الفصل السادس عشر

روى بغرفتها مع رضوان يسترضيها أميمه اخذت هايدي لغرفتها كي تواسيها بعد ما شاهدته الايام السابقه من عناء وتعب نفسي وجسدي ..اصبح الجو رواق وهم بمفردهم ..باﻻاساس كانت شارده ..فالاحداث كانت سريعه وغريبه عليها ..
انتفضت بوقفتها بعد ان مال علي اذنها ..بغرور"سرحانه فيا..
استقامت بوقفتها ونفخت ضيقا منه"انا بعيده عنك ..ابعد من النجوم..
استدار حولها وهو يهتف بفحيح"متهيألك ..دانا اقربلك من شعرك "قال كلماته وهو ممسك به من الخلف ..

نزعته من يده بغضب بدأت تسير بغضب صوب غرفتها ..اعترضها بجسده"انا مش هصبر عليكي اكتر من كده..

رفعت راسها بشموخ "محدش قالك تصبر ..بكرة اتجوز ومتضطرش انك تصبر اصلا ..
احتقن وجهه واصر علي اسنانه ..رمشت بعينها عدة مرات ..جربت غضبه سابقا..وبالتأكيد لا تريد تجربته ثانيه ..مرت من جانبه بعجاله صوب غرفتها وصفقت الباب سريعاا ..قبل ان تتطور الأمور بينهم ..
ظل مكانه ينظر مكانها بالفراغ ..بحركه عنيفه غاضبه مسح علي رأسه بكفه ..ثم استدار وشرع بالذهاب لغرفته ..
... *************
يمر الوقت سريعا ..وتتبدل الفصول ..معلنه عن بدء الشتاء ..الجو ملبد بالغيوم والسماء مليئه بالسحب الرماديه ..يبدو انها ستمطر اليوم ..ستمطر علي قلوب المحبين لتزيدهم عشقا ..وتمطر علي قلوب الكارهين والحاقدين لتذيب احقادهم وغلهم ..وتجبر بخاطر الموجوعين وتطيب اوجاعهم ..ف كل اوجاع ومساوئ الصيف يمحوه مطر الشتااء..
"بمنزل يوسف"لا شك وان الفترة الماضيه كانت صعبه عليه وعلي أهل بيته ..ولكن دوام الحال من المحال ..حل مشاكل اختيه سريعا ..كيف لا يحلها وهو قبل ان يكون الأخ ..هو الأب والسند والحمايه ..نعم هو مستاء من اخته ..ولكن حان وقت الصفح لنبدأ معا من جديد ..لن يتركها بعد ماحدث بمفردها ستبقي تحت عينيه ..اما القريبه البعيده ..فهي تحتل قلبه وترتاح به ..لاتعلم بمدي عشقه ..هي رأت غضبه ..رأت جنونه ..وللأسف رأت انتقامه ..مهلا ياصغيرتي ..ف أنا الأن حللت مشاكلي وفرغت لكي ..لن تدوم الحرب بيننا طويلا لنحذف الراء من الحرب ونعيش الحب ..ولكن اولا ..فلنزيح هذا الكريه البغيض من طريقنا ..
خرج من غرفته ..مغلقا للباب باحكام ..ثم اخذ بغلق ازرار قميصه المفتوحه وهو يتوجه صوب غرفة شقيقته هايدي..قرع بابها عدة مرات دون رد .فتح الباب بخفه وجدها نائمه ..خبط علي كتفها بلطف ..فتحت عينيها بتثاقل ..انتفضت من مكانها بذعر فور رؤيته ..
"زفر ضيقا منها"قومي اغسلي وشك وانزليلي تحت..
لم ينتزر ردها تركها وسط ذهولها ..قامت فزعه من مكانها قاصده المرحاض لكي تغتسل وتقابله بالاسفل ..
دقائق بسيطه وكانت امامه ..يجلس هو ببرود ممسك بكوب الشاي خاصته ..ارتشف منه ثم هتف بجمود"اقعدي.
جلست بجواره منكسه راسها بخجل وخوف ..
يوسف:اعتدل بجسده لها ..طال بنظره لها كثيرا ..ثم تنهد طويلا "انتي عارفه انتي مش اختي الصغيره ..عمري ماعاملتك ع انك اختي الصغيرة ..كنت بعتبرك بنتي ..ويوم ماجيتي تكافئيني قطمتي ضهري..
انهمرت في البكاء كلامه يجرحها ويهينها ..
زفررضيقا ثم هدر"من هنا ورايح انا اللي هاخد بالي منك ومن خروجك ورجوعك وكمان لبسك ..
رفعت بصرها اليه راجيه"سامحني يايوسف
اشاح ببصره عنها "مش لدرجه اني اسامحك دلوقتي .السماح هيجي مع الوقت ..
10دقايق بالكتير وتكوني جاهزه عشان اوصلك للكليه واعملي حسابك ان هعينلك سواق بعربيه مخصوصه يوصلك ويجيبك ..
انفرجت اساريرها ..ف هي تعلم طيبه قلب اخيها ..هذا يعني انه سامحها نهضت من مكانها بفرحه ثم هتفت هي تركض ع الدرج ثواني واكون اودامك ..
هز رأسه بيأس من تصرفاتها "هتفضل هبله زي ماهي مش هتتغير.."
.............
في مبني كلية التجارة ..
أمير'بتساؤل"لسه وراكي محاضرات تانيه ..؟
سارة:تهز راسها نفيا"لا خلصت ..
أمير:طب اعملي حسابك هنتغدا سوا انهارده ..
سارة:لا مينفعش انهارده انا مستأذنتش من حد ..
أمير"وقد احتد صوته قليلا"انتي بتتهربي مني ليه ..
سارة"تنفي بتأكيد"لا وحيات ربنا ..بس فعلا مش هينفع غير لما استئذنهم في البيت ..
أمير "بنفاذ صبر"واخرتها!!
اكتفت بهز كتفها ولوت فمها دليل علي عدم المعرفه ..
أمير بغضب:انا هاجي اتكلم مع يوسف بكرة عن ميعاد كتب الكتاب وده اخر كلام ..خلاص..
تصاعدت انفاسها شيئا ف شيئا "هتفت بتوتر "طب اتكلم مع ابيه رضوان احسن ..
ضيق عينيه بتساؤل "اشمعني..
سارة:عادي يعني ..اصل يوسف مش هتعرف تتكلم معاه كلمتين علي بعض ..
امتعض وجهه وقال ..خلاص كلمي رضوان علشان اكلمه انهارده ..انا زهقت م الانتظار ..متروحيش ..استني هخلص السيكشن بسرعه واجي اوصلك..
...
أمسكت بهاتفها وضغطت عده مرات ثم رفعت الهاتف علي اذنها بتوجس ..لحظات وجائها صوت رضوان ..
ساره"برقه"الو ..
رضوان :ايه ده سارة بذات نفسها بتكلمني ...ثم أكمل بمرح"ياادي الهنا..
ضحكت سارة بعذوبه من طريقته ..ازيك يااأبيه..
رضوان:الحمدلله ياحبيبتي ..انتي عامله ايه؟!
ساره:الحمدلله..ثم تلجلجت قليلا .".اا..كنت عاوزه حضررتك في موضوع كده..
رضوان"بحزن مصطنع"يعني المكالمه دي مش عشاني ..انا قولت اكيد وراكي مصلحه..
هتفت بحرج"لا والله يا ابيه بس.
قاطعها بمداعبه خفيفه "بس اي بقي ..ما خلاص عرفتك علي حقيقتك..
قهقهت من قلبها علي حديثه "رضوان يعتبر من الشخصيات السهل دخولها الي القلب ..مرح خفيف الظل يتحمل المسؤوليه منذ صغره وايضا جذاب ف بالرغم من اتمامه السبع وثلاثون عاما الا انه مازال محتفظ بجسده المشدود "
تابع رضوان بمحبه"قولي ياحبيبتي..عايزه ايه"
تنحنحت بحرج ثم هتفت "أمير عايز يقابلك عشان يحدد كتب الكتاب..
رضوان"وقد ابدي ذهوله"يكلمني أنا ؟!ثم اردف"تمام ماشي هيجي امته؟!
حضرتك فاضي امته"قالتها بتهذيب"
بخفته المعهوده"حضرتي فاضي ف الوقت اللي تحبيه..انهارده بالليل لو عايزه..
تمام يا أبيه هخليه يجي يتكلم مع حضرتك "
ليفاجأها برده"يجيلي فين ..خليه يجي علي بيت عمك ..عشان اقعد معاه انا ويوسف !
انكمشت ملامحها عبوسا وتمتمت بخفوت"مينفعش حضرتك اللي تقابله بس!!
اجابها بتأكيد"لا طبعا ..ميصحش ياسو ..لازم يوسف يكون موجود قبلي ..متنسيش انك في بيته وتقريبا هو اللي مسؤول عنك!
تغيرت نبرتها حزنا"خلاص ماشي يا أبيه ..هعرفه !
لاحظ رضوان تبدل نبرتها ولكنه لم يهتم كثيرا ..
انهو الاتصال بسلام لحين لقائهم مساءا..
استندت بظهرها علي الحائط المجاور لها وضعت كتبها جانبا ارضا...أخذت تمسح بكفيها وجهها كله بحركات مستمرة .. كعادتها حين تشعر بالخوف والانقباض من أي شئ 'وضعت كفها علي قلبها وبخفه ضربت عليه وهي تردد"خير..خير..خيير"..
........
..في مكتب يوسف..
كان يجلس علي كرسيه امام مكتبه .يتمعن في الاوراق التي أمامه ..قرع الباب بلطف ..فاذن بالدخول ..كان صديقه أحمد الدالي..تفحصه يوسف قليلا باعين ضيقه ...
يوسف:خير..مالك قالب وشك ليه..
أحمد"بعد ان جلس مقابل ليوسف"تحدث بعبوس"جدي تعبان ..نفسي اشوفه ااوي..
يوسف"بلامبالاه"طب ماتشوفه..
وقد ضاق ذرعا بالفعل هتفه بانفعال'انت غبي يالا .منتا عارف ان العيله كلها مقطعاني من ساعه مااتجوزت انجي..
يوسف"ببرود"بسيطه "قولهم انك طلقتها ورمتها رميه الكلاب..
أحمد:وانت مفكرها سهله كده..اخباري كلها عندهم اول باول ..يعني أكيد عارفين اللي فيها..وهيشمتو فيا لو شافوني
يوسف "بتشفي"أحسن تستاهل"
تنفس احمد غضبا منه"انا غلطان اني جيتلك وكنت فاكرك هتحلهالي!!
رفع يوسف حاجبيه والتمعت عيناه بفكرة "طب واللي يحللك الليله دي!!
أحمد"دانا ابوسه من بوقه..
يوسف وقد امتعضت ملامحه "يع ..لا شكرا ياخويا بلا ارف..
حلك االوحيد انك تجوز واحده كويسه بنت ناس تبقي انت الراجل معاها واودامها . وهما اما يشوفو ان ابنهم بقي راجل مش دلدول الست ..الامور كلها هتتعدل..
أحمد"بنبرة حاده وهو يشير بسبابته تجاه صدره"انا مش راجل..
يوسف"ببرود"اه ..انت اودام انجي مكنتش راجل ..وعشان كده ركبتك ..
انتفض من مكانه والغضب يتطاير من عينه ..كور قبضته حتي ابيضت من غضبه ..ازاح الكرسي بقدمه ورمقه بملامح ناريه وخرج هو يسبه باقبح الالفاظ..
يوسف "وقد ارتفع حاجبيه بذهول وهتف ببروده المميت"هو ماله زعل ليه؟!
"لا ياشيخ زعل ليه ..يكونش عشان انت حلوف مثلا،!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي