الفصل الأول
فى احدى البنايات متوسطه الحال بمدينه الاسكندرية كانت تجلس تنتظره أن يمُر عليها ليذهبوا معا إلى العمل ، لم يُمضى وقتً طويل حتى صاح جرس الباب مُعلنً عن وصوله ، فاسرعت " أمنية " كى تفتح له الباب
صاحت " أمنية " معاتبة إياه على كل هذا التأخير رادفة بإعتراض :
" أيه يا سيف أتأخرت ليه كل ده ؟! "
أجابها " سيف" محاولا الأعتذار منها رادفا بتفسير :
" معلش يا حبيبتى والله غصب عنى الموصلات وحشه أوى النهاردة "
أضافت " أمنية " شاعرة بالإسئ عليه لانه كل يوم يمر عليها ليأخذها ويذهبوا إلى العمل وهذا يأخذ منه وقت ومجهود كبير جدا لتضيف بعتاب :
" منا قولتلك يا سيف انا اعرف اروح الشغل لوحدى ، مش لازم تعدى عليا كل يوم وبعدين نروح مع بعض ، كده أنت بتهدر وقت ومجهود كبير اوى يا حبيبى "
شعر " سيف " بالإنزعاج من حديثها التى لم تتوقف عن قوله كل يوم ليضيف بحده :
" لما ابقى اشتكيلك ابقى اتكلمى يا ستى ويله بقى عشان اتاخرنا على الشغل "
كادو أن يذهبوا إلى عملهم ولكن اوقفهم صوت والدتها " كريمة " قائلة بحب :
" أستنوا يا ولاد ، تعالوا افطروا قبل ما تنزلوا ، مش مشكله خمس دقايق تأخير كمان "
أجابها " سيف " بكثير من المحبة رادفا بمرح :
" معلش يا طنط عشان كده بجد هنترفد ، بكره ان شاء الله ابقى اجيلك بدرى وافطر معاكى "
أجابته " كريمة " بضحك على مشاغبته وأبتسامته الجميلة رادفة بمحبة :
" ماشى يا بكاش ، خلى بالك من مونتى يا واد يا سيف دى أمانه فى رقبتك "
أجابها " سيف " وهو ينظر ل " أمنيه " بكثير من الحب رادفا بمغازلة :
" دى فى قلبى يا طنط مش بس فى رقبتى "
شعرت " أمنية " بكثير من الخجل بسبب وقاحة " سيف " وأضافت بعجلة :
" طب احنا ماشين بقى يا ماما ، سلام "
قالتها " أمنية " وهى تجذب " سيف " إلى خارج البيت واغلقت الباب سريعا خلفهم ، لتعقب " كريمة " بكثير من الضحك ردا على ما قاله يا " سيف " رادفة بتهكم :
" سلامة قلبك يا روح قلب طنط "
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى احدى البنوك بمدينه الاسكندرية دخل " سيف " و " أمنية " امام الجميع وأمام هذا الحاقد على علاقتهم وحبهم ، والذى لطالما حلم بان تصبح " أمنية " له هو وليس ل " سيف " ، صاح " هشام " بابتسامه مصطنعه رادفا بود زائف :
" أيه ده عصافير الحب وصلوا "
أبتسم له " سيف " على ما قاله فهو لا يعلم ما يدور فى راس " هشام " وكيف له ان يعلم ، فهو مخدوع فيه ويظن انه صديق له ، ليجيبه " سيف " بضحك معقبا بمرح :
" بطل قر بقى يا أخى فقرتنا "
بينما " أمنية " أكتفت بنظرتها الجامدة له تعبر عن ما بدخلها من أستحقار وأشئزاز تجاه هذا الشخص وتوجهت نحو مكتبها مُسرعه..
لاحظ كلا من " سيف " و" هشام " تصرفات " أمنية " ليستحى " سيف " مما فعلته خطيبته ، فهو يعلم إنها لا تُطيق " هشام " ولكنها لم تُعطيه سببا مقنعا لكرهها لهذا الشخص ، ودائما ما تقول له أنها لا تطيقه لانه شخص ثقيل الدم ولا تُحب أن تفتح معه مجال للحديث ...
بينما " هشام " يعلمُ جيدا سبب كرهه " أمنية له وهذا بسبب ما حدث فى الماضى ..
عودة للماضى ..
فى نهايه العام الدراسى فى اخر سنه ل " أمنية "
بالجامعه كانت تنتظر " سيف " أن يمُر عليها وهو عائدً من البنك ، ليحتفل معها بنهاية أخر سنه لها فى الجامعه وانها ستتخرج وتتعين معه فى نفس البنك ..
همست " أمنية " موجه الحديث نحو نفسها رادفة بسعادة :
" أخيرا يا سيف هبقى معاك على طول وهتيجى تطلبنى وهنكون لبعض رسمى يا حبيبى "
ليُقطعها هذا الصوت الاتىٍ من خلفِها رادفا بمحبة :
" صباح الخير يا أمنية "
لتلتفت " أمنية " نحو مصدر الصوت وأجابته بابتسامة ود :
" صباح النور يا هشام ، أزيك!! "
أجابها " هشام" بسعادة عارمة رادفا بمحبه :
" الحمدلله كويس ، ممكن تسمحيلى أخد من وقتك دقتين يا أمنية؟! "
أجابته " أمنية " رادفة بترحاب :
" أكيد طبعا يا هشام أتفضل "
أضاف " هشام " بكثير من المكر الذى يحاول ان يُخفيه رادفا بإستفسار :
" هنا!! "
أجابته " أمنية " رادفة بتعجب :
" أومال فين؟! "
أجابها " هشام " رادفا بنبرة أقتراح :
" نروح الكافتريا مثلا "
أحابته " أمنية " بحدة بعد أن أرتابت من طريقته فى الحديث رادفا بإصرار :
" أسفه يا هشاك مش بروح الكافتريا مع حد ، وكمان مستنيه سيف هيعدى عليا دلوقتى و... "
ليقطع حديثها مرة واحدة صوت " هشام " رادفا بحقض :
" بتحبيه على أيه؟! "
عقبت " أمنية " بصدمه شديدة من سؤال " هشام " رادفة بإستنكار :
" يعنى أيه بحبه على أيه؟! "
أجابها " هشام " بكثير من الجرأة وقد امسك ذراعِها رادفا بحدة وعتاب :
" أه بتحبيه على أيه!! ، وأشمعنى هو اللى تحبيه!! ، ومتحبنيش انا ليه مع انى أغنى وأحسن منه بكتير ، وبحبك أكتر منه كمان ، أشمعنى سيف يا أمنية؟! "
أمتعضت ملامح وجه " أمنية " بكثير من الغضب والإنزعاج وعقبت وهى تسحب ذراعِها من بين يديخ رادفة بتزمر :
" أنا مكنتش متخيلاك أبدا إنك تكون كده ، أنت طلعت شخص حقود وكداب ومخادع جدا يا هشام ، بتمثل على سيف انك صاحبه وبتحبه وأنت أصلا بتبص للبنت اللى هو بيحبها وعايز يتجوزها ، ايه ده!! اى نوع من الصحبيه ده؟! ، بس انا هريحك يا هشام وهقولك أشمعنى سيف وبحبه ليه عشان!! ، بحبه عشان هو أحن واحد فى الدنيا وحسيت معاه بالحب والامان بجد ، وحسيت معاه كمان بالسعاده وحاجات تانيه كتير حلوه انت مش هتفهمها ، يكفى أنه بيحبنى بجد عشانى مش عشان شكلى ، لا عشان روحى ، بيحب أمنية مش شكل امنية ، وبالنسبه لنقطة إنك أعنى منه ، لا يا هشام الغنى غنا النفس والكرامه مش الفلوس خالص ، وبالنسبه لانك أحسن منه لا يا بابا أنت مش أحسن منه ، بالعكس هو اللى أحسن منك ، فى دراسته ، فى شغله ، فى بيته ، مع أهله ، مع صحابه ودى حاجه صعبه عليك جدا توصلها ، عشان كده يا هشام أوعى تقارن نفسك مره تانيه بسيف "
صفق " هشام " بحرارة مُستهزاً بحديث " أمنية " رادفا بسخرية :
" برافووو برافووو حلو أوى المرشح ده يا أنسه أمنية ، الظاهر إن سيف عرف يسرق قلبك كويس أوى ويعلقك بيه ، والله أعلم سرق أيه كمان عشان كده متعلقه بيه بالشكل ده "
قال " هشام " جملته الأخيرة تلك وهو ينظر لها نظرة إتهام ، لتقوم " أمنية " بصفعِه على وجهِه صفعة أسكاتته ، بينما صاحت " أمنية " رادفة بغضب :
" أخرس يا كلب يا حيوان "
ثم نظرت له " أمنية " بشمئزاز رادفة بحدة :
" أنا مش هقول حاجه ل سيف عشان خساره فيك اللى هيعمله فيك ، بس مش عايزه اشوف وشك ده مرة تانيه ولا حتى أسمع صوتك أنت فاهم؟! "
قالت جملتها الأخيرة ثم غادرت " أمنية " من أمامه مسرعة ، لينظر لها " هشام " وهى تغادر ثم قال فى نفسه وهو يتحسس وجه :
" ماشى يا أمنية ، طب وحيات القلم ده ما هسيبك فى حالك ويا أنا يا سيف بتاعك ده "
عوده للوقت الحالى ..
صاح " سيف " موجها حديثه نحو " هشام " وهو يُحركه رادفا بإنتباه :
" أيه يا ابنى روحت فين؟! "
أجابه " هشام " رادفا بتوهان :
" هااا لا ولا حاجه "
أضاف " سيف " رادفا بحماس :
" طب يله على شغلك يا أستاذ "
ثم ذهب كلا منهم إلى مكتبه ، وكان " سيف " أعلى من " هشام " مكانا فى العمل وهذا ما يجعل " هشام " يزداد فى حقده على " سيف " ولكن من دون أن يظهر هشا له..
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى الكافتريا الخاصة بالبنك أثناء فترة الراحه ، دلفت إحدى الموظفات بالبنك وعلى وجهِها إبتسامه كبيرة معبرة عن مده سعادتها ، لدرجة إنتها لفتت إنتباه جميع الجالسين ، لتصيح تلك الفتاة رادفة بحماس :
" لو سمحتوا يا جماعه ركذوا معايا شويه كده ، أنا عزماكوا كلكوا على خطوبتى بكره إن شاء الله ودى الدعاوى بتاعت القاعة "
ووزعت تلك الفتات الكروت على الجميع وأكدت عليهم ضروره حضورهم ، وهذا لانها ليست لها معارف كثيره وهى تريد أن تُشارك زمائلها فرحتِها وسعادتها
صاح " سيف " موجها حديثه نحو " أمنية " رادفا بإستفسار :
" أيه رائيك نروح؟! "
أجابته " أمنية " بابتسامه معبرة عن موافقتها رادفة حب :
" لو معندكش مانع!! "
أجابها " سيف " رادفا بحب :
" لا معنديش مانع ولا حاجه ، هعدى عليكى ونروحلها سوء وأهو بالمره أعزمك على العشا برا "
أجابته " أمنية " بسعادة وحماس رادفة بلهفة :
"بجد!! ، إذا كان كده ماشى "
أضاف " سيف " بكثير من الحب والصدق رادفا بابتسامة :
" بحبك يا أمنية "
وكادت " أمنية " أن ترد عليه ليقاطعها صوت جرس إنتهاء فترة الراحة ، لتُسرع " أمنية " فى التوجه الى مكتبها ، ليلعن " سيف " حظه السئ ...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى اليوم التالى فى بيت عائلة " أمنية " ، كانت " أمنية " تستعد لذهاب لحضور خطبة زميلتها ، وبعد قليل أنتهت " أمنية " من تجهيز نفسيها وكان " سيف " قد وصل بالفعل تحت بيتها وينتظرُها بسيارة والده التى أستعارها منه ...
بعد قليل نزلت " أمنية " بطلتها الجميلة وسرقت قلبُ " سيف " بإطلالتها الساحره التى جعلته يريد أن يضعها دخل علبه ويُغلقها عليها حتى لا يتمكن احد من النظر اليها سواه هو واحده فقط ...
صاحت " أمنية " بكثير من الخجل بسبب نظراته تلك رادفة بحرج :
" أنا أسفة إنى أتاخرت عليك كل ده "
أجابها " سيف " وهو تائه فى جمالها رادفا بمغازلة :
" لو التاخير هيزيدك جمال وحلاوه كده ، أتاخرى كل يوم يا ست البنات ولا يهمك "
أحمر وجه " أمنية " وقد أصبح وجهها سريعا كحبة الطماطم رادفة بخجل شديد :
" أحنا مش هنمشى بقى ولا أيه؟! "
أجابها " سيف " بحب رادفا بتمعن :
" أركبى يا ملكة جمال العالم كله "
صعد كلا من " سيف " و " أمنية " إلى السيارة ، ثم أنطلق " سيف " بسيارة والده متوجها نحو الخطبة ..
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
بعد قليل وصل كلا من " سيف " و" أمنية " إلى القاعه ، دخل " سيف " و" أمنية " وأخذوا يتبادلون السلامات مع زُملائهم ، وتفاجئت " أمنية " بوجود " هشام " فى الخطوبه ، فهو سمعهم وهم يتحدثان عندما كانوا فى كافترية البنك وصمم على حضوره ليرا " أمنية " بهذا الجمال ، بينما " أمنية " تجاهلت وجوده تماما ..
أنتهوا جميعا من التهانى والمباركه ليخطتف " سيف " و " أمنية " لحظات رومنسيه ليرقصوا على مزيكا هادئه لثنائى مع العرسان ، ليعقب " سيف " بنبرة مغازلة رادفا بحب :
" عقبالنا يا جميل "
أجابته " أمنية " بحب ممزوج بكثير من الخجل رادفة بحرج :
" يسمع من بؤقك ربنا "
أضاف " سيف " بعيون لامعة رادفا بحب :
" لو تعرفى يا أمنية بحبك قد أيه!! "
أجابته " أمنية " بسعاده كبيره بحب مماثل له رادفة بصدق :
" وأنا كمان يا سيف ، بحبك أوى ونفسى أكون معاك لاخر نفس فى حياتى ، وحتى أخر نفس يطلع منى نفسى يطلع وأنا بين أيدك انت يا سيف "
صاح " سيف " بلهفة رادفا بفزع من تلك الفكرة :
" بعيد الشر عليكى يا قلب سيف ، أنتى عارفه يا أمنية أنا أموت لو حصلك حاجه مش هقدر أستحمل بُعدك عنى "
أجابته " أمنية " بكثير من الحب :
" ربنا يحفظك ليا وميحرمنيش منك ابدا "
ليضيف " سيف " وهو يُقبل يديها رادفا بعشق كبير :
" ولا منك يا روح قلب سيف "
كان " هشام " يجلس ويستمع لحديثهم والنيران تشتعل بداخله ويملئه الحقد والكرة تجاههم ويتوعد لهم ، ليعقب " هشام " موجها الحديث لنفسه رادفا بحقد :
" حبكم ده مش هيطول يا أمنية وبكره تشوفى ، مش أنا اللى حد ياخد منى حاجه أنا عايزها "
أنتهت الحفلة وذهب الجميع ليعودوا إلى منازلهم ، أخذ " سيف " " أمنية " فى السيارة حتى يقوم بتوصيلها الى البيت مرة أخرى ...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى سيارة " سيف " فى طريق عودتهم إلى البيت مرة أخرى ، صاح " سيف " موجها حديثه نحو " أمنية " مقترحا بكثير من الحب قائلا :
" تحبى نتعشى برا!! "
أجابته " أمنية " بنبرة مرحة رادفة بتحذير مصطنع :
" دى كانت ماما قتلتك دى محضره العشاء ومستنياك نتعشى سوا "
صاح " سيف " بكثير من الضحك مجيبا على حديثها :
" لا دا أنا يا بختى بحماتى بقى ، أيه الرضا ده كله "
أضافت " أمنية " بغرور وفخر مصطنع رادفة بمرح :
" على الله يتمر بس يا حبيبى "
رمقها " سيف " بكثير من المكر معبا بنبرة خبث وقلة حياء رادفا :
" مهو كل ما حماتى تحبنى أكتر أنا هحب بنتها أكتر وأكتر ولا أيه يا حياتى؟! "
قال هذا " سيف " وهو ينظر لها بحب وقام بالغمز بعينه ولم ينتبه لطريق أمامه جيدا ، لتنظر " أمنية " أمامها بخجل شديد ، لتقطع شروده بصوت صراخها بأعلى ما لديها رادفة بتحذير :
" حاسب يا سيف "
يتبع ...
صاحت " أمنية " معاتبة إياه على كل هذا التأخير رادفة بإعتراض :
" أيه يا سيف أتأخرت ليه كل ده ؟! "
أجابها " سيف" محاولا الأعتذار منها رادفا بتفسير :
" معلش يا حبيبتى والله غصب عنى الموصلات وحشه أوى النهاردة "
أضافت " أمنية " شاعرة بالإسئ عليه لانه كل يوم يمر عليها ليأخذها ويذهبوا إلى العمل وهذا يأخذ منه وقت ومجهود كبير جدا لتضيف بعتاب :
" منا قولتلك يا سيف انا اعرف اروح الشغل لوحدى ، مش لازم تعدى عليا كل يوم وبعدين نروح مع بعض ، كده أنت بتهدر وقت ومجهود كبير اوى يا حبيبى "
شعر " سيف " بالإنزعاج من حديثها التى لم تتوقف عن قوله كل يوم ليضيف بحده :
" لما ابقى اشتكيلك ابقى اتكلمى يا ستى ويله بقى عشان اتاخرنا على الشغل "
كادو أن يذهبوا إلى عملهم ولكن اوقفهم صوت والدتها " كريمة " قائلة بحب :
" أستنوا يا ولاد ، تعالوا افطروا قبل ما تنزلوا ، مش مشكله خمس دقايق تأخير كمان "
أجابها " سيف " بكثير من المحبة رادفا بمرح :
" معلش يا طنط عشان كده بجد هنترفد ، بكره ان شاء الله ابقى اجيلك بدرى وافطر معاكى "
أجابته " كريمة " بضحك على مشاغبته وأبتسامته الجميلة رادفة بمحبة :
" ماشى يا بكاش ، خلى بالك من مونتى يا واد يا سيف دى أمانه فى رقبتك "
أجابها " سيف " وهو ينظر ل " أمنيه " بكثير من الحب رادفا بمغازلة :
" دى فى قلبى يا طنط مش بس فى رقبتى "
شعرت " أمنية " بكثير من الخجل بسبب وقاحة " سيف " وأضافت بعجلة :
" طب احنا ماشين بقى يا ماما ، سلام "
قالتها " أمنية " وهى تجذب " سيف " إلى خارج البيت واغلقت الباب سريعا خلفهم ، لتعقب " كريمة " بكثير من الضحك ردا على ما قاله يا " سيف " رادفة بتهكم :
" سلامة قلبك يا روح قلب طنط "
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى احدى البنوك بمدينه الاسكندرية دخل " سيف " و " أمنية " امام الجميع وأمام هذا الحاقد على علاقتهم وحبهم ، والذى لطالما حلم بان تصبح " أمنية " له هو وليس ل " سيف " ، صاح " هشام " بابتسامه مصطنعه رادفا بود زائف :
" أيه ده عصافير الحب وصلوا "
أبتسم له " سيف " على ما قاله فهو لا يعلم ما يدور فى راس " هشام " وكيف له ان يعلم ، فهو مخدوع فيه ويظن انه صديق له ، ليجيبه " سيف " بضحك معقبا بمرح :
" بطل قر بقى يا أخى فقرتنا "
بينما " أمنية " أكتفت بنظرتها الجامدة له تعبر عن ما بدخلها من أستحقار وأشئزاز تجاه هذا الشخص وتوجهت نحو مكتبها مُسرعه..
لاحظ كلا من " سيف " و" هشام " تصرفات " أمنية " ليستحى " سيف " مما فعلته خطيبته ، فهو يعلم إنها لا تُطيق " هشام " ولكنها لم تُعطيه سببا مقنعا لكرهها لهذا الشخص ، ودائما ما تقول له أنها لا تطيقه لانه شخص ثقيل الدم ولا تُحب أن تفتح معه مجال للحديث ...
بينما " هشام " يعلمُ جيدا سبب كرهه " أمنية له وهذا بسبب ما حدث فى الماضى ..
عودة للماضى ..
فى نهايه العام الدراسى فى اخر سنه ل " أمنية "
بالجامعه كانت تنتظر " سيف " أن يمُر عليها وهو عائدً من البنك ، ليحتفل معها بنهاية أخر سنه لها فى الجامعه وانها ستتخرج وتتعين معه فى نفس البنك ..
همست " أمنية " موجه الحديث نحو نفسها رادفة بسعادة :
" أخيرا يا سيف هبقى معاك على طول وهتيجى تطلبنى وهنكون لبعض رسمى يا حبيبى "
ليُقطعها هذا الصوت الاتىٍ من خلفِها رادفا بمحبة :
" صباح الخير يا أمنية "
لتلتفت " أمنية " نحو مصدر الصوت وأجابته بابتسامة ود :
" صباح النور يا هشام ، أزيك!! "
أجابها " هشام" بسعادة عارمة رادفا بمحبه :
" الحمدلله كويس ، ممكن تسمحيلى أخد من وقتك دقتين يا أمنية؟! "
أجابته " أمنية " رادفة بترحاب :
" أكيد طبعا يا هشام أتفضل "
أضاف " هشام " بكثير من المكر الذى يحاول ان يُخفيه رادفا بإستفسار :
" هنا!! "
أجابته " أمنية " رادفة بتعجب :
" أومال فين؟! "
أجابها " هشام " رادفا بنبرة أقتراح :
" نروح الكافتريا مثلا "
أحابته " أمنية " بحدة بعد أن أرتابت من طريقته فى الحديث رادفا بإصرار :
" أسفه يا هشاك مش بروح الكافتريا مع حد ، وكمان مستنيه سيف هيعدى عليا دلوقتى و... "
ليقطع حديثها مرة واحدة صوت " هشام " رادفا بحقض :
" بتحبيه على أيه؟! "
عقبت " أمنية " بصدمه شديدة من سؤال " هشام " رادفة بإستنكار :
" يعنى أيه بحبه على أيه؟! "
أجابها " هشام " بكثير من الجرأة وقد امسك ذراعِها رادفا بحدة وعتاب :
" أه بتحبيه على أيه!! ، وأشمعنى هو اللى تحبيه!! ، ومتحبنيش انا ليه مع انى أغنى وأحسن منه بكتير ، وبحبك أكتر منه كمان ، أشمعنى سيف يا أمنية؟! "
أمتعضت ملامح وجه " أمنية " بكثير من الغضب والإنزعاج وعقبت وهى تسحب ذراعِها من بين يديخ رادفة بتزمر :
" أنا مكنتش متخيلاك أبدا إنك تكون كده ، أنت طلعت شخص حقود وكداب ومخادع جدا يا هشام ، بتمثل على سيف انك صاحبه وبتحبه وأنت أصلا بتبص للبنت اللى هو بيحبها وعايز يتجوزها ، ايه ده!! اى نوع من الصحبيه ده؟! ، بس انا هريحك يا هشام وهقولك أشمعنى سيف وبحبه ليه عشان!! ، بحبه عشان هو أحن واحد فى الدنيا وحسيت معاه بالحب والامان بجد ، وحسيت معاه كمان بالسعاده وحاجات تانيه كتير حلوه انت مش هتفهمها ، يكفى أنه بيحبنى بجد عشانى مش عشان شكلى ، لا عشان روحى ، بيحب أمنية مش شكل امنية ، وبالنسبه لنقطة إنك أعنى منه ، لا يا هشام الغنى غنا النفس والكرامه مش الفلوس خالص ، وبالنسبه لانك أحسن منه لا يا بابا أنت مش أحسن منه ، بالعكس هو اللى أحسن منك ، فى دراسته ، فى شغله ، فى بيته ، مع أهله ، مع صحابه ودى حاجه صعبه عليك جدا توصلها ، عشان كده يا هشام أوعى تقارن نفسك مره تانيه بسيف "
صفق " هشام " بحرارة مُستهزاً بحديث " أمنية " رادفا بسخرية :
" برافووو برافووو حلو أوى المرشح ده يا أنسه أمنية ، الظاهر إن سيف عرف يسرق قلبك كويس أوى ويعلقك بيه ، والله أعلم سرق أيه كمان عشان كده متعلقه بيه بالشكل ده "
قال " هشام " جملته الأخيرة تلك وهو ينظر لها نظرة إتهام ، لتقوم " أمنية " بصفعِه على وجهِه صفعة أسكاتته ، بينما صاحت " أمنية " رادفة بغضب :
" أخرس يا كلب يا حيوان "
ثم نظرت له " أمنية " بشمئزاز رادفة بحدة :
" أنا مش هقول حاجه ل سيف عشان خساره فيك اللى هيعمله فيك ، بس مش عايزه اشوف وشك ده مرة تانيه ولا حتى أسمع صوتك أنت فاهم؟! "
قالت جملتها الأخيرة ثم غادرت " أمنية " من أمامه مسرعة ، لينظر لها " هشام " وهى تغادر ثم قال فى نفسه وهو يتحسس وجه :
" ماشى يا أمنية ، طب وحيات القلم ده ما هسيبك فى حالك ويا أنا يا سيف بتاعك ده "
عوده للوقت الحالى ..
صاح " سيف " موجها حديثه نحو " هشام " وهو يُحركه رادفا بإنتباه :
" أيه يا ابنى روحت فين؟! "
أجابه " هشام " رادفا بتوهان :
" هااا لا ولا حاجه "
أضاف " سيف " رادفا بحماس :
" طب يله على شغلك يا أستاذ "
ثم ذهب كلا منهم إلى مكتبه ، وكان " سيف " أعلى من " هشام " مكانا فى العمل وهذا ما يجعل " هشام " يزداد فى حقده على " سيف " ولكن من دون أن يظهر هشا له..
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى الكافتريا الخاصة بالبنك أثناء فترة الراحه ، دلفت إحدى الموظفات بالبنك وعلى وجهِها إبتسامه كبيرة معبرة عن مده سعادتها ، لدرجة إنتها لفتت إنتباه جميع الجالسين ، لتصيح تلك الفتاة رادفة بحماس :
" لو سمحتوا يا جماعه ركذوا معايا شويه كده ، أنا عزماكوا كلكوا على خطوبتى بكره إن شاء الله ودى الدعاوى بتاعت القاعة "
ووزعت تلك الفتات الكروت على الجميع وأكدت عليهم ضروره حضورهم ، وهذا لانها ليست لها معارف كثيره وهى تريد أن تُشارك زمائلها فرحتِها وسعادتها
صاح " سيف " موجها حديثه نحو " أمنية " رادفا بإستفسار :
" أيه رائيك نروح؟! "
أجابته " أمنية " بابتسامه معبرة عن موافقتها رادفة حب :
" لو معندكش مانع!! "
أجابها " سيف " رادفا بحب :
" لا معنديش مانع ولا حاجه ، هعدى عليكى ونروحلها سوء وأهو بالمره أعزمك على العشا برا "
أجابته " أمنية " بسعادة وحماس رادفة بلهفة :
"بجد!! ، إذا كان كده ماشى "
أضاف " سيف " بكثير من الحب والصدق رادفا بابتسامة :
" بحبك يا أمنية "
وكادت " أمنية " أن ترد عليه ليقاطعها صوت جرس إنتهاء فترة الراحة ، لتُسرع " أمنية " فى التوجه الى مكتبها ، ليلعن " سيف " حظه السئ ...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى اليوم التالى فى بيت عائلة " أمنية " ، كانت " أمنية " تستعد لذهاب لحضور خطبة زميلتها ، وبعد قليل أنتهت " أمنية " من تجهيز نفسيها وكان " سيف " قد وصل بالفعل تحت بيتها وينتظرُها بسيارة والده التى أستعارها منه ...
بعد قليل نزلت " أمنية " بطلتها الجميلة وسرقت قلبُ " سيف " بإطلالتها الساحره التى جعلته يريد أن يضعها دخل علبه ويُغلقها عليها حتى لا يتمكن احد من النظر اليها سواه هو واحده فقط ...
صاحت " أمنية " بكثير من الخجل بسبب نظراته تلك رادفة بحرج :
" أنا أسفة إنى أتاخرت عليك كل ده "
أجابها " سيف " وهو تائه فى جمالها رادفا بمغازلة :
" لو التاخير هيزيدك جمال وحلاوه كده ، أتاخرى كل يوم يا ست البنات ولا يهمك "
أحمر وجه " أمنية " وقد أصبح وجهها سريعا كحبة الطماطم رادفة بخجل شديد :
" أحنا مش هنمشى بقى ولا أيه؟! "
أجابها " سيف " بحب رادفا بتمعن :
" أركبى يا ملكة جمال العالم كله "
صعد كلا من " سيف " و " أمنية " إلى السيارة ، ثم أنطلق " سيف " بسيارة والده متوجها نحو الخطبة ..
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
بعد قليل وصل كلا من " سيف " و" أمنية " إلى القاعه ، دخل " سيف " و" أمنية " وأخذوا يتبادلون السلامات مع زُملائهم ، وتفاجئت " أمنية " بوجود " هشام " فى الخطوبه ، فهو سمعهم وهم يتحدثان عندما كانوا فى كافترية البنك وصمم على حضوره ليرا " أمنية " بهذا الجمال ، بينما " أمنية " تجاهلت وجوده تماما ..
أنتهوا جميعا من التهانى والمباركه ليخطتف " سيف " و " أمنية " لحظات رومنسيه ليرقصوا على مزيكا هادئه لثنائى مع العرسان ، ليعقب " سيف " بنبرة مغازلة رادفا بحب :
" عقبالنا يا جميل "
أجابته " أمنية " بحب ممزوج بكثير من الخجل رادفة بحرج :
" يسمع من بؤقك ربنا "
أضاف " سيف " بعيون لامعة رادفا بحب :
" لو تعرفى يا أمنية بحبك قد أيه!! "
أجابته " أمنية " بسعاده كبيره بحب مماثل له رادفة بصدق :
" وأنا كمان يا سيف ، بحبك أوى ونفسى أكون معاك لاخر نفس فى حياتى ، وحتى أخر نفس يطلع منى نفسى يطلع وأنا بين أيدك انت يا سيف "
صاح " سيف " بلهفة رادفا بفزع من تلك الفكرة :
" بعيد الشر عليكى يا قلب سيف ، أنتى عارفه يا أمنية أنا أموت لو حصلك حاجه مش هقدر أستحمل بُعدك عنى "
أجابته " أمنية " بكثير من الحب :
" ربنا يحفظك ليا وميحرمنيش منك ابدا "
ليضيف " سيف " وهو يُقبل يديها رادفا بعشق كبير :
" ولا منك يا روح قلب سيف "
كان " هشام " يجلس ويستمع لحديثهم والنيران تشتعل بداخله ويملئه الحقد والكرة تجاههم ويتوعد لهم ، ليعقب " هشام " موجها الحديث لنفسه رادفا بحقد :
" حبكم ده مش هيطول يا أمنية وبكره تشوفى ، مش أنا اللى حد ياخد منى حاجه أنا عايزها "
أنتهت الحفلة وذهب الجميع ليعودوا إلى منازلهم ، أخذ " سيف " " أمنية " فى السيارة حتى يقوم بتوصيلها الى البيت مرة أخرى ...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
فى سيارة " سيف " فى طريق عودتهم إلى البيت مرة أخرى ، صاح " سيف " موجها حديثه نحو " أمنية " مقترحا بكثير من الحب قائلا :
" تحبى نتعشى برا!! "
أجابته " أمنية " بنبرة مرحة رادفة بتحذير مصطنع :
" دى كانت ماما قتلتك دى محضره العشاء ومستنياك نتعشى سوا "
صاح " سيف " بكثير من الضحك مجيبا على حديثها :
" لا دا أنا يا بختى بحماتى بقى ، أيه الرضا ده كله "
أضافت " أمنية " بغرور وفخر مصطنع رادفة بمرح :
" على الله يتمر بس يا حبيبى "
رمقها " سيف " بكثير من المكر معبا بنبرة خبث وقلة حياء رادفا :
" مهو كل ما حماتى تحبنى أكتر أنا هحب بنتها أكتر وأكتر ولا أيه يا حياتى؟! "
قال هذا " سيف " وهو ينظر لها بحب وقام بالغمز بعينه ولم ينتبه لطريق أمامه جيدا ، لتنظر " أمنية " أمامها بخجل شديد ، لتقطع شروده بصوت صراخها بأعلى ما لديها رادفة بتحذير :
" حاسب يا سيف "
يتبع ...