العشق والغرور

wafafathy2711`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-28ضع على الرف
  • 61.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول حبيبتى ولكن

فى إحدى القرى الريفية البسيطة بمحافظة الفيوم
تجلس حياة(طفلة ذو سبع سنوات) برفقة والدها فى الارض الزراعية المملوكة لهم   وعلى مدد البصرتوجد سرايا عتيقة ،
تتجسد فوق جدرانها عوامل تعرية البيئة والزمن كونت لها منظرا بهيا خلابا 
حياة:بابا انا نفسى ادخل السرايا من جوه شكلها حلوة اوى رغم انها قديمه.
محمد بابتسامة:انا دخلتها مرة واحدة مع جدك محمود حلوة اوى
حياة:هما ليه مش عايشين هنا ومش بيجوا  علطول الجو هنا حلو اوى هواء وخضرة الارض ترد الروح.
محمد:ياحياة يابنتى مش كل الناس بتحب العيشة فى الارياف هما اتربوا وعاشوا فى المدينة أصل راشون بيه والد شريف بيه كان حاجه كبيرة اوى فى مصروشريف بيه كمل حياته هناك
حياة:بابا انا بحب الارض اوى وبحب اشتغل معاك فيها حتى لما اكبر هكمل شغل فيها.
محمد بصدمة: لما تكبرى تشتغلى فيها ازاى يا حياة انا عايزك تتعلمى وتكملى علامك للاخردا بدل ماتقولى ابقى دكتورة ولامهندسة تقولى اشتغل فى الارض دا منى عينى اشوفك احسن الناس انتى واختك.
يلتفت الى الجالسة بيمينة ،شاردة النظر امامها، تسمع حديثهم لكن لاتتحدث،وعندما تلاقت اعينهم ابتسمت له ببراءة يضع يديه على شعرها مرتبا عليه ويقول بابتسامه حانية:هتعملى العمليه وهتتكلمى يا قلب ابوكى
لترى حياة دمعة هاربة على وجنة ابيها حزنا على اختها ،ولدت بالتصاق اللسان وكان يجب إجراء عمليه وهى صغيرة ونظرا لظروفهم المادية، تاخرت العمليه
ربما الان قد تسطيع عملها
تحدثت بلهفة لجذب نظر والدها
حياة:بابا انت عارف المهندس نشأت اللى بيجي يشرف على الارض هبقى زيه ان شاء الله
محمد:ربنا يوفقك يا حياة انتوا كنزى فى الدنيا و فى الاخرة. كان نفسك اشوفك دكتورة بس اقولك اللى نفسك فيه اعملية يمكن اموت وتترحمى عليا
هرولت الفتاتان الى احضان ابيهم لينعموا بدفئة لتقول حياة احنا بنحبك اوى يابابا
وتبتسم حور(اخت حياة الصغرى وتبلغ من العمر ٥ سنوات) وتحرك راسها تامم على كلام اختها.
محمد:يلا العبوا هنا شويه....على بال مااروح الناحيه الشرقيه اخلص شغل 
حياة :هاجى معاك عشان تخلص شغل بسرعة ونروح ل ماما
محمد:هتسيبى حور لوحدها لع خليكى معاها
حياة:عينى هتبقى عليها وهى تقعد مع رشيدة.
تبتسم حور بسعادة ويذهب محمد وحياة للعمل.
فتاه
******
داخل السرايا
جرالك ايه يا حمزة(صبى ذو اربعة عشرة عام)  احنا جاين هنا نتفسح ونركب خيل ولا نقعد نقرأعيش معانا شويه فى الواقع يابنى بص حواليك شوف الخضرة الطين الهواءويستنشق حسام(اخوحمزة الاصغر ذو عشر سنوات)الهواء ويخرجه على مراحل.
حمزة بابتسامته العذبه: عشان اللى قلته دا انا مستمتع بالقرايه هنا أنا مش عارف ماما مش بتحب هنا ليه.ويحرك راسه بيأس متنهدنا بعمق
ليجذب حسام الكتاب من يده ويقول
سيبك من يوسف السباعي وتعالى يلا انا كلمت عم حسن عشان نروح نركب خيل ونلف شويه حوالين السرايا فى الارض.
حمزة:ماما لو عرفت هتزعل مننا احنا جاين بالعافية
حسام:انا استاذنت بابا وافق متقلقش بقى
يخرج حمزة برفقه حسام لتقابلهم الصغيرة ريم  (طفلة ذو ستة سنوات)لتردف بترجى هاجى معاكم انتوا رايحين عند الارض.
حسام:خليكى ياريم احنا مش هنتاخر
تجرى لتمسك بيد اخيها حمزة وتتحدث بترجى عشان خاطرى يا حمزةعايزة اروح معاكم
حمزة بهدوء:خلاص يا حسام سيبها تيجى ومتقلقش مش هتسيب ايدى وينظر تجاه اخته بنظرة تحذيرية صح يا ريم
تبتسم ريم وتصفق بيديها.....صح يا حمزة اهو بص وتشبك يديها بيد اخيها بقوة
********
خرج الاخوة الثلاثه من السرايا بصحبةعم حسن المكلف برعايتهم اثناء الخروج والتجول حول السرايا
يجرى حسام بمرح وحريه فاتحا زراعيه لاستقبال الهواء وتفعل ريم مثله ويسير خلفهم حمزة بهدوء يتطلع الى المنظر الخلاب حوله يطوف بعينه الارض.
عم حسن:ياحمزة اخوك حسام بيحب هنا كانه مولود هنا
حمزة بهدوء :مين ميحبش هنا ياعم حسن كفاية طيبه الناس وابتسامتهم الهوا النقى دا وحاجات كتير
ظلوا يسيرون ويشغلهم الحديث بين ماضى وحاضر عن الارض والسرايا ويسبقهم حسام وريم
شرد حسام عن ريم بالنظر الى الارض المزروعة حوله.رسم بعقله المستقبل وكيف يصبح عندما يكبر.
تجولت ريم بحرية حتى رات فتاة صغيرة فى عمرها تقريبا تلعب مع العنزة شردت فى السير نحوها لم يلمحها حسام وبالطبع حمزة لتاخره عنهم الا ان سمع صراخ اخته التفت يجرى نحوها. لحقه حمزة مهرولا اليها شاهدوا ريم تجرى خوفا والعنزه خلفها وحور تقف ولا تحرك ساكنا
اتى ريان (بن عم حور ذو الثانية عشر من عمره) ايضا على صوت الصراخ العالى هرول الى الصغيرة اولا وجد العنزه خلفها
امسك بالعنزة وصاح قائلا اهدى متخافيش واشار بيده لكى تهدء
وصل حسام وحمزة معا ضمها حمزة برفق لكن حسام توجه الى حور صارخا:انتى يابنى ادمة ازاى متحاولش تساعديها واقفه وخلاص
نظرت له حور بدموع ليكمل صارخا متقدما نحوها :لما صرخت انتى سيبتى البتاعه دى تجرى وراها
اضطربت حور من صوته وصراخه ،
فصاح ريان: خلاص متزعقش كده هى مكنتش تقصد وبعدين أختك كويسة محصلهاش حاجة
ومن الجهة الاخرى للارض شاهدت التجمع حول اختهاهرولت اليها سريعا دون اخبار والدها سمعت صراخ حسام ورد ريان وصلت ووقفت امامهم تنظر لهم وكانها تفحصهم ،رفعت يديها حول زراع اختها تحتضنها  وهمست لها :متزعليش يا حبيبتى ومتخافيش كده ورفعت نظرها اليهم بتحدى: محدش يقدر يعملك حاجه نظرت لها حور وابتسمت بدموع لتكمل حياة احنا فى ارضنا ملكنا هما اللى هيمشوا.
حسام بتحدى وقوة:ارض مين وملك مين اتكلمى على قدك يا شاطرة
تدخل العم حسن :خلاص بقا يا اولادكل واحد يروح لحاله يلا يا حمزة ويلا يا حسام
لكن حمزة كان بواد اخرينظر الى الخائفة الشاردة تارة والى القويه الثائرة تارة اخرى. اما حسام كانت نظراته ونظرات حياة كانت سهام قاتله لكونه ينظر ل حور بعضب.  لا تعلم كم مر الوقت بنظرات الجميع ورحلوا جميعا لكن هناك قلوب معلقة سكنتها ملامح لم تستطيع نسيانهاولو مرا ضهرا كاملا وتحدى بامتلاك الارض .
اخبرهم العم حسن ان هذه القطعة كانت اهداء من جدهم الى جد حياة وحور وريان لحبه الشديد له .وان حور لديها مشكلة بالنطق حتى إجراء الجراحة
زفر حسام غاضبا وقرر ان تكون حياته جزءا من هذه الارض وهذه الفتاة.
بعد مرور خمسة عشرة عاما عاد الشباب من لندن حاملى شهادة الدكتوراة حمزة فى الطب وحسام فى الزراعة وريم مازالت برفقة والديها تدرس ادارة اعمال.
******
فى كلية الزراعة يقف مجموعة من طلاب الفرقة الرابعة يتحدثون بصوت عالى
حياة بغضب :مالهم الفلاحين وبسخريه لولا الفلاح مكنش البيه عاش قولى بقى يااخ كنت تاكل ازاى مش الارض اللى بيزرعها الفلاح هى اللى بتاكل منهاولما هو الفلاح مش عجبك دخلت كليه الزراعة ليه كنت خليك فى كليه تجارة ولا  كنت روح شركة بابى انت مش محتاج شهادة.
نظر فارس حوله وجد العديد من الطلاب ينظرون الى حياة بابتسامة ربما يصفقون لها
فارس بغيظ من ردها :مش يمكن صادفنى الحظ عشان اشوف طلعتك البهيه ولسانك المبرد
حياة:تشكر على الحقيقة دى والله مش عارفه أودى جمايلك فين
ميار وهى تقبض على يد حياه خلاص بقا الكليه كلها وقفت تتفرج
وايضا،
زياد يالا يا فارس دى غسلتك ونشرتك قدام الكليه ملقتش غير دى اللى تكلمها
لتنظر حياة نحو زياد بغضب مالها دى اربع سنين اهو عمرى ما زعلت حد بس محبش اللى يعاملني بااسلوب مش كويس ولا يقلل منى ولا هو عشان جد وفى حالى مبحبش الغلط
زياد...اسف يا انسة حياة منقصدش كنت بقوله انك ملكيش فى الكلام الفاضى
فارس...ووصلة الردح دى ليه
حياه..... عشان الاشكال اللى زيك
رفع يده عاليا ليصفعها
لتقبض يد من حديد على يده فى الاعلى ينظر ليجد
شاب ليس وسيما لكنه طويل و جذاب  يمتلك عيون الصقر حاد الملامح .
ضغط حسام على يده بشده ليتاوه فارس من الالم
حسام بغضب: لحد هنا وكفايه غلطت فى حقها واهانتها وقللت منها ومن نفسك ، توصل انك تمد ايديك مش هيحصلك كويس فين امن الكليه؟؟؟
نظرت حياة نحوه بابتسامة تناسب قوتها ولم تتعرف عليه ،حتى دخلوا الى المدرج ووقف على المنصة لالقاء المحاضرة وتعريف نفسه وبنظرة الى عينى حياة قائلا:دكتور حسام شريف راشون تبدلت قسمات وجهها تماما للنقيض ليبتسم حسام محاولا استفزازها
ولكنها حياة نشأت فى الارض والطين،امتلكت صلابتها وليونتها معا.  
انتهى اليوم العصيب وخرج حسام ليجد حمزة مستقلا سيارته بانتظاره امام الجامعة. هبط من السيارة ووقف الى جانب اخيه،
كانت تخرج بنفس الوقت ايضا حياة وصديقتها نظر حسام لها بشبه ابتسامة قابلتها حياة بنظرة غاضبه حتى قال حمزة :مالها دى عينيها بطلع نار
حسام بشرود:حور محمد محمود
حمزة:دى حور بجد يا حسام ،هى اتكلمت عرفتها ازاى
انتبه حسام :لا دى حياة اختها كان نفسى اسالها عن حور
حمزة بابتسامة شقت قلبه وجعلت دقاته نافرة:ياااااه اخيرا شفتك يا حياة.
رواضت كل منهما الاحلام بين ماضى مر وحاضر يعيشون فيه ومستقبل بعلم الغيب.
انتهى اليوم عكس ما بدا وتغير معه افكار وقلوب دبت بها شرارات عشق قديمة ان اوان فتحها من جديد.
بعد مرور اسبوع
حمزة وحسام وريم بطريقهم الى السرايا وجدوا محراث زراعى ينتصف الطريق. اطلق حمزة بوق السيارة عدة مرات حتى انتبهت حياة التى تقف مع مجموعة من الفلاحين وترتدى كابها واتجهت اليه واعتلت المحراث وحركته جانبا ولم تنتبه حياة الى سائق السيارة . فما يهمها سوى عملها ،لكن حمزة كان لقلبه راى اخرفسهام عينها اصابت فواده.لم يحرك ساكنا حتى سيارته لم ينتبه لها،
سريعا شخص بصرة حسام عن الفاتنه الصامته وجدها تقف برفقة شخص ما لم يتبن ملامحة فتح باب السيارة بغضب وهبط منها وحمزة وريم ايضاوسار حتى وصل اليهم وبصوت حاد:السلام عليكم
انتفضت حور وتلقائيا رجعت خطوة للوراء واختبت ب ريان ،قبض حسام على يده  بشده مازالت خائفة ام هناك امر اخر.
ريان:وعليكم السلام يا دكتور
مد يده مصافحا:اهلا دكتور ريان
وصلت حياة اليهم وقالت:نورت ارضنا يا بشمهندس حسام
لكن عينا حسام وقلبه وعقله كانت تاكل حور ووجهت بصرها نحو حمزة وريم :نورتم اتفضلوا نضايفكم فى ارضنا
ابتسم حمزة مرددا:ارضكم منورة بيكم يبشمهندسة
لقاء على نفس الارض الخضراء والهواء النقى،الفارق فى العمر والملامح والقلوب ،انتهى كما بدا منذ ١٥ عام 
رحل كل منهم يفكر فى نصفه الاخر الذى شكل حياته على امل اللقاء. مال كل واحد منهم الى الشخص الذى يرطب قلبه ،يكون نصفه الاخر مكملا اياه،
عندها قرروا ربط قلوبهم وحياتهم كما بدات  بارض العشق.
تعددت القاءات الصامته بينهم فى الارض ربما صدفة،الاخرى بانتظار مسبق لميعاد الوصول.
انتهى العام وتخرجت حياة وبدات عملها كمهندسة زراعيه تعمل بالارض وتحقق حلمها.
سار لها اسما مميزا ومازالت حور تكمل دراستها بالفنون الجميلة.
*****
يكفى ياقلبها ان تخبرنى بحبها
حياتى اشرقت بشمسها
ليٌلى أضاء بقمرها
عينى لمعت بنجمها
فاتنة انت ايها المراة
ابعث لك الورود ولكن
ينتهى عبيرها عندما تلمس يداكِ
زهرة اينعت بقلبى ليس بجمالها انما قلبها الدُرى
******
قرر الدكتور حمزة والدكتور حسام الزواج بمن شغلن قلوبهم فى الماضى والحاضر،اعترضت والداتهم على الزواج بحجة انهم من الارياف .
لكن طلب شريف الفتاتان للزواج من ابيهم،تخوف محمد من الزيجة كون الفرق الاجتماعى بينهم ، طمانه شريف لعدم وجود فرق والفتيات خريجى كليات عمليه وسيصبح لهم شأن. لكن كان لحياة شرط هو البقاء فى هذه الارض والعمل فيها كما حلمت دوما.
لم يعترض حمزة فقربها اليه سيزيل عذاب سنوات الشوق .
اما الفاتنةخرجت عن طور الصمت قائلة: زى ما حسام يحب. هلك حسام لصوتهاالحانِ :احب اعيش على الارض دى عشان متبعديش عن اهلك وبهمس وامسح فكرة الخوف منى على الارض دى.
اما عن ريم وريان دقت القلوب ولكن مازال الوقت باكرا لتالفها وربطها يطمح ريان برفع مستواه  لكى يصل اليها دون فوارق.
تالقت الفتاتان كملكات جمال متوجات بيوم عرسهم
اتى كل فارس واخذ عروسه على جواده،كان اليوم مميزا على ارض العشق والسرايا انارت اليوم بوجودهم ولن تنطفئ ابدا بعد اليوم.
*****تسلل نور الصباح عبر النافذة....ليضع عاصم يديه فوق عينة.....يغمض عينه تارة ويفتحها تارة اخرى.....يحاول تحريك يديه الاخرى .....لكنه يستطيع .....اخيرا فتح عينه مليا وجد جهاد تنام على زراعه....تتطلع حوله يمينا ويسارا....وجد نفسه بغرفة حازم.....زفر بضيق ونظر الى النائمة فى احضانه تضم زراعه اليها وتتمتم بضيق .....يعنى اول يوم فى حياتنا الزوجيه يكون هنا فى اوضه حازم.....حاول ان يسيطر على غضبه....شرد يفكر قليلا فى ليلتهما الاولى ولحظاتهما معا الا ان دقات الباب إعادته مرة اخرى للواقع....حاول القيام دون ان يقيظها....
فتح الباب....وجد والداته تقف امامه
عفاف بابتسامة:صباح الخير ياعاصم .....عامل ايه طمنى
ابتسم بتكلف :صباح النور يا ماما....متقلقيش ونظر الى ذراعه...... دا جرح صغير
عفاف :الحمد لله.....باباك حكالى كل حاجه امبارح....كلمنى كان عايز يطمنك على وصولك هنا شفتك وانت جاى.....
لتكمل باحراج....بس لقيتك دخلت عند مراتك قلت اسيبك براحتك......هى صاحيه
هز عاصم راسه بالنفى
عفاف بخجل واضح:معلش يابنى صحيها انا كنت نايمه جنب البنات وجين صحت من بدرى وعايزه...يعنى...
عاصم:خلاص يا ماما....عشر دقايق وهتجيلك
عفاف:ماشى...
لتصمت قليلا ...عاصم انت كويس شكلك مش مبسوط ....لتكون تعبان
عاصم بتنهيدة واضحة ...نظر الى والداته...حاول ان يبتسم...لكنه لم يستطيع ....ليرد اخيرا هبقى كويس ي ماما متقلقيش
عفاف رتبت على كتف ابنها بهدوء:ربنا يهدى سركم

اغلق الباب خلف والدته ....
عاد اليها....نظر اليها....رسم ملامح وجهها بيده....
لشهور منذ رحيل اخيه....
كم تمنى قربها....
كم حلم بها بين زراعية...
امتلاكها قلبا وقالبا....
لحظات خاصه بينهم تنتهى بالاشى دائما.....
ولكن الآن اصبحت احلامه حقيقة....
جهاد زوجته قولا وفعلا....
حرك يديه نحو ثغرها الوردى وابتسم بعشق رسم ثغرها بعنايه وكانه يتذكر بيديه كيف كانت قبلتهما الاولى وبدايه حياتهما سويا وامتلاكه لها....
اغمض عينيه آلما لانهما بغرفة حازم ....
سوال عصف بكيانه لكونها كانت رائعة معه تبادله مشاعر الحب ام انها كانت...
عند هذه النقطه لم يستطيع التفكير اكثر ضغط باصبعه على شفتيها فتاوهت وتالمت ليعود بذاكرته لها قائلا..... جهاد ....جهاد
فتحت عينيها بخمول ... بدات بتحريك رأسها وزراعها.. ..
لتقول بابتسامه حب:صباح الخير حبيبى
نظر لها طويلا بصمت ......كلمة واحدة كانت زادت شعلة الحرب الدامية داخله..... يفكر حبيبى لاول مرة يسمعها....تقصده هو ام حازم....
هز راسه بياس وبدون ابتسامة وعين يملاها الحزن.....
قال....صباح الخير....
نظرت له بتعجب من رده......
اهذا هو الرد المناسب لصباح كونهما زوجين طبيعين..
الا انه قطع تفكيرها....
قائلاجين صحت وعايزاكى ...ماما معاها
ظلت تنظر له.....يبادلها نظرتها.....داخل كل منها سوال .....لايستطيع البوح به......
ربما اذا امتلك احدهم الشجاعة ولو قليلا للبوح بسواله....لانتهت معركة التفكير والوساوس بداخل كل منهما.....
اخيرا التقطت مذارها وتوجهت للخروج....
الا انها وقفت قبل ان تغلق الباب لتلقى عليه نظرة لوم ....عتاب....
اغلقت الباب بصمت ورحلت....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي