سراب الماضي

Tefa`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-28ضع على الرف
  • 3.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

دوما تبقى حكايا بالذاكرة تجسد صورة الم او حتي فرح ان كانت تخصنا او لا لكنها تبقى محفورة ومطمورة بمكان ما نظل نرى صورها المشوشة باستمرار ونتسال هل حصلت ام انها اضغاث احلام

بدأت تتشكل امامي ملامح تحيي في ذهني صورة قديمة ظننت ان الزمن قد محاها من الذاكرة ضمن مامحا من احداث عابرة .. ففي حوالي العاشرة من عمري .وفيما كنا نزور بيت معارف لنا في اقاصي،المدينة .حدث وان سمعنا اصوات هرج ومرج وجلبة خارج الدار .وخرج الجميع لاستطلاع الامر .وماهي الادقائق معدودة حتي اكتظ الزقاق الضيق بالناس وكانهن زرافات تخرج من البيوت المتلاصقةوالازقة والفروع ولم ننتظر طويلا حتي خرجت امرأة مجللة بعبائة سوداء لايبين منها شئ..
يقودها رجلان من الشرطة ..
يحميانها من رجل ضخم يتعقبها .يتهددها . ويشتمها..
ويلوح بسكين في يده ..
ألقيت المرأة دفعا بموخرة السيارة التي وقفت بنهاية الزقاق بسبب ضيقة ..فيما كانت صرخات الاستنكار والصفير والهلاهل تنطلق من حناجر المتجمهرين وسكنةالبيوت المتلاصقة...
ورغم امي حاولت جاهدة (لاادري ولماذا )..الا اسمع شيأ عن التفاصيل ونهرتني مرارا وانا احاول الاستقصاء عن الامر او حتي الاصغاء لاحاديث الكبار ذلك المساء..الا انني عرفت وبطرق شتى ان تلك المرأة هربت من بيت اخيها الي بيت حبيبها وان احد الجيران قد وشي بها الي الاخ ...
فجاء ليقتلها فاستنجد اهل البيت بالشرطة فجاؤوا واقتادوها الي المركز وقدتكون نهايتها علي يد الاخ..وسكينته الحادة الذي مازال بريقها يتخاطف في ثنايا ذاكرتي الي الان .. واذكر بأني برغم صغر سني لم انم ذلك اليوم لم انم تلك الليلة المعتمة من دون بزوغ ضوء القمر ينيرها كالمعتاد ..
كانت ليلتي ملأى بالكوابيس وكنت ابكي بصمت تحت الغطاء واحاذر من ان يسمع احد من اهل البيت سر جزعي ويكتشفوا سر سبب بكائي .. كان منظر المرأة الملفحة بالعبأءة السوداء. المساقة للمجهول مريعا ورهيبا وشنيعا في ان ..ومشاعري نحوها كانت مزيجا غير متجانس من شفقة وكراهية وازدراء واحتقار وتعاطف كلها معا .. ظلت تلك الصورة التي تغور بالذاكرة وتظهر وتطل برأسها كلما واجهتني قضية تتعلق بمومس ..حين لمحت الخوف بمقلتيها العسلية كنت اكبرها باعوام..
طمئنني يومها وشعرت بالامان حين لمحت بعينية لمعان يتراقص مع النجمات التي تزين عتمة السماء كلما ابصرت سواد محجريه الصغيرة ..كلما زرناهم
لقد علم سر نحيبي تحت الغطأء ليقول لي امسحي دموع اليأس والحزن والخوف وستريني يوما ادافع عن جميع النساء... لكي لاالمح دموعا تؤلم روحها …………………………………………… ولكن

تبقى وحوش ذكرياتنا تلاحقنا باستمرار لانها تجعلنا ندرك باننا ضحايا للشيطان لحين ماتهب عاصفة هوجاء تقتلع جذور تلك الذكرى المؤلمة بين ثنايا عقولنا
لم اكن ادرك يومها بأن الشيطان يتلبس هيئة البشر وبالرغم من انه طمئنني ليلتها بانه سيدافع عن كل النساء لم افهمه وقتها ..لحين معرفتي بان الشيطان حبيب واخ ..فحبيبها الذي هربت له تخلى عنها خوفا علي نفسه من اخيها ليتبين لها بانه لم يكن رجلا يوما .. بل واحدا من اشباه الرجال الكثر الذين خنقوا رئاتنا بتلوث افكارهم باننا مجرد جسد ونهود تتهاوى فوق السرير ليمارسوا رجولتهم وهم لايدركون بان رجولتهم هذة قذرة وحقيرة ... ومن اهالي الحي خرج الكلام عن تلك الملفحة بالسواد بانها تلاقي،العذاب من اخيها لانه يعتبرها ( مومس او عاهرة ) وراح يكوي جسدها باثار نار لهبة وكدمات زرقاء حبست دمائها ... حتي عادت الكرة بالهروب ولكن ليس لحبيب انكر عشقها ولم يكن من تلفقها افضل من ذاك المتشبة بالرجال ..
لتقع ضحية( قواد).. لعين معمي البصر والبصيرة.. لايبصر غير جسدها ويجرها.. كنطيحة مثيرة لتعيش عليها الضباع واحد خلف اخر وليتركها جثة عفنة نتنة ... واما الناس فحكمهم انها ( عاهرة ) بغض النظر عن نظرية البغي او المومس التي تزاول هذا الفعل..فقد قيل انه اتصال جنسي مقابل المال او انه حتى لتلبية حاجتها الاقتصادية ولربما تم استغلالها ولكن الناس لايهمهم وهناك من تكون تزواله لعوزها العاطفي دون المقايضة بالاجر واللا اختيار وحتي عدم التجاوب الانفعالي او حتي لا يتملكهم شئ من العاطفة .. لكن بالاخير تبقي بنظر الكل واحدة غير نظيفة دون معرفة اسبابها التي دفعتها لهذا الفعل الفاحش الذي يوضع بخانة ( الزانية) ...!!! وبينما لو ادرجنا اسباب ممارسة المرأة لهذا الفعل الرخيص سنجدة دوما رجل اب اخ حبيب او زوج دفعوا بها لهذا.. فاحيانا كثيرة تغتصب المرأة وتجر لممارسة هذا الفعل مع زوجها الذي،يعاملها بسوء بالعلاقة معها فما الفرق بينها وبين غيرها من العاهرات وحتى البعض منهم مريض بالهاله التي تحيط بعالم الدعارة فيجعل من زوجته عاهرتة مقابل النقود فقط ليستشعر رجولتة المعدومة ...
ممايضطرها للهروب من واقعها المرير لكنها تجلد بقسوة المجتمع وألسنتهم التي لاترحم ان كانت تمارس العهر والفجور بمنزلها دون علم احد صارت امام مرأى الناس هي الزانية ...
كرهت كل هذا الكلام ماهذا المكان اريد العودة لمنزلي..كنا نقطن بيت عمر اقارب ابي لاننا نبحث عن منزل ليشرق الصبااح اخيرا بشمس ضاحكة حين قال ابي، اننا عائدون .


لوان الذكرى تبقى فقط مجرد وجع يصرخ داخل الروح لكنها اصبحت واقعا مؤلم يحرقني كل يوم

فرحت دفنه :تلك الفتاه ذات الشعر الاحمر التي باحلامها صغيرة وببرائتها عندما اخبرهم والدها بأنه وجد منزلا وانهم عائدون لاسطنبول وسيودعون هذه القرية الحزينة التي يحاول عمر فيها ان يخرج ويتمرد على واقع الأسى هناك ولان ام عمر :ارملة فكان هو لايفارق امه خوفا عليها من كلام السوء ولانها لايوجد من عائلتها احد مقرب غير والد دفنا الذي يزورهم باستمرار بعد وفاه والده .... يتذكر عمر :ذلك اليوم جيدا حين ولدت بياض الثلج ذو الشعر الاحمر كان والدة مايزال موجود واخذهم بعد اتصال امها لدفنه : بأنها تحتاج امه لانها ستلد قريبا .. كان واقفا فوق مهدها الصغير قائلا كم هي جميلة ياامي انها كدمية برتقالية ..حملتها يومها ام عمر ووضعتها بحضنه الصغير وراح مقبلا شعرها كم ان رائحتها رائعة ياامي ...ام عمر :نعم صغيري كل الاطفال هكذا انهم كالملائكة بقي يومها لم ينم لانها امسكت بااصبعة وخشى لو ابعده ان يوقظها حفرت هذه الذكرى بعقل وقلب وحتى خلايا عمر ... بعض الذكريات نعمه وبعدها نقمة تمرمر حلاوة الحياة ..
ودعها عمر :يومها بقلبه ابن الـ 16 _ ربيعا وهو مقبوض وجعا قال لاتجعلي من هذه الذكرى ان تؤلمك وعودي مرة اخرى لهنا وانا ساكون يوما ضابطا يحميكي ويحمي كل النساء... قالت له نعم سارجع وايضا اود ان اكون مثلك ان احمي النساء ااستطيع ان اكون ضابط او شئ كهذا ...قهقه عمر:بخفة وامسك كتفها الصغير قائلا هذا العمل خطرا عليكي طفلتي لكن ان احببتي ان تساعديهن يوما وتقفي ضد الظلم فل تكوني محامية تدافع عن المظلومين ..شعرت بغبطة تملاء قلبها لترد عليه اجل سافعل واجتهد واكون مدافعة عنهم .. وستراني يوما هكذا قال لن اراكي يومها بل دائما لاتقطعي مجيئك لهنا ابتسمت وودعته ..وياليتها بقيت تحت ظل هذا الاسمر الذي يحمي امه بعد سفر اخيه الاكبر ليعمل ويعينهم ..ليتها بقيت محمية بسواد عينية تلحفت بها من شر الحياة..
والدها حين معرفتي بالعنوان سااتي لااخذكم لكي تمضوا معنا بعض الوقت ساذهب لارى المنزل الجديد وننقل اغراضنا ومؤكد ساعود الي اللقاء....
لقاءا لارجعة فية لقاء لم يكون بعد اليوم ستفتح الجراح ولن تغلق ابدا لان لم يعلم احدا بنزيفها وفبقيت تفقد روحها بالم متقطع ليزيد من كسرانها ...عادوا كعائلة سعيدة وانتقلوا للمنزل الجديد وبينما يجهزونة ارادوا شراء بعض الاحتياجات تركوا دفنه : في البيت وقبل الخروج احتضنتها والدتها قائلة اقفلي الباب جيدا ولاتفتحي لأحد لحين عودتنا ومن ثم انتزعت سلسلة تعودت دفنه: ان تراها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي