ذكريات مهشمة

EslamMagdy1995`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-23ضع على الرف
  • 21.9K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

فى احدى البنايات متوسطه الحال بمدينه الاسكندرية كانت تجلس تنتظره أن يمُر عليها ليذهبوا معا إلى العمل ، لم يُمضى وقتً طويل حتى صاح جرس الباب مُعلنً عن وصوله ، فاسرعت " أمنية " كى تفتح له الباب

صاحت " أمنية " معاتبة إياه على كل هذا التأخير رادفة بإعتراض :

" أيه يا سيف أتأخرت ليه كل ده ؟! "

أجابها " سيف" محاولا الأعتذار منها رادفا بتفسير :

" معلش يا حبيبتى والله غصب عنى الموصلات وحشه أوى النهاردة "

أضافت " أمنية " شاعرة بالإسئ عليه لانه كل يوم يمر عليها ليأخذها ويذهبوا إلى العمل وهذا يأخذ منه وقت ومجهود كبير جدا لتضيف بعتاب :

" منا قولتلك يا سيف انا اعرف اروح الشغل لوحدى ، مش لازم تعدى عليا كل يوم وبعدين نروح مع بعض ، كده أنت بتهدر وقت ومجهود كبير اوى يا حبيبى "

شعر " سيف " بالإنزعاج من حديثها التى لم تتوقف عن قوله كل يوم ليضيف بحده :

" لما ابقى اشتكيلك ابقى اتكلمى يا ستى ويله بقى عشان اتاخرنا على الشغل "

كادو أن يذهبوا إلى عملهم ولكن اوقفهم صوت والدتها " كريمة " قائلة بحب :

" أستنوا يا ولاد ، تعالوا افطروا قبل ما تنزلوا ، مش مشكله خمس دقايق تأخير كمان "

أجابها " سيف " بكثير من المحبة رادفا بمرح :

" معلش يا طنط عشان كده بجد هنترفد ، بكره ان شاء الله ابقى اجيلك بدرى وافطر معاكى "

أجابته " كريمة " بضحك على مشاغبته وأبتسامته الجميلة رادفة بمحبة :

" ماشى يا بكاش ، خلى بالك من مونتى يا واد يا سيف دى أمانه فى رقبتك "

أجابها " سيف " وهو ينظر ل " أمنيه " بكثير من الحب رادفا بمغازلة :

" دى فى قلبى يا طنط مش بس فى رقبتى "

شعرت " أمنية " بكثير من الخجل بسبب وقاحة " سيف " وأضافت بعجلة :

" طب احنا ماشين بقى يا ماما ، سلام "

قالتها " أمنية " وهى تجذب " سيف " إلى خارج البيت واغلقت الباب سريعا خلفهم ، لتعقب " كريمة " بكثير من الضحك ردا على ما قاله يا " سيف " رادفة بتهكم :

" سلامة قلبك يا روح قلب طنط "

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

فى احدى البنوك بمدينه الاسكندرية دخل " سيف " و " أمنية " امام الجميع وأمام هذا الحاقد على علاقتهم وحبهم ، والذى لطالما حلم بان تصبح " أمنية " له هو وليس ل " سيف " ، صاح " هشام " بابتسامه مصطنعه رادفا بود زائف :

" أيه ده عصافير الحب وصلوا "

أبتسم له " سيف " على ما قاله فهو لا يعلم ما يدور فى راس " هشام " وكيف له ان يعلم ، فهو مخدوع فيه ويظن انه صديق له ، ليجيبه " سيف " بضحك معقبا بمرح :

" بطل قر بقى يا أخى فقرتنا "

بينما " أمنية " أكتفت بنظرتها الجامدة له تعبر عن ما بدخلها من أستحقار وأشئزاز تجاه هذا الشخص وتوجهت نحو مكتبها مُسرعه..

لاحظ كلا من " سيف " و" هشام " تصرفات " أمنية " ليستحى " سيف " مما فعلته خطيبته ، فهو يعلم إنها لا تُطيق " هشام " ولكنها لم تُعطيه سببا مقنعا لكرهها لهذا الشخص ، ودائما ما تقول له أنها لا تطيقه لانه شخص ثقيل الدم ولا تُحب أن تفتح معه مجال للحديث ...

بينما " هشام " يعلمُ جيدا سبب كرهه " أمنية له وهذا بسبب ما حدث فى الماضى ..

عودة للماضى ..

فى نهايه العام الدراسى فى اخر سنه ل " أمنية "
بالجامعه كانت تنتظر " سيف " أن يمُر عليها وهو عائدً من البنك ، ليحتفل معها بنهاية أخر سنه لها فى الجامعه وانها ستتخرج وتتعين معه فى نفس البنك ..

همست " أمنية " موجه الحديث نحو نفسها رادفة بسعادة :

" أخيرا يا سيف هبقى معاك على طول وهتيجى تطلبنى وهنكون لبعض رسمى يا حبيبى "

ليُقطعها هذا الصوت الاتىٍ من خلفِها رادفا بمحبة :

" صباح الخير يا أمنية "

لتلتفت " أمنية " نحو مصدر الصوت وأجابته بابتسامة ود :

" صباح النور يا هشام ، أزيك!! "

أجابها " هشام" بسعادة عارمة رادفا بمحبه :

" الحمدلله كويس ، ممكن تسمحيلى أخد من وقتك دقتين يا أمنية؟! "

أجابته " أمنية " رادفة بترحاب :

" أكيد طبعا يا هشام أتفضل "

أضاف " هشام " بكثير من المكر الذى يحاول ان يُخفيه رادفا بإستفسار :

" هنا!! "

أجابته " أمنية " رادفة بتعجب :

" أومال فين؟! "

أجابها " هشام " رادفا بنبرة أقتراح :

" نروح الكافتريا مثلا "

أحابته " أمنية " بحدة بعد أن أرتابت من طريقته فى الحديث رادفا بإصرار :

" أسفه يا هشاك مش بروح الكافتريا مع حد ، وكمان مستنيه سيف هيعدى عليا دلوقتى و... "

ليقطع حديثها مرة واحدة صوت " هشام " رادفا بحقض :

" بتحبيه على أيه؟! "

عقبت " أمنية " بصدمه شديدة من سؤال " هشام " رادفة بإستنكار :

" يعنى أيه بحبه على أيه؟! "

أجابها " هشام " بكثير من الجرأة وقد امسك ذراعِها رادفا بحدة وعتاب :

" أه بتحبيه على أيه!! ، وأشمعنى هو اللى تحبيه!! ، ومتحبنيش انا ليه مع انى أغنى وأحسن منه بكتير ، وبحبك أكتر منه كمان ، أشمعنى سيف يا أمنية؟! "

أمتعضت ملامح وجه " أمنية " بكثير من الغضب والإنزعاج وعقبت وهى تسحب ذراعِها من بين يديخ رادفة بتزمر :

" أنا مكنتش متخيلاك أبدا إنك تكون كده ، أنت طلعت شخص حقود وكداب ومخادع جدا يا هشام ، بتمثل على سيف انك صاحبه وبتحبه وأنت أصلا بتبص للبنت اللى هو بيحبها وعايز يتجوزها ، ايه ده!! اى نوع من الصحبيه ده؟! ، بس انا هريحك يا هشام وهقولك أشمعنى سيف وبحبه ليه عشان!! ، بحبه عشان هو أحن واحد فى الدنيا وحسيت معاه بالحب والامان بجد ، وحسيت معاه كمان بالسعاده وحاجات تانيه كتير حلوه انت مش هتفهمها ، يكفى أنه بيحبنى بجد عشانى مش عشان شكلى ، لا عشان روحى ، بيحب أمنية مش شكل امنية ، وبالنسبه لنقطة إنك أعنى منه ، لا يا هشام الغنى غنا النفس والكرامه مش الفلوس خالص ، وبالنسبه لانك أحسن منه لا يا بابا أنت مش أحسن منه ، بالعكس هو اللى أحسن منك ، فى دراسته ، فى شغله ، فى بيته ، مع أهله ، مع صحابه ودى حاجه صعبه عليك جدا توصلها ، عشان كده يا هشام أوعى تقارن نفسك مره تانيه بسيف "

صفق " هشام " بحرارة مُستهزاً بحديث " أمنية " رادفا بسخرية :

" برافووو برافووو حلو أوى المرشح ده يا أنسه أمنية ، الظاهر إن سيف عرف يسرق قلبك كويس أوى ويعلقك بيه ، والله أعلم سرق أيه كمان عشان كده متعلقه بيه بالشكل ده "

قال " هشام " جملته الأخيرة تلك وهو ينظر لها نظرة إتهام ، لتقوم " أمنية " بصفعِه على وجهِه صفعة أسكاتته ، بينما صاحت " أمنية " رادفة بغضب :

" أخرس يا كلب يا حيوان "

ثم نظرت له " أمنية " بشمئزاز رادفة بحدة :

" أنا مش هقول حاجه ل سيف عشان خساره فيك اللى هيعمله فيك ، بس مش عايزه اشوف وشك ده مرة تانيه ولا حتى أسمع صوتك أنت فاهم؟! "

قالت جملتها الأخيرة ثم غادرت " أمنية " من أمامه مسرعة ، لينظر لها " هشام " وهى تغادر ثم قال فى نفسه وهو يتحسس وجه :

" ماشى يا أمنية ، طب وحيات القلم ده ما هسيبك فى حالك ويا أنا يا سيف بتاعك ده "

عوده للوقت الحالى ..

صاح " سيف " موجها حديثه نحو " هشام " وهو يُحركه رادفا بإنتباه :

" أيه يا ابنى روحت فين؟! "

أجابه " هشام " رادفا بتوهان :

" هااا لا ولا حاجه "

أضاف " سيف " رادفا بحماس :

" طب يله على شغلك يا أستاذ "

ثم ذهب كلا منهم إلى مكتبه ، وكان " سيف " أعلى من " هشام " مكانا فى العمل وهذا ما يجعل " هشام " يزداد فى حقده على " سيف " ولكن من دون أن يظهر هشا له..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

فى الكافتريا الخاصة بالبنك أثناء فترة الراحه ، دلفت إحدى الموظفات بالبنك وعلى وجهِها إبتسامه كبيرة معبرة عن مده سعادتها ، لدرجة إنتها لفتت إنتباه جميع الجالسين ، لتصيح تلك الفتاة رادفة بحماس :

" لو سمحتوا يا جماعه ركذوا معايا شويه كده ، أنا عزماكوا كلكوا على خطوبتى بكره إن شاء الله ودى الدعاوى بتاعت القاعة "

ووزعت تلك الفتات الكروت على الجميع وأكدت عليهم ضروره حضورهم ، وهذا لانها ليست لها معارف كثيره وهى تريد أن تُشارك زمائلها فرحتِها وسعادتها

صاح " سيف " موجها حديثه نحو " أمنية " رادفا بإستفسار :

" أيه رائيك نروح؟! "

أجابته " أمنية " بابتسامه معبرة عن موافقتها رادفة حب :

" لو معندكش مانع!! "

أجابها " سيف " رادفا بحب :

" لا معنديش مانع ولا حاجه ، هعدى عليكى ونروحلها سوء وأهو بالمره أعزمك على العشا برا "

أجابته " أمنية " بسعادة وحماس رادفة بلهفة :

"بجد!! ، إذا كان كده ماشى "

أضاف " سيف " بكثير من الحب والصدق رادفا بابتسامة :

" بحبك يا أمنية "

وكادت " أمنية " أن ترد عليه ليقاطعها صوت جرس إنتهاء فترة الراحة ، لتُسرع " أمنية " فى التوجه الى مكتبها ، ليلعن " سيف " حظه السئ ...

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

فى اليوم التالى فى بيت عائلة " أمنية " ، كانت " أمنية " تستعد لذهاب لحضور خطبة زميلتها ، وبعد قليل أنتهت " أمنية " من تجهيز نفسيها وكان " سيف " قد وصل بالفعل تحت بيتها وينتظرُها بسيارة والده التى أستعارها منه ...

بعد قليل نزلت " أمنية " بطلتها الجميلة وسرقت قلبُ " سيف " بإطلالتها الساحره التى جعلته يريد أن يضعها دخل علبه ويُغلقها عليها حتى لا يتمكن احد من النظر اليها سواه هو واحده فقط ...

صاحت " أمنية " بكثير من الخجل بسبب نظراته تلك رادفة بحرج :

" أنا أسفة إنى أتاخرت عليك كل ده "

أجابها " سيف " وهو تائه فى جمالها رادفا بمغازلة :

" لو التاخير هيزيدك جمال وحلاوه كده ، أتاخرى كل يوم يا ست البنات ولا يهمك "

أحمر وجه " أمنية " وقد أصبح وجهها سريعا كحبة الطماطم رادفة بخجل شديد :

" أحنا مش هنمشى بقى ولا أيه؟! "

أجابها " سيف " بحب رادفا بتمعن :

" أركبى يا ملكة جمال العالم كله "

صعد كلا من " سيف " و " أمنية " إلى السيارة ، ثم أنطلق " سيف " بسيارة والده متوجها نحو الخطبة ..

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

بعد قليل وصل كلا من " سيف " و" أمنية " إلى القاعه ، دخل " سيف " و" أمنية " وأخذوا يتبادلون السلامات مع زُملائهم ، وتفاجئت " أمنية " بوجود " هشام " فى الخطوبه ، فهو سمعهم وهم يتحدثان عندما كانوا فى كافترية البنك وصمم على حضوره ليرا " أمنية " بهذا الجمال ، بينما " أمنية " تجاهلت وجوده تماما ..

أنتهوا جميعا من التهانى والمباركه ليخطتف " سيف " و " أمنية " لحظات رومنسيه ليرقصوا على مزيكا هادئه لثنائى مع العرسان ، ليعقب " سيف " بنبرة مغازلة رادفا بحب :

" عقبالنا يا جميل "

أجابته " أمنية " بحب ممزوج بكثير من الخجل رادفة بحرج :

" يسمع من بؤقك ربنا "

أضاف " سيف " بعيون لامعة رادفا بحب :

" لو تعرفى يا أمنية بحبك قد أيه!! "

أجابته " أمنية " بسعاده كبيره بحب مماثل له رادفة بصدق :

" وأنا كمان يا سيف ، بحبك أوى ونفسى أكون معاك لاخر نفس فى حياتى ، وحتى أخر نفس يطلع منى نفسى يطلع وأنا بين أيدك انت يا سيف "

صاح " سيف " بلهفة رادفا بفزع من تلك الفكرة :

" بعيد الشر عليكى يا قلب سيف ، أنتى عارفه يا أمنية أنا أموت لو حصلك حاجه مش هقدر أستحمل بُعدك عنى "

أجابته " أمنية " بكثير من الحب :

" ربنا يحفظك ليا وميحرمنيش منك ابدا "

ليضيف " سيف " وهو يُقبل يديها رادفا بعشق كبير :

" ولا منك يا روح قلب سيف "

كان " هشام " يجلس ويستمع لحديثهم والنيران تشتعل بداخله ويملئه الحقد والكرة تجاههم ويتوعد لهم ، ليعقب " هشام " موجها الحديث لنفسه رادفا بحقد :

" حبكم ده مش هيطول يا أمنية وبكره تشوفى ، مش أنا اللى حد ياخد منى حاجه أنا عايزها "

أنتهت الحفلة وذهب الجميع ليعودوا إلى منازلهم ، أخذ " سيف " " أمنية " فى السيارة حتى يقوم بتوصيلها الى البيت مرة أخرى ...

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

فى سيارة " سيف " فى طريق عودتهم إلى البيت مرة أخرى ، صاح " سيف " موجها حديثه نحو " أمنية " مقترحا بكثير من الحب قائلا :

" تحبى نتعشى برا!! "

أجابته " أمنية " بنبرة مرحة رادفة بتحذير مصطنع :

" دى كانت ماما قتلتك دى محضره العشاء ومستنياك نتعشى سوا "

صاح " سيف " بكثير من الضحك مجيبا على حديثها :

" لا دا أنا يا بختى بحماتى بقى ، أيه الرضا ده كله "

أضافت " أمنية " بغرور وفخر مصطنع رادفة بمرح :

" على الله يتمر بس يا حبيبى "

رمقها " سيف " بكثير من المكر معبا بنبرة خبث وقلة حياء رادفا :

" مهو كل ما حماتى تحبنى أكتر أنا هحب بنتها أكتر وأكتر ولا أيه يا حياتى؟! "

قال هذا " سيف " وهو ينظر لها بحب وقام بالغمز بعينه ولم ينتبه لطريق أمامه جيدا ، لتنظر " أمنية " أمامها بخجل شديد ، لتقطع شروده بصوت صراخها بأعلى ما لديها رادفة بتحذير :

" حاسب يا سيف "

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي