الفصل الثالث

الفصل الثالث
سحبها عصام من يدها ودخل إلى التلاجة الخاصة وفتح الدرج وكشف عن وجة الفتاة واقتربت هابسي بخطوات متباطئه ، خائفه ، مضطربه: ، لا تشعر بمن حولها فقط تدعي الله فى نفسها ان لا ترا بها مكروه ، فهي لن تتحمل العيش فى الحياه بدون تؤام روحها ونبض قلبها ، لن تتحمل خسارتها:
وقفت بارجل مرتعشه لم تقدرا على تحمل ثقلها ، ويتسارع تنفسها ودقات قلبها يكاد يسمعها من حولها من شده خوفها وفجأة .
اخرج الطبيب الصندوق الخاص بالجثه
عندما رأت وجهها صرخت بكل قوتها تنادي باسمها :
هابسي بصرخه الم حزن انكسار ولوعه :
هاااااامس .

هابسي بانهيار ودموع تهز شقيقتها برفق : همس قومى كلمينى همس اية جابك هنا ياهمس قومى عشان خاطرى قومى معايا ياهمس ارجوكى بلاش تعملى فية كدة ماتسبنيش ياهمس انتى روحى وحياتى ازى هعيش من غيرك ازى وتشد همس لحضنها ردى عليا قولى مالك ياروحى قوليلى فيكى اية انا ماقدرش اعيش من غيرك ردى علية بقى همس حرام عليكى ماتعمليش فية كدة اقول اية لتيتة اقولها اية لية خرجتى من البيت لية فتحى عيونك قولى حاجة ماتسكتيش كدة اةةةةةة
اةةةة ياهمس اية إللى حصل ازاى وصلتى هنا ازاى ياهمس انتى اختى وحياتى وعمرى وبنتى وصاحبتى بلاش تسبينى ياروحى لية عايزة تسبينى بعد 21 سنة لية احنا عمرنا مابعدنا عن بعض لية لية ياهمس قومى حرام عليكى .

نظر لها عز بحزن وانسابت دموعه بصمت حزنا على حالتها وحديثها مع شقيقتها الذي يمزق القلب .

حاول عصام أبعاد هابسي عن همس: حرام عليكى ماتعمليش كدة هى فى مكان احسن انتى كدة بتعذبيها ادعيلها هى محتاجة لدعاكي دلوقتي وبلاش تعذبيها
صرخت هابسي بهسترية : سبني ابعد عنى انا عايزة اختي هاتولى اختي انا عايزة همس همس
ثم خارت قوتها وفقد وعيها بعد صراختها المكلومه .
حملها الطبيب ووضعها بغرفه اخرى بالمشفي ثم اعطائها حقنه مهدئه .
ظلت بالفراش ساكنه ، لا تتحرك مثل جثه هامدة فقد اصيبة بصدمة عصبية حادة من شده حزنها على فقدان تؤامها .
. . .
علي جانب اخر
وقف عصام يتحدث مع صديقه عز قائلا : عز البنت عندها صدمة عصبية اتصل باى حد من قرابيهم يجى يتصرفو
عز بتذكر : معايا موبايل هابسي هكلم جدتها هى قالت عايشين معاها بس ابلغها حاجه زي كده ازاي بس؟

عصام : لا كلمها وروح جيبها دى ست كبيرة مش هتستحمل الخبر
قرر عز بالاتصال بالجده ثم اخذ عنوان منزلهم وذهب لكى يحضرها دون أن يقص عليها شي مما حدث .

واتت جدتهم والخوف والقلق مسيطرين علي حالتها انتابها الخوف على بناتها التى ربتهم داخل احضانها وكانت لهم الأب والأم و كل حياتها فبعد أن وصلت المستشفى وقصى عصام ماحدث مع حفيدتها المتوفيه لا تستطيع الجدة ان تتحمل خبر فقدان إحدى حفيدتها وفلذة كبدها ،وحزنها على الثانية التى لا تدرك بمن حولها وخارت قواها مستسلمة لقدرها ،
فلم يستطع قلبها تحمل هذة الصدمات التى تاتي واحده تلو الأخرى ، وشعرت ان روحها سوف تصعد لخالقها ، واغمضت عيناها المبتلى بالدموع بوهن ولم تشعر بأحد بعد ..

فهي سيده كبيرة و مريضة قلب ولا تتحمل كل هذا الألم، وتم نقلها لغرفه العنايه المركزة .
. . . . . .
بعد عدة محاولات تم التواصل إلى والده هابسي وهمس وذهب عز الى عنوانها ليبلغها عن ماحدث مع بناتها، وعندما قابلها جلس معها: ليتحدث بهدوء .
عز : حضرتك مدام هالة والده هابسي وهمس محمد المالكي
هالة بقلق : ايوة انا مالهم بناتى فى اية ؟
عز : الحقيقة انا اسف انى هبلغك خبر محزن ومؤسف
هالة بقلق : خير ياحضرة الظابط بناتى مالهم
عز قصى عليها ماحدث مع همس وايضا هابسي التى غائبه عن الوعي ولا تشعر بالواقع والجده التى تصارع انفاسها الاخيرة .
شعر هالة بالحزن الشديد على ما مر ببناتها ، بعد ان رحلت عنهم ، وتوجهت إلى المشفي لتودع ابنتها، قبل أن تذهب لمثواها الاخيرة .

ذهبت هالة لتودع ابنتها همس وبكت كثيرا على فراقها و فقدانها وودعتها الوداع الأخير وبعد أن صرح لها بالدفن تم دفن همس بعد التشريح وعمل تقرير طبي لاثبات حالة الاغتصاب والتحقيق مازال مستمر وهابسي مازالت على وضغها والصدمة فوق احتمال أى بشر .
بعد دفن همس ذهبت والدتها إلى هابسي ليتطمئن عليها .
. . . . .
داخل غرفة هابسي بالمشفى..

جلست هالة بجانب ابنتها استيقظت هابسي وفوجئت بوجود والدتها وظلت تصرخ بها بانهيار: ودموع مثل الشلال تتساقط من عيناها بحرقه وانكسار .
هابسي بانهيار: برة مش عايزة اشوفك جايا لية عايزة اية همس راحت عارفة يعنى اية ما عدتش موجودة فى حياتي ، انتى السبب ابعدى عنى اخرجى برة انتى السبب ف كل حاجة بتحصلنا ، مش عايزة اشوفك ولا اعرفك انا امى ماتت لم جابت راجل غريب يعيش مع بناتها انا بكرهك فاهمة بكرهك ومش عايزة اشوفك تانى ، ابعدي عني بقي ، حرام عليكي اخرجي من حياتي .
دلف دكتور عصام على حالة الاهيسترية التى تتعرض لها هابسي وصوت صراخها القوي الذي هز ارجاء المشفي، واسرع إليها ليهدئها .
عصام : اتفضلى برةحضرتك مش شايفة حالتها كدة غلط عليها
ترك هالة الغرفة والدموع فى عينيها على ماتوصلت إليها ابنتها انها ترفض وجودها .
عصام خلاص خرجت ممكن تهدي: هى خرجت خلاص ، ارتاحي انتي دلوقتي واعطاها حقنة منوم وذهبت فى عالم آخر خلال ثواني ، فاصبحت مغيبه عن واقعها . .
كان عز يذهب باستمرار ليطمئن على هابسي وجدتها فهو يشعر بالمسئوليه اتجاههم ، ويحاول أن يقوى هابسي ويظل جانبها .
. . . . .
فى مكتب دكتور عصام
طرق عز الباب وبعد أن إذن له بالدخول
عز : ازيك ياعصام
عصام : اهلا يا عز تعالي
جلس عز بالمقعد المقابل له ثم قال بتسال : فى جديد عن حاله هابسي او جدتها
عصام : للاسف حاله هابسي انهارت اول لم شافت والدتها وكمان جدتها لسة فى الغيبوبة والله اعلم يمكن محتاجة وجود حد من احفادها يخرجها من الغيبوبة دى حاول تتكلم مع هابسي هى دلوقتى هتفوق
عز : طب ربنا يستر ومش تنهار
عصام : لا هتكون هادية لازم تخرج من حالتها دى وتتعالج نفسى لازم تعدى الأزمة دى
عز : هروح اشوفها
دلف عز غرفتها وجدها مازالت نائمة مثل الملاك الحزين وملامح الحزن والألم مطبوعه على وجهها ، وظل عز يتحدث معاها
عز : لازم تفوقي وتعدى من المحنة دى لازم تفضلي جنب جدتك هى محتجالك لازم تقويها وتخرجيها من حزنها لازم تقوي يا هابسي وتمد جدتك كمان بالقوة
فجأة فتحت عيناها بوهن : عندما سمعت لحديثه
هابسي باستغراب: انت
عز بابتسامة: سلامتك عاملة اية
هابسي : هى تيتة فين
عز : هنا فى العناية تحبى تروحى تشوفيها
انتفضت هابسي من الفراش بفزع: ايه ليه هى مالها
عز : براحة بس اهدى هى تعبت لم عرفت إللى حصل مع همس وانتى كنتى فى حالة صدمة
هابسي : هو انا هنا من امته
عز : من أسبوع
هابسي بدموع: وهمس
عز : والدتك عملت الاجراءت ودفنتها
هابسي : ليه
عز : انتى كنتى تعبانة وجدتك فى غيبوبة نعمل اية بلغنا والدتك
هابسي خلاص عايزة اشوف تيته وعايزة اعرف اختى ماتت ازاى
عز : طيب روحي اطمني على جدتك الاول وبعدين نتكلم
ذهبت هابسي إلى جدتها لتستمد منها القوة حتى اذا كانت الجده فى غيبوبه فهى القوة بالنسبه اليها.
دخلت هابسي إلى غرفة العناية المركزة بعد ان ارتدت ملابس خاصه بالتعقيم .
اقتربت من الفراش وظلت تحدث جدتها .

. .
هابسي: تيته اوعى انتى كمان تسبيني مش كفايا همس سبتنا ارجوكى اوعى تستلمي انا عارفة انك حاسه بيه وهتفوقى عشانى خليكي جنبي ياتيته انا مقدرش اعيش من غيرك انا عايشة عشان انتى كمان موجودة كفايا عليا بعد همس ياتيتة وظلت هابسي بجوار جدتها وتناجى الله عز وجل أن يرد إليها جدتها ولا تفقدها.
دلفت الممرضة : كفايا كدة لازم ترتاحى دلوقت انتى تعبانة
هابسي: حاضر
القت نظر اخيره علي جدتها قبل ان تغادر الغرفه : تيته هرجعلك تانى
. .
غادرت العنايه لتجد عز فى انتظارها .
اقتربت منه تتسأل بحزن : ممكن اعرف اختى حصلها ايةو ماتت ازاي ؟
هز راسه بتفهم ثم قال : اوكية تعالى معايا مكتب دكتور عصام وهو كمان هيفهك . .

سارت جانبه بصمت الي ان طرق عز باب مكتبه ودلف لداخل وهابسي خلفه .

كان الطبيب جالس خلف مكتبه ثم سمح له بالدخول ..


هتف عصام مرحبا وهو ينظر لهابسي : اهلا انتى كويسة دلوقتي
همست بحزن : الحمدلله ممكن تقولى همس ماتت ازاى هى ماكنش عندها اى مرض
عصام باسف : قصى عليها حقيقة اغتصاب توامها ونزفها حتى فقدت حياتها :
هابسي بدموع : اية هى اتعرضت لدة كله ازاي
عز : اهدى التحقيق شغال وهنحاول نجيب حقها
نظرت له بانفعال : ازاى هتجيب حقها ازاى مسكت حاجه لحد دلوقتى عملت اية ياحضرة الظابط:
عز باسف: لسة مافيش اى دليل
هتفت بثقه : انا هجيب حق اختى ومش هسيبة مهما كلفنى الأمر ثم غادرت المكتب وهى تتوعد للفاعل باشد انتقام ، وعادت إلى جدتها لتظل معها ، تحاول إنعاش ذاكرتها ، وظلت على هذا الحال لمده اسبوع اخر.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي