الفصل الاول

الحلقة الأولى من
#شمس
تسير الحياة دائما على غير ما نتمني، نعلم أننا لم يكن بيدنا شيىئ أبدا، ولكن مَن مِنا يريد الهزيمة أو التعاسة في هذا الحياة!!
الأسرة، أو العائلة في المجمل كنز لا يعرفون الكثير، الاب سند هذه الإمبراطورية العظيمة دائما، ولابد أن يحافظ عليها مهما كان الثمن، الكثير لم يحظي بالأولاد كي يكون عائلة، والكثير أيضا لم يحظي بالأب كي يشعر بالأمان والاستقرار، معضلة صعبه لا لأحد يدًا فيها، وكلها بيد الرحمن فقط، بابا، كلمة تثلج الصدر عندما يسمعها الأب مهما كان عدد أولاده، في كل مرة تكون مختلفة عن ما قبلها، تحرك الاحساس وتزيد نشوة وانتصار وتمسك بالحياة، في كل خطوة، في تساقط يكون دائما الأول، دون كلل أو ملل.. السعادة عنوان حياتنا لم تخلق فقط من أجل الشقاء بل السعادة التي تغمر أرواحنا، ولكن دائما ابن أدم هو من يلهث وراء الشقاء..
_الحب الاول، الحضن، الأمان، الراحة، جميعهم يجتمعون عند الفتاة في أبيها، لم تتنازل عنهم بسهولة أبدا، دايما الأقرب له والأقرب لها، لم تري عينها سواه، ولن يقترن أبدا، ولكن، إن لم تجده بجوارها بالقدر التي تتمناه، تلهث للخارج باحثة عنه في أي رجل أخر، والكثير منهن يقع في نفس الفخ، تبقى الأنثي الضحية، ولا ذنب لها، سوا أنها اشتاقت للحب...
واه من تلك الكلمة، الحب، الكثير ينكها بلسانه والقليل ما يشعر بها خارجة من قلبه كسنفونية من عازف فرنسي يجديد العزف بإحترافية...
تلك البطولة التي أمامنا مرت بكل هذا وأكثر لكنها ظلت صامدة صامتة، تخسي السقوط، تخشي فقدان الهوية، لكنها لم تسلم من التخبط أبدا...
الغيرة، الحب، غريزة فطرية بداخلنا، فقط علينا توظيفها بطريقة صحيحة ليس إلاّ...
شمس، هكذا أختار أسمها، كانت الشمس الساطعة أنارت حياته وأدخلت السرور لها، لكنه كان يخشي فقدانها وبلا من أن يعاملها بالقدر الذي تستحقة، خنقها بالتحكمات التي لم تجعلها تتنفس، هذا ممنوع وذاك عيب، الحب بداخله ولم ينكر هذا أبدا ولكنه فقط كان يخشي عليها، ولكن طريقة لم تكن الصواب أبدا..وبلا من أن يكون لها الحامي، كان سجانها اللعين!! فقررت الطير بعيدا عنه حتى لو لم تفلح يكفيها شرف المحاولة...
بريئة هي ولكن الحياة لا ترحم أحدا أبدا..علها تأخر ذات يوم وتهرب من ذاك السجن اللعين...
*************
تجلس فتاه منكسه الرأس دموعها تسيل على خديها وتتساقط بغزاره من بؤبؤه عينها السوداء..
فتاه لم تكن تصل إلى الثامنه عشر من عمرها سوا من يومين فقط...
تبكى بمراره على طفولتها التى لم تعيشها يوما!
وينتهى بها المطاف إلى تلك القرار الذى سوف يدمر باقى حياتها، وهو الزواج!
تليح على ثغرها ابتسامه صغيره وهى تتذكر منذ سنه مضت وهى تدخل بضحكاتها المعهوده منزلها.
فلاش باك....
تدخل شمس بامشاكسه وهى تصيح بصوت عالى
مامااااا يا حبيبتى يا ماماااا، جعاااان.....
تبتلع باقى كلماتها بتوتر وهى ترا كل تلك النظرات المصوبه عليها، وقبل أن تخفض انظارها تلتقى نظراتها بشاب لم تعرف ما حل بها وكأنه اخترق قلبها ولم تعد تشعر بشىء حولها..
ولكن هو لم ينظر لها سوا نظرات عاديه طفله أتت من العدم ولكنه لا ينكر أنها طفله جميله ومرحه....
عكس تلك النظرات التى تأتيها من شخص آخر وكأنه لم يرا أنثى من قبل وبرغم تجاهلها له الا انه حفظ صورتها بداخل قلبه...
اخرج كل منهم من شروده صوت عامر والد شمس رجل في العقد الخمامس من عمره ولكنه صارم وشديد جدا...
أنا مش قلت بلاش تدخلى بالهليله بتاعتك دى؟
ابتلعت ريقها بتوتر فهو حظرها من ذي قبل أن لا تدخل بتلك الطريقه ما لاتقع في نفس المأذق التى هى به الآن
اخفضت رأسها بخجل ومن ثم قالت بإعتذار: سفه يا بابا
نظر لها بتوعد فهو لم يمررها مرور الكرام أبدا ثم أردف: ادخلى سلمى على ولاد عمك محمود
قطبت جبينها بعدم فهم ولكنها انصاغت لأوامره مردده وهي تنظر لهم: أهلا وسهلا
ومن ثم ذهبت لغرفتها دون إضافات...
ولاكن تركت قلبها مع تلك العيون التى لم تراهم من قبل وتعلم إنها من الممكن لم تراهم مره آخرى!!
ذهب ورأها جاسر اخاها فهو مع أنه يكبرها بي عشر سنوات ولكنه الاقرب لها ويخاف عليها بشده فهو دإيما يقول لها أنه لن يطمأن عليها سوا وهى معه وأمام انظاره...
طرق الباب عده مرات ثم دخل عند استماعه الإذن، ومجرد دخوله تلقى منها الكثير من الاسأله
شمس: مين دول ومين عم محمود دا وجاين ليه و...
بااااس اهدى اهدى كل دى أسأله خدى نفسك يا حبيبتى
اخذت نفس عميق ثم قالت وهى تزم شفتيها بضيق: اخلص يا ابيه جاسر بقا مش كفايه مستنيه عقاب بابا
_ولزومه ايه ابيه بعد اخلص دى!! ثم استرسل
جاسر معاتبا بهدوء: انتى غلطانه يا شمس كام مره قلتلك أنا و بابا بلاش تدخلى بالطريقه دى انتى عارفه إنه بيبقى عنده ناس بإستمرار وكدا غلط
أومأت برأسها وهى تضع بعض اصابعها في فمها وهذه عادتها عندما تكون متوتره، وكأنها تذكرت شىء من جديد ثم قالت بلهفه واضحه: قول بقا مين دول إلى بره
تنهد براحه وهو يجيبها بجديه: دول ياستى يبقو يونس و يوسف ولاد واحد صاحب بابا وأنت ممكن تفتكريه هو جيه هنا قبل كدا كذا مره اسمه محمود علام
_امممم مش فاكره، بس جايين ليه؟!
_جاين في شغل هايشتغلو مع بابا
قالت بإستنكار: شغل!! مع بابا هو بابا أصلا لاقى شغل اما هايشغل دول معاه
ضحك بخفه على طول لسانها ولكنه اعتاد على ذلك منها وأردف بخبث: بابا
شحب وجهها في لحظه ولكنها تداركت الأمر سريعا وفهمت أن اخاها يمزح معها كالعاده ولكنها القت عليه الوسائد واحده تلو الاخرى ولسانها لا يكف عن الكلام....
تحكم في صوت ضحكاته بصعوبه بالغه كى لا يسمعهم من بالخارج وقال: يعنى افرضى بابا سمعك دلوقتى موقفك هايكون ايه من الإعراب!!
ردت شمس بتلقائية: فعل ماضى أكيد
ضحك الإثنان من جديد، ثم تكلم جاسر بجديه: مش معنى إن المصنع بدأ في الانتكاث يبقى بابا مش لاقى شغل يا شمس لكن دا حال البلد كلها مش بابا بس
احست بخجل من كلام جاسر فاعتذرات كما تفعل دائما، ثم أردفت مره آخرى طيب هما هايشتغلو ايه والا هما خرجين ايه اصلا
أجابها: يونس الكبير عنده 25 سنه وخريج اداره أعمال ويوسف 25 سنه بردو وخريج اداره أعمال
نظر لها وضحك على مظهرها وقال..
اققفلى بؤك دا
أنت مجنون يا جاسر صح هما توأم
جاسر: طيب اققعدى يا غلباويه وأنا هاحكيلك حكايتهم، ولاء مش توأم
جلست بجانبه وهى تستعد لما سوف تسمعه وبشده ولكن صوره من خطف قلبها من أول نظره لم تغيب صورته من أمامها
نظر لها جاسر وهو يقول اسمعى يا ستى....
***********
في مكان آخر..
يجلس رجل في منتصف الخمسينات يجلس على مقعده وفى يده مسبحه التى لم تفارقه...
تأتى سيده والغضب ظاهر على ملامحها وتقف أمامه وتقول
سعاد: بقا كدا يا محمود تخلى يونس هو كمان يسافر إسكندرية مع يوسف!!
لم يعيرها إهتمام وهب من مجلسه واقفا وهو يقول: أنت غلطه عمرى واللى هادفع تمنها لغايه ماموت
نظرت بصدمه له وهى تقول: أنا، أنا يا محمود لا بقا أنت إلى كنت هاتموت وتتجوزنى علشان تخلف
قاطعها وهو يقول بغضب: ياريتنى كنت مت كان بقا ارحم من العيشه معاكى، وخلى بالك طول مانتى بالحقد دا عمرك ماهتكسبى أبدا ولولا يونس ماكنش ابنك اتخرج لأن طول عمره إبن امه...
_مريم، مريم..
جاءت إليه إمراه آخرى وهى تقول نعم يا حاج خير
محمود بإبتسامه محبه: يونس كلمك والا لسه المفروض يكونو وصلو من بدرى
مريم: وصلو يا حاج وكنت جايه أقولك
محمود: ربنا يرزقهم ويكتبلهم الخير ياارب
صدقت مريم على دعاءه
ولكن سعاد الغضب فقط هو من ظهر على محياها نظرت لهم بحقد ثم ذهبت إلى غرفتها دون كلام ولكن عقلها لن يكف عن التفكير والتخطيط
_مع هذا السن الذى وصل له محمود ولكنه دائما يعتزر لزوجته التى أخطأ في حقها يوما ولكن هو من دفع ثمنه وليس أحد آخر...
اسف يا مريم
نظراتها متسامحه فبعد تلك العمر لم تكن
تكن له سوا الحب والاحترام
في ذلك الوقت الذى تزوج فيه بالتأكيد كان خارج ارادته فهى تأخرت أكثر من ثلاث سنوات على الإنجاب وبعد ضغط رهيب من والدتة انصاغ لكلامها بأنه يتزوج مره آخرى ويشاء القدر أن تتأخر زوجته الثانيه سنه كامله في الإنجاب
وينجبنا معا هما الاثنين في يوما واحد....
ولكن مريم معروفه دائما بهدوئها وطيبتها
عكس سعاد الزوجه الثانيه التى كانت تعتقد بأنها سوف تكون كل شىء بالنسبه إلى محمود عندما تنجب له ولم تكن تتوقع قدره الله بأن يجعل مريم تنجب هى الاخري
ومن هنا بدأ الندم والنكد والاثنين يقعون على شخص واحد وهو محمود نعم فهو نادم جدا على زواجه من آخرى، وبالطبع لم تخلو حياته من النكد فسعاد تتميز به وعن جداره!
مريم بحب: عد العمر دا كله ياحاج لسه بتتاسف مخلاص والله مسمحاك
محمود: غلطه ودفعت عمرى وراحه بالى لازم اكون ندمان لازم، ياله كل إللى ربنا كاتبهولنا خير اكيد
**********
_يعنى افهم من دا كله انهم توأم بس كل واحد من أم تانيه اممممم ماشى بس حكايتهم غريبه فعلا سبحان الله
أومأ جاسر وأردف: ياريت الكلام دا مايطلعش من الاوضه حاكم أنا عارف لسانك بسم الله ما شاء الله فضيحه يعنى
ضحكت شمس وهى تضع يدها على فمها وتقول سرك في بييير
جاسر: ربنا يستر ومايكونش مفتوح بس
وضحكا الاثنين كالمعتاد...
ثم قالت شمس
طيب مين يوسف ومين يونس بقاا
جاسر بهدوء: وأنت عاوزه تعرفى ليه؟
_لاء عادى بسأل بس
جاسر: أدامممم أبو قميص ابيض يوسف والتانى يونس
اردفت بشرود يوسف
جاسر: قطتى الصغيره طبعا مش هاتخبى عنى اى حاجه صح ؟
أكيد طبعا أنت احسن أخ في الدنيا دى كلها..
جاء صوت ناهد من ورائهم وهى تقول تعالى: يا مغلبانى حضرى السفره معايا ياله
أومات برأسها وخرجت مع والدتها واتبعهم جاسر واتجه نحو والده والضيوف...
لحظات وكانو يلتفون حول طاوله الطعام ولكل شخص نظراته الخاطفه نحو الآخر...
اهتز صوت الهاتف الخاص لدى يوسف اخرجه من جيب بنطاله تنهد بثقل فلم تكن سوا والدته المتصله
استأذن من الجالسون وخرج من المنزل للرد على الهاتف ثوانى معدوده وضغط على زر الإيجاب وبالطبع لم يأتيه سوا الصوت العالى والتوبيخ من والدته
لم يجب عليها مما ذاد جنونها
سعاد بغضب: رد، رد عليا ماكلمتنيش ليه أما وصلت ها يا خبيتها اتعلم حاجه واحده عدله
ماتكلمتش ليه زى ابن مريم ماتنطق ياولا
_خلصتى ولا لسه
_اه ينارى منك ومن برودك
_انت عارفه كويس مابحبش الصوت العالى وانتى صوتك مافيش اعلى منه وبعدين أنا ويونس واحد وماما مريم أنا متأكد إنها هاتقول ليكو إننا وصلنا وطمنكو لزمتها ايه بقا
صدمتها في إبنها قويه فهى دائما كانت حريصه على زرع الحقد والكره اتجاه مريم ويونس وبالفعل كان متجاوب معها في صغره ولكنه عندما كبر وميز كل شىء عرف أن يونس ومريم لم يكونو سيئين ابدا مثلما والدته تقول...
أنا مش قلتلك ماتقولش ماما دى خالص مافيش ماما غير ليا فاهم
أجابها بنفاذ صبر: ماما الله يخليكى أنا هنا عند ناس وسايبهم وبتكلم مع حضرتك معلش هاقفل وابقا اكلمك تانى مع السلامه من ثم أغلق الخط دون الاستماع لردها
استدار للدخول ولكنه لا يعرف بمن يراقبه بلهفه وشغف...
_طيب نستأذن إحنا وبكره هانكون في المصنع وهذا ما قاله يونس
عامر بجديه: تستأذنو فين انتو هاتعيشو معانا هنا
نظر كل من يوسف ويونس لبعض جاسر: ماتبصوش كدا أنا أصلا ساكن فوق وانتو كمان هاتقعدو معايا ثم استرسل موضحا: الشقه إللى فوق فاضيه وأنا بذاكر برواء ففتحتها ونقلت كل حاجه ليا فيها يعنى من الآخر بنزل هنا علشان الأكل وبس وانتو هاتنورونى بجد
يونس: بس مش هاينفع عل...
عامر: اسمعو الكلام مابحبش المناهده اطلعو بشناطقو ياله مع جاسر
لم يكن لديهم اختيار آخر فهو انتشلهم من مأذق كبير فكيف لهم تدبير منزل وهم في تلك الظروف الصعبه....
فرحتها لم تكن قليله فحبييها سوف يسكن معها تحت سقف واحد، ومن هنا تبدأ رحله عذابها فالحب من طرف واحد اصعب شىء فى الوجود
ولكن ما قاله لها والدها غير محتمل على الإطلاق..
افاقت من شرودها وهى تمسح دموعها فالقلب هو من اختار فهى ليس لديها اى سيطره عليه
حدثت نفسها قائله: لو مش هاكون لى يوسف مستحيل اكون لي يونس
فاى شخص آخر أفضل من أن أكون مع حبيبى في مكان واحد ولم اكن له ؟!
هبت واقفه وهى تقصد غرفه والدها ولكن اوقفها صوت جاسر قائلا: تعالى ورايا يا شمس عاوزك
خرجت وراءه وصعدا الإثنين إلى الأعلى
دخلت مع جاسر وهى لا تعرف بماذا سوف يكون يريدها ولكنها تفاجأت ب يونس يجلس، نظرت علها ترا يوسف ولكنها لم ترا شىء تكلم جاسر بجديه قائلا: أنا جبتك هنا علشان تقعدى تتكلمى مع يونس أنا عارف بابا وطريقته كويس اققعدى واتكلمو وأنا موجود جنبكو هنا
التوتر واضح عليهم هم الاثنين ولكنها وجدتها فرصه مناسبه لكى ترفضه فهى تعرف أن والدها لم يقتنع بما لديها بأسباب
كسر يونس الصمت الذى بينهم قائلا
أنا مبسوط جدا بالخطوه دى أنت ماتعرفيش قد ايه أنا بحبك تقريبا من أول مره شوفتك فيها
_بس أنا مش موافقه عليك
صدمه وكأن احدهم ضرب رأسه بأله حديديه ضخمه
تألمت من الحزن الذى اكتسا ملامحه لأنها تعيش نفس ذلك الحزن ولكنها لم تعذبه وتعذب نفسها
لم يعرف بماذا يجيب عليها فهى ألقت بكل أحلامه إلى الجحيم دون رحمه...
أسف لم يقل سوا أسف نعم يعتذر على ذبب لم يكن لديه اى حق فيه فهو أحب، فقط احب، واحب بصدق...
بس سؤال في حد تانى في حياتك لو مش عاوزه تجاوبى خلاص عادى
لاء ردت بتلقائيه: تكذب، نعم تكذب ولكن لا تعرف لماذا لم تقل له الحقيقه
وكأن الله له حكمه في عدم قولها الحقيقه....
_مالكم ساكتين كدا ليه؟
اققعد يا جاسر خلاص مافيش كلام
جاسر بعدم فهم: حصل حاجه
يونس: شمس اختى وبس
جاسر: خلاص أخوات وزى ما احنا مافيش اى شىء هايتغير
استأذنت بالانصراف والضيق يسيطر عليها فوالدها هو من وضعها في هذا الموقف السيء
ولم يكن من حسن حظها النزول في هذا الوقت تحديدا فوالدها كان خارج في ذلك الوقت وهى تنزل من الدور العلوى
عامر بحده: كنتى فين؟
لم تعرف بما تقول ولكنها لا يوجد أمامها سو قول الحقيقه
شمس: كنت مع جاسر وقابلت يونس وماتفقناش وقال إننا اخوات والموضوع انتهى..
ولم تتلقى سوا صفعه من والدها أخرجت بعض قطرات الدم من فمها سحبها من حجابها بقوه وهى تتألم بشده ولكنه لايبالى بما هى فيه من ألم، وهدر بغضب: أنت بتكسرى كلمتى يا بنت ناهد طيب والله لاتتجوزيه بقا ايه رأيك ثم اطاحها أرضا بعنف واغلق عليها الباب واخذ المفتاح معه كى لا أحد يفتح لها
وصعد إلى يونس وجاسر
هداء قليلا قبل أن يطرق على الباب فتح له جاسر واستغرب كثيرا عندما وجد والده هو الطارق وما ذاد قلقه هو نظره والده له
لم يتكلم معه ودخل على الفور إلى غرفه يونس كان مسطحا ينظر إلى السقف بشرود فكل أحلامه انهارت ف لحظه، فام بسرعه عند رؤيته لى عامر: أهلا عمى، اتفضل
__ جلس عامر وبمقابله يونس وهو متوتر فهو يعتقد أن عامر اتى كى يبلغه عدم قبول ابنته على الزواج منه ولكنه تفاجأ بعامر وهو يقول: حدد معاد مع باباك وخليه يجى نقرا الفاتحه
لا يعرف ايفرح أم يحزن فمنذ عده دقائق كان عرضه مرفوض والآن جاء عامر لتحديد الخطبه
خرج صوته وهو يقول بضعف هى شمس موافقه يا عمى
عامر بثقه: ايوه موافقه
يونس: بس دا ماكن...
عامر مقاطعا: أنا بقولك هات ابوك وتعالا بس لو أنت غيرت رايك دا ك..
يونس مسرعا: لا طبعا هاكلمهم آخر الاسبوع هايكونو هنا
فرحته لم تكن قليله أبدأ ولكنه لم يعرف أنها لم تكن فرحه كامله سوا بعد شقاء...
أما شمس فهى طريحه فراشها تبكى على ما سوف يلحقها من أذى فوالدها لم يكن سهل أبدا
دقائق ووجدت باب غرفتها ينفتح على مصراعيه ضمت رجلها بخوف، ولكن صدمتها لم تكن هينه بالمره،وهى تسمعه يقول: خطوبتك الخميس الجاى على يونس ونفسك ماسمعوش
دخلت والدتها ناهد ضمتها إلى احضانها فما باليد حيله فعامر لم يكن بلأب الحنون او بمعنى آخر لم يظهر حنانه يوما
فهو يعتقد بأنه يحمى أولاده بتلك الطريقه
شهقاتها لم تكن سوا من قلبها الذى ينذف، وسؤال واحد يجول ف خاطرها، كيف تعيش في بيت واحد مع من اختاره قلبها وهى متزوجه من أخاه؟!
يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي