الفصل الرابع

و هنا بدأ ذراعه تلتئم بسرعه غريبة و لكن الفجر قد أوشك فساعدته ناردين و أجلسته علي الأرض و هي تسمع صوت أصدقائه ينادون عليه بصوت عالي قائلين
فريد . أيمن : مخلص أين أنت هل تسمعنا و في يديهم كشافات كبيرة و معهم دليل لهذه المنطقة
فأبتعدت عنه ولكنه برغم أنه متعب من معركته مع الذئب أمسك بيدها قائلا لها هشوفك تاني أوعديني صحيح ما هو  أسمك
ناردين : أترك يدي يا مخلص
أستغرب مخلص لمعرفتها أسمه و لكنه قال لها لن أتركك الا أذا وعدتيني أن أراكي مرة أخري و الا لن أفلتك من يدي و ما أسمك أخبريني الأن
ناردين : أتركني و أعدك أني ساراك الشهر القادم في نفس الميعاد
و أسمي و نظرت لأعلي فرأت أول شعاع نزل من الشمس قد أقترب من الأرض فقالت بسرعة أسمي ناردين و أفلتت من يده و في لحظات أختفت من أمامه و هي تضع عباءتها الحمراء الكبيرة علي كتفيها  و سمع هو صوت فريد و أيمن و بمجرد أن التفت لم يجدها
فنادي علي أصدقائه و أتو اليه و حكي لهم ما حدث فأمسك أيمن ذراعه يتفحصه فلم يجد أي علامات أطلاقا و كأن شئ لم يكن
فريد : أكيد أنت كنت بيتهيأ لك تعالي أسند علينا أكيد وقعت و حصلك تهيأت و ساعداه ليقف و بالفعل و قف مخلص و كأنه لم يحدث له شئ بل أصبح أكثر من السابق
و عندما مشوا جميعا جري هو بسرعة غريبة و سبقهم هم الأثنين و لم يستطيع فريد أن يسبقه كا السابق و شعر مخلص لأول مرة بالثقة الزائدة في نفسه و ذهب الي المخيم أولا و عندما شاعده المرشد حاول أن يعاتبه فنظر اليه مخلص فلم يستطيع أن يتكلم
و صمت نهائي عن الكلام لاحظ الجميع اني تغير كبير في شخصية مخلص و هيئته ولكنهم لم يفكروا و حمدوا الله علي سلامته و عودته مرة أخري اليهم سالما و ليس به شئ
و في الصباح عند الساعة الثامنة أستيقظ الجميع و بدأوا يتهيأون لمغامرة جديدة في الجبل و تناولوا فطورهم.ثم ركبوا سيارات الدفع الرباعي مرة أخري منطلقين في المنطقة و لاحظ الجميع في هذا اليوم تغير مخلص
لقد أصبح مفعم بالطاقة و يبدوا ممشوق أكثر من السابق و يبدو سعيدا و أزداد وسامة عن السابق حتي لون بشرته أزداد رونق و بدأ يبدو أصغر من السابق و أصبح شبابا أكثر بكثير من اليوم السابق و أقترح أن يقيموا سباق و هو من كان يرفض هذه السباقات و يفضل أن يرتاح قليلا  بدلا من أشتراكوا فيها
و لكنه كان مفعم  بالطاقة و نظر اليهم قائلا
مخلص : نظر الي الجميع و قال ما رايكم في مسابقة جديدة و لأنه يعرف أن عبد الرحمن يحب المنافسة هو الدكتورة نيرة  زوجة أيمن كثيرا جدا فوجه اليهم سؤاله في خبث
نيرة : بسرعة و دون تردد موافقة
عبد الرحمن : و أنا أيضا موافق
مخلص : سنصعد الي هذا الجبل دون أي ملابس تسلق جبال
مشرف الرحلة  : لا يا مخلص هذا خطر لا يمكننا فعل هذا
فنظر اليه مخلص نظرة وسعت فيها عيناه نظرة أرعبته أكثر من خوفه علي وظيفته
فقال له علي العموم أنا بحذركم بس لكن  أنتم ناس كبار و عارفين بتعملوا إيه كويس

عبد الرحمن : ماشي يلا نشوف مين تاني أحنا عشرين واحد نشوف كام واحد هايتسابق معنا هنا و بدأ عبد الرحمن في الاخذ برأي الجميع و أشترك تسع أفراد و فريد و أيمن في عجب من تغير مخلص الي هذه الدرجة
و بالفعل أقيمت المسابقة و أنطلقت صافرة الحكم (المشرف) و بدأ الجميع في التسلق و فوجئ الجميع بسرعة مخلص و كأنه يعرف كيف يتسلق هذه الجبال بمهارة فائقة
و صعد بسرعة كبيرة حتي وصل أولا الي القمة
مخلص : أرايتم لماذا لم أشترك في المسابقات السابقة حتي لم أكسبها من قبل جميعا و ظل يقفز الي أعلي  وعاليا و يضحك علي كل من حوله الذين و صلوا متأخرين عنه كثيرا
و مرت الثلاث أيام مدة الرحلة كاملة
و عاد الجميع سالما الي بيته
و في اليوم التالي أستيقظ مخلص مبكرا أكثر من عادته فهو أصبح أكثر نشاطا و لا يحب أن ينام كثيرا مثل السابق
و أرتدي ملابسه بطريقة مختلفة ملفتة للنظر
و متناسقة و تبدو شبابية و مظهرها جذاب أكثر من السابق كثيرا و وضع عطر جذاب كانت أحضرته له أخته من الخارج
و ذهب الي البنك و أنطلق بسيارته  و توقف أمام البنك و دخل من الباب و هو مملوء بي الثقة في الذات عكس السابق تماما
و لاحظ الجميع هذا فقد أزداد أشراقا و ثقة في النفس تكاد تقترب من الغرور
و أصبح وسيم الي درجة كبيرة و لا يخشي أحد و لا يحمر وجهه مثل السابق و لا يتحمل النقاش الممل مثل السابق
و لاحظت دينا هذا منذ أول لقاء لهم بعد اتي من السفر و ازداد أعجابها به و هي التي كانت تطيقه بالكاد لتحصل منه علي النقود و تتحمله فقط من أجل المال و لأنه مد يرها المباشر لتستغل منصبه في العمل كثيرا و لكن مخلص بعد عودته تغير كثيرا و أصبح يلقي قبول أكثر بفضل شخصيته الجديدة
و أصبح يتجاهل دينا بعض الشئ عكس السابق بينهم و خاصة عندما قابلته في يوم فتجاهلها في العمل و بدأ يتعامل معها علي أنها مجرد موظفة عادية و لم يتلهف عليها كاعادته  فأنتظرت بعد عودتها من العمل و ذهبت اليه هي و طرقة الباب و فتح لها
دينا : مخلص وحشتني 
مخلص  : ينظر اليها بخبث و لئم فتحتضنه دينا بقوة
فيحضنها هو بيد واحدة بفتور المشاعر
و تدخل دينا الي الداخل و تنظر الي الشقة التي يجلس فيها مخلص قائلة
دينا : الن تنتهي من الأنتهاء من شقتك يا مخلص حتي نستطيع الزواج
يبتسم مخلص قائلا لها
مخلص : لاحظتي عدم تغير الشقة و عمل الديكور لها و لم تلاحظي أن كل جنيه معي تأخذيه يا دينا
دينا تذهل من الأجابة التي فاجئها بها مخلص
فتحاول تغير الموضوع
و تضع يدها علي رقبته قائلة له والله مخلص يا حبيبي أنا أحتاج لكثير من المال و أنت تعلم ذلك جيدا و وعدتني أنك ستعطيني ما أريد من أموال صحيح فيشعر مخلص برغبة ناحية أسلوبها الأنثوي هذا و يحملها بقوة و سرعة لا تستطيع التملص منه و يضعها علي السرير و بعدما ينتهي منها يقف و يفتح الباب و يشعل سيجارة قائلا لها أمشي يا د ينا  الأن لأني أنتظر أصحاب لي سيأتون الأن و لا أريدهم أن يعلموا حقيقة ما بيننا
و يعطيها ملابسها لترتديها بسرعة و ترتدي نلابسها بسرعة و هي تقول له أزاي أتغيرت هكذا لقد أصبحت أفضل بكثير يا مخلص  ما سرك يا حبيبي و تبتسم  ثم تكمل أريد الف جنيه لأدفع الايحار
مخلص : ليس معي نقود الأن و نظر اليها بغض قائلا لن أعطيك نقود مرة أخري
فتجهم وجه دينا قائلة له لماذا يا مخلصى
مخلص : لأني ساسافر الي المغرب قريبا و أدخر كل جنيه لأحصل علي رحلة لطالما حلمت بها
دينا تقترب بأسلوب أنثوي قائلة له
دينا : و أنا يا مخلص لايا مخلص لا تتركني
مخلص : أذا تعالي معي
دينا : و لكن الرحلة مكلفة و بعدين أن تعلم أني مطلقة و أذا سافرت معك
مخلص : بسيطة نتزوج و نسافر سويا
دينا  : نتزوج بدون أي ترتيبات و بعد ذلك تتركني وتسافر شهر بمفردك أو أستدين لأسافر معك الي المغرب في رحلة لا أحبها أطلاقا
مخلص : رأيتي يا دينا أنتي لا تحبيني أنتي تحبي ابتزازك لي ماديا فقط و أمسك بذراعها قائلا أنتي لم تحبيني أطلاقا و نظر اليها نظرة أحمرت فيها عينيها و أصبحت مثل الذئب
دينا : تنظر لذراعهاو مدي قوته عليها قائلة ذراعي يا مخلص ستكسره و نظر اليها و أفلتها
 
ق

ائلا لها أمشي يا دينا و حينما تأتي المرة القادمة سنتفق علي السعر أولا و أمسك حقيبة يدها و فتح الباب و دفعها خارج المنزل و أغلق الباب قائلا لنفسه و هو يشاهدها تمشي ببطئ أمامه قائلا عاهرة و تريد أن تضحك علي و تستنفذ أموالي و أبتسم أبتسامة صفراء قليلا و دخل و اغلق الباب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي