3

هل يقائي هنا سيجرني لبؤس اما مجرد ذكرى ستنتهي حين احقق حلمي ام انها ستجرني لقاع مظلم افقد به نفسي

اكمل عمر:الم تتصلي بعمي كريم وخالتي سلمى ..والده عمر..كيف لم اتصل يا بني اني احاول منذ الامس لكن الهاتف مغلق ..
خرج عمر بقلب جزع من مماسمع يشعر بضيق يتملكة قائلا أمل ان تكوني بخير يادميتي البرتقالية ..بعد ان ذهب لمدرستة وبطريق العودة استوقفة حديث الشارع القريب من المدرسة عن رجلا يخون زوجتة مع جارتة المطلقة ليشعر عمر : بالحنق والغضب علي معشر الرجال وكيف ينكرون فضل شريكة حياتهم وعن المرأة التي تقبل بان يخرب بيت غيرها ...
عاد الي مكتبة والده مثل كل يوم يبحث عن سبب يقنعة ان الذي يفعل شئ طبيعي من ضمن نظام الكون ..فراح يبحث كيف تكون العقوبة من شديدة الي عقوبة اشد ومن تسامح محدود الي تساهل اكبر ان ممارسة هذا الفعل فما من موضوع حيوي تراوحت فيه القوانين من اقصى اليمين الي اقصى اليسار شدة وتسامحا علي مدار حقب التاريخ ففي الحضارات القديمة وفي الوقت الحاضركانت البغايا معشر (العاهرات ) يحظين ببيوت ويحق لها ان تتاجر بالرقيق والبغايا الاقل وحتي الزبائن .. فكانت تحظي بشئ من التقدير يبلغ احيانا حد القداسة وكن قبل يطلق عليهن شتئ نعوت التبجيل والاحترام كالقديسات او المضحيات او كاهنات المعبد ويتباهى بعملهن ويتم اصطحابهن للاحتفالات وطقوس الاعياد واستقبال كبار الضيوف باعتبارهم البقرة الحلوب التي تديم للمعابد قديما هيبتها وديمومتها ...وكان التسامح الديني مع التي تزاول هذا الفعل تشدد بالغ القسوة لكن مع الباغية العادية او المستجدة بالعمل ففي قانون حمورابي خصص لها جانب من الاحكام الشديدة والخناق علي عملها من الشدة الي الاشد فمن النبذ الي الجلد والي النفي من البلاد ..
اما عند الرومان كان يتم نفي كل من يساهم في جر الفتاة الي هذه الحرفة ويتم حبسة او دفع غرامة واحيانا كانوا يعملون علي تشجيع الرجال للزواج منها كي لاتعود لهذا العمل ..والامبراطورة ( تيودورا) نفسها كانت بغيا قبل ان يتزوجها - جيستنيان -وبني لهن مبني ضخم يضم البغايا التائبات وبهذا تقلص الي حد ما ..وعندما جاءت الاديان السماوية .......... عند دفنه : نهضت صباحا لتجد اصلي تحضر لها ثياب نظيفة وتدعوها للاستحمام ومن ثم الافطار ..شكرتها ونهضت وكأني احسست باأمي تعود من جديد تناولنا الفطور ومن ثم اتت المسؤلة عن الميتم علي حسب قول اصلي ..دعتني للوقوف ومن ثم قالت فتاه جديدة معكم انها ادا التوناي نطقت بان اسمي هو لم تجعلني اكمل واردفت من الغد ستنضمين للمدرسة لتلقي العلم وخرجت وانا مذهوله مما حدث



جاءت اصلي لتخبرني بانهم يغيرون اسماء الجميع هنا حتي انا لم يكن هذا اسمي بل انه ( زينب ) يادفنه :لوت شفتيها باستغراب متسالة لما يفعلون ذلك لترد اصلي مازلتي صغيرة عزيزتي ساخبرك يوما ما عن السبب ..
عند عمر: لم ترحم الكتب المقدسة نساء البغي بل تماديت بتحقيرها وألحط من شأنها وتشديد العقوبات عليها ... وكان الضرب والجلد والرجم للمرآة الزانية هو القاسم المشترك ( العقاب ) في الاديان الثلاثة اليهودية والمسيحية ومن ثم الاسلام ..وفي الوقت الذي اعتبر-البغاء- دنسا ونجسا وشراء للاجساد ..
كان النظام يكون مرن بعض الشئ فكان النبي سليمان يحتفظ ببعض المحظيات اي انهن باغيات من الدرجة الاولي يزاولن شتى ضروب الفنون التي تسعد الناس ..وبالدين المسيحي كان اكثرصرامة للتعاليم التي وضعها السيد المسيح بشان الباغية التي وصلت للحرق ولكن ايضا اتسمت هذع التطبيقات بالمرونة والتسامح وحين انتصر السيد المسيح لعاهرة اراد الجمهور ان يرجمها بالحجارة واخري تقدمت اليه لتغسل قدمه وتمسحة بالزيت وتصب عليها العطر مماجعله ينتصر لها بان روح المومس سليمة وان كان قد تدنس بدنها لايعني الحكم عليها كمومس ...
اما الاسلام وماجاء بالقران من احكام وعقوبات واذا قارناها بالتوراه والانجيل لوجدناها اقل صرامة وايذاء فلم تبلغ عقوبة الزانية القتل كاليهودية ولا عقوبة القلع كما في المسيحية ..بل اكتفي بحين ثبوت التهمة بان تجلد تخويفا وعبرة وقد ساوت الاحكام بين الزاني والزانيةمعا ...
ويتم ذلك بشهادة اربعة شهود عدول وحين يتم اثبات كلام الشهود بانهم راوا لا سمعوا فقط يتم حبسها بالبيت حتى ترجع عن هذا الفعل ويتوفاها الموت ...ولكن احكام القران لم تترك سدى فاولئك الذين يرفعون التهم بدون اثبات لهم عقوبات ايضا وهي ثمانين جلدة للذين يرمون المحصنات الغافلات بمجرد كيل من التهم جزافا بمجرد الشك ...
وهنا ناتي للاب الذي يعرض ابنته لممارسة الدعارة والزوج الذي يدفع زوجته الي شخص اخر لتتوالي سلسلة الاشخاص فيما بعد والشخص الذي يغوي فتاه بريئة يتعرضون لعقوبات الموت كحد اقصى بدءا من الجلد والغرامة والنفي ومن ثم الموت ...
عند دفنه : امضت اليوم الاول بالمدرسة التابعة للميتم بشكل جيد لم تتعرف لاحد انهت درسها واسرعت لاصلي ماتزال حصتها لم تنتهي بقبت واقفة تنتظرها لتصرخ بها احدى المعلمات .


لقد صرخت المعلمة عليها لماذا تقفين هنا هيا الي الي درسك انتهى اليوم الاول حين عدنا من طعام الغداء دخلت لادرس وساعدتني ببعضها اصلي وبالمساء فزعت على صرخات استنجاد و وجع مدوي احتضنتي اصلي بقوة واطبقت علي فمي قائلة اصمتي كل شئ سينتهي ..لقد اقتادوا فتاه انها تكبر اصلي بعده سنوات ولم يتحرك احدا لينجدها ..ذهبت بعيدا ليختفي صوتها المبحوح من الصراخ ...جسدي كله ينتفض وقلبي فزع من هول المنظر تسالت ماذا يحدث يااصلي ..
قالت لاتهتمي المهم انكي حافظي علي نفسك ولاترتدي غير الملابس التي ساحضرها لكي ..احتضنتي ونمنا في تلك الليلة المرعبة .. عند عمر :بعطله نهاية الاسبوع قرر الذهاب لاسطنبول لمعرفة اخبار عائلة دفنه :اخبر والدته وانطلق بعدها يومان من البحث لم يجد فيهما دليل يوصله لشئ.. وبالاخير انقلبت حياته حين علم انهم توفوا بحادث سير ..سال المراكز والمشافي ان كان لديهم علم عن ابنتهم استدل علي قبريهما وجدهما اثنان وبعد ان دار عالمراكز اخبروه كان هناك فتاه وقد اخذت للملجاء ذهب بسرعة للعنوان المنشود لتخبره مديرة الميتم ليس لدينا اسم كهذا طلب منها ان ينظر للفتيات فرفضت ذلك الابتصريح رسمي من الشرطة ولانه مايزال صغير لن يكن الامر سهلا ..
افترقت خطواتهم للابد وانتهت احلاما وردية وانتهي حلم طفول بدمية برتقالية اين انتي صغيرتي ياليتني حبستك داخل قلبي يومها كعصفورا بقفص عشقي الابدي ..بخطى مثقله خرج عمر من باب الميتم لتخرج بعده دميته للحديقة تنفست عبق ياسمين كريح امي وابي اوكريح عمر ...
ساشتاق لكم جميعا وحتي ان كبرت لم اعرف الوصول لك ياعمر ... لو انهم لم ياتوا بي لهنا لكنت بحثت باوراق ابي علي اجد عنوانك ياعمر .. عاد بقلب مدمى الم ووجع علي فقدانه اثر برتقاليته ..توالت السنوات وتخرج عمر ليذهب للجامعة واما دفنه :كانت تشتهد اكثر وبؤسها يكبر اكثر كل ليلة تقتاد فتاه او اكثر لمقصلة الظلم افهمتني بالامر اصلي بعد وصولي للثانوي لم تدعني ارتدي غير الملابس الفضفاضة والطويلة الاكمام كي لاينتبه احد لجسدي واجر كذبيحة الاضحية ..
وبيوم من الايام اختبئت تحت السرير وكنت اموت خوفا حين اقتادوا اصلي رفيقة عمري ماذا سافعل من غيرها كيف ساواجه مخاوفي ..بقيت طوال الليل اذرف دموعا لاتنهي وبعد يومان كنت اختنق فيها من غيرها ماذا سافعل والي من الجاء من بعدها لارى عيناه الخضراء تبصرني بكل حب قائلة برتقاليتي هل اشتقتي لي ارتميت دون وعي او شعور ورحت ابكي كطفلة لم ابكي على فقداني امي وابي هكذا حاولت ان تهدئني .
غرابيب سود تغطي القمر ام هي،شياطين تسكن داخلنا تدعي البراءة وانها لجنس البشر تنتمي وبالمجمل انها شياطيننا التي تجرنا للشتات وضياع ابدي

احتضنتها اصلي :مطمئنة صغيرتها التي اصبحت كأبنة لها اشتقتك وكدت اموت خوفا وفزعا يومان لم يغمض جفني قلبي يرتعب كلما سمعت تلك الخطوات تقترب لتسوق ضحية اخرى متي ستخبريني ماذا يفعلون ولماذا ياخذون الفتيات ...
اصلي :بحزن انهم ياخذوهن كسبايا او بغايا ..دفنه :ماذا يعني هذا لم افهم ..اصلي :اسمعيني جيدا عزيزتي لاترتدي غير الملابس الواسعة ولاتخرجي امام احد اكملي الدرس وعودي للغرفة ..
دفنه اخبريني ماذا يحدث ..اصلي بوجع اسمعيني ان مديرة الميتم تقوم بتغير اسماء البنات لكي تبيعهن ( لمومس كبيرة تشتغل بالدعارةوتجعل الفتيات عاهرات يعملن عندها ) وعندما يصبحن بعمري وقبل انقضاء الثانوية تاخذهن لان بعد اكمالنا سنذهب للجامعة و تكون لنا حرية التصرف بعد ذلك افهمتي ..انا الان لم يتبقى لي شئ لدخولي الجامعة ولذلك لم ادعهم يسلوبوني شرفي وعذريتي لقد اخذت سكينا معي وقمت بطعن من اراد ان يسلبني طهارتي وخوف تلك المومس الحقيرة جعلها تعيدني ...لكن انا ان ذهبت من هنا كيف ساتركك وحدك ومازال امامك سنتين لتنتهي وتذهبين للجامعة ....
دفنه :شعرت بوجع يتعالي من اعماقها وشهقات بكائها احدثت ثورة بداخل اضلاع اصلي وهي محتضنة اياها قائلة لاتتركيني يااختي انا مؤكد سيسلبوني اعز مااملك فانا لااملك شجاعتك ولاحتي نصفها .. احتضنتها اصلي :لاتبكي صغيرتي لن اتركك لن ااكتب شيأ بالامتحان لكي اعيد السنة حتى ابقى معك سنة اخرى وسوف نرى ماذا نفعل حينها بكت دفنه :وبكت مناجية ذكرى والديها ومناديه لظل عمر الذي تشتت خطاه وسط ظلام مرعب وغرابيبي التي تطير فوقي معلنةاغتيال الفرح والامل والزهور التي تزهر بقلبي ...
اماعمر :انتهى من الجامعة ليصبح ضابط مع صديقة يماش : الذي ذهب لشرطة الاداب واما عمر : فختار المباحث العامة ..
يماش :لماذا لاتاتي معي الم تقل انك تريد الدفاع عن النساء ..نعم قلت لكن لم ادافع يوما عن دميتي الصغيرة ...
يماش: اي صغيرة .. عمر :لاشئ انسى لكني سادافع عنهن من منصبي هذا لاني لو دخلت لشرطة الاداب ساقتل كل الذين يجعلون الفتيات يعملن بهذا العمل وببدي ايضا ..
يماش لايجوز هكذا حسنا اهدى ياصديقي ..
ذهب يماش: وبقي عمر الحزن يفطر قلبه ساجدك يادميتي لو بقي اخر يوما بعمري انا الان املك السلطة وساتحرى بكل مكان لكي استعيدك واعوضك الذي فات ... كانت دفنه :قد نست بانها انثى تخاف النظر الى جسدها الذي يزهر وراحت تغطيه اكثر بملابس واسعة حتي بدت .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي