع والده كارتر ثروته من صفقات مشبوهة كما علمت من أختها ، ولكنه وحين اصبح القائد ، وتولى اعمال والده ، جعل جميع صفقاته تنصب على التجارة والصناعة ..
هذا كل ما يُكتب عنه في الصُحف ، بالإضافة لعلاقته المتعددة التي على مرأى ومسمع من الجميع ..
وهذا ما جعلها تندهش من قربه بزوج اختها دانيل ، فهو رجل مستقيم .. زوج وأب ويعشق عائلته أكثر من عشقه لعمله ..
لذلك ليس بينهم أي صفات مشتركه لتجعلهم صديقين هكذا !
حاولت أن تجد رابط بينهم ، ولكنها عجزت عن تفسير قربهما .. فتيوان لا يعبئ بعمل زوج أختها الذي تنصب أعماله على عالم النشر ، فهو يمتلك شركة كبيرة خاصة بالدعاية والاعلان والنشر الالكتروني ..
همست لها ويتسون لتقطع افكارها :
-  انه قادم الينا ..
كانت إيف تتوقع هذا وسرعان ما شعرت بدفء جسده وهو يقف قربها ..
وفي هذه اللحظة ، اخترق أنفها رائحة عطره الفخمة التي ما إن اقترب منها حتى امتلئ المكان بها ، لتختلط برائحة سيجارة الباهظة التي نفث بعضًا منها حولها ...
-  إيف !
حياها بصوت عميق رقيق .....لقد ادهشها هذا الصوت عندما سمعته للمرة الاولى فلم
يحدث ان سمعت قط مثل هذه النعومة المغرية في صوت له هذا الرنين الاجش .
_سيد كارتر .
سألها بابتسامة مسلية :
_هل تودين شرابا ؟
اجابته وهي تنظر حولها :
_اعتقد ان دانيل .....
لكن زوج اختها صرف النظر عن هذا ليقول :
_ تيوان يعرف مكان الشراب .
رفعت إيف راسها بشموخ قائلة :
-  اذن .....ساقبل عرضك اللطيف سيد كارتر ..

لتُمسك اصابعه القاسية على ذراعها ، حتى يقودها
بعيدا عن دانيل و ويتسون الى الجهة الاخرى حيث طاولة الشراب .....
كانت تحاول التحكم في رعشتها بين يديه ، لتتفاجأ به يُحدثها :
_الست بلطيف معك إيف ؟ لماذا تركتني
منذ اسبوعين في حفلة ستيف قبل ان تتاح لي فرصة محادثتك ؟
كانت تود لو تترك هذه الحفلة كذلك لكن الحفلة كانت لزوج أختها ولم تستطع الفرار وقتها ..
فأجابته ببرود ظاهر وهي تحاول أن تصل حتى لكتفيه ، رغم طولها الفاره ، إلا انها بالكاد تستطيع بلوغ كتفه ..
_اسفة .
ابتسم لها بمكر قائلًا :
_لااخالك اسفة ابدا لكنني ساترك الامر يمضي في الوقت الحاضر ..
وصل لطاولة الشراب ، فسألها بلُطف :
-  شراب الفريز مع التونيك اليس كذلك ؟
لم تساله إيف كيف عرف ذوقها في الشراب ..
لانها تعلم جيدًا انه جعل شغله الشاغل ان يعرف عنها كل شيء !
قبلت الكأس بتحفظ :
_شكرا.
اجاب بود :
_من دواعي سروري .

تجاهلت إيف مجاملة هذا الرجل الذي اعتاد على تجاوب النساء معه ، الا إن قلة اهتمامها به يغيظه أكثر ..... لكن لاخيار لديها ..
فأما اأن تظهر له الجفاء وقلة الاكتراث او
.....تعطيه ماتريد ..... وبما انه يريدها وهذا مالم يخفه أمام أحد ، فقد قررت اظهار اللامبالاة ..

حينما ناولها الكاس استغل الفرصة للمس اصابعها برقة ، وسارع بالقول :
_ليس هذا مناسبا .. لكنه السبيل الوحيد الى لمسك ،
رمقته بنظرة غاضبة ، فأكمل بنزق :
-   تعاملين الرجال ببرود هكذا دائما ليبتعدوا عن دربك ؟
لقد بدا يشعر بالملل اذن .. فقد كان حتى هذه الليلة يظهر انجذابه بطريقة فاتنة ..
لم يتحرك ولم يتفوه بكلمة خارج هذا النطاق !
,اما الليلة فتصرفه مختلف مما يعني ان المطاردة انتهت فعلى ما يبدو ان الثعلب الماكر قرر ان ينقض على الفريسة ، باية وسيلة يستطيع استخدامها ..
وهذه هي اللحظة التي كانت تخشاها فتصرفاتهاالمؤدبة المتحفظة لم تعد تستطيع لردعه وعليها ان تكون فظة وقحة لانه من الواضح أنه ينوى أن يتصرف معها بوقاحة كما ترى الآن ..
اجابته بصراحة قاتلة لحواسه :
_هذا صحيح !
وتلاشى السحر من وجهه تاركا تعبيرا خشنا قاسيا :
_لست انا اذن استثناء عن القاعدة ؟
الناس حولهما يتحدثون ويضحكون بصوت مرتفع محدثين ضجة تغطي هذا الحديث الخاص ..

لذلك أجابته بفظاظة :
-   لا لست استثناء على الإطلاق ...
ولد هذا الرجل وفي فمه ملعقة من ذهب لذا لن يسمح لامراة ان ترفض له شيئا يريده
كان في الخامسة والثلاثين من عمره ينال ما يريده وعليه لن تكون إيف ماثيو الاستثناء
، ولو كان ما يريده منها هو .
رأت ان الهجوم هو افضل وسيلة للدفاع ..
لذلك واجهته :
_ماذا بينك وبين زوج أختي لتتباحثاه بهذه الدقة ؟
ضيق عينيه وهو يحسي كأسه ببطء قائلًا :
_الم يخبرك بعد ؟
حركت رأسها نفيًا :
_لا ...
ذم شفتيه بتلذذ مرددًا :
_عجبا .....لماذا ؟
صكت اسنانها بغيظ ، ورغم ذلك اجابته بابتسامة سخيفة :
_مامن شك في ان يعلمني في الوقت المناسب .
رفع تيوان راسه متكبرا :
_في الوقت المناسب لكن الن يكون هذا
متاخرا ؟
رفعت حاجبًا واحدًا لتسأله :
_لاادري ، مارأيك انت ؟
ضحكك بخشونة وسخر من طريقتها التي تستخدمها لتحظى ببعض المعلومات :
_ ربما ..
فاستدارت استعدادا لتركه :
_اذن ساذهب لاساله حالا .
امسكت اصابعه الثابتة ذراعها :
-   قليلا , ان سالتني بلطف فقد اقتنع وقد اقول لك .

نظرت اليه ببرود :
_استطيع الحصول على المعلومات من دانيل بجهد اقل .
احست بانفاسه تلامس خدها بدفء وهو يهمس لها :
_وهل الجهد معي كبير ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تردد :
_اجل !
لعنت نفسها لانها تظهر الغضب فهي ارادت
الا تظهر اي انفعال امام هذا الرجل لكن كيف لها ان تترك هذه المعاملة دون رد يذكر .
سحبت ذراعها منه عن قصد ومغزى :
_اجل سيد كارتر اخشى ان ماقلته صحيح
، لكنني اكره ان اقوم بجهد .

فشهق باستهزاء :
_ياللفتاة الثرية المسكينة .
نظرت اليه ساخرة :
_اليست هذه ملاحظة سخيفة تصدر عنك
انت بالذات .
احنى رأسه لليمين وهو يقول لها :
_لقد عملت على ان اكون رأس كارتر منذ ان فهمت معنى البورصة والاسهم ...... فلم
يحدث ان اعطي والدي أحدًا شيئا دون مقابل ولست باستثناء أبدًا ،
أما عنكِ فما عذرك انتِ ؟
اذن لقد اصابت فيه وترا حساسا !

تيوان لا يفقد اعصابه بسهولة ونادرا ما يفعل
..... وهاهو يفقدها وبشكل مؤثر .

فأجابته بهدوء :
_ليس لدي عذر ..... فلست الا مجرد مسؤولة عن مجلة يملكها دانيل .
ردد بثقة :
_هذا ما ابلغني اياه انه لقب سطحي ....انا واثق من هذا .
ابتسمت له ببرود قائلة :
_لاتكن واثقا من نفسك الى هذا الحد ، فقد
تكون مجلة شؤون المراة مجلة نسائية لاتهم رجلا مثلك ، لكنني اديرها بكفاءة .
اقترب خطوة منها هامسًا :
_ومامدى هذه الكفاءة ؟
تضرج وجهها من جراء هذه الاهانة المقصودة فردت بلؤم :
_اسال دانيل !
ضحك تيوان قائلًا :
_على الاقل ....هذا تقدم لاباس به ، فقد
دفعتك الى ان تفقدي اعصابك ثلاث مرات في خمس دقائق .
رددت بتحدِ واضح :
_احسبنا بذلك بتنا متساويين .
اقترب منها خطوة أخرى ، حتى بات يلتصق بها قائلاً :
_لا أبدا فقد سيطرت على نفسي منذ التقيت بك بصعوبة الا ان كلمة منك قد تنهي توتري .
عرفت تماما ماهي الكلمة التي يريدها !
فقالت بحدة :
_انا لم استخدم مثل هذه الكلمة في المدة الاخيرة .
فقال بنظراته القاتمة :
_منذ وفاة زوجك ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي