كفاح من تحت الصفر

Saadelseoudy8`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-27ضع على الرف
  • 60.6K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

المقدمة

لا شيء مجانيٌ في هذه الحياة، فعندما تمنحك الحياة شيئاً ما فهذا لا يعني أنها تحبك وتؤثرك على الجميع، ولكنه يعني وببساطة متناهية أنها تعقد معك صفقةً و سيكون ثمة ثمناً لك شيء.
_ فالأرض التي هبط إليها آدم وزوجه منذ قديم الأزل قد نزلا عليها عقابا لأنهما اتبعا الشيطان وعصيا الله ،عندما أكلا من الشجرة المحرمة فكان الجزاء من جنس العمل وهبطا بذلك إلى الأرض.
_ هنا يكمن فرق شاسع بل فروق لا حصر لها فإذا نظرت إلى المعيشة التي كان يقطنها آدم وسيقطنها بنيه من بعده، فأهلاً بك في جنةٍ يستحيل وصفها من نعيمٍ وخيراتٍ وسكينةٍ وسلام، فلا تسمع عن حروب استنزافية وخرابٍ ودمار للشعوب، فلم يكن للفكر الصهيوني وجود ولا تجد قدر ذرةٍ واحدة من التعب والجُرح.
_لا تجد قلوباً نزفت دماً من عشقٍ كان بمثابة كل شيء، قلوباً غرقت في أوهام الحب حتى استفاقت على صدمة القدر ،في الجنة لا شئ من كل هذا أبداً.
_ لكن شاءت القدرة الإلهية بهبوط آدم وزوجه إلى الأرض والهدف الأوحد تعميرها، وتوالت الرسالات والشرائع السماوية لإنقاذ البشرية من الجهل والتخلف إلى نور الحق والرشاد، فكان لكل إنسان عمله بمحض إرادته، ولم يكن هناك اختلاف بين الرسالات السابقة على مختلف العصور والأزمان بأن هناك طريقان، طريق الخير ويندرج تحته أمور عدة كالمودة والرحمة ومساعدة المحتاج والدفاع عن العرض والوطن والدين.. الخ، وطريق الشر ويندرج تحته أمور لا حصر لها كسفك الدماء وهتك الأعراض وانتشار البغضاء والتخلف.
_وإلى الآن ونحن في أوائل القرن الحادي والعشرين ومع أحدث وسائل التعلم والتواصل الاجتماعي الا انه لا تزال مستوطنةً بداخلنا بعضاً من عادات الجاهلية والتعصب والفهم الخاطئ لبعض الأمور، فالرجل ليس محور الكون وليس بالهدف الأوحد الذي إن لم تحصل عليه المرأة وبالأخص في مرحلة الصغر فإنها امرأة فاشلة، بل الأشد فشلاً من آمن بمقولة(ظل راجل ولا ظل حائط) هذه نبرر بها فشلنا في منح فتياتنا الأمان الكافي لاختيارهن الشريك المناسب، فليذهب الرجل إلى الجحيم إن لم يكن موطناً وأماناً وسنداً وأباً ثانياً، فالعانس كما يسمونها ما هي إلا فتاة يخبئ لها القدر مفاجآت جميلة ولكن بعد أن يعلمها الصبر والقناعة أولاً، ليس بالضرورة أن تقتصر تلك المفاجآت على الزواج، بل تكمن أحياناً في سفر أو منصب أو جاه أو ربما زواج، فالزواج ليس صفقة تبادلية بين رجل وامرأة، نحن لا ننكر قيمة الزواج وأهميته خاصةً في عصر التبرج والحرية التي تحولت إلى فوضى، ولكن أولئك الذين لم يتزوجوا بعد، ليسوا أناساً فاشلين كما يراهم بعض الحمقى.
_فما العيب في خروج فتياتكم للنزهة ما دمن يرتدين ملابس محتشمة؟ أليس من حقهن التمتع بالأماكن العامة؟ ام انها مكتوب عليها للشباب فقط؟ ما العيب في أسماء زوجاتكم حتى تنادوهن بأسماء أبنائهن هل بأسمائهن عورة؟
إلى جانب العديد من الأمور التي نسئ فهمهما فنعطي لأنفسنا الحق في الحكم على الآخرين بما لا يليق بالإنسانية أبداً، فأنا لا أرى كل ذلك إلا عقم في الفكر لمجتمع مريض نفسي، نسأل الله العفو.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي