للعشق وجوه كثيرة

نورهان العشري`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-19ضع على الرف
  • 67.9K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

بسم الله الرحمن الرحيم


*ما اصعب ان تتحول ذكرياتنا الجميله إلي شجرة شوك تنغز في قلوبنا بدون رحمه لا نحن قادرون علي نزعها و لا قادرين علي تجاهلها
****
أتدري مراره أن تفقد شخص كان بمثابة روحك و أكثر....
أتدري شعور أن تشتاق لشخص اصبح مُحرم عليك حتي مشاهده طيفه....

أتدري شعور الحاجه لشخص ما كان كل الحياه بالنسبه لك ثم فجأه اختفي...

أتدري شعور أن تنظر إلي كل ملذات الحياه و كأنها لا شئ بنظرك....

أتدري شعور أن يتسرب حلمك من بين أصابعك كالرمال و لا تستطيع التمسك به...

أتدري شعور أن تجبرك الحياه أن تصبح أسوء شخص في هذا العالم بنظر شخص هو العالم بالنسبه لك....


***********

*تقف تلك الفاتنه تنظر إلى البحر بعينيها الحزينه التي انطفأت و تحولت من شعله من النيران إلي كتله من الرماد المحترق.. تبكي علي قلبها المكدوم.. علي حلمها الذي قتل في مهده... تتذكر جنتها التي حُكم عليها النفي منها طول عمرها.. و لكن ما يفتت قلبها ان هذا كان اختيارها....

في بعض الأحيان نختار عذاب البعد و نيران الفقد في سبيل سلامه من نحب.. و يكفينا فقط ان تحملنا نفس الأرض.. تظللنا نفس السماء... نتنفس نفس الهواء.... و لكن القلب مثل الطفل الصغير لا يكتفي بالقليل... يريد أن يأمُر فيُطاع...

تسترجع كاميليا بعض من ذكرياتها مع معشوق الروح و نبض الفؤاد يوسف....


*فلاش باك ..

(تقف كاميليا أمام المرآه تتأمل جمالها المشع في هذا الثوب الأسود الرائع الذي يلتصق بجسدها الفاتن و يصبح مثل جلد ثان لها... و شعرها البني يتخلله بعض الخصلات الصفراء كشلال حريري يصل لأسفل خصرها...) ...
و تهمس " قمر يا بت يا كامي قشطه يخربيتك. أمواااااه.... نفسي أشوف شكل جو لما يشوفني.. هيقول إيه.. لا دا هيعمل مش هيقول. سافل يخربيته

و لا شكل نيفين و أمها {بنت عمها و مرات عمها } هيبقي عامل ايه لما يشوفوني نازله مع يوسف و انا قمر كدا '

انصدمت و وضعت كفها علي قلبها و قالت
' يارب استر و عديها علي خير يارب يا نيفين يا بنت سميرة يبعتلك فرحه تنسيكي اسمك و تشيليني من دماغك بقي..
و بعدين بقي انا اتوترت هقوم اشغل اغنيه و ارقص عليها خليني اهدي شويه اصل مفيش غير الرقص الي هيهديني.. قامت جابت الفون و شغلت أغنيه

[ دلع البنوته دلع.. قولها الي في قلبك طلع. و ارمي هم الدنيا و سلم... دي الي بتهنن و تطبطب.. دي الي احلي و اجمل و اقرب... لو تسيب يوم حته تضلم... دي الي واخده في الدلع ميت دكتوراه... ماشيه بتدلدق سعاده عالجميع. دي الي أي عظيم أكيد بتكون وراه.... و في زعلها الكورة الأرضيه تضيع ]..

أخذت تتمايل علي أنغام الأغنيه غافله عن تلك العيون بلون السماء الزرقاء التي اخذت تراقبها بنظرات نمر يوشك الانقضاض علي فريسته...
تلك الجنيه التي تمتلك عيون بلون العسل التي تتمايل و لا تدري بأنها تتمايل علي أوتار قلبه المفعم بعشقها....
يقف يوسف بطلته المهيبه و وسامته المعهودة ينظر إليها و يشعر بأن كلمات هذه الأغنيه خلقت خصيصا لأجلها..
فلم تشعر هيا سوي بهاتين اليدين القويتين تطوقها من خصرها.. فتفزع قائله بدلع أطاح بعقله..
كاميليا :حرام عليك يا يوسف كدا تخصني...
يوسف: و انتي مش حرام عليكي الي بتعمليه في قلبي دا..
كاميليا بنعومه: هو انا كنت عملت أيه.
ينظر يوسف الي هيئتها المهلكه لرجولته بدأ من شعرها الحريري الي عينيها العسليه المتوهجه بنيران العشق الي انفها المنحوت بدقه
. و شفتيها...و آه من شفتيها التي تجعل العقل مغيب عن الواقع ليصدع عقله صارخا

'' كام معلقه من العسل وضعها الله في فمك حين خلقه ''

عند هذه النقطه لم يتمالك يوسف نفسه و التقط شفتيها الرائعتين بشفاهه الغليظة و شرع في إلتهامهما و اخذ يتذوق شهدهما برويه و يتلذذ بطعمها الرائع...
و لم يتركها الا عندما شعر بأنها سوف تختنق فتركها علي مضض و هو علي يقين انه لو بقي ألف عام يتذوق شهدها لن يمل أبدا......
أما عندها. فشعرت بأنه اختطفها و حلق بها عند النجوم فلم تشعر بأي شئ حولها سوي بشفاهه و هي تنقلها لعالم الاحلام....
حتي شعرت برئتيها تكاد تنفجر طالبه لبعض الهواء..
يوسف: بصيلي..
كاميليا : تؤ تؤ...
يوسف: وحياه امك بلاش دلعك دا مش هقدر اتحكم في نفسي اكتر من كدا..
كاميليا: براحتي اعمل الي عيزاه علي فكرة و بعدين انت خدتني علي خوانه ازاي تعمل كدا ....
يوسف: ايه يا بت التناكه انتي تقولي اصلا انا ابوسك... كاميليا: يا حبيبي اطول و اطول اطول من كدا كمان.... يوسف : يا شيخه مين الي قالك كدا إن شاء الله.
كاميليا : انت يا قلبي و بعدين يا حبيبي انا معجبين كتير هه...
و ما ان تفوهت بآخر كلمه حتي رأت عينيه التي تحولت إلي حمراء قاتمه من شده الغضب فعلمت انها هالكه لا محاله فأكملت بمكر : بس محدش غيرك يملي دا ( و أشارت إلي قلبها)
فرقت نظراته حين نظر إلي موضع اصبعها...
ثم اكملت لتشتت ذهنه حينما فهمت مغري نظراته و محدش غيرك يعجب دا و اشارت الي عقلها..
و لكن هيهات فما فعلته بشقاوتها و افعالها المغريه الغير مقصوده قد أثار نار الرغبه بقلبه فرفع نظره الي داخل عينيها.
" فتقابل وهج نيران عينيها. بزرقه مياه عيناه"

واخذها في قبله محمومه تعبر عن عشقه و ولهه بها لم يفيقهم سوي طرق الخادمه علي باب الغرفه..
فتنحنح يوسف و قال... نعم...
فقالت الخادمه يوسف بيه مامت حضرتك بتستعجلك... ّ
يوسف . قوليلها نازلين اهوة...
ثم نظر الي عينيها و قال.. اعمل فيكي ايه نستيني نفسي انتي بقيت خطر عليا..
نظرل له كاميليا و قالت بهيام... يوسف انت بجد بتحبني...

فنظر إليها يوسف و قال.. تؤتؤ مش بحبك..
فظهر القلق جلياً علي ملامح وجهها... فاستكمل يوسف قائلا... انا بتنفس روحك. و بشوف بنور عيونك....

فاحتضنته كاميليا بفرحة غامره قائله بعشقك..
فنظر لها غامزاً بوقاحه اعتاد عليها طب إيه بقي....

فشعرت بالخجل يغمرها فوقفت علي اطراف اصابعها و تعلقت بعنقه و قالت بنعومه... ايه يا ابني قله الادب دي عيب كدا غلط علي صحتك...
فقال لها بغيظ والنبي ما في غلط علي صحتي غيرك انتي الي هتجيبي أجلي بشقاوتك دي يا بنت الحسيني ..

فضحكت ضحكه صاخبه زلزلت كيان ذلك الواقف أمامها و قالت... بقولك ايه يا جو هسيبك و اروح لطنط عشان عيزاها في موضوع كدا سر....
فتحير يوسف و قالها استني هنا يا بت موضوع ايه دا.. فردت بميوعه.. هسألها كانت فين و انت صغير يا حبيبي ثابتك كدا ازاي من غير ما تربيك....
فضحك يوسف بصخب و قال لها.. هيا حاولت معايا بصراحه بس زهقت لما ملقتش فايده..
الظاهر كدا كان قلبها حاسس ان في جنيه هتيجي تربيني من اول و جديد و تعمل الي محدش قدر يعمله....
فنظرت الي عمق عيونه و قالت.... بس انا بحبك بعصبيتك و غيرتك و جنانك و حتي قله ادبك دي بعشقها..

فذاب قلبه من دلالها و اعترافها الصريح بعشقها له و لمحت عيونه و عندما اوشك بالانقضاق عليها للمرة الثالثه ركضت و فتحت باب الغرفه و اندفعت للخارج و هيا تقول.. تؤتؤ ثبتني مرتين لو عملت التالته دي يبقي عيبه في حقي...

و انطلقت ضاحكه دون ان تدري انها خطفت قلب ذلك الوسيم معها فلم يملك شئ سوي ان يهرول للأسفل لتلك الحوريه التي سلبت جميع حواسه ..... ❤

*هل يعقل ان يجعلنا شخص نعشق الحياه لوجوده فيها... هل يعقل ان شخصا واحد يمكنه ان يحتكر جميع حواسنا ان يجعلنا نري الدنيا بعيونه و من دونه تصبح الدنيا سوداء قاتمه لا شئ فيها يُري.......!!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي