طريق سارة المختصر

Sanyrena`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-25ضع على الرف
  • 62.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

"مقدمة "

(الجزء الثاني من عثرات سارة)

لم يكن الحب شيء خاطئ كما وصفت سارة و لكن الطريق الذي أتبعته من حب و أرتباط كان خاطئ و مثير للجدل بمجتمعات  لاتتقبل هذه الأشياء .

سلكت كل طريق فظ و خاطئ و شاذ بدايةً للتسلية و رافقت رفاق سوء في مدرستها و بالحي و بعدها قد راق لها الأمر ، و لم تعد تستطيع العودة إلى مسارها الصحيح فليس هناك من يهتم بالأصل .

لم يوجد لها أمٌ ناصحة أو قريبة للقلب ، كانت أمها قاسية و بعد آخر موقف حصل معها قد قاطعها أبيها و لم يعد يتواصل معها على الإطلاق بعد ما أفشى عمها له كل أفعالها .

في كل مرة تحاول بها إنقاذ نفسها و الأبتعاد عن الحب و عن هذا الشخص الذي أحبته ، قلبها يعود إليه و لم يهوى غيره ، فقد أرادته بشدة ، و لكنه شخص غير مسؤول و غير مبالي أيضاً و تعلق بفتاة صغيرة و قد لا يكون حباً مايكمنه لها قد يكون أستغلال لها كما وصفته أمها لاحقاً .

كان حضها سيء بالحب و بأختيار الحبيب ، و لكن القلب و مايهوى ، و لكن الجميع يحاربها من أجل أن تتركه و نحن لدينا مقولة متعارف عليها بأنه " كل ممنوع مرغوب "

فبكل مرة يبعدونها عنه إجباراً تتمسك به أكثر كما لو أنه الملاذ الأخير للخلاص من حياتها البائسة معهم .

تضن بزواجها منه ستعيش بسعادة أبدية و لكن من يدري
لم توحي أخلاقه الطائشة بذلك الوقت بأنه شخص يوفي بوعده و يحافظ على العهد ، لذا كانت يجب أن تفهم بأن القدر يحاول يبعدها عنه بشتى الطرق و لكن لم تفهم هذا الشيء إلا متأخراً بعد معاناة طويلة الأمد من تعذيب للروح من فراق و ألم و حسرة و شوق ، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من مسار حياتها وتختار طريقها المختصر الصحيح .

فأنا لا أعلم لما الفتيات يعتقدن بأن الزواج هو المفر و الطريق الأقصر للتخلص من معاناة أهلهن ، عزيزتي إن لم تحضي بأهل جيدين هذا لايعني إن رميتي بنفسك عند أول شخص أحببته ستعيشين بمنتهى السعادة .

أحرصي على أن تستندي على عمودكِ الفقري و تتكأي على يديكِ فقط ، و أختاري طريق يناسب قناعاتك و طموحاتكِ و ليس رجل يأمركِ طوال الليل و النهار .

كَوّني نفسك و كُوني طموحة و قدسي نفسك فأنتِ لستِ شيء سهل أنت معجزة من الصبر و التحملات بجسدك و قلبك وكيانكِ ورحمك التي تتحملين فيه طفل تسع شهور و يُخلق ضمن أحشائك .

عليكِ أن تعرفي بأنكِ أعظم شيء قد خلقه الله فأصبري على قدركِ و أنتظري القدر متى سينير لك الطريق ، لا تكوني عنيدة ، فمعاندة القدر لن تجدي نفعاً ، و الدموع الكثيرة لن تزيل شيء سوى أرهاق روحك ، كوني أنت ، و مَثلي نفسكِ بمجتمعكِ و أفرضي نفسكِ عليه بالطريقة الملائمة .

و إياكِ و السير عكس التيار ، سيري معه و ستستدلين على الطريق حتماً .

أرجو أن يتعلم أحدكم شيء مما عانته سارة ، أختصروا الطريق على أنفسكم كي لاتعيشوا مثل ماعاشت وعانت .

الفصل الأول :

(نشر الإشاعات )

كنت أبكي بغرفتي و ودت لو أضم كل شيء فيها فقد أصبحت للحظة هي المؤنس الوحيد و الصديق القريب و الملجأ الذي أحادث به نفسي و تنزل دموعي و لا أظهرها لأحد ، فقد كانت لدي خصوصية على الأقل خزانة لوحدي وسرير وطاولة و كرسي و مرآة ، فأكثر شيء أفتقدته هو مرآتي الملتصقة بالحائط ، كانت أكثر الأشياء التي كنت أتحدث معها و أخبرها بأدق تفصيل أمر فيه .

بتول : لا أعلم كيف أستطيع مساندتك ، أخبريني الآن أي شيء أرجوكِ .

سارة : أنا حقاً أفكر و أفتقد كل شيء منذ هذه اللحظة ، و لا أعلم ماذا أفعل كي يرحمني .

بتول : لاتحزني ، أينما ذهبتي سنأتي لزيارتك .

حينها أنهمرت دموع سارة بشدة مع صوت نهدات متقطعة .

سارة : ستزوروني ؟ آه و كنت أتمنى أن أعيش معكم و تتغير حياتي ، كنت أضن بأنني أصبحت أسعد أنسانة بالحياة .

ضحى : أرجوكِ يكفي فقد قطعتِ قلبي ، لا أضن بأنه سيأخذك لمكان بعيد .

سارة : هذا إن جعلني أبقى على قيد الحياة ، سجلي عندكِ رقم ماجد و أخبريه بما حدث أرجوكِ .

بتول : و أنت بهذه الحال تفكرين بهِ ؟ و هو من سبب لك كل هذا الدمار .

ضحى : أتعلمين ياسارة ، قد يريد الله أن يبعدك عنه .

سارة : لا ليس صحيح فهو الوحيد الذي وقف بجانبي في حين تكالبوا علي أهلي و أعمامي  قد يكون طائش قليلاً و لكنه الوحيد الذي أحبني من قلبه و يحاول الحصول علي ، و لو قبلت أمي لتخلصت من هذا العناء .

بتول : حسناً ياعزيزتي لاعليكِ.

حينها انفتح الباب بقوة و ضُرب بالحائط الذي خلفه
و قفت سارة على قدميها من هول الضربة فهي لا تعرف ماذا سينتظرها .

بقيت في غرفتها و تضم بتول من خوفها ، و تحاول إيجاد شخص منقذ أو ملجأ للهروب و لكن لا مفر .

أيمن : أين أنت يا غبية ؟

سارة : أنا هنا ياعمي .

أيمن : لا تقولي عمي ، هيا أمشي أمامي بسرعة  و أنتِ أيتها الأم الفاشلة ، سنتحدث فيما بعد ، بعدما أجد حلاً لأبنتك الشاذة و الرخيصة ، و لكنك أرخص منها لأنه ليس بلسانك كلمة جميلة سوى الغلط و العجرفة و التكبر ،هل تعتقدين هذا سلاحك ؟ أنتظري و سترين ماذا سيحصل .

لم تستطع سلمى التفوه بأي كلمة و كانت تنظر بخذلان و أنكسار فهي تتعرض للشتائم من سلفها و لازوج حولها ليحميها من ألسنتهم المتسلطة .

كانت سارة تنظر لأمها و لأخوتها بنظرة أنكسار و خجل و هي تتأمل المكان و تودع بنظراتها كل شيء و حتى بنات خالها التي نَظرت إليهن بحسرة ، كانا واقفتان عند باب غرفتها و الدموع تملئ عيونهن كما لو أن سارة ذاهبة بلا عودة .

أخرج عمها حقائبها إلى السيارة و من ثم خرجت و هي تتأمل الحي و بيت ماجد و تمنت لو كان موجود لتراه لأخر مرة و لكن لم يكن هناك أحد مع الأسف ، صعدت إلى السيارة من الخلف و أخذها عمها إلى منزله الذي يبعد عن منزل أهلها في السيارة ساعة .

دخلت إلى منزل عمها و دموعها تتناثر على وجنتيها  و قلبها يحترق ، أستقبلتها زوجة عمها فرح و شعرت بالخوف عندما رأت سارة بمنظر مخزٍ ، بشعرها المتناثر و دموعها التي خالطها الكحل و الذي يسيل إلى وجهها .

فرح : مابكِ يا عزيزتي ؟ ماذا حصل ؟

دخل أيمن بعدها و هو غاضب و يعقد عاجبيه .

أيمن : هذه الحقيرة إن رأيتها تمسك هاتف أو تفتح باب أو تخرج منه سأرميك أنت أيضاً ، هل فهمتي ؟

فرح : حسناً فهمت .

أيمن : هيا أبقي الآن في هذه الغرفة لحين عودتي و لاتخرجي منها .

بدأت سارة تسير بخطوات متباطئة يملئها اليأس و لكن كان كل همها كيف تهرب و تتخلص من عمها .

لم يكن عمها سيء الطباع أبداً و لكن مافعلته سارة من عناد و تكبير رأس و إصرار على بقائها بمرافقة شخص سيء و الكل ينظر له نظرة سوء جعله ينغاظ منها و يكرهها في البداية .

بعد إن دخلت سارة قام عمها بقفل باب الغرفة بالمفتاح .

فرح: لما قفلته ؟

أيمن : لأنها قد تهرب أبنتنا ، أبنة الشوراع .

فرح : و لكن إن جاعت أو حصل لها مكروه كيف سأفتح الغرفة .

أيمن : دعيها ، فأنا أريدها أن تموت .

فرح : أرجوك لا تكن قاسي لهذا الحد .

أيمن : أصمتي أنتِ و لاتتدخلي بشيء لايعنيكي .

أستدار أيمن و عاد أدراجه لبيت الجدة ليتناقش الأمر مع أخواته البنات الكبار المتزوجات و يستشيرهن بالأمر .

دخلت سارة الغرفة و هي تتأمل المكان حولها و كيف ستعيش بكبت طيلة عمرها مع عم حاكم و شديد و لايقبل الخطأ .

كانت الغرفة صغيرة و بها خزانة من أربع أبواب و كانت لكل أفراد العائلة و سرير كبير واحد و لايوجد غيره في المنزل  فهي غرفة عمها و زوجته .

شعرت كما لو أنه قام بحبسها بسجن حقيقي و ليس منزله ،فمنزلها بالنسبة لهذا جنة ، و لكن هو يعرف مايفعله ،فهو يريدها أن تحس بالنعمة التي تتواجد عندها بسبب أمدادات والدها المتغرب ،فرغم بعده إلا أنهم يعيشون برفاهية و ببيت جميل الكثير يتمنون الحصول عليه .

استلقت على السرير على جنبها الأيمن وضمت قدميها لبعضهما و أمسكت بهما من ركبتيها لتتكور على نفسها كالطفل .

لم تفراق الدموع عيونها في ذلك اليوم و هي تفكر بأمها و أخوتها و حبيبها التي قد تخسره و بيت خالها التي عاشت معهم كأميرة و تمنت لو أنها لم تأتي إلى هنا حتى زيارة .

هي لم ترى أن كل هذا من ترتيب القدر ، فهو الوحيد الذي يحاول أبعادها عن ماجد ومن حولها كانوا أسباب لذلك فقط .

قاطع طيف أفكارها و تخيلها لما يحصل صوت زوجة عمها (فرح)

فرح : سارة أنت بخير ؟ هل تسمعينني؟

سارة : هل رأيت مايفعلونه بي؟

فرح : أنت تعلمين بأن عمك لا يقبل أمور كهذه ، كما أنه نبهك في السابق و كان عليك أن تكوني أكثر حكمة و لاتتبعي شب كهذا لعوب و غير خلوق .

سارة بنبرة صوت حادة : لااا ، أنه ليس كذلك ، أنت لاتعرفيه ، هو شخص جيد ، لما لا تصدقونني ؟

فرح : حسناً ،كما تشاءين .

لم ترغب فرح التدخل أكثر و بالأخص أنها حاولت مع سارة و لكن دون جدوى ، فقد كانت أنسانة خلوقة و طيبة و بسيطة و لكنها مهملة بعض الشيء بترتيب بيتها و أولادها .

كان لديها بنتين إحداهما بعمر السابعة و هي الكبيرة و الآخرى السادسة و لديها أربعة أولاد أصغر منهن  لم يكن فارق بالعمر بين كل واحد منهما سوى سنة ، لم أعلم لما أنجاب أطفال بهذا العدد و فوق بعضهم ، حقاً كنت أتعجب ، الأمر ليس ممتع ، لأنهم عذاب و تعب و إرهاق للأم فقط و يحتاجون لشخص يركض خلفهم طوال الوقت ، و بجلوسي عندهم كنت ذلك الشخص .

كان منزلهم كبير بعض الشيء و لكن ليس منظم تشعر بأنك ضمن سوق للبالة فكانت الغرف تعيث بالثياب لان الأطفال كانوا يرمونها بعد كل ترتيب ، لذا لم يكن هناك غرفة مرتبة بسببهم .

عندما تدخل ألى المنزل ستجد ممرر طويل يؤدي إلى صالون كبير طوله تسعة أمتار و عرض خمسة و على يسار الممر تركن غرفتين الأولى متوسطة للضيوف و الأخرى غرفة نومهم و بضمن الصالون تركن غرفة أخرى صغيرة يعيث فيها الفِراش و الثياب و الأغراض المبعثرة و كانت هي الغرفة التي أنام بها مع أولادهم طيلة السنتين من جلوسي معهم .

كان عمي في الفترة الأولى قاسي جداً معي و يعاملني معاملة كره و قسوة و كنت أرتجف خوفاً كلما نادى بأسمي لدرجة أنني أصبحت أكره أسمي و طريقة لفظه .

جعل مني خادمة له و لأولاده و مساعدة لزوجته في أمور المنزل  من تنظيف و ترتيب و طبخ و أيضاً تحمل مسؤولية الأولاد و التنظيف ورائهم بعد كل كركبة يقومون بها .

عشت سنتين لا أحسد عليها ،و لكن بسبب هذه الحياة جعلني أشعر بقيمة ما كنت أملك و كيف كنت أعيش مع أمي و أخوتي و شعرت بقيمة منزلنا و ترتيبه و تصاميمه و فخامة أغراضه المريحة لسبل الحياة و حتى غرفتي أستفقدتها و تحسرت كثيراً على فقدانها .

فأنا لم أخسر البشر فقط بل خسرات جميع أشيائي المعنوية و المادية التي كنت أملكها في السابق .

مُنع مني الهاتف و قطع الهاتف الأرضي من المنزل كي لا أستخدمه و لم يكن هناك وسيلة للتسيلة سوى التلفاز ، و كلما نظرت إليه تذكرت سهراتي مع ضحى و بتول و كمية الضحك و السعادة التي كانت تغمرنا .

في الحقيقة في بداية الأمر أسودت الحياة بعيناي أكثر حيث أنني لست معتادة على حياة البساطة هذه ، قد مضيت أشهر أبكي على سريري الذي أفتقدته و حتى على وسادتي التي كنت أحتضنها في نومي و ألعابي و مرآتي .

كما أنني مُنعت من لبس القصير و من وضع المساحيق التجميلية ،لذا طلب مني رميها في القمامة .

عند أيمن الذي ذهب إلى بيت جدتي .

دخل منزلهم و هو ينفث ناراً .

أيمن : أرأيتِ ماذا فعلوا بي زوجة أبنك و ابنتها ؟ فقد جعلوا رأسي بالأرض .

الجدة : إهدأ يابني و أجعلني أفهم ماذا فعلوا هذه المرة ؟

أيمن : أخ ياأمي هذه المرة لاتناسب أخي فهي لاتعرف كيف تربي أولادها ، فمازال الكبيرة شاذة كيف سيكونون البقية ؟ لو تعرفين ماذا قالت أم مي عنها .

الجدة : هل هذه صاحبة الدكان الصغير في أول الحي ؟

أيمن : أجل ، فقد فضحتنا و كل  ما مر عليه أحد تحدثه عن أبنة أبنك عديمة التربية و كيف تخرج كل يوم مع حبيبها الأزعر و اللعوب ، فلم يعجبها غير هذا الشاذ تلتصق به .

الجدة : أين هي الآن ؟ أنا سأتحدث معها .

أيمن : لن ينفع الكلام معهن ، و أنا أخذت سارة إلى منزلي ، و سأرى كيف لا تستقيم ، سأجعلها تسير بالطريق الصحيح رغماً عنها و إن لم يعجبها فسأقتلها و لن يعرف عنها أحد .

الجدة : لا ياولدي أرجوك ،أنت لست بهذا السوء ،أصبر عليها بني و ربيها أنت و سوف تكسب ثواب بها فهي صغيرة و مراهقة و لاتعرف مصلحتها .

أيمن و هو يتنهد : حسناً سأحاول ، أين هن زهرة و مها فقد أتصلت بهن ليأتين ؟

حينها طُرق الباب و كانا إخواته المتزوجات أتين من بيوتهن التي لاتبعد الكثير عن بيت الجدة بعد أن اتصل بهن أيمن .

زهرة : صباح الخير جميعاً ، مابكم فقد شغلتم بالي ؟

الجدة : صباح النور ، تفضلوا .

مها : صباح الخير أمي كيف حالكِ ؟ كيف حالك أخي ؟

أيمن : آه عن أي صباح تتحدثان و أي خير و مازالت أبنة أخيكم ترافق كل يوم أزعر جديد .

زهرة : ماذا حصل ألم توعدك من قبل بأنها تركت هذه الأمور ؟

أيمن : من لديها أم كأمها فاشلة كيف ستتعظ و تخاف و تمشي صح ؟

مها: أرجوك أخي تريث و دعك من أمها ، فأنا لا أضنها راضية عن تصرفات أبنتها ، و لكنها لم تستطيع أن تتحكم بها بطريقة صحيحة .

أيمن : لا ، لم ننتهي من قصة غرامها و بقيت سراً بيننا بل أصبحت علناً الآن و كل من في الحي و كل من يعرفنا أصبح يعرف بالأمر ، و الذي لم يعرف سيعرف حتماً ، يال الفضيحة .

زهرة : هون عن نفسك أخي ، دعهم يتحدثون ، ولو تحدثوا أمامك أسكتهم بطريقتك فلا يحق لأحد التدخل ، وبالنسبة لسارة حاول أن تجعلها تتعض و لك أجر و ثواب و لكن لا تُرهبها فهي تخاف منك كثيرة ،و إن شددت كثيراً عليها قد تفكر بالهرب .

أيمن: لا يكفيها الفضائح تريد أن تهرب أيضاً ، دعيها تهرب و سترون مالذي سيحصل .

مها : لا أخي ليس بهذا الشكل تُحل الأمور .

أيمن : دعكم منها فأنا أعرف كيف سأربيها .

الجدة : الله يرضى عليك ياولدي كن صبوراً عليها ، فالشباب بهذا العمر تربيتهم صعبة و تحتاج لرجل يحكم ، و أمها ليس لديها رجل بجانبها لتقدر عليها ، لذا لا تفتعل مشاكل لأمها مع أخوك أرجوك.

أيمن : حسناً يا أمي كما تريدين ، سأسكت عن هذا الأمر هذه المرة .

طالت حواراتهم فيما بينهم للمساء كما لو أنها قضية عامة و لكن عائلة سارة و أعمامها يهتمون بهذه القضايا و أي فتاة ترافق شب و حتى إن كان صديق فهي شاذة و تحتاج لتربية فقد كان يُصعب تغيير عقولهم .

عند سلمى *

التي مضت يومها و هي تبكي و تشد رأسها من شدة صداعه و تضن أنها ستتطلق من زوجها الآن حتماً ، فبصعوبة سامحوها المرة الماضية و لكن هذه المرة تيقنت بأنها لن تبقى ، و لم تفكر و لا لثانية بأبنتها أو بمصيرها .

وطلبت من بنات أخوها أن يذهبوا لمنزلهم كي لا يقلق والدهم و يأتي إلى هنا و يسأل عن سارة و قد تحدث مشاكل بينه و بين عمها و طلبت منهما بألا يتحدثوا بالأمر لأحد ، و قد ذهبا بعد إن ذهبت سارة مع عمها .

كانت سلمى تجلس على الكنبة و تربع قدميها عليها و تضع إحدى يديها على خدها و جالسة و هي تهز بجسدها ذهاباً و إياباً  من شدة توترها .

و كانت دموعها تسيل و تتمتم .

سلمى : لا أعلم مالذي فعلته كي أُعاقب هكذا ، و لا أعلم بماذا قصرت مع هذه الفتاة لكي تجعلني أضحكوة للجميع و ملجأ للتوبيخ و الأستهزاء ، فلو كان لدي رجل لما تجرأ أحد على قرع بابي بهذا الشكل حتى ، و لا الصراخ في وجهي ، أه كل هذا بسبب بعد والدها و كل مشاكلنا أيضاً ،فلو كان معنا لكانت حياتنا أفضل ، فالمال ليس كل شيء ،فهو يستطيع أن يعمل هنا و بشيء يعطينا لقمة العيش فقط و هذا مانحتاجه ، و لكنني تعبت من أقناعه و لن أتوسل به أكثر بعد كل ماجرى علينا و كيف فُضحنا من إمرأة عديمة أخلاق أيضاً .

عند بتول و ضحى *

اللواتي دخلن منزلهن بعيون متورمة من الدموع و وجوه كئيبة و يجرّن خطواتهن ببطء و أفكار و مشاعر كثيرة تدور الآن في رؤوسهن و مالذي سيحصل لسارة .

منار : أهلاً يابناتي و حبيبات قلبي .

بتول : أهلاً أمي .

ضحى : كيف حالك ؟

منار : مابكما ؟ قولا بسرعة ، لما حالتكم يرثى لها ؟ و أين سارة ؟

بتول : أرجوكِ أمي نتحدث فيما بعد لأن رأسي تُقرع فيه الطبول الآن من الألم ، و سارة عند عمها لم يقبل أن تأتي معنا و لكن لا تُخبري أبي بشيء إلا بعدما أشرح لك الأمر .

كانت ضحى قد دخلت الغرفة واستلقت على سريرها قبل أن تتحدث بتول .

منار : حسناً حبيبتي أذهبي و أرتاحي ، المهم أنكم بخير

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي