الفصل الأخير

في مستشفى قنا جلس الحاج عبد الجليل مع الأطباء بصفته مالك المستشفى، الحمد لله إيمانًا وعملًا لقد شفي ابننا الصغير حفيدي وابن ولدي وقرة عيني الطبيب أسعد، لذا لقد أمرت بصرف مكافأة لكم والله المستعان.
لما بلاقي في عيون شخص شغف للتغيير وأن يكون أفضل في المستقبل من نفسه دلوقتي بكون في غاية السعادة.
العادة هي الأداة الأقوى للنجاح، هويتك في نجاحك سيستم بيساعدك من ألف لياء علشان تحقق نجاح من خلال التخلص من العادات السلبية وبناء وتأسيس عادات إيجابية كانت بمثابة شفرة التحول اللي حصل في حياة كل الناس اللي بدأوا حياتهم من الصفر.
اتفقنا النهاردة إن المعرفة مش هي المشكلة وإن الكثرة منها مش هو الحل.
أكتر الناس بيستسلم للنجاح علشان عايز رحلة حياته تكون درامية يكافح ساعتين ويعيش طول العمر متهني.
الحياة عكس كده، في الحياة أنت تحصل على نتيجة مقدار العمل الفعلي وليس العمل المحتمل.
شكرًا للناس اللي حضرت النهاردة: شكرًا نجلاء، شهيرة، منى ، شكرًا بسام، حاتم، أمير، أشرف.
-لما كنت في برنامج الكوتش مع المدرب القوي بالمحتوى والصادق في تقديم قيمة "محمد عادل"، في وسط الكلام قال: إابدأ منعكش ورتب بعدين ، وده كان توجيه قوي جدًا علشان نحل مشكلة فجوة التمني والتطبيق، فجوة المرغوب والإمكانيات، كل لما بتاخد خطوة بتقرب وبتحقق إنجاز وبتزداد كفاءة، كل لما بتطلع درجه بتزداد كفاءة والطريق بيقل في الوقت والجهد والمسافة.
من المهم جدًا تبقى عارف أنت هتعمل أيه لكن الأهم والأفضل تعمل اللي أنت عارف إنك عاوز تعمله، يعني لو ناوي تتعلم إنجليزي مثلًا متفضلش شهرين تبحث عن أفضل الأماكن وأفضل الأسعار و و...لا، ابدأ اتعلم وانت بتبحث وشوف الاختيار البديل.
افعلها الآن.
مرحلة التخطيط ملهاش وقت انتهاء، ومرحلة التنفيذ ملهاش معيار ومقياس، لما تنوي تعمل حاجة حط نفسك في الفعل ورتب الطريق وأنت ماشي لإن الرؤية بتوضح أكتر من خلال ممارسة الشيء، النهاردة ركب حد معايا وسبحان الله كأنها رسالة من ربنا، بيقولي بقالي ٨سنين شغال موظف استقبال واترقيت في الفترة الأخيرة سكرتير لمدير المصنع في أكتوبر في يونيفرسال، وفجأة المدير طلع المعاش فخيروني إني أرجع موظف استقبال أو أمشي ومشيت وأخدت ١٥ ألف جنية نهاية الخدمة الفلوس اتصرفت خلال ٣شهور، كان نفسه يفتح مشروع، فضل يرتب ويسأل ويستشير ويستنصح ويخوف نفسه، لحد ما الفلوس اتصرفت بامبرز وأكل وشرب، كل الناس نفسها تحس بقيمتها في الحياة، كل الناس نفسها يبقى عندها اللي مكفيها وميحوجهاش لحد، كل الناس نفسها تكون غنية لكن أنصحك يا بني ابدأ منعكش ورتب بعدين، نصيحة الراجل الطيب فعلًا.

نفسك عبارة عن أرض، ازرع فيها اللي تحب تحصده، ومتنساش في الرحلة تكون مبسوط مش مضغوط .

-انت خلاص بقيت عارف إن كل المشاكل مؤقتة، عامله زي البرد هتاخدلها أسبوع ولا اتنين تكسر فيهم مشاعرك وتمشي، وأول لما تحس إن مشاعرك بقت كويسة كده وتستحمل يجيلك دور سخنية يدغدغ فشوية الصبر المتحوشين من آخر شوية خشوع في صلاتك، وهوب يعدو برضه وتبدأ تشم هواء الربيع وراحة البال والانبساط اللي جريت وراهم من ساعة متولدت، أوم هووووب يفاجأك الخريف ويأصأص خضارك ويخليك عريان من الأشخاص والأشياء، وعلشان تستخبى وتداري خوفك من اللي جاي هتفضل تتخبط في كل اللي كنت فاكرهم هيكونوا جنبك، وفي لحظة حقيقة بتنكشف النوايا، ومش هينقذك من نفسك وخوفك وقلقك وتوترك وخذلان اللي ركنت كتفك عليهم وماستحملوش ضعفك، تلف الدنيا وتدور وينزل مطر الشتا يغسل كل جروحك اللي فاتت وتحس إن بذرة أمل جواك بتعافر تشق قفص صدرك وتخرج للحياة، وواحدة واحدة تكبر زرعة الأمل وتجيب محصول كتير كان خلاصة جهد ووقت وخوف ومعافرة ورجاء ودعاء وجد وجري واختلاف .
استمر انطلق فكر خارج الإطار غيّر مسار التاريخ.

"المشوار بدأ بفشل بعد امتياز"
كنت بقرأ رواية قواعد العشق الأربعين للمؤلفة المبدعة "أليف شافاك" وأحداث الرواية بتتكلم عن الجانب الروحي للحياة من النظرة الصوفية، وسمعت عن مسلسل بيشرح نفس الفكرة كعمل درامي "الخواجة عبد القادر".
أول امبارح فضفضنا أنا و"علاء وطني" شوية كتير جدًا، وفي وسط الكلام قالي إن "يحيى الفخراني" كان دكتور، وبما إن احنا دلوقتي بنسعي وعايزين نأسس ونسيب بصمة إن ممكن يكون الشغف شغل فبدأت أبحث عن رحلة يحيى الفخراني ملك الدراما.
-قال أسعد في رقة وهو يحتضن نورا وابنه: اسمعي هذه القصة عندما قال:
بدأت معايا قصة الرسالة الحب والرحمة بعد الرواية والمسلسل، ومن أفضل مشاهد المسلسل لما "عبد القادر" بيقول "للخواجة": كل حب بيتعلق بسبب بيزول بزوال السبب يا خواجة، حب الشغف بيوصل بيك الحال إنك بتحب تعمل اللي بتحبه مش علشان عائد تشجيع ولا شهرة ولا مال ولا... بتحب تعمله بس علشان بتحبه من غير سبب ولا انتظار سبب، لو سألت اللي بيحب السفر أو التصوير أو الرسم أو التأليف أو الكورة أو السباحة أو التسلق بتحب ليه هيرد عليك علشان بحب وبس.
يحيى الفخراني دكتور بدرجة امتياز بكالوريوس الطب والجراحة جامعة عين شمس ١٩٧١ ومكتوب في أكتر من مقال قرأته إن هو فشل في علاج والده، ٤٠ عمل سينمائي و٤٠ مسلسل درامي غير المسرحيات وغير الصوتيات ، النجاح اللي وصله الفخراني بعد رحلة كبيرة جدًا ملهاش علاقة بدراسته ليها علاقة مباشرة بهوايته، بشغفه وحبه، الفخراني الطفل كان محبًا للفن، وكان يعزف على آلة الأكورديون في مراحل التعليم المدرسي، وزاد شغفه أكثر بالتمثيل في المرحلة الجامعية فانضم إلى فرقة المسرح بالكلية، وأول مسرحية شارك بها في الجامعة كانت بعنوان علماء الطبيعة، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى فرق المسرح في الجامعات المصرية.
الفخراني خلق فلسفة مدهشة لمكانته في ساحة التجسيد الدرامي بين النضج والسهولة والسخرية والبكاء والهواية، الجد والهزل، العزة والانكسار، الحقيقة والسخرية، قوة التعبير ورُقي الأداء والعمل بحب ،الشغف ينقلك إلى العالم الذي خلقت من أجله.

احمد ربنا يا أسعد ابنك خف وبقا كويس، خد بالك من زوجتك نورا وابنك وشغلك، واعرف أن الحياة زي القهوة منها
كوباية قهوة سادة.
طعم الحياة عبارة عن شوية مشاعر وصفات ودوافع نفسية، والشاطر اللي يقدر يخلط مجموع الحاجات دي على بعض حسب هو بيحب مشروبه إيه (زيادة ولا مظبوط ولا سادة).
غالبًا زيادة ومظبوط، أنت اللي بتقدر تتحكم فيهم حسب معرفتك بنفسك، وحسب معرفة كيفية توظيف العادات، الاحتياجات، المواهب، مهارات للتعامل مع الحياة .
أما لو طعم حياتك سادة، فهنا لازم تقف وقفة وتسأل نفسك : أنا ليه كده؟ لحد امتى هفضل كده؟ أعمل إيه علشان أتغير للأفضل؟ التغيير سهل وكمان مُمتع، لأن النفس بطبيعتها بتحب التجديد دايمًا، لكن روتين المعيشة اليومي بيخليك متشفش الجانب المُشرق من التطوير، وأكبر مشكلة بتواجه الشخص هي عدم قبول إن حياته محتاجة تعديل، وهنا بيكتسب حالة اللاوعي اللي بيعشها من خلال الكسل واللوم والمقارنة والنقد والحسد والطمع وضياع الوقت والقناعة الفاسدة بالرضا بالمقسوم من غير سعي، وكمان عدم رؤية عيوبه والكلام الدائم عن عيوب الآخرين.
قيل ل"بزرجمهر": أي العيوب أقبح؟ فقال قلة معرفة الرجل بنفسه.
كم مرة جلست لنفسك تكتشف لما أنت على ما أنت عليه؟ كم مرة جلست تكتشف ذاتك؟ وكم من الساعات قضيتها متأملًا في سيرتك وما أمضيته من عُمر، وما صورتك عن نفسك، وما تقييمك لطبائعك وسلوكياتك وأخلاقك وردود فعلك؟ هل تعرفت على روحك، عقلك، جسدك، قلبك وما احتياجات كل منهم؟ الشخص لو تعب بدور برد بينسى العالم وينشغل بنفسه،" الشافعي" يقول: (كما العليل السقيم أشغله عن وجع الناس كلهم وجعه).
متكسلش لحد ما عمرك ينفرط منك، العمر بالتفريط يضيع، ومن ضاع عمره فهو آثِم .
من لا يتقدم يتراجع، "مثل لاتيني."
من أنت؟ السؤال السهل الصعب، تفتكر أنت فعلًا اسمك بس، ولا اسمك ولون بشرتك، وطولك ووزنك وابن من؟
من أنت؟ طعم حياتك هيبدأ يحلى لما تعرف أنت مين، قيمك، مبادئك، عاداتك، رغباتك، سلوكياتك، مشاعرك، احتياجات (روحك، عقلك، جسدك، قلبك)، اكتشف ما وراء الاسم، اكتشف نفسك.
لذا عاش الجميع في رخاء وأمان وشفيت زوجة عبد الجليل وابن أسعد، وعمت السكينة والطمأنينة عليهم.
تمت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي