الفصل الخامس

خدعنى بحبه
الحلقة الخامسة
.....................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

قفزت جميلة من الفرحة عندما قرئت أن كريم يحبها مثلما تحبه هى ولكنها ارتابت من طلبه للقاء .

فاحتارت فى أمرها ، هل تذهب للقاءه ام تنتظر حتى يدق الباب افضل بالحلال ؟

فكان هناك صراع بين العقل والقلب فمن سيكون له الغلبة .
ولكن للأسف نداء الشوق غلب عقلها واردت رؤيته لتنعم بصحبته ولكن شغلها ما ستقول لوالدته كى تخرج هذه المرة .
ففكرت كثيرا حتى قالت ......مفيش غير انى اقلها هروح لـ هدى أخفف عنها حزنها من بعد موت ابوها .

وانتظرت حتى جاء موعد اللقاء بلهفة فأسرعت إلى خزينة ملابسها وارتدت عبائتها السوداء التى تزيدها جمالا .
ثم نظرت لنفسها فى المرأة وطبعت قبلة لها على الهواء قائلة ....والله زى القمر يا بت يا جميلة حتى فى الاسود .
اه مش مصدقة نفسى انى رايحة اقابل كريم .

بس لازم أمسك نفسى شوية عشان الفرحة اللى ظاهرة على وشى دى واعمل نفسى زعلانة وانا بكلم ماما .
فرسمت على وجهها معالم الحزن ثم خرجت إلى والدتها .
جميلة.....بعد اذنك يا ماما ، هروح شوية لهدى ، زمنها هتموت يا عينى من الحزن على فراق ابوها .

والدة جميلة ...اه يا بنتى ، ده حالهم يصعب على الكافر .
شوفتها امبارح لما رحت أعزى ، كان حالها صعب اوى ، ربنا يهون عليها.

روحى يا بتى وطمنينى عليها بس متتاخريش يا جميلة .
وتعالى قبل مالمغرب تأذن .

فطبعت جميلة قبلة حانية على وجنتى والدتها قائلة . ..حاضر يا ماما ، اوعدك مش هتأخر .

ثم خرجت جميلة لـ تخطو خطواتها الاولى نحو المجهول
ببراءة وعفوية الفطرة .
فهل ستندم ؟
هذا ما سنعرفه لاحقا من خلال الاحداث .
...............
وعندما وصلت إلى مكان اللقاء عند شجرة التوت ،وجدت كريم فى انتظارها .

ولمعت عينيه فرحا عندما وجدها أمامه ، بعد أن كان يخشى من عدم استجابتها لطلبه .
فقام مسرعا لها قائلا بلهفة وشوق مصطنع ...... اخيرا جيتى يا جميلة.

متصوريش كنت خايف ازاى تكسفينى ومتجيش .
او تكونى مش حاسه بحبى ليكى ولا اللى هيموتنى صحيح انى فعلا مش فى دماغك خالص .

اخفضت جميلة رأسها خجلا ولكنها حاولت التماسك قليلا فقالت بخجل ..ازاى مجيش يا كريم .

مقدرش طبعا مطوعش قلبى ، اللى عايز يشوفك .
كريم بفرحة غامرة ...يعنى افهم من كلامك ده .

إنى فى قلبك يا جميلة زى ما انتِ فى قلبى وزيادة كمان .
فاومئت جميلة برأسها ..اى نعم .

فحدث نفسه كريم بمكر...لا دى البت شكلها وقعة وقعة يعنى ، ومش هتتعبنى خالص كده .

هنالك يا كوكو القمر ده كله وصحابك هيحسدوك عليها .
امال مهما مسمينى كريم محطم قلوب العذارى مش بالكلام بس بالفعل كمان .

كريم .....متصوريش انا سعيد قد ايه بكلامك ده .
أنتِ تعرفى انى بحبك من واحنا عيال صغيرين .

فضحكت جميلة فداعبها بقوله ...يا دين النبى ايه الضحكة الجميلة دى اللى نورتى بيها حياتى .
جميلة ..بس بقا يا كريم بكسف.

كريم ..لا تكسفى ايه ؟

انا اقرب واحد ليكى يا جميلة ، انتِ جزء منى يا قلبى .
جميلة...الله كلامك حلو اوى يا كريم .

بس انا كنت بزعل منك واحنا صغيرين ، عشان كنت بتغلس كتير وترمى الرملة على شعرى وامى تزعقلى .
فضحك كريم ...ياه أنتِ قلبك اسود كده ولسه فاكرة الحجات دى .

ده كان لعب عيال يا جميل ، وانا كنت قاصد بس الفت نظرك ليا بأى شكل ومكنتش عارف انى كده بزعلك.
جميلة ...لااااا مقدرش ازعل منك ابدا يا كريم .
كريم بحب ...قلب كريم والله .
ثم حاول الاقتراب منها بشدة ولمس يديها ثم ازداد اقترابه لعله يطفىء نار قلبه المشتعلة ويقبلها ولكنه تفاجىء به تبعد عنه بعد أن امتلكها الخجل ودب فى قلبها الخوف .

جميلة ...معلش انا اتأخرت قوى ،ولازم امشى دلوقتى .
كريم ..اتأخرتى ايه ، احنا مكملنتش عشر دقايق.
جميلة ...معلش عشان امى متستعوقنيش .

ثم ركضت أمامه هاربة من شوقه إليها لهذه الدرجة .
كريم ...مجنونة دى ولا ايه ؟
بس على مين ؟

هصبر عليها عشان هى حلوة اوى وتستاهل .
.....
جميلة محدثة نفسها فى الطريق...يا لهوى عليا وعلى اللى جبنى ، ده كريم طلع مش بيحبنى بس ،ده بيموت فيه .
يا خراشى على لمسة أيده ،دى خلتنى اموت والله .
لا بس انا لازم اتقل عليه شوية ،عشان ميفكرش انى وحدة كده ولا كده ، ولو عايزنى يجى يتقدملى .


ثم اسرعت جميلة إلى البيت وعندما رأتها والداتها قالت ...رجعتى بدرى طيب كويس يا قلبى.

وعاملة ايه خالتك ام عمر وهدى وسلمتيلى عليهم .
جميلة بتلعثم ..اه اه كويسين .

ثم اسرعت الى غرفتها .

والدة جميلة ...هى مالها البت كده مش على بعضها خالص وجريت على أوضتها كده من غير متكلم معايا .
.....
ولجت جميلة الى غرفتها وأخذت تجوبها يمينا ويسارا بفرحة وتارة تقبل يدها التى لمسها كريم .

جميلة...يااااه على احساس الحب ، اه مكنتش اعرف انه حلو اوى كده .
ربنا يخليك ليا يا كريم ويعجل بفرحتنا مع بعض يا اغلى ما عندى ، يا حبيب العمر .
.......
وفى اليوم التالى
ارادت وهدى التنفيس عن مصابها وحزنها الشديد فستاذنت والدتها لذهاب الى جميلة .
فاذنت لها .
ام عمر ...روحى يا بتى وخلى بالك من نفسك ومتتاخريش وسلمى على خالتك ام جميلة .
هدى..حاضر يا ست الكل .

ثم ذهبت مسرعة الى جميلة .
وطرقت الباب .

ام جميلة...يا جميلة يا بتى ، تعالى شوفى مين بيخبط .
جميلة ...حاضر يا ماما جاية اهو .

وعندما فتحت الباب وجدت هدى فجحظت عيناها وقالت بتلعثم ...هدى اهلا يا حبيبتى اتفضلى .

فولجت هدى ..حبيبتك ايه بس ، لو حبيبتك كنتى جيتى بصيتى عليا شوية وأنتِ عارفة انى زعلانة قد ايه على وفاة بابا الله يرحمه .

فتفاجئت هدى بأن وضعت جميلة يدها على فمها قائلة ...هششش ، بس ألا ماما تسمعك .

ولو سئلتك انى جيت عندكم امبارح قولى اه .
هدى باستغراب ...ايه ؟
ليه ؟؟
.....
فهل ستقص لها جميلة حكاية حبها مع كريم ام ستخفى عليها الأمر .
وماذا سيحدث لها مع كريم ؟
هذا ما سنعلمه من خلال الحلقات القادمة بإذن الله
شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي